الصحة النفسية للطفل
من المعروف اهتمام الآباء والأمهات بصحة أبناءهم الجسدية وهي والصحة الداخلية مثل سلامة الأعضاء ، وعملها بشكل جيد ، وسير النظام الحيوي في الجسم بطريقة منتظمة ، ولكن الصحة النفسية للطفل لها تعريف أخر ، ليس ببساطة تعريف الصحة الجسدية ، كما أن تطبيق الصحة النفسية ليس بالسهولة تطبيق الصحة الجسدية للطفل ، فعلاج الجسد متوقف على الطبيب ، والعلاج المادي ، ولكن علاج نفسية الطفل يشترك فيه الأسرة ، والمدرسة ، والأقارب ، والأصدقاء .
ولا يمكن أن يتعرف الوالدين على سلامة الطفل النفسية إلا من خلال التعامل مع من حوله ، كما أن تعريف الصحة النفسية يختلف أختلاف كبير بين البيئات المختلفة ، والأشخاص ، والتعاملات ، والكثير من السلوكيات المختلفة وكذلك وفق الثقافات ، والمعتقدات الدينية ، ولكن العلماء وضعوا مفهوم الصحة النفسية بشكل بسيط وهو : ( أن الصحة النفسية حالة الفرد السائدة والمستمرة والتي يكون فيها مستقراً متوافقا نفسيّاً واجتماعيّاً ، بالإضافة إلى الشعور بالسعادة مع الذات ومع الآخرين ، وبالتالي القدرة على تحقيق وتقدير الذات، واستغلال المهارات والكفاءات الذاتية بأقصى حد ممكن، أي أنها السمة الإيجابية التي يتمتع بها سلوك الفرد واتجاهاته تجاه ذاته وتجاه الآخرين، فيكون بذلك فرداً سعيداً ومتوازناً وحسن الخلق) . [1]
أهداف الصحة النفسية للطفل
الصحة النفسية هي من أهم الأشياء التي يجب أن تزرع داخل الطفل ، حتى يكون له تأثير قوي ، ودور في المجتمع ، ويساعد بذلك ذاته على تحقيق أهدافه ، ومن أهم أهداف الصحة النفسية الأساسية للطفل : [2]
من أهم الأهداف التي تسعى لها الصحة النفسية ، هو شعور الطفل بالأمان ، والاطمئنان ، والقدرة على الشعور بالشجاعة في أصعب المواقف والتحديات .
الصحة النفسية تساعد الطفل على أن ينشأ في وسط أسرة متوازنة نفسياً فكون الطفل لديه قدر من السلام النفسي ، ويتمتع بصحة نفسية جيدة فهذا دليل على أنه يعيش في أسرة تتمتع بالضرورة بذات الأمر ، وهذا يجعله فرداً سوياً في المجتمع .
تعد الصحة النفسية المنقذ الأولى لطفل للخروج من المشاعر السلبية التي يمكن أن يكونها المجتمع تجاهه ، وتعيد له الثقة بذاته ، وبمن حوله ، كما أنها تساعده اكتشاف شخصيات من حوله ، وشخصيته ذاته ، وتفتح له آفاق جديد حول ما يريد أن يصبح في المستقبل ، وخلق التوازن بين المشاعر ، والأفكار العقلية .
الطفل في السن الصغير يمكن أن تعرض لضغوط معينة ، على صغير حجمها ، ولكنها تتناسب مع سنه ، كما يمكن أن يقع في مشكلة من المشاكل ، ومن المؤكد أن الصحة النفسية تساعده على التغلب على مشكلته ، وتعيد له التوازن ، وتساعده على عدم الانفعال بسهولة .
أغلب الأطفال الذين لديهم صحة نفسية جيداً نجد أن لديهم القدرة أكثر من غيرهم على التعامل مع أفراد المجتمع حتى وأن كانوا أغراب عنهم ، ويمكنهم فتح حوار مع شخصيات لا يعرفونها ، وتكوين صداقات مع غيرهم .
كما تهدف الصحة النفسية إلى أن يكون الطفل قادراً منذ صغره على تحمل المسؤوليات المكلف بها ، والتي تتناسب مع قدراته .
تعزيز الصحة النفسية
يسأل الكثير من الأمهات كيف اهتم بصحتي النفسية وصحة طفلي؟ تتعدد الأشياء التي يمكن من خلالها تعزيز الصحة النفسية في حياة الإفراد من أهم هذه الأشياء : [3]
توفير الاحتياجات الأساسية من سبل الراحة مثل الأكل ، والنوم المريح ، ووسائل الراحة المختلفة .
النظر إلى الأشياء ، والتجارب بطريقة إيجابية تساعد على الإقدام على هذه الأشياء ، ومحاولة تجربتها.
محاولة الابتعاد عن أي مصدر من مصادر الخوف ، التوتر ، والقلق ، يساعد على السلامة النفسية ، والقدرة على التعامل براحة مع المواقف المختلفة والتمتع بالصحة النفسية .
المظهر الخارجي هو أول ما يراه الأشخاص منك ، والاهتمام به يعكس الصورة الأولى التي تعطي القليل من الثقة بالنفس .
الشخص الذي يتمتع بالصحة النفسية لابد أن يكون لديه هدف يسعى له طوال حياته .
عمل أنشطة مختلفة مثل اليوغا، حيث أن فوائد اليوغا النفسية كبيرة على الصحة النفسية.
الصحة النفسية للطفل وأساليب التربية
أساليب التربية المختلفة للطفل يمكن أن تساعد بالضرورة على تنشئة طفل لديه سلامة نفسية ، وصحة نفسية جيدة ومن أهم الأساليب التي تساعد على ذلك : [3]
إظهار الحب للطفل ، واحتضانه مادياً ، ومعنوياُ .
التعامل مع اهتماماته بأهمية كبيرة .
التعالم بطريقة حازمة قوية مع أي شيء يعود بالضرر على الطفل .
استخدام الأساليب التشجيعية ، والهدايا ، والمكافآت والتحفيز عند حدوث شيء إيجابي من الطفل .
تدريب الطفل على الاعتماد على النفس الذي يترتب بالضرورة قدرته على ذلك عندما يكبر .
استخدام أسلوب القدوة الحسنة مع الطفل ، فلابد من الحرص على التعامل الإيجابي أمامه .
تقديم أسلوب المكافأة على أسلوب العقاب ، حيث أن الطفل يحتاج للدعم والتشجيع أكثر العقاب .
القدرة على الإجابة على أسئلة الطفل بطريقة تمكنه من فهمها .
استخدام أسلوب العقاب من جنس العمل حتى يتعلم الطفل أن الخطأ فيما فعل ، وليس به هو .
أسلوب الإهانة لابد أن يكون غير موجود في سياسية أي شخص يتعامل مع الطفل لأن ذلك يجعله يزداد عناداً .
العوامل المؤثرة في الصحة النفسية للطفل
منذ مولد الطفل فأن هناك الكثير من الأشياء التي تساعد على التأثير في صحته النفسية الجيدة ، فكل مولود يولد على الفطرة كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – والأبوين لديهم القدرة على عدم تغير هذه الفطرة أو العكس ويمكن تخليص العوامل المؤثرة في كلاً من الأسرة ، والمدرسة بكل ما يحتويه العاملين من مؤثرات فرعية مثلاً : [4]
الأسرة
تعتبر السنوات الخمس الأولى هي أهم سنوات في حياة الطفل والتي تساعد بالضرورة على تكوين شخصيته واتجاهاته وأنماطه السلوكية وفق ما أتفق عليه علماء النفس ، ومن المؤكد أن الأساس الذي يبني عليه صحة الطفل النفسية سوف يستمر معه في مراحله المتقدمة التي تساعد تكوين شخصيته ، فنجد أن الطفل السوي يظهر ذلك عليه من صغر سنه في تعامله مع والده ، أو مع إخوانه وأقاربه ، والصحة النفسية الجيدة ، والشخصية السوي للطفل تدل بالضرورة على السلام النفسي ، والحياة السوية التي يخلقها له والديه ، وعلى النقيض نجد أن الأطفال الذين ينشؤون في جواً أسرية غير مناسب فأن ذلك يخلق بداخله الكثير من الأنماط السلوكية غير الجيدة مثل الأنانية ، والعصبية ، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية في المراحل القادمة .
المدرسة
ربما المدرسة هي البيئة التي يتعرف فيها الوالدين ، والأسرة على المبادئ والقيم التي غرستها الأسرة في أطفالهم منذ السنوات الماضية ، وكيف تظهر هذه التربية النفسية السوية ، حيث أن المدرسة هي المقر الأخرى الذي يساند الأسرة في هذه المرحلة على زرع القيم ، واحترام الذات والقدرة على تكوين الصداقات في المدرسة ، والمجتمع ، ولكن الدور الرئيسي هنا ينتقل من الأسرة إلى المعلمين حيث أن الطفل يقضي أغلب وقته في هذه الفترة في المدرسة ، وليس في المنزل ، فيجب على المعلمين مراقبة أفعال الطلاب ، وقدرتهم على التفاعل مع غيرهم ، وتحملهم المسؤولية ، ويساعدهم في ذلك الوالدين عن طريق تدريب الأطفال على تحمل المسؤولية ومراقبة ردود أفعال أطفالهم في المنزل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ