محتويات
ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة
حديث أنا خصمهم يوم القيامة
ما صحة حديث ثلاثة أنا أخصمهم يوم القيامة
ثلاثة أنا شفيع لهم يوم القيامة
ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة
ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة هم:
رَجُلٌ أعْطَى بعهد ويمين ثُمَّ أخلف فيه.
رَجلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ.
رَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولم يُعطِه أجرَه.
وهذا مقطع من الحديث النبوي الصحيح الذي رواه مكثر الحديث أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والحديث يبين ثلاث أصناف من الناس يخاصمهم الله ورسوله يوم الحق، فيحذر من هذه الأفعال، كي لا يصاب فاعلها بالوعيد الشديد المعد لهم، لأن من كان الله خصمه سيهلك لة محالة، وهؤلاء الرجال هم:
رَجُلٌ أعْطَى بعهد ويمين ثُمَّ أخلف فيه: وهو الرجل الذي اعطى عهداً أو يميناً، وغدر بهذا العهد، ولم يفي فيه، وقد أمر الله جل وعلا بالوفاء بالعهد، وورد ذلك في سورة الإسراء بالآية 34: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}.
رَجلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ: والرجل الذي باع مسلم حر على أنه عبد، وقبض ثمنه، ثم صرفه بأي منفعة، وخص النبي الأكل في الحديث لأنه أخص المنافه، وهذا لأن واجب المسلم تجاه أخيه المسلم أن يناصره ولا يظلمه.
رَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولم يُعطِه أجرَه: والثالث هو الرَجل الذي استأجر شخصاً وعمل هذا الشخص عمله وأنهاه، وعندما فرغ منه لم يعطيه أجرته، لأن الأجير وثق بأمانته، وهو بدوره خان الأمانة، فالله سوف يجازيه على قلة أمانته، ولأنه أكل حق الناس الأبرياء وأكله بالباطل، وهذا أقبح من المظالم وأشدها عقاب.
حديث أنا خصمهم يوم القيامة
اهتم الإسلام بالعدل بين المسلمين وتنظيم أمورهم، وحذر من الأمور التي تؤدي إلى غضب الله جل وعلا عليهم، وعلى الأمور التي تجعل الله جل وعلا خصيمهم يوم القيامة، فيخرج حق العبد من رقبته لله جلا وعلا، ليقتص منه عاقبة أعماله.
وقد ورد ذلك في حديث نبوي صحيح رواه مكثر الحديث أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
“قالَ اللَّهُ: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولم يُعطِه أجرَه”.
ولم يكون القصد من ذكر الأصناف الثلاثة هذه التخصيص، لأن الله خصيم الظالمين كلهم يوم القيامة، إنما القصد هنا أنه يشدد العقاب على هذه الأنواع من الظالمين دوناً عن غيرها، ولأن فيها صفة الغدر والغدر ليست من صفات المسلمين، وهي أسوأ الأخلاق إطلاقاً.
وقد ورد في الحديث تجريم بيع المسلم الحر لأنها من الكبائر والعياذ بالله، وهذا الوعيد لا يتم إلا على مرتكبي الكبائر، ويبين أن من الكبائر نقض العهود، وأكل أجرة الأجير، والإيمان الباطل والعياذ بالله.
ما صحة حديث ثلاثة أنا أخصمهم يوم القيامة
إن حديث ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ هو حديث نبوي صحيح رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا الحديث ورد في صحيح البخاري، والمحدث فيه البخاري، والراوي أبو هريرة -رضي الله عنه-، وقد ورد في الصفحة 2227، ورد فيه ذكر ثلاثة أصناف من الرجال من الظالمين الذين يختصمهم الله يوم القيامة.
وهم أشد نوع من أنواع الظالمين لما في أفعالهم من صفة الغدر والعياذ بالله، والأصناف الثلاث هم من أعطى عهداً أو يميناً ولكنه قد أخلف ولم يفي فيه، ومن باع رجلاً مسلماً حراً وقبض ثمنه وصرفه على حاجة من حوائج الدنيا، ومن استأجر شخصاً ليعمل له عملاً، وعندما أنهاه غدر فيه، ولم يعطه أجرته.
هذه الأصناف الثلاثة تخرج حقوق الناس التي في رقابهم إلى الله عز وجل، ويقتص منهم يوم القيامة على هذه الأعمال وسيحاسبهم لأنهم أشد الظالم ولهم أكبر عقاب والعياذ بالله. [1]
ثلاثة أنا شفيع لهم يوم القيامة
حديث الشفاعة هو حديث مطول ولم يرد فيه ذكر مقطع ثَلاثة أنَا شَفيع لهم يَوم القِيامة فيه، بل أن هذا الحديث يروي شفاعة النبي محمد للناس أجمعين يوم القيامة.
وروى الحديث أبو هريرة رضي الله عنه قال: “كُنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في دَعْوَةٍ، فَرُفِعَ إلَيْهِ الذِّرَاعُ -وكَانَتْ تُعْجِبُهُ- فَنَهَسَ منها نَهْسَةً. وَقالَ: أَنَا سَيِّدُ القَوْمِ يَومَ القِيَامَةِ، هلْ تَدْرُونَ بمَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ في صَعِيدٍ واحِدٍ، فيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ ويُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وتَدْنُو منهمُ الشَّمْسُ، فيَقولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَلَا تَرَوْنَ إلى ما أَنْتُمْ فِيهِ إلى ما بَلَغَكُمْ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ إلى مَن يَشْفَعُ لَكُمْ إلى رَبِّكُمْ؟ فيَقولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَأْتُونَهُ فيَقولونَ: يا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بيَدِهِ، ونَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، وأَسْكَنَكَ الجَنَّةَ، أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إلى رَبِّكَ؟ أَلَا تَرَى ما نَحْنُ فيه وما بَلَغَنَا؟
فيَقولُ: رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، ونَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غيرِي، اذْهَبُوا إلى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فيَقولونَ: يا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إلى أَهْلِ الأرْضِ، وسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، أَما تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى إلى ما بَلَغَنَا؟ أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إلى رَبِّكَ؟
فيَقولُ: رَبِّي غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسِي نَفْسِي، ائْتُوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَيَأْتُونِي فأسْجُدُ تَحْتَ العَرْشِ، فيُقَالُ: يا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، وسَلْ تُعْطَهْ. قالَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ: لا أَحْفَظُ سَائِرَهُ”، أخرجه البخاري واللفظ له، ومسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ