اليوم في 5:58 pm اليوم في 5:56 pm اليوم في 5:55 pm اليوم في 5:53 pm اليوم في 5:50 pm اليوم في 5:49 pm اليوم في 5:46 pm اليوم في 5:46 pm اليوم في 5:44 pm اليوم في 5:40 pm
أمر الله تعالى عباده بذكره، وحثَّهم على الذكر ورغَّبهم فيه، ورتَّب عليه الثوابَ العظيم، فقال الله تعالى: ï´؟ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ï´¾ [البقرة: 152].
وقال عز وجل: ï´؟ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ï´¾ [النور: 37]، وقال تعالى: ï´؟ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ï´¾ [الأعراف: 205]، وقال سبحانه: ï´؟ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ï´¾ [الأحزاب: 35]، وقال الله تعالى: ï´؟ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ï´¾ [العنكبوت: 45]، وغير ذلك من الآيات المعلومة لكل أحد التي تحث على الذكر وتأمُر به وتبيِّن ثوابه.
وفضائل الذكر كثيرةٌ، وثوابه عند الله عظيمٌ، فالذكر حياةٌ للعبد يشعُر من خلاله عظمةَ الله تعالى، ويحافظ على اتصال بربه عز وجل، ويُذكِّر بعظيم حقِّه سبحانه، وهذا ما يمنح العبد السعادة والطمأنينة والخير الكثير، وقد وردت أحاديث ثابتة كثيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فضل الذكر والحث عليه والترغيب وإليك بعضًا منها:
1- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أُنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والوَرِق، وخيرٌ لكم من أن تلقوا عدوَّكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله)؛ رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.
2- وعن عبدالله بن بُسر رضي الله عنه أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثُرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: (لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله)؛ رواه الترمذي وصححه الألباني.
3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (سبَق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله، قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات)؛ أخرجه مسلم.
4- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثلُ الذي يذكُر ربَّه والذي لا يذكر ربَّه، مثلُ الحي والميت)؛ رواه البخاري.
5- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قعد مقعدًا لم يذكر الله تعالى فيه، كانت عليه من الله تعالى ترةٌ، ومن اضطجع مضجعًا لا يذكر الله تعالى فيه، كانت عليه من الله ترةٌ)؛ أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
6- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: أي العباد أفضل عند الله يوم القيامة؟ قال: (الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات)، قلت: يا رسول الله، ومَن الغازي في سبيل الله، قال: (لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دمًا، لكان الذاكرون الله أفضل منه درجة)؛ رواه الترمذي.
7- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل يقول:
(أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحرَّكت بي شفتاه)؛ رواه ابن ماجه.
8- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه ذكَرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خيرٌ منهم، وإن تقرَّب مني شبرًا تقرَّبت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً)؛ رواه مسلم في صحيحه.
9- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل: (عبدي أنا عند ظنك بي، وأنا معك إذا ذكرتني)؛ أخرجه الحاكم في المستدرك ويشهد له حديث مسلم السابق.
10- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أقول: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس)؛ رواه مسلم.
11- وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الكلام إلى الله تعالى أربعٌ لا يضرك بأيهنَّ بدأت، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)؛ رواه مسلم.
12- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
(ألا أدلُّك على كنزٍ من كنوز الجنة)، فقلت: بلى يا رسول الله، قال: (قل لا حول ولا قوة الا بالله)؛ متفق عليه.
وقد وردت أحاديث كثيرة غير هذه في فضل الذكر وأهميته، ولا ريب أن كل مسلم يعرف منزلة الذكر والأذكار، ويعرف فضل الذكر، وما ورد من نصوص ترغِّب فيه وتحث عليه، وتذكِّر بعظيم أجره، والذكر بابٌ عظيم بين العبد وربه، لا يغفل عنه إلا غافلٌ شديد الغفلة؛
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين: (الذكر هو باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عبده مالم يُغلقه العبد بغفلته).
فإياك أن تغلق هذا الباب أو تقطَع صلتك بربك وخالقك جل جلاله، فالذكر هو حياة الروح والبدن، وهو صلة يتصل بها العبد بربه، ويستشعر من خلال الذكر عظمةَ الله وجليل فضله ونعمه، وينال من خلال الأجر الوفير الكثير.
والذكر من أسهل ما يكون مع عظمة أجره، فإن المسلم يستطيع أن يذكر الله دائمًا في كل أحواله قائمًا أو قاعدًا، أو على جنبٍ، ولا يكلِّفه ذلك أي عناءٍ أو تعبٍ، وقد جاء في الحديث الصحيح: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن - سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم).
فانظُر إلى سهولة هذه الكلمات مع عظمة أجرها وكثرته، وذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
فعلى كل مسلم أن يبادر إلى الإكثار من الذكر والمداومة عليه، والإتيان بأذكار الصباح والمساء، وغيرها من مختلف الأذكار الواردة الثابتة في السنة، وعلى كل مسلم أن يحث غيره على الذكر، ويبيِّن عظيم فضله، ففي الحديث: (الدال على الخير كفاعله).
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- المصادر والمراجع: