اليوم في 4:22 am اليوم في 4:19 am اليوم في 4:15 am اليوم في 4:11 am اليوم في 4:05 am اليوم في 3:59 am اليوم في 3:55 am اليوم في 3:50 am اليوم في 3:46 am اليوم في 3:45 am
يونس بن متى الملقب بـ ذا النون و صاحب الحوت وهي قصة نادرة ذكرت في القرءان الكريم، وبعثه الله إلى قرية عظيمة هي نينوى التي تقع في شمال العراق مقابل الموصل يفصل بينهما نهر دجلة.
يقول ابن كثير إن نينوى في زمنه كان فيها أصنام منكفئة على وجهها.
بعث الله يونس إلى قوم نينوى رسولا.
يقول الله في سورة " الصافات ": " وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. الاية 139.
وكانت نينوى بها عدد سكان كثيرون، يقول الله عز وجل وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. ( سورة الصافات).
وكانوا على الكفر وظل يونس يدعوهم سنين وهم على كفرهم ثم إنهم تجبروا وطغوا وهددوه بالأذى كما فعل بالأنبياء من قبله.
فعندها أنذرهم 3 أيام وخرج عنهم غضبان، والله أعطاه الإذن بأن ينذرهم ثلاثة أيام ولم يعطه الإذن أن يخرج، يقول الله سبحانه وتعالى : " وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ" ( سورة الأنبياء الاية 87).
وبالتأكيد ليس المقصود أنه ظن أن الله لن يقدر عليه بمعنى أن الله يعجز عنه، وإنما المقصود كما جاء في رواية عظيمة ومهمة عن معاوية رضى الله عنه قال لابن عباس رضى الله عنهما: " لقد ضربتني أمواج القرءان البارحة فغرقت فيها فلم أجد لي خلاصا من هذا الغرض مالم أجد لي خلاصا الا بك. فقال له ابن عباس: ما هي؟ فقال معاوية: يظن يونس نبي الله أن لن يقدر الله عليه، فقال ابن عباس ليس هذا، هذا من القدر وليس من القدرة".
يعني حرت في تفسير القرءان، وطلب التفسير من الصحابي ابن عباس لأنه كان أعلم الصحابة بالقرءان، فالله يستعمل القدر وليس من القدرة فيقول ( ومن قدر عليه رزقه ) يعني ضيق عليه رزقه. فتفسير ظنّ أن لن يقدر عليه معناها ظن أن لن يضيق عليه، لأنه نبي كريم وهؤلاء قوم عصاة وسيقع عليهم العقاب.
يونس يترك قومه بدون اذن ربه وذهب يونس عليه السلام إلى البحر وفي هذه الأثناء بدأت علامات العذاب تظهر على نينوى، وأقبلت عليهم غيمة سوداء كبيرة وبدأ يظهر من الغيمة الشرر ورأوا الغيمة في اليوم الأول فعرفوا أن العذاب سيحل بهم كما توعدهم يونس عليه السلام وكانوا يعرفون ما حدث من قوم لوط، فاجتمع رؤوساهم وقالوا صدق يونس والله هذا هو العذاب، ليس لكم منجاة من عذاب الله إلا أن تؤمنوا وتتوبوا فآمنوا جميعًا.
ولبسوا الثياب المرقع وأخذوا يبكون ويتبكلون ويسألون الله سبحانه وتعالى المغفرة وخرجوا إلى التلال وفرقوا بين المرأة وابنها حتى يبكون.
الله يغفر ذنوب قوم يونس وينجيهم من العذاب واستغفروا الله فرحمهم الله سبحانه وتعالى فصرف عنهم العذاب.
يقول الله تعالى : فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ (98). ( سورة يونس).
بالتالي لم تؤمن قرية بكاملها إلى قوم يونس وهذا من رحمة الله عز وجل.
يونس عليه السلام وقصته مع الحوت ذهب يونس عليه السلام إلى السفينة للبحر ويقول الله في سورة الصافات " إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140).
وكلمة ( أبق) تطلق على العبد الآبق الذي يهرب من الرق. يعني أنه ترك قومه وفر فذهب إلى سفينة وكانت مزدحمة ثقيلة.
وهاج البحر وتخفف الربان من احمال السفينة، وقالوا لابد من القاء البشر حتى تخف السفينة الثقيلة، وعملوا قرعة ليرموا ويرموا إلى أن تخف السفينة فبدءوا بالقرعة وأول من خرج سهم يونس عليه السلام فرفضوا لأنه شاب عليه آثار الصلاح، واقترعوا مرة أخرى، فخرج سهم يونس فتعجبوا، قالوا مرة ثالثة، فخرج سهم يونس، وتم رميه من السفينة، فالتقمه الحوت، والحوت هي السمكة الكبيرة وليست بالضرورة أن يكون الحوت الذي نعرفه.
فأوحى الله إلى الحوت ألا يأكل له لحما، أو يهشم له عظمًا، وعرف يونس عليه السلام أنه المقصود فبدأ يلوم نفسه كيف خرج من إذن الله، فهذه أول علامات التوبة أن يلوم الإنسان نفسه.
دعاء يونس في بطن الحوت وبهذا سجن يونس في بطن الحوت، وأقل الروايات ثلاثة أيام وروايات أخرى تقول سبعة وأكثر الروايات اربعين يوما محبوسا في بطن الحوت.
فنادى يونس عليه السلام في الظلمات ( ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر، وظلمة الليل) فكان ظلام دامس لا يرى شيئًا، فلولا أنه كان من المسبحين لـ لبث في بطنه إلى يوم يبعثون، فترك الدعاء واستمر في التسبيح.
والروايات تقول أنه لما نزل به الحوت إلى أعماق البحر بدأ يسمع تسبيح المخلوقات، وقال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
كل هذا لخروجه بدون استئذان من الله، لماذا ؟ لأنه رسول لابد أن ينفذ أوامر من يرسله بدقة وأي مخالفة لمن أرسله يستحق عليه العقاب، وفي هذه القصة تذكير للنبي محمد صلى الله عليه وسلم تنفيذ أوامر الله بدقة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء إلا استجاب له".
فنجاه الله سبحانه وتعالى ونجاه من الغم وكذلك ينجي الله المؤمنين، وسأل أحد الصحابة إذا ما كانت دعوة يونس في بطن الحوت نجاة ليونس لوحده أم للمؤمنين من بعده فقال النبي : " ليونس خاصة وللمؤمنين عامة ألم تقرأ قول الله وكذلك ننجي المؤمنين ".
الحوت يقذف بيونس عليه السلام إلى الأرض فقذف الحوت يونس إلى منطقة ليس بها شجر وهو مريض يقول المفسرون ذهب جلده، ولا يستطيع أن يتحرك، فظل مستلقي وتحدث المعجزات وتنبت شجرة عنده من يقطين واليقطين يقال له الذباء وهو نوع من أنواع القرع.
قال عنه المؤرخون لماذا اختار الله اليقطين؟! قالوا أوراقه كبيرة فكانت له ظل فغطته حتى لا تؤذيه الرياح. وكان فيها رائحة طيبة تؤنسه، وكانت هذه الرائحة من خصائصها أنها تطرد الحشرات، فما تأتيه الحشرات لـ لحمه المكشوف واختار الله هذه الشجرة حتى تحميه من الأذى بأصنافه.
ويقول المفسرون كذلك وأرسل الله تعالى له أروية وهي أنثى الوعل، والوعل هو الغزال الكبير.
وأنثى الوعل كانت تأتيه حتى تصل إليه فتفتح رجليها فوقه وتنزل ضرعها له فيشرب فكان هذا طعامه، وظل على هذا الحال إلى أن شفى وقام صحيحا مرة أخرى رحمة من الله، ولما عادت له الصحة بعثه الله إلى قومه مرة أخرى، ما يزيد عن مئة ألف وكلهم آمنوا بدعوة الله.