آية عن صلة الرحم في سورة البقرة
آيات قرانية عن صلة الرحم منها الآية الواردة عن صلة الرحم في سورة البقرة، حيث ورد أدلة شرعية من ايات واحاديث عن صلة الرحم في السنة النبوية المطهرة وكتاب الله، ومنها الآيتين 26 و27 من سورة البقرة، واللتين تم بهما بيان خطورة ما أمر الله تعالى ألا يتم قطعه، ومنها عدم قطع صلة الرحم، وقد تم بيان العقوبة للفاسقين الذين لم يلتزموا بأوامر الله، فإنهم سوف يكونوا من الخاسرين في الآخرة، وفيما يلي نص الآيات الكريمة: - {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
صلة الرحم في القرآن
صِلة الرّحم من أعظم الأعمال التي تقرب العبد من الله عز وجل، فقد أمر الله سبحانه وتعالى بوصل الأرحام، وبين في الكثير من الآيات القرآنية ذلك، وفيما يلي الآيات التي ورد فيها ذكر صِلة الرّحم، والسور التي وردت فيها:
- وعد الله سبحانه وتعالى عباده البارين الذي يصلون ما أمر الله سبحانه وتعالى بوصله، بما في ذلك صلة الأرحام، وورد ذلك في سورة الرعد الآية 21: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}.
- الذين يقطعون أرحامهم ويفسدون في الأرض لعنهم الله وسلبهم عقولهم، وقد ورد في سورة محمد الآيتين 22 و23: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.
- صِلة الرّحم تشتمل الأقارب من جهتي الأم والأب، والبر بهم ووصلهم أولى من الآخرين، وقد ورد في سورة الأنفال الآية 75 قوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}.
صلة الرحم في الإسلام
صلة الرحم في الإسلام هي وصل الأقارب، وزيارتهم، والإحسان إليهم.
وقد قال الراغب الأصفهاني في تعريفه لصلة الرحم: “الرحم : رحم المرأة .. ومنه استعير الرحم للقرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة”.
والمراد بالرحم ليس صلة القرابة من ناحية الأم فقط، بل من الطرفين من ناحية الأم، وناحية الأب أيضاً، والمقصود بصلة الرحم البر في الأقارب، والإحسان لهم في القول وفي الفعل. إضافة إلى زيارتهم، والسؤال عن احتياجاتهم، وتفقد أحوالهم، ومساعدة المحتاج منهم، والسعي وراء مصالحهم، أي كل ما يعود بالمنفعة على الأقرباء هو صِلة رَحم.
فضل صلة الرحم وعقوبة قاطعها
لصِلة الرّحم فضائل متعددة، يمكن حصرها فيما يلي:
صِلة الرّحم من الإيمان: بدليل الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال: “مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ”.
فكرم الضيافة ووصل الرح والكلام الطيب هي الأمور الثلاث التي تحقق مفهومي التعلون والمحبة، كما أنها من علامات الإيمان، وقد ربط الرسول بينهم في الحديث فالذي يؤمن بالله يلتزم بثلاث يكرم ضيفه، ويصل رحمه، ويقول خيراً.
صلة الرّحم سبب للبركة في الرزق والذكر الطيب: فكل الناس الراغبين بترك أثر طيب لهم، وتوسيع رزقهم عليهم بوصل رحمهم، وقد ورد ذلك في الحديث الذي رواه أنس بن مالك وأبي هريرة -رضي الله عنهما- عن النبي أنه قال: “مَن أَحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رزقِه، وأن يُنْسَأَ له في أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَه”.
صِلة الرّحم تطيل العمر: وقد ورد ذلك عن الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي أنه قال: “من سرَّهُ أن يُمَدَّ لَهُ في عمرِهِ ويوسَّعَ لَهُ في رزقِهِ ويُدفعَ عنهُ ميتةُ السُّوءِ فليتَّقِ اللَّهَ وليصِلْ رحمَهُ”.
صلة الرّحم سبب لصلة الله تعالى وإكرامه: فالرحمو متعلقة بالعرش، ومن وصل رَحمه من عباد الله وصله الله وأكرمه، ومن قطع رحمه قُطع من الخير ورحمة الله، وقد ورد ذلك في الحديث الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي أنه قال: “الرَّحِمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقولُ : مَن وَصَلني وصلَه اللهُ ومَن قطعني قطعه اللهُ”.
صِلة الرّحم من أسباب دخول الجنة: فقد ورد في الحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن سلام عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والذي حكى فيه الأعمال التي تدخل العبد الجنة، ونص الحديث هو: “أيُّها الناسُ أفشوا السلامَ وأطعِموا الطعامَ وصِلُوا الأرحامَ وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نيامٌ تدخلوا الجنةَ بسلامٍ”.
ماذا قال الله تعالى عن الاقارب
ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي ورد فيها ذكر الأقارب، ونوه القرآن إلى شدة ضرورة الإحسان لهم، ومن هذه الآيات نذكر:
- في سورة البقرة الآية 83: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}.
- الآية 8 من سورة النساء: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا}.
- في سورة النساء الآية 36: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}.
- الآية 41 من سورة الأنفال: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
- سورة النحل الآية 90: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
- الآية 26 من سورة الإسراء: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}.
- سورة الروم الآية 38: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
- الآيات من 25 إلى 28 من سورة الطور: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}.
- الآية 7 من سورة الحشر: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
كم مره ذكرت الارحام في القران
ورد لفظ الأرحام في القرآن الكريم 10 مرات، مرتين منها فقط كان المقصود فيه صلة القرابة، بينما المرات الباقية كان المقصود فيها الرحم.
والآيات التي ورد فيها اللفظ المقصود به صلة الرحم هي الآيات التالية:
- ورد في سورة الأنفال الآية 75 أن أولو الرحم ملزمين ببعضهم البعض والله بكل شيء عليم: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَـٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
- وورد في سورة الأحزاب الآية 6 أن الميراث أولى به ذوي القربى: {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ