السؤال: يقول في آخر رسالته هذه: إذا كانت الزوجة تعصي زوجها كثيراً فماذا عليها من الإثم، ونود أن توضحوا لنا حقوق الزوجة على زوجها، وحقوق الزوج على زوجته بارك الله فيكم؟
الجواب: الواجب على الزوجة طاعة زوجها في المعروف، وعدم عصيانه إذا طلبها في فرشها، أو في حاجة البيت، فالواجب السمع والطاعة بالمعروف، وأن تخدمه الخدمة المعروفة بين الناس في عرف بلاده، وأن لا تعصي أمره ما لم يأمرها بمعصية الله عز وجل، فإن أمرها بالمعصية فلا سمع ولا طاعة، إذا قال لها مثلاً: لا تصلي في الوقت، أو أمرها بشرب الخمر، أو بالتدخين، هذا منكر ليس لها طاعته فيه، أما إذا أمرها بالمعروف ونهاها عن المنكر أو بأمر مباح له في حاجة هذا عليها طاعته في ذلك ويلزمها، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح وفي لفظ آخر: كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها.
فالواجب عليها هو السمع والطاعة في المعروف، وإذا تأخرت عن ذلك بلا عذر شرعي تأثم بذلك، وذلك من أسباب غضب الله، أما إن كانت معذورة، بأن طلبها لحاجة وهي معذورة بأن كانت مريضة لا تستطيع تلبية رغبته، أوكانت معذورة بعذر آخر، فإن الواجب على الزوج أن لا يشدد وأن يعذرها بعذرها الوجيه، وأن يحسن العشرة، وأن لا يكون كثير التشديد، يقول الله : وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] ويقول سبحانه: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228] ويقول النبي ﷺ: استوصوا بالنساء خيراً فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله.
فالواجب على المؤمن أن يكون طيب العشرة، حسن السيرة، لا يشدد في غير وجه، وعلى الزوجة أن تسمع وتطيع وأن تحسن العشرة، وأن تكون بعيدة عن المعاكسة والعصيان، وبهذا تصلح الأمور، أما إذا شدد هو في غير وجه التشديد أو عصت الأوامر فإن هذا من أسباب الفرقة وعدم بقاء هذه الصلة الزوجية.
فالحاصل: أن كلاً منهما عليه المعاشرة بالمعروف والقيام بالحق الذي عليه، فالزوج يقوم بالحق الذي عليه من حسن العشرة، وطيب الكلام، وطلاقة الوجه وعدم التعبيس، وأداء حقها من جهة كسوتها وطعامها وشرابها وسكنها المناسب، وعليها هي السمع والطاعة وأن تجيبه إلى رغبته في حاجته في نفسها، وفيما يتعلق ببيته وملابسه ونحو ذلك حسب العرف المعتاد في بلاده، والتي تخدم في العرف يخدمها حسب الطاقة والإمكان، والله المستعان. نعم.