لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم..
شخصان يسيران فى دروب الحياة.
الأول قد عَمِلَ الكثير من الذنوب والمعاصى
لكن اليأس ألقى بظلاله السوداء على قلبه
حتى توقف عن فعل الخيرات وعمَل الطاعات
فأصبحت أضلاع الأمل لديه أكثر تآكلاً وهشاشة
ولم يعد يرى الضوء فى نهاية النفق..
والشخص الأخر يَفعل نفس الذنوب ، بل ، يزيد
لكنه رفع رأسه نحو السماء بثقة ، مؤمنا بأن رحمة الله لا تنضب
فواصل الاستغفار والتوبة ، وظل ملتزما بأداء الطاعات والعبادات...
أيهما أفضل من وجهه نظرك ؟
ومَن سيمُزّقهُ الندم أكثر حينما يُدرك أنّ هذه سنّة الله
فى الكون ، وأننا بشر خطّاءون ، ويُصر على أن خطاياه
لا تُعدّ هفوات بشريّة ، بل هى جرائم لا تُغتفر
ويرى نفسهُ معصوما من الخطأ ؟
هل هو المستسلم للظلمة ، أم من احتضن النور وتمسك به؟
فلا تُضيق واسعاً ولا تجمّد نفسك كالمسمار الثابت فى جذع الشجرة.
بل كن كالنهر ، تدفق دائماً وجدد التوبة كلما أصابك الصدأ..
لا تيأس من رحمة الله مهما عظمت ذنوبك
فباب التوبة مفتوح دائما...
فلا يعلو الآخرون ويتقدمون فى دينهم ودنياهم
بينما تبقى وحدك فى الظلام مكتفياً بمشاهدة
زوال أحلامك وتبخر طموحاتك بسبب نظرتك الضيقة
عن رحمة وعفو وكرم الله...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ