تعتبر ليلة القدر واحدة من أعظم الليالي في الإسلام، فهي ليلة خير من ألف شهر في قيمتها وفضلها، وهي ليلة تميّزت بالعديد من العجائب والمميزات عن غيرها من ليالي العام ومن عجائب ليلة القدر أنه أنزل فيها القرآن الكريم قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ البقرة: 185.
وأنزل الله فيها سورة كاملة في كتابه الكريم: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزُّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ سورة القدر.
فيما قالت دار الإفتاء أنزل القرآن الكريم كاملًا في ليلة القدر من اللوح المحفوظ جملة واحدة، ثم نقل إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ومن ثم نزل بتدريجه على النبي محمد صلى الله عليه وسلم على مدى النبوة مفرقا سورة تلو سورة وآية تلو أخرى، فضلا عن أن القرآن نزل كاملا على النبي الكريم في شهر رمضان، وفقا لقول الله تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس.
وذكر الإمام القرطبي في عجائب ليلة القدر حديث ابن عباس رضي الله عنه، قال إن النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال: إذا كان ليلة القدر، تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى، منهم جبريل، ومعهم ألوية ينصب منها لواء على قبري، ولواء على بيت المقدس، ولواء على المسجد الحرام، ولواء على طور سيناء، ولا تدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة إلا تسلم عليه، إلا مدمن الخمر، وآكل الخنزير، والمتضمخ بالزعفران.
ورأي أبي بن كعب وابن عباس من الصحابة رضي الله عنهم أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، وكان أُبَىّ يحلف على ذلك لعلامات رآها، واشتهر ذلك لدى جمهور المسلمين.
وقال الغزالي وغيره ان ليلة القدر تعلم فيه من اليوم الأول من الشهر فإن كان اوله يوم الاحد او يوم الأربعاء فهي ليلة تسع وعشرين أو يوم الاثنين فهي ليلة احدى وعشرون او يوم الثلاثاء او الجمعه فهي ليلة سبع وعشرين او الخميس فهي ليلة خمس وعشرون او السبت فهي ليلة ثلاث وعشرون قال بعضهم منذ بلغت سن الرجال مافاتتني ليلة القدر بهذه القاعدة.
وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم، خرج إليهم صبيحة عشرين فخطبهم، وقال: “إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها – أو نسيتها – فالتمسوها في العشر الأواخر، في الوتر” (متفق عليه، المصدر نفسه -724). وفي رواية: “ابتغوها في كل وتر ” (نفسه 725).
ليلة القدر خير من الف شهر
تعتبر ليلة القدر خير من ألف شهر، ففيها تُضاعف الأجور وتُغفر الذنوب، وهي فرصة لا تُعوض للمسلم لتحقيق الأجر العظيم وفي هذه الليلة، ينزل السكينة والسلام على المؤمنين، وتملأ القلوب بالطمأنينة والراحة ويُضاعف الله أجور الأعمال، فأداء العبادات فيها يجلب الأجر العظيم والثواب الوفير وتُعتبر ليلة القدر ليلة قبول الدعاء، ففيها يُستجاب الدعاء وتتحقق الأمنيات وتنزل الملائكة بجموعها، ويُحصَّل الإنسان فيها على الخير والبركة من خلال تواجدهم.
ليلة القدر خير من الف شهر، ورد في القرآن الكريم أن ليلة القدر خير من ألف شهر والكثير من العلماء والفقهاء قالوا إن هذه الليلة تساوي 83 سنة وأربعة أشهر، إذ تعد هذه الليلة أفضل من عمر طويل يعيشه الإنسان وفي حديث السيدة عائشة: أرأيت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ فقال: قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني (رواه ابن ماجه والترمذي عن عائشة).
وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"، وفي رواية أخرى "كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكلَّ صغير وكبير يطيق الصلاة"، وقد رغب النبي أيضا أيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة، ونضح الماء في وجهه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة، كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، وليس هذا تحديدًا لا تجوز الزيادة عليه، بل هو مجرد فعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن اقتصر عليه فهو أفضل، ومن زاد فلا حرج عليه، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصلون عشرين ركعة على عهد عمر وعثمان وعلي، قال الترمذي: وأكثر أهل العلم على ما روي عن عمر وعلي وغيرهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عشرين ركعة، فهو قول الثوري وابن المبارك والشافعي، وقال: هكذا أدركت الناس بمكة يصلون عشرين ركعة".
سورة ليلة القدر
سورة القدر هي قول الله تعالى: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)» (سورة القدر) وسميت ليلة القدر بذلك لأن الله تعالى يقدر ما يشاء من أمره أي يظهره في تلك الليلة بعد ما كتبه في الأزل، وقيل سُميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها من قولهم لفلان قدر أي شرف ومنزلة.. وفيما يلي فضائل ما نزل في سورة القدر.
تنزيل القرآن: تُعتبر ليلة القدر ليلة تنزيل القرآن الكريم، ففيها نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.
ليلة الفضائل والبركات: تتميز ليلة القدر بالفضائل والبركات الكثيرة، ففيها يتحقق الخير الكثير وتتمنى النفوس المسلمة الخير للجميع.
توبة وغفران: في هذه الليلة، يفتح الله أبواب التوبة والغفران للعباد، ويتقبل منهم التوبة ويُمحي الذنوب.
للتأمل والتدبر: تعتبر ليلة القدر مناسبة ممتازة للتأمل والتدبر في آيات الله الكريمة وللتفكر في النعم التي وهبها الله على الإنسان.
فضل عظيم: تقول السنة النبوية أن من حضر ليلة القدر بإيمان واحتساب، غفر له ما تقدم من ذنبه، وهذا يعني أن قيمة هذه الليلة تتجاوز بكثير ألف شهر.
تضاعف الأجور: إذا قام المؤمن بهذه الليلة بالعبادات والطاعات، فإن الله يُضاعف له الأجور، ويجعل القيام في هذه الليلة متساويًا بقيام ألف شهر.
سلامة من العذاب: من حضر ليلة القدر بإيمان واحتساب، كتب له الله الفوز والنجاة من النار، وهذا من أعظم النعم التي يحصل عليها المؤمن.
قبول الدعاء: تعتبر ليلة القدر من أفضل الليالي للدعاء والتضرع إلى الله، ففيها يكون قبول الدعاء مضاعفًا.
الرحمة والمغفرة: في هذه الليلة، ينزل الرحمة والمغفرة على العباد، وتكون فرصة لتطهير القلوب والنفوس من الذنوب والخطايا.
التوجه والانقياد: تُعتبر ليلة القدر فرصة لتوجيه القلوب نحو الله والانقياد لأمره، وتجديد العهد والعهود مع الله سبحانه وتعالى.
الإنابة والتواضع: ينبغي للمؤمن في هذه الليلة أن يتواضع ويتذلل أمام الله، ويستغفر ويندم على ذنوبه، ويستعين بالله على العود إليه.
التكافل والإحسان: ينبغي في هذه الليلة أن يتذكر المسلم أهمية التكافل والإحسان، ويسعى لمساعدة الفقراء والمحتاجين وصلة الرحم والمحافظة على العلاقات الطيبة.