اليوم في 3:28 pm اليوم في 3:27 pm اليوم في 3:22 pm اليوم في 3:18 pm اليوم في 3:12 pm اليوم في 3:07 pm اليوم في 3:05 pm اليوم في 3:04 pm اليوم في 2:56 pm اليوم في 2:50 pm
"لا، إنّ محامي السّيّد هادي هنا، ويودّ أن يراك". محامٍ؟ لماذا يأتي المحامي فجأة؟ شعرت خلود بالتّوتّر والقلق، فارتدت ملابسها ببطء وخرجت من الحمّام. كان المحامي لامي لمعي جالسًا على الأريكة في غرفة المعيشة، وأمامه على طاولة القهوة قلمٌ فاخر إلى جانب مجموعتين من الوثائق. سألته خلود وهي تجلس على الأريكة بجواره، "ما الذي جاء بك إلى هنا فجأة يا سيّد لمعي؟" لم يضيّع لامي الوقت في التّحامل وانتقل مباشرةً إلى الموضوع، فقال وهو يمد أحد المجلّدين على طاولة القهوة لها، "يريد منّي السيد هادي أن أسلّمك هذه الوثائق". لسبب ما، أحسّت خلود بشعور سيّء ناحية محتويات هذه الوثائق، ليتبيّن بعدها أنّ المستندات عبارة عن وثيقة طلاق. "وثيقة طلاق؟ أيريد أن يطلقني؟" صدمت خلود واضطربت من تغير الأحداث المفاجئ. "صحيح"، أومأ لامي برأسه، "بمجرّد أن تطلّقي السّيّد هادي، ستحصل عائلة حديد على تعويض بقيمة خمسين مليونًا". "هل هو جاد؟" لا تزال خلود لا تصدق ما تسمعه. قبل ثلاث سنوات، كانت عائلة حديد على شفا الإفلاس، فقدّماها زوجة أبيها؛ ميرا وزني، وأبيها القاسي لعائلة هادي مقابل خمسين مليونًا. ظنّت انّها ستضطرّ لقضاء ما لا يقلّ عن خمس إلى ثماني أعوام مع عائلة هادي قبل أن تتحرر من زواجها، إلا انّ نائل طلّقها بعد أقلّ من ثلاث سنوات. أومأ لامي، "نعم، هو كذلك. لقد سبق وأن وقّع السّيد هادي على أوراق الطلاق". "لماذا يريد أن يطلقني؟" "لم يذكر السّيّد هادي أسبابه". "حسنًا إذًا!" توجّهت خلود إلى الصّفحة الأخيرة من وثيقة الطّلاق ووقّعت اسمها بجوار اسم نائل. لا أعرف لماذا يريد نائل أن يطلقني فور عودته من الخارج، ولكن لا حاجة لي لمعرفة ذلك! إنه هو من طلب الطّلاق، لذا سأستغل هذه الفرصة لتحرير نفسي من هذا الزواج! عائلتي لن تتمكن من الاعتراض على هذا الطلاق على أي حال! بعد أن غادر لامي، كانت خلود على وشك الصّعود إلى الطّابق العلوي والبدء في تجهيز حقائبها عندما دخلت خادمة إلى غرفة المعيشة. قالت الخادمة، "السيدة هادي هنا لرؤيتك". التفتت خلود عند سماعها ذلك لترى جمانة حاتم واقفة خارج الباب الأمامي. على الرغم من تجاوزها سنَّ الخمسين، إلّا أنّ جمانة لا تزال تبدو جميلة وأنيقة وهي تدخل المنزل برشاقة. بعد أن جلست على الأريكة، نظرت جمانة إلى خلود وعبّرت عن استيائها عندما رأتها سعيدة. سألتها "ما الذي يسعدك هكذا؟" قالت خلود، "أنا سعيدة لأنني سأتطلّق من نائل، لن أقيم في هذا البيت بعد اليوم"، وصعدت الدّرج. لطالما نظرت جمانة بنظرة ازدراء إلى خلود بسبب خلفيتها العائلية المتواضعة، لذلك أصرّت على أن تناديها جمانة بـ "السيدة هادي" منذ أن تزوجت إلى العائلة. لم تتعامل خلود بلطف مع حماتها بطبيعة الحال. صُدمت جمانة عندما سمعت بذلك. ماذا؟ نائل طلقها؟ هل يعني ذلك أنني جئت إلى هنا عبثًا؟ بما أنّني أتيت، لا بدّ من أن أفعل شيئًا لحماية سمعة عائلة هادي! بعد أن استغرق الأمر بضع ثوانٍ لتستعيد رباطة جأشها، صرخت بحدّيّة "انتظري قليلا! جئت هنا اليوم لأسألك ما إن كنت تخونين ابني!" تجمّدت خلود ونظرت إلى جمانة وكبير الخدم الواقف إلى جانبها، وابتسمت بخفة وأجابت: "لا، لم أفعل ذلك". لم يسبق لها أن التقت بنائل من قبل، لذا لم يكن هناك علاقة لتخونها على أي حال. كما أنّها كانت ضحيّة الموقف في الليلة الماضية. "ألن تعترفي بذلك؟ حسنا! اذهبن وفتّشنَ غرفتها!" أمرت جمانة الخادمات، رافضة أن تصدق كلماتها. ذهبت الخادمة بسرعة إلى الطابق العلوي وفتّشت في غرفة خلود. عادوا بعد بضع دقائق بالقميص الّذي لم تتخلّص منه خلود بعد. سألت جمانة وهي تحمل القميص في يدها "ما هذا؟" أجابت خلود بصوت هادئ "قميص اشتريته للتو هذا الصباح". لم تكن تنوي أن تخبر أي شخص عن تلك الحادثة، فعائلة هادي ستدمّر عائلة حديد بالتّأكيد إذا اكتشفوا ما حدث. على الرغم من أنها لا تأبه لأمر عائلة حديد، إلا أنها لا تريد أن تعاني والدتها معهم. بدأت جمانة تتساءل عما إذا كانت قد اتهمت خلود بالخيانة زورًا عندما رأت الثّقة في عينيها. إلا انّه من الواضح أنّ القميص كان مصممًا للرّجال، وكان هناك حرف "ن" مخيّطًا بخيوط ذهبية على الياقة، كان من الواضح أنّه قطعة ملابس فاخرة.