عبقرية خالد بن الوليد بإستعماله خطة الكماشة
معركة الولجة فيها إنتصر 15000عربي على 50000 فارسي ليتحرر العراق وكان إبن حاتم الطائي أحد قادة التحرير.
حيث في مثل هذا اليوم
وقعت معركة الولجة بين الجيش الراشدي بقيادة الصحابي خالد بن الوليد وعدده 15000 مقاتل وبين الجيش الفارسي بقيادة الجنرال أندرزاغر الأسورستاني وعدده 50000 مقاتل.
وكان ذلك في 21 صفر 12 هجري
الموافق في تاريخ 633/05/07م.
-
-
أسباب المعركة
-
-
في بداية عام 633م أتى من العراق إلى المدينة المنورة الصحابي المثنى بن حارثة الشيباني ليقابل الخليفة أبو بكر الصديق ، وقال المثنى بأن العراقيين وقبيلته الشيبانية في العراق قد إعتنقوا الإسلام، وأرسلوا له مطالبين بأن يحرر بلدهم من الإحتلال الفارسي، وقال للصديق: "يا خليفة رسول الله استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه الأعاجم من أهل فارس"، فكتب له الصديق عهدًا، فكان أساس الجيش الذي قاتل هم من المتطوعين القادمين من العراق، وجعل أبو بكر على قيادته الصحابي خالد بن الوليد .
-
-
الإستعدادات الفارسية
-
-
في أثناء تقدم الجيش الراشدي نحو العراق وقعت معركتين متتاليتين وهما معركة ذات السلاسل ومعركة نهر الدم، فقام الملك الفارسي يزدجرد الثالث الساساني بنقل الجيش الفارسي من حدود خراسان إلى العراق ليوقف التقدم العربي، واختار يزدجرد الثالث منطقة الولجة قرب نهر الفرات لتكون موقعا للمعركة وعين حاكم خراسان الجنرال أندرزاغر الأسورستاني قائدا لجيشه، وكذلك قام بتجهيز جيش آخر ليلحق الجيش الأول إلى الولجة.
-
-
بداية المعركة
-
-
في 633/05/07م تقابل الجيشان في منطقة الولجة قرب الفرات تحديدا عند نهر خاسف، ولكل منهما قلب وميمنة وميسرة، وأما جيش العرب فكان قائدا الميمنة والميسرة هما عاصم بن عمرو التميمي وعدي بن حاتم الطائي، وكان خالد في الليلة السابقة قد أمر 2000 فارس من جيشه أن يلتفوا خلف الجبال ليهاجموا الفرس من الخلف.
-
واعتمد الجيش الفارسي سياسة دفاعية، فهاجم العرب أولا، وبارز خالد بن الوليد بطلاً فارسياً عملاقاً يطلق عليه هزار مارد وقتله، فكان هذا نصرًا نفسيًا للعرب، ولكن ظهر التعب على العرب، فقام الجيش الفارسي بهجوم مضاد، وضغطوا على العرب فتراجع العرب بأمر من خالد بن الوليد متعمدا إظهار أن العرب على وشك الهزيمة لينفذ خطته.
-
-
عبقرية خالد (خطة الكماشة)
-
-
علم خالد بن الوليد من عرب العراق بأن هنالك جيش فارسي آخر قادم غير الجيش الفارسي المتواجد في الولجة، فقرر أن يهاجم الجيش الفارسي بسرعة وأن يعزله عن الجيش الآخر، ثم يقضي عليه، كي لا ينسحب بعد المعركة وينضم للجيش الثاني، وتعمد إظهار أن جيشه العربي سوف يهزم ليتقدم الجيش الفارسي وينفذ خطة الكماشة.
-
وخطة الكماشة هي رمز من رموز عبقريته العسكرية، فهذه الخطة إستعملها قبله حنبعل الفينيقي في معركة كاناي، وحذر صن تزو في كتابه فن الحرب من إستعمال هذه الخطة، لأنها قد تدمر قلب الجيش قبل أن يطبق الجناحين على جيش العدو، ولكن خالد بن الوليد نفذها وأعاد بعثها لتصبح خطة تدرس في كبرى الكليات العسكرية إلى اليوم..
-
فبعد أن تعمد خالد بن الوليد إظهار بأن جيشه ينهزم ويتراجع وبعد أن تقدم الفرس معتقدين أنهم منتصرين، أمر خالد الميمنة والميسرة بإحاطة الجيش الفارسي من الجانبين، وفي نفس الوقت قاد خالد قلب جيشه للخلف، فتقدم الجيش الفارسي حتى وقع في الفخ، وأصبح محاطا بالعرب من كل جانب، وحصل هجوم على الجيش الفارسي من كل جانب خالد من الأمام بالإضافة للميمنة والميسرة وكذلك ال2000 فارس من الخلف.
-
فانضغط الجيش الفارسي في مساحة قليلة، فعجزوا عن استخدام أسلحتهم بحرية أو تجنب ضربات المهاجمين، فانتهت المعركة بخسائر فادحة للجيش الفارسي، ولم تتمكن سوى بضعة آلاف من الجنود من الفرار، وفر قائد الجيش الفارسي أندرزاغر نفسه في اتجاه الصحراء بدلا من الفرات وتوفي في تلك المنطقة عطشًا.
-
-
ما بعد المعركة
-
-
بعد المعركة تم تحرير كامل جنوب ووسط العراق باستثناء قطسيفون، وتم تعيين المثنى بن حارثة الشيباني واليا على العراق، ووقعت خلال هذه الفترة معركة أليس ومعركة الحيرة ومعركة الأنبار وحصار عين التمر، ولكن الجيش الفارسي تقدم بعد أن إنتصر في معركة الجسر، فكانت معركة القادسية عام 636م هي الحاسمة التي حررت كامل العراق ثم فتحت كامل بلاد فارس.
المصادر:
1) سنوات الخلافة المبكرة، وليام موير
2) تاريخ الرسل والملوك، الطبري
3) تاريخ اليعقوبي، اليعقوبي
4) تاريخ العرب قبل الإسلام، محمد سهيل طقوش
5) الكامل في التاريخ، ابن الأثير