سبب نزول سورة الكهف سورة الكهف سورة عظيمة، وهي سورة مكية، واحتوت على الكثير من الدروس والعبر، وذكر العلماء في سبب نزول سورة الكهف عدّة أسباب نزول لبعض آياتها، وفيما يأتي ذكر ذلك: سبب نزول الآية 23 جاء في سبب نزول قول الله -تعالى-: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا)،[١] أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حلف على يمين أن يفعله، ومضى بعد ذلك أربعون ليلة، فأنزل الله -تعالى- هذه الآية.[٢] سبب نزول الآية 28 سبب نزول قول الله -تعالى-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)، أنّ طائفة من المؤلفة قلوبهم؛ وهم عيينة بن حصين، والأقرع بن حابس وغيرهم، جاؤوا إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.[٣] وطلبوا إليه أن يُبعد الفقراء من المجلس؛ ويقصدون الفقراء من المسلمين أمثال أبي ذر، وسلمان الفارسي، لكي يجلسوا معه في مجلسه، ويستمعوا إليه، فأنزل الله -تعالى- على نبيه هذه الآية، فذهب بعدها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إليهم فوجدهم في المسجد يجلسون لذكر الله -تعالى-، فحمد الله أنّه جعله معهم.[٣] وقيل إنّ سبب نزولها هو عيينة بن حصين الفزاري؛ وذلك عندما جاء إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ووجد عنده جماعة من فقراء الصحابة، ومنهم سلمان الفارسي الذي كان يرتدي ثياباً رثة.[٣] وقال عيينة للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "أما يؤذيك ريح هؤلاء، ونحن سادات مضر وأشرافها، فإن أسلمنا أسلم الناس، وما يمنعنا من اتباعك إلا هؤلاء، فنحهم حتى نتبعك، أو اجعل لهم مجلسا، ولنا مجلسا"، فأنزل الله -تعالى- هذه الآية.[٣] سبب نزول الآية 32 جاء في سبب نزول قوله -تعالى-: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا)،[٤] أنّها نزلت لتضرب مثلاً لرجلين من مكة؛ وهما أخوان من بني مخزوم.[٥] كان واحد منهما مسلم وهو أبو سلمة بن عبد الأسد، وأخوه الذي كان كافراً وهو الأسود بن عبد الأسد، لتشابه قصتهما مع رجلين من بني إسرائيل، وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: "المؤمن منهما يهوذا والكافر قطروس".[٥] سبب نزول الآية 109 جاء في سبب نزول قوله -تعال-ى: (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)،[٦] أن اليهود سألوا النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن الروح؛ فنزل قوله -تعالى-: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)،[٧] فقال اليهود: "أوتينا علماً كثيراً، أوتينا التوراة، ومن أوتي التوراة، فقد أوتي خيراً كثيراً"؛ فأنزل الله هذه الآية.[٨] سبب نزول الآية 110 جاء في سبب نزول قوله -تعالى-: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)،[٩] أنها نزلت في المشركين الذي اتخذوا مع الله إلهاً غيره، وقيل إنّها نزلت في جندب بن زهير؛ حيث كان يقوم بالعمل الصالح من زكاة وصيام؛ لتذكره الناس بخير، فزاد في عمله ليسمع المديح من الناس، وكان لا يريد به وجه الله -تعالى-؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ