لضمان علاقة صحية بين الزوجين، يجب التمييز بين "الشجار الإيجابي" "والشجار السلبي"، والأخذ بعين الاعتبار جملة من العوامل، مثل: الاحترام المتبادل، والاعتذار عند الضرورة، والحرص على حل المشاكل بنفسك دون طلب المساعدة من أطراف خارجية.
ووفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، يعتقد 44% من المتزوجين أن الشجار أكثر من مرة خلال الأسبوع من شأنه أن يساعدهم على ضمان علاقة صحية ومثمرة لفترة طويلة. وفي الغالب، ترتفع فرص استمرار العلاقة بين الزوجين اللذين يتجادلان باستمرار، لكن شريطة أن يكون الجدال مبنيا على أسلوب سلمي.
وتطرقت الكاتبة إيكاترينا راغوزينا، في تقرير نشره موقع برايت سايد الأميركي، للأسباب التي تجعل الشجار بين الأزواج من حين لآخر مفيدا.
دليل النضجالمحاولات المتواصلة لتجنب الخلاف بين الزوجين لا تعد الطريقة المثلى لبناء علاقة طويلة الأمد. وخلافا لما هو متداول، تعتبر قدرتك على التعبير عن رأيك بصراحة أثناء الشجار دليلا على أنك على استعداد لتطوير العلاقة، والأشخاص الذين يتسمون بالنضج يحاولون التوصل إلى حلول ترضي الطرفين وتسهم في تحسين العلاقة، بدل اللجوء إلى المهاجمة والصراخ.
دليل الاهتمامالتغاضي عن بعض عادات شريكك التي تؤرقك من شأنه أن يسهل عليك الأمر، واستعدادك لتحمل الألم والمشقة الناجمين عن خوض نقاش حاد مع الطرف الآخر بهدف الحفاظ على سلامة العلاقة وصحتها؛ دليل على صدق مشاعرك. بعبارة أخرى، يعكس الجدال قدرتك العالية على الالتزام، حيث إن تخطيك الأمر في كل مرة يعني أنك تتطلع إلى علاقة أفضل.
يسهل التواصلبناء المزيد من الثقة مع شريكك يستوجب منك عدم التزام الصمت، بل على العكس يُنصح بالحرص على فتح المجال للتواصل، وتحمل مسؤولية بعض أفعالك. ونظرا لأن الجدال يعد أحد أصدق أشكال التواصل، فإنه يساعد بالفعل على تعزيز مشاعر الود بينك وبين الطرف الآخر، وجعل العملية مثمرة.
علاقة صحيةيقر علماء النفس بوجود سبعة عوامل أساسية وضرورية لتحقيق علاقة صحية وسعيدة، ويصنف الجدال من بين أحد هذه العوامل. وفي الحقيقة، يساعد الجدال الأزواج على إعادة تقييم المبادئ المشتركة، فضلا عن مشاعرهم، من خلال مناقشة ومعالجة الأمور المهمة بالنسبة لكليهما. ومن جهة ثانية، لا بد لهذه النقاشات من أن ترتكز على حجج بناءة وغير عدوانية.
يعزز الارتباطمن غير المجدي التركيز على الطرف الفائز في الجدال، حيث يجب العمل على اكتشاف حقيقة الطرف المقابل وحقيقتك على حد سواء. وتسهم النزاعات البسيطة في الكشف عن طبيعة شخصية كلا الطرفين؛ مما يجعل من السهل التعامل معها. في حال تحقق هذا الأمر، يتسنى للزوجين تجاوز التحديات معا، ويصبحان قادرين على التوصل إلى تسويات، الأمر الذي يؤدي إلى تقوية الروابط بينهما.
يخفف الاستياءيمكن أن تتخلل العلاقة العديد من العوامل المسببة للاستياء. في هذا الصدد، قد ينمي التزامك بالصمت في خضم المواقف التي يتصرف فيها شريكك بأنانية، دون الأخذ بعين الاعتبار رأيك؛ شعورك بالامتعاض، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى علاقة غير صحية بينكما.
من هذا المنطلق، تكمن الطريقة المثلى للتعامل مع هذه المشكلة في الإفصاح عن المشاعر السلبية التي تخالجك، على أمل أن يدرك شريكك أن احتياجاتك مهمة بقدر احتياجاته.
الاستمرار معااستنادا إلى بعض الدراسات، يعد تجنب الطرف الآخر والنقاش معه من بين أكبر الأخطاء التي يرتكبها الأزواج؛ فيشعر غالبا أحد الطرفين بوجود خطب ما، لكنه يفضل التغاضي عن الأمر. بشكل عام، يشكل ضعف التواصل السبب الأكثر شيوعا للانفصال.
وعلى الرغم من اعتقادك أن مناقشة المسائل الحساسة لن تجدي نفعا، فإن ذلك يتيح لك الفرصة لمعالجة المشاكل التي تواجهها مع شريكك قبل أن تتفاقم. ويفسر هذا الجانب حقيقة أن الأزواج الأكثر جدالا يحظون بفرصة أكبر لمواصلة حياتهم معا.
دليل عشقبعض الأزواج يتمتعون بخوض تجربة الجدال المحتدم؛ نظرا لأنه يرفع مستوى الهرمونات، كما يدركون جيدا أن الشجار مجرد علامة على العاطفة القوية بينهما، حيث من المحتمل مع نهاية الخلاف أنهما سيحظيان بفرصة للتصالح بشكل عاطفي ورومانسي. وفي حال كنت ترغب في التمتع بعلاقة قوية ووثيقة، فمن الضروري الإفصاح عن مشاعرك بين الفينة والأخرى، بدل كبحها.
تجنب الملللا تنتهي غالبا الخلافات حتى بعد تواصل العلاقة لعدة سنوات. في الحقيقة، لا يعد ذلك أمرا سلبيا، بل قد تقود الصراعات البناءة إلى الحفاظ على شرارة العاطفة بين الطرفين وديمومة الحماس الذي يجمعهما. ومما لا شك فيه أنه من الممل أن يتفق الأزواج على جميع المسائل. لذلك، لا داعي للذعر إذا لاحظت وجود بعض الاختلافات بينك وبين الطرف الآخر، في حين ينبغي أن تحاول جعل هذا الأمر عاملا إيجابيا ضمن علاقتك مستقبلا.