ان شهر رمضان على الابواب, و بعد ايام قلائل سيجلس المؤمنون-من لهم الجدارة لذلك-على مائدة الضيافة الالهية, و الصيام هو جزء من هذه الضيافة. و حتى نكون مؤهلين للجلوس على مائدة الرحمة الالهية علينا اولا ان نصوم صوما" حقيقيا فتصوم ارواحنا و قلوبنا قبل ان تصوم اجسادنا. و لكي نبلغ هذه المرتبة السامية من الصوم علينا ان نعلم و نعي فوائده و الحكمة منه فاذا عرف الانسان شرف ما اريد منه اجتهد في تصحيحه و في الاخلاص في نيته, و اذا عرف حكمة الصوم و المراد منه صام سمعه و بصره و لسانه و جلده و شعره و كل جوارحه و خطرات قلبه.
وللصوم فوائد عظيمة منها :
-يورث صفاء القلب, فالشبع يثقل العقل عن التفكير اما الجوع فهو سبب لصفاء القلب و رقّته و يهيّئه لادمان الفكر المتواصل الى المعرفة,فتكتمل معرفة الانسان بنفسه و ربه.
-الصوم يورث الانكسار و الذلّ, فاذا ذللت النفس استكانت لربها و خشعت.
-الصوم يكسر الشهوات(و اكبرها شهوة البطن و الفرج) التي تورث المعاصي و توقع في الكبائر, لأن اغلب الكبائر تنشأ من الشهوات.
-دفع النوم المضيع للعمر, فالصوم سبب للسهر و معين للتهجّد الذي يوصل الانسان الى المقام المحمود, فالشبع يثقل الجسم و يدفعه الى النوم..
و هناك الكثير من الفوائد التي لا يكفي موضوع واحد لسردها
ويطيب لى هنا ان اهنيكم بحلول الشهر الفضيل مع خالص الدعاء للمولى جلت قدرته عن يعيننا على صيامه وقيامه وأن يتقبل عملنا فيه ويجعله خالصا لوجهه الكريم ويعيدنا لامثاله ونحن بأحسن حال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ