حكم الإفرازات التي تسبق الحيض
السؤال:
هذه سائلةٌ لها سؤال من شقّين: الشق الأول تقول فيه: عند قدوم العادة الشَّهرية يسبقها بعدَّة أيام بعض الإفرازات المهبلية التي لونها يميل إلى الصُّفرة، وأحيانًا مخلوطة ببعض الدم البسيط، وهي محتارة كما تقول، لا تعرف حكمها، هل تُصلي في هذه الفترة أم تترك الصلاة؟ مع العلم أنه إذا بدأ الدمُ يجلس ستة أيام بعد هذه الإفرازات، وإن عُدَّت هذه مع العادة فسيبلغ تقريبًا خمسة عشر يومًا.
الجواب:
هذا يسأل عنه كثيرٌ من النساء، والجواب: أنَّ هذا قد يقع قبل العادة، وقد يقع بعد العادة، فإذا كان قبلها لم يتصل بها فليس بحيضٍ، فإذا رأت الصُّفرةَ والكُدْرةَ وهذه الإفرازات التي قبل العادة بيومٍ أو يومين أو ثلاثة أو أربعة، ثم تنقطع وتزول، ثم تأتي العادة؛ فهذه لا يُعول عليها، ولا تترك الصلاة فيها، بل تُصلي وتصوم وتحلّ لزوجها، وهكذا إذا كانت منفصلةً بعد العادة -بعد الطهر- تأتيها إفرازات -صُفرة وكُدرة بعد العادة- فهذه لا يُعول عليها، ولا يُلتفت إليها، ولا تدع لها الصلاة والصوم، ولا يمتنع منها زوجُها.
ثبت في البخاري عن أم عطية رضي الله عنها قالت: "كنا لا نعد الكُدرة والصُّفرة شيئًا"، زاد أبو داود: "بعد الطُّهْر"، وهي زيادةٌ مُوضِّحةٌ للمعنى، فالمعنى: أنَّ الصحابيات كن لا يعددن الصُّفرةَ والكُدرة بعد الطهر شيئًا، وهذا يعمُّ الطهر قبل الحيض والذي بعد الحيض، فما كان بعد الطهر قبل مجيء الحيضة وما كان بعد الحيضة كله لا يُعدّ ما دام صفرةً أو كُدرةً، وإن خلطها شيءٌ يسيرٌ من الدم لا عبرةَ بذلك.
أما إن كانت متصلةً تبدأ بالصُّفرة ثم يجيء الدم مُتَّصلًا فهذه من الحيض، وهكذا بعده متصلةً به، هذه من الحيضة ولو بلغت خمسة عشر يومًا، فهذا من الحيض.