منتديات ديزاين بيست
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

انت غير مسجل
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مشترك في المنتدى. لتسجيل الرجاء اضغط هنــا
آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 51 : نتيجة غير متوقعة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 21 : الندم
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 142 : قد أكون فقيرا، لكنني قادر!
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 160 : اركعي!
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 190 هل يجب عليه أن يبكي أم يضحك؟
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 20 : الرمز رقم 001
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 189: الاستمتاع بمجد زوجته
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 19 : فرصة للتباهي
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 141 : تنظيف المنطقة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 18 : رجل غني مثل كريم
اليوم في 4:17 pm
اليوم في 4:14 pm
اليوم في 4:14 pm
اليوم في 4:12 pm
اليوم في 4:10 pm
اليوم في 4:10 pm
اليوم في 4:05 pm
اليوم في 4:04 pm
اليوم في 4:03 pm
اليوم في 4:00 pm











 
     
الهدف من المنتدى التسليه والترفيه لذلك يجب على الجميع التحلي بالأخلاق وإحترام الآخرين وعدم الإساءه لهم ويمنع بتاتاً تبادل وسائل التواصل الإجتماعي وعند حدوث ذلك ستضطر الإدارة إلى التشهير بالمخالف ومنع عضويته من المشاركه ، نتمنى للجميع قضاء وقت مفيد وممتعإدارة الموقع

 

 الصندوق السحري

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5
كاتب الموضوعرسالة

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 5 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الحادي والعشرون   الصندوق السحري - صفحة 5 Emptyالسبت أغسطس 03, 2024 7:27 pm


الصندوق السحري
الفصل الحادي والعشرون
انهمكت بسمة في التدريبات مع مدام كوزيت التي ضاعفت الساعة التدريبية الواحدة إلي ساعتين و أولت بسمة اهتماماً خاصاً بتوصية من  سالم الذي كان كريماً جداً معها و أعطاها مالاً اكثر مما تستحق بكثير، لم يلق ما يحدث استحسان السيدة بثينة  فهي تري أن ذلك النوع من الرقص لا يمثلنا أو يعبر عن ثقافتنا و قلما جلست لتتابع سير تلك التدريبات، ذات يوم شاهدت بسمة في قاعة البيانو تتدرب مع نفسها علي ما تعلمها اياه مدام كوزيت، دخلت عندها فتوقفت بسمة ع الفور ووقفت في مكانها دون حركة فقالت السيدة بثينة : أراكِ سعيدة بأمر تلك المسابقة .. هل تشعرين بأنك قادرة علي مواجهة هؤلاء المتمرسات؟!
ردت بسمة بعد تفكير و تردد: لا أعرف و لكنني أبذل كل جهدي و أشعر بالاحسن يوماً بعد يوم
السيدة بثينة: لكنني أتحدث عن الفوز .. إلي أي مدي انت قريبةً منه ؟
تلعثمت بسمة و قالت : ربما عندما يبدأ السيد سالم بحضور التدريبات معي و نؤدي الرقصة كاملة سوياً وقتها أستطيع تحديد ما قد نصل اليه
ضحكت السيدة بثينة بسخرية و قالت : سالم .. أنتِ لا تعرفين شيئاً .. لا تقلقي بشأنه لكن استعدي أنتي لتكوني ع قدر أداءه..
سألت بسمة بفضول : هل علمته زوجته الأولي رحمها الله ذلك الرقص ؟!
سرحت السيدة بثينة و عادت بخيالها لتلك الأيام ثم تنهدت و قالت : نعم .. كان يعشقها، علمته الرقص و الغناء .. كانت أول من أقنعه بارتداء بذلة افرنجية من التي ترينه يرتديها في الحفلات، اصطحبته إلي فرنسا و انجلترا، عاشا سنتين و نصف السنة في حب و تناغم لكنها مرضت فجأة و لم يتمكن الأطباء من انقاذها .. ليتك تستطيعين جعله يحبك مثلما كان يحبها .. ليتك!!
بسمة بأسي : احيانا أشعر بحبه و أحيانا أحس انه لا يحبني بل يحب الأميرة
السيدة بثينة : نعم .. هو يتخبط الآن بين البر و البحر وواجب عليك جعله يرسو علي شواطئك.. كوني ذكية و اجذبيه نحوك و احمدي الله أن تلك المغرورة لا تريده و الا كانت مسحتك من أمامه بلمح البصر
قالت بسمة بمسكنة : بماذا تنصحينني لأفعل ؟!
السيدة بثينة : سالم ابني يحب المرأة ذات الشخصية و الموقف .. حاولي أن تكوني هكذا .. اخرجي من تلك الشخصية الخاضعة، بقاءك ضعيفة هكذا يستدر عطفه لا عاطفته .. أتفهمين ؟؟
بدت بسمة تائهة وقالت : سأحاول ..
استعدت السيدة بثينة لتغادر و قالت لها : اجتهدي في تلك الدروس، ربما تقربكما قليلاً ...
__________
بعد يومين، عثر عزيز علي منزلاً كبيراً مناسباً و في صباح اليوم الثالث بدأت ضجة الانتقال ع الفور، كان الخدم يحملون حقائبها التي حملت أغراضها العديدة، حتي مهدها الذي طلبته إلي هنا خصيصاً و مرآتها التي لها غلاف خشبي مزركش يحمل اسمها و ستائرها المخملية الفاخرة، كل تلك الأشياء تم نقلها..
وقف سالم علي مقربة من باب المنزل الكبير  يشاهد كل ذلك بصمت أما كاريمان و إيفان فكانت يراقبون عملية النقل و يحذران العاملين من خدش أو كسر أي شئ أثناء النقل، علي الجهة المقابلة لسالم وقفت السيدة بثينة تنظر بسعادة لنهاية إقامة تلك الأميرة هنا فقد قلبت حياة ابنها رأساً علي عقب، اما بسمة فاختارت أن تنظر ما يحدث عن بعد، من الشرفة العلوية لغرفتها، خافت أن تظهر سعادتها فتوارت عن الأنظار و الغريب أنه لم تتذكرها كاريمان أو تسأل سبب اختفائها، لم يكن تجاهل بل لم تتذكرها حقاً بشكل مؤسف فتلك التي كانت خادمتها الخاصة لم تكن تشكل لها أكثر من مجرد خادمة ..
كان عزيز ينتظر في الخارج أمام الباب، واقفاً إلي جانب العربة ذات الخيول، نظر له سالم بمعني أهلاً بمن عتقته و عفوت عن روحه فاغتاظ عزيز و اقترب و دخل من الباب و قال في تباهي
عزيز : أهلا بتاجر الإبل..
وقف أمامه سالم بغرور  و لم يرد
اكمل عزيز و قال : وددت أن أشكرك علي استضافة أختي و لكنك تعرف لا يليق بالمرء الا بيته
قال سالم في ثبات : لم اعتاد علي تلقي الشكر في أمور أراها واجب و لكن لا بأس فقد تكون لا تعرفه ..
قال سالم تلك الكلمات ليلقي بغرور عزيز في هوة عميقة لا قرار لها، تركه و تمشي ناحية الممر المؤدي لمنزل الضيوف ليقابل كاريمان و إيفان في طريقهما للخروج، حاول إخفاء ضيقه ثم قال : كان وقتاً جميلاً الذي قضيتيه في وسطنا و برغم أنكِ اخترتِ الرحيل  لكن بيتنا مفتوح أمامك في اي وقت و كل وقت يا أميرة
كاريمان : و انا استمتعت بوجودي معكم تعلمت منكم الكثير و اشكركم علي كرمكم و ضيافتكم
ابتسم لها سالم و في داخله كان يقول: تعلمتِ الكثير لكنك لم تتعلمي كيف تتخلين عن غرورك و كبريائك!!
ودعتها السيدة بثينة بسلام باهت أظهر سعادتها لذلك القرار، اذنت لها بأخذ احد الخادمات لتعاونها في المنزل ريثما تستقر و تجلب عاملين لمنزلها و ستكتفي حاليا ب راشدة و عوف خادم والدها
_________
استقرت كاريمان في بيتها الجديد و جلست لتحتسي قهوتها التي يعدها عوف بمهارة، عوف خادم والدها الوفي يأتمنه علي أمواله الطائلة و يوكله في المهام التي تحتاج ثقة و سرية، شاب في عمر الثلاثين، رباه منصور بك من عمر السادسة عشر عندما جلبه معه من السودان في احد أسفاره، رجل ذو بشرة  سمراء طويل القامة، ملامحه كبيرة و غليظة لكنه يملك وفاءاً كبيراً ندر وجوده، يعمل الأعمال الكبيرة مثل حمل الأموال و الحراسة و يعمل الصغيرة ايضاً مثل إعداد القهوة و ترتيب المائدة، أطلق عليه منصور بك هذا الاسم لأنه تعفف عن كل قبح أو رذيلة ...
جاء ببالها خيانة فاتن صديقة العمر من اجل فرصة زواج، ماذا لو قايضها عزيز علي تلك الخطابات، ماذا لو ظل يطلب منها المال و يبتزها؟ لن تقبل أن تُذل له باقي العمر، لكن حساب فاتن يجب أن يأتي أولا و قبل كل شئ ..
طلبت ورقاً و قلماً فحمياً و كتبت لها رسالة نصها كالآتي:
" عزيزتي فاتن .. أكتب لكِ و انا في قمة السعادة فأنا علي مقربة من حدثين مهمين في حياتي، الأول مهم و هو مسابقة لرقص التانجو أرجو أن تأتي و تستمعي بمشاهدتي  و انا أفوز، و الثاني هو  الأهم.. عزيز أخي هنا و قد ألمح لي بأنه يريد الارتباط بكِ، لم يتحدث صراحةً لكنني أعدك أنني سأختطف منه اعترافاً و سنفرح قريبا بكما .. لا تتأخري .. احضري ع وجه السرعة .. قبلاتي لكِ حتي تأتى"
كتبتها و الدموع نزلت من عينيها بغير ارادة فقد اتتها الضربة من مصدر أمان لم تتوقعه، لم تسمح للدموع بأن تتتالي و عادت لقوتها و صلابتها من جديد ..
عزيز يتأخر كعادته بالخارج و لكن الغريب هو مال كثير رأته في غرفته أثناء النقل اكثر بكثير مما أعطته له .. تري كيف حصل عليه
انتظرته حتي أتي و عند حضوره طلبت منه الجلوس و قالت
كاريمان : كيف حالك يا عزيز و كيف تقضي وقتك هنا ؟
عزيز : أنا بخير و اقضي وقتي بشكل جيد .. لا تهتمي
كاريمان : هل لي أن أعرف من أين لك ذلك المال الذي رأيته في غرفتك ؟
رد عزيز بثبات علي سؤال متوقع : المال الذي اقترضته منكِ، شاركت به أحد معارفي الذي يملك كازينو و  هذه أول الأرباح
كاريمان بغير اقتناع: كازينو؟! يجلب كل ذلك المال و في أقل من أسبوع!!!
عزيز: لا .. كان مديناً لي من قبل بأموال اقترضها مني فأعطاني جزء من المال و المال المتبقي كتبنا عقداً لشراكة الكازينو .. بالمناسبة .. سأرد لكِ مالك حالاً كي لا تظنين أنني أبتزك
غادر عزيز ليحضر المال و كاريمان في عجب شديد، هي غير مصدقة و قلقة لكن ليس هناك أي دليل يثبت أو يكذب صحة كلامه
اخذت منه الثلاث أكياس في صمت و هي تفكر ماذا يحيك عزيز لتقع في يديه كل تلك الأموال ؟!
بعد مغادرة عزيز نادت ل عوف و قالت له  : غداً ستكون مهمتك هي شئ واحد ... عزيز!!
أومأ عوف بالقبول و انصرف
____________
تثاءب يوسف و نظر لساعته فوجدها الثانية و نصف صباحاً فأغلق الكتاب مضطراً لأنه مجبر علي الاستيقاظ في السابعة ليذهب إلي عمله ..
__________
في مساء اليوم التالي جاء علاء للبيت أولا و معه دجاجة، طهاها و صنع معها ارزاً مطبوخاً فعندما  دخل يوسف من الباب اشتم الروائح و ابتلع ريقه عدة مرات، أعدا المائدة بسرعة و جلسا لتناول الطعام، كانت الدجاجة طيبة المذاق لكن علاء أزاد في طهو الأرز قليلاً فأصبح ملتصقاً ببعضه، نظر له يوسف و ابتسم فقال علاء : بدل م تتريق كنت تعالي اطبخ انت
ضحك يوسف و قال : هو انا نطقت!!
رد علاء : ايوة كده .. خليك ساكت
دق جرس الباب فقام يوسف ليفتح و تعجب عندما رأي " هبة " مرة أخري
قالت : كويس اني لقيتكم  بصراحة كده  عاوزة أصلح سوء التفاهم اللي حصل
علاء متهكماً : سوء تفاهم!!
دخلت هبة و جلست دون أن يدعوها احد و قالت : بصوا بقي .. انا مش عاوزاكم تفهموني غلط .. الشيطان شاطر و الخاتم بصراحة مغري و انا كنت ناوية اتفرج عليه شويه و ارجعه
ضحك علاء و لكن هذه المرة كانت ضحكة مجلجلة ثم قال : فكرتيني بعبلة كامل  في فيلم اللمبي لما قالتله بحوشهملك هههههه
ضحك يوسف بينما نظرت بغضب و قال : انتوا هتتريقوا و لا هتسمعوني؟!
يوسف : هنسمع .  اتفضلي
هبة : بصراحة الخاتم عجبني و عاوزاه .  يكفيكم فيه كام ؟
علاء: هتقدري ع تمنه ؟
هبة : إن شاء الله .. انا محوشة قرشين حلوين . عاوزين كام؟
علاء : مليون
اندهشت هبة بينما حاول يوسف الاعتراض ع فكرة البيع من الأساس فأوقفه علاء
هبة: مليون ايه ..  جنيه ؟؟!
علاء : امال مليون قرش؟!
هبة : لييييه فاكرينو ايه ؟
علاء : ياستي بين البايع و الشاري ايه ؟
قامت هبة لتغادر و قالت : يفتح الله .. هو فعلا يفتح الله .. سلام
ضحك علاء و يوسف من خلفها ثم قال يوسف : يلا نلم الدنيا دي و نرجع للقصة أنا واقف غ حته حلوة و عاوز اكملها
علاء : طب مش تقولي ع اللي فاتني ؟!
يوسف: هحكيلك و احنا بنروق المكان
_____________________________
عادا للجزء الذي توقف عنده يوسف فوجدا سالم حزيناً
ذهب مساءا لمنزل الضيوف فوجده فارغا و المشاعل منطفئة، مشاعر مختلطة انتابته بين  الحزن لابتعادها و السعادة لأنه لن يتألم كلما يأتي ايفان  لزيارتها أمام عينيه..
جلس يدندن موشحاً  للمطربة التي امتلكت القلوب " ساكنة بك " و قال "  جل من قد صاغ بدراً في حلي انسان يا ليلي آه .. آه .. آه يا لالالي.. من لماه زاد سكراً و انثني نشوان ...يا ليلي آه ... آه .. آه .. يا لالالي ... "
قال علاء معلقاً : مين ساكنة دي سمعت عنها؟!
يوسف : آه.. دي كانت زي ام كلثوم كده بس في القرن ال ١٩ .. بيقولوا من عشق الخديوي ليها قال عليها ساكنة هانم ف  حريمه زعلوا راح غاظهم اكتر و قال ساكنة بك .. كانت أول واحدة ست تاخد البهوية و كان بيروح بيتها بنفسه عشان يسمعها  
علاء: يااااااه .. دا انت مثقف يا صاحبي
يوسف : هههههه لا ده انا سمعتها صدفة ف برنامج أ /محمود سعد
علاء : ايوه كده .. ده انا كنت هقلق عليك
يوسف : نرجع بقي للولهان اللي بيتوجع من الحب ده من فضلك
علاء : يلاااا
___________
ظل سالم يدندن و يعيش مع ألمه و صراعه حتي الفجر فتأخر في نومه قليلا عن عادته و فوجئ ببسمة توقظه لأنه قد حان وقت أول تدريب له معها ع رقصة التانجو ..
استعد سالم و ارتدي بنطال و قميص مناسبان للرقصة أما بسمة فنفذت تعليمات مدام كوزيت بصعوبة و ارتدت فستان قصير قليلا ليتيح لها حرية الحركة أكثر و يساعدها في تنفيذ حركات الأرجل بسهولة، ارتدت فستان ابيض طوله يصل أسفل ركبتها بقليل، ينسدل بانسيابية و نعومة، دخل سالم قاعة البيانو و شاهد بسمة تقف بخجل من قبل أن تبدأ التدريب فقال لها : التراجع متاح يا عزيزتي .. إن أردتي؟!
تقدمت بسمة و وقفت أمامه و قالت : لا .. لن أتراجع .. قط
ابتسم سالم لروح الاصرار لديها و هنا بدأت مدام كوزيت بشرح مختصر لما سيُنفَذ من حركات
اقترب سالم من بسمة ووضع يده خلفها و مد لها يده الأخري لتضع راحة يدها داخلها، توترت لذلك القرب الشديد الذي يحدث بينهما لأول مرة، بردت يدها في كفه فقال لها : ألم أقل لكِ .. تلك الرقصة غير مناسبة
بدأت مدام كوزيت العزف و جاء وقت تنفيذ حركة ضم ساقها ع ساقه مثلما يتسلق الانسان شجرة و هنا ابتعدت بسمة قليلاً ووقفت و فكرت في التراجع فقال لها سالم قاصداً استفزازها: إن كنتِ تفكرين في طريقة للهرب فأنا لدي فكرة .. سنقول أنكِ مريضة قليلاً  .. ما رأيك؟!
نجح الأمر و استفزت بالفعل فقالت : لا .. لن اهرب ..
اقتربت منه و نفذت الحركة ببراعة، كان تناغم سالم معها ممثازاً فقد مال بجسده معها و تحركا مثل غصنين خرجا من شجرة واحدة ..
علقت مدام كوزيت و قالت : Bravooo .. و الآن سننفذ الحركه الاخيرة و الأهم و هي حركة تعبر عن الرقصة ككل و اسمها تلامس القلبين .. سنميل معاً للاسفل و نصنع نصف دائرة مع تلامس الجهة اليسري لكلا منكما مع الآخر كإشارة لتلامس القلبين .. ارتفع حاجبي بسمة و اغمضت عينيها للحظة فقال لها متهكماً : لا تخافي .. أعدك سنتزوج سريعاً جداً بعد تلك الرقصة
ضحكت مدام كوزيت و معها سالم أما بسمة فنفذت الحركة لأنها و إن استصعبت الأمر لن تخسر قبل أن تحاول وتنافس أبداً ....
_________
ذهبت كاريمان مع ايفان لمتابعة العمل في المشفي، العمال يصنعون طلاءاً من الجير الذي يخلط مع الألوان، العمل يجري علي قدمٍ و ساق .. ناقشت كاريمان مع ايفان بدأ الاتفاق علي مستلزمات المشفي من معدات و غرف و ادوات فقال ايفان : أعرف مورداً يعمل في ذلك المجال و سأحاول الوصول معه إلي اتفاق بسعر جيد
كاريمان : و انا سأبعث لك المال مع عوف فور عودتي للمنزل
________
انتظرت كاريمان عودة عوف من مهمته الاخيرة حتي وقتاً متأخراً من الليل فغفت علي الأريكة التي كانت جالسة عليها، بعد قليل استيقظت علي صوت خفيف  ل وقع أقدام تقترب فرأت عزيز يدخل المنزل و يصعد لغرفته و من بعده بأقل من نصف ساعة أتي عوف اخيراً ووقف أمامها بوجه غير مريح و قال : سيدتي .. هناك أخباراً سيئة !!
نظرت له بقلق و ترقب و قالت : قل علي الفور .. ماذا وجدت ؟!
عوف : السيد عزيز يقامر!! في منزل أحد التجار سيئي السمعة، ظل هناك لساعات طويلة و خرج خالي الوفاض .. يبدو أنه خسر مبلغاً كبيراً الليلة ..
لم تكن كاريمان تصدق ما سمعت فطوال تلك السنوات لم يفكر احد أن يبحث وراءه أو أن  يعرف أين يذهب في أسفاره و رحلاته،  من يدري منذ متي بدأ في المقامرة التي انهت علي كل الأموال التي كان يأخذها حتي رفض ابيه أن يعطيه قطعة نقود واحدة جديدة ...
______________________________
في الصباح جلست كاريمان تحتسي قهوتها بينما كانت تفكر كيف ستتصرف، في تلك الأثناء وصلت " فاتن" فوقفت و احتضنتها بحماس و كأنها لم تكتشف خيانتها بعد، أشارت لعوف بوضع أغراضها في غرفة معدة لها خصيصاً ثم أمرت راشدة بتجهيز طعام الإفطار و ايقاظ عزيز لينضم إليهما
كاريمان : الحمدلله علي سلامتك .. كيف هي أحوالك ؟!
فاتن : أنا بخير .. كم كانت سعادتي عندما وصلني خطابك و ذكرتي أمر عزيز ... حقاً لم اتوقع ذلك ..
كاريمان : و انا أيضاً ف عزيز طائر مهاجر لا يحب الاستقرار لكننا سنستغل إعجابه بكِ و سندخله القفص
ردت فاتن بسعادة : كيف ؟!
كاريمان : سأقدم له بعض الإغراءات.. اتركي الأمر لي ..
مر وقتاً طويلاً دون أن يأت عزيز فتناولا إفطارهما و قالت كاريمان لصديقتها : اذهبي انتي لتستريحي من عناء السفر و في المساء سأعد لكما مفاجأة ستعجبكما كثيراً
______________
أمرت كاريمان راشدة و عوف و خادمتها الجديدة بهيجة أن يقيموا مائدة عشاء فاخرة و أبلغت كلا من عزيز و فاتن بالحضور علي العشاء في الثامنة مساءاً، لم يكن عزيز متحمساً لمقابلة فاتن و فكر بالخروج سراً من باب المنزل الخلفي لكن كاريمان أغلقته خصيصاً تلك الليلة فأُجبر علي البقاء
جلس ثلاثتهم علي العشاء و بدأ تناول الطعام
كاريمان : أتمني أن يعجبكم طعام الليلة فقد أعددته لكما خصيصاً
فاتن : كل شئ جميل للغاية يا عزيزتي
نظرت فاتن لعزيز فوجدته يتجنب النظر إليها و وجه كل نظره للطعام الذي أمامه فقالت له : كيف حالك يا عزيز؟ هل انت مسرور هنا ؟؟
عزيز : أنا بخير .. المكان هنا جيد لا بأس به
تدخلت كاريمان و قالت بمكر : لماذا تتحدثا بشكل رسمي .. كلُ منكما حدثني عن الاخر بشكل منفصل و لم يبق سوي المصارحة
خجلت فاتن بينما قال عزيز في استهزاء : مصارحة ماذا ؟ لا أفهم!!
أخرجت كاريمان علبة صغيرة عندما فتحتها ظهر بها خاتم خطبة و اسورة رقيقة، وضعتها في منتصف المائدة ثم دفعتها ناحية عزيز و قالت : أنا سأختصر عليكم خطوات عديدة و ها هي هدية الخطبة للعروس.. أحضرتها ع  ذوقي
قال عزيز : خطبة من لمن؟! لم أقل أبداً أنني سأتقدم لخطبة فاتن أو حتي لغيرها .. ما هذا الهراء؟!
فوجئت فاتن من كلماته و قالت : ألم تعدني بالخطبة و جئت هنا و حدثت كاريمان عني !!
عزيز : نعم .. قد وعدتك بالخطبة و انتِ صدقتِ لأنك حمقاء أما اختي ففعلت بكِ هذا لأنكِ خائنة .. فهي تعلم بالخطابات أيتها الغبية !!
بدأت فاتن بالبكاء ففكر عزيز بالمغادرة فأوقفته كاريمان و قالت موجهةً كلامها لفاتن : هذا الذي خنتني لأجله .. لم يشتريك و لو بأقل ثمن .. قد خدعتك كما خدعتني كي تتذوقي طعم الخداع .. هل أحببته؟!
غادر عزيز بينما ظلت فاتن تبكي بلا توقف فقالت لها كاريمان :  قد أمرت خادمتي بجمع اغراضك .. ستغادرين بيتي حالاً  
فاتن : و لكن الوقت متأخر .. أين سأذهب الآن؟
كاريمان : سأكون أفضل منك .. عربتي ستوصلك لأقرب فندق تقضين به الليلة !!
غادرت فاتن بعد درس صعب جداً، علي الرغم من تظاهر كاريمان بالقوة لكنها بكت كثيراً عندما اختلت بنفسها ...
كانت تلك هي الليلة السابقة ليوم المسابقة و لم تكن كاريمان في مزاج جيد عندما أتي إيفان لعمل " بروفا " أخيرة قبل المنافسة، دخل فوجدها جالسة في حزن و عندما قصت له ما حدث و ما فعلت انتابه شعور غريب فقال لها : أفعالك هذه يا كاريمان تخيفني!
ردت : لمَ؟ هل انا التي بدأت بالخيانة أم هي ؟
قال إيفان: لم تبدأي و لكنك انتقمتِ بضراوة.. إن لم تجدي عذراً لمسامحتها فكان يكفي أن تمحيها من حياتك لكن دون اذي !!
كاريمان : أنت مسالم جدا يا إيفان.. لا تجيد النزال او حرفة اخذ الحق .. سأعلمك اياها مع الوقت.
إيفان: ربما تكونين محقة .. لكن .. هل انتِ مستعدة لمناسبة الغد
كاريمان : لست بمزاج جيد لكنني بمهارة تمكنني من الفوز
إيفان: اذن لنقوم ب بروفا الآن
أنهيا تدريبهما و كان إيفان يستعد للذهاب فاشارت  كاريمان لعوف لإحضار المال فاحضره و اعطاه لايفان لشراء مستلزمات المشفي و فيما هو خارج تقابل مع عزيز علي الباب فنظر للأموال التي بيده و ابتسم دون أن يعلق
_______________
دخل عزيز من الباب و رأي اخته جالسة شاخصةً إليه فتجاهلها عمداً، ذهب نحو السلم ليصعد لغرفته فقالت بصوت عالٍ: ما أخبار الكازينو الذي أنت شريك به؟!
وقف عزيز و قال : جيد .. هل سعدتِ بما فعلته اليوم بصديقتك؟!
كاريمان : نعم .. هذا ليس من شأنك .. ما سأتكلم به الآن هو الذي يخصك
عزيز : لعله خيراً ؟
كاريمان : للأسف لا .. كيف سيكون خيراً و هو يخصك ؟!
علمت أين تذهب و ماذا تفعل يا عزيز .. ايها المقامر  المستهتر.. مدعي الرحلات و الصيد و الاسفار !!
ارتبك عزيز و قال : هل تنبشين خلفي ؟!
كاريمان : نعم و كان لدي حق .. طلبت منك عدم إثارة المشاكل و لكنك كالعادة ستفضحني هنا و تقلل من قيمتي .. سألتك عن سبب حضورك قلت انك تستريح قليلا و لكنك أتيت لتختفي عن الأنظار و تقامر في مكان جديد .. الآن عليك أن تغادر حالاً لتلحق بحبيبتك علي الطريق .. لن أقبل بوجودك هنا معي مهما قلت
استشاط عزيز غضباً و خرج عن وعيه، التقط سكيناً كانت موضوعة فوق طبق فاكهة و وثب فوقها ووضع السكين ع رقبتها و قال : قد احتملت غرورك كثيراً .. أخرجتني شيطانا دائماً في وجه ابي حتي طردني من كنفه و رعايته و جردني من حقوقي و بقيتي انتي المدللة المحبوبة، حتي عندما جئت إلي هنا حاسبتني و كأنك ولية أمري ووضعتِ علي شروطك .. و الآن تقولين غادر!! من انت لتفرضين علي رغباتك.. من ؟!!
كانت عينا كاريمان تعبر عن رعب و دهشة من ذلك الذي يسمي أخيها، بينها و بين الموت خطوة واحدة !!!
تري ماذا سيحدث لكريمان... إصابة ام ستخرج سالمة؟! و هل ستشارك في تلك المنافسة ام لا ؟!
ترقبوا أحداثاً شيقة في الأجزاء المقبلة
😍😍🤩

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 5 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثاني والعشرون    الصندوق السحري - صفحة 5 Emptyالسبت أغسطس 03, 2024 7:31 pm


الصندوق السحري
الفصل الثاني والعشرون
لم تستطع كاريمان الصراخ فالسكين علي رقبتها مباشرةً و عزيز في حالة عصبية جنونية و قد يقتلها ان نطقت فظلت صامتة لكن الرعب ارتسم في عينيها، الوقت كان متأخراً و الخدم ذهبوا لمخادعهم، تمنت لو يأتي عوف و يخلصها من يده، فكرت في التخلص منه بنفسها لكنه كان ضاغطاً عليها بكل قوته، لحظات من الرعب مرت عليها إلي أن امتدت يد قوية و رفعته من فوقها ثم أزاحته و ألقته في أحد الزوايا، إنه سالم !! عندما رأته تعجبت من وجوده لكنها حمدت الله أنه أتي...
أمسك بيدها و لاحظ جرحاً سطحياً في رقبتها من أثر السكين، أجلسها ع أحد الارائك و تركها تلتقط أنفاسها بينما هرب عزيز في لحظات قبل أن يحاسبه أحد، أحضر لها سالم كوب من الماء لتهدأ قليلاً ثم اخرج منديله و ربطه حول رقبتها لكي لا تنساب الدماء أو يتلوث الجرح ..
جلس إلي جوارها في أسي و قال
سالم : هل أنتِ بخير ؟!
كاريمان : إلي حد ما.. لم أكن أتصور أن تصل الأمور لهذا الحد أبداً
سالم : أنا لا أفهم.. ماذا يحدث حتي يفعل أخوكِ شئ مشين كهذا ؟
شعرت كاريمان بالخزي لما حدث و لم تستطع أن تروي التفاصيل فقالت : خلافات عائلية لا داع لذكرها.. عزيز شخص متهور كما تعرف فلا لوم عليه ..
سالم : لا لوم!! قد كاد يقتلك لولا مررت ل هنا صدفةً
كاريمان : حقاً ..كيف مررت من هنا و دخلت و وجدتني؟!
سالم بتوتر: كنت في زيارة لأحد جيرانك و مررت فسمعت صوت صراخ عزيز فقلقت و ذهبت نحو الباب فوجدته موصداً فاضطررت لكسر القفل و دخلت و حدث ما شاهدته بنفسك
كاريمان : زيارة في ذلك الوقت !! الناس كلهم نيام !
توتر سالم و لكنه حاول أن يُظهر الأمر عادياً فقال: كانت زيارة عاجلة لصديق مريض ..
كاريمان : ممممم . احمد الله ع تلك الصدفة .. أرجوك أن تُبقي ما حدث هنا سراً و لا تذكره أمام أي إنسان .. من فضلك
سالم : كما تريدين و لكن أخيكِ هذا تخطي كل حدود المقبول و أصبح تهوره خطراً جداً .. لا أود تركك هنا وحدك .. تعالي معي و ابقي في منزلي كما كنتِ
كاريمان : لا ... عودتي ستثير التساؤلات و انا لا اريد لغط أو ضجيج
سالم : لكنني لن اتركك هكذا.. سأرسل أربعة من رجالي يحرسونك و لن يسمحوا لأخيك بالدخول
كاريمان : عوف خادم ابي كان كافياً لكنه ذهب للنوم قبل دقائق مما حدث .. ربما بُعد مخدعه عن هنا هو السبب في عدم سماعه للصوت
سالم : لا .. واحد فقط لا يكفي حتي و إن كان بارعاً .. سأبعثهم لكِ فور وصولي.. لا ترديني أرجوكِ
كاريمان : شكراً كثيراً لك .. لا اعرف كيف أوفيك حقك
سالم : لا عليك .. دمتِ سالمة يا أميرة..
تركها سالم و بقيت علي الأريكة تحاول استيعاب ما حدث، شعرت باهتزاز و برودة في أطرافها ف مدت يديها و لاحظت الارتعاش، شعرت به أيضاً في قدميها،تحركت إلي غرفتها بوهن و أزالت منديل سالم من رقبتها و نظرت للجرح أمام مرآتها، قالت داخل عقلها : إن عزيز أصبح خطراً و اعماله كلها غير مبررة، مجيئه لهنا و طلبه للمال ثم ظهور أموال كثيرة معه بمبررات لا تصدق، المقامرة و عصبيته الزائدة، قد رأت في عينيه خوف يدفعه للجنون.. تُري ماذا يخفي ايضاً و ماذا يحيك؟ .. أيا كان فستفوح رائحته قريباً ...
في طريق العودة للمنزل، تذكر سالم شوقه لرؤيتها الذي دفعه للمرور بالقرب من بيتها، فكر فيما كان سيحدث إن لم يكن هناك!! هل كانت ستفقد حياتها علي يد أخيها؟! ذاك المجنون، تمني لو وافقت علي أن تعود لمنزله فهكذا سيظل قلقاً عليها دائماً ..

عندما عاد لمنزله ارسل لها الحرس و كلف زوج آخر من عامليه بالبحث عن عزيز و احضاره عنده في أسرع وقت ..
_______________
لم تنم كاريمان حتي الصباح ما بين الحزن ع ما فعله أخيها و الارتعاش الذي لاحظته من بعد الحادثة، أتي إيفان كعادته ليمر عليها قبل ذهابه للعيادة فربطت منديلاً علي الجرح لكن الارتباك و الرعشة ظهرا علي وجهها و يديها
قال إيفان: ماذا بكِ؟ أراكِ في ارتباك و عدم اتزان .. هل حدث شئ البارحة؟!
كاريمان : لا .. مجرد شجار مع أخي بعد ما حدث
ايفان: هل توترتِ كثيراً؟
كاريمان : نعم .. أعصابي مشدودة و متوترة .. هل هناك لديك دواء مهدئ للأعصاب؟
إيفان: نعم .. اعرف دواءً سيفيدك، عند ذهابي للعيادة سأرسل لكِ منه، ضعي الكمية في كوب ماء و تناوليه و ستصبحين أفضل يا عزيزتي
سمعت كاريمان لفظ عزيزتي بدلا من حبيبتي فتضايقت قليلا وقالت : شكرا لك يا عزيزي ...
إيفان: لدينا مسابقة اليوم .. برأيك هل ننسحب فحالتك الصحية تحتاج للراحة و الهدوء ؟ و انا أيضاً قد تعكر مزاجي و تراجعت رغبتي ف الحضور
كاريمان : المشكلة ان مدام روز ترغب في مشاركتي كثيراً لرفع مستوي المنافسة و لا أرغب في ردها ... سأحاول النوم و الارتياح حتي المساء و أقرر بعدها ما إن كنت سأذهب ام لا ؟ هل هذا مناسب لك ؟!
إيفان: نعم .. لا عليك مني .. انا فقط منزعج بسبب رؤيتك ع هذه الحال
كاريمان : لا تقلق .. سأستعيد نفسي سريعاً
إيفان: دمت في صحة و عافية
___________
أحضر رجال سالم عزيز موثقاً من يديه و هذا الوضع ازعجه كثيراً و لم يتقبله فهو سليل عائلة عريقة ع كل حال، طلب منهم أن يفكوا وثاقه فغالباً لم يصلهم الصوت و
تركوه في غرفة أغلقوا بابها عليه و مضوا و بعد عشر دقائق جاء سالم و دخل للتحدث إليه
سالم : هربت البارحة سريعاً!!!
عزيز : لا أعرف ماذا يدخلك بين الأخوة .. ماذا لك في ذلك الموضوع لتخطفني و تحتجزني هنا ؟ لا افهم؟!
أمسك سالم بياقته و ضغط علي رقبته و قال : أخوة؟؟ كدت تقتلها ايها السافل و تقول لي أخوة؟!!
عزيز : أنا مازلت لا أفهم!! دفاعك عنها و احتجازي هنا بالرغم من انها لا تري فيك الا رائحة ابل !!
عندما سمع سالم هذه الجملة تذكر تلك اللحظة عندما قرأ ذلك الخطاب، تركه و ابتعد قليلاً فأدرك عزيز انه وضع يده ع موضع الألم و قال : نعم!! عليك أن تدرك أن كل ما تفعله لا يستحق!
سالم : هل قالت لك أنت أيضاً عن هذا
أعجب عزيز رؤية ذلك الضعف و الضيق في عيني سالم و قال : لا بل قرأت خطاباتها لفاتن فعرفت رأيها بك .. و لكن يبدو أنك انت من سمع ذلك من قبل ؟!
سالم : نعم .. سمعت .. ناهيك عن هذا .. أريد أن أعرف ماذا حدث لتصل بكما الأمور لما رأيته أمس
عزيز : لست معنياً بما حدث .. لا يخصك
سالم بتحدٍ : يبدو أن البقاء في تلك الغرفة يعجبك .. ما رايك أن يطول!!
عزيز بغيظ: لا تعبث معي !! أنا أحذرك
سالم : هل تظن أن كلماتك هذه ستشكل فارقاً لي .. قل لي ما حدث إن كنت تريد الخروج من هنا و لا تحاول أنت العبث معي لأنني سأتحقق من كل معلومة تقولها
عزيز : و لماذا لم تطلب منها هي أن تخبرك ؟!
سالم : لن اجادل معك للمساء .. أمامك ثلاث دقائق إما ستخبرني بما اريد و إما ستبقي هنا تفكر حتي صباح غداً
عندما سمع عزيز انه من الممكن أن يبقي هنا هذه الليلة تراجع و قال : اختلفنا بسبب فاتن صديقتها .. وعدتها بالزواج و خلفت وعدي معها و هي استدعتها و أحضرت خاتم الخطبة فرفضت و حدث شجار و اعصابي تلفت فحدث ما حدث
سالم : فاتن !! متي أتت؟! لم أراها أمس
عزيز بضجر: في الغالب قد غادرت أمس بعد م حدث
سالم : هل انت متأكد من أن ذلك هو السبب
ابتلع عزيز ريقه ثم قال : نعم .. متأكد
سالم : و انا سأقتنع بما قلت حالياً و سأطلق سراحك لكن اعلم شيئا .. ابق بعيدا عن كاريمان فحالتها سيئة بعد ما فعلته أمس .. قد أقمت حراساً علي أبوابها
ضحك عزيز بخبث و قال : هل تعشقها إلي تلك الدرجة ؟! بالرغم من حبها لذلك الطبيب!!
سالم : دعنا لا نسميه عشقاً .. لتكن محبة أو معزة .. أنا لا أريد أن يصيبها أي أذي
عزيز : أنت شخص غريب .. هل يترك المحب حبيبه لآخر .. الحب غيرة يا حضرت؟
سالم : انت لا تفهم و لن تفهم
عزيز : دعني أعقد معك اتفاقاً
سالم : ما هو ؟
عزيز : إن أزلت عقبة هذا الطبيب من أمامك ستكون هناك فرصة لك لتجذبها إليك .. صحيح ؟!
سالم بعجب : ماذا تقول انت؟! و ماذا تعرض ؟! لا أفهم !!!
عزيز : سأوضح لك .. سأبعد بينهما بطريقتي و في المقابل ستساعدني انت في أمرٍ ما
سالم: أمر ماذا ؟
عزيز : رجل يطاردني أريدك أن تخيفه و تبعده عن طريقي بسلطتك هنا
سالم : و لماذا يطاردك؟
عزيز : حدث بيني و بينه خلاف مثل ما حدث بيني و بينك و هو يطاردني فأريدك إن تم ما قلت و فرقت بينهما أن تأتِ معي برجالك و نخيفه لكي يكف عني
سالم : كلامك مريب و معلوماتك ناقصة
عزيز : سأنهي الجزء الاول من اتفاقنا ثم اشرح لك الجزء الثاني فيما بعد .. هل اتفقنا؟
سالم : لا .. لم نتفق .. ماذا تخطط أنت لايفان ؟!
عزيز : بصراحة لا يعجبني هذا الشاب و لكي لا اكذب، أنت أيضا لا أراك مناسبا لها و لكن عندما اقارن بينكما أجدك أنت الأفضل من وجهة نظري .. أتدري لمَ؟
سالم متهكماً : لمَ يا سليل عائلة الراعي العريقة ؟!
عزيز : بدون تهكم من فضلك .. ذلك الطبيب فقير متسلق غريب في بلدنا، لين الطبع ليس له هيبة ع عكسك فأنت لديك مال و سلطة و هيبة تليق بك هنا
سالم : و ماذا خططت له ؟! واضح ان هناك خطة ما موضوعة ؟!
عزيز : لم اتعود الإفصاح عن كل ما بعقلي لأحد لكن ما يهمك هو النتيجة
سالم بحدة : لا .. لن أقبل أبداً أن تؤذيه .. هل تفهم ؟!
عزيز : أنت فهمت خطأ .. لن أمسه بأذي .. سأبعد بينهما فقط لتحظي بفرصة .. أم انك لا تريدها و فضلت الاستسلام؟!
لم يرد سالم فقال عزيز : هل اعتبر اتفاقنا سارٍ؟!
سالم : لا .. لا ادخل في اتفاقات لخطط و موضوعات غير واضحة .. آسف .. اترك اختك لاختياراتها و لا تصنع من نفسك حاكماً عليها و عاي تصرفاتها
زفر عزيز و قال : أنت حر ... فلي بدائل و طرق أخري و انت الخاسر ..
اقترب عزيز للباب المغلق و قال : هل ستطلق سراحي ام سنظل هنا نتحدث حتي موعد حفلتك الراقصة؟!
فتح سالم الباب و أطلقه و أدرك أن هناك شيئا يجب أن يفعله فوراً دون تأخير..
خرج من تلك الغرفة و ذهب إلي قاعة الرجال ليضمن ألا يدخل أحد اليه، أمسك ورقاً و قلماً من الفحم و كتب رسالةً بدي أنها مستعجلة و ضرورية، أنهاها ثم أعطاها لمن سيرسلها علي الفور ...
________________________
في طريقه إلي قاعة المائدة ليتناول إفطاره رأي باب قاعة البيانو موارباً و أصوات أقدام مع دندنة بسمة خارجة منه فدخل ليستمتع بحديثها قليلاً فردودها العفوية و عينيها البريئتين المتطلعتين إليه بحب يجعلاه منجذب لها راغباً في محادثتها، طرق الباب بشكل خفيف مستخدماً اصبعيه السبابة و الوسطي فانتبهت و توقفت فدخل و سألها : كيف حال التدريب ع التانجو .. اليوم هو اليوم الكبير؟؟
ردت بسمة في حماس : سأتدرب حتي آخر وقت و لكنني في حيرة
سالم : ممَ؟
بسمة: أرسلت مدام بيلين ثوبين مناسبين للحفلة و لا أعرف أيهما أجمل لأرتديه ؟
سالم : بسيطة .. سأساعدك و لكن يجب ان ترتديهما لأعرف أن أرجح لكِ أحدهما
بسمة : اذن ... كيف سنفعل ذلك ؟
سالم: ستذهبين لجناحك ثم تدخلين لغرفتك و ترتدي الثوب الاول و انا سأكون بانتظارك في ردهة الجناح و هكذا في الثوب الثاني أيضاً ... بهذه البساطة
بسمة : نعم ... سأذهب الآن
ضحك سالم من خلفها و قال : و أنا سأتبعك
____________
ارتدت بسمة ثوبها الأول و كان احمر كرداء الملكات، ناعم و جميل فقال سالم : رائع
ثم ارتدت الثاني الذي كان بلون أخضر في درجة هادئة تشبه أوراق الأشجار ليلاً، ثوب من الحرير الخالص فائق النعومة، نفذته مدام بيلين بشكل مغلق بناءً علي رغبة بسمة، لم يُظهر سوي ساقيها بمقدار كفٍ واحد، منسدل بشكل متسع كلما اقترب للأسفل كي يتيح لها حرية الحركة، صمت سالم لدقيقة ثم قال : هذا هو ... مذهل
اقتنعت بسمة علي الفور و قررت ارتداءه في الحفل فلم يكن الحفل هو المهم عندها و لكنها أحبت أن ترتدي الأجمل في عينيه و الثوب الذي اختاره بنفسه ..
تركها و ذهب للأسفل و قال : قد تأخرنا علي الإفطار .. اتبعيني بسرعة
_________________________
ذهب إيفان بعد الظهر ليطمئن علي كاريمان فوجدها تحسنت عن الصباح كثيراً بفعل الدواء الذي أرسله لها، أشارت لراشدة بإعداد كوبين من الشاي و جلسا ليتحدثان و مازال المنديل مربوطاً علي مكان الجرح، في تلك الأثناء أقبل سالم و ألقي التحية ثم سألها : كيف حالك اليوم ؟
فأشارت له بعينيها أن إيفان لا يعرف و قالت : أصبحت أفضل الآن و لكن عزيز أتلف أعصابي بشجاره
قال سالم : امممم .. الحمدلله علي سلامتك
إيفان: أرسلت لها صباحاً وصفة طبية مهدئة للاعصاب بعد أن كانت يديها ترتعشان و الآن هي أفضل الحمدلله
حزن سالم من اجلها و قال : سلمت يداك يا صديقي .. أنا سأذهب لأرتاح قليلا و سألتقيكم ليلاً في منافسة الرقص .. هل ستنضما؟
نظر إيفان لكاريمان و قال : كما تريد كاريمان
قالت كاريمان : أنا بخير الآن و سأشارك ان شاء الله
ابتسم لهما سالم و ذهب بسرعة فوجود إيفان أشعره بأن ليس له مكان ...
_________
جاء المساء الذي انتظرته بسمة كثيراً فبرغم روحها المسالمة لكن التقليل من شأنها أشعل رغبتها في المنافسة، ارتدت ثوبها الأنيق ذو اللمسة الناعمة و عندما نزلت من الدرج وجدت سالم ينتظرها في بذلة بيضاء بقميص أبيض و بنطال أسود و رابطة عنق سوداء، بدي أنيقاً جداً و عندما تعلقت في ذراعه ظهرا كزوج يمام متناغم، بسمة ببشرتها السمراء لأبيها و ملامحها الرقيقة الصغيرة لأمها و سالم بهيبته و قوته و ملامحه و لونه القمحي المصري الأصيل ..
توقف يوسف عند تلك الصفحة لان الصفحة المقابلة حملت رسماً لزوج اليمام ذاك، ظل هو و علاء يتأملان الرسم و براعته فقال علاء : تفتكر مين هيكسب ؟
يوسف : مش عارف ...
علاء : تيجي نتوقع زي الماتشات و اللي يخسر يجيب ٢ كريب للعشا
ضحك يوسف و قال : ماشي . انا مع سالم و بسمة
علاء: و انا مع صوت العقل .. عملياً كاريمان و إيفان الاقوي و الأكثر خبرة في الرقص
يوسف : طب يلا نشوف
_________


وصل سالم و بسمة الحفل أولا ثم أقبلت سيمون و معها السيد كمال و اخيراً جائت الأميرة مع الطبيب الوسيم ..
الحفل مقام بقصر السير ليبون و زوجته السيدة روز، في الحديقة الواسعة أضيئت المشاعل و تم وضع طاولات لجميع المدعويين و في المنتصف أعدوا مكان حلبة الرقص، العاملين هنا و هناك يوزعون المأكولات و المشروبات و هناك فرقة موسيقية تعزف ألحاناً قبل البدء بالمنافسة و أمام الحلبة أُعدت منصة الحكام الخمس ..
جلس الجميع و بدأت مدام روز التحية و تقديم الفقرات و قالت :
أرحب بالجميع في هذا المساء الجميل .. شرفت بحضوركم و أتمني أن تستمتعوا اليوم بتلك المنافسة في واحد من أجمل الفنون ألا و هو رقص التانجو و هي رقصة ذات أصول أرجنتينية كما تعلمون
أرحب بالجميع و علي رأسهم حكامنا الخمس و هم
الاول : مصمم الازياء هنري وون ليون
الثاني : الراقص المعروف جابرييل صامويل
الثالثة : السيدة سوزان عبدربه راقصة التانجو و مصممة الرقصات
الرابعة: مودمازيل كلوي المطربة الفرنسية
الخامسة : السيدة ليلي ابراهيم فنانة مصرية
صفق الجميع ترحيباً بالحكام فاستطردت مدام روز و قالت: نظام التصويت سيكون من ١٠ درجات لكل حكم و صاحب أعلي نقاط سيفوز بالجائزة .. دعونا نرحب بالثنائي الأول في حفلنا السيدة شاهدة و زوجها السيد زهران المصري
بدأ العزف و الحاضرون منتبهون للرقصة بينما جلس سالم و بسمة ع طاولة بمفردهما أما إيفان و كاريمان و سيمون و السيد كمال فقد ضمتهما طاولة واحدة، نظرت بسمة لكاريمان و شاهدت فستانها الكستنائي الفاخر ك لون القهوة الصباحية الفريدة و حذائها الرقيق بجلد بني بتعريجات خفيفة و كعب رفيع، لاحظت أيضاً خاتماً ذو ألماسة بنفس لون الفستان يلمع في اصبعها، لاحظ سالم التفاف وجهها ناحية كاريمان و رأي في عينيها خوف من الخسارة، حاول طمأنتها و قال : قد بذلت جهداً كبيراً جداً يا بسمة فلا تخافي من النتائج و لا تنظري لأحد فجمالك متفرد و مختلف .. لا أحد مثلك و لا أنت تشبهين أحد
أمسك يديها و ربت عليهما فابتسمت ثم أطلقت زفيراً قوياً حمل معه توترها و خوفها ..
من بين عشر ثنائيات سيرقصون الليلة كان ترتيب سيمون و كمال السابع و سالم و بسمة التاسع أما كاريمان و إيفان فقد وضعتهم روز في نهاية المنافسة كطبق الحلوي الذي يأتي في نهاية الوجبة ..
_____________________________
وقفت سيمون و أمامها كمال و بدآ الرقص، أخطأ كمال في تلقي بعض الحركات و انثني كاحله و هو يدور حاملاً سيمون، تألم في صمت ثم اكمل الرقصة بصعوبة لاحظها الحكام فكان مجموع نقاطهما من الحكام ٣٩ نقطة
صفق لهما الجميع ليبدأ دور الثنائي الثامن الذي يسبق مباشرة بسمة و سالم فهمس في اذنها و قال : استعدي يا ذات الرداء الأخضر ..دورنا هو التالي
___________
جاء اخيراً دورهما فقدمتهما مدام روز و صفق لهما الجميع بينما نظرت كاريمان بثقة كعادتها
نفذت بسمة الرقصة بدقة متناهية كمن يرقص منذ زمان طويل و سالم كان بارعاً في تلقي الحركات ب ليونة ممتازة أعجبت الحكام، لاحظ أنها متعرقة من الخوف و يديها باردتان فهمس لها مطمئنا: انتِ رائعة .. لا داعي للارتباك
انتهت الرقصة و صفق الجمهور بشدة فتأكدت بسمة انها أبلت بلاءاً حسناً و شعرت بالرضا عن نفسها
رفع الحكام علاماتهم فحصدوا ٤٨ نقطة لأن الحكم الاول و الثالث انقصاهما درجتين و لكنها نتيجة جيدة جدااا
_____________________________
اقترب الحفل علي الانتهاء فنادت السيدة روز علي الثنائي الأخير فوقف إيفان و مد يده برقة لكاريمان التي وضعت يدها في يده و ذهبا ليبدآ الرقصة .. بدت كاريمان في الرقصة كآلة كمان في يد عازف ماهر، حركات مرتبة و ليونة ممتازة، تناغم رائع و اختتمت الرقصة بتصفيق كبير من الجميع حتي سالم و بسمة..
رفع الحكام علاماتهم فأعطاهم الجميع عشر علامات كاملة فيما عدا السيدة سوزان التي أنقصتهما درجتين فكان المجموع ايضاً ٤٨ نقطة و هنا حدث التعادل فأعلي درجة كانت ٤٨ و قد تساوي فيها الفريقين بينما أُقصيت باقي الثماني فرق ..
أعلنت السيدة روز عن تقييم فارق و هو ثوب الفتاة في كل فريق و قد كان الثوبان رائعين
حصل ثوب كاريمان الكستنائي علي ٤٥ درجة بعد أن أنقصه مصمم الازياء جابرييل نقطتين و أنقصته مودمازيل كلوي درجة و كذلك السيدة ليلي درجتين ايضاً
أما ثوب بسمة الأخضر الحريري فقد حصل علي ٤٥ نقطة ايضاً لأنها اخدت ٩درجات من جميع الحكام !!!
تعجب الجميع لذلك التعادل المتكرر فاعطت السيدة روز استراحة لتناول المشروبات ثم عودة لجولة أخيرة حاسمة ...
____________________
عادت السيدة روز بعدما تشاورت مع الحكام فيما سيتم بالجولة الاخيرة و قالت:
السيدات و السادة الحضور .. رأينا جميعاً جمال تلك الأمسية و المنافسات الرائعة في رقص التانجو و بما ان الفريقين قد تعادلا بجدارة و استحقاق و بما إن هذا الحفل أقيم لمنافسة في الرقص فسنترك الفريقين لمدة ربع ساعة يتفقان علي اي رقصة يختاران تنفيذها و يمكنهما الاستعانة بأي من الجمهور لمعاونتهما حسب نوع الرقصة.. سيرفع الحكام اسم الثنائي صاحب الرقصة الفائزة في نهاية الجولة حسب اختيار كل واحد منهم و الفريق صاحب الأصوات الأكثر هو الفائز و بعدها سيتم تسليم الجائزة
اختارت كاريمان ان ترقص مع ايفان رقصة الفالس.. رقصة غربية ناعمة انتشرت في الدول العربية بسبب توغل الثقافة الغربية فيها، قدم إيفان و كاريمان أداءً بارعاً و نالا استحسان الجميع ..
أما بسمة فأقنعت سالم بأداء رقصة من التراث الأثيوبي اسمها "Eskista" علمها اياها والدها، هي رقصة شعبية مفعمة بالحيوية و الحركات السريعة، انضم إليهما عوف خادم والد كاريمان لأنه يحب تلك الرقصة كثيراً و ايضاً السيد كمال مدرس الجغرافيا الذي رمقته سيمون بنظرة غاضبة لكنه لم يهتم، تعلمها سالم سريعاً بذكاءه المعتاد أما الاستاذ كمال فكان يمثل الجانب المضحك في الرقصة، وقف أربعتهم أمام الحضور و قالت بسمة قبل البدء: هذه الرقصة من تراث أجدادي فأنا لي شق إثيوبي إلي جانب الشق المصري، رقصة شعبية أتمني أن تعجبكم ..
بدأت الرقصة و قد جعلت الجميع في تركيز و انتباه لأنها شئ جديد لم يره احد منهم من قبل...
بعد الانتهاء من الرقصة ظل التصفيق متصل لعدة دقائق و طلب الحضور إعادة الرقصة و انضم عدد من الحضور للرقص معهم ..
رفع الحكام بعدها لافتاتهم فحصل فريق بسمة ع ٤ أصوات من الخمسة و شعرت أن قلبها ترقص داخله الفراشات من السعادة، نظر سالم لها بسعادة و فخر و امسك يدها وقال: قد فزت يا بسمة بجدارة و اقتدار .. أنا فخور بكِ
نظرت كاريمان لبسمة بابتسامة و كأنها ليست مهتمة بالفوز و قالت : مبارك عليك الفوز يا بسمة .. قد استحقيتِ
هنأها كذلك إيفان و الاستاذ كمال بينما نظرت لها سيمون ببرودة و قالت : مبارك ...
أتت السيدة روز و سلمت بسمة الجائزة وسط تصفيق الجميع و قبل أن تنتهي الأمسية و يذهب الجميع جاء كافور حارس منزل الطبيب إيفان مهرولاً و جريحاً و قال أن لص كسر الأقفال و اخذ الأموال الموجودة في غرفته و هرب و لم يستطع اللحاق به ...
حملق الجميع في دهشة و كان أكثرهم صدمة هو سالم الذي فهم من اللحظة الاولي من الفاعل !!!
في الأجزاء المقبلة سنعرف هل عزيز هو الفاعل و هل سيتم كشف أن تلك هي فعلته ؟ من الرجل الذي يهدده ؟! و لمَ؟!
لمن ارسل سالم تلك الرسالة؟! و ماذا بها ؟! و هناك أيضا زفاف مرتقب فمن منهم الذي سيتزوج ؟!
ترقبوا احداثاً شيقه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 5 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثالث والعشرون    الصندوق السحري - صفحة 5 Emptyالسبت أغسطس 03, 2024 7:36 pm


الصندوق السحري
الفصل الثالث والعشرون
خسر علاء في لعبة التوقعات و بناءً عليه فهو مكلف الآن بدفع ثمن وجبة العشاء، اتصل بأحد المطاعم و انتظر وصول عامل التوصيل ثم جلس ينتظر مع صديقه وصول الطعام، في تلك الاثناء ورد اتصالاً ليوسف ع هاتفه النقال فنظر و إذ هي ريم فأمسك بالهاتف ليرد عليها فطلب منه علاء أن يفتح مكبر الصوت ليشترك معهما في المكالمة
يوسف : ألو.. ريم .. ازيك ؟
ريم : الحمدلله كله تمام .. انت و علاء تمام؟
يوسف : آه الحمدلله .. علاء جنبي اهو
علاء: ازيك يا ريم .. أنا معاكم اهو .. المايك شغال
ضحكت ريم و قالت: عندي ليكم خبر حلو
يوسف بحماس : طب قولي بسرعة .. عرفتي حاجه جديدة ؟!
ريم : لا مش بالظبط بس حكيت لماما عن الكتاب و الصندوق و القصة كلها .. هي عاوزة تشوف الكتاب بس متقلقش ماما ست مسالمة جدا هي بس عندها فضول مش أكتر ..
نظر يوسف و علاء لبعضهما بعدم ارتياح و لم يتكلما فأكملت ريم : الخبر الحلو بقي بتقولي عندها علبة كبيرة مليانة صور و فيه منهم صور كانت في شقة جدو .. هي اخدت الصور منه عشان تحتفظ بيها بس بتقولي فيه صور لجدو و هو طفل مع مامته و باباه و جده و جدته ف ممكن تيجي تشوفها .. يمكن تفهمك حاجه
علاء: طب حلو اووي ده .. يمكن الصورة يكون ف ضهرها كلام او اسم .. اي حاجه ممكن تنفع
ريم: مش عارفة .. بصراحة هي مش بتركز اوووي ف تعالوا شوفوا بنفسكم
يوسف : تمام و هجيب لها الكتاب تشوفه
ريم : بس فيه حاجه .. جوزها راجع بكره من السفر و لو شافنا عندها هيغلس و هيعمل حوار.. لازم نروح قبل م يرجع
علاء : يعني انهارده .. طب ازاي .. ده الساعة ١١
ريم : لا .. بكره .. هو راجع ع بالليل .. احنا هنروح الصبح او بعد الضهر لو يناسبكم ؟
علاء: أنا مش هقدر .. عندي شغل بكره لحد بالليل
يوسف : أنا هحاول اخلص بكره ع ٢ و اكلمك .. تمام ؟
ريم : تمام
علاء: إن شاء الله نفهم حاجه
يوسف : إن شاء الله
ريم : خير بإذن الله ... سلام
يوسف : مع السلامة
دق عامل التوصيل الجرس و جاءت الوجبة و بينما كانا يأكلان قال علاء: بذمتك مش صعبانة عليك كاريمان
يوسف : ليه بقي ؟
علاء: بقي الأميرة تفوز عليها خدامة !!
يوسف: لكل مجتهد نصيب يا دكتور .. يلا ناكل ..
__________ة

في اليوم التالي و بعدما أنهي يوسف عمله اتصل ب ريم و تقابلا في محطة مترو المعادي حيث شقة والدتها، تمشيا في شارع طويل محاط علي جانبيه بالاشجار ، المكان هادئ و مريح للأعصاب، وصلا للعقار الذي به الشقة و هنا قالت ريم : الشقة في الدور التاني
دقت ريم الجرس ففتحت والدتها و هنا تفاجئ يوسف مما رأي!!!
ظهرت أمامه سيدة في أوائل الخمسينات معتدلة الجسم متوسطة الطول مثل هيئة ريم لكنها لا تشبهها أبداً شكلاً فهي سيدة سمراء بعينان سوداوتان واسعتان خلافاً لريم ذات العينان الملونتان، شفتاها ممتلئتان ووجهها طويل أما ريم فهي رقيقة الشفتين فاتحة اللون و لها وجه دائري، نظر يوسف بغرابة لاحظتها والدة ريم فابتسمت و قالت له : عارف.. زمان و هي صغيرة لما كنت ببقي ماشية بيها ف الشارع و هي مبلمة كانوا بيفتكروني خطفاها
ضحكت ريم و قالت له : ماما ... مدام نيرة
رد يوسف بحرج : أهلا مدام نيرة .. آسف بجد بس انتوا مش شبه بعض خالص
مدام نيرة : عارفة .. انت مش اول و لا حتي عاشر واحد يقول كده بس بأمانة هي بنتي هههههه
تنحت جانباً عن الباب و قالت : اتفضلوا
دخل الجميع و اُغلق باب الشقة و جلسوا في غرفة المعيشة .
ذوق و شخصية مدام نيرة كان ظاهراً في شقتها، اختياراتها للألوان مبهجة و متنوعة، علقت لوحات من رسم ابنتها علي الحوائط حتي و إن لم يلق ذلك استحسان زوجها، هناك بعض العشوائية لكن لا يمكننا القول أنها غير مرتبة فهناك خليط بين الترتيب و العبث.. بعدما تجول بعينيه في الشقة قال : الشقة جميلة يا مدام نيرة .. ذوقها حلو
ردت مدام نيرة: شكرا يا يوسف .. مش يوسف صح ؟
يوسف : مظبوط ..
م. نيرة: تحبوا تشربوا ايه الأول؟
يوسف : لا شكرا .. انا مش هطول عليكم
ريم : تطول ايه ... متعملش فرق .. ماما معلش كوبايتين شاي بلبن و ساندوتشين ع السريع
قامت م نيرة و قالت : حاضر .. حالا اهو
يوسف : مكنش المفروض نتعبها. كان كفاية شاي
ريم : تتعب مين .. ماما مش بتشوفني كتير من ساعة م سبت الشقة عشان كده لما باجي بتبقي عاوزة تعملي اي حاجه .. متشغلش بالك
مط يوسف شفتيه و قال : طيب
أخرجت ريم هاتفها و أظهرت صورة والدها ليوسف و قالت : بص .. ده بابا و انا واخدة أغلب ملامحه عشان متقولش دي طالعة لمين
أقبلت مدام نيرة و في يديها طاولة الطعام و المشروبات فبدآ بتناولها
م نيرة : فين بقي كتابك العجيب ده ؟
أخرج يوسف الكتاب بحرص من حقيبة أحضرها معه و قال : اتفضلي
تصفحت مدام نيرة الكتاب و أعجبت به كثيراً ثم قالت : بس انت جبت منين أن الكتاب ده ليه علاقة بعيلتنا؟ مش جايز بابا اشتراه او حد اداهوله؟؟
يوسف : هو والد حضرتك مجابش أي سيرة عنه خالص؟!
م نيرة : بصراحة لا ... خالص
يوسف بيأس : مش عارف .. نفسي اربط الماضي بالحاضر و اعرف مين دلوقتي ورثة الكتاب ده
م نيرة : ليه ؟! ناوي تديهولهم؟!
يوسف بتردد : مش عارف .. بس عندي فضول أعرف هم مين ؟
م نيرة : طيب فرضنا أن الكتاب طلع فعلا بتاع بابا و انا طلبت الكتاب هتديهولي؟!
يوسف بحرج : بس حضرتك انا اشتريت الصندوق من المزاد و لقيت جواه الكتاب .. مش ريم حكت لحضرتك؟!
ضحكت م نيرة ضحكة مجلجلة و قالت : أنا كنت امزح معك .. لا رغبة لي ف الكتاب او الصندوق .. لا تقلق .. سأحضر لك مجموعة صور كبيرة أخذتها من الشقة ع سبيل الذكري ربما تنفعك في بحثك
يوسف : اتفضلي
جاءت بعد قليل و في يدها علبة، جلست ثم فتحتها فإذ بها مجموعة عملاقة من الصور، اكثر من ٢٥٠ صورة، جلس ثلاثتهم و بدأووا بفرز الصور و مع كل صورة كانت مدام نيرة تعرفهم بمن فيها، بعد أكثر من نصف ساعة وجدوا صورة قديمة جدا بالأبيض و الاسود ل والد مدام نيرة مع جدته و هي ف العقد السابع أو الثامن من العمر، سيدة سمراء ضحكتها بشوشة لكن ملامحها ليست واضحة كثيراً بسبب تقدم العمر فالخطوط و التعريجات غطت وجهها تماماً، قلب يوسف الصورة فوجد تاريخاً مدوناً عليها هو ١٩٤٠/٨/٨، ظهر جد ريم طفلا في الصورة بعمر أقل من ٥ سنوات .. تري من تلك السيدة السمراء ؟! هل ما يفكر فيه يوسف ممكناً ؟!
شكر يوسف مدام نيرة و أثناء توديع نيرة له علي الباب قال لها : ممكن تيجي معايا بكرة السجل المدني .. يمكن نعرف نلاقي طريقة نجيب بيها اسم جدة جدك ؟!
ريم : ماشي..
يوسف : شكرا بجد يا ريم .. هعدي عليكي الصبح بدري عشان ناخد اليوم من أوله
ريم : تمام
___________
عاد يوسف للمنزل و لم يستطع انتظار عودة علاء فعاد لاستكمال القراءة علي الفور
تفرق الجميع من الحفل بينما ذهب إيفان و كاريمان و معهما كافور ليتم تضميد جرحه بالعيادة الطبية أما سالم فأوصل بسمة للعربة و اوصي الحوذي بايصالها ثم لحق بهم لهناك ليفهم ما يجري
ضمد إيفان جراح حارسه لأن اللص سدد نحوه اللكمات و الضربات بشكل متتالي و عندما حاول كافور التشبث به فضربه بمدية صغيرة في جنبه فسالت منه الدماء و لكن لحسن حظه فالجرح كان سطحياً و لم يصب أي عضو داخل أحشاؤه بأذي، كان إيفان حزيناً للغاية و غاضباً لا يعرف ماذا سيفعل لأن ذلك المال هو الذي كان سيشتري به كل مستلزمات المشفي، أرسل احد العاملين بالعيادة لابلاغ قوة قسم منطقة أسوان كي يأتي و يحقق بالحادثة ربما يعثرون علي اللص قبل أن يعبث بالمال ..
كاريمان كانت واقفة تستمع لكافور و هو يروي الحادثة و في عقلها سؤال واحد يتردد داخلها : من أين علم اللص بوجود قدر كبير من المال مع ايفان في ذلك الوقت ؟! هل لأنه جري خبر إقامة المشفي في كل البلدة؟! و لكن إن كان لهذا السبب لمَ لم يُسرق بيتها هي فمن المعروف أنها هي الممول و ليس هو ؟! قد اختار اللص ليلة الحفل ليجد المنزل فارغاً و علم بوجود المال برغم انها أعطته له منذ ليلتين فقط !! إذن هو شخص قريب محيطاً بهم .. هل هو خادم أم عامل أم صديق أم ماذا .. تعبت من التفكير و شعرت بدوار فجلست تنتظر ماذا سيكشفه الوقت و التحقيق!!
عندما جاء سالم و سمع ما دار كان هو الاخر يحلل الموقف و عزيز عالقاً في ذهنه بشكل كبير خاصةً أنه لا يحب إيفان و يود ايقاعه و عرقلته لكن هل بتلك الطريقة؟! و إن كان هو فهل قام بها بنفسه أم استأجر أحداً، في غضون هذا التفكير دخل إليهم ضابطاً مصرياً برتبة " يوزباشي" علي كتفه هلال و نجمة فضيان، عّرف نفسه و قال : أنا اليوزباشي ماهر الخضري .. سأتولي التحقيق في جريمة السرقة التي تم الابلاغ عنها ..
أشار باصبعه لكافور و قال : أنت الشاهد ؟!
رد كافور بضعف: نعم يا فندم
اليوزباشي ماهر: أين الطبيب صاحب المنزل المسروق؟
رد إيفان : نعم .. إنه انا
قال اليوزباشي: ليغادر الجميع من فضلكم و يبقي الشخصين الذين أشرت لهما .. إن احتجنا لشهادة أي منكم فسنرسل له استدعاء ..
انصرف الجميع و بقي أربعة فقط، إيفان و كافور و اليوزباشي و الكاتب ..
بينما كان اليوزباشي يحرر محضراً للواقعة و يستجوب كافور و إيفان، كان سالم في الخارج مع كاريمان و أصر علي الا يتركها تعود لمنزلها بمفردها..
كاريمان: لا اريد ان اتعبك فاليوم كان طويلاً و مرهقاً و اختتم بتلك الحادثة المزعجة
سالم: ليس هناك تعب .. لن اتركك تذهبين بمفردك ابداً
دخلا العربة التي تجرها الخيول و في الطريق كانت متجهمة و حزينة فسألها
سالم: لماذا أنتِ حزينة هكذا .. هل من اجل المال الذي سُرِق؟!
كاريمان : بل من أجل الواقعة نفسها.. عقلي مشوش و لا اعرف كيف افكر و في من أشك ؟!
سالم: ربما يستطيع هذا المحقق ان يصل للفاعل
كاريمان بيأس: أتمني ...
وصلا أمام منزلها فنزل و مد لها يده ثم نظر لعينيها المتعبتين: لا عليك من كل ذلك .. خذي قسطاً من الراحة و لنفكر غداً ب روية في كل ما حدث
أومأت كاريمان بالموافقة و قالت : سأحاول
قال سالم : دمت سالمة يا أميرة
دخلت كاريمان المنزل و اغلقت خلفها بعد أن أعطته ابتسامةً لطيفة بينما ذهب اليوزباشي مع ايفان لمعاينة مكان الحادثة و رفع الأدلة إن وجدت !!
______________
وصل سالم للمنزل بعد مرور أكثر من ساعتين علي عودة بسمة من الحفل للمنزل، أبدلت ملابسها ثم جلست تنتظره في الحديقة، عندما دخل لاحظ وجودها علي الفور و ابتسم لها من بعيد و عندما اقترب قال لها
سالم : ألم تنامي بعد أيتها الفائزة ؟
بسمة: لا .. جلست انتظر عودتك
سالم : و ها قد عدت .. اذهبي للنوم فيبدو عليك التعب
بسمة : سأذهب و لكن .... هناك سؤال ؟!
سالم : يمكنك أن تسألي ما تريدين
بسمة : هل كنت مع قوة المخفر كل هذا الوقت ام ذهبت لمكان آخر؟!
سالم : ماذا تقصدين؟ كوني واضحة
بسمة محاولةً اظهار القوة : و هو كذلك .. هل ذهبت لبيت الأميرة ربما تجد حلاً لأموالها المفقودة؟!
تعجب سالم من جرأتها الغير معتاده و قال :نعم ذهبت و لكن كي اوصلها لأن الوقت متأخراً جداً
بسمة : و لم َ لم يوصلها إيفان .. أليسا حبيبين؟!
سالم بضجر: نعم و لكنه كان مشغول في المحضر مع اليوزباشي
لاحظت بسمة ضيق سالم من توجيه الاتهام و الشك اليه و قالت : اعذرني .. انا احيانا أشعر أنها لها مكان خاص بقلبك
سالم و هو يحاول النفي: لا تدخلي بنا في تلك المنحنيات الخطرة يا بسمة فيكفيك أنني أقول لك لن اتخلى عنك ابداً و ما أراه فيكي لا أراه في أحد ...
فهمت بسمة انه لم ينكر حبه لها لكنها تقوت و قالت :سأترك ما ينبغي أن اقوله للوقت فربما لا أحتاج أن اقوله أو يجبرني الوقت علي قوله ...
سالم : لا أفهم ما تقصدين ؟!
بسمة : لا تهتم .. الآن هل أطلب منك شيئاً
سالم : بالطبع
أمسكت بسمة بالجائزة التي تسلمتها منذ قليل و فتحتها و قالت : هل يأخذ كلا منا جزءا من الخاتم ليذكرنا ببعضنا البعض دوماً حتي ان افترقنا
شعر سالم بغرابة في طريقتها و قال: كلماتك غريبة الليلة .. ماذا حدث؟! كل هذا لأنني تأخرت قليلاً و اوصلت الأميرة!!
بسمة : لا .. أنا فقط اريد هذا.. هل ستقبل طلبي ؟!
التقط سالم الخاتم من العلبة و فصله لنصفين و ارتدي نصفه و ألبسها النصف الآخر .. ثم قال : ليس خاتم هو من يربطنا بل إرادتنا يا بسمة .. و أنا أريدك .. تذكري هذا
ابتسمت له قليلا ثم قالت : سأذهب للنوم .. تصبح ع خير
سالم : و انت من اهل الخير
شعر سالم أن بسمة كُسرت عندما أعادها مع الحوذي بينما ظل هو إلي جانب كاريمان و أصر علي إيصالها بنفسه للمنزل، لأول مرة يراها تتحدث هكذا بشكل مبهم.. تُري ماذا يدور في عقلها؟!
تزاحمت الأفكار بعقل سالم و اقلقت مضجعه بشكل كبير فهناك الكثير من الحسابات و الروابط التي عليه العمل عليها و صُنع طريق ممهد في وسطها ..
_______
انتهي الفصل الخامس و بدأ فصل جديد عنوانه كان
٦- حفيظة هانم ياقوت
بدأ الفصل برسمة لسيدة حسناء خمسينية ظهر عليها ثراء كبير من الحلي التي زينت رقبتها و يديها و ثيابها، ارتدت ثوب مطرز بلون مخملي راقٍ، منْ رسمها أظهر نظرة حادة في عينيها دليل علي قوة الشخصية و المكانة ..
في الصفحة التالية بدأت احداث الفصل :
ذهب سالم في الصباح الباكر لمتابعة العمل في الترعة التي بدأ الانجليز شقها في الجانب الغربي لأرضه، استدعي اللورد مهندسين من انجلترا و فرنسا للعمل اما الأفراد فكانوا من مصر ثم ذهب لإيفان في المشفي ليطمئن عليه بعد ما حدث البارحة، طرق باب غرفته في العيادة ثم دخل
سالم : كيف حالك اليوم ؟!
إيفان: ليس جيداً بالطبع و لكن الحمدلله
سالم : هل افادكم ذلك الضابط بشئ عن السارق أو الأموال المسروقة؟
إيفان: لا .. قد اعطي كافور أوصاف السارق بقدر ما رأي و قال انه سيبحث و يستجوب كل الواقعين في دائرة الأمر اليوم و غداً و كلف فرق البحث بالنبش وراء كل حجر او ثغرة للعثور علي الأموال .. ما يحزنني هو توقف شراء مستلزمات المشفي فقد كنت اقتربت كثيراً من عقد اتفاق جيد مع أحد التجار..
سالم بانتباه : و ماذا اعطي كافور من أوصاف؟! ربما كان شخصاً نعرفه
إيفان : لم ير وجهه لأنه كان يرتدي قناع لكنه قال أنه طويل القامة معتدل البنية رأسه مدور و كبير و كفيه ابيضان، المديه التي ضربه بها كان عليها حرف A و رأي خاتماً في يده ..
سالم: و من طلب اليوزباشي للتحقيق؟
ايفان: طلب كاريمان لأنها صاحبة المال و عوف لأنه من سلمني اياه و سيمون لأنها تعمل مع كاريمان في مشروع المشفي و قال انه سيوسع دائرة البحث طبقا لأقوال هؤلاء ...
سالم : لندعو الله أن تعود تلك الأموال قريباً .. هل تحدثت مع كاريمان ؟!
إيفان: لا .. لا وجه لي لملاقاتها بعد أن أضعت مالاً مقداره هكذا و لا طاقة لي لتوفيره مما لدي فأنت تعلم أنني لست من أصحاب الأموال
سالم : نعم أعلم.. لا تقلق .. لها حل بإذن الله .. لننتظر الآن تحقيقات المخفر و بعدها نعرف ما يمكننا فعله .. أنا إلي جانبك .. لا تقلق
إيفان: أعلم يا صديقي
__________
وصلت الرسالة لقصر صافي بك ياقوت، سلمها احد الخدم ل فاتن هانم بينما كانت تحتسي قهوتها مع خالتها حفيظة هانم ياقوت، فاتن هي ابنة اخت السيدة حفيظة زوجة صافي بك ياقوت رحمه الله، الذي ترك كامل ثروته لها قبل وفاته لأنهما لم يرزقا بذرية، بعد وفاته شعرت بالوحدة فأخذت ابنه اختها فاتن في سن السادسة عشر و عاملتها كما لو كانت ابنتها، تولتها من كل شئ رعاية و تعليم و تربية ..
سألتها خالتها عن الخطاب فعندما قرأت اسم سالم عليه قالت إنه من صديقتها كاريمان، فاتن تحب خالتها كثيراً لكنها تخاف منها بسبب حدتها و مواقفها التي كانت كمواقف الرجال في صعوبتها، اعتادت أن تخفي عنها أمورها الشخصية الشائكة خاصةً و أن حفيظة هانم قدمت لها أكثر من خطيب ليتزوجها فرفضتهم لأجل انتظارها ل عزيز بلا طائل !!
أنهت قهوتها و استمحت خالتها عذراً لتذهب لغرفتها فسمحت لها، اختلت بنفسها و فتحت الخطاب و قد كست نظرتها الغرابة فمنذ متي يراسلها سالم هذا!!!
قرأت الرسالة التي نصها كان كالتالي :
" إلي العزيزة فاتن .. أعلم أنه ستعتريك الغرابة عندما يصلك خطابي لكن لا تقلقي .. هنا خير لك في الخطاب إن اردتي و الخيار لكِ.. أمامك فرصة إن كنت مازلت تريدين عزيز فبإمكاني ان اجعله يأت و يطلب يدكِ راكعاً لكن قبل أن تبعثي لي ردك احذري من القبول ثم رفضه إذا أتي فهذا طريق ستكملينه للنهاية إن بدأتِ فيه .. إن كنتِ موافقة فليس عليك فعل شئ سوي إرسال خطاب لي توافقين فيه أما إن كنتِ طويت تلك الصفحة فمزقي ذلك الخطاب و انسي أمره و انا سأحترم رغبتك بالطبع و ينتهي الأمر .. لا تخافي من نوايا طلبي هذا فمصلحتي من وراء هذا الامر لا ضرر فيها لك .. دمتِ سالمة أيتها العزيزة "
لم تكن تصدق ما تقرأ فهل يستطيع سالم هذا اقناع عزيز و فعل ما قاله بالخطاب!! و ما مصلحته من وراء هذا الأمر..
قالت في نفسها : مازلت احبه و أريده لكن هل اطمئن لسالم و اعطه قيادة الأمر أم لا .. لو كانت علاقتي بكاريمان قائمة كنت سألتها عما يحدث هناك ..
هنا جال بعقلها سؤال آخر : هل يعلم سالم بما حدث بينها و بين كاريمان فيريد اغاظتها ام ماذا؟! هل تلك خدعة أم حقيقة؟؟ هل ستسمح كاريمان بتلك العلاقة بعد ما حدث !!لا تدري و سيحتاج الأمر وقتاً للتفكير ..
___________
انتشر أنفار المخفر في ارجاء البلد كلها يفتشون في كل مكان عن مبلغ كبير كهذا ليس معتاداً وجوده مع العامة، اختبأ عزيز ببيت بعيد عن الأنظار كان قد استأجره، كان خائفاً و لم يخرج من البيت مطلقاً من ليلة امس منتظراً ذلك الغريب الذي سيأتي و يحمل كل المال الذي جلبه له بعد تخطيط و معركة شرسة مع ذلك الحارس!! عجباً فقد أصبح السيد عزيز خادماً و ملبياً لمطالب ذلك الغريب ..
طرق علي المنزل ثلاث طرقات متتالية متفق عليها ففتح له عزيز و اعطاه المال في ضيق ثم أغلق الباب مرة أخري بسرعة، سمع عن التحقيق في الجريمة و عن الأوصاف التي قالها كافور فقرر البقاء بعيداً عن الأنظار حتي تنتهي القضية و يغلق التحقيق حتي لا يستدعيه احد و يدخل في القضية فربما إن رآه كافور يشك به و يعرفه ...
______
عاد سالم للمنزل في المساء بعد أن انهي اعماله في أكثر من مكان، ألقي التحية علي والدته و سأل عن بسمة فقالت
السيدة بثينة: كانت هنا و قالت إنها متعبة و صعدت لتستريح .. معها عذر فقد رقصت أمس طيلة الليل !!
ضحك سالم ع تهكم والدته و قال : ألم تدفعينها دفعاً لمنافسة كاريمان .. لمَ لا يعجبك الأمر الآن ؟!
السيدة بثينة: بل دفعتها لكي تنافسها ع قلبك لا علي الرقص .. هي دائما تفهم رسائلي ع طريقتها الخاصة!!
سالم : بسمة لا تعجبني من البارحة .. أظنها حزنت من اجل غيرتها من كاريمان و لا اعرف كيف أطمئنها .. ذكرت لها عدة مرات أنني لن اتخلى عنها أبداً .. أهذا لا يكفي ؟!
السيدة بثينة: لا تكذب ع نفسك يا بني .. أنت بفعلتك المتسرعة هذه أدخلت نفسك و ادخلتها في بوتقة نار بها فحم مصطلي، مشاعرك مازالت عند كاريمان برغم انها لم تجاوبك ابداً بينما بقيت هي ف الزاوية مثل عصفور لطيف تربيه و تأتِ كل صباح و مساء لتطمئن عليه لكنها لم تصبح مالكة لقلبك و هذا ما يعذبك و يعذبها .. أما تلك الأميرة فهي في وادٍ آخر و تعشق ذلك الطبيب!!
سالم بألم : آه يا أمي.. لمستِ كل اوجاعي بكلماتك و لا يسعني سوي قول أنك محقة و لكن مازلت متخبط و لا اعرف طريقاً للراحة !!
مال إلي حضن السيدة بثينة التي داعبت شعره الأسود الكثيف بيديها و قالت : ليريحك الله يا بني و يخرج تلك الفتاة من قلبك
____
خلال الأيام التالية عكف اليوزباشي ماهر علي استجواب كل من وجده في سبيل ايجاد الأموال بينما فقدت كاريمان الأمل و ذهبت لايفان بمنزله و قالت
كاريمان: لا وقت لدينا لنضيعه و قد تكون الأموال صُرفت و انتهي الأمر .. سأبعث رسالة لأبي ليرسل لي دفعةً أخري لنكمل ما بدأنا
إيفان بخزي و حرج : لا .. انتظري قليلاً من فضلك .. يكفي ما فُقد من مال .. قد نعثر عليه قريباً .. انا في حرج كبير لما حدث .. ارجوكِ لننتظر قليلا
شعرت كاريمان بحرجه فوافقت علي الانتظار.
ذلك الذي حدث ابعد إيفان عنها و جعله لا يرغب في رؤيتها، من البداية كان يعرف فرق الامكانات المادية بينهما و هو ما جعله يتقدم خطوة و يتأخر اثنتين و ها قد أضاع مالاً إن عمل طبيبا لباقي عمره لن يستطيع جمعه، الأمر بينهما أصبح صعباً و شائكاً و قد شعرت هي بذلك ففضلت الانتظار أملاً في أن يتم اصلاح الأمر بإيجاد المال
بعد يومين ورد خطاب للسيد سالم فأدخلوه له في قاعة الرجال، كان سعيداً برؤية عنوان فاتن مكتوباً عليه فيبدو ان خطته ستنجح، فتح الخطاب و قرأ ما توقعه بالضبط .. انها الموافقة !!!
علي الفور ارسل رجاله للبحث عن عزيز و احضاره إلي هنا بأي ثمن و في أسرع وقت ..
بعد نصف يوم من البحث طرق رجال سالم باب بيت عزيز الجديد فلم يفتح بالطبع و هنا قال أحدهم بعدما اقترب للباب : سيد عزيز .. نحن رجال السيد سالم .. هو يريدك لأمر ضروري هل ستفتح و تأتِ أم نفتح نحن و نأتي إليك؟!
سمع عزيز تلك الكلمات و احتار، ماذا يريد سالم منه الان ؟! خيراً أم شراً ؟.. فكر أن الحل الأكثر اماناً هو الهرب لكن رجال سالم المتمرسين قد سبقوا و حاوطوا جميع منافذ المنزل فعندما فتح احد النوافذ رأي أحدهم في وجهه و نادي للجميع فقبضوا عليه ..
قال لهم قبل أن يوثقوه بالقيود: لا داعي للقيود فسآتي طواعيةً فتلك ليست المرة الاولي كما تعلمون ..
ترك الرجال القيود و امسكوه بشدة من كلتا يديه و اقتادوه إلي العربة التي ستحمله إلي منزل سالم للمرة الثانية ...
أدخلوه هذه المرة إلي احد الغرف بمنزل الضيوف لكونه فارغاً و بعيداً عن الأعين
جاء سالم و قال له متهكماً : أهلا بصاحب الحسب و النسب!!
قال عزيز بحدة: أري أنك اعتدت التفتيش عني و اقتيادي إليك وقتما شئت .. أليس هذا كثيراً ؟!
ضحك سالم و قال: و ما تفعله انت .. أما يُعد كثيراً ؟!
عزيز: و ماذا فعلت هذه المرة ؟!
سالم : من يسمعك يظن انك مظلوماً
عزيز : أخبرني باختصار .. ماذا تريد مني؟
سالم : أريد أن ازوجك .. ستكون عريساً في أقرب وقت!!
ضحك عزيز ضحكة مدوية و قال: تزوجني !! هل قررت ترك اعمالك و اشغالك و ستعمل كخاطبة !! أراه عملاً مناسباً لك علي آية حال ههههه
سالم : لست في وضع يمكنك من الاستهزاء او الضحك يا عزيزي .. فأنت مجبر !!
عزيز : و ما الذي يجبرني ؟!
سالم : وضعك الذي ع المحك هو من يجبرك .. ألا تعلم أن كافور اعطي أوصاف خاتمك الذي ترتديه هذا و ايضاً رأي مديتك التي من غرورك حفرت عليها أول حرف من اسمك الذي لم تاخذ من معناه شيئاً .. هل تعلم ايضاً أنني قد أبلغ اليوزباشي ماهر بدوافعك و أُطلعه علي ما حدث في الليلة السابقة ل ليلة السرقة !! هجومك علي اختك الرجل الذي قلت انه يطاردك !! .. باختصار يمكنني زجك بالسجن في دقائق !!
عزيز بغيظ و حنق: أنا لا أفهم ماذا تريد مني ؟ و لمَ لا تتركني في حالي ؟! كل هذا لأنك لم تتخطى موضوعنا القديم ذاك
رد سالم متهكماً : مشكلتك الكبري يا عزيز انك تري أن الكون يدور حولك .. ربما تلك مشكلة عائلتكم بأسرها !! انظر .. هناك امر هام جدا بالنسبة لي متعلق بعائلة عروسك التي كسرت قلبها ايها القاسي هههه .. سأكون وسيط الزواج بينكم و سأحصل على ما اريد بفضل ذلك القرب
عزيز: من تلك التي كسرت قلبها ... لا يمكن .. أتقصد فاتن؟!
سالم : بل يمكن .. فخالتها حفيظة هانم من أهم معارفي بالمنصورة لكنها رفضت طلبا لي من قبل و للاسف لا يمكنني الاستسلام .. أنت تعرفني!!
عزيز : يا لك من ....
قاطعه سالم و قال : لا تخطئ معي .. أفضل لك ..
عزيز : أحببت أنني أري وجهك الحقيقي الآن و انت تستخدم محنة صديقك العزيز لتحقيق مصالحك .. رباه .. ما هذا الوفاء!!
رد سالم بهدوء: لست مثلك يا هذا .. فسأعطي إيفان المال الذي سرقته يا أيها النبيل ..
عزيز: الاحتيال هذا لا يبرأ ساحتك فليس تلك هي النزاهة بل ذلك تلاعب و إخفاء للأدلة لأجل المصالح !!
سالم : أتعرف .. ضميري مرتاح برغم أنني لن اسلمك للعدالة .. أتعرف لماذا؟!
نظر له عزيز بشذر و لم يرد فاكمل سالم قائلاً : لأنك ستقع في شر أعمالك ثانيةً و ثالثةً و سنري ذلك قريباً
عزيز: و انا اعترف أنني مجبر علي القبول و لكن دعني اذكرك أن لي أنياب و مخالب ستراها في الوقت المناسب فالدوائر لا تتوقف عن الدوران
سالم باستهزاء: لا تجعلني أخلع انيابك فلا تستطيع حتي قضم ورقة و اقوم بقص مخالبك فتستصعب القبض علي ريشة
عزيز : ليكن ...
سالم : بما اننا توصلنا لاتفاق .. ستبقي هنا في منزل الضيوف حتب نرسل خطاباً لعائلة العروس و أثناء انتظار الرد سنسافر إلي والدك لاقناعه بالمجئ معك لطلب يدها .. لا تدعني اذكرك أن مخالفة الاتفاق ستضعك في موقف لا أتمناه لألد أعدائي
تركه سالم و خرج بينما كان شعوره مثل فأر محاصر في مصيدة و لا أمل للنجاة فبقدر هربه من الزواج طويلاً، وقع في فخه و مع من ... فاتن التي لم يحبها يوماً ..
جلس ع أحد الكراسي مهموماً ينتظر زفافه المرتقب!!!!انتظروا في الأجزاء المقبلة احداث شيقة في ذلك الزفاف و موقف كاريمان من سالم و عزيز و فاتن .. قصة حب جديدة سنراها تبدأ و ايضاً الكشف عن اسم جدة جد ريم بات قريبا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 5 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الرابع والعشرون    الصندوق السحري - صفحة 5 Emptyالسبت أغسطس 03, 2024 7:40 pm


الصندوق السحري
الفصل الرابع والعشرون
خرج سالم من منزل الضيوف شاعراً أنه قد قنص مجموعة عصافير بحجر واحد فهو سينجح في التقرب لحفيظة ياقوت ليحصل علي مايريد و ايضاً سيقيد ذلك المجنون المتغطرس عزيز و يشغله عن افتعال المشكلات و إشعال الحرائق بالإضافة إلي إنصاف صديقة كاريمان بعد أن رفضها فعادت لمنزلها ليلاً هرباً من الحرج، ظن ان ذلك سيقربه من كاريمان و ينال استحسانها، لم يكن يضايق روحه سوي ما حدث لايفان و حارسه كافور الذي سالت دماؤه لكنه خدر ضميره بمسألة إعطاء تبرع للمشفي بنفس قيمة المال المسروق ..
وجد نفسه في الطريق لبيت إيفان قاصداً زيارة كافور لأن إيفان في هذا الوقت لابد و أن يكون في عيادته، وصل إلي هناك و طرق باب الغرفتين المخصصتين له بالمنزل ، لم يكن منزل إيفان منزلاً فخماً او شاسعاً بل كان من طابق واحد به غرفتين ع اليمين بسلم منفرد للحارس و علي الناحية اليسري سلم آخر لمنزل صغير سكنه إيفان مع اخته، لم يستأجر خادماً أو خادمة للقيام بنظافة المنزل بشكل مستمر بل كان يقوم بالطهي بنفسه أما التنظيف فقد اتفق مع احدي الخادمات القدوم مرة واحدة اسبوعياً للتنظيف بمقابل مادي مقبول ..
تفاجئ كافور بقدوم رجل ذو مقام كبير مثل سالم اليه بشكل خاص، لكنه كان مسروراً و استقبله بحفاوة بالغة، قامت زوجته بعمل الشاي بينما جلس سالم مقابل كافور و كان طفليه الصغيرين يراقبان سالم كوجه غريب لأول مرة يرونه، أخرج عملات ذهبية و أعطاهم ثم قال ل كافور
سالم : هل أنت بخير الآن؟!
رد كافور مشيراً لجنبه و قال: كل الاصابات التي في وجهي و ذراعاي انتهي أمرها لكن جنبي مازال يؤلمني قليلاً
سالم : الحمدلله ع سلامتك .. جئت لاتفقدك و اطمئن عليك
كافور :هذه الزيارة غالية جداً و مقدرة بالنسبة إلي .. هذا من كرمك و لطفك يا سيد سالم
سالم: هل لو رأيت اللص حولك في اي مكان تستطيع التعرف عليه أم أن الظلام و القناع الذي كان يرتديه صنعا تشويشاً علي صورته في عقلك؟
رد كافور بغضب : ليتني أراه .. أشعر أنني سأعرفه في اللحظة نفسها .. ذلك الوغد سدد لي اللكمات و هاجمني بشدة و كاد أن يقتلني لولا عناية الله
سالم : الله حفظك لزوجتك و أولادك..
مد له كيس من المال عندما رأته زوجته التي وقفت تراقب من بعيد تهللت في داخلها
كافور: لا اريد مالا يا سيدي.. يكفيني قدومك و تقديرك لي
سالم: هذا شئ قليل مقابل أمانتك في عملك .. اقبلهم و لا تردني ..
قبلهم كافور في حرج و فرح في الوقت نفسه فلم يزره من قبل شخص ذو شأن مثل السيد سالم ..
خرج سالم بعد أن أراحته تلك الزيارة قليلاً فذهب قاصداً عيادة إيفان ليضع لضميره جرعةً اضافيةً من المخدر تمكنه من اسكاته عما حدث ..
دخل إلي العيادة و انتظر في الخارج قليلاً ريثما يخرج المريض الذي بالداخل، أشارت له الممرضة بالدخول فألقي التحية علي إيفان الذي كانت حالته النفسية سيئة لاستمرار اختفاء المال و عدم الوصول للسارق
قال له سالم : أري وجهك مكمداً اليوم ؟ لا عليك فالأمر بسيط
إيفان : كيف يكون بسيطاً و قد أضعت المال الذي كان بأمانتي .. كنت أفكر بالمرور عليك اليوم لطلب مساعدتك و ها قد أتيت قبل أن آتي إليك
ابتسم سالم و قال : أنا عالم بكل شئ و سوف أرسل لك المال مع أحد الخدم فور وصولي للمنزل .. لا تقلق .. قد تبرعت بهم للمشفي دون رد
إيفان: لا ... قطعا لم اقصد ذلك .. لا أريدك منك أن تسدد عني المال بل قصدت مساعدة بشكل آخر
سالم بغرابة: كيف؟!
إيفان: أنت لك نفوذ و سلطة هنا و يمكنك البحث و التفتيش عن المال او عن ذلك اللص و ربما إن بحثنا عنه معاً نجده
سالم بتوتر: قوة المخفر بحثت كثيراً و لم تجد شئ . ذلك اللص كان مقنعاً و ربما صرف المال منذ زمن و انتهي و ربما ترك البلدة كلها من الأساس .. دعنا لا نضيع الوقت سدي .. استمع لي .. خذ المال و اشتري ما يلزم و إن وجده المخفر رده لي و دعني اقول لك أنني كنت سأتبرع للمشفي في كل الاحوال فلا تضع علي عاتقك ثقلاً لا ذنب لك فيه فالمال سُرق منك و لم تضيعه أو تصرفه في نواحٍ أخري ..
إيفان بحزن: ليكن .. لكن احساسي بالتقصير يأكل داخلي و يحزنني و يزيد احساسي بالعجز و بالفلوس التي بيني و بين كاريمان .. تخيل يا صديقي أن ذلك المال الكثير الذي لا أملك حتي ربعه بمجرد رسالة علي ورقة لأبيها سيرسل لها مثله في غضون ايام!!
قال سالم و كأنه يرثي حاله : لا تحزن يا صديقي فالمال ليس كل شئ فيكفي انها تحبك، قد يكون لديك المال و لا تستطيع جعل امرأة ما تحبك .. إن لديك الكثير فلا تنظر للمال .. المال مهم لا انكر ذلك لكنه يقف عاجزاً أحياناً
إيفان: لا تحاول مواساتي .. لعلك تدرك كم اخاف من اتخاذ خطوة تجاهها و مواجهة عائلتها و عالمها .. أنا مجرد طبيب و هي أميرة !!
سالم : ثق بنفسك يا صديقي و لا ترضخ أمام احساسك هذا .. إن قبلوا بك فأهلا بهم و إن لم يقبلوا فناهيك عنهم .. هم يمثلون أنفسهم و ليس الدنيا بأسرها ...
إيفان: أشعر أنني في دوامة و لا اعرف كيف سأخرج منها
سالم : سأقول لك، في البداية خذ هذا المال و أقم المشفي ليساعدك في أن تثبت نفسك و امكاناتك فيأتيك المرضي من كل مكان ثم اذهب و قابل أهلها بكل ثقة حتي و ان لم تصبح غنياً بقدرهم، إن قبلوك كان بها و إن لم يقبلوك فأترك الاختيار لها و استرح ..
إيفان: كلامك منطقي و مريح .. أراحك الله كما ارحتني يا صديقي
___________
مضي سالم من أمام إيفان و في داخله ألم يعتصره ف إيفان متأثر بشدة من سرقة المال و سالم لا يستطيع الافصاح فربما إن تم الكشف عما فعله عزيز ستنهار علاقه ايفان بكاريمان تماماً لأنه في النهاية أخيها و حتي إن تجاوزا تلك العقبة فافصاحه عن ذلك ربما تسئ كاريمان فهمه و تسوء علاقته هو بها و فوق كل هذا سيعطل حلماً لطالما حلم به حله في يد السيدة حفيظة هانم ياقوت!!
قال سالم و هو يمشي بمفرده بصوت مسموع : آآآآآآه.. قد تعقدت الحسابات و تشابكت الخيوط..أتمني ألا تنهار الشبكة في النهاية و تصبح فخاً لي!!!
عاد سالم لمنزله و ارسل المال لايفان بينما سأل عن بسمة التي توارت عن الظهور كثيراً أمامه، أخبروه أنها في غرفتها من الصباح حتي لم تنضم لطعام الإفطار فصعد السلم قاصداً غرفتها، طرق الباب ثم دخل فوجدها جالسة بروح باهتة فقال
سالم : ماذا جري ؟ هل تفضلين البقاء وحيدة في تلك الآونة؟!
بسمة: نعم ..
سالم: و لمَ؟
بسمة: لا أعلم و لكنه يأتي من داخلي رغبة في البقاء بمفردي
رد سالم بضجر: لا تعكري صفو علاقتنا يا بسمة بأفكار داخل عقلك ترفضين التصريح بها
بسمة: هل تري أن هناك " صفاء " مر بعلاقتنا منذ يوم فاجأتني بالخطبة؟!
سالم: ماذا تقصدين ؟! علاقتنا معكرة منذ بدأت ؟! فلماذا وافقتِ إذن ؟! لماذا لم ترفضي وقتها ؟!
ترقرقت الدموع في عينيها و قالت: كنت أعلم منذ البداية أن تلك العلاقة ستهدمني رويداً رويداً و أنني سأشعر كل يوم أنني مجرد هامش لديك، خدعت نفسي و فرحت بالخطبة بل كاد عقلي أن يطير من السعادة و لكن في كل مرة حدثت حادثة لها رأيتك تنتفض من أجلها، نظرات عينيك لها كوخز الإبر بالنسبة لي، لا اعرف كيف سأكمل هكذا ؟!
سالم: أتريدين أن تنهي كل شئ ؟! لن أجبرك علي الاستمرار !!
بسمة: بل اجبرتني!! اجبرتني علي الوصول لتلك النقطة و انت تعي جيداً أنني كنت اتجنب الوصول لها، دخلت في منافسة الرقص لأعجبك و بذلت قصاري جهدي لأثبت لك كفاءتي و قدراتي و لكن في نفس الليلة تركتني و ذهبت لتضمد جراحها، رحلت انا مع الحوذي بينما اوصلها بنفسك لمنزلها
سالم بحزن : يكفي .. سأعطيك مهلة تفكرين بها هل ستكملين معي ام تريدين التوقف .. إن اردتِ إكمال الطريق لن تذكري شيئاً عنها مرة أخري
نزلت الدموع من عينيها و قالت له : هل تعاملني هكذا لأنني خادمة .. ألا يحق لي معاتبتك او لومك ؟!
شعر سالم بقسوته عليها و قال : لا .. بل اقول هذا كي لا اخدعك و انكر شئ أحاول التخلص منه .. أنا متخبط و أحتاج وقتاً .. المهلة لي و ليست لكي .. إن اتخذت قرارك بالمضي قدماً معي فستنتظرين و تكونين معي حتي اعبر اليكِ و إن كان صعباً فبامكانك التوقف وقتما شئت
نظرت له بسمة بألم: أتعلم .. فعلت بي اشياء كهرتها كثيراً لكنك لم تخدعني و تنكر مشاعرك نحوها
سالم : و لم أقل لك كلمة كذب أبداً .. أنت بالفعل غالية عندي و لا اريد تركك ابدا و لكن إن اردتي انتي الرحيل فسأوافق .... خذي قرارك و انا في انتظارك
بسمة: قراري اتخذته وقتما دق قلبي لك يوم جئت إلي هنا .. كنت اراقبك من بعيد و أتمني أن تكون لي ثم أعود و اقول مستحيل .. ما حدث كان معجزة بالنسبة لي ... هل بعد كل هذا تسألني ؟!!
ابتسم سالم لها و قال : اذن لننسي ما حدث و نبدأ من جديد ... عودي كما كنتي يا بسمة .. ضاحكة و مرحة و عفوية فهذه ليست انتِ
ابتسمت بسمة بتثاقل و قالت : سأحاول .. لكن أتمني ألا أنظر لنفسي يوما في المرآة فأجد واحدة لا أعرفها.. ف مع الوقت يحول الإهمال الوردة إلي ذرات تنتثر كالرماد
سالم : أعدك ألا أترك الوردة دون ماء يرويها و يحفظها و يبقيها كما هي
بسمة : و انا سأنتظر أن يصبح الوعد حقيقة ..
_________
اتجه سالم إلي منزل الضيوف وقتما كان عزيز ينهي وجبة الغداء، دخل و جلس أمامه و قال:
سالم : لدي كلام هام و أمور يجب أن نحلها قبل موضوع زواجك
مسح عزيز يديه بمنديل المائدة الموضوع جانباً و قال: أي أمور!!
سالم : أختك .. كاريمان .. انسيتها؟
عزيز بخبث: بالطبع لا و لكن ... ماذا بشأنها ؟
سالم : ألا تعي انه يجب اصلاح الأمر بينك و بينها قبل ابلاغها بقرار زواجك
عزيز مستمراً في نظراته الخبيثة: نعم .. لديك حق و لكن كيف ؟! قد فعلت معها فعلةً شنيعة .. هل ستقبلني؟!
سالم: عندما تعلم بأنك غيرت قرارك و ستتزوج بفاتن قطعاً ستستجيب
عزيز : اذن هيا بنا لنذهب إليها
سالم بتعجب: تعجبني الطاعة التي تظهر عليك اليوم !! علي غير عادتك!!
عزيز بابتسامة: ألا يقولون أن لكل جواد كبوة .. تلك كبوتي و انا قبلت
سالم: أحسنت يا عزيز .. هيا بنا .. لا وقت لنضيعه..
__________
وصلا إلي منزل كاريمان فنزل سالم من العربة و قال ل عزيز : ستبقي انت هنا في العربة مع خليل و عثمان الحوذي، انا سأمهد لها الحديث ثم ابعث خادماً من الداخل يناديك، إن حاولت الهروب تتحمل ما سيحدث .. افهمت؟
عزيز ببرودة : بالطبع فهمت .. لا تقلق .. ستجدني هنا في مكانى عندما تنادي .. هذا وعد
سالم بتعجب : أحسنت
_____________________________
دخل سالم إلي الداخل و كان الوقت عصراً، وجدها جالسة أمام لوحة ترسم كما علمها إيفان فقد أحبت الرسم، من حبها له أحبت هوايته أيضاً
ألقي سالم التحية ثم قال
سالم: لدي موضوعين للحديث معكِ بشأنهما
كاريمان : موضوعان!! هل يحملان اخباراً جيدة ؟
سالم: نعم .. لكن أحدهما سيكون صعبا في البداية قليلاً
قلقت كاريمان و قالت : ممممم .. ليتك تبدأ بالسهل .. أعصابي تحتاج شيئاً يجعلها ترتخي
سالم : و هو كذلك ... اليوم أعطيت إيفان مالا قيمته تساوي ما سٌرق لكي يتم البدء ع الفور دون تأخير و يتم افتتاح المشفي قريبا
كاريمان : شكرا لك .. سأرسل لأبي و سأعيد لك ما دفعت في أقرب وقت
سالم : لا داعي .. لم اعطهم له علي سبيل الرد و لكنهم تبرع من اجل المشفي
كاريمان : لا أعرف ماذا أقول لك لكن ذلك معتاد من كرمك و شهامتك .. ليس غريباً عليك
سالم : لا تقولي شيئا بل أود ألا تكسريني فيما سأطلب منك الآن
كاريمان : بخصوص الموضوع الثاني ؟ أليس كذلك؟!
سالم : نعم ...
كاريمان : ماذا ستطلب ؟!
سالم : أخوكِ.. عزيز
امتعضت كاريمان لذكر اسمه و قالت : ما به؟
سالم : يريد منكِ أن تسامحيه و تنسين كل ما حدث و تعتبرينه خطأ حدث بلا وعي و انتهي ...
كاريمان بتعجب: عزيز!!!!! يطلب العفو و المسامحة ؟!!!!! هل انت جاد ؟!
سالم : نعم .. شعر بخطأه و هو ينتظر في الخارج لتأذني له بالدخول ليعتذر
كاريمان لا تستوعب و تستشعر وجود معلومة ناقصة : دقيقة ... هذا اخي و انا اعرفه .. لا يحب الاعتذار و لا يستدر ابدا مشاعر احد ... هل هو في مشكلة ما ؟! هل رأسه في مصيبة جديدة ؟!!!
ابتسم سالم و قال : بل يحمل لكِ خبراً سعيداً و يحتاجك في الوقوف بجانبه
كاريمان : أي خبر؟!
سالم: سيتزوج
رفعت كاريمان حاجبيها غير مصدقة ما تسمع : ماذا ؟! عزيز ؟؟ هل انت جاد .. قل لي انك تمزح؟!!
سالم : سأشرح لكِ .. أنا من رتب كل ذلك من اجل فاتن صديقتك
كاريمان بدهشة : ماذا رتبت؟ اشرح لي بالتفصيل من فضلك
سالم: اقنعته بالزواج منها و سنستفيد استفادة متبادلة . من ناحية سيكون نسيب حفيظة هانم ياقوت و يؤمن لنفسه مالا وفيرا في المستقبل و .....
وقفت كاريمان و قاطعته بغضب: و انت ماذا ستستفيد؟!
سالم: مشروع كنت احلم به كثيراً في يد تلك السيدة
ردت كاريمان و قد احمرت عيناها و خرج الغضب منهما : هل تعي ما تقول ... لعبت لعبة كبيرة بالطبع كي تقنع اخي بشئ كهذا و هو من يرفض الزواج دائما و كل هذا لأجل مصلحتك و لم تكتفي فاتيت هنا لتخبرني كي اصالح اخي و تكتمل الصورة الجميلة أمام حفيظة هانم تلك .. أليس كذلك؟!
سالم بتفاجؤ: أنا لا أفهم غضبك هذا؟
صرخت كاريمان : نعم لأن الفهم نعمة لم يحظي امثالك بها ... أنت تظن انك تفهم كل شئ و في الحقيقة انت لا تفهم شيئاً .. تتصور انك ذكي و في الحقيقة انت بعيد كل البعد عن الذكاء .. رجل أحمق تريد تزويج أخي بمن خانتني .. من انت لتزوجهما ؟! من تظن نفسك ؟! هل انت قريب لنا ؟! هل اكتشفت انك من العائلة مؤخراً و انا علي غير دراية .. أخرج من بيتي .. لا تراك عيني بعد الآن
أصابت سالم الصدمة من كلماتها التي اندفعت كطلقات نارية متتالية انتهت بإهانة كبيرة غير مسبوقة، طردته و اهانته و بلا تردد ..
خرج من بيتها كالثمل، لا يصدق ما سمع و ما حدث ليجد عزيز ينتظره في الخارج مبتسماً شامتاً لأنه كان يعلم مسبقاً ما سيحدث في الداخل، نظر له من داخل العربة و قال: ألم أقل لك أن لي مخالب و أنياب و إن الدوائر تدور .. هاك دورك في الاذلال قليلا .. استمتع !!
انقض سالم علي عزيز ضرباً فخبأ وجهه بين يديه و مال لأسفل
دخل سالم العربة و اشار بالتوجه مباشرة للمنزل ...
__________
عندما وصلوا منزل الضيوف أمر الحراس باقتياده لداخل احد الغرف و تقييده في كرسي ثم قال له : ايها السافل .. كم انك دنئ
رد عزيز بسخرية : بعض مما عندكم!!
ضربه سالم ع رأسه ثم قال: كنت تعرف كل شئ و تركتني اخلط الأجواء بنذالتك!!
عزيز : نعم .. لكن تذكر انك البادي و البادي أظلم!! الآن فكر انت جيداً هل ستكمل هذا الطريق أم ستنسي الفكرة و تتركني امضي و أعدك أنك لن تراني مجدداً
ضحك سالم من عصبيته و قال: تمضي؟!! انت لن تتنفس حتي بدون علمي .. اختك قطعت آخر حبل للود بما فعلته و لذا انا ماضٍ فيما خططت له حتي النهاية
عزيز : و هل تظن انها ستترك الأمور تتم هكذا في سلام .. انت لا تعرفها!!
سالم بتحدٍ : و انت ايضاً لا تعرفني !! ستظل هكذا حتي ننطلق في طريقنا غداً نحو المنصورة .. عمت مساءا أيها النبيل !!!
في الصباح تم إعداد كل شئ للسفر، نظرت له السيدة بثينة بقلق غير راضية عن تحركاته هذه التي أخبرها بها في آخر وقت، ودّعته ثم جاء دور بسمة فقالت له بوداعة: هل يمكنني القدوم معك ؟
سالم : لا .. لا تقلقي سأعود سريعاً
تدخلت السيدة بثينة: لم لا تصطحبها معك .. أليست خطيبتك ؟! ما المانع؟!
أحرجته والدته فنظر لبسمة فهمست له : قد وعدتني ألا تترك الوردة تذبل دون ماء ؟ هل تتذكر؟!
أومأ بالقبول و قال : هيا .. تجهزي كي لا نتأخر
ذهبت بسمة علي الفور و قد ارتسمت علي وجهها السعادة ..
___________
عند وصول ركب السيد سالم، استقر مع خطيبته و الخدم في منزل كبير استأجره بينما ذهب عزيز لبيت ابيه " قصر منصور بك الراعي " ليشرح له الموضوع ..
دخل إلي البهو الكبير و سأل عن والده فقيل له في غرفة المكتب، طرق الباب و دخل فوجد أمامه.... كاريمان
جالسة في تحدٍ علي كرسي من الكرسيين الذين أمام مكتب والدها الذي كان علي رأس مكتبه، يبدو أنها حضرت اسلحتها و أعدت عدتها للحرب و ستمنع تلك الخطوة بأي ثمن .. أصبح هو بين طرفي المقصلة فهي من ناحية تعرقل سيره و سالم من ناحية أخري يهدده بالسجن إن لم ينجح باقناع والده ...
________________
ألقي عزيز التحية باحترام و هو يعي أن والده غاضباً منه من البداية و طوال الوقت، نظراتهما لا تشجعه ابداً علي الكلام و لكنه مجبر لا خيار آخر أمامه
قال ليستشعر موقف والده : أبي ... هل علمت بشأن أمر زواجي ؟!
منصور بك: ابلغتني كاريمان للتو فلم أفهم جيداً ماذا يحدث .. هل توضح لي ؟!
ايقن عزيز أن مازال أمامه فرصة : يا أبي.. طوال الوقت كنت تتمني لي الاستقرار و قد شعرت انه حان الوقت الان
كاريمان بغضب مختلط بتهكم : و لم الان؟! بماذا اغراك سالم هذا؟! ماذا سيعطيك من اجل مصلحته؟!! هل أصبحت دمية في يده
رأي منصور بك هجومها العنيف ع عزيز فأوقفها قائلا: ابنتي .. لتهدأي قليلا و تتركيه يشرح موقفه
عزيز: يا أبي.. سالم أصبح صديقي و لا انكر انه صاحب الفكرة و قد فكرت و رأيت انها فكرة صائبة و نسب مشرف فلما لا ؟!
تشجع منصور بك و قال: من سنناسب؟
عزيز بفخر: إنها ليست فتاة لا تعرفها .. صديقة كاريمان .. خالتها حفيظة هانم ياقوت .. لابد و انك سمعت عنها
فوجئ منصور بك و قال: فاتن .. كانت أمامك طيلة الوقت فلمَ لم تفكر بها الا الان ؟
قالت كاريمان : نعم .. أليس غريباً ؟! ماذا فعل لك سالم .. هل اقرضك مالا لتقامر به ام ماذا ؟ قل الحقيقة
انصدم والدهما و قال: مقامرة!!!!
عزيز : أهدأ يا أبي.. كانت مجرد مرة او مرتين و لن أعود لذلك الطريق ابدا .. أما بالنسبة لسالم فلم يقرضني شيئاً بل أتي معي لأن له معرفة سابقة بالسيدة حفيظة و سيأتي معنا أثناء طلبنا لها كصديق لي و كوسيط للزواج
منصور بك : جيد و لكن.. هل ستقبل تلك المرأة فقد سمعت انها معقدة قليلا .. سمعت أيضا من فاتن بنفسها عندما كانت تأتي هنا
عزيز : فاتن تحبني و من المؤكد ستتمسك بي
نظرت له كاريمان بتأفف : هذه الزيجه لا يمكن أن تتم .. تلك الخائنة لا يمكن أن تكون زوجة اخي . هل تفهم ؟!
منصور بك : خيانة ماذا؟
عزيز و قد قرر بدأ المناورة: لم لا تحاسبين نفسك قبل الآخرين.. هل حاسبت نفسك عندما ذهبت و قبلت خاتم الخطبة من ذلك الطبيب المسكين و هل حاسبت نفسك عندما اهنت سالم و قلت عنه تاجر ابل برائحة كريهة و هل اكتفيت بعدما خدعتِ فاتن و احضرتها إلي عندك و اذللتها ؟! إلي متي تحسبين نفسك قاضية ع الجميع . نعم أخطأت فاتن لكنها لا تستحق كل هذا العقاب و التجني
منصور بك : ماذا حدث .. هل يشرح احدكم لي؟!
عزيز : يا ابي .أردت أن أعرف اخبار أختي هناك فطلبت من فاتن خطاباتها مع كاريمان فتحت تأثير عاطفتها اعطتهم لي .. صارت خائنة في نظرها فاحضرتها إلي هناك بخدعة و اذلتها و ذلك تسبب بشجار كبير بيننا
تعجبت كاريمان من لي الحقائق هذا و قالت : هل تنكر محاولة قتلي ؟!
انعقدا حاجبي منصور بك مما يسمعه فقال عزيز موضحا: كانت لحظة عصبية مجنونة و جئت لاعتذر منك مع سالم فطردته و اهنته .. قولي أن ذلك لم يحدث
كاريمان بعجب : بل حدث و لكن لأن....
قاطعها عزيز : لن أنسي قول ان مشروع المشفي ذلك كان من اجل ذلك الطبيب الذي تتمشين معه هنا و هناك أمام الجميع و كأنكم خطيبين متجاهلة وجود عائلتك و رأيهم
نظر لها والدها بلوم و قال: هل فعلا هناك طبيبا تحبينه هناك و لم تخبريني ؟!
قالت كاريمان و هي تعي خسارتها للجولة : نعم ...
منصور بك : اذن .. لا شأن لكِ بحياة اخيكِ .. لم تحترمي انتِ عائلتك أولا ليحترمك أخيك و يضع رأيك بعين الاعتبار .. غذاً سنرسل لهم من اجل الخطبة و بعد الموافقة سنذهب اليهم، إن شئت تذهبين معنا و إن رفضت تبقين مكانك ...
كاريمان : و انا لن ابقي في القصر بهذه الحالة .. سأبقي عند ثريا إلي حين عودتي لأسوان...
انصرفت كاريمان حاملة خسارتها الجولة و ثقة و احترام والدها أيضاً .. ضربها عزيز من كل الأماكن المؤلمة ليكسب دون تراجع،أثار ذلك فضولها ذلك الاصرار فوراءه اما عصا او جزرة و حل اللغز لدي سالم .. لكن من خسر جولة ليس بالضرورة يخسر الحرب كلها .. سأوقف تلك الزيجة لا محالة!!!
في الأجزاء المقبلة جولة أخري مشتعلة بشأن ذلك الزفاف و مقابلة مرتقبة مع السيدة القوية حفيظة ياقوت و نهاية غريبة لقصة تلك الزيجة
ترقبوا..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 5 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الخامس والعشرون   الصندوق السحري - صفحة 5 Emptyالسبت أغسطس 03, 2024 7:46 pm


الصندوق السحري
الفصل الخامس والعشرون
أتي الصباح علي يوسف و قد ضبط منبهات هاتفه السبعة من الساعة السابعة الا ثلث حتي الثامنة الا ثلث، كلما مرت عشرة دقائق دق أحدهم فإذ به يغلقه فيدق التالي بعد عشرة دقائق جديدة، أصحاب النوم الثقيل يعرفون كم من الصعب ايقاظ عقولهم و لذا يتتبعون نظاماً لحوحاً في التنبيه..
قام أخيراً و التقط هاتفه المرهق من كثرة الدق ثم اتصل بريم ليلتقيا حسب موعدها المتفق عليه لكنها لم ترد فأعاد الاتصال ربما تكون نائمة أو متثقلة بنوم عميق مثله لكنها ايضاً لم ترد، استفاق ثم نهض و ارتدي ملابسه و انتظر أن ترد اتصاله بها لكنها أيضا لم تتصل و عندما اعاد الاتصال مرة ثالثة و رابعة و خامسة لم يجد جواباً، احتار فيما سيفعل لأنه قد أخذ هذا اليوم إجازة من عمله كي ينهي مسألة السجل المدني و الآن ريم لا ترد .. تري لما لا ترد؟!!
في البداية قرر الاستمتاع باليوم و استكمال القراءة في الكتاب بعد أن يعد لنفسه وجبة إفطار رائعة بمزاجٍ عالٍ، دخل إلي المطبخ و اعد افطاره و إلي جانبه كوب الشاي و امسك بالكتاب لكنه تركه مرة أخري بعد ثانيتين و امسك بالهاتف فأزاد عدد المكالمات الصادرة لها إلي سبعة و أيضا ليس هناك رد ...
لم يستطع الانتظار فأنهي إفطاره سريعاً و ظل ينظر لاسمها علي الهاتف و يفكر بصوت عالي
يوسف: طب ايه .. نايمة ؟! بس هي كانت متفقة معايا ع المعاد ده .. ياتري حصل حاجه؟!! دي كمان عايشة لوحدها يعني لو حصل حاجه مفيش حد معاها .. حتي لو رحت المرسم دلوقتي مش هلاقيها.. لازم استني ل بالليل.. أمري لله هنزل أخلص شويه شغل بعد م اخدت اليوم اجازة عشان مفضلش افكر كده و هي اكيد شويه و هتكلمني .. ايوة صح كده ..
___________
في الجريدة التي يعمل بها ظلت عينيه متركزتان علي الهاتف في انتظار اتصالها فأعاد هو الاتصال عدة مرات و أيضا جاءت كلها دون رد كالسابق ..
عاد إلي المنزل في المساء فوجد علاء جالساً علي الاريكة ممسكاً بكوب الشاي، جلس إلي جواره و قال
يوسف : تفتكر ايه اللي حصل؟
علاء: ف ايه ؟!
يوسف: ريم .. من الصبح برن عليها مش بترد !!
علاء: مش كنتوا متفقين؟! و بينكم معاد ؟!
يوسف: وده اللي قالقني.. رنيت عليها اكتر من ٢٠ مرة من الصبح و مفيش اي رد
علاء: مش يمكن كسلت فطنشت .. م انت هتمشورها معاك ع الفاضي
يوسف : يا بني مش شخصيتها .. ريم لو كانت عاوزة ترفض كانت قالت
علاء: يا سلام ... عشرة عمر انتوا ف فاهمها قوي !! و بعدين بترن عليها ٢٠ مرة ليه .. ده امها اللي مخلفاها أكيد موصلتش للرقم ده .. ده تلاقيها عاوز تشتمك دلوقتي .. سيبها و لما تعوز تكلمك هتتصل بنفسها
يوسف: يا بني انا قلقان عليها .. دي عايشة لوحدها .. مش يمكن حصل حاجه ؟!
علاء بابتسامه: قلقان !!! اممممم طب و علاج القلق ده ايه ؟! تروحلها بيتها مثلاً
يوسف : م انا لو كنت اعرف عنوان بيتها كنت روحت .. معرفش غير المرسم
علاء: طب روح زمانها فتحته دلوقتي .. مش بتقول بتفتح من ٧
يوسف: أنا محتار و خايف تكون مطنشاني بجد و انا بتطفل عليها
علاء: حيرتني معاك !! طب عاوز تعمل ايه ؟!
يوسف : مش عارف .. خلاص هخش أغير هدومي و هي تبقي تتصل وقت م تعوز
علاء: تمام
دخل غرفته ثم خرج بعد عشر دقائق بنفس ملابسه و قال
يوسف : بص هروح اشوف .. انا الفضول قاتلني
علاء و هو يخفي ضحكته بصعوبة: تمام برضو
خرج يوسف بينما انسابت ضحكة علاء في كل ارجاء الشقة
___________
وصل يوسف للموسم و لاحظ انطفاء الأضواء فسأل حارس العقار الذي أكد له عدم وجودها فعاد لبيته مرة أخري ليجد علاء يرتب بعض عينات الأدوية التي يعمل في تسويقها، عندما رآه يدخل الشقة سأله:
علاء: هاااااا لقيتها؟!
يوسف بقلق: لا ... البواب قال مجتش انهارده
علاء : ممممم . كده فعلا تبتدي تقلق !
يوسف : أنا بفكر ف حاجه ..
علاء: ايه ؟
يوسف : نروح نسأل مامتها .. أنا عارف بيتها بس ياريتني اخدت رقم تليفونها لما زرتها
علاء: بس كده انت هتعمل قلق لمامتها
يوسف: م هي لازم تقلق .. دي بنتها .. يلا تعالي معايا
علاء: هو النون اللي كانت من شويه دي عشاني انا ؟؟
يوسف : يلا يا علاء متسبنيش لوحدي ف ظرف زي ده
علاء باستغراب: حااااضر .. بس حاول كده ترن عليها يمكن ترد .. قبل م نروح لمامتها و نعمل قلق
أخرج يوسف هاتفه من جيب بنطاله و اتصل بها فسمع رسالة أن ذلك الهاتف ربما يكون مغلقاً
يوسف: كان بيرن بقي مقفول .. يلا بينا بسرعة
علاء: ماشي
_______________
أمام باب منزل مدام نيرة وقف يوسف و علاء بعد دق الجرس ينتظران قدوم من سيفتح، قابلهما زوجها، رجل عريض البنية طويل القامة هيئته تشبه الممثل الراحل عدلي كاسب لاعب أدوار الشر في أفلام الأبيض و الاسود..
قال له يوسف بحذر: لو سمحت عاوزين مدام نيرة في موضوع ضروري
الزوج: موضوع ايه ؟! انتوا مين؟!
علاء: بص حضرتك .. بنتها ريم احنا زمايلها بندور عليها من الصبح مش لاقينها ف جينا نسأل مامتها
الزوج بعدم اهتمام: آه.. طب اتفضلوا
سمح لهما زوجها بالدخول لكنه كان جافاً منذ البداية، جلسا و في غضون دقيقة خرجت مدام نيرة بوجهٍ قلق و قالت
م .نيرة : فيه ايه ؟ مالها ريم ؟!
يوسف : لا حضرتك متقلقيش .. انا بس كنت متفق معاها ع مشوار اتصلت بيها مردتش .. روحت اشوفها ف المرسم البواب قال مجتش ف قلقت
قالت م. نيرة و هي تحاول الاتصال بابنتها عبر الهاتف المحمول : روحتوا شقتها ؟!
يوسف: م انا معرفش هي فين ؟!
أزالت الهاتف من ع اذنها و قالت : مقفول .. استنوا هرن ع صحبتها و اشوف
اتصلت م. نيرة بصديقة ريم " ياسمين " فوجدته غير متاح
فزاد القلق داخلها و داخلهم ايضاً فقال الزوج الذي كان يراقب بعدم اهتمام : يمكن سافرت لمعرض من المعارض بتاعتها و لا رجعت برا مصر بمنحة زي اللي خدتها قبل كده
م. نيرة : ازاي تسافر من غير م تقولي .. مش ممكن طبعا .. يا تري حصل ايه .. بصوا هي ملهاش غير ياسمين ممكن تكون معاها و هي كمان تليفونها غير متاح .. ممكن يكونوا مع بعض !!
علاء: مع بعض و الاتنين غير متاح ؟! .. يارب خير !!
يوسف : يلا بينا
__________
عند وصولهم لمكان شقة صديقتها ياسمين وجدوا سيارة أجرة " تاكسي" متوقفة أمام ذات العقار، خرجت منها ياسمين ثم تلقت ابنها النائم ذو الثلاث سنوات " لتحمله بين ذراعيها و قد ظهرت فيه يده " كانيولا " و بعدها نزلت ريم و علي وجهها تعب و إرهاق كبيرين!!
اندفع ثلاثتهم نحو ريم وصديقتها
م. نيرة: حصل ايه يا ريم .. مالو سولي ؟؟!
ريم بصوت واهن : ايه ده .. يوسف!!
نظر لها علاء من خلف يوسف و قال: و علاء ...
ياسمين : طيب يا جماعة تعالوا نتكلم فوق بدل م احنا واقفين ف الشارع
يوسف: ممكن اشيل سولي لحد الاسانسير
ريم : لا م هو الاسانسير عطلان .. هننده عم علي البواب عشان يشيل سولي متتعبش نفسك
مد يوسف يده ليأخذ سليم و قال: لا مفيش تعب
ياسمين : اتفضلوا
__________
في شقة ياسمين جلس الجميع في غرفة المعيشة بينما دخلت ياسمين لتضع ابنها النائم في مهده ..
مدام نيرة : قولي يا ريم حصل ايه ؟
ريم : امبارح بالليل ياسمين قالتلي تعالي عدي عليا و باتي عندي ، روحت و قعدنا و اتعشينا .. الصبح بدري احنا نايمين الباشا سولي صحي و راح يلعب و يفتش ف كل حاجه و محدش فينا فاق و شافه .. بلع برشام ع كل الأنواع و فضل فترة لحد م اشتغل ف معدته و صحينا عليه بيصرخ و علب الدوا جنبه .. طبعا تقدروا تخمنوا الباقي
يوسف : ألف سلامة عليه .. الحمدلله عدت علي خير
ريم : بس انتوا عرفتوا منين و وصلتوا لهنا ازاي ؟
علاء بابتسامة: عشان مردتيش علي يوسف لما اتصل بيكي فهو قلق و مسكتش غير لما وصلك
نظرت ريم ليوسف : أنا آسفة يا يوسف .. اللي حصل عمل ربكة و نساني المعاد
يوسف : و لا يهمك المهم أنكم بخير ..
ريم : هروح معاك إن شاء الله .. اختار معاد يناسبك و انا معاك
خرجت ياسمين من الداخل حاملة مشروبات باردة ، اعطتهم جميعاً ثم جلست و هنا وقف علاء و يوسف لينصرفا كي لا تطول جلستهم أكثر من اللازم
فقالت ياسمين : خليكم قاعدين .. كملوا الحاجة الساقعة ..معلش تعبناكم و قلقناكم ..
علاء : الوقت اتأخر .. لازم نمشي .. الف سلامة علي سليم .. تصبحوا ع خير
يوسف : تصبحوا ع خير
علي الباب خرج علاء من باب الشقة أولا منتظراً يوسف خلفه، رآه واقفاً يتحدث مع ريم بصوت خافت فنزل السلم و انتظره أمام العقار
ريم : أنا آسفة مرة تاني ..
يوسف : ولا يهمك .. انتوا كنتوا في ظرف صعب .. الله يعينكم و الحمدلله جت ع قد كده
ريم : دورت عليا فين ؟!
يوسف: في المرسم و عند مامتك و لو كنت اعرف مكان بيتك كنت روحت !!
ريم بابتسامة: يااااااه.. ده انت قلقت بجد بقي
يوسف : ايوة ..
ريم : طيب انا شقتي في الزتون .. ١٤ شارع نصوح باشا .. عشان لو اختفيت تاني في ظروف غامضة هههههه
ضحك يوسف و قال : انتي هتكرريها قريب و لا ايه ؟!
ريم : إن شاء الله لا .. بس احتياطي يعني و لا مكنتش عاوز العنوان!!
يوسف : لا طبعا . كده احسن .. تصبحي ع خير
ريم : و انت من اهل الخير
_______
لم يشعر يوسف بما حدث بينهما منذ قليل فإدراكه لم يستوعب بعد أن قلبه ينبض متسارعاً بقرب ريم، هذا القلق الذي أصابه جعلهما يقتربان دون وعي أو قرار واضح داخل كلاً منهما
في الأسفل قابله علاء بابتسامة ذات مغزي و قال مدندناً : الجو هادي خالص و الدنيا هس هس .. و أنا ...و حبيبي .. و نجوم الليل و بس
ابتسم يوسف و قال : طب يلا نروح و بلاش فضايح
علاء متهكماً : يلا يا عندليب !!
__________
عندما عادت ريم لجلستها مع والدتها و صديقتها الأرملة ياسمين، ظهر عليها تيهان بدايات الإعجاب و التعلق فنظرت ياسمين لمدام نيرة و قالت : ألف مبرووك يا طنط.. شكلنا هنفرح قريب، ابتسمت مدام نيرة بينما لم تعلق ريم و لكنها ألتقطت كأس المشروب البارد و ارتشفت منه ببطء
____________
أما يوسف ف مع عودته للمنزل بدأ علاء محاولات حشره في الزاوية فقال
علاء: النهارده بقي المفروض نكمل قراية القصة ع صوت عبد الحليم .. قريت ع ضيك كلام جميل زيك .. كفاية نورك علياااااا
رد يوسف معترضاً : أنا فعلا مش عار ف ايه اللي انا عملته ده .. هو انا قادر اعيش و اصرف علي نفسي عشان أفكر ف جواز .. دي لحظة هبل و عدت خلاص
علاء باستهجان: بمعني ايه ؟ هي القصة لسه ابتدت يا بني .. ده البنت تلاقيها لسه هتفكر هتقولها ايه و هتعترفلها ازاي ؟ انت مجنون!!
يوسف : زي م قولتلك كانت لحظة طيش كده .. أنا هخلص معاها موضوع السجل المدني و اقطع معاها .. لازم ابقي واضح عشان هي كمان متتعشمش
علاء بتهكم: و هي لسه متعشمتش؟!
يوسف معترضاً : آه.. ممكن .. هو ايه اللي حصل يعني؟!
علاء بسخرية: لا ابدا قلبت عليها الدنيا لما اختفت و لما لقيتها كنت ناعم معاها زي الكمان و مشلتش عينك من عليها و لا شكلكم قبل م انزل استناك تحت .. كل ده كان ايه ؟
يوسف : خلاص .. يبقي نصلح الغلط و كله يرجع زي م كان .. يلا بقي نرجع القصة
علاء بصدمة : يلا!!!!
__________
ذهبت كاريمان من أمام والدها بغضب كبير و أشارت للخدم بجمع أغراضها التي بقيت هنا مع التي أتت بها من أسوان و نقلها جميعها لقصر اختها ثريا، رآها والدها تغادر و استصعب ذلك كثيراً فهو لم يزيل شوقه إليها بعد لكنه رأي حاجتها لبعض العقاب عما بدر منها فتركها تذهب كما شاءت ..
____________
ذهب عزيز لمنزل سالم حاملاً له بشري موافقة والده و أبلغه أن يبدأ في وساطته للسيدة حفيظة كما وعد لأن منصور بك الراعي يستشعر الحرج من إمكانية رفضها للعرض فهي سيدة عُرفت بشدتها و حكمتها، من يدري ما قد وصلها عن عزيز!!
شعر سالم بإقتراب تحقق ما يريد فإن تمت تلك الزيجة لن يٌرفض له طلب
لم ينسي أن يسأل عما حدث مع غريمته كاريمان فقال عزيز : كان يجب أن تري وجهها و انا احاصرها و أضعها أمام أبي في حرج كبير بسبب موضوع ايفان .. قد انعقد لسانها أمامه فقال لها لن تتدخلي في اي شئ طالما لم تحترمي تلك العائلة
نظر له سالم بإحتقار: بالرغم من ان ذلك في مصلحتي و لكن لا يسعني سوي أن أقول لك .. كم انت خسيس!!
انفعل عزيز و قال: أنسيت أن تلك اللعبة في الأساس لعبتك و هذه نتائجها!! هل كنت تريد خسارة الجولة ؟!
سالم: بالطبع لا .. أختك هذه تستحق سحق رأسها العنيد ذاك .. أنت محق فتلك هي قواعد اللعبة و نتائجها و لا تراجع بعد الآن
عزيز: الحمدلله أنها ذهبت لتقيم لدي ثريا ... كي لا تتقد نارها كلما رأتني في القصر
ضحك سالم و قال: نارها لا تحتمل فعلاً .. أنت محق
_____________________________
ذهب سالم إلي قصر حفيظة هانم و طلب اذناً لمقابلتها و بعد انتظاره لأكثر من ساعة قيل له أن الميعاد قد تحدد غداً في العاشرة صباحاً، تلك المعاملة تركت ضيقاً بداخله و لكنه سيتحمل من أجل ما يريد
__________
وصلت كاريمان قصر اختها الذي منحه لها والدها قبل زواجها من ناظر عزبته فاضل أفندي زكريا، هذا الرجل الذي تولي مهام ادارة العزبة في سن صغير بعد وفاة والده الذي كان يديرها قبله، رأته ثريا ذات مرة قادماً ليقدم أوراقاً لوالدها فاختارته ليكون زوجها، رجل هادئ الطبع مناسب لامرأة قوية متسلطه مثلها، اعتاد تنفيذ الأوامر فأكمل ذات المسيرة معها، تركها تقود الدفة بينما تولي هو المهام التنفيذية، وافق منصور بك علي زواجهما بعد محاولات لحوحة منها آخرها كان محاولة للهرب فخاف والدها من القيل و القال فوافق علي مضد، لم يكن اصرارها عليه حباً علي قدر ما كان اختياراً مناسباً لن تجد مثله فهي لا تريد أميراً او أحد من النبلاء يناطحها رأساً برأس، فاضل اعتاد الا يقرر أو يعترض بل أن يطيع فقط ..
منذ لحظة دخولها القصر، أجابت علي سيل من الاسئلة التي طرحتها ثريا فبُعدها عن القصر جعل الاخبار تصلها متأخرةً قليلاً، بعد سماعها لتفاصيل القصة كما قصتها كاريمان بعد حذف ما لا يناسبها ردت
ثريا : ربما ما قلته عن سالم ذاك مقلقاً لكن فكرة زواج عزيز من بنت عائلة كهذه ليست سيئة !! ربما يصلح الزواج من شأنه..
كاريمان : لا تدفعيني للجنون .. أقول لكِ أنها صديقة خائنة و هذه الفكرة تعود لسالم .. من يكون هو لنمشي نحن حسب خطته !!
ثريا : دعك من عندك هذا .. هل تطلب الأمر خروجك من القصر هكذا.. ألن تشاركي في مراسم تلك الخطبة إن حدثت؟!
كاريمان : بالطبع لا .. سأحاول منعها قبل أن تحدث من الأساس
ثريا : ألهذه الدرجه ؟!
كاريمان باصرار: نعم .. المهم الآن هو انت يا فاضل
نظر فاضل و قال : أنا ؟! ما علاقتي بالأمر؟!!.
كاريمان : لابد و ان تبحث حول تلك السيدة و حول سالم و تأت لي بخبرٍ عما يجمعهما.. ماذا يريد سالم منها ليفعل كل ما فعل .. أفهمت؟!
فاضل: نعم .. سأفعل كل ما بوسعي
كاريمان : لكن الوقت مهم جدا .. حاول العثور علي التفاصيل بشكل سريع
انصرف فاضل ليبدأ بحثه بينما ظلت كاريمان إلي جوار اختها تفكر ماذا يمكنها ان تفعل، بعد عدة دقائق وقفت ثم قالت: سأريهم كيف يكون اللعب معي !!!
نظرت لها ثريا بقلق و لم ترد
__________

في تمام العاشرة من صباح اليوم التالي، عبر سالم من بوابات القصر لقاعة الضيوف،قُدم له شيئاً يشربه كما اختار ثم دخلت حفيظة هانم بهيبتها المعروفة ونظرات عينيها الحادتين، رحبت به و اشارت له بالجلوس ثم قالت
حفيظة هانم : مرحبا بك يا سيد سالم .. لكنني أتمني ألا يكون سبب زيارتك لنا هو نفس سبب المرتين السابقتين لأن جوابي مازال نفسه، لم يتغير!!
رد سالم بابتسامة مصطنعة: و ماذا إن أتيت بخبرٍ قد يقرب فيما بيننا و يجعل سموك تفكرين مرةً أخري في طلبي!!
حفيظة هانم بغرابة: و ما عسي أن يكون ذلك الخبر؟!
سالم بتفاخر: هناك شاب سليل عائلة عريقة تعرفينها، أراد الزواج فاقترحت ابنة أخت سموك لأنها نسب شريف و فتاة ذات أخلاق و خلق، هو يعرفها لكنه لم يكن يفكر في الزواج مطلقاً لكنني رأيت انه ان كان سيتزوج فليس هناك أفضل من نيل شرف نسب سموك
تسائلت و قالت : و من هو ذلك الطالب لنسبنا؟!
سالم: ابن منصور بك الراعي .. اسمه عزيز
فوجئت حفيظة هانم لمعرفتها السابقة بهم و قالت : اعرفهم جيداً .. اخته صديقة ابنة اختي، هم عائلة معروفة لكن الولد مشاغب قليلاً و سمعت انه كان رافضاً للزواج!!
سالم: نعم .. صحيح .. لكنه يرغب الآن في نيل شرف نسبكم
حفيظة هانم: سأتشاور في الأمر و أبعث لك رداً .. لا اخفي عليك ف ابنة اختي لم تقبل بالكثيرين لذا دعنا لا نتأمل كثيراً
وقف سالم استعدادا للمغادرة و قال بثقة : و إن تم الأمر ؟! لابد من هدية لي؟!
ابتسمت حفيظة هانم و قالت : نعم و هديتك قد حددتها منذ عامين !!
سالم : هل اعتبر منحها لي وعداً إن تحقق الزواج؟!
حفيظة هانم : لن اقطع وعوداً فأنا لا احب الوعود و ربما ستعرف النتيجة خلال وقت قصير فلا تتعجل
سالم : و هو كذلك يا أميرة.. سأمضي الآن و انتظر منكم رداً قريباً ..
أومأت حفيظة هانم برأسها فغادر من أمامها للخارج ..
رأته فاتن يخرج من باب القصر الداخلي فعرفت إن تنفيذ الاتفاق بينهما قد بدأ بالفعل
دخلت فاتن لخالتها بسعادة و قالت : كيف الحال يا خالتي العزيزة؟
حفيظة: بخير يا عزيزتي و هناك اخبار جيدة لكِ
فاتن : عن ماذا؟!
حفيظة هانم : أتي لك خاطب اليوم ..شخص تعرفينه جيداً
فاتن و هي تدعي عدم المعرفة: من هو؟
حفيظة هانم: عزيز أخ كاريمان صديقتك !!
تصنعت فاتن المفاجأة و قالت : حقاً .. عزيز كان لا يخطط للزواج!! فماذا حدث؟
حفيظة هانم : و هل سيجد عروس مثلك إن بحث حوله لمئة عام قادمة!! .. الأهم الآن من أسبابه هو رأيك ؟!
فاتن بخجل: يا خالتي العزيزة . انا أجده مناسباً فما رأيك انت؟!
حفيظة هانم : الولد مشاغب قليلا لكنه جيد و عائلته معروفة و مرموقة لكن هناك بعض الغرابة بالأمر !!
فاتن: و ما الغريب؟!
حفيظة هانم : طريقة الطلب تلك!! أليست كاريمان صديقتك و والدها يعرفك جيداً فلماذا لم تأت هي مباشرة مع ابيها و لطلبكِ لأخيها ؟! أتجدين ذلك طبيعياً
لم تكد حفيظة هانم تنهي تساؤلها حتي طرق احد الخدم الباب و قال : كاريمان هانم الراعي تريد الدخول لأمر عاجل !!!
عندما سمعت فاتن ما قاله الخادم ارتجف داخلها و لم تنبث ببنت شفه انتظاراً لكارثة قد تدمر كل شئ
_________
أذنت حفيظة هانم لكاريمان بالدخول فنظرت لها فاتن محاولةً استعطافها و ايقافها عن عرقلة الزيجة فنظرت لها كاريمان بتحدٍ و قالت لحفيظة هانم : آسفة لقدومي هكذا فجأة لكن هناك حديث في غاية الأهمية جاء بي إلي هنا
قالت فاتن و هي تحاول تأجيل انفجار القنبلة: كاريمان .. عزيزتي.. ألن نحتسي شاياً في الحديقة كما اعتدنا .. هناك اموراً أريد مناقشتها معك ِ
حفيظة هانم : اتركي لها المجال للتحدث يا فاتن و بعد ذلك اذهبا معاً كما تشاءا
ابتلعت فاتن ريقها السائل من الخوف و قالت : فهمت يا خالتي
دعت فاتن الله للتدخل لمنع تلك الكارثة فهي تنتظر ذلك الحدث منذ سنوات
جاء طرق الباب كاستجابة السماء لدعائها فقد دخل خادم و طلب حضور حفيظة هانم لأمر عاجل فتركتهما في القاعة وحدهما فقالت فاتن : كاريمان .. أعلم مقدار ما فعلت و لكنك أذللتني يوم جئت إليك هناك .. أليس ذلك ثمناً كافياً ؟!
كاريمان بتعالي: لا .. لن اسمح أن تكوني زوجة اخي ابدا .. أفهمتِ؟!
بكت فاتن بضعف و اقتربت منها و قالت : ما تفعليه ظلم كبير لي .. انتظرت عزيز كثيراً و انت تعلمين .. هل ما كان بيننا لا يستحق أن تتركي لي حلمي يتحقق؟!
كاريمان : و لمَ لم تتذكري انتِ صداقتنا هذه قبل أن تنهيها تحت أقدام عزيز.. اتظنين انه حقا يريدك ؟! .. أنتِ مجرد خطوة في مسالمة عقدها معه سالم أيتها الحمقاء .. استيقظي من أحلامك !!
فاتن : هل تظنين أنني لا أعلم كل هذا .. قد أرسل سالم خطابا لي و اتفق معي علي ذلك .. كل ما يحدث هو بعلمي و موافقتي
كاريمان باستهجان و تأفف : اتعلمين انه يطلبك للزواج لأجل اتفاق عقده مع سالم و بالرغم من ذلك توافقين؟! يا لكِ من مسكينة !! رفضك طوال تلك السنوات و رفضك يوم جئت إليَّ و تقبلين !! لا أجد ما أقوله لكِ .. حقاً انتِ ذليلة
فاتن : قد وضعت حبي أمام كبريائي و قد ربح الحب و سأتزوجه و احبه ربما يتغير يوماً و يحبني
كاريمان: أنا اشفق عليكِ .. لا يأتي الحب بالاستجداء أو بسحق الكرامة .. ذلك الحب الذي يسلب الكرامة ينهيك و يصبح مرارةً لكِ أيتها الحمقاء!!
فاتن: اتركيني في حماقاتي و هنيئا لكِ بالكرامة و الكبرياء . لا تتدخلي .. ان كان مازال في داخلك ذرة واحدة من المحبة لي !!
كاريمان : أتعرفين انهم يقولون: لا تنقذ الغبي من عثرته لأنه يعود و يعثر نفسه أكثر فأكثر و انت هكذا بالضبط .. لن تكفِ عن معاقبة نفسك بعزيز فهنيئا لكِ به .. هو يكفي لكِ كعقاب
عادت حفيظة هانم مرة أخري للقاعة فحاولا إخفاء ملامح ما حدث من علي وجهيهما فقالت حفيظة هانم : ماذا تحملين من حديث يا كاريمان .. عساه خيراً ؟!
ردت كاريمان بشكل مقتضب: جئت ل أوكد رغبة أخي في الزواج من فاتن . هم الاثنان مناسبان جدا لبعضهما من وجهة نظري .. قد جاء السيد سالم سابقاً لكِ من اجل رغبته في التقرب منكم .. أتمني لهما التوفيق و السعادة
نظرت لها فاتن بعينين زائغتين ثم قالت : شكرا يا صديقتي .. لن أنسي موقفك او كلماتك هذه ابداً
انصرفت كاريمان و قد تأججت مشاعرها بسبب لقاءها بفاتن، هي تتضايق من فرط استسلامها لحبها ثم تعود لتقول لنفسها لا يخصني بعد الآن، عادت للقصر بعد أن أوقفت جولة رابحة في آخر وقت بسبب ضعف فاتن فهناك أناس يهزمون رغبتك بضعفهم لا بقوتهم!!
______
في منزل سالم لاحظت بسمة توتره و انتظاره المترقب فسألته:
بسمة: ماذا بك؟!
سالم: لدي موضوع افكر بحل له منذ عامين و اخيراً عثرت علي طريق و لكن قد تفسده لي كاريمان و لذلك أنا قلق قليلاً
نظرت له بسمة بتعجب: أهذا قليلاً ؟!!
سالم : أنت لا تعلمين أنني و كاريمان أصبحنا غريمين و الكرة الآن لديها فأنا انتظر ردة فعلها علي ما حدث .. ربما يشعل ما ستفعله فتيل الحرب بيننا .. لا اعرف!!
اصاب الخوف بسمة فقالت: حرب؟! باي معني؟!
قال سالم: حرب المصالح يا بسمة و تلك لها خسائر كبيرة
بسمة : هل يجب علي أن اخاف ؟؟
سالم: لا .. كل شئ سيسير بحسب ما خطط له بإذن له .. كوني قوية و شجاعة
بسمة: أحاول...
ذهب سالم ليريح عقله في قيلولة ما بعد الظهر و استغلت بسمة نومه في الخروج من المنزل للذهاب لزيارة هامة أرادت القيام بها
تري لمن ذهبت بسمة و لمَ ؟ و ماذا سيكون رد فعل سالم حين يعرف؟! ماذا ستفعل كاريمان بعدما تعلم بمشروع سالم الكبير؟!!!و هل سيستطيع يوسف مقاومة مشاعره لريم و إنهاء كل شى قبل ان يبدأ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Night1Foxy
...::| عضو جديد |::...
...::| عضو جديد |::...



تاريــخ التسجيـــــــل : 13/11/2024
مجموع المشاركــات : 6
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: العب البلاك جاك   الصندوق السحري - صفحة 5 Emptyالأربعاء نوفمبر 20, 2024 4:37 pm


الصندوق السحري
كان لعب العب البلاك جاك طريقة مثيرة لتحدي نفسي واختبار مهاراتي في اتخاذ القرار. إنها مثالية لأولئك الذين يستمتعون بلعبة تجمع بين الاستراتيجية ولمسة من عدم القدرة على التنبؤ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Night1Foxy
...::| عضو جديد |::...
...::| عضو جديد |::...
Night1Foxy


تاريــخ التسجيـــــــل : 13/11/2024
مجموع المشاركــات : 6
مــــعدل النشـــــــاط : 51
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصندوق السحري   الصندوق السحري - صفحة 5 Emptyاليوم في 10:04 am


الصندوق السحري
ساعدتني تجربة لعبة الجاكبوت على الموازنة بين المتعة والاستراتيجية. ركز على تعلم الاحتمالات وفهم كيفية عمل الجوائز الكبرى. هذا النهج جعل التجربة مثيرة ومجزية دون أن تكون مربكة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Night1Foxy
...::| عضو جديد |::...
...::| عضو جديد |::...
Night1Foxy


تاريــخ التسجيـــــــل : 13/11/2024
مجموع المشاركــات : 6
مــــعدل النشـــــــاط : 51
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصندوق السحري   الصندوق السحري - صفحة 5 Emptyاليوم في 10:06 am


الصندوق السحري
ساعدتني تجربة  لعبة الجاكبوت على الموازنة بين المتعة والاستراتيجية. ركز على تعلم الاحتمالات وفهم كيفية عمل الجوائز الكبرى. هذا النهج جعل التجربة مثيرة ومجزية دون أن تكون مربكة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Night1Foxy
...::| عضو جديد |::...
...::| عضو جديد |::...
Night1Foxy


تاريــخ التسجيـــــــل : 13/11/2024
مجموع المشاركــات : 6
مــــعدل النشـــــــاط : 51
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصندوق السحري   الصندوق السحري - صفحة 5 Emptyاليوم في 11:14 am


الصندوق السحري
يُعد استكشاف كازينو تجريبي طريقة رائعة لممارسة ألعاب الكازينو بدون مخاطر مالية. فهي تساعدك على فهم الآليات، واختبار الاستراتيجيات، واكتساب الثقة قبل اللعب بأموال حقيقية. إنها نقطة انطلاق مثالية للمبتدئين وأداة مفيدة للاعبين ذوي الخبرة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Night1Foxy
...::| عضو جديد |::...
...::| عضو جديد |::...
Night1Foxy


تاريــخ التسجيـــــــل : 13/11/2024
مجموع المشاركــات : 6
مــــعدل النشـــــــاط : 51
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: لعبة بلينكو   الصندوق السحري - صفحة 5 Emptyاليوم في 11:55 am


الصندوق السحري
منحتني تجربة لعبة بلينكو فهماً أفضل للألعاب المباشرة. تعد طريقة لعبها الديناميكية والتفاعلية مثالية للاعبين الذين يرغبون في اختبار مهاراتهم أثناء الاستمتاع.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Night1Foxy
...::| عضو جديد |::...
...::| عضو جديد |::...
Night1Foxy


تاريــخ التسجيـــــــل : 13/11/2024
مجموع المشاركــات : 6
مــــعدل النشـــــــاط : 51
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصندوق السحري   الصندوق السحري - صفحة 5 Emptyاليوم في 2:53 pm


الصندوق السحري
عرّفني استكشاف روليت في كازينو YYY على التوازن المثالي بين الإثارة والبساطة. فقواعد اللعبة سهلة التعلم، والإثارة في كل لفة تجعلك تعود مرة أخرى للحصول على المزيد.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصندوق السحري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 6 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5
 مواضيع مماثلة
-
» الصندوق السحري
» تسلسل ماسلو الهرمي هو المفتاح السحري لتنمية شخصيتك والتخلص من نقاط ضعفك في عام 2024

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ديزاين بيست :: المنتديات العامة :: المنتدى العام :: المنـتـدى العــام-
انتقل الى:  

 

أشيائي ممنوعة النشر كل مايحتويه الموقع هي حقوق خاصة لـ ديزاين بيست وعملائي © ,

 

الساعة الأن :
©phpBB | إتصل بنا | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية