أعظم خمس معارك أثروا في الشرق الأوسط
يعد الشرق الأوسط مهد الحضارات، وأول منطقة شهدت تأسيس المعاهدات والاتفاقيات بين القبائل، والدول، كما أنه عاش فترات حرب تعتبر الأقدم في التاريخ، لذلك أعدت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية، تقريرا يضم الخمس معارك العظمى التي أثرت فيه.
1-قادش:
معركة وقعت بين المصريين والحيثيون ، في عام 1274، في سوريا وبالقرب من الحدود اللبنانية، وحارب كل منهما لكي يسيطر على الشام.
تعد هذه المعركة من أهم المعارك في التاريخ، لأنها من أول الحروب التي تقوم على الاستراتيجيات الحربية التي تشبه المعروفة حاليا، بالإضافة إلى ذلك نتج عن هذه المعركة معاهدة سلام، تعد الأولى من نوعها، لا تزال النسختان الخاصتان بالمصريين والحيثيين موجودة حتى الآن.
وبجانب أهميتها التاريخية العسكرية، فأن قادش أكبر معركة في التاريخ استخدمت فيها العربات القتالية، حيث تم استخدام 6000 عربة، قبل أن تختفي بعد ذلك، بعد ظهور الخيول في المعارك، وتطور أسلحة القتال، كما كانت أحد العناصر الرئيسية لانهيار العصر البرونزي، بعد فترة قصيرة من تدمير حضارة الحيثيين.
2-نينوي:
وهنا كان للقدر دورا غريبا، حيث أن الإمبراطورية التي بدت قوية وغير قابلة للهزيمة، انهارت في غضون سنوات قليلة، وهذا ما حدث للإمبراطورية الأشورية، والتي سيطرت على الشرق الأوسط لثلاث قرون.
أقيمت إمبراطورية الأشوريين بالقرب من مدينة الموصل في العراق، وفي عام 612، عندما حاول البابليون، والميديين، والفرس من إيران الحديثة اسقاط الأشوريين، وزادت قوتهم بداية من القرن العاشر الميلادي، فبدأت حرب أنهكت الأشوريين عام 627 ميلاديا، فلم يستعطوا التصدي للحرب، والتعامل مع الحرب الأهلية.
وبعد صراع مرير استمر لسنوات، تعاونت مختلف الشعوب ضد الآشوريين في نينوي، واستولوا على المدينة بعد ثلاثة أشهر من الحصار، وبحسب مؤرخين فإن الجنود خرجوا من مملكة الأشوريين يحملون الكثير من الغنائم من المدن والمعابد، وحولوا المدينة إلى خراب.
وعلى الرغم من اقامة الامبراطورية البابلية على أنقاد الآشورية، إلا أنها لم تكن أبدا في قوتها، وتسببت هذه المعركة في صرف الانتباه عن سوريا والعراق، وتوجيهها إلى بلاد فارس، والأناضول، واليونان.
3-جوجميلا:
أحد أهم المعارك في التاريخ، والتي هزم فيها الكسندر المقدوني داريوس الثالث من بلاد فارس عام 331، حيث كانت الامبراطورية الفارسية في أوج عظمتها، وانتهت المعركة بنصر المقدونيين، وسقوط دولة الأخمينيون.
4-اليرموك:
في القرن السابع الميلادي، كان البيزنطيون والامبراطورية الفارسية الساسانية المسيطرة على دول الشرق الأوسط، وكانت باقي الدول في المنطقة مجرد ممالك صغيرة أو قبائل، ولم يتوقع أحد أبدا أن ذلك سيتغير في التاريخ القريب جدا، ولكن هذا ما حدث عندما وقعت معركة اليرموك، بالقرب من الحدود السورية الحالية مع الأردن وإسرائيل عام 636، ليكون ذلك بداية الفتح الإسلامي لسوريا وفلسطين ومصر، وعزلهم عن باقي الإمبراطورية.
بدأ أول خليفتين للمسلمين أبو بكر وعمر بن الخطاب الهجوم على الدول المجاورة لهم، وتمكن العرب بعد ذلك من غزو دمشق، وجزء كبير من الجيش البيزنطي ذهب لسوريا من أجل وضع حد للانتشار العربي، حيث تمكن عدد صغير من العرب هزيمة جيش كبير من البيزنطيين، على مدار ستة أيام، باستخدام مجموعة متنوعة من التكتيكات، وفشل البيزنطيين في استخدام سلاح الفرسان عندما احتاجوا إليه.
وبعد فترة تمكن المسلمين من فتح القدس، لينتشر المسلمين والعرب في الشرق الأوسط.
5-نهاوند:
من أحد أشهر المعارك التي وقعت في الشرق الأوسط، فبعد عشرة أعوام من وفاة الرسول "محمد"، استطاع العرب فتح جزء كبير وضخم من بلاد فارس، والامبراطورية البيزنطية، واستطاع البيزنطيين النجاة، إلا أن الفرس الساسانيين هزموا هزيمة ساحقة، لينتهي حكم الدولة الساسانية في إيران بعد أن دام حكمها 416 عاما.
وأثناء محاولات العرب فتح بلاد الشام، كانوا يقاتلون في نفس الوقت في بلاد الفرس، وهزموهم في قادش عام 636، وغزوا العراق، وفي هذه اللحظة لم يخسر الفرس كل شيء، ولكنهم استطاعوا تأمين إيران، ووسط آسيا، على عكس البيزنطيين الذين خسروا العاصمة القريبة من بغداد، ولهذا السبب يشعر الفرس بالالتزام تجاه العراق.
وبذلك تعتبر معركة نهاوند سقوطا وكارثة عسكرية وسياسية كبيرة للفرس، وتعتبر انتصار الانتصارات للعرب، وقعت المعركة في غرب إيران، بالقرب من همدان، حيث تنتشر التضاريس الجبلية والتي يفضلها الفرس، ويعلموها جيدا، إلا أن العرب لجأوا إلى حيلة من أجل هزيمتهم، وهي نشر شائعة وفاة الخليفة، مما دفع الفرس للخروج من مخابئهم، وشعورهم بالأمان، فسهل ذلك هزيمتهم التي تمت في ثلاثة أيام.