غزوات الرسول بالترتيب واسبابها ونتائجها
تتعلم الأمة الإسلامية من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم:
(الآداب الرفيعة، والأخلاق الحميدة، والعقائد السليمة، والعبادة الصحيحة، وسمو الأخلاق، وطهارة القلب، وحُبَّ الجهاد في سبيل الله والشهادة في سبيله..).
ولهذا قال علي بن الحسن: (كنا نُعلَّمُ مغازي النبي صلى الله عليه وسلم كما نُعَلّمُ السورة من القرآن).
ما معنى غزوة؟
هي ما خرج أو شارك فيه الرسول من قتال بين المسلمين وغيرهم من الكفار والمشركين.
ما الفرق بين الغزوة والمعركة؟
الغزوة: هي القتال الذي يشارك فيه الرسول.
المعركة: هي القتال الذي يجري دون مشاركة الرسول فيه.
عدد غزوات الرسول
19 غزوة: بحسب قول ابن حجر.
21 غزوة: رواه أبو يَعلى.
24 غزوة: عن سعيد بن المسيب.
27 غزوة: قاله ابن سعد والواقدي.
ترتيب غزوات الرسول
غزوة ودان أو الأبواء
أول غزوة خاضها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت في شهر صفر سنة 2 هـ، بهدف استكشاف الطرق المحيطة بالمدينة، والمسالك المؤدية إلى مكة.
وعقد المعاهدات مع القبائل القريبة، وإشعاراً لمشركي المدينة ويهودها، وأعراب البادية الضاربين حولها، بأن المسلمين أقوياء، وإنذار قريش علَّها تشعر بتفاقم الخطر على اقتصادها وأسباب معايشها فتجنح إلى السلم، نتج عنها عقدُ حلفٍ مع بني ضمرة من كنانة، ولم يحصل قتال.
غزوة بواط
ثاني الغزوات وكانت في شهر ربيع الأول سنة 2 هـ
خرج فيها رسول الله مع 200 من أصحابه، يعترض عيراً لقريش بقيادة أمية بن خلف الجمحي ومعه 100 رجل و2500 بعير، فبلغ بواط على الطريق التجارية بين مكة والشام.
علمت عيون قريش بخروج المسلمين فأسرعت القافلة بحركتها وسلكت طريقاً غير طريق القوافل المعبدة، فتخطت المسلمين، ورجع المسلمون إلى المدينة.
استخلف في هذه الغزوة على المدينة سعد بن معاذ، وحامل اللواء كان سعد بن أبي وقاص.
غزوة سفوان
تُسمَّى أيضًا غزوة بدر الأولى، ففي شهر ربيع الأول من العام الثاني الهجريّ، خرج رسول الله ومن معه من الصحابة في طلب “كرز بن جابر الفهري” الذي أغار على مواشي المدينة فوصل منطقة سفوان وعاد دون قتال لأن كرز فرَّ ونجا ومن معه.
غزوة العشيرة
حدثت في شهر جمادى الأولى عام 2 للهجرة، حيث خرج رسول الله في 150 من أصحابه وترك في المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد، حتّى وصل إلى منطقة العشيرة، أقام بها شهراً وصالح بها بني مدلج، ثم عاد ومن معه من المسلمين دون قتال.
غزوة بدر
تُسمى أيضاً بـ غزوة بدر الكبرى ويوم الفرقان وقعت في 17 رمضان من العام 2هـ (بين المسلمين بقيادة رسول الله، وقريش ومن حالفها من العرب بقيادة أبو جهل عمرو بن هشام، وتُعد أولَ معركةٍ من معارك الإسلام الفاصلة، وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكة والمدينة المنورة.
بدأت المعركة بمحاولة المسلمين اعتراضَ عيرٍ لقريشٍ متوجهةٍ من الشام إلى مكة يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولاً إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم.
كان عددُ المسلمين في غزوة بدر 313 رجلاً، أما المشركون فيزيدون بثلاثة أضعافهم فكانوا 1000 رجلٍ معهم 200 فرس.
انتهت بانتصار المسلمين وقتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر 70 رجلاً وأُسر منهم 70 آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى 14 رجلاً، ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.
زادت هيبة المسلمون في المدينة وما جاورها، وأصبح لهم مصدرٌ جديدٌ للدخل وهو غنائم المعارك، وبذلك تحسّن حالُ المسلمين الماديّ والاقتصاديّ والمعنويّ.
غزوة الكدر من بني سُليم
بلغ إلى الرسول أن بني سليم وبني غطفان تحشد قواتها وتنوي غزو المدينة، فباغتهم النبي في عقر دارهم ففرّوا تاركين وراءهم 500 بعير غنمها المسلمين، وكان اللواء مع علي بن أبي طالب واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم.
غزوة بني قينقاع
عَلِمَ اليهودُ ما حلَّ بكفار قريش في بدر، فظهر حسدُهم على المسلمين، وقاموا بنقض عهود مع المسلمين، وحدثَ أنّ امرأةً مسلمةً ذهبت إلى بائع حُليٍّ في سوقهم، فجاء أحد رجال بني قينقاع فكشف عنها سترتها حتى بانت عورتها، فضحكوا منها.
فغضب النبي وخرج ومعه المسلمون فحاصروهم 15 خمسة عشر ليلة، حتى اضطرهم إلى الاستسلام والنزول على حكمه؛ الذي قضى بإخراجهم من ديارهم، وكان ذلك في منتصف شوال من السنة الثانية للهجرة.
غزوة السويق
خرج أبو سفيان إلى المدينة بعد الهزيمة التي تعرض لها في بدر ليثأر من المسلمين، فأغار على منطقة في المدينة تسمى العريض وقتلوا رجلاً واحرقوا النخل، لكنّ رسول الله لحق بهم ففروا ولما شعروا بالعَجز لِثقل ما معهم من السّويق، بدأوا يُلقُونه ليخفّفوا من أحمالهم، فسمّيت الغزوة نسبةً إلى ذلك.
غزوة ذي أمر
أكبر حملة عسكرية قبل غزوة أحد، وكانت في المحرم سنة 3 هـ .
نقلت استخبارات رسول اللّه: أن جمعاً كبيراً من بني ثعلبة ومحارب، تجمعوا يريدون الإغارة على المدينة، فخرج لهم في 450 مقاتلاً ما بين راكب وراجل، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان.
ما إن علموا المشركون بقدومه حتى تفرقوا في رءوس الجبال، ولما وصل النبي بجيشه إلى مكان تجمعهم (بذي أمر) وأقام هناك شهر صفراً كله، ليشعر الأعراب بقوة المسلمين، ثم رجع إلى المدينة.
غزوة الفرع من بحران
في ربيع الآخر من السنة 3 للهجرة، خرج رسول الله يريد غزو قريش، حتّى وصل بحران وهو مكان في منطقة الفرع في الحجاز، فبقي فيه ثلاثة شهر، وعاد إلى المدينة دون قتال.
غزوة أحد
ثاني غزوة كبيرة يخوضها المسلمون بعد غزوة بدر وسميت نسبة إلى جبل أحد القريب من المدينة المنورة، الذي وقعت الغزوة في أحد السفوح الجنوبية له.
كانت بين المسلمين وقبيلة قريش في يوم السبت السابع من شهر شوال في العام الثالث للهجرة، يقود المسلمين رسول الله، أما قبيلة قريش فكانت بقيادة أبي سفيان بن حرب.
رغبت قريش بالانتقام من المسلمين واستعادة مكانتها بين القبائل بعد الهزيمة في غزوة بدر، فقامت بجمع حوالي 3 آلاف مقاتل، في حين كان عدد المقاتلين المسلمين حوالي 1000، وانسحب 300 من المنافقين ليصبح عددهم 700 مقاتل.
فبدأت المعركة بانتصار للمسلمين لكن الرماة خالفوا أمر رسول الله وتركوا أماكنهم؛ فاستغل المشركون ذلك بقيادة خالد بن الوليد فعادوا وانقلبت النتيجة وقُتل 70 من المسلمين، في حين قُتل 22 من قريش وحلفائها.
كانت أحد درساً للمسلمين في تعلم وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم، واليقظة والاستعداد، وأن الله يمتحن المؤمنين ويكشف المنافقين.
غزوة حمراء الأسد
لمّا انتهى رسول الله من غزوة أُحد، بَقيَ الناس طوال الليل يُداوون جرحاهم، فلما كان الصّبح أمر رسول الله بلال بن رباح أن يُنادي بالناس للخروج إلى العدو، وألا يخرج معهم إلّا من شَهدِ القتال في الأمس، فخرج رسول الله ومن معه من المسلمين بجراحهم تحدياً للمشركين.
بلغ قريشاً الخبر فقررت عدم المواجهة والإسراع في العودة لمكة، فعسكر المسلمون 3 أيام في حمراء الأسد، ثم رجعوا إلى المدينة.
غزوة بني النضير
غزوة بني النضير حدثت في السنة 4 للهجرة مع يهود بني النضير بعد محاولتهم اغتيال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لما جاءهم طالباً مساعدتهم في دية قتيلين.
أخبر رسول الله وحياً بغدرهم فعاد وأرسل إليهم طالباً منهم الخروج من المدينة، فتحصنوا وحاصرهم عدة ليالي حتى خضعوا، فوافق على خروجهم شرط أن يأخذوا فقط ما تحمله الإبل دون السلاح.
غزوة بدر الآخرة
في غزوة أحد توعد أبو سفيان المسلمين باللقاء ببدر العام المقبل، وعلى هذا الأساس خرج الجيشان ولكن أبو سفيان قرر الرجوع، أما المسلمون فأقاموا ببدر 8 أيام ينتظرون العدو، وباعوا ما معهم من التجارة فربحوا، ثم رجعوا إلى المدينة وتوطدت هيبتهم في النفوس، وكان ذلك في شهر شعبان من سنة 4 للهجرة.
غزوة دومة الجندل
جاءت الأخبار إلى رسول الله بأن القبائل حول دومة الجندل تقطع الطريق وتنهب من يمر بها، وأنها قد حشدت جمعاً كبيراً تريد أن تهاجم المدينة، فقرر الرسول الخروج إليهم في 1000 من أصحابه، ولم يحدث قتال، فقد فر أهل دومة الجندل لما علموا بقدوم المسلمين.
غزوة الخندق
تُسمى أيضاً غزوة الأحزاب وقعت في شهر شوال من العام 5 من الهجرة.
خرج سادات بني النضير لتحريض القبائل العربية على غزو المدينة المنورة، فاستجابت لهم قريش وحلفاؤها من غطفان وقبائل العرب.
ولما علم المسلمون أخبار زحف الأحزاب إليهم عقد الرسول مجلس استشاري لبحث خطة الدفاع عن المدينة فأشار سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة.
فوجئ المشركون بالخندق فلم تكن تعرفه العرب قبل ذلك، فلجأوا إلى فرض حصار على المدينة وحاولوا مراراً اختراق الخندق دون جدوى ولم يجر قتال مباشر.
قام يهود بني قريظة كانوا يعيشون جنوب المدينة بنقض عهدهم، فأصبح الموقف شديد الخطورة على المسلمين، فأمامهم جيش الأحزاب وخلفهم عدو نقض عهده وبدأ المنافقون بالتسلل والهروب.
فكر الرسول في فك تحالف الأحزاب بأن يعرض ثلث ثمار المدينة على قبيلة غطفان في مقابل انسحابهم إلا أنه عدل عن رأيه بعد استشارة سعد بن معاذ وسعد بن عبادة الذين فضلوا عدم الرضوخ.
جاء نعيم بن مسعود أحد قادة قبيلة غطفان إلى الرسول معلناً اسلامه، فكان له دور محوري في إنهاء المعركة بأن عمد إلى بث الفرقة بين المشركين واليهود وإقناع كل طرف أن الطرف الأخر سيخذله.
وفي هذه الأثناء ثارت رياح شديدة عند مواقع المشركين لم تترك لهم خيمة إلا واقتلعتها، ولم تترك نارًا إلا أطفأتها، مما دفعهم لفك الحصار والعودة من حيث جاؤوا وانتهت الحرب.
غزوة بني قريظة
قادها النبي محمد في السنة الخامسة للهجرة على يهود بني قريظة الذي قاموا بالغدر أثناء حصار الأحزاب، فسار إليهم وحاصرهم حتى انتهت باستسلامهم وطلب التحكيم، فطلبوا حكم سعد بن معاذ الذي كان حليفاً لهم في الجاهلية، فحكم فيهم بقتل الرجال وسبي الذراري وتقسيم أموالهم وأراضيهم على المسلمين، وهكذا كان.
غزوة بني لحيان
حدثت في السنة السادسة للهجرة بين المسلمين وبني لحيان عقاباً لهم على غدرهم بستة من الدعاة المسلمين عند ماء الرجيع قبل عامين، فخرج إليهم الرسول سنة 6 هـ في 200 من أصحابه.
واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، وأظهر أنه يريد الشام، ثم أسرع السير حتى انتهى إلى بطن غُرَان حيث كان مصاب أصحابه، فترحم عليهم ودعا لهم، وسمعت به بنو لحيان فهربوا في رءوس الجبال.
غزوة بني المصطلق
تسمّى بغزوة المريسيع، وقعت في شعبان من السنة 6 للهجرة، ويعود سببها أنّ الأخبار وصلت إلى رسول الله بأنّ سَيّد بني المصطلق الحارث بن أبي ضرار ومن والاه، قد ساروا إليه من أجل الحرب.
فأرسل رسول الله بريدة بن الحصيب الأسلمي ليتأكّد، جمع رسول الله أصحابه وسار حتى وصل المريسيع، والتقى الجيشان وبدأ رمي النبال فما لبث أن انتصر المسلمون وأخذوا الغنائم، واستُشهد منهم رجل واحد.
غزوة صلح الحديبية
رأى الرسول في المنام أنه دخل وأصحابه المسجد الحرام، وأخذ مفتاح الكعبة، وطافوا واعتمروا فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا واستبشروا، ثم تجهزوا إلى مكة بغرض العمرة في شهر ذي القعدة من عام 6 هـ.
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى قريش وقال له: «أخبرهم أننا لم نأت لقتال، وإنما جئنا عُمّاراً»، بعثت قريش سُهَيْل بن عمرو لعقد الصلح، الذي كانت بنوده:
يرجع المسلمون ولا يدخلوا مكة هذا العام، على أن يدخلوا مكة معتمرين في العام المقبل آمِنِينَ.
وضع الحرب بين الطرفين عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض. من أحب أن يدخل في عهد محمد دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عهد قريش دخل فيه.
من أتى محمداً من قريش من غير إذن وليه هارباً منهم رده عليهم، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يرد عليه.
يعد صلح الحديبية انتصاراً معنوياً للمسلمين، فقد باتت قريش تعترف بالمسلمين وسماه الله تعالى فتحاً: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا…}.
غزوة ذي قرد
في السنة 6 من الهجرة، أغار جمع من قبيلة غطفان على إبل النبي صلى الله عليه وسلم في منطقة يقال لها الغابة على حدود المدينة وقتلوا حارسها وخطفوا زوجته مع الإبل.
علم المسلمون بما حدث، فانطلق الرسول ومن معه لمطاردة المعتدين واستطاعوا تخليص المرأة والإبل، واستشهد اثنان من المسلمين وقتل اثنان من المشركين وهرب الباقون.
غزوة خيبر
خيبر هي المدينة التي نزح إليها يهود بني النضير بعدما أجلاهم الرسول عقب نكثهم معاهدة السلام ومحاولة اغتياله.
كانت خيبر وكرًا للتآمر: فحزبوا الأحزاب ضد المسلمين، وأثاروا بني قريظة على الغدر والخيانة، ثم أخذوا في الاتصالات بالمنافقين وبغطفان وأعراب البادية وكانوا هم أنفسهم يستعدون للقتال.
فلما عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم صلح الحديبية مع قريش، أراد أن يقاتل اليهود حتى يتم الأمن والسلام، ويتفرغ المسلمون إلى تبليغ رسالة الله والدعوة إليه.
فخرج رسول الله في شهر محرَّم من السنة 7 للهجرة إلى خيبر التي كانت محصنة بثمانية حصون كبيرة، فبدأ المسلمون بفتح حصن تلو الآخر وتخلل ذلك أيام حصار وقتال ومقاومة شديدة من اليهود حتى طلبوا الاستسلام والصلح.
وأما عن بنود الصلح: طلب اليهود من الرسول أن تحقن دماءهم وأن يتركوا أموالهم فكان لهم ذلك، ثم سألوه أن يبقيهم على زراعة أرض خيبر مقابل نصف ما يخرج من ثمارها فأعطاهم ذلك، وتبع استسلام أهل خيبر يهود فَدَك ووادي القُرَي وأخيراً يهود تيماء.
استشهد من المسلمين في معارك خيبر ما بين 16 و91 رجلاً، أما قتلى اليهود فعددهم 93 قتيلاً.
غزوة ذات الرقاع
غزوة ذات الرقاع هي غزوة قام بها النبي في السنة الرابعة للهجرة ضد بني ثعلبة وبني محارب من غطفان بعد أن بلغه انهم يعدون العدة لغزو المدينة فخرج إليهم في أربعمائة من المسلمين، وقيل في سبعمائة، واستخلف على المدينة أبو ذر الغفاري.
وتُسمّى غزوة محارب، وغزوة بني ثعلبة، وغزوة بني أنمار، وغزوة صلاة الخوف، فقد خرج رسول الله بأصحابه فالتقوا مع غطفان، واقترب الناس من بعضهم البعض دون وقوع قتال فيما بينهم، فخاف الناس، وصلّى رسول الله بالمسلمين صلاة الخوف ثمّ عادوا.
غزوة فتح مكة
وقعت في 20 من رمضان في العام 8 من الهجرة
انتهكت قبيلةَ قريشٍ الهدنةَ التي كانت في صلح الحديبية، بإعانتها لحلفائها من بني بكرٍ في الإغارة على قبيلة خزاعة حلفاءُ المسلمين، وردّاً على ذلك جَهَّزَ النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً قوامه 10 آلاف مقاتل لفتح مكة، وتحرَّك الجيشُ حتى وصل مكة فدخلها سلماً دون قتال، إلا ما كان من جهة سيدنا خالد بن الوليد.
إذ حاول بعضُ رجال قريش بقيادة عكرمة بن أبي جهل التصديَ للمسلمين، فقاتلهم خالدٌ وقَتَلَ منهم اثني عشر رجلاً، وفرَّ الباقون منهم، وقُتل من المسلمين رجلان اثنان.
ولمَّا نزل الرسولُ محمدٌ بمكة عفى عن أهلها وقال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، ثم جاءَ الكعبة فطاف بها وجعل يطعنُ الأصنامَ التي كانت حولها بقوس كان معه، ويقول: ﴿ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ وأمر بلال بن رباح أن يصعد الكعبة فيؤذن.
كان من نتائج فتح مكة اعتناقُ كثيرٍ من أهلها الإسلام، وعلى رأسهم سيد قريش أبو سفيان بن حرب، وزوجتُه هند بنت عتبة، وكذلك عكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وأبو قحافة والد أبي بكر الصديق، وغيرُهم.
غزوة حنين
في العام 8 الهجري وفي شهر شوال، خرج رسول الله لقتال قبيلتي هوازن وثقيف، وكان قد جمع جيشًا عظيمًا، فغرّ المسلمين عددهم وعتادهم، فانهزموا بأمر الله تعالى، قال تعالى في محكم التنزيل:
{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ}، قبل أن تنقلب المعركة وينتصر جيش المسلمين ببركة دعاء رسول الله وثباته وثقته بربه سبحانه وتعالى.
غزوة الطائف
وقعت غزوة الطائف في شوال من السنة الثامنة للهجرة، فقد أرسل رسول الله الطّفيل إلى صنم عمرو بن حممة الدوسي ليحطمه، فلمّا كان رسول الله على مَقربةٍ من الطائف بدأ العدو برميهم بالنبال، واشتدّت جراح المسلمين، واستُشهد منهم 12 رجلاً، فنصب رسول الله المنجنيق وحاصرهم 18 يوماً.
لم يؤذن للنبي بفتح الطائف، فنادى بالناس من أجل العودة، فحزنوا ولكنّهم أذعنوا لأمر الرسول وعادوا، وطلبوا من رسول الله أن يدعو على ثقيف، فدعا لهم النبيّ بالهداية، ثم توجّه إلى الجعرانة وأحرم منها، وقضى عمرته ثم عاد إلى المدينة، وتعدّ غزوة الطائف آخر غزوات القتال لرسول الله.
غزوة تبوك
تسمّى غزوة العُسرة، لِما كان فيها من اشتدادِ الحرّ، وقلّة الزاد والعُدّة، فقد عَلِم رسول الله باجتماع الروم في الشام لقتاله، فسار حتى وصل تبوك، فوجد هرقل غادر نحو حمص، فأقام بتبوك بضعة عشر ليلة، وبغزوة تبوك كانت نهاية غزوات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
غزوات الرسول مختصرة
يفيد المؤرخون بأنه صلى الله عليه وسلم خرج مع المسلمين فيما بين 19 إلى 27 غزوة.
شارك في القتال في 9 غزوات فقط.
لم يقتل إلا مشركاً واحداً وهو أبيّ بن خلف في غزوة أحد.
كانت (أحد) الغزوة الوحيدة التي جُرِح فيها.
الغزوات التي شارك فيها الرسول بالترتيب
النبي محمد شارك في عدة غزوات بالترتيب التالي: بدر، أُحد، الخندق، مؤتة، فتح مكة، حنين، والطائف. هذه هي الغزوات الرئيسية التي قادها أو شارك فيها.