"أي عيد للأم وقد فقدنا أبناءنا وتشردنا عن أهالينا ومنازلنا"، كلمات تصف مشاعر الأمهات الفلسطينيات النازحات في الخيام، وهن يستقبلن "يوم الأم" الذي يصادف 21 مارس/آذار من كل عام، وقد حمل معه هذا العام الحزن المزروع في كل بيت وشارع وحارة في قطاع غزة، الذي يواجه حربا إسرائيلية ضارية للشهر السادس على التوالي.
وبكثير من الألم، تتحدث الأم النازحة أم حسن الحرازين عن ابنها الشهيد أحمد، وتصفه بـ"أعز أبنائي"، وتقول للجزيرة نت: "كل عام وأنتِ بخير يا أمي تساوي الدنيا وما فيها"، فبالنسبة لها لا يكون يوم الأم بالهدايا من الأبناء وإنما بوجودهم إلى جانبها، وتقول بتأثير كبير: "الابن كنز في البيت، فأي يوم وأي عيد للأم وقد فقدت ابني".
وكانت أم حسن قد نجت وعدد من أفراد أسرتها من غارة إسرائيلية دمرت منزلهم في مدينة غزة، بعد غارة أولى سبقتها فقدت فيها ابنها، لتقرر بعدها النزوح إلى مدينة رفح جنوب القطاع، حيث تقيم حاليا في خيمة في حي تل السلطان غرب المدينة.
وتقاسمها أم طارق العمارين الحزن نفسه، حيث فقدت ابنها راكان شهيدا، وفرقتها الحرب عن أسرتها، فهي نازحة من مدينة غزة وتقيم بخيمة في مدينة رفح، بينما يوجد أحد أبنائها في مدينة غزة، وعائلتها مشتتة بين الجنوب والشمال.
وبتأثر كبير، استحضرت صورا لابنها الشهيد من يوم الأم في العام الماضي، عندما رافقته وزوجته في يوم ترفيهي بمدينة غزة، وتقول للجزيرة نت: "العام الماضي كنا في بيوت يملؤها الحب والأمان، أما اليوم، فنحن مشردون في الخيام ومراكز الإيواء".
وفي خيمة ثالثة كانت هبة أبو شومر تجلس وحيدة، وقد فارقتها أمها التي كانت رفيقتها في رحلة النزوح من جباليا في شمال القطاع إلى مدينة رفح، وفاضت روحها من دون أن تجد العلاج في المستشفيات التي تئِنّ تحت وطأة الحرب والحصار. تقول هبة للجزيرة نت: "محظوظ من لديه أم، ليس لعيد الأم أي معنى بعدما ماتت أمي نازحة مشردة، بعيدا عن منزلنا في جباليا".