لماذا تغرد الطيور؟
فتحت باب المنزل الزجاجي، عكس أشعة الشمس، أصبح الباب بلورة متلونة كثيرة الألوان، خرجت للحديقة انخفضت أصوات الطيور، صاخبة متداخلة هي بدايات الفجر لا تلبث أن تتناوب بتناغم جميل، كتبت سؤالا تبادر لذهني بأناملي على الطاولة، التي أمامي، حروف دون مداد أراها أنا فقط، لماذا تغرد الطيور؟ بتمهل استندت على الكرسي، ارتشفت من كوب الماء الدافئ المعطر بماء الورد رشفة، قلّب ذهني إجابات عديدة محتملة تبادرت كإجابات لذاك السؤال، ابتسمت، رشفة أخرى، وأومأت، نعم تغرد الطيور لأنها تتحدث بالإنابة عن صورة الشروق الصامتة كإجابات سؤالي المكتوب دون مداد على الطاولة، تتحدث الطيور مسبحة متوكلة تحمد نعم الله، فقد خلقها ثم رزقها لا تخشى الجوع ولا تخاف سهم صياد، فهي تحلق واثقة بأن عمرها محدد ينتهي في زمان ومكان قد حُدد قبل أن تُخلق، قد تكون أصواتها ابتسامات تصدح في الأجواء لتجمل الصمت أو لتهذب الضجيج، قد تكون دلالات تحمل شعارات نجهلها هي جواز مرورها للزهر وللثمار ليفسح لها المجال لتنشر لقاحه، إلى ذلك المكان، ليتنوع العالم الكبير بفضل إيحاء الله ذاك الطائر الصغير.
قد يكون تغريدها حكايات تحكيها تجلبها من كل مكان كقصة الهدهد والنبي سليمان -عليه السلام- ولكن لا نفقه أحاديثها لسبب ما، قد يكون درسا في الإعجاز فقد فطن الإنسان للغتها وفك بعض رموز نغماتها ونجح في التحدث معها وجلبها من مكان بعيد بعباراتها، قد تغرد الطيور لأنها أمم تقوم بواجباتها تسير حسب السنن الكونية، التي نشأها الله عليها فتغدو مساء لتصحو تتابع أرزاقها صباحا، لتصحبنا في رحلة تأملية مع أصواتها الشجية، التي تطرب السمع وتغذي الروح بالإيمان.