بسم الله الرحمن الرحيم
(وقفات مع الجزء السادس عشر سورة مريم)
**سورة مريم تكريم للسيدة مريم بعد تكريم ال عمران سابقا
سورة مباركة قال عنها ابن القيم أن قراءتها عند الولادة تسهلها و بالرغم من وجود الزوج و الأهل فإن الولادة عسيرة و جزائها عند الله عظيم فقد حج الرجل بأمه حاملا ايها فوق رأسه ثم سأل هل وفيتها حقها قيل و لا بطلقة واحدة اتذكر ذلك و أشفق علي السيدة مريم و هي من خير نساء العالمين المحصنة الطاهرة و من أولياء الله الصالحين جرت علي يدها كرامات فاكهة الصيف في الشتاء و الشتاء في الصيف و التي حضرتها الولادة فجاءة فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (23) وحيدة و في اختبار عصيب بلا أهل معها و لا سند و هي ذات المقام الرفيع نذرتها امها لله و تنافست علي كفالتها أحبار اليهود حتي كفلها سيدنا زكريا مما شجعه عل طلب المستحيل من الله و هو أن يكون له ولد بالرغم أنه عجوز و زوجه عاقر في تكرار لثاني مرة لما حدث مع سيدنا ابراهيم و حين استجاب الله لم يكد يصدق قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا (9) في ارهاصتان متتاليتين للحدث الاعظم ولادة سيدنا عيسى بلا أب فلا اسباب مع مسبب الاسباب الذي يقول للشيء كن فيكون و حجة علي اليهود الذين اهانوا مريم و اتهموها بعد كل ما رأوا من معجزات و كرامات ثم جعلوها زوجة لله و جعلوا ابنها ابن لله و ثالث ثلاثة ظلما و زورا
هو على هين نؤمن بها و نستعين بالله في كل ما صعب علينا و نتذكرها الان مع ما يحدث في غزة فانتصارهم علي الله هين و قريب باذن الله حتي و إن اجتمعت عليهم جحافل اليهود و الصليبيين
هو علي هين عندما قرأ سيدنا جعفر سورة مريم أمام النجاشي فإذا به مؤمناً مخالفا قساوسته مبطلا مكيدة سيدنا عمر بن العاص و بعد أن بات المهاجرون بشر ليلة فإذا بالحبشة اول من دخل الاسلام في افريقيا و ملاذا للصحابة المطاردين
وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (25) طلب أن ناخذ بالاسباب فهل تستطيع نفساء هز نخلة حتي يقع التمر منها و بيان لبركة التمر خاصة للوالدة
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا (59) إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا (60)
إضاعة الصلاة و اتباع الشهوات هي سبيل الغواية لكن باب التوبة مفتوح رحمة من غفور رحيم تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا (63)
وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا (71) ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا (72)
قد علمنا الورود الي النار فكيف الصدور فلا سبيل إلا التقوي
يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا (85) ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا (86) لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا (87)
ياله من وفد كريم نسال الله ان نكون منهم و ياله من حبيب شفيع رسولنا صلى الله عليه وسلم و كم من مهانة إن يساق المجرمين كالبهائم الي النار
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا (88) لقد جئتم شيئا إدا (89) تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا (90) أن دعوا للرحمن ولدا (91)
المحور الرئيسي في هذه السورة وهو نفي الولد و الشريك مع الله و التوحيد الخالص لله
ثم الختام الرائع و البشري الطيبة لاهل التقوي و العمل الصالح و تذكرة بمصارع المجرمين فلم يبقي لهم اثرا
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا (96) فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا (97) وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا (98)