السيرة النبوية العطرة (( قرار الهجرة ))
______________________________
بعد ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قريش برحلة الإسراء .. وطلبوا منه أن يصف لهم المسجد الأقصى ، ووافق وصفه للمسجد ، ثم طلبوا منه أن يخبرهم عن قافلتهم القادمة من الشام .. فوافق كلامه عن القافلة كل الوصف .. فما كان من أبوجهل وهو ممثل لقريش إلا أن قال [[ أشهد يا محمد أنك ساحر]]
___________________________________
{{ نظرة عامة }}
لوضع النبي صلى الله عليه وسلم الآن في مكة
قلنا ان العام {{ العاشر }} من البعثة أطلق عليه عام الحزن
[[ تخيلوا عشرة اعوام ، ليش اسبوع ولا شهر ولا شهرين ولا ثلاثة بل {{عشرة اعوام }} في كل يوم استهزاء بدعوته وأذى في الطريق في السوق عند الكعبة وتعب نفسي وحصار ....الخ ]]
في هذا العام فقد النبي صلى الله عليه وسلم
عمه {{ ابو طالب }}
الذي كان يوفر له الحماية من بطش قريش
زوجته {{ السيدة خديجة رضي الله عنها }}
التي كان يأوي إليها
______________________________________
اشتد جداً ايذاء قريش للرسول صلى الله عليه وسلم
حتى قال {{ ما نالت منى قريش شيئًا أكرهه حتى مات أبو طالب }}
في هذا الوقت بدء النبي صلى الله عليه وسلم ، يفكر في الهجرة من مكة
يجب ان يترك مكة ، هو والمسلمون ، ويذهبوا الى مدينة اخرى تكون عاصمة دولتهم ، ومركز للدعوة الى الله
________________________________
اصبح الوضع في مكة صعب جداً
لا أحد من أهل مكة يريد أن يدخل في الاسلام
ومن يدخل في الاسلام يكتم ايمانه خوفاً من بطش قريش وبلغ ايذاء المسلمين ، وايذاء الرسول صلى الله عليه وسلم ذروته
حتى استطاعت قريش ، تشويه صورة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وخارج مكة
____________________________________
في مكة وصل الحال
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشي ، فرآى أمرأة عجوز
تحمل حزمة حطب ، وهي متعبة ، تمشي قليلاُ ثم تقف ، والعرق يتصبب منها
فما كان منه صلى الله عليه وسلم ، إلا أن أتجه إليها وحمل عنها الحطب
ومشى وهي تمشي ورائه ، وفي الطريق
قالت له هذه العجوز :_ يا بني ليس عندي ما أكافئك به إلا أن أقدم لك نصيحة !!!
[[ وكانت النصيحة في تلك الأيام كنز ثمين ، كان الرجل اذا كان في سفر ، فيأتي رجل إليه يقول اقدم لك نصيحة وتعطيني ناقة ، فيقول له أجل ، فيقول له لا تذهب من هذا الطريق لان فيه كذا وكذا ، اذهب من ذلك الطريق ، ولذلك يقال في ايامنا كانت النصيحة بجمل ]]
يا بني ليس عندي ما أكافئك به إلا أن أقدم لك نصيحة
قال :_ ما هي ؟؟
قالت العجوز :_ هناك في مكة رجل سيء الخلق اسمه {{محمد بن عبد الله }}
يفتن الناس ويسحرهم
أياك ان تقترب منه و لا تستمع اليه
فلما وصلا الى بيتها
قالت له: _ما أسمك ؟
فابتسم لها النبي صلى الله عليه وسلم
وقال:_ {{ محمد بن عبد الله }}
فذهلت
قالت له:_ أأنت هو ، هو ؟ !!!!
قال: نعم أنا هو
قالت العجوز :_ انت الذي تدّعي انك رسول من عند الله !!!
قال :_ نعم فأنا رسول الله
قالت :_ أشهد أنك لصادق و أشهد أن لاإله إلا الله وأنك يامحمد رسول الله
فأسلمت تلك العجوز
________________________________
أما خارج مكة
كانت قريش تمنع أيضا ، الرسول صلى الله عليه وسلم
من ايصال دعوته خارج مكة
فكان اذا جاء أحد من خارج مكة كانت قريش تحذره من الرسول
وتقول :_ هناك رجل ساحر اسمه {{ محمد بن عبد الله }} إذا سمعت كلامه يسحرك ، ويفرق بينك وبين قومك وبين أبيك وزوجتك
حتى انه جاء الى مكة سيد من سادة قبيلة {{ دوس }}
اسمه {{عمرو بن طفيل }}
فأخذوا يحذرونه من الرسول صلى الله عليه وسلم
اياك ان تقترب منه ، اياك ان تكلمه ، اياك ان تسمع كلامه
حتى حشى {{ عمرو بن الطفيل}} في أذنيه القطن خوفاً من أن يسمع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيسحره كلامه
___________________________________
وانتشر هذا الأمر في الجزيرة كلها
حتى وصل الأمر أنه كان اذا أراد الرجل ، أن يسافر الى مكة من أي مكان في الجزيرة ، كان قومه يحذرونه
من النبي صلى الله عليه وسلم
يقولون له :_ {{ احذر غلام قريش لا يفتننك }}
_______________________________________
ضاق الأمر
{{ ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت ، وكنت أظنها لا تفرجُ }}
عند ذلك قرر النبي صلى الله عليه وسلم ، ترك مكة ، والهجرة منها
فالوقت يمر ، ومرت عشرة سنوات منذ بداية البعثة، والاسلام لا يتحرك أو أن الحركة أصبحت بطيئة جدا
الرسول يريد ان يبلغ الاسلام ، ليس لاهل مكة فقط ، بل {{ للناس كافة للإنس والجن }} مهمة ليست بالسهلة ابداً ابداً ابدا
_______________________________________
فقرر النبي صلى الله عليه وسلم ان يعرض الاسلام ، على رؤساء القبائل خارج مكة
في موسم الحج والمواسم التجارية
وكانت كل قبائل العرب تأتي الى مكة في موسم الحج، فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينتهز ، هذه الفرصة في عرض الاسلام على تلك القبائل
__________________________________
وكانت هناك اسواق معروفة للعرب ثابته ، يأتيها كل العرب من كل انحاء الجزيرة العربية ، وفيها سلع مختلفة
فكان صلى الله عليه وسلم ، يذهب أيضا الى هذه الأسواق حتى يلتقي بالعرب من كل أنحاء الجزيرة
كان يقف في الاسواق
يقول :_ من رجل يحملني الى قومه فيمنعني حتى أبلغ رسالة ربي، فإن قريشاً قد منعوني أن ابلغ رسالة ربي ؟
وكان طلبه من هذه القبائل واضح
وهو {{ الإيواء ، والنصرة ، حتى يبلغ كلام الله }}
_____________________________________
حتى في يوم من الأيام وقف صلى الله عليه وسلم
وقال
{{ يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا }}
فمنهم من تفل في وجهه
ومنهم من حثا عليه التراب
ومنهم من سبه ، حتى انتصف النهار
فأقبلت ابنته زينب رضي الله عنها وارضاها ، ومعها الماء
فغسل وجهه ويديه ، وهو ينظر الى الدمعة في عينيها من حزنها على ابيها صلى الله عليه وسلم
قال :_ يا بنية {{ لا تخشي على أبيك غلبة ولا ذلة }}
يصبرها فالأب لا يتحمل دمعة من بنته
صلى الله عليه وسلم
[[ هذا حبيب الله يا امة محمد ، يا من تتباكون عند اول بلاء والبعض يكفر ، انظروا كم تحمل صلى الله عليه وسلم ، نحن وصلنا بالسيرة للجزء ٩٥ في السيرة وقد اختصرت فيها الكثير ، من يتحمل من الخلق كلهم ما تحمله حبيب القلوب صلى الله عليه وسلم ، وهو حبيب الله ، والبعض يقول يارب ايش عاملك انا حتى تعمل فيي هيك ]]
___________________________________
حرب إعلامية في كل الجزيرة العربية
ورفض القبائل لدعوته ، ورفض عنيف يصل الى السب والبصق
_________________________________
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم
يخرج لمقابلة تلك القبائل سرا في الليل، أو أن يذهب ويسافر الى تلك القبائل في أماكنهم، كما فعل مع الطائف
_______________________________
ومن القبائل التى ذهب اليها الرسول صلى الله عليه وسلم
قبائل {{ كلب وبني حنيفة وبني عامر وغيرهم }}
___________________________
حتى أن المفاوضات مع قبيلة {{ بني عامر }} كانت ستنجح
وهذه القبيلة كانت من اكبر {{ خمسة قبائل في الجزيرة }}
ذهب إليهم النبي صلى الله عليه وسلم
وعرض عليهم دعوة الاسلام
فقال رجل منهم اسمه {{ بيحرة بن فراس }} بعدما سمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم وأُعجب بكلامه
قال لقومه والنبي جالس بينهم :_ والله لو أني أخذت هذا الفتى لأكلت به العرب [[ يعني لو تكفلته ، لانتصرت على جميع العرب ، وذلك عندما سمع كلامه ]]
ثم نظر للنبي صلى الله عليه وسلم
وقال له :_ أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟
[[ يعني إذا بايعناك واصبحت ملك من الملوك العظام ، توعدنا ان نكون خلفائك في الملك ]]
فقال له صلى الله عليه وسلم :_ {{الأمر لله يضعه حيث يشاء }}
فقال له: _ أَفَنُهدفُ نحورنا للعرب دونك [[ يعني نتعرض للموت بالدفاع عنك ]]
فإذا أظهرك الله كان الأمير لغيرنا ؟ لا حاجة لنا بأمرك
[[ يعني لما تحكم وتنتصر ، تجعل ناس غيرنا تحكمنا ]]
لا حاجة لنا بأمرك
____________________________________
النبي صلى الله عليه وسلم هو من رفض {{ بني عامر }}
بالرغم من أنها قبيلة قوية كثيرة العدد، لأن نية {{ بنى عامر}} كانت السلطة والسيطرة على العرب، وليست لوجه الله تعالى
كثير من الناس يستعجلون في تحقيق الهدف ، ويكون الأساس غير سليم ، فيجدوا أنفسهم قد عادوا الى نقطة الصفر
_________________________
المفاوضات مع قبيلة {{بني شيبة }}
وهي من القبائل المحترمة التي خرج اليها الرسول صلى الله عليه وسلم
وكان معه {{ أبو بكر الصديق و علي بن ابي طالب}}
يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه وهو راوي الحديث
لما أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب ، خرج وأنا معه
حتى وصلنا الى مجلس ، عليه السكينة والوقار
[[ يعني وجدوا رجال جالسين ، لا يعرفون من اي قبيلة ، ولكن يكسوهم الوقار والهيبة ]]
فقال ابو بكر لهم :_ من القوم ؟؟ [[ من اي قبيلة ]]
قالوا: _ {{شيبان بن ثعلبة }}
فالتفت أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: _ بأبي وأمي, هؤلاء غُرَر الناس [[ يعني كبار القبيلة ]]
وكان يجلس بينهم رجل اسمه {{ مفروق }}
يقول علي رضي الله عنه كان مفروق قد غلبهم لسانًا وجمالاً، وكانت له غديرتان تسقطان على تريبتيه
[[ يعني مفروق رجل يعرف كيف يتكلم ، وجميل الشكل ، وقوي البنية ، له غديرتان تسقطان على تريبتيه ، اي العظمتان اعلى الصدر ، لما تكون بارزة تدل على القوة والجمال ]]
فأستأذنوا بالجلوس
فجلس ابو بكر بجانب {{ مفروق }}
فقال أبو بكررضي الله عنه لمفروق :_ كيف العدد فيكم؟
فقال مفروق:_إنا لا نزيد على الألف ولن تغلب ألف من قلة
[[ يعني لما سأله ابو بكر كم عددكم ، فهم مفروق أن سؤال ابو بكر يدل على انه يريد منهم المساعدة ، فقال نحن عددنا الف ولكن لا تستهين بالعدد اطلب ما تريد ]]
فقال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم؟
فقال مفروق:_إنا لأشد ما نكون غضباً حين نلقى [[ أي يبلغ غضبنا شدته عند القتال ، لا نرى امامنا من الغضب ]]
وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد
[[ يعني عنا الأهتمام بمعدات القتال اهم من اولادنا ، كيف نحن اليوم نترك الزوجة والاولاد ونخرب بيوتنا ، ونهتم في بنت قال شو بحبها ]]
ونؤثر السلاح على اللقاح
[[ اي نهتم بالسلاح اللي هو عزتنا وقوتنا ، اكثر من اهتمامنا بالنوم مع النساء ، أريتم يا خير امة قوم اهل جاهلية ، مش يبيع ما فوقه وتحته مشان بنت حكت معه كلمتين حلوين ويخرب بيته وبيت اولاده قال شو ، نزوة ]]
والنصر من عند الله يديلنا مرة, ويديل علينا أخرى
[[ مع كل ذلك يبقى النصر من الله مرة ننتصر ومرة نخسر ]]
ثم قال مفروق لابي بكر
لعلك أخو قريش؟ [[ ليكون انت ذلك الرجل الذي تتكلم عنه قريش الذي انتشر خبره ]]
فقال أبو بكر:_ إن كان بلغكم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فها هو ذا [[ وأشار الى النبي صلى الله عليه وسلم ]]
فألتفت مفروق الى رسول الله
قال :_ إلام تدعونا يا أخا قريش؟
فقال له الرسول
{{أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني عبد الله ورسوله، وإلى أن تؤووني وتنصروني، فإن قريشا قد تظاهرت على الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد }}
فقال مفروق :_وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش؟
فوالله ما سمعت كلاما أحسن من هذا
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قوله تعالى
{{ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُم مِّنْ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }}
فلما سمع مفروق كلام الله ذُهل وتأثر
وقال :_ دعوت والله إلى مكارم الأخلاق, ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك , وظاهروا عليك
________________________________
ثم نظر مفروق الى شيخهم
وقال :_ يا اخ قريش هذا {{ هانئ بن قبيصة}} وهو شيخنا
فقال هانئ: _ قد سمعت مقالتك يا أخا قريش, وإني أرى تركنا ديننا, واتباعنا دينك لمجلس جلست إلينا لا أول له ولا آخر لذل في الرأي
[[ يعني انا سمعت كلامك بس من جلسة واحدة لا ينفع اخذ القرار فيه ]]
وإنه لقلة نظر في العاقبة، أن الزلة مع العجلة
[[ ما بنعرف ايش عواقبه بعدين ، والعجلة ما بتنفع بهيك امور ]]
وإنا نكره أن نعقد على من وراءنا عقدا
[[ ما بيصير نتفق معك ، ولم نأخذ رأي قومنا ]]
ولكن نرجع وترجع, وننظر
ثم نظر هانئ الى رجل اخر يجلس معهم [[ يعني شاركنا الحديث ]]
اسمه {{ المثنى بن حارثة }}
فنظر هانئ اليه وقال :_ وهذا المثنى شيخنا وصاحب حربنا
_____________________________
فقال المثنى [[ و قد أسلم بعد ذلك ]]
قال :_قد سمعت مقالتك يا أخا قريش
والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة, في تركنا ديننا ومتابعتنا دينك
[[ يعني هانئ قال الصواب ]]
وإنا إنما ، نزلنا بين صَرَيَين أحدهما اليمامة والآخر السَّمامة
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما هذان الصريان ؟؟
قال:_ أنهار كسرى, ومياه العرب
[[ بمعنى يقول للنبي نحن عايشين في منطقة بين نارين ، بين كسرى وبين العرب ، على حدود ايران والعرب ]]
فأما ما كان من أنهار كسرى, فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول، وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى, أن لا نحدث حدثًا ولا نؤوي محدثا
[[ يعني قومنا عايشين بعضهم بأراضي كسرى والبعض الاخر باراضي العرب مثل ما بنقول على الحدود ، وكسرى ما بيرحم وعاهدناه ان لا نؤي احد يوجع راسنا وراسه ]]
وإني أرى هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا أخا قريش مما تكره الملوك [[ يعني اذا سمع فيك كسرى وبدينك ما بيعجبه ، انت تدعو الى كلكم من ادم وآدم من تراب ، وكلنا سوا سيا ، الملوك ما بيعجبهم إلا السيد سيد والخادم خادم ]]
فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب
فعلنا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اعجب بكلامهم
{{ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله عز وجل لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه}}
ثم بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم
{{ أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم ويفرشكم نساءهم، تسبحون الله وتقدسون}}
فقالوا :_ اللهم فلك ذاك
وقد كان ذلك [[ صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يا صادقاً بالوعد ]]
__________________________________
كان موقف {{ بنى شيبان }}فيه وضوح وتعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم ، عرضوا على النبي حماية جزئية
وموقفهم جميل وعاقل
يتبع الانصار اهل يثرب {{ المدينة المنورة }} رضي الله عنهم لنعرف قدر اهل المدينة المنورة ، الذي سيخرج منها النور المحمدي ويملأ أركان هذا الكون .
______________
#الأنوار_المحمدية ________________
___________ صلى الله عليه وسلم _________________
#هذا_الحبيب « ٩٦ »
السيرة النبوية العطرة (( بيعة العقبة الأولى))
______________________________
سقطت قريش كلها من عين النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلم أن بعد كل هذه السنين ، وهو بينهم يدعوهم إلى الله لا أمل فيهم ، وأخذ صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على قبائل العرب في مواسم الحج
وأبولهب عمه يمشي ورائه ، يكذبه فتنفر الناس منه
يقولون :_ عمه يقول عنه هذا ، فلا داعي كي نسمع ما يقول حتى إلتقى صلى الله عليه وسلم ، بنفر من الرجال الذين لم يصغوا إلى أبي لهب
ووقفوا يستمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم
___________________________________
فقال لهم :_ ممن القوم
قالوا :_ من يثرب [[ المدينة المنورة كان إسمها يثرب]]
فقال صلى الله عليه وسلم :_ من الأوس أم من الخزرج ؟؟
[[ قبيلتين في يثرب ]]
قالوا :_ من الأوس
فقال لهم صلى الله عليه وسلم :_هل تجلسوا أكلمكم ؟؟
قالوا :_ بلى يا إبن سيد قومه [[هم يعلمون أنه إبن عبد المطلب ]]
فجلسوا إليه وكان عددهم {{ سبعة }}
١_أميرهم أسعد بن زرارة
٢_رافع بن مالك
٣_معاذ بن عفراء
٤_عوف بن الحارث
٥_عبادة بن الصامت
٦_عقبة بن عامر
٧_ جابر بن عبدالله السلمي [[ ليس جابر بن عبد الله الصحابي المشهور برواية الحديث]]
سبعة أميرهم {{ أسعد بن زرارة }}
____________________________
قالوا :_ ماذا عندك يا أخ قريش
قال :_ إني رسول الله إليكم ، وإلى الناس كافة ، أدعوكم إلى لا إله إلا الله ، ونبذ ما تدعون من دونه من آلهة تصنعونها بأيديكم ، ودعاهم إلى الإسلام وأخلاقه ومبادئه
فقال :_ بعضهم لبعض [[ همس ليس على سمع النبي ]] أتعلمون ، أليس هذا الذي تحدثكم عنه يهود ؟؟
ويستفتحون به عليكم ؟؟
_______________________________
{{سنقف هنا ، ماذا عن اليهود في هذا المقام ، لنفهم السيرة أكثر }}
المغضوب عليهم [[ اليهود ]]
يثرب كان فيها ثلاثة قبائل من اليهود
١_النضير
٢_ قينقاع
٣_قريظة
يسكنون يثرب [[ المدينة المنورة ]]
يحاصرونها ويسكنوا شمالها ، وجنوبها ، وشرقها
احاطوا يثرب
________________________________
العرب كانوا قبيلتين {{ أوس ، وخزرج }}
أوس وخزرج كان جدهم واحد
القبيلتين ابناء عمومة
{{ أوس يكون اخو خزرج }} من نفس الأب ونفس الأم
امهم اسمها {{ قَيلى }} احفظوا هذا الاسم
_______________________________
وكانت اليهود تنسب العرب لأمهم [[ يعني يقولون فلان ابن فلانة ]]
لماذا ينسبون العرب لأمهم ؟؟
لأن اليهود أغلبهم أبناء زنا ، فلا ينتسبون إلى آبائهم ، بل ينتسبون إلى أمهاتهم وهذا طبعهم
وعنهم أخذ العوام ، أن الرجل ينسب إلى أمه لا إلى أبيه
[[ قال لأن أمه مؤكدة ، هي التي حملت وولدت ، أما من أبوه ؟؟ لا ندري .. هذا الكلام عند المغضوب عليهم اليهود ، ومن قلدهم ، ممن هم دون البهائم من سائر العرب ، خاصة الدجالين بده يفك سحر ، اعطيني اسمه واسم امه ، لان السحر والتعامل مع الشياطين اختصاص المغضوب عليهم ، وهم تعلموا منهم الشعوذة ]]
أما شرع الله قال ربنا
{{ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ }}
فاليهود ينادون العرب في يثرب من أوس وخزرج
{{ يا بني قَيلى }} ينسبوهم إلى أمهم
________________________________
اليهود كانوا محراك شر بين القبيلتين
فكانت تقع بين الأوس والخزرج ، ما يقع بين الناس من خلافات في تجارتهم في معاملتهم
[[ والعرب رجال فيهم الشهامة ، وهم أكرم قوم خلقهم الله ، وأكرمهم الله أن جعل حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء منهم ، وأكرمهم الله أن أنزل القرآن بلغتهم ، وجعلها لغة أهل الجنة خالدين فيها أبداً ، الباكستاني والإيراني والتركي والهندي والامريكي والفرنسي .. الخ كلهم سيتكلم باللغة العربية في الجنة ، إن كانوا من أهلها إلى مالا نهاية ، تنسخ اللغات كلها ، وتبقى لغة القرآن الكريم لغة العرب ، هل عرفتم قيمتكم يا عرب ؟ ]]
فكان اليهود قبل الإسلام ، لا يحبون ان تتحد العرب حتى قبل الاسلام
فكانوا دائماً يوقعون بينهم العداوة ، بين الأوس والخزرج أولاد العم
[[إبن عمك قال ، وإبن عمك قال .. الأوس قالوا ، الخزرج قالوا ]]
لأن اليهود يعلمون
لو إجتمعت قلوب أولاد العم ، أصبحت كل اليهود أذلاء تحت أقدام الأوس والخزرج
[[ تماماً كأيامنا هذه ، وتلك سياستهم في كل زمان ]]
يحرضوهم على بعضهم البعض
__________________________________
و جعلوا اهل يثرب من العرب ، يعملون بالزراعة
أما اليهود فقد أهتموا بالعمل
بالصياغة ، والمجوهرات ، وصناعة السلاح
فكانوا أصحاب أسواق الذهب ، وصنع السلاح
[[ تماماً كما نحن اليوم دول مستهلكة ، لا نجيد إلا الجدال ، وإنشاء الاحزاب ، لنتفرق اكثر ، ونتقاتل وما اشطرنا في تضيع اموالنا في شراء الاسلحة من اعدائنا لنقتل بعضنا البعض ، هل عرفتم الآن يا من تتابعون السيرة ، معنى قوله صلى الله عليه وسلم بل انتم كثير ولكن غثاء كغثاء السيل ]]
يصنعوا السلاح ، لماذا يصنعوا السلاح ؟؟
[[مشان كل ما لقوهم سكتوا ، يعملوا بينهم فتنة ويبيعوا الأوس سلاح، ويذهبوا للخزرج يبيعوهم سلاح ، فكان هذا شغلهم في يثرب .. ولما يصحى الأوس والخزرج من غفلتهم ، يعني راحت السكرة وأجت الفكرة ، يصحوا على حالهم إيش عملنا إحنا أولاد عم ليش اليهود يلعبوا فينا ]]
فيصطلحوا
فلما يصطلحوا تضعف اليهود
فكيف يخوفوهم اليهود ، عندما يشعرون أنهم قد ضعفوا امام العرب ؟؟
يقولون لهم :_ غداً يبعث النبي الخاتم ، وهو خاتم الأنبياء ورسل الله
نؤمن به لأننا أهل كتاب ، وتكفرون انتم يا أهل الأصنام ، فنقتلكم به قتل عاد وإرم
________________________________
فيخاف الأوس والخزرج [[ مساكين ]]
[[مثل حالنا هالأيام كيف بعض العرب بترجف ركبهم خوف من المغضوب عليهم ، بدهم رضاهم ، لعنة الله عليهم وعلى من أيّدهم ووقف معهم ]]
فكانت اليهود تكثر القول عن هذا النبي الخاتم وصفاته
_______________________________
حتى عرف الأوس والخزرج أوصاف نبي آخر الزمان من اليهود نفسهم
وصدق الله العظيم إذ قال عن اليهود
{{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ }}
وقال عنهم في موضع آخر
{{ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ }}
فعرف العرب أن هناك نبي سيبعث وإقترب زمانه وعرفوا صفاته من اليهود
_______________________________
فلما عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه عليهم
قالوا لبعضهم البعض :_أتعلمون أليس هذا الذي تحدثكم عنه يهود وتتوعدكم به ويستفتحون به ؟
قالوا :_ ورب الكعبة إنه هو !!!
فقالوا :_ فلا تسبقنا إليه اليهود .. فلنؤمن به
فآمن السبعة رضي الله عنهم وارضاهم
على رأسهم {{ اسعد بن زرارة أميرهم }}
ووضعوا أيديهم بيد النبي صلى الله عليه وسلم إيمان فقط مش بيعة
[[ يعني فقط شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ]] أسلم السبعة ولكن لايوجد بيعة هنا ، وعلمهم صلى الله عليه وسلم شيء من الدين
______________________________
فقال له أسعد بن زرارة :_ يا رسول الله
لقد جئنا وكنا نريد أن نحالف قريش ، على إخوتنا بعد يوم بعاث
[[ ماهو يوم بعاث ؟؟ قبل خمس سنين من إسلامهم ، الأوس والخزرج حصل بينهم قتال فمات كل الكبار منهم وساداتهم ، ما ضل إلا ابنائهم الشباب ]]
قال أسعد :_ يا رسول الله إن جمع الله قومنا عليك فلا أعز منك فينا [[ اي جمع بينهم واصلح الله قلوبهم بالمحبة ]]
_____________________________________
وإنطلقوا إلى قومهم دعاة إلى الله ، وشرح الله صدر البعض فجاؤوا في موسم الحج الثاني
و بدل أن كانوا سبعة تخلف من السبعة إثنان
وصحبهم من جديد سبعة رجال آخرين
فأصبحوا {{ ١٢ رجل }}
فإجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة
[[أي عند جمرة العقبة في منى التي يرميها الحجاج في اليوم الأول ، فقط سبع جمرات ]]
إجتمعوا وبايعوا النبي ، وكانت بيعتهم لا تشمل جهاد [[ ركزوا على هذه النقطة ، لم يبايعهم على الجهاد ، لنرى ماذا سيفعل هؤلاء الكرام في غزوة بدر ]]
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم
{{ تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تزنوا ، ولا تسرقوا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به فهو كفارة له ، ومن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه }}
فقالوا :_ قبلنا وبايعوه
وإنطلقوا إلى قومهم ، ونحن الآن في السنة {{ ١٢ من البعثة }}
________________________________
فلما إنطلقوا ، بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نريد رجل من أصحابك يعلمنا القرآن ويكون إمامنا بالصلاة خافوا إذا وقف
إمام من الأوس أن لا يرضى الخزرج
وإذا كان الإمام من الخزرج أن لا يرضى الأوس
وهم حديثين عهد بالإسلام ، أحبوا أن يخرجوا من هذا المأزق
فإختار لهم صلى الله عليه وسلم أول سفير بالإسلام
{{ مصعب بن عمير رضي الله عنه }}
مصعب أنعم فتى في قريش من السابقين إلى الإسلام
عندما أسلم ، منعت أمه عنه المال
[[ كان مصعب ، يصرف على اصحابه الشباب في مكة في سهرات السمر ، يعني اذا كان في سهرة وشرب ونساء وطعام ، كان لا يرضى لأحد من أصحابه ان يحاسب ، فكان هو من يحاسب عنهم، كان مصعب يلبس أجمل الثياب ، وكان شاب منّعم بين شباب مكة كلهم ]]
فلما أسلم منعت أمه عنه المال ، وجعلته يلبس الخيش
[[ كيس خيش ، يشقه من الاسفل و يلبسه بعنقه رضي الله عنه وأرضاه ، لم يعد معه ما يشتري به من ثياب ]]
_________________________________
إختاره النبي أن يكون معلم الأنصار في المدينة ، عرف النبي صلى الله عليه وسلم من يختار
مصعب الذي باع الدنيا كلها ، من أجل دينه ، لا يمكن أن تدخل الفتنة إلى قلبه في المدينة
ولابد أن يكون صادق ، والدعوة إلى الله تحتاج إلى الصدق بالإيمان
[[ لأنه لو كان الإنسان متعلم ، وحافظ القران ،وحافظ الف حديث ، وليس في قلبه صدق ، سترى كلامه جاف ناشف ، لذلك نرى بعض الدعاة على المنابر صراخ وتباكي وصياح ، ويضيفون على مقاطعهم اصوات رعد وبرق وبراكين ، ليحركوا قلوب الناس ، ومافي داعي لكل هذا الكلام ، لأن
إذا ما كان قلبه صادق مع الله مستحيل يوصل كلامه لقلوب الناس ، مستحيل وللأسف الكثير منهم عنده حب الظهور والشهرة ، وحب الظهور يقسم الظهور ، ليتنا نتعلم أخلص العمل لله ، يكفيك حب الله ]]
مصعب بن عمير ، كان معجونً بالصدق عجناً ، رضي الله عنه وارضاه
ولنرى ماذا فعل مصعب بالمدينة المنورة رضي الله عنه.
يتبع ان شاء الله. (( اسلام سعد بن معاذ رضي الله عنه ))
______________
#الأنوار_المحمدية ________________
___________ صلى الله عليه وسلم __________________