إعلان
|
انت غير مسجل |
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مشترك في المنتدى. لتسجيل الرجاء اضغط هنــا
|
| عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثالث : الحقٌقة الكاملة | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ريِمآ .. مشرف عام المنتدى ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
| تاريــخ التسجيـــــــل : 06/03/2024 |
| مــــعدل النشـــــــاط : 2769 |
| موضوع: عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثالث : الحقٌقة الكاملة الأحد يونيو 02, 2024 10:01 pm | |
| عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثالث : الحقٌقة الكاملة عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثالث : الحقٌقة الكاملة المملكة األردنٌة الهاشمٌة رقم اإلٌداع لدى دابرة المكتبة الوطنٌة )2017/9/4751( 1 لمحة فً مكان ما فً هذا العالم , الحقد واالنتقام موجودان منذ األزل البعٌد , هما سجٌنان هناك دابماً , فً ذلك المكان الشر موجود بصورته الحقٌقٌة , مصٌره أن ٌبقى هناك الى األبد , ونحن بؤفعالنا الخرقاء نطلقه , ثم نبكً نادمٌن , ذلك المكان .. هو القلب البشري , فً هذا الجزء .. القصة الكاملة : ما وراء القاتل الشبح . *** منذ ثالث سنوات : وقعت المدٌنة تحت وطبة قاتل ؼامض , ودفعت الكثٌر من األرواح ثمناً إلنتقامه المنشود , لكن وبعد جهود مضنٌة تمكن رجال الشرطة اخٌراً من اٌقافه ودفنه فً احد الكهوؾ الجبلٌة البعٌدة , ظن حٌنها انه قد مات , وعاشت المدٌنة بسالم لثالث سنوات , النصؾ الشمالً من المدٌنة والذي دمره الفٌضان قد أعٌد بنابه فً ما عرؾ الحقاً باسم " القطاع األمنً " حٌث تسكن عابلة قد اثخنتها الجراح . لكن ٌبدو بؤن القدر قد قضى مجدداً , والهدوء الذي عاشت فٌه المدٌنة لن ٌدوم الى األبد , فذلك الشبح .. قد نهض مجدداً من مرقده . - سٌدي المحقق حسام آسؾ الزعاجك فً هذه الساعة سٌدي لكن علٌك الحضور الى قسم الشرطة بؤقصى سرعة ) احد عناصر الشرطة ( . - ) المحقق حسام ( : ماذا هناك ؟ ما الذي حصل ؟ - ) الشرطً ( : انه الربٌس .. السٌد عماد , لقد تم اختطافه . - ) المحقق حسام ( : سآتً فوراً . 2 داخل احد االنفاق الطوٌلة من المدٌنة , قد انقطعت االضاءة فجؤة وعم دخان كثٌؾ , ومن ثم سٌارة مؽطاة بجروح عمٌقة , زجاج محطم , و عالمات محفورة بؤداة حادة.. هً كل األدلة التً تركها الخاطؾ , شخص ما , او شً ٌء ما .. هاجم ربٌس قسم الشرطة السٌد عماد بٌنما كان عابداً من عمله فً ساعة متؤخرة من اللٌل , ذلك المجرم ترك رسالة واضحة للجمٌع , رسالة من كلمة واحدة : " سؤنتقم .. " . على الفور , تم إعالن حالة الطوارئ القصوى فً المدٌنة وتم استنفار كافة افراد األجهزة األمنٌة , نعم وبال ادنى شك , بعد ؼٌاب دام ثالث سنوات , القاتل الشبح .. قد عاد مجدداً . - ) المحقق حسام ( : محال أن تكون قد نجت من ذلك االنفجار , لقد عاد أخطر سفاح فً التارٌخ الى العمل .. ٌا الهً .. - ) الضابط ( : سٌدي المحقق انت المسإول اآلن فً ؼٌاب السٌد عماد , ما هً اوامرك ؟ - ) المحقق حسام ( : ال فابدة من الوقوؾ بجانب هذه السٌارة اآلن , إن كان ذلك الشًء قد عاد .. فعلٌنا التوجه لتؤمٌن المنطقة الشمالٌة حٌث تسكن تلك العابلة . - ) الضابط ( : وماذا عن السٌد عماد ؟ - ) المحقق حسام ( : اؼلقوا كل مداخل ومخارج المدٌنة وانصبوا الكمابن والحواجز األمنٌة فً كل مكان , لم ٌبتعد المجرم بعد , وٌجب أنّ نعثر علٌه قبل أن ٌحدث هذا . ٍ - ) الضابط ( : التنفٌذ علم وجار . وبال تردد تم نشر كافة قوات الشرطة فً المدٌنة واالستعانة بالجٌش , لقد بدأت الحرب مجدداً بٌن الخٌر والشر , وكفة القوى متوازنة بٌنهما , فمن جهة ٌقؾ المحقق الشهٌر والذكً حسام مع آآلؾ من جنوده المخلصٌن , ومن الجهة األخرى .. ٌقؾ شبح ؼاضب , مجهول الهوٌة تقرٌباً , عبقري ال ٌتفوق علٌه أحد , بارع فً التخطط والتنفٌذ لجرابمه 3 المتسلسلة , كل ما ٌعرفونه عنه هو الهدؾ الذي ٌحٌا هذا المخلوق ألجله " االنتقام .. " ممن تسببوا فً أذٌته , معركة صعبة , ادارها السٌد عماد باحتراؾ قبل ثالث سنوات , لكنه ربما سٌؽٌب عنها هذه المرة . - ) المحقق حسام ( : السإال األهم اآلن هو لماذا السٌد عماد ؟ لماذا فً هذا المكان وفً هذا التوقٌت بالذات ؟ - ) الشرطً ( : سٌدي الٌك تقرٌر خبٌر الحوادث , لقد جاء فً التقرٌر أن السٌارة صالحة للعمل وال أعطال فٌها ابداً , مفتاح السٌارة موجود لكنه مكسور وبصمات السٌد عماد علٌه , لٌس هناك بصمات ؼرٌبة على المفتاح او السٌارة , كما ٌإكد التقرٌر بؤن السٌد عماد قد خرج من السٌارة بمحض إرادته , فباب السٌارة قد فتح من الداخل , شًء أخٌر , ؼطاء المحرك قد وجد مفتوحاً وعلٌه بصمات حدٌثة للسٌد عماد , هذا كل شًء سٌدي . - ) المحقق حسام ( : أملك تفسٌراً وحٌداً , وهو أن سٌارة السٌد عماد قد تعطلت فجؤة , لذا خرج منها لتفحص المحرك الذي لطالما تعطل وحٌنها انقض علٌه الخاطؾ , لكن ما تلك الثقة لدى هذا الخاطؾ لٌصلح عطل السٌارة قبل رحٌله ! ال ال هذا لٌس منطقٌاً أبداً , قل لً اٌها الشرطً متى ؼادر السٌد عماد قسم الشرطة ومتى تم اكتشاؾ الحادثة ومن الذي قام بابالغ مركز الشرطة ؟ - ) الشرطً ( : لقد ؼادر السٌد عماد فً تمام الساعة الحادٌة عشرة والنصؾ متجهاً لمنزله كالمعتاد , ثم تم ابالؼنا فً تمام الساعة الثانٌة عشرة منتصؾ اللٌل بؤن هناك سٌارة معطلة ومركونة فً منتصؾ النفق تؽطٌها آثار ؼرٌبة , الؽرٌب الذي اتصل بقسم الشرطة لم ٌفصح عن اسمه بل أؼلق الخط بسرعة . - ) المحقق حسام ( : لربما كان الخاطؾ هو من اتصل , لكن لماذا ٌبلػ عن جرٌمته ؟ هل ٌتحدانا ؟ 4 - ) الشرطً ( : سٌدي لقد الحظنا أمراً آخر ؼرٌباً , فباإلضافة الى آثار الضربات التً تؽطً السٌارة والتً تشبه المخالب , هناك أثر لطبقة رقٌقة من الرماد على جسم السٌارة , ومنتشرة على جدران وسقؾ النفق وارضٌته , وتمتد اٌضاً على مسافة طوٌلة داخله . - ) المحقق حسام ( : لعله ناتج من عوادم السٌارات . - ) الشرطً ( : ال أعتقد ذلك سٌدي , فالخبٌر أّكد أن مثل هذا النوع الكثٌؾ من الرماد ال ٌنتج من تراكم الؽازات المنبعثة من السٌارات . - ) المحقق حسام ( : وماذا اذا ؟ - ) الشرطً ( : على األرجح انه نتج من دخان كثٌؾ جداً , وهذا األخٌر ؼٌر معروؾ المصدر . - ) المحقق حسام ( : ٌا الهً .. ارجو ان ٌكون السٌد عماد بخٌر . - ) الشرطً ( : ارجو ذلك اٌضاً . - ) المحقق حسام ( : بما أن السٌد عماد قد خرج من السٌارة بمفرده البد انه كان ٌحمل كل حاجٌاته معه ومن بٌنها هاتفه , هل عثرتم على هاتفه فً السٌارة ؟ - ) الشرطً ( : ال سٌدي لم نعثر على الهاتؾ , وهذا ٌإكد كالمك , لكننا وجدنا القالدة التً كان السٌد عماد ٌرتدٌها دابماً بجانب السٌارة , ربما سقطعت منه اثناء مقاومته للخاطؾ , ها هً . - ) المحقق حسام ( : هل ٌمكنكم الوصول الى موقع هاتؾ السٌد عماد ؟ - ) الشرطً ( : لالسؾ ال , فقد جربنا االتصال به ولكن هاتفه اصبح خارج نطاق الشبكة , وهذا لن ٌسمح لنا بتتبعه ابداً . - ) المحقق حسام ( : الخاطؾ سٌتصل بنا .. انا متؤكد من ذلك , علٌنا العودة الى قسم الشرطة بسرعة , واسمح لً باالحتفاظ بالقالدة ألعطٌها للسٌد عماد حالما نستعٌده سالماً . 5 خالل السنوات الثالث التً ؼاب فٌها الشبح خضع جهاز الشرطة لتطور كبٌر من النواحً التقنٌة والطب الشرعً و العنصر البشري , فعلى المستوى التقنً قد تم تزوٌد قسم الشرطة بؤجهزة تتبع متطورة بالؽة الدقة ٌمكنها تحدٌد موقع المتصل بدقة وسرعة كبٌرة حتى بعد قطع االتصال , باالضافة الى العدٌد من األجهزة والمعدات الجدٌدة التً تم تسلٌح قسم الشرطة بها حدٌثاً , كما تم نقل القسم الى موقعه الجدٌد فً الشمال, لٌكون مجاوراً للقطاع األمنً حتى ٌتسنا له تقدٌم المساعدة بؤسرع وقت ممكن . لم ٌطل انتظار المحقق حسام وقد حصل ما توقعه تماماً , ففً تمام الساعة الثانٌة عشرة والنصؾ أي بعد نصؾ ساعة من الحادثة , رن هاتفه باتصال من هاتؾ السٌد عماد , كانت لحظة متوقعة قد أعد لها المحقق العدة . - ) المحقق حسام ( : فلتستعد الفرقة الفنٌة لتتبع االتصال , سؤجٌب .. وضؽط المحقق حسام زر الرد .. - هل تذكرنً اٌها المحقق ؟ - ) المحقق حسام ( : بالطبع أذكرك , وهل انسى أسوء مجرمة فً التارٌخ . - سؤجعلك تدفع ثمن هذا الوصؾ الحقا,ً ا ّما اآلن فلٌس لدي وقت ألضٌّعه معك , واثقة بؤنك قادر على الوصول ال ًّ من خالل هذا االتصال لذا .. إن كنت ترٌد ربٌسك حٌاً .. فتعال لتؤخذه . وانتهت المكالمة بهذا الحوار القصٌر , بٌنما أخذ جهاز التعقب المتطور ٍن حتى ٌشٌر الى موقع المتصل بضع ثوا , فً تلك اللحظة خرج المحقق حسام عن صمته - ) المحقق حسام ( : أٌن موقعه ؟ - ) الشرطً ( : انها الؽابة مجدداً , الجزء الشرقً من المدٌنة . 6 - ) المحقق حسام ( : البد وأنه فخ , انه ٌخطط لشًء ما , أمتؤكد اٌها الشرطً من المكان . - ) الشرطً ( : سٌدي هذا الجهاز دقٌق جداً ومن المستحٌل أن ٌخطا , انه ٌتمتع بمٌزات أفضل بكثٌر من سابقه , موقع المجرم مإكد هذه المرة فال ٌجب إضاعة الفرصة للقبض علٌه . - ) المحقق حسام ( : انا مجبر على الوثوق بكالمك . ثم اخذ المحقق حسام جهاز االرسال الالسلكً ونادى : " على جمٌع القوات االستعداد , لقد ظهر المجرم وهو فً الؽابة الشرقٌة من المدٌنة , فلتتقدم قوات الشرطة والجٌش للقٌام بعملٌة اقتحام مباشرة , ركزوا على سالمة السٌد عماد ومن ثم االمساك بالمجرم حٌّاً أو مٌتاً .. انتهى " . وعلى الفور انسحبت الوحدات المقاتلة بالكامل من القطاع األمنً وعن الحواجز األمنٌة وتقدمت بسرعة ونظام تام نحو الؽابة الشرقٌة مدعومة بالمروحٌات , نحو الهدؾ الذي بدا واضحاً تماماً , منتصؾ الؽابة بٌن األشجار العالٌة , ظالم دامس , انه منتصؾ اللٌل تقرٌباً , وهدوء مرٌب لم ٌكن لٌعكر صفو هذا الهدوء إّال ٌسود الؽابة الموحشة , همسات رجال الشرطة وهم ٌتقدمون بحذر , تنٌر مصابٌحهم الٌدوٌة الطرٌق نحو منزل ٍن .. تمت محاصرته من صؽٌر بدا مضا ًء بمشاعل من اللهب , وخالل ثوا كل جانب وتولت المروحٌات من السماء إنارته , وعلى مكبر الصوت ارتفع النداء : " المكان بؤكمله محاصر , ال مجال للهروب , استسلم واخرج من مكانك " لكن الرد جاء بشكل ؼٌر متوقع , فقد اخترقت عدة رصاصات الباب الخشبً للمنزل , ولحسن الحظ لم تقع اصابات بٌن رجال الشرطة , لكنها كانت اشارة واضحة الى فشل الوسٌلة السلمٌة مع هذا المجرم , هذا وقد بدا وكؤنه لم ٌتوقع وصول رجال الشرطة الٌه بتلك السرعة , ولكنه بالرؼم من هذا قرر المواجهة اٌضاً , وكان رجال الشرطة على علم مسبق بانه لٌس خصماً ٌستهان به . 7 استعدت الشرطة لالقتحام المسلح بعدما تلقت األمر من المحقق حسام بتصفٌة المجرم واالكتفاء باعادة جثته فقط , فتؤهبت القوات على الفور وتقدمت , وجرى اقتحام المنزل بسرعة وقوة , وانهال الرصاص على المجرم فؤرداه على االرض قتٌالً , ورفع القناع , أجل .. لقد كانت فتاة . - ) المحقق حسام ( : وأٌن هو السٌد عماد ؟ - ) الشرطً ( : لم ٌكن فً المنزل سوا المجرم سٌدي , وقد تمت تصفٌته كما أمرت . - ) المحقق حسام ( : اذا فلتبقوا فً موقعكم ولتفتشوا الؽابة جٌداً , البد وأنه قرٌب منكم . وبٌنما كان رجال الشرطة ٌبحثون فً الؽابة عن السٌد عماد المختطؾ كانت وسابل االعالم تضج بالخبر العاجل , أخٌراً .. أسطورة الشبح انهارت على ٌد رجال الوطن األوفٌاء , والمجرم اآلن ٌرقد جثة هامدة فً المشرحة التابعة لقسم الشرطة , قد تم اخالء سكان القطاع األمنً الى مساكنهم مجدداً وسط سرور عم المدٌنة بؤكملها , فتهدٌدهم األعظم قد انتهى أخٌراً , ولؽاٌات رسمٌة , فقد تم استدعاء الطبٌب الشرعً لٌكتب تقرٌره فً الجثة حتى ٌكون أخر ورقة فً ملؾ هذه القضٌة الشابكة . - ) الطبٌب ( : كانت فتاة جمٌلة , مالذي دفعها الى فعل هذا ؟ - ) المحقق حسام ( : وجهها مختلؾ عما كان علٌه قبل ثالث سنوات , لقد تؽٌر خالل تلك المدة , على كل حال اٌها الطبٌب سؤشرؾ على عملٌة البحث عن السٌد عماد , أرجو عندما تنتهً من تقرٌرك أن تتركه على مكتبً ألؼلق هذه القضٌة اخٌراً . - ) الطبٌب ( : لك ذلك اٌها المحقق الذكً . وؼادر المحقق حسام قسم الشرطة , ولكن لم تمضً أكثر من عشر دقابق حتى كان هاتفه ٌرن مجدداً , وكان المتصل هو الطبٌب الشرعً هذه المرة . 8 - ) الطبٌب ( : اٌها المحقق , تعال بسرعة , هناك شًء هام علٌك ان تراه. - ) المحقق حسام ( : ماذا هناك اٌها الطبٌب ؟ هل عادت للحٌاة ! - ) الطبٌب ( : لٌتها فعلت , أسرع الى المشرحة أرجوك .. وما كان من المحقق حسام سوا العودة الى قسم الشرطة بؤقصى سرعته, دقابق فقط وكان الرجالن ٌقفان امام الجثة فً المشرحة .. - ) الطبٌب ( : هذه الفتاة لم تمت بالرصاص , انظر الى وجهها الشاحب, الشفاه الزرقاء والعٌون الؽابرة , هذه الفتاة قتلت بالسم , سم قاتل سرٌع المفعول, آثاره واضحة تماماً , بل واكثر وضوحاً من الندبات التً خلفتها رصاصات رجالك اٌها المحقق , هذه الفتاة ماتت منذ وقت طوٌل من اآلن .. ربما قبل عدّة ساعات , وقد حافظت حرارة مشاعل اللهب على جسدها ومنعته من التصلب . - ) المحقق حسام ( : ما الذي تقوله اٌها الطبٌب ! ٌستحٌل أن ٌكون هذا صحٌحاً , لقد اطلقت النار على رجال الشرطة عندما حاصروا المنزل . - ) الطبٌب ( : كٌؾ لجثة أن تطلق النار من مسدس اٌها المحقق ؟ فً الحقٌقة ال اعتقد بؤن ذلك المسدس اطلق أي رصاصات , فلم اجد اثراً للبارود على ٌدٌها او ثٌابها وال حتى على المسدس , انه نظٌؾ تماما ,ً وعلى االرجح فقد وضعه احدهم فً ٌدٌها عندما كانت مٌتة . - ) المحقق حسام ( : هل تعنً ؟.. ال .. ذلك الشًء .. الزال طلٌقاً .. - ) الطبٌب ( : بال شك .. ٌفضل أن تسرع فً إرسل رجالك لحماٌة الناس فً القطاع االمنً ٌا سٌد حسام . وعلى الفور سحب المحقق حسام جهاز الالسلكً وصرخ : 9 " الى جمٌع الوحدات , توجهوا نحو القطاع االمنً فوراً واخلوا جمٌع سكانه باقصى سرعة , القاتل الزال طلٌقاً .. " ولكن الرد جاء اسرع بكثٌر من صوت المحقق حسام المنفعل .. لٌس من رجال الشرطة بل من ٍن الشبح نفسه , فقد سطع نو ٌر أحمر هابل بالقرب , موجة وتبعه بثوا عصؾ قوٌة , حطمت نوافذ قسم الشرطة وطرحت المحقق والطبٌب ارضاً , ودّوى انفجار هابل فً ارجاء المدٌنة . موجة هابلة من الصدمة .. انفجار هابل فً القطاع األمنً , ومن ثم اتصال جدٌد ٌرد الى هاتؾ المحقق حسام من رقم مجهول : " هل تظن حقاً انك قادٌر على القضاء عل ًّ بتلك السهولة اٌها المحقق؟ فلٌكن هذا درساً لك اذا , انتقامً القدٌم .. قد ولد من جدٌد , ولن ٌوقفنً أحد هذه المرة , أعدك .. سؤجعلك تلحق بمن قبلك قرٌباً " وأؼلق الخط.. - ) المحقق حسام ( : الوحدة الفنٌة هل حددتم موقع المتصل ؟ - )الشرطً ( : سٌدي .. لقد حددنا موقعه , ولكن .. - ) المحقق حسام ( : ولكن ماذا .. أٌن هو ؟ - ) الشرطً ( : ال بد وأن الجهاز قد تعطل , انه ٌشٌر الى قسم الشرطة , بجوارك تقرٌباً سٌدي . وأصٌب المحقق حسام بالذهول تماماً , فما كان بجواره سوا جثة هامدة , جثة لمشتبه بها قد قضت اثناء اشتباك باالسلحة النارٌة مع رجال الشرطة , كٌؾ ٌشٌر جهاز التتبع الدقٌق والمتطور هذا الٌها ! منذ متى ٌعود الموتى الى الحٌاة .. كٌؾ ٌحصل كل هذا , وهل ٌعقل أن تكون هذه لٌست المجرم الشبح حقاً ! أمسك المحقق حسام بجهاز الالسلكً مجدداً ونادى بصوت منكسرالنبرة: "فلتتوجه وحدات االسعاؾ وتفكٌك المتفجرات الى موقع االنفجار , أخلوا المصابٌن , ولتتولى قوات الشرطة المتبقٌة حماٌة السكان هناك " . 10 فً مكان االنفجار كانت كارثة كبرى قد وقعت , فاالنفجار قد دمر مبناً من اربعة طوابق , وأسقطه مباشرة نحو الطرٌق العام والذي ٌعتبر المدخل الربٌسً للمنطقة , ولم ٌكتفً الشبح بذلك فقط , فقد وجد فً انحاء القطاع ما ٌزٌد عن خمسٌن جثة .. أشال ًء متناثرة , هذا ٌدل على أنه تقدم ودخل القطاع األمنً وهاجم ضحاٌاه بنفسه .. لٌثبت أنه ال ٌزال على قٌد الحٌاة , وبالطبع لم ٌشهد أحد برإٌته , فكل من وقع علٌهم نظره قد ماتوا فً لحظتها ولم ٌنجوا أحد منهم , وا ّما عن تلك الفرحة التً عمت المدٌنة فجؤ .. فقد تبددت بلمح البصر , وحلت مكانها الدموع ًة والحسرات , وبٌن كل هذه الفوضى فالسٌد عماد الزال مفقوداً بطرٌقة ؼامضة ومجهول المصٌر اٌضاً , وبعد فشل األجهزة األمنٌة فً مجاراة الشبح , فلم ٌبقى لسكان المدٌنة سوا الدعاء , لٌنتهً هذا الجحٌم . ******** اسمً ) مرام ( , فً الثامنة والعشرٌن من عمري , أعٌش وحٌدة هنا منذ فترة طوٌلة , ولدت فً مدٌنة بعٌدة , كانت حٌاتً جمٌلة فً الماضً , حٌاة بسٌطة فً قرٌة نابٌة , بٌن اكناؾ أم وأب هما األروع فً الدنٌا , كانت حٌاة سعٌدًة حقاً , وقد كان ٌوماً مشإوماً .. عندما اضطررنا فتلك السعادة قد ولّ للرحٌل الى هنا .. قبل أكثر من عشرٌن عاماً , ت منذ تلك اللحظة . بعد سفر طوٌل وشاق , وصلت عابلتً الى هنا وبنت منزالً خشبٌاً صؽٌراً لها فً المنطقة الجبلٌة , حٌث كانت تسكن عابلة معروفة بالسطوة والهٌمنة , بصفتنا ؼربا ًء عن المنطقة .. فقد كنا مستضعفٌن تماماً , كحال الكثٌر من سكان تلك المنطقة المساكٌن , والظلم واالضطهاد من قبلهم كان سٌد الموقؾ دابماً , فسلب الممتلكات والسطو والسرقة وحتى االختطاؾ والقتل .. كان شابعاً جداً , بل كان أمراً اعتٌادٌاً بٌننا , حتى جاء ذلك الٌوم .. ووقع االختٌار على منزلنا الهش 11 لتتم مهاجمته , بالنسبة لتلك الرواٌات واألساطٌر المروٌة فهً مكذوبة وال أصل لها من الصحة , نسجت فقط لتؽطٌة حقٌقة تلك العابلة القذرة فما كانت الدٌون سبباً فً عدوانهم ٌوماً , بل كان اختطاؾ النساء واألطفال والمتاجرة بهم عبٌداً وخدماً أحد اهم مصادر ثروة تلك العابلة . حٌن تقدموا نحو منزلنا وحاولوا اقتحامه .. خبؤتنً أمً فً كومة من القش فً ركن مظلم و وقفت هً لتتصدى لهم بشجاعة , لم تكن تحمل قدٌم ٍ ٍ سوا خنجر .. من الذباب المتوحشة فً مواجهة قطٌع , مسلحٌن بؤحدث األسلحة , وعندما رأوا منها المقاومة , ادركوا انها لن تبٌع حرٌتها بسهولة وتقبل اإلستعباد , فقتلوها فوراً بوابل من الرصاص فً الرأس . بقٌت متجمدًة مكانً من شدة الخوؾ , فاقدة القدرة على النطق او التعبٌر بؤي كلمة , وماذا عساي أن انطق وقد شهدت مصرع أمً امام عٌناي , ولم ٌطل األمر كثٌراً حتى وصل والدي الى المنزل , فقبضوا علٌه مباشرة , لكنه قاوم بكل قوته , مما أكد لهم أنه لن ٌصلح لالستعباد اٌضاً .. وبصفته الشاهد الوحٌد على جرٌمتهم , فقد قرروا التخلص منه فوراً , ولكنهم اختاروا أقسى الوسابل لفعل ذلك , فقد قٌدوه بحبل متٌن , ثم قاموا باضرام النار فً جسده .. وتركوه لٌتفحم امام عٌناي , الزلت أذكر وجوههم الضاحكة على دماء والداي , وأحذٌتهم القذرة التً كانت تدوس أجسادهم الممزقة , ال زلت اذكر ذاك الٌوم وكؤنه البارحة , وفعلتهم السوداء .. ما زالت محفورة بعمق فً ذاكرتً , لهذا السبب ٌا سٌدي فؤنا انتقم .. لهذا السبب , قتلتهم وحرقتهم ومزقت جمعهم كما مزقوا قلبً فً الماضً .. و ظهرت على ذلك الوجه الجمٌل تعابٌر الؽضب , وظهرت بال أقنعة تلك العٌون الحمراء األسطورٌة المرعبة .. كانت نبرة الحقد والكراهٌة واضحة جداً فً نظراتها , ذلك الوجه أربك السٌد عماد وعقد لسانه فما عاد ٌدري بماذا ٌجٌب , فهو لم ٌتصور ٌوماً بؤن ٌكون القاتل الشبح الذي أ ّرق اآلالؾ من السكان و أعجز رجال الشرطة طوٌالً .. فتاة قد قاست كل هذه الوٌالت التً تقشعر لها األبدان . 12 - ) مرام ( : اعتذر عن انفعالً ٌا سٌدي .. أتمنى أن ال اكون قد اخفتك . - ) السٌد عماد ( : ال علٌكِ , تابعً كالمك رجا ًء . - ) مرام ( : بعد أن ؼادر الجمٌع المنزل , فقدت السٌطرة على نفسً .. بال توقؾ وهً تحتضن جثة والدتها وانهارت تلك الطفلة المختببة باكٌةً المثخنة بالرصاص والتً ما عاد لها مالمح و تلملم رماد والدها المتفحم امامها , اخذت احاول اؼالق فمً بٌداي حتى ال ٌسمعنً أحد منهم وٌعلموا أننً ال زلت هناك , لكننً لم أستطع منع نفسً , وبقٌت أبكً وأبكً طوٌالً , وكانت تلك أسوء ؼلطة اقترفتها فً حٌاتً , فقد سمعنً أحدهم و انتشلنً من هناك واسرع بً الى منزله , حٌنا ظننت أنه قد ٌساعدتنً او ربما ٌعتنً بً , توقفت عن البكاء , ورفعت عٌناي الى وجهه بنظرة منكسرة , لكننً رأٌت فً ذلك الٌوم وحشاً آخر ٌحّدق مباشرة فً عٌناي , وعلى وجهه قد علت ابتسامة مخٌفة , نظراته الحادة أخبرتنً بؤننً فً ورطة حقٌقٌة , اذكر جٌداً نوبة الخوؾ التً فما كان منه إّال اصابتنً حٌنها , صرخت بشكل هستٌري ! أ ّن اوسعنً ضرباً .. حتى فقدت الوعً , و حالما استٌقظت .. وجدت ذلك الرجل برفقة امرأة علمت الحقاً انها زوجته , ومن ثم كان كالمهما واضحاً لً " ستعملٌن فً المصنع القرٌب , وستتولٌن أعمال البٌت اٌضاً , إن لم تنفذي ما نقوله ل ِك فلن تحصلً على أ ّي طعام او شراب .. هل فهمتً " , وكانت تلك بداٌة معاناتً , فقد كنت اعمل لٌالً نهاراً بال أي مقابل , بل أكافا دابماً بالضربات المبرحة , وبال طعام ألٌام طوٌلة , فقد سقطت فاقدة الوعً مراراً وتكراراً , من األحٌان على ٍ حتى أجبرت فً كثٌر التهام التراب , وعصر الحشابش وشربها ألروي ظمبً واقدر على النهوض مجدداً , وكانت نتٌجة طبٌعٌة أنّ أصاب بالمرض والتسمم الشدٌد بسبب ما اتؽدى علٌه , ولكن انعدام الرحمة فً قلوب أولبك الزوجٌن جعلهما ال ٌكترثان ابداً بما قد ٌحل بً , ولم ٌدفعهما أنٌنً ٌوماً العطابً قسطاً من الراحة , بل كنت اتعرض للضرب والتعذٌب حتى انهض مجدداً , تسببت تلك الضربات بالعدٌد من الكسور فً جمٌع انحاء جسدي الؽض , ولكن هذا اٌضا لم ٌنخز مشاعرهما ٌوماً , طبعت السٌاط 13 اخادٌداً فً جسدي , وتعرضت للحرق مرات كثٌرة , وقٌّدت من ٌداي الى السقؾ لساعات طوٌلة , أ ّما عن الشتاء القارص فً الجبال .. فتلك كانت حكاٌة أخرى , فمالبسً لم تقٌنً البرد , وعندما كان فراشً الوحٌد ٍ من األحٌان فقد كان حظٌرة حٌوانات متسخة او ربما االرض فً الكثٌر السقٌع ٌنهش من جسدي بال رحمة , كانت اطرافً تتجمد حتى أفقد االحساس بها , تماماً وكؤنها قطعت , فً تلك األٌام شعرت اننً قد فقدت انسانٌتً بالكامل , لم أكن اعلم أن البشر هكذا .. ٌؤكل قوٌهم ضعٌفهم , لم أصدق ٌوماً أن انساناً قد ٌفعل هذا بؤخٌه االنسان , ولكننً لألسؾ تعلمت هذا بالطرٌقة الصعبة , وتعلمت أٌضاً كم كانت تلك الطفلة ضعٌفة فً ؼٌاب والدها , وكم كانت فاقدة لمعانً الحٌاة فً ؼٌاب أمها , لطالما بكٌتهما بحرارة , ولكن البكاء ال ٌعٌد أحداً من الموت , وال ٌخفؾ عن القلب ثقل االشتٌاق . بقٌت خاضعة تحت هذا العذاب لسنٌن طوٌلة .. مرت ببطا شدٌد , كنت فً كل ٌوم أقابل الموت عدّة مرات , تارة اثناء التعذٌب , وتارة أخرى فً المصنع حٌث كان عملً الطوٌل الشاق ال ٌنتهً , لم ٌكن ؼرٌباً بؤ ّن معظم العاملٌن فً المصنع كانوا أطفاالً و نسا ًء اٌضاً , وكان اختفاإهم فجؤة ال ٌعد ؼرٌباً , فبالتؤكٌد .. قد ماتوا , لكن ولسبب أجهله .. فؤنا لم استسلم , وبقٌت أقاتل وأقاتل هذا الجحٌم الذي ال ٌطاق , اقاومه نهاراً , ومن ثم أستؽرق اللٌل باكٌة من التعب , الى أن م ّرت صدفة ؼٌر متوقعة, جمعتنً بشًء ذكرنً بؤمً , ذكرنً بؤّنً ٌوما ما قد كنت حرة , وذكّرنً بؤن الحرٌة تستحق القتال , لقد كان ذاك الشًء هو الخنجر الذي حملته والدتً فً مواجهة افراد العصابة فً ذلك الٌوم , حٌنها لم أعلم حقاً إن كان هذا الخنجر قد سقط من أحدهم هنا , ام اننً كنت أقؾ مباشرة على قبر والدتً , ٌبدو بؤن منزلنا الصؽٌر قد تحطم على مر السنٌن ولم ٌبقى له اثر , نعم .. لقد كانت امً هنا ٌوماً ما , وفوق هذه الرقعة من األرض .. لفظت أنفاسها تقاوم من أجلً , حٌنها تدفق الدم فً عروقً بقوة , تسارعت نبضات قلبً بجنون , وتفجر فً داخلً بركان من الؽضب , لقد سبمت تلك العبودٌة وقررت االنتقام , قررت االنتقام ألمً وأبً , ولنفسً أٌضاً , انطلقت احمل نفس الخنجر الذي 14 قاتلت به والدتً نحو منزل الوحشٌن الذٌن كنت أعمل عندهما, اقتحمت المنزل بكل قوتً , فلم أجد سوا تلك الزوجة التً لطالما عذبتنً فً الماضً , وما إن شاهدتنً حتى تؽٌرت مالمح وجهها وكؤنها تنظر الى شبح , بدأت تصرخ وتتوسل , ولكننً لم أكترث بصراخها وانهلت علٌها أخذت اق , أخذت أضرب ّط بالخنجر بكل قوت,ً ع اوصال جسدها بال رحمة وأضرب بكل ما أوتٌت من قوة شٌطاناً تنكر فً شكل إمرأة , وسرعان ما سكنت وبرد جسدها .. وطمست ارضٌة المنزل وجدرانه بدمابها , ولكننً فجؤة تنبهت الى باب المنزل الذي نسٌته مفتوحاً , وقد كان ذلك الرجل واقفاً عنده ٌنظر ال ًّ بذهول وخوؾ شدٌدٌن , فالتفت الٌه وأمسكت خنجري مجدداً استعداداً للقتال , ولكنه سقط الى الخلؾ مرعوباً ثم نهض واطلق ساقٌه للرٌح , هرب بعٌداً .. وال أظّنه قد عاد الى تلك القرٌبة ابداً , جثمت على ركبتاي مذهولة , لم أصدق ان ًّ انا من فعل كل هذا , لقد قتلت .. أجل لقد أصبحت قاتلة اآلن , لقد تقطعت اوصال تلك المرأة بالكامل , حتى بات من المستحٌل جمعها معاً من جدٌد , وتلطخ جسدي بالدماء , حاله كحال المنزل الصؽٌر الذي بات لونه أحمراً , ثم لفت نظري قطعة حطام من مرآة مكسورة مستقرة على األرض , ومن هذه القطعة اكتشفت لم خاؾ الرجل منً وهرب , وأخذت المرأة من قبله تبكً وتتوسل كً ال أقترب منها , ذلك الوجه فً المرآة , لم ٌكن وجه شخص أعرفه , لم ٌكن وجهً ابداً , تلك العٌون المرعبة التً رأٌتها , قد ارعبتنً انا , حٌنها فقط .. فهمت أن االنتقام ٌمكنه تؽٌٌر االنسان , وجعله على صورة اخرى لم ٌكن ٌتصورها ٌوماً . - ) السٌد عماد ( : ومالذي فعلته بعدها ؟ - ) مرام ( : هربت .. فماذا عساي أن افعل حٌال من ٌشاهدنً وانا مؽطاة بالدم من أخمص قدماي حتى أعلى رأسً , هربت بعٌداً من تلك القرٌة النابٌة , وبقٌت أجري وأجري لكننً لم اعلم الى اٌن , لقد اطلقت انا اٌضاً ساقاي للرٌح ولم أفكر الى أٌن اذهب , وبعد عدة ساعات متواصلة من الجري سقطت ارضاً وقد انهكنً التعب , لقد ضعت فً ؼابة واسعة , ٌا لحظً العاثر , كل دقٌقة هنا تساوي حٌاتً باكملها 15 فالظالم اوشك على الهبوط , وبالتؤكٌد فالؽابة مملوبة بالمفترسات الجابعة , كم هذا سخٌؾ .. لم أهرب من عذابً فً الجبال ألموت بٌن فك ًّ ذبب جابع هنا , لقد اتخذت قراري انا لن أعود الى العبودٌة مجدداً لن أعود مهما كلفنً األمر , وقررت مواصلة السٌر بٌن االشجار الشابكة , كانت رحلة صعبة بحق , فقد اقت ّصت منً األشواك واألؼصان الٌابسة الكثٌر من الدماء , وكؤن كمٌة الدماء التً كانت تؽطٌنً لم تكفنً , وٌبدو أن رابحة الدم التً تفوح منً قد جذبت وحوش الؽابة نحوي , فعدت أجري من جدٌد ألنجو بنفسً , كان اللٌل قد بدأ ٌلقً بظالله على الؽابة , ولكن ولحسن الحظ فما اعتبرته نقمة قد أصبح نعمة , فبهبوط الظالم تمكنت من رإٌة نار قرٌبة , اخٌراً بصٌص أمل ٌشع من بٌن ؼٌوم الٌؤس , انه منزل قرٌب , اتجهت نحوه وما ان وصلت حتى سقطت على عتبة بابه.. وفقدت الوعً فً تلك اللحظة . ******** - ) المحقق حسام ( : لقد زرع ذلك الشبح المتفجرات داخل المبنى بطرٌقة متقنة , وفجرها بترتٌب زمنً دقٌق حتى ٌنهار المبنى نحو الطرٌق بهذه الصورة , بالتؤكٌد فتلك لم تكن مصادفة , أراد اؼالق الطرٌق العاقة عملٌة اإلنقاذ , وهاجم بنفسه عدداً كبٌراً من الضحاٌا فً الجهة االخرى من القطاع األمنً حتى ٌإكد للجمٌع بؤنه ما زال هنا , ٌا لسرعته وذكابه , لقد شؽلنا بؤمر تلك الفتاة فً الؽابة , وقام بزرع متفجراته هنا ومن ثم انطلق لقتل كل من وقعت عٌنه علٌه . - ) الشرطً ( : سٌدي المحقق .. القوات فً الؽابة الشرقٌة تواجه مشكلة فً االنسحاب , وقعت عّدة انفجارات متتالٌة اشعلت حرٌقاً هابالً فجؤة من حولهم , لقد حوصروا هناك , ما هً أوامرك سٌدي ؟ 16 - ) المحقق حسام ( : أرسلوا المروحٌات بسرعة لألنقاذ واستعٌنوا برجال مكافحة الحرابق فوراً .. ٌجب أن ٌعود الرجال الى قواعدهم سالمٌن .. هل تفهم هذا . - ) الشرطً ( : علم سٌدي . وانصرؾ الشرطً فوراً بؤوامر من المحقق حسام الذي بات ٌقلب كفٌه حٌر ًة , لقد عاد ذلك الكابوس للعمل مجدداً , وها هو ٌلعب على كل الجبهات دفعة واحدة .. وٌنتصر , لقد خطؾ السٌد عماد بخفة , ثم قام بتضلٌل رجال الشرطة , ومن ثم ألحق الموت والخراب بالقطاع األمنً بدقة متناهٌة , وأخٌراً ٌسقط قوات األمن فً فخ خبٌث للموت , أربع " انه داهٌة .. " ) المحقق حسام ( . ضربات دفعة واحدة , أ ّما فً الؽابة الشرقٌة فقد كافح رجال الشرطة بمعاونة من الجٌش ورجال االطفاء بكل ما لدٌهم من الوسابل حرٌقاً هابالً اشتعل فجؤة من حولهم , وقد خسر الكثٌر منهم حٌاتهم فً تلك القطعة الجهنمٌة التً تشكلت على األرض , اما الناجون فقد اصابتهم خٌبة أمل كبٌرة , فهم بكامل قوتهم لم ٌستطٌعوا التصدي لذلك الشبح , وقد اوقع فٌهم الخسابر الكثٌرة بسهولة , حساباته الدقٌقة لم تترك شٌباً للمصادفات , فقد توقع كل خطوة قد ٌخطوها المحققون فً محاوالتهم للقبض علٌه , وحسب لها ألؾ حساب اٌضاً , هذا التفكٌر جعل الكثٌر ٌإمن بكل ٌقٌن أنه ما من سبٌل إلٌقافه , ومن جهة اخرى فقد كان القطاع األمنً ٌنبض برابحة الموت المنبعثة من كل شوارعه , سكان المبنى المدمر قد كانوا فٌه لحظة انفجاره , وقد وجدت بقاٌا اجسادهم متفحمة , لقد مزقهم االنفجار بطرفة عٌن , وقذؾ بعض اشالبهم نحو الشوارع المجاورة , فٌما انهار على من بقً بداخله متسبباً بدفنهم فً اماكنهم , فً المحصلة فقد لقً اكثر من مبة شخص حدفهم خالل تلك الدقابق القلٌلة . - ) الطبٌب ( : سٌدي المحقق , لدي ما أخبرك به . - ) المحقق حسام ( : تفضل اٌها الطبٌب , ماذا هناك ؟ 17 - ) الطبٌب ( : لقد عاٌنت بعض الجثث المنتشلة من القطاع األمنً , وقد وجب عل ًّ اخبارك أن ما تتعاملون معه خطٌر جداً , شكل الجروح ٌدل على أن النصال المستخدمة لم تكن حادة تماماً , أعتقد أن هذا متعمد , فقد أراد القاتل تعذٌب ضحاٌاه قبل موتهم , لكن طرٌقة تناثر األجساد واألطراؾ البشرٌة فً االمكان التً وجدت فٌها .. ٌدل على قوة وحشٌة اطلقت فجؤة نحو الضحٌة , وكانه ٌتصرؾ بؽرٌزة حٌوانٌة عندما ٌرى البشر , ما تتعاملون معه سفاح ال ٌعرؾ الرحمة اٌها المحقق , وال أعرؾ ما الذي فعله هإوالء لٌحل بهم ما حل . - ) المحقق حسام ( : لم تؤتِ بجدٌد ٌا حضرة الطبٌب , فنحن على علم بهذه المعلومات . - ) الطبٌب ( : أمر آخر سٌدي , لقد انتهٌت للتو من تشرٌح جثة الفتاة , ووجدت هذا فً معدتها .. وأخرج الطبٌب من جٌبه ما بدا جهاز ارسال صؽٌر قد وضعه داخل كٌس بالستٌكً , وناوله للمحقق حسام . - ) المحقق حسام ( : ولكن ما هذا ؟ - ) الطبٌب ( : اعتقد انه سبب تلك االشارة الؽرٌبة التً ظهرت على شاشة جهاز التعقب , وقد طلبت من الفرقة الفنٌة فحصه وأكدوا بؤنه جهاز ارسال . - ) المحقق حسام ( : جهاز إرسال ! .. تماماً .. لقد فهمت .. فهمت اآلن كل شًء , عن طرٌق هذا الجهاز الصؽٌر قام المجرم باالتصال بنا , لكن كٌؾ جعل الفتاة تبتلعه ؟ - ) الطبٌب ( : كالمك منطقً , فاألمر سٌؽدوا مستحٌالً إن كانت الضحٌة مستٌقظة , لكن اذا كانت مٌتة .. فذلك سٌكون سهالً جداً . - ) المحقق حسام ( : استنتاج صحٌح , اذا سؤستذنك اٌها الطبٌب اآلن فلدي ما ٌجب القٌام به .. وإن كانت استنتاجاتً صحٌحة فقد أعثر على ذلك القاتل .ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ | |
| | | ريِمآ .. مشرف عام المنتدى ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
| تاريــخ التسجيـــــــل : 06/03/2024 |
| مــــعدل النشـــــــاط : 2769 |
| موضوع: رد: عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثالث : الحقٌقة الكاملة الأحد يونيو 02, 2024 10:02 pm | |
| عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثالث : الحقٌقة الكاملة واسرع المحقق مؽادراً مكتبه نحو ركن التحقٌقات الجنابٌة فً قسم الشرطة وناولهم الجهاز الصؽٌر وطلب تحدٌد كٌفٌّة تشؽٌله , وكان استنتاجه فً مكانه تماماً , فجهاز صؽٌر كهذا البد وأن ٌشؽل بجهاز ارسال قصٌر المدى , وقد سجل صانعه رسالته من قبل , هذا ٌشٌر بالتؤكٌد الى أمر واحد , القاتل مازال قرٌباً , بل قرٌباً جداً وحٌث لن " انه فً القطاع األمنً .. بالتؤكٌد ٌتوقع رجال الشرطة أن ٌبحثوا ابداً , لن ٌتمكن من الهرب بسرعة بسبب وجود رهٌنة معه , والقطاع االمنً هو األقرب لقسم الشرطة , كما انه مناسب جداً لالختباء حٌث لن ٌفكر أحد بالبحث فٌه .. لقد وقعت فً قبضتً أخٌراً " ) المحقق حسام ( . ******** - ) مرام ( : استٌقظت فً صباح الٌوم التالً فً سرٌر دافا , كان الدوار مطبقاً عل ًّ لكننً سرعان ما استعدت التمٌٌز ونهضت من مكانً بسرعة ألجد بجانبً أ ّماً وابنها الشاب , ) عمر ( والذي صار الحقاً خاطبً واملً الوحٌد فً هذه الحٌاة , فً ذلك الٌوم أحسست بؤننً ولدت من جدٌد , لقد وجدت وبعد اكثر من عشر سنوات .. مالذاً آمناً أحتمً وسرعان ما اصبحت تلك الفتاة ذات السنوات الثمانً عشرة ابنةً الٌه , لتلك االسرة الجمٌلة , لقد اصبح لدي أم من جدٌد .. تربت على كتفً فً كل حٌن , وهذا كان كافٌاً بالنسبة لً النسى المشقة التً عشتها طوال السنوات الماضٌة . بعد عدة أشهر من تواجدي فً ذلك البٌت أصٌبت الخالة الطٌبة بمرض عضال , كاد ٌودي بحٌاتها , فً ذلك الوقت كنت ارعاها بكل ما استطعت كنت أرى صورة أمً فً عٌنٌها دابماً , ولم أكن ألطٌق الحٌاة إن فقدت امً مجدداً , ثم افصحت لً فجؤة فً ٌوم من األٌام انها ال ترى أفضل منً زوجة البنها الوحٌد , لقد كان عمر مثاالً لفارس األحالم المرتقب , شاب وسٌم وطٌب القلب , هدوءه الساحر ولطفه الفابق كانا ٌؤسران 19 قلبً دابماً , واألكثر من هذا انه علمنً معنى التسامح والسالم , ولن أنسى دعوات تلك االم الطٌبة لنا فً كل حٌن . بقٌت األم تصارع المرض لمدة سنتٌن تقرٌباً حتى بدأت تتماثل للشفاء , سعدت انا وعمر بذلك كثٌراً , وقررنا ان ٌكون الٌوم الذي ستترك فٌه األم الفراش هو الٌوم الذي سنتزوج فٌه رسمٌاً , كانت الفرحة تشتاحنً بكل تفاصٌلً , انها السعادة اخٌراً والتً نسٌت طعم لذتها منذ زمن بعٌد , وعندها قررنا الذهاب الى المدٌنة لشراء بعض الحاجٌات , تحضٌراً لٌوم الزفاؾ الذي كان المفترض به أن ٌكون قرٌباً , لقد ذهبنا الى المدٌنة مراراً دون أن نشتري شٌباً , فقد كنا نضٌع الوقت بالسٌر والحدٌث معاً عن مستقبلنا المشرق واحالمنا الوردٌة , حتى ٌضٌع الوقت وٌحل الظالم.. ومن ثم نعود خاوٌٌن األٌدي وسط دهشة الخالة الطٌبة , وكان ذلك الٌوم مثل كل االٌام .. فقد تمشٌناً طوٌالً و نسٌنا ما جبنا ألجله كالعادة حتى حل الظالم وتؤخرت الساعة , فقررنا االفتراق وشراء ما اتفقنا علٌه والعودة بسرعة ألّال , ولكن القدر تؽٌر فً تلك تؤنبنا أم عمر اللحظة , وراودنً شعور ؼرٌب , رأٌت عمر مبتعداً عنً وكدت أصرخ : "عد إل ًّ سالماً ارجوك.." وكؤن قلبً أخبرنً بؤنها ستكون آخر مرة سؤراه فٌها , ولكننً تجاهلت ذلك ومضٌت , وأثناء سٌري رحت اؼرق فً احالمً الوردٌة مجدداً حتى ضللت طرٌقً و مررت بشارع مظلم , وفجؤة التفت حولً الذباب من كل جانب , لقد عرفتهم .. انهم هم , سمعت عنهم طوٌالً , عصابات العابلة .. العابلة نفسها التً سلبت منً والداي قدٌماً وسببت لً معاناة استمرت ألكثر من عشر سنوات , اجل انهم هم .. ٌحٌطون بً من كل جانب , واذا بؤحدهم ٌقترب منً و ٌصّوب مسدسه نحو رأسً وٌقول : " ٌستحسن أن تناولٌنا ما فً حقٌبتك من , اصابتنً رعشة خوؾ لبرهة ولكننً استعدت نقود بهدوء , وسنرحل " ثباتً بسرعة واجبت : " من أنت ومالذي تقوله , انا ال اعرفكم هٌا ابتعدوا عن طرٌقً " ولكن ٌبدو أن صٌحاتً قد نفرت عش الدبابٌر للهجوم , فقد التفوا حولً وكانهم كالب ضالة قد وقعت على وجبة ثمٌنة فً تلك اللحظة .. ظهر عمر . 20 ******** - ) الشرطً ( : سٌدي المحقق لقد تمكّنا من تحدٌد هوٌة الفتاة المقتولة كما امرت . - ) المحقق حسام ( : أطلعنً على ما وصلت إلٌه . - ) الشرطً ( : االسم ) مها خالد ( , العمر : ثالثون عاماً , انها من ابناء العابلة المنكوبة نفسها وقد مات والدها اثناء الفٌضان قبل ثالث سنوات , تعٌش وحٌدة فً شقة فً القطاع األمنً , تعمل ممرضة فً مشفاً فً وسط المدٌنة وقد أكدت لً ادارة المشفى عدم حضورها الى مكان عملها صباح البارحة , لذا نعتقد انه قد تم اختطافها فً ذلك الوقت , وهناك أمر اخٌر فاآلنسة مها كانت تملك سٌارة سوداء قدٌمة ولكن هذه األخٌرة مفقودة ولم نعثر علٌها . - ) المحقق حسام ( : معلومات وافٌة جداً , أشكرك على جهودك . - ) الشرطً ( : بعد اذنك سٌدي فؤنا اعتقد أن المسإول عن اختطاؾ السٌد عماد ٌتخفى داخل شقة االنسة مها , فهً تسكن وحدها وبعد وفاتها بالتاكٌد ستكون شقتها فارؼة , كما أن الشقة قرٌبة من مركز الشرطة , لذا اقترح التوجه بسرعة القتحام تلك الشقة وتفتٌشها . - ) المحقق حسام ( : لٌس بعد .. فالوقت مبكر على التحرك , لقد انتقى الشبح ضحاٌاه بدقة بالؽة , فتلك المدعوة مها تعٌش وحٌدة وعلى األرجح لن ٌنتبه أحد لؽٌابها وٌبلػ الشرطة قبل عدّة اٌام , كما أن سٌارتها تفً بالؽرض لعملٌة اختطاؾ السٌد عماد فعالً , وتلك الشقة الخالٌة قد تكون مكاناً مناسباً لإلختباء اٌضاً , ولكن من ؼٌر المعقول أن 21 ٌكون ذلك الشبح ؼبٌاً لتلك الدرجة حتى ٌقتل الفتاة ثم ٌعود لٌختبا فً شقتها , فعلى افتراض اّننا قد وصلنا لهوٌة الفتاة المقتولة كما فعلنا للتو , فبكل بساطة ٌمكن لتفتٌش عادي لشقتها ان ٌنتهً بالقبض علٌه , الشبح اذكى من ذلك بكثٌر اٌها الشرطً , بل أعتقد أنه توقع تلك الحركة وأعّد لنا فخاً فً تلك الشقة . - ) الشرطً ( : تحلٌل منطقً جداً , لً الشرؾ بؤن أعمل تحت قٌادة رجل ذكً مثلك سٌدي , على كل حا ٍل بنا ًء على أوامرك فإن قواتنا تحاصر القطاع األمنً من كل الجهات اآلن وال سبٌل للدخول او الخروج منه دون تفتٌش دقٌق , نحن رهن اشارتك فً أي وقت . - ) المحقق حسام ( : اذا اٌها الشرطً ارٌد منك البحث عن السٌارة المفقودة . - ) الشرطً ( : سؤبذل ما بوسعً سٌدي . فً تلك اللحظة دخل الى مكتب التحقٌقات الرجل المسإول عن جهاز األمن الداخلً فً المدٌنة بؤكملها , انه معالً وزٌر الداخلٌة شخصٌاً )السٌد رمزي( , فسارع الشرطً اللقاء التحٌة العسكرٌة فً ارتباك شدٌد كما وقؾ المحقق حسام اٌضاً وصافح الوزٌر بحرارة ثم دعاه للجلوس وأطالعه على أدق تفاصٌل القضٌة وشرح له استنتاجاته و ما قام به من محاصرة القطاع األمنً وتفتٌش الداخلٌن والخارجٌن . - ) السٌد رمزي ( : إنك حقاً محقق ذكً ٌا حسام وتستحق بجدارة مكافبة مجزٌة , المهم اآلن الوصول الى ذلك الشبح ورهٌنته السٌد عماد بؤسرع وقت وانا سؤشارك شخصٌاً فً حل هذه القضٌة . - ) المحقق حسام ( : شكراً لك سٌدي الوزٌر , وٌسرنا بالتؤكٌد أن تشاركنا فً هذه القضٌة الشابكة , واآلن ما هً أوامرك ؟ - ) السٌد رمزي ( : أرٌد القاء نظرة على شقة مها , الشبح قام بقتلها فً شقتها بالتؤكٌد .. فهو لن ٌستطٌع فعل ذلك امام الناس , لكن ٌجب 22 اتخاذ كل االحتٌاطات الالزمة وعلى فرقة تفكٌك المتفجرات ان ترافقنا , ذلك المجرم ٌجٌد صنع القنابل , وقد نجد احداها هناك . - ) المحقق حسام ( : كالمك صحٌح سٌدي , اذا اسمح لً بؤن أج ّهز قوة من رجال الشرطة للعملٌة . وسرعان ما استعدت نخبة من رجال الشرطة لالنطالق وبرفقتهم فرقة مختصة بتفكٌك المتفجرات , ولم ٌطل األمر حتى دخلوا القطاع األمنً ووصلوا الى مكان سكن اآلنسة مها , لقد كانت شقة فً الدور االخٌر من مجمع سكنً تحٌط به األبنٌة العالٌة من كل جانب , كانت عقارب الساعة تشٌر الى الرابعة فجراً والهدوء ٌخٌم على الحً , وفً ؼٌاب القمر فقد كانت مصابٌح الشارع وحدها بنورها األبٌض الضعٌؾ تنٌر المكان , أصدر السٌد الوزٌر أمراً مباشراً بمراقبة مدخل المبنى , ومن ثم بادر بالصعود برفقة المحقق حسام وفرقة تفكٌك المتفجرات وبعض رجال الشرطة نحو الطابق األخٌر حٌث كانت تقٌم الممرضة االنسة مها , وسرعان ما كانوا ٌقفون امام الباب المطلوب . - ) السٌد رمزي ( : ابتعدوا عن الباب .. ولتتقدم فرقة تفكٌك المتفجرات لفحصه , ٌجب أن نكون بالؽً الحذر فالمجرم ذكً جداً . وقامت الفرقة بفحص الباب واستطاعت فتحه بهدوء , ومن ثم اناروا مصابٌح الشقة لتظهر امام أعٌنهم مصٌبة حقٌقة , فخلؾ الباب قد زرع المجرم الشبح أكبر قنابله على االطالق , لقد كان صندوقاً أسود كبٌراً ٌتوسط صالة المنزل وفً مقدمته ساعة رقمٌة , أمر الوزٌر وحدة التفكٌك بالتصرؾ فوراً لتعطٌل تلك القنبلة , فتقدم أحد رجالها الشجعان نحو القنبلة وبدأٌعمل على تعطٌلها , وفً أقل من دقٌقة .. انهى مهمته. - ) المحقق حسام ( : هل فككتها بتلك السرعة ؟ - ) الخبٌر ( : فً الحقٌقة سٌدي فقد كان فتٌل القنبلة منزوعاً , ودارة التفجٌر الزمنٌة ؼٌر مكتملة , لقد كانت القنبلة خاملة قبل أن ألمسها وفً 23 حالها هذه فهً ؼٌر جاهزة للتفجٌر, وقد اكتشفت شٌباً ؼرٌباً أخر فً هذه القنبلة , انها تحتوي على جهاز ارسال , وانا ال أعلم ما معنى هذا ! - ) المحقق حسام ( : لعل الشبح ٌنوي تفجٌر القنبلة عن بعد , سنقع فً ورطة كبٌرة إن فعل ذلك . - ) الشرطً ( : سٌدي أإكد أن الجهاز المرفق مع القنبلة هو جهاز ارسال , وهو لن ٌستقبل شٌباً ابداً , بل سٌرسل اشارة واحدة فقط , وبالنظر الى حجمه وتركٌبه فانا اعتقد انه سٌرسلها الى مكان قرٌب من هنا , لكن المهم أن فتٌل القنبلة منزوع لذا فهً آمنة . - ) المحقق حسام ( : جهاز ارسال ! وقنبلة من دون فتٌل , انه أمر ؼرٌب . - ) السٌد رمزي ( : انه أمر ؼرٌب حقاً , لعله ٌكون قد ؼادر هذا المكان منذ وقت قصٌر و ٌنوي العودة , أرى أن هذا هو التفسٌر الوحٌد لوجود قنبلة ؼٌر جاهزة لالنفجار فً هذه الشقة . - ) المحقق حسام ( : أتفق معك سٌدي, لكن اذا كان ٌنوي العودة وشاهد سٌارات الشرطة المصطفة امام المبنى فسٌهرب ولن ٌدخله أبدا,ً ثم إن كان ٌختفً فً هذه الشقة فال بد وأن السٌد عماد مقٌد فً مكان ما هنا . - ) السٌد رمزي ( : اذا لننقسم الى فرٌقٌن , انا وبعض الرجال سنتولى تفتٌش هذه الشقة وانتظار المجرم فٌها الى أن ٌعود , والقسم اآلخر برفقة المحقق حسام سٌعزز المراقبة لمدخل المبنى وٌبلؽنا فً حال وجود أ ّي شخص مشبوه , ال تنسى انت ومن معك اٌها المحقق أنّ تبعدوا سٌارات الشرطة عن المكان كً ال ٌكتشؾ امرنا . - ) المحقق حسام ( : علم سٌدي . وما كاد المحقق حسام ٌؽادر باب الشقة حتى شعر بقوة جبارة تقذفه نحو الخارج وتسقطه على الساللم الطوٌلة وتفقده الوعً , لقد خرج الشبح عن صمته اخٌراً .. وأثبت انه ال زال ٌملك الكثٌر لٌقدمه الى رجال الشرطة , تلك القنبلة الؽامضة التً أكد الخبٌر عدم صالحٌتها للتفجٌر قد 24 انفجرت فجؤة , قاذفة المحقق نحو الساللم ومتسببة بمقتل الوزٌر السٌد رمزي وكل من كان معه داخل الشقة . ******** - ) مرام ( : بعد أن انقذنً عمر من بٌنهم , اندفع احدهم بسكٌن نحوه من الخلؾ , فً ذلك النصل القاطع رأٌت معاناتً القدٌمة كلها تتجدد , لم ٌكن بمقدوري أن أفقد عابلتً وأحالمً من جدٌد , لن أسمح بذلك , قفزت بسرعة وتلقٌت تلك الطعنة الؽادرة والتً استقرت فً قلبً تماماً , ثم هربوا جمٌعهم بعدما رفضوا اّال أن ٌطبعوا بصمتهم األبدٌة فً قصتً التً ظننت أن نهاٌتها قد حانت , سقطت ارضاً وما عدت قادرة على التقاط انفاسً , فالتقطنً عمر كما ٌلتقط وردة ذابلة , واجهش فً البكاء , كانت اول مرة أرى فٌها دموع ذلك الشاب الطٌب , ضمنً الٌه بقوة وقال : " ارجوك اٌها الموت , خذنً بدالً عنها , ارجوك .. " . - ) السٌد عماد ( : ال تبكً ٌبنتً , أرجوكِ تابعً كالمك . - ) مرام ( : استٌقظت فً المشفى بعد اٌام , واول ما نطقت به كان : " عمر .. " لكنه لم ٌجب , فكررت ندابً الٌابس مرة اخرى .. ولكن ما من اجابة , حتى وصل الطبٌب واخبرنً بؤن عمر كان بطالً حقٌقاً , وقد تبرع لً بقلبه , ومات بدالً منً , لقد تحققت امنٌته فً تلك اللٌلة واستجٌب رجاإه , لقد منحنً الحٌاة , حٌاة حزٌنة لٌس فٌها من بعده إّال الدموع و الحسرات . رفض عقلً كالم الطبٌب .. وبقٌت ابكً واصرخ : " كاذبون .. أعٌدوه إل ًّ , ساقتلكم جمٌعاً , أٌن أنت ٌا عمر , أرجوك اخبرنً انك لم تمت .." , ولكن ما من فابدة , فقد حكم القدر , ولٌس فً حكمه رجوع , مات عمر ودفن فً القبر الذي كان ٌجب أن أدفن انا فٌه , ولم تنتهً مصٌبتً هنا اٌضاً , فؤمه المسكٌنة التً بدأت تتماثل للشفاء .. لم تتحمل خبر 25 موت ابنها الوحٌد , فماتت على أثر تلك الصدمة , وعدت انا من تلك المعركة وحٌدًة من جدٌد , لقد خسرت كل شًء , كان شعوراً مؤلوفاً بالنسبة لً , فقد راودنً قبل أكثر من عشرٌن سنة حٌن مات والداي على ٌد األجداد , وهاد قد أكمل األحفاد مسٌرتهم الدموٌة بقتل خاطبً وأمه بال ذنب , والمنزل الذي عشنا فٌه ثالثتنا تلك االٌام الدافبة .. قد اصبح بارداً و وحٌداً فجؤ , منذ تلك اللحظة .. قررت أن انتقم , لقد ًة قطعت فكرة االنتقام كل وتر فً رأسً , وأخذت نٌران الحقد تتؤجج داخل روحً , لقد فقدت السٌطرة على نفسً تماماً , لماذا فعلتم ذلك اٌها األوؼاد لماذا ؟ سؤنتقم منكم جمٌعاً , أجل البد وأن تدفعوا ثمن جرابمكم , ستدفعون ثمنها باهضاً جداً , لقد جردتمونً من عابلتً للمرة الثانٌة بسبب ؼروركم وسطوتكم , وال بد أن تذوقوا بعضاً من ألوان العذاب التً " لطالما ارتشفتها بمرارة , لن تفهم ٌا سٌدي ابداً شعوري فً ذالك الٌوم أن تفقد عابلتك .. أنّ تفقد من تحب .. " انه شعور لن ترؼب فً تجربته , على العكس منك , فانا قد شعرت به , بل وعشت معه طوٌال , ذلك ٍس اإلحساس بالوحدة المطلقة .. جداً قا , وكفٌل بتدمٌر تلك الحٌاة البسٌطة التً تحٌاها . ومنذ ذلك الٌوم .. بدأت بؤعداد خططً للقضاء على كل فرد من تلك العابلة أل ّخلص هذا العالم من شرورهم , بدأت بتعلم الفٌزٌاء والكٌمٌاء جدٌّاً , وقد كنت مذهولة من قدرتً الفابقة على التحلٌل واالستنتاج واالستٌعاب , لقد فهمت اعقد المسابل و تعلمت اصعب األمور بسرعة كبٌرة جداً , حتى تسنى لً فهم كٌفٌة صناعة المتفجرات واستخدامها , لقد كانت رؼبتً فً االنتقام تجعلنً ذكٌة جداً فً وضع الخطط , وهذا كل ما كنت بحاجة الٌه ألبدأالتنفٌذ . - ) السٌد عماد ( : وكان ) أحمد ( مخططكِ االول . - ) مرام ( : بل كان هذا خطؤكم الجسٌم . 26 ******** - ) المحقق حسام ( : أٌن أنا ؟ - ) الشرطً ( : نحمدهللا على سالمتك سٌدي المحقق , انت فً المشفى. - ) المحقق حسام ( : ومالذي جاء بً الى هنا ؟ - ) الشرطً ( : لقد انفجرت تلك القنبلة الداخل الشقة مما أدى الى اصابتك . - ) المحقق حسام ( : تذكرت .. لكن خبٌر المتفجرات أكد بؤنها آمنة وؼٌر صالحة لألنفجار , فكٌؾ انفجرت ؟ - ) الشرطً ( : هدئ من روعك سٌدي , لقد اكتشفنا بندقٌة على سطح المبنى المقابل , وقد انطلقت منها رصاصة دخلت من نافذة الشقة و أصابت القنبلة مباشرة فسببت انفجارها , هذا كل شًء . - ) المحقق حسام ( : ٌا الهً .. ال أصدق , وهل كان مع البندقٌة جهاز استقبال اٌها الشرطً ؟ - ) الشرطً ( : نعم .. لكن كٌؾ عرفت ذلك ! - ) المحقق حسام ( : ال علٌك , لقد فهمت كل شًء , وضع القنبلة فً صورة ؼٌر معّدة لالنفجار كان فخاً ذكٌاً لم ٌخطر فً بال أحد , لقد هزمنا مجدداً , تذكرت .. أٌن السٌد الوزٌر ؟ اذكر انه بقً فً الشقة . - ) الشرطً ( : آسؾ على ما حصل سٌدي المحقق , لكن من بٌن كل من كانوا فً تلك الشقة .. أنت هو الناجً الوحٌد من ذلك االنفجار , ولعل األطباء سٌطلبون منك محاولة التعرؾ على أصحاب تلك الجثث المتفحمة فقد مسحت حرارة االنفجار مالمحهم بالكامل , واصبح التعرؾ الٌهم بالػ الصعوبة . 27 - ) المحقق حسام ( : ٌا الهً .. ال أصدق ما أسمعه .. - ) الشرطً ( : أكرر أسفً سٌدي المحقق . - ) المحقق حسام ( : ارجوك اخبرنً متى أستطٌع الخروج ؟ - ) الشرطً ( : اذكر أن الطبٌب قال بؤن اصابتك سطحٌة , وقد تستطٌع الخروج حاالً بشرط أن ترتاح لعدة اٌام . - ) المحقق حسام ( : لن ٌؽمض لً جفن طالما الٌزال ذلك الشبح طلٌقاً , هٌا لنخرج من هنا . لب كفٌه مجدداً وفً قسم الشرطة راح المحقق حسام ٌق , كل توقعاته و ّ االجراءات الحذرة التً اتخذها قد بابت بالفشل , ما زال ذلك المجرم متقدماً علٌهم بؤشواط , وما زال بمقدوره مفاجبتهم دابماً , انها لحظة ٌؤس قد م ّر بها سابقاً , وكحال الؽرٌق الذي ٌحاول التمسك بقشة فقد تذكر أمر تلك السٌارة السوداء القدٌمة وأخذ ٌفكر فً كٌفٌة العثور علٌها فقد تكون هً حل هذا اللؽز المعقد , وفً تلك اللحظة طرق الباب . - ) الشرطً ( : سٌدي لدّي أخبار هامة , لقد عثرنا على السٌارة السوداء الخاصة بالممرضة االنسة مها . - ) المحقق حسام ( : هل أنت متؤكد ؟ وأٌن هً ؟ أخبرنً بسرعة . - ) الشرطً ( : لقد اكتشفها صدفة رجال االنقاذ اللذٌن ٌبحثون فً السٌارة كانت فً طرٌق االنهٌار مباشر ًة أنقاض المبنى المنهار , وقد سحقت تحت المبنى . وعاد الٌؤس ٌخٌّم على المحقق من جدٌد , لكنه قرر التوجه الى تلك االنقاض مجدداً لعله ٌخرج منها بطرؾ الخٌط , كان حجم الدمار كبٌراً فً تلك البقعة من القطاع األمنً , وفرق االنقاذ تنتشل الجثث اشال ًء , وخشً المحقق أن تكون أحدى هذه الجثث تعود لربٌسه السٌد عماد , فقد ٌكون الشبح قد تركه داخل السٌارة لٌلقى حدفه , إن كان هذا صحٌحاً .. فالسٌد عماد قد تمزق , وربما لن ٌستطٌعوا التعرؾ الى جثته , لحسن 28 الحظ فقد انهت فرق االنقاذ تلك الخٌاالت المشإومة التً راودت المحقق عندما أكدت له بؤن ما من احد كان داخل السٌارة عند وقوع االنفجار , وبقٌت عدة أسبلة تدور فً رأس المحقق حسام , فلماذا السٌارة هنا ؟ ولم ٌتركها الشبح لتسحق تحت حطام مبناً بهذا الحجم , ولماذا تعمد جعل المبنى ٌسقط بهذا الشكل , والكثٌر الكثٌر من األسبلة التً لم ٌجد المحقق لها أي جواب , ولكن شٌباً ما قد لفت انتباهه فجؤة .. قد ٌكون هذا طرؾ الخٌط الذي ٌبحثون عنه , انه ألمر ؼرٌب حقاً " لو كنت أنا مكان ذلك المجرم .. فال أظننً كنت أملك الوقت لفعل ذلك , لكن لم فعل ذلك ؟ ال بد أن ذلك مدبر .. فالشبح لن ٌخطا فً هذا ابداً " ) المحقق حسام ( . ******** - ) مرام ( : فكرت فً مخطط ٌقضً على أكبر عدد ممكن من افراد تلك العابلة دفعة واحدة .. لذا خطرت فً بالً فكرة تفجٌر الدٌوان , ولكننً أردت انفجاراً مزلزالً ٌرضً رؼبتً المتزاٌدة فً االنتقام, لذا قمت باعداد تركٌبة خاصة من الوقود لنقلها الى سطح المبنى , لكن خطتً كادت تفشل اذا استخدم احدهم صنابٌر المٌاه , فما سٌنزل منها لن ٌكون ما ًء , لذا وجب عل ًّ أوالً أن اقوم بإقفال تلك الثؽرة الحساسة فً خطتً , وهنا بدأت بدس مواد تتسبب بانؽالق انابٌب المٌاه , المواد التً استخدمتها سببت صدء المعدن والتحامه ببعضه اٌضاً جاعلة أي محاولة الصالح تلك األنابٌب او استبدالها مستحٌلة , وقد استؽرقت منً هذه الخطوة سنة كاملة , ومن ثم استؽرقت عدة اشهر اخرى فً نقل تلك الكمٌة الكبٌرة من الوقود الى الخزانات , تلك العملٌة لم تتم خالل خمسة اٌام كما ظننتم, وعلى مدار فترة التحضٌر كنت استخدم حبالً للصعود نحو السطح وافراغ ما احمله , كؤساً بعد كؤس ٌومٌاً .. الى أن امتلبت واصبحت جاهزة للتفجٌر الكبٌر , ولكن حٌنها اكتشفت اكتشافاً هاماً , فقد كان عدد من 29 ٌرتادون الدٌوان قلٌالً جداً , وهو لٌس كما خططت , لن ٌذهب كل هذا الجهد فً االعداد والتحضٌر لقتل بضعة اشخاص فقط , لذا كان ٌجب أن اقنعهم بؤن ٌحضروا الى هناك , وهنا أتى دور أحمد , هو لم ٌكن مخططً األول , بل كان مجرد أداة الصطٌاد أكبر عدد من أولبك المجرمٌن , ولكن اختٌاره لم ٌكن عشوابٌاً اٌضاً , فقد ظننت عندما رأٌته للوهلة األولى أننً أعرؾ ذلك الوجه جٌداً , انه هو صاحب تلك الطعنة الؽادرة , والتً خسرت عمر على إثرها , لذا قررت أن انتقم منه شر انتقام , ولن تشبع النٌران التً ستلتهم جسده فً الدٌوان رؼبتً فً االنتقام منه . بكل حزن .. أرسلت له كل الرسال التً كّنا نتبادلها انا وعمر قبل وفاته, رسابل ملٌبة باألشواق والمشاعر النبٌلة , لم تكن تلك المراسالت سوا تذكٌر له بفعلته , لكن على العكس من ذلك فقد ظن الؽبً أن هناك من وقعت فً عشقه , وبدأ بالرد برسابل ملٌبة بالكذب والتفاهات , لكننً ادركت انها فكرة رابعة الصطٌاده بهدوء .. دون المخاطرة باكتشافً , لذا تابعت هذه اللعبة لمدة شهر كامل , حتى اتفقنا أن نلتقً فً مكان بعٌد عن أعٌن الجمٌع , وكان ذلك المكان قرٌباً من الؽابة , نعم ٌا سٌدي فقد اكتشؾ المحقق حسام نصؾ القصة فقط .. أحمد حقاً لم ٌقتل فً ذلك التوقٌت , ولكنه لم ٌقتل فً ذلك المكان أٌضاً , ولهذا بقً جزء كبٌر من الجرٌمة مفقوداً وكان هذا هو ما احتاج الٌه تماماً ألكمل مخططاتً , وقد سار كل شًء كما خططت تماماً , فؤحمد لم ٌتؤخر دقٌقة واحدة عن موعده وفً تمام التاسعة كان ٌنتظر عشٌقته فً المكان الذي اتفقا علٌه , ولكنه وجد نفسه فً ٌد شبح مرعب لن ٌرحمه ابداً , لقد ؼرزت خنجر والدتً فً جسده أكثر من مبة مرة , وذلك بعد أن افرؼت مسدسً فٌه , لحسن حظً فقد كانت الضواحً تخلوا من المارة فً تلك الساعة من اللٌل , ولم ٌشك أحد فً عامل نظافة ٌحمل كٌساً من النفاٌات , القٌت جثته فً ذلك الزقاق المظلم , والذي كان باالمكان الوصول الٌه سرٌعاً وبطرق بعٌدة عن أعٌن المارة , كنت قد اعد ّت مسرح الجرٌمة هناك مسبقاً , وجهزت مإقتاً زمنٌاً لتفجٌر بعض القنابل الصؽٌرة بشكل متتا ٍل حتى تبدو وكؤنها رصاصات مسدس , ثم ؼادرت المكان بهدوء تاركة 30 ذلك األحمق ٌتخطب بدمابه , وسار األمر كما خططت له تماماً , فقد نسبت الجرٌمة الى شبح ؼامض جاء من العالم اآلخر . دون أن ٌدري , فؤحمد قد ساعدنً كثٌراً , شكراً لوقاحته المستفحلة والتً جعلته ٌخبرنً بالكثٌر عن اسرار تلك العابلة , حتى أنه روى لً قصة تلك الفتاة المسكٌنة والشاب الشجاع الذي قاتل من أجلها , وما كان ٌعلم أنه ٌحكٌها لمن عاشتها بكل تفاصٌلها , لقد كانت ضحكاته المستهزبة تشعل بداخلً النٌران أكثر فؤكثر , حتى سالت دموعً ألماً مما قاله , لكنه فجؤة أطلعنً على سر لم ٌكن لٌخطر على بالً ابداً , هناك من دفع لهم لفعل ذلك , هناك من دفع لهم لقتلً فً ذلك الٌوم , وكانت فتاة تدعى ) مً سامح ( .. زمٌلة عمر فً عمله , لقد بات األمر واضحاً تماماً حٌنها , لقد كان كل شًء مدبراً مسبقاً وكان الهدؾ منه واضحاً تماماً , اٌتها األفعى .. ستندمٌن أشد الندم , وبدأت بؤستدراج تلك الفتاة على الفور , استخدمت فً ذلك رسابل أحمد الؽرامٌة الدنٌبة , حتى سقطت تلك الحمقاء دمٌة بٌن ٌد ّي أحركها كٌفما أشاء . بعد موت أحمد واكتشاؾ جثته كنت قد سمعت عن المحقق فهمً وذكابه الخارق , وكان البد من فعل شًء ما ألبقى متقدمة علٌه بخطوة حتى أبقى بعٌدة عن دابرة الخطر , وبالتالً فلن تمتد ال ًّ ٌد الشرطة ابداً . - ) السٌد عماد ( : ولذلك قمتً باخفاء جهاز التفجٌر داخل قداحة ووضعتها بداخل جٌبه .. وهكذا جعلتنً أقتل صدٌقً , انا لم اسامحكِ بعد على ما فعلتٌه . - ) مرام ( : وأنا لم اسامحك اٌضاً على صمتك طوال سنٌن خدمتك فً جهاز الشرطة , أعلم جٌداً انك امضٌت أكثر من خمسة عشر عاماً تعمل لتحقٌق العدالة فً المدٌنة , فلم لم تحرك ساكناً تجاه جرابمهم اٌها الضابط , أفتلومنً اآلن على موت صدٌقك وقد تركت قتلة عابلتً ٌسرحون وٌمرحون دون أي اهتمام , كما اننً لم انوي ابداً قتل المحقق فهمً , وتلك القداحة كانت نصؾ القصة فقط , ولم تكن إّال لصرؾ النظر عن شًء أهم بكثٌر منها , شًء جعلنً متقدمة عنكم دابماً , لقد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ | |
| | | ريِمآ .. مشرف عام المنتدى ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
| تاريــخ التسجيـــــــل : 06/03/2024 |
| مــــعدل النشـــــــاط : 2769 |
| موضوع: رد: عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثالث : الحقٌقة الكاملة الأحد يونيو 02, 2024 10:03 pm | |
| عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثالث : الحقٌقة الكاملة اشؽلتكم تلك القداحة عن القالدة التً كان المحقق فهمً ٌحملها فً عنقه طوال الوقت , والتً بدلتها فً ذلك الٌوم باخرى مطابقة تماماً , وكانت تلك األخٌرة تحمل فً داخلها جهازاً ناقالً للصوت .. كان ٌنقل ال ًّ كل ما تفكرون فٌه , وهذا كان السبب الربٌسً القتحامً لشقة المحقق فهمً فً ذلك الٌوم . - ) السٌد عماد ( : ال أصدق.. لم نفكر فً هذا اطالقا,ً ٌا لكِ من عبقرٌة, ولكن كٌؾ استطعتً اقتحام شقة فهمً دون أن ٌراكِ حارس العمارة . - ) مرام ( : كان ذلك سهالً جداً , فقد اتصلت به وانتحلت شخصٌة المحقق فهمً , والذي أمر الحارس بإصالح المصعد الذي لطالما تعطل فهناك ضٌوؾ على درجة كبٌرة من األهمٌة سٌزورونه فً تلك اللٌلة , وما إن دخل الحارس حتى ٌتفحص المصعد حتى دخلت الى ؼرفته وتناولت المفتاح األحتٌاطً بخفة .. ثم انطلقت وقطعت الكهرباء عن المصعد الذي كان ٌستقله الحارس , واستخدمت الساللم بسرعة للوصول الى الشقة واالنتظار فٌها , اتصالً انا كان السبب الذي دفع الحارس الى إخبار المحقق فهمً بتعطل المصعد فور وصوله ولكن المحقق الضجر لم ٌؤبه لتلك الجملة الملؽومة , ولم ٌكن صعباً االفالت من عٌنً الحارس اثناء المؽادرة فً ساعة متؤخرة من اللٌل . - ) السٌد عماد ( : اذا كان الحارس لم ٌراكِ .. فلم قتلته اذا ؟ - ) مرام ( : لقد كانت صدفة ؼرٌبة , حٌن ؼادرت .. رأٌت وجه الحارس بوضوح , ذلك االسم ) عبد الرحمن صالح ( , لم ٌكن اسمه الحقٌقً , بعد هروبه واختفابه قبل اكثر من عشر سنوات .. ذلك المجرم الذي تسبب بعذابً الطوٌل , والذي هرب فً ذلك الٌوم ولم ٌعثر له على أثر , ٌقؾ أمامً مجدداً . - ) السٌد عماد ( : أتقصدٌن .. ال , هذا مستحٌل . - ) مرام ( : بلى .. انه هو , ذلك الزوج الهارب الذي حطم طفولتً وعذب جسدي قدٌماً , انه هو بنفسه , وعندما استدرجته الى شقة 32 المحقق فهمً فً تلك اللٌلة .. قتلته بطلقات ثقبت عٌناه التً لطالما توهجت بالشر وهً تحدق ال ًّ . - ) السٌد عماد ( : ولم قمتً بمهاجمتً فً تلك اللٌلة ؟ - ) مرام ( : ٌبدو أن القالدة قد تعطلت بسبب االنفجار العنٌؾ فً الدٌوان , وكنت متؤكدة انها ستنقل الٌك كتذكار بعد وفاة صدٌقك , لذا وجب عل ًّ اعادتها الى العمل بؤقصى سرعة , ولكن هذا لم ٌكن كل شًء .. فقد استخدمت هاتفك الستدراج جد العابلة ) منٌر ( الى مكان بعٌد ومن ثم قمت باختطافه , أ ّما مراد فعند اتصالً به من هاتفك .. مات فوراً , وقد اكملت مً خطتً عن ؼٌر قصد منها عندما قامت بنا ًء على طلبً بؤصطحاب تلك الطفلة الصؽٌرة , ولكنها فً النهاٌة اكتشفت انها اتركبت حماقة كبٌرة عندما وثقت بً .. ولكن األوان كان قد فات وكانت قد سقطت فً براثنً , قبل قتلها اطلعتها على كل شًء .. واخبرتها انها كانت السبب المباشر لموت كل هإوالء , وكان بكابها وتوسالتها ألرحمها بمثابة دافع لً لتمزٌقها .. بالتؤكٌد فالندم عند الموت ال ٌنفع , ثم دفنتها فً تلك الؽابة لتجدوها انت و المحقق حسام الحقاً . وم ّرت االٌام وقد قررت بؤن انتقامً قد انتهى لهذا الحد , ولكن مصادفة اخرى قد ؼٌرت كل شًء , فعندما لمحت ضحٌتً التالٌة ) تٌسٌر ( تّبٌن لً أننً قد أخطؤت هدفً , أحمد لم ٌكن صاحب تلك الطعنة الؽادرة , بل هذا الشٌطان الذي مر من أمامً فجؤة , صورته قد انطبعت فً ذاكرتً وٌستحٌل أن أخطبه مجدداً , لقد أفل ّت من بٌن ٌدي طوٌالً اٌها الؽادر وحان الوقت لتدفع ثمن ما فعلت , انتظرته فً منزله ألكثر من عشر ساعات .. حتى عاد لٌالً واستلقى فً فراشه , فخرجت من مخبؤي .. اخرجت كل ما كان فً قلبً من حقد وكراهٌة لهذا الشخص , اتوقع انه لم ٌمت بضربات تلك المخالب التً استعملتها بل مات بسكتة قلبٌة خوفاً من ًّ , فً ذلك الٌوم قررت انه ٌجب أن اعود لمباشرة انتقامً من جدٌد فمن قتل منهم لم ٌشفً ألمً بعد . 33 فً الٌوم التالً لمقتل تٌسٌر قررت مجموعة من عشر اشخاص اقتحام الؽابة بحثاً عن ًّ , لقد ذكرنً تجمعهم ذاك بذلك التجمع قبل سنتٌن حٌن حاصرونً , لقد مر أمام عٌناي ذاك المشهد من جدٌد , وقد تصورته ٌتكرر على اٌدٌهم , لذا قررت أن اكون انا من ٌبادر هذه المرة .. وبدأت بؤول من افترق عن المجموعة , وبضربة خاطفة .. فصلت رأسه , ثم تابعت تقطٌع جسده حتى لم ٌبقى منه شًء , لعل تلك القوة التً كانت تظهر لد ّي فجؤة كانت تنبع من رؼبتً الجٌاشة باإلنتقام , وما إن بدأ البحث عنه حتى انقضضت علٌهم دفعة واحدة , لن تصدق اننً كنت ابكً حٌن وقفت أمامهم " لقد قتلتمونً ثالث مرات من قبل , لقد ارسلتم , وما كان منهم احبتً الى السماء دون ذنب .. حان وقت دفع الثمن .. " اال أن افترقوا هاربٌن وقد تعالت صرخاتهم الخابفة , ولكن لسوء حظهم فلم ٌكن أحد ٌعرؾ طرق الؽابة أكثر مّنً .. وقد كان من السهل الوصول الٌهم جمٌعاً ومن ثم صبػ التراب بلون دمابهم القذرة , فً ذلك الٌوم لم ادخر شٌباً من قوتً .. بل استنفذتها بالكامل حتى ما عدت قادرة على الوقوؾ وبالكاد استطعت العودة الى منزلً , لكنً كنت أشعر بالراحة بشكل ؼٌر مسبوق .. فكل شًء ٌسٌر على ما ٌرام , وقد أتحول ألسطورة ترهب أولبك الظلمة بعد تلك الحادثة والتً سٌكون لها وقع كبٌر على من بقً حٌّا منهم , وقد كان لً ما أردت تماماً . فً اللٌلة التالٌة اصابنً الخوؾ عندما اكتشؾ المحقق حسام أمر جرٌمة أحمد , فقررت مراقبتكم عن قرب , ولكن قد جن جنونً فً تلك اللٌلة عندما رأٌت المقبرة والتً لم أزرها منذ توفً عمر , لقد ازدحمت بقبورهم ومدافنهم , فً نظري أنا فقد كانوا مجرد جرذان ال تستحق شرؾ الدفن , على األقل لٌس الدفن بجوار قبور أحبتً الذٌن قتلوهم , لٌس من العدل أن ٌدفن الظالم والمظلوم بجوار بعضهما ببساطة , لٌس عدالً أن ٌدفن فً نفس التراب الطٌبون واألشرار , لذا احضرت فوراً عشر قنابل قوٌة كنت قد جهزتها مسبقاً لتفجٌر أحد المبانً .. ووزعتها فً المقبرة وأبعدتها قدر المستطاع عن قبر عمر ووالدته , ثم ابتعدت قلٌالً عن المقبرة وفجرت القنابل بجهاز االرسال الذي كان معً . 34 - ) السٌد عماد ( : لكنك قد انتهكتً بذلك حرمة الموتى . - ) مرام ( : لماذا تصّر على الدفاع عنهم ؟ أولبك الموتى الذٌن تتحدث عنهم لطالما انتهكوا حرمة األحٌاء , وحرمة األحٌاء أولى بالعقاب ٌا سٌدي , لطالما انتهكت انسانٌتً بسببهم .. من حقً أن اذٌقهم شٌباً م ّما عانٌت طوٌالً . ******** - ) المحقق حسام ( : لو كنت ترٌد تفجٌر مبناً واسقاطه وأنت فً عجلة من أمرك اٌها الشرطً فؤٌن ستضع القنابل ؟ - ) الشرطً ( : أعتقد أننً سؤضعهم فً الطابق األرضً سٌدي , فاضعافه سٌتسبب بانهٌار المبنى بسرعة حسب اعتقادي . - ) المحقق حسام ( : هذا صحٌح , لكن انظر الى ركام المبنى الذي أمامك , الطابق األرضً سلٌم تقرٌباً , وٌبدو أن االنفجار قد حصل فً الطابق األول . - ) الشرطً ( : لم انتبه الى هذا , ولكن مالذي ٌعنٌه هذا ٌا سٌادة المحقق ؟ - ) المحقق حسام ( : السٌارة التً سحقت تحت االنقاض , واإلنفجار الالمنطقً , هذا ٌدل على شًء واحد .. المجرم ما زال هنا , فً هذا المبنى . - ) الشرطً ( : مستحٌل .. سٌدي حتى الطابق األرضً قد تضرر نتٌجة االنهٌار ولن ٌخاطر الشبح بحٌاته إن بقً فٌه . 35 - ) المحقق حسام ( : انا لم أقل انه فً الطابق االرضً , هل ٌمكنك الحصول على مخططات المبنى ؟ - ) الشرطً ( : نعم سٌدي ٌمكن الحصول علٌها بسهولة . - ) المحقق حسام ( : اذا أسرع بؤحضارها الى قسم الشرطة وسؤوافٌك هناك بعد ساعة من اآلن , عل ًّ زٌارة شقة الممرضة مجدداً . - ) الشرطً ( : حاضر سٌدي . وانطلق المحقق حسام نحو شقة االنسة مها التً قضى فٌها الوزٌر وبعض رجال الشرطة األوفٌاء لواجبهم . - ) المحقق حسام ( : انه مجرم ذكً , أعتقد اننا قد فّعلنا جهاز االرسال عند فتحنا لباب الشقة , والذي أرسل اشارة التشؽٌل لتلك البندقٌة , موضع القنبلة فً منتصؾ صالة المنزل كان له وقع مدمر فقد كانت اصابتها سهلة جداً , وانفجارها كان ذا تؤثٌر كبٌر , كما أن وزنها الكبٌر وخوفنا منها قد جعلنا نتفادى تحرٌكها من مكانها , فلو أننا حركناها لما أصابتها تلك الطلقة ولفشلت خطته , لكن السإال هو لماذا لم تنفجر القنبلة فوراً , لم انتظرت البندقٌة تلك الفترة حتى ؼادرت انا باب الشقة , لم لم تنفجر فً الحال فلو أنفجرت لكانت قد قتلتنا جمٌعاً بال شك , أملك تفسٌراً واحداً لتزوٌد تلك البندقٌة بمإقت زمنً .. لقد كان فً تلك الشقة شًء ارادنا الشبح أن نحصل علٌه قبل االنفجار , وٌجب أن أعود ألجده , لكن هل قصد قتلً انا بذلك االنفجار ؟ وهل هذا ما كانت تعنٌه جملته األخٌرة " أعدك .. ستلحق بمن قبلك قرٌباً " ال بؤس , فانا ما زلت حٌاً .. وعل ًّ الوصول الى ذلك الشبح مهما كلفنً األمر . وصل المحقق حسام بسرعة الى شقة الممرضة مها وقد ظهرت من بعٌد آثار االنفجار علٌها , نوافذ محطمة و آثآر دخان اسود قد رسمت مالمح انفجار هابل قد حدث هناك , ا ّما عن مدخلها فقد انتزع االنفجار الباب من مكانه وقد كان هذا هو ما حمى المحقق من ذلك االنفجار المهول , فلوال الباب لكانت موجة الضؽط الناتجة من انفجار تلك القنبلة قد مزق جسده 36 تماماً .. ولكان مٌتاً اآلن , صالة المنزل دمرت بالكامل وتلطخت بالدماء , وأ ّما عن بقٌة اجزاء المنزل فقد بقٌت سلٌمة من االنفجار , دخل المحقق ٌفتش الؽرؾ واحدة تلو االخرى , وسرعان ما وجد اسفل احدى قطع االثاث خرٌطة للمدٌنة وقد رسم علٌها دابرة تشٌر الى موقع اختطاؾ السٌد عماد فً ذلك النفق , ومن ثم خط ٌصل الى دابرة اخرى رسمت حول المبنى الذي تعرض لالنفجار , كانت تلك الخرٌطة دلٌالً أّكد كل توقعات المحقق حسام وأجاب عن اسبلته العدٌدة " هذا ما اراد الشبح للشرطة ان تصل الٌه " ولكن هذا طرح سإاالً جدٌداً , فلماذا ٌدل الخاطؾ على موقع رهٌنته والذي قد ٌكون هو اٌضاً متواجداً فٌه فً تلك اللحظة , ال بد وأن فً االمر سراً آخر البد للمحقق ان ٌكشفه . ******** - ) مرام ( : ثم كان من الواجب أن اقودكما ال ًّ انت والمحقق حسام لتشهدا النهاٌة , وجابتنً الفرصة بسرعة , فقد كنت قد كتبت فً مذكراتً سابقاً عن جرابم تلك العابلة من خالل ما سمعت عنه من الناس ومن خالل حدٌث احمد , وقد بدت من دون تلك الصفحات التً تشٌر ال ًّ مطابقة تماماً لمذكرات قد ٌكتبها مراد عن حٌاته االجرامٌة , تركت متعمدة تلك الكلمات التً تشٌر الى الؽابة وقد كنت متؤكدة من حضوركما الى هناك , وبعد أن وضعت ذلك الكتٌب حٌث ٌجب أن ٌكون .. جهزت المنزل بمتفجرات قوٌة , وزودتها بمإقت زمنً سٌفجر القنابل بعد اربع وعشرٌن ساعة , كان ذلك قبل حادثة الدٌوان بٌوم واحد , وفً المساء انطلقت نحو الدٌوان وانتظرت الفرقة التً سترسلونها هناك , لقد كانت خطواتً سابقة لخطواتكم دابماً باالضافة الى قدرتً على توقع تصرفاتكم 37 , فالمعرفة بالعقل البشري وتوقع ردود فعله لن تترك مجاالً للمصادفات مطلقاً , وحٌن استقرت تلك الفرقة فً الدٌوان انتظرت انا حلول ساعة التفجٌر , وانقضضت علٌهم بسرعة كبٌرة , وقد سقط معظمهم ارضاً من الخوؾ كالعادة , وؼادرت انا بهدوء للتجهٌز الستقبالكما الحقاً . فً ذلك الٌوم اخذ المحقق حسام معه جهاز تتبع بدالً من هاتفه دون علمك , واعتقد انه ابلػ رجال الشرطة بتعقب مكانه واالسراع لنجدتكما إن تؤخرتما فً العودة , وعند وصولكما الى الؽابة قمت باستؽالل انشؽالكم بالحفر وتسللت انا الى السٌارة ووضعت فٌها مادة مخدرة ذات رابحة نفاثة , ومن ثم قمت بثقب العجالت بواسطة مسدسً المزود بكاتم للصوت , واخذت اراقبكما من مكان قرٌب حتى ؼبتما عن الوعً , ثم اخذتكما واحداً تلو اآلخر الى ذلك الكهؾ المظلم بعدما قمت باتالؾ جهاز التتبع الذي كان فً جٌب المحقق حسام , لكن ٌبدو أن رجال الشرطة كانوا قد حددوا الموقع قبل ذلك , وبذلك فشلت خطتً لمسح افراد العابلة جمٌعهم فً ذلك الٌوم , هذا كل شًء ٌا حضرة الضابط , لقد اجبت على أسبلتك بالكامل . - ) السٌد عماد ( : اعترؾ ان ِك ذكٌة حقاً , لكنك قتلتً اآلآلؾ بؤفعالك , ألم تشعري بؤي ألم تجاههم , كم أماً قتلتً وكم أباً , وكم طفالً ٌعٌش معاناتك نفسها اآلن ؟ ألم تفكري فً االشخاص األخٌار الكثر الذٌن ماتوا بال ذنب ؟ ألم تفكري فً كل هذا ؟ - ) مرام ( : صدقنً لقد فكرت طوٌالً فً ذلك , ووجدت أنّ البد من التضحٌة , إن كان الكثٌرون اشراراً .. فال بؤس فً قتل بعض الطٌبٌن فً سبٌل اجتثاثهم . - ) السٌد عماد ( : لقد فعلتً الكثٌر حتى اآلن ٌا مرام , اال تعتقدٌن أنهم ٌستحقون فرصة لٌصححوا حٌاتهم من جدٌد ؟ - ) مرام ( : ما .. ماذا ..؟ لٌصححوا حٌاتهم ! هإالء ال ٌملكون ادنى احترام للحٌاة التً منحت لهم ٌا سٌدي , انهم ٌملكون عابلة , ٌملكون ٌحمٌهم عندما تعصؾ بهم االزمات ً ملجؤ , ال ٌقِدرون ابداً كل هذا , وما 38 ٌفعلونه للترفٌه عن انفسهم .. هو تدمٌر حٌاة اآلخرٌن , لكن عندما ٌصبح الموت وشٌكاً , ٌصبح الندم سٌفاً قاطعاً ٌبكً ضحٌته دماً , حٌنها فقط , ٌدرك المرء ما هً قٌمة حٌاته البسٌطة هذه , انظر ال ًّ , لم ٌبقى لً شٌباً ألحٌا من أجله , ولذلك .. لن اترك منهم احداً حٌاً , وكما دفنوا احالمً ومشاعري بال رحمة , ها انا الٌوم أدفن اجسادهم متفحمة , أال ترى فً كالمً حقاً ضابعاً ٌنتزع ؟ - ) السٌد عماد ( : وهل تعتقدٌن أنّ عمر سعٌد بذلك اآلن ؟ - ) مرام ( : ما الذي تقوله .. لقد فعلت كل ما فعلته من أجله . - ) السٌد عماد ( : صدقٌنً ٌا مرام .. هذا الذي فعلته لن ٌجعل عمر ٌعود الٌكِ , ولن ٌجعله مرتاحاً فً قبره ابداً , لقد قتلتً الكثٌر ٌا مرام , لن أنكر انكِ قد عشتً حٌاة صعبة ومإلمة , وربما قد خل ّصتً المدٌنة من الكثٌر من المجرمٌن فعالً , لكنكِ قد خلقتً بؤفعالك مجرمٌن أكثر عدداً وخطورة , فكلهم ٌتشاطرون نفس الحقد الذي لدٌكِ , وسٌتسببون فً المستقبل بؤبشع الجرابم , أرجوكِ ٌا مرام .. هذا ٌكفً . - ) مرام ( : ٌا الهً .. هل كنت سٌبة لتلك الدرجة حقاً . - ) السٌد عماد ( : كفى بكا ًء .. ارجو ان تفكري بمنح نفسكِ حٌاة جدٌدة من اآلن , مخط ٌا من ٌظن أن االنتقام سٌجلب لصاحبه السعادة , فكل ما ٌحصل علٌه هو التعاسة وكراهٌة الجمٌع , وال أرٌد لفتاة جمٌلة مثلك أن تضٌع سنٌن حٌاتها فً تلك الدابرة المفرؼة من القتل والدمار , والتً حتماً ستكون نهاٌتها مٌتتة بشعة ولن ٌؤسؾ علٌها أحد . - ) مرام ( : سٌدي .. لٌتنً وجدتك اباً لً منذ زمن . - ) السٌد عماد ( : ال علٌكِ , فها قد ساقنا القدر الى هذا اللقاء اخٌراً , واآلن بقً علٌكِ أخباري أٌن أنا وكٌؾ وصلت الى هنا , واألهم من ذلك هو لماذا اختطفنً ؟ - ) مرام ( : لماذا اختطفتك .. حسناً كان ٌجب أ ّن أبعدك من ساحة المعركة فقد كنت دابماً أخشاك وأخشى أن تكتشفنً ٌوماً , ولكننً لم 39 أقتلك ألنً كنت متؤكدة من أنك رجل شرٌؾ وتسعى لتحقٌق العدالة دابماً , ستكون خسارة كبٌرة لألبرٌاء إن قتلتك ,أ ّما عن كٌفٌة وصولك الى هنا فؤسخبرك بها اآلن .. وستشكرنً ألننً سؤتركك فً هذا المكان الحقاً . ******** - هل سمعتم آخر األخبار ؟ لقد قتل الوزٌر السٌد رمزي فً انفجار آخر , والزال المدعو عماد مختفٌاً , انا أشك انه والقاتل الشبح شخص واحد , فقد كان ٌكنّ لنا العداء منذ زمن , وهو من قتل الوزٌر ألنه منحا ٌز الٌنا . - اوافقك الرأي , اذكر أنّ آخر مكالمة قد وجدت على هاتؾ جدي منٌر قبل وقوعه فً قبضة ذلك الشبح كانت من المدعو عماد , وال بد ان ٌكون هو وراء كل ما جرى لنا . - سمعت أنّ سٌارته وجدت بحالة قابلة للتشؽٌل , ٌبدو أنّ فً االمر خدعة . - اختفابه ؼٌر مبرر ابداً , وال بد انها مسرحٌة لكسب تعاطؾ الناس . - وماذا تقترحون ٌا اخوتً . - ٌجب أنّ ننتقم منه , سنجعله ٌدفع ثمن ما فعل بنا ؼالٌاً جداً . - وانا أإٌد أخً , ٌجب أنّ ٌدفع الثمن , الدم بالدم كما تعلمون . - اذا سنقوم اللٌلة بجعله ٌبكً ندماً , انه ٌسكن مع زوجته وابنتٌه وانا اعرؾ منزله . 40 - اذا لنجهز اسلحتنا , اللٌلة سنقتلهم , ومن ثم سنجعله ٌلحق بهم بعد أنّ ٌظهر مجدداً . ******** - ) الشرطً ( : سٌدي الٌك مخططات المبنى , توقعاتك فً محلها فؤنا احمل خبراً هاماً لك . - ) المحقق حسام ( : ماذا لدٌك ؟ - ) الشرطً ( : تفحص المخططات وستعرؾ . وما إن امسك المحقق حسام مخططات المبنى حتى لمعت عٌناه ومن ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة سرٌعة , وكؤنه من خالل تلك الرسوم قد رأى الشبح امام عٌنٌه . - ) المحقق حسام ( : لقد توقعت ذلك , وهذا هو التفسٌر الوحٌد لزرع القنابل فً الطابق األول بدالً من األرضً , وسبب وجود السٌارة فً ذلك المكان اٌضاً , ٌوجد لهذا المبنى قبو تحت األرض , وقد خشً الشبح أن أ ّي فوقه مباشر ًة , كما ٌنهار اذا انفجرت القنابل فً الطابق االرضً , انه آخر مكان قد نفكر بالوصول الٌه , فلتستعد اكبر قوة لدٌنا للهجوم فوراً اٌها الشرطً , لقد وجدنا الشبح أخٌراً . - ) الشرطً ( : علم سٌدي . وعلى جناح السرعة تقدمت وحدات الشرطة بكامل قوتها نحو االنقاض وبدأت تحاول فتح الطرٌق بٌن الركام للوصول الى قبو المبنى الذي ٌعتقد أنّ الشبح ٌختفً فٌه مع رهٌنته السٌد عماد . 41 - ) المحقق حسام ( : كم من الوقت نحتاج لفتح باب القبو مجدداً . - ) الشرطً ( : نحتاج عدة ساعات على األقل سٌدي المحقق , فركام المبنى قد سد الطرٌق نحو القبو بشكل كامل . - ) المحقق حسام ( : ال بؤس فً ذلك .. سؤصبر لعدّة ساعات أخرى بشرط أن تكون مكافبتً هً زج ذلك الشبح فً السجن . - ) الشرطً ( : سٌدي لقد أخبرتنً بؤنها كانت فتاة , ألٌس كذلك ؟ - ) المحقق حسام ( : فً الحقٌقة لست متؤكداً من ذلك , من الصعب التصدٌق أن فتاة فعلت كل ما فعلته وحدها . وبعد عدة ساعات من عملٌات الحفر والتنقٌب المضنٌة انكشؾ اخٌراً مدخل القبو ومن ثم اقتحمه بسرعة رجال الشرطة , وص ّحت توقعات المحقق حسام .. فقد وجدوا السٌد عماد مقٌداً هناك داخل ؼرفة صؽٌرة مظلمة , فقاموا بتحرٌره فوراً من قٌوده واقتٌاده خارجاً , لكن رجال آخر على بعد ٍ الشرطة وجدوا ممراً طوٌالً تحت األرض ٌنتهً الى مخرج شارعٌن من المبنى المدمر , لذا فقد كان اختٌار الشبح لهذا المكان موفقاً جداً حٌث استطاع االفالت من رجال الشرطة بسهولة . - ) المحقق حسام ( : نحمد هللا على سالمتك سٌد عماد , هل أصبت بؤ ّي أذاً ؟ مالذي فعله بك الشبح ؟ - ) السٌد عماد ( : شكراً لك ٌا حسام انا بخٌر , ولدي قصة طوٌلة أحكٌها لك وللسٌد القاضً فً المحكمة . - ) المحقق حسام ( : متلهؾ لسماعها سٌدي لكن أخبرنً أوالً أٌن هو الشبح ؟ - ) السٌد عماد ( : لقد ؼادرت منذ وقت طوٌل , وأعتقد انها خارج المدٌنة اآلن , على كل حال ال ٌجب أن نقلق بشؤنها مجدداً , فذلك الشبح قد رحل بعٌداً والى األبد . 42 - ) المحقق حسام ( : ٌبدو أن قصتك ستكون مشوقة اذا , هٌا علٌك أن تطلعنً على تفاصٌل اختطافك . - ) السٌد عماد ( : سؤروٌها لك فً الطرٌق , فبعد كل ما سمعته قد اشتقت لعابلتً وأحتاج لقضاء بعض الوقت معهم اآلن . - ) المحقق حسام ( : اذا هٌا بنا , وتفضل هذه نسخة من مفتاح سٌارتك, فهً جاهزة لالستخدام . وانطلق الصدٌقان نحو قسم الشرطة ومن هناك ركبا سٌارة السٌد عماد وانطلقاً نحو منزله , وأثناء الطرٌق روى السٌد عماد للمحقق حسام ما سمعه من )مرام( بؤدق التفاصٌل , وأطلعه على اسرار تلك الجرابم التً أعجزت رجال الشرطة طوٌالً وكٌؾ تم التخطٌط لها . - ) المحقق حسام ( : اذا فذلك الدخان الذي ملا النفق قد سبب توقؾ محرك السٌارة بسبب عدم كفاٌة الهواء , وقمت انت بكسر المفتاح بانفعالك . - ) السٌد عماد ( : تماماً , وقد فتحت ؼطاء السٌارة التفقد المحرك لكننً ؼبت عن الوعً بسبب نقص الهواء اٌضاً , وهكذا تم األمر , لكننً لم أفهم بعد لم أخفتنً فً ذلك القبو ؟ - ) المحقق حسام ضاحكا ً ( : أ ّما انا فقد فهمت , لقد خشٌت فً ظل ظروؾ اختفابك الؽامضة وما تمر به المدٌنة من أزمة أن توجه الٌك اصابع االتهام , ولذلك تركتك فً ذلك المبنى المدمر مقٌداً , وحٌث أنك ؼٌر قادر على تقٌٌد نفسك وال تعلم شٌباً عن المدخل اآلخر لذلك القبو فهذا سٌبّربك من أي اتهام , انها ذكٌة حقاً . - ) السٌد عماد ( : ذكً كعادتك , لم أفكر فً ذلك مطلقاً . - ) المحقق حسام ( : مإسؾ ما حصل لتلك الفتاة حقاً , لكنها وبكل حق عبقرٌة .. لقد استطاعت وحدها فعل كل هذا و ارعبت المدٌنة بؤكملها , وأكثر من ذلك فقد خلصتنا حقاً من الكثٌر من المجرمٌن . 43 - ) السٌد عماد ( : لكن األهم من ذلك أنها وعدتنً أن تبدأ حٌاة جدٌدة , ولن تعود الى االنتقام مجدداً , لقد انتهت هذه القضٌة اخٌراً وقد حان الوقت العادة بناء ما دمره الظلم . - ) المحقق حسام ( : أجل .. لقد انتهٌنا أخٌراً . وعند وصوله الى منزله طلب السٌد عماد من صدٌقه المحقق انتظاره فً السٌارة رٌثما ٌطمبن على زوجته وطفلتٌه وسٌعود سرٌعاً , وانطلق مسرعاً نحو الباب والدموع تنهمر من عٌنٌه شوقاً , ولكن باب منزله كان مفتوحاً .. وانزاح بهدوء , استؽرب السٌد عماد ترك أسرته للباب مفتوحاً فدخل مسرعاً ٌنادٌهم الٌه , ولكنه فوجا بالدماء تملا المكان , وما إن تقدم عدة خطوات الى األمام .. حتى وجد مصدرها , فقد كانت جثة زوجته .. والتً كان الرصاص قد مزقها الشالء , وبجانبها تقبع جثتا ابنتٌه المشنوقتٌن والمعلقتٌن الى السقؾ , وبجوارهما تركت ورقة بٌضاء موقّعة باسم العابلة التً تسكن القطاع األمنً تحمل رسالة قصٌرة : " لقد كشفنا أمرك وسننتقم منك " . - ) المحقق حسام ( : سٌد عماد أٌن أنت ؟ لقد تؤخرنا وعلٌنا العودة الى قسم الشرطة سٌدي .. ما هذه الدماء ؟ ٌا الهً سٌد عماد هل أنت بخٌر ؟ ال .. ال أصدق .. من فعل هذا . استجابت األجهزة األمنٌة على الفور لبالغ السٌد عماد وحضرت فوراً وتم فتح تحقٌق فً الحادثة , لقد تلقت زوجة السٌد عماد اكثر من خمسٌن رصاصة فً جسدها ومن ثم عقدت بواسطة حبال متٌنة مشانق لطفلتٌه التوأم , أ ّما عن مسرح الجرٌمة , فقد مسح الفاعلون بصماتهم وأخفوا أ ّي أثر ٌدل علٌهم .. تاركٌن بذلك السٌد عماد مؽموراً حتى أخمص قدمٌه فً الدموع , وبعد أن تم استبذانه , قامت الشرطة بارسال الجثث الثالثة الى المشرحة لكً تقول كلمتها . فً الٌوم التالً وصل الجمٌع لحضور مراسم الدفن وقدموا التعازي الحارة للسٌد عماد الذي ظل صامتاً ولم ٌقوى على الرد بؤي كلمة , وبعد انتهاء مراسم الدفن رفض العودة الى منزله وبقً أمام تلك القبور 44 الهادبة , ٌمسحها من قطرات المطر تارة , وٌبكً تارة أخرى , وبقً على حاله هذه وما من أحد ٌستطٌع مواساته , حتى استطاع المحقق ً حسام اقناعه اخٌراً بالعودة الى منزله ألخذ قسط من الراحة . ******** - ) مرام ( : آسفة لما حصل لعابلتك سٌد عماد . - ) السٌد عماد ( : أن ِت مجدداً .. - ) مرام ( : أرجو أن تكون قد صدقتنً اآلن .. انهم ال ٌستحقون أي فرص , ال ٌستحقون الحٌاة , فاإلجرام ٌسري فً دمابهم . - ) السٌد عماد ( : كالمك صحٌح .. لكننً سؤجعلهم ٌدفعون ثمن فعلتهم, سؤنتقم منهم شر انتقام .. أجل سؤنتقم . - ) مرام ( : ٌا الهً ال أصدق .. عٌناك .. حمراوتان , انهما مرعبتان .. لقد أصبح وجهك مخٌفاً . - ) السٌد عماد ( : أرٌد منكً مساعدتً فً االنتقام منهم , انا وأن ِت معاً سنقضً علٌهم جمٌعاً , ما رأٌك ؟ - ) مرام ( : حاضرة .. انا طوع أمرك سٌدي . السٌد عماد قد اختفى فً تلك اللٌلة ولم ٌظهر بعدها ابداً , لكن الجدٌر بالذكر هو أن بعد تلك الحادثة فالمدٌنة قد تعرضت ألحداث خطٌرة وكارثٌة كثٌرة , ومن ثم قرر سكانها اخٌراً مؽادرتها بال رجعة , و مع مرور الزمن .. فقدت تلك المدٌنة نهابٌاً وتحولت الى صحراء قاحلة , 45 تلك المبانً الشامخة والشوارع المزدحمة , المدٌنة التً كانت مزدهرة ٍن بالحٌاة فً الماضً .. من الرمال الٌوم تقبع تحت أطنا . أ ّما من روى هذه الحكاٌة الطوٌلة فهو أحد الناجٌن القالبل الذٌن خرجوا منها احٌا ًء , وقد أخبرنً إن زرت الصحراء ٌوماً أن أبحث بٌن رمالها جٌداً , فقد أعثر على ركام تلك المدٌنة , لكّنه حذرنً من اإلقتراب اٌضا..ً فهناك أشباح حاقدة , تحرس ذلك الركام دابماً , ولن ٌنجو منهم من ٌحاول العودة الى هناك , وانا سؤنقل ذلك التحذٌر الٌك أنت .. ال تبحث عن تلك المدٌنة , فإن كان و وجدتها صدفة .. فٌستحسن أن تنجو بحٌاتك . ٌا ترى .. هل كل تلك المساحات الشاسعة من الصحراي فً العالم قد كانت مدناً تضج بالحٌاة فً الماضً ثم دمرها االنتقام ؟ ربما .. من ٌدري .. )تمت( . .ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ | |
| | | | عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثالث : الحقٌقة الكاملة | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
أشيائي ممنوعة النشر كل مايحتويه الموقع هي حقوق خاصة لـ ديزاين بيست وعملائي © , |
|