اليوم في 3:46 am اليوم في 3:45 am اليوم في 3:43 am اليوم في 3:40 am اليوم في 3:37 am اليوم في 3:36 am اليوم في 3:32 am اليوم في 3:29 am اليوم في 3:25 am اليوم في 3:24 am
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخَل رمضان، فُتحِت أبواب الجَنَّة، وغُلِّقت أبوابُ النار، وسُلسِلت الشياطين))؛ متفق عليه[1].
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: مِن خصائص هذا الشهر الكريم أنه إذا دخَل فُتِّحت أبواب الجنة فلم يُغلَق منها باب، وغُلِّقت أبواب جنهم فلم يُفتَح منها باب، وذلك علامةٌ لدخول هذا الشهر الكريم يُدرِكها أهل السماء، ويستشعِرُها أهل الأرض المؤمنون بخبرِ الصادق المصدوق، وفي هذا تعظيمٌ لهذا الشهر، وإشعارٌ بمكانته وحرمتِه، وفيه إيذانٌ بكثرة الأعمال الصالحة فيه، وترغيب للعاملين بطاعة الله تعالى.
الفائدة الثانية: أن الشياطين جميعًا أو مَرَدَتَهم يُصفَّدون بالسلاسل والأغلال؛ تعظيمًا لهذا الشهر الكريم، وليمتنعوا من إيذاءِ المؤمنين وإغوائهم، فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غير رمضان، ولا يَصِلُون إلى ما يُرِيدون من عباد الله من الإضلال عن الحق والتثبيط عن الخير، وهذا من معونة الله لعباده المؤمنين أنْ حبَس عنهم عدوَّهم؛ ولذلك تجد مِن الناس من الرغبة في الخير والعزوف عن الشر في هذا الشهر أكثرَ مما يكون في غيره من الشهور.
وفي تصفيد الشياطين في رمضان إشارةٌ إلى رفع عذرِ المكلَّف؛ كأنه يقال له: قد كُفَّت عنك الشياطين، فلا تعتلَّ بهم في ترك الطاعة ولا فعل المعصية، فما بقي إلا هواك ونفسُك الأمَّارة بالسوء، فلتكن قويًّا عليهما.
الفائدة الثالثة: شرَع الله تعالى صيامَ شهر رمضان لتحقيق التقوى، وفي الحديث بيانٌ لثلاثة أسباب من أسباب التقوى في رمضان؛ وهي: فتح أبواب الجنة، وإغلاق أبواب النار، وتصفيد الشياطين.
وللتقوى في رمضان أسباب أخرى؛ منها:
رابعًا: أن الصيام يدعو إلى الزهد في الدنيا؛ وذلك بالامتناع عن أعظم شهواتها؛ شهوتَا: البطن والفرج.
خامسًا: أن الصيام يُعوِّد النفسَ على الامتناع عن المحبوبات والشهوات والعوائد؛ طاعةً لله وابتغاءَ مرضاته.
سادسًا: أن الصيام يُضعِف البدن، فيُؤدِّي به ذلك إلى البعد عن فعلِ الشر وارتكاب المعاصي.
سابعًا: أن الصيام في رمضان عبادةٌ مشتركة لعموم المسلمين، فيحصل به التعاون على الخير، والتنشيط على العبادة.