أسئلة حول آثار مصر
استطاعت السفيرة لمياء مخيمر، قنصل مصر العام في لوس أنجليس، أن تكسب حب واحترام كل المصريين؛ فتحت أبواب القنصلية المصرية بلوس أنجليس أمام الجميع، ليس فقط كمكان لإنهاء إجراءات مطلوبة من جهة أو أخرى، وإنما كمنزل كبير للعائلة المصرية والعربية هناك. وتجدها يومياً إما داخل كنيسة أو جامع، أو في حفل زفاف أو تأبين، ولذلك لم يكن غريباً حضور أكثر من خمسمائة مصري لأول مرة حفل السفارة بثورة الثالث والعشرين من يوليو (تموز).
وعلى الرغم من أنها جاءت إلى مدينة لوس أنجليس منذ عامين فقط، فإنها استطاعت أن تقيم علاقات قوية مع كثير من نجوم مجتمع المدينة، وقد كان من نتيجة هذا التواصل خدمة مصر في كثير من المجالات. وقد أقامت العام الماضي حفل استقبال، واستطاعت أن تدعو للحفل كثيراً من نجوم هوليوود، سواء في التمثيل أو الإخراج، الذين جعلوا للحفل مذاقاً خاصاً، وكانت أمسية جميلة في حب مصر. وقد دعت هذا العام نحو سبعين شخصية، كلهم من أصدقائي، سواء في مجال الآثار أو السينما أو الاقتصاد، وكثيراً من المهتمين بمصر والشرق الأقصى وقضاياه. وعندما وجدت السفيرة لمياء أن الحاضرين يودون أن يوجهوا لي الأسئلة في كثير من الموضوعات التي تخص مصر، قامت بنفسها بجمع الأسئلة وتنظيم حوار أكثر من ممتاز، صحح كثيراً من وجهات النظر المغلوطة عن مصر وقضاياها، وأثبتت بالفعل أنها سفيرة من الطراز الأول.
وبعيداً عن القضايا السياسية والاقتصادية، كانت هناك أسئلة في مجال الآثار، ومنها سؤال طريف عن الشخصية الفرعونية التي لو عشت في العصر الفرعوني كنت أتمنى أن أكونها؟ وأجبت: أن هذه الشخصية هي الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر، وأنا من أشد المعجبين بهذا الملك العظيم الذي ترك لنا أعظم بناء معماري في التاريخ، وقام بكتابة كتاب لا نعرف عنه شيئاً، وتحدثت عن السنوات التي عشت فيها في استراحة صغيرة بالقرب من الهرم. وسؤال آخر عن الملكة التي وقعت في غرامها. وقلت سوف تعتقدون أنني سأقول نفرتيتي لأنها أشهر ملكة مصرية، أو حتشبسوت صاحبة أجمل أثر بالدير البحري للأقصر، ولكن الحقيقة هي أن الملكة التي أحببتها هي مريت إيت إس، إحدى ملكات الدولة القديمة من الأسرة الرابعة.
وبعد ذلك كان السؤال عن أحدث كتاب قرأته، وقلت: هو كتاب «قمة النافورة»، للكاتبة اليسارية آن رند، وهذه الرواية التي أخرجتها هوليوود في فيلم كان بطله غاري كوبر، ويحكي الكتاب عن هذا المعماري الفقير الذي يعتبر عبقري زمانه، وكان هناك معماري آخر فاشل ساومه على أن يحصل على مشروع من مشاريعه. وفي النهاية، قبل المعماري الفقير العرض على أن يعطيه تصميم المبنى، ولكن بشرط واحد وهو ألا يغير في شكل المبنى، ولكن المعماري الذي نسب المبنى لنفسه غير الكثير من التصميمات، ولم يجد المعماري الآخر أمامه إلا أن يفجر المبنى بالكامل، والفيلم أغلبه داخل المحكمة والدفاع عن القيم والمبادئ.
وفي نهاية الأمسية الثقافية، وجهت السفيرة لمياء مخيمر دعوة جميلة لكل الحاضرين لزيارة مصر مع أصدقائهم وعائلاتهم، للتعرف عن قرب على حقيقة ما يحدث في مصر من عمل، وللتمتع بآثار أول حضارة إنسانية على الأرض... لمياء مخيمر مثل ممتاز لما يمكن أن تقدمة المرأة المصرية في مجال الدبلوماسية، وصورة رائعة للمرأة العربية المثقفة.