الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين
بدأت الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين في عصر خلافة أبي بكر الصديق بعد إنهاء حركة الردة، فقرر مواصلة مشروع الفتوحات الذي بدأه النبي محمد صلى الله عليه وسلم خارج الجزيرة العربية، وقد بدأت الجيوش في السير نحو فتح بلاد فارس والشام في نفس الوقت، وتمت الفتوحات في فارس وتقدمت الجيوش المتجهة إلى بلاد الروم وخاضت بعض من المعارك التي حدثت في عهد الخلفاء الراشدين هناك، وقد تمكنت الجيوش المسلمة من تحقيق تقدم كبير في هذه البلدان. وقد أكمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما بدأه أبو بكر رضي الله عنه من الفتوحات في بلاد العراق، وحقق المسلمون انتصاراً كبيراً في معركة القادسية وهزموا الفرس، وبعد ذلك دخلوا عاصمة الفرس المدائن، وامتدت الفتوحات أيضًا إلى بلاد السند والهند، أما في بلاد الشام، استكمل المسلمون فتح البلاد وحققوا انتصارًا كبيرًا في معركة اليرموك ودخلوا بيت المقدس، كما تم فتح مصر وليبيا والحزام الفراتي.
في أواخر حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أوصى بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب. قال: “لئن عشت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب، حتى لا أترك فيها إلا مسلمًا”. وقد توفرت الظروف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لتنفيذ هذه الوصية، فتم نفي اليهود إلى أريحا وسوريا، وسمح للنصارى بالمغادرة خارج جزيرة العرب بناءً على طلبهم فخرجوا إلى العراق والشام، ووجههم عمر بن الخطاب بأن يُسكنوا في أراضٍ غير مملوكة في بلاد الشام.
امتدت الفتوحات في عهد عثمان بن عفان غربا حتى وصلت افريقية تونس، وجنوبا حتى بلاد النوبة، وشمالا إلى ارمينية واذربيجان، وبناء على فتح هذه البلاد المتسعة كثر الخراج في عهد عثمان، وتدفق المال من كل وجه حتى اتخذ الخزائن وأدر الارزاق.
من هو مؤسس الفتوحات الاسلاميه
مؤسس الفتوحات الإسلامية هو أبو بكر الصديق.
بعد تولي أبو بكر رضي الله عنه حكم المسلمين في المدينة، اندلعت فتنة الردة، حيث ارتدت بعض القبائل عن الإسلام، مثل قبيلة بني تميم وقبيلة بني حنيفة وقبيلة غطفان، كما ظهرت مجموعة من المتنبئين وتجمع حولهم رجال يسعون لمصالحهم الشخصية والطموحة في الحصول على الجاه والمناصب.
بعد عودة حملة أسامة بقيادة أبطال المسلمين لمحاربة المرتدين، وجه الصديق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما جهوده لإخضاع القبائل المرتدة والقضاء على المدعين للنبوة، نجح هؤلاء القادة في ذلك، ونصر الله تعالى الإسلام، مما أدى إلى تفكيك قوة أعدائهم وكسر شوكتهم، ثم قرر أبو بكر مواصلة الفتوحات الإسلامية خارج الجزيرة العربية.
أهم المناطق التي تم فتحها في عهد الخلفاء الراشدين
من أهم المناطق التي تم فتحها في عهد الخلفاء الراشدين ما يلي:
- بلاد الشام (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن).
- مصر.
- العراق.
- إيران.
- اليمن.
خريطة الفتوحات الإسلامية
وقد خلص من المؤرخين إلى أن القتال في الفتوحات الاسلامية منهج وليس ضرورة، إنما هو منهج يستخدم عند الضرورة التي تجعله وحده هو الوسيلة لإقرار السلام، ويمكن حصر بواعث القتال في الغزوات والفتوحات فيما يلي:
- يستخدم القتال رداً للعدوان مثلما حدث في غزوة بدر، وأحد والخندق.
- يستخدم دفعا لهجوم يعد له الأعداء وذلك مثلما حدث في غزوة بني المصطلق، وغزة حنين وحصار الطائف.
- يستخدم ضد من ينقض المعاهدات مثل ما حدث مع بني قينقاع، وبني النضير وبني قريظة، وفتح مكة.
أسباب الفتوحات الإسلامية
توجد أسباب عدة للفتوحات الإسلامية مثل ما يلي:
- الدفاع عن العقيدة الإسلامية وفق ما قال الله تعالى: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”.
- الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وفق قوله تعالى: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين”.
أرسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسائل إلى الملوك والزعماء خارج الجزيرة العربية، يدعوهم إلى توحيد الله والإيمان برسالته، وبهذه الطريقة، أكمل النبي رسالته، وأدينا الأمانة التي كلف بها، وترك أمته على المحجة البيضاء، يعيشون حياة مستقيمة كنهارها. وتربى أصحابه على العقيدة الصحيحة التي غرست في قلوبهم البذل والتضحية، دون أن يتوقعوا مكافأة من أجل مصالح الدنيا.
وقد استكمل خلفاؤه الراشدين هذه المهمة المقدسة، ورفعوا راية الحق، سعيًا لما عند الله والدار الآخرة، وجنوا النصر والتمكين والقوة والقيادة والوحدة والثروة، وذلك بفضل قوة الله وعزته.
ما هي عاصمة الدولة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين
كانت عاصمة الدولة الإسلامية هي المدينة المنورة ثم الكوفة.
كانت المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية طوال عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الثلاثة الذين بعده. وفي المدينة يقيم الخليفة ويتولى شؤونها بنفسه أثناء تواجده فيها، وعند السفر، ينوب عنه من يتولى إدارة شؤون المدينة، ومع ذلك تغير الوضع بعد تولي علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافة، إذ دفعت الأحداث العامة والاضطرابات التي تلت مقتل عثمان إلى مغادرته المدينة المنورة، خاصة بعد خروج طلحة والزبير وعائشة في اتجاه العراق قبل معركة الجمل.
ومن الجدير بالذكر أن الصحابة في المدينة لم يوافقوا على خروج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من المدينة، وتبين ذلك عندما حاول علي أن يتجه إلى الشام لزيارة أهلها ومعرفة آرائهم والتعرف على موقف معاوية.
وقد رأى علي أن المدينة لم تعد تمتلك الموارد التي تمتلكها بعض الأمصار في ذلك الوقت، فقال: “إن الرجال والأموال بالعراق”، ومع ذلك،حدثت العديد من التطورات السياسية التي اضطرت الخليفة لمغادرة المدينة والتوجه إلى الكوفة ليكون قريبًا من أهل الشام. وأثناء استعداده للخروج، وصلته أنباء خروج عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة.
متى كان الفتح الإسلامي في مصر
تم فتح مصر في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بواسطة الصحابي عمرو بن العاص في عام 20 هـ / 641 م.
منذ ذلك التاريخ بدأت مصر تعيش مرحلة هامة من تاريخها السياسي الإسلامي، حيث قامت بدور مهم عبر العديد من الدول والإمبراطوريات الإسلامية المتعاقبة، بدءًا من الدولة الأموية ومرورًا بالدولة العباسية والإخشيدية والدولة الفاطمية، وصولًا إلى الدولة الأيوبية، وبعدها عصر المماليك، وأخيرًا الإمبراطورية العثمانية التي احتلت مصر لمدة تقارب الثلاثة قرون.
شهدت مصر خلال الفترة الإسلامية نهضة شاملة في المجالات العمرانية والفنية، تجسدت هذه النهضة في العمارة الإسلامية، حيث تم بناء العديد من المساجد والقلاع والحصون والأسوار، كما تجلى الفن الزخرفي في أول عاصمة إسلامية في مصر، وهي مدينة الفسطاط، التي تضم جامع عمرو بن العاص، ويُعتبر مقياس النيل في جزيرة الروضة أقدم آثار مصرية إسلامية، وتم بناؤه على يد الخليفة العباسي المتوكل بالله في عام 245 هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ