أشهر قصص الصحابة والتابعين
ما هي أشهر قصص الصحابة؟ قبل الحديث عن أشهر الصحابة لا بدَّ من إلقاء الضَّوء على مفهوم الصَّحابي، فهناك من قال أنَّ صفة الصَّحابي تُعطى لمن رأى رسول الله ولو ساعةٌ من نهار، في حين أنَّ هناك من قال أنَّه حتَّى يحوز الصَّحابي هذا اللقب يجب أن يرافق النَّبي -صلى الله عليه وسلم- مدةً تقارب السَّنة أو غزا معه في إحدى غزواته.[١] قصة عبد الرحمن بن عوف ومؤاخاته مع سعد كيف فهم سعد بن الربيع الإخوة في الإسلام؟ لقد آخى الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار، ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قد آخى بين مهاجرَين أو أنصاريَّين، ومن أمثال الأخوة التي جرت بين الصَّحابة -رضوان الله عليهم- التآخي بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الرَّبيع.[٢] وقصة المؤاخاة بين الصحابي عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع في صحيح البخاري، ولقد كانت هذه المؤاخاة مشاركةُ بالمال والمتاع والبيت والزَّوجات، إلَّا أنَّ عبد الرحمن بن عوف قد اقتصر طلبه على معرفة طريق السُّوق فقط، فقد ورد في صحيح البخاري.[٣]
"لَمَّا قَدِمُوا المَدِينَةَ آخَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وسَعْدِ بنِ الرَّبِيعِ، قالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: إنِّي أكْثَرُ الأنْصَارِ مَالًا، فأقْسِمُ مَالِي نِصْفَيْنِ، ولِي امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أعْجَبَهُما إلَيْكَ فَسَمِّهَا لي أُطَلِّقْهَا، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا، قالَ: بَارَكَ اللَّهُ لكَ في أهْلِكَ ومَالِكَ، أيْنَ سُوقُكُمْ؟ فَدَلُّوهُ علَى سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَما انْقَلَبَ إلَّا ومعهُ فَضْلٌ مِن أقِطٍ وسَمْنٍ، ثُمَّ تَابَعَ الغُدُوَّ، ثُمَّ جَاءَ يَوْمًا وبِهِ أثَرُ صُفْرَةٍ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَهْيَمْ، قالَ: تَزَوَّجْتُ، قالَ: كَمْ سُقْتَ إلَيْهَا؟. قالَ: نَوَاةً مِن ذَهَبٍ، - أوْ وزْنَ نَوَاةٍ مِن ذَهَبٍ، شَكَّ إبْرَاهِيمُ -"[٤][٣] قصة إسلام عمر بن الخطاب كيف أعز الله الإسلام؟ بدأت قصة إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما قابلت أم عبد الله بنت حنتمة عمر بن الخطاب قبل الهجرة إلى الحبشة، واستغرب عمر بن الخطاب من إصرارهم على التَّمسك بهذا الدِّين على الرُّغم ممَّا قاسوه من العذاب والألم، وها هم يواجهون الهجرة والهرب بدينهم، ولما أحسَّت أم عبد الله اللين في صوت عمر بن الخطاب وأخبرت زوجها بذلك، قال لها زوجها لا يسلم عمر حتَّى يسلم حمار أبيه.[٥] وفي أحدِ المرات سمع عمر بن الخطاب بإسلام أخته وزوجها فذهب غاضبًا لعندهم، وبدأ يطرق الباب بعنف وقوة، وعندما هرعوا ليفتحوا الباب له، رأى صحيفة في الغرفة فخبأتها أخته، وما إن رأها حتَّى أصرَّ عليها بأن تعطيه إياها، وبدأ بضرب زوج أخته حينما جابهه بإسلامه، فصرخت أخته بالشَّهادة وعنَّفته على ضرب زوجها ناعتةً إياه باسم عدو الله،فابتعد نادمًا عن زوجها.[٥] وأعاد عمر بن الخطاب طلبه برؤية الصَّحيفة، فأجابته أخته بأنَّه نجس ولا يسمح له بلمس المصحف إلَّا إن اغتسل، فاغتسل عمر بن الخطاب وبدأ بقراءة الصَّحيفة والتي كانت تحوي آياتٍ من سورة طه، وكانت الآيات بعد بسم الله الرَّحمن الرَّحيم: {طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ * تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ * وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ}.[٦][٥] فوقع الإسلام في قلبه موقعًا حسنًا، وشرح الله صدره للإسلام، وطلب من أخته أن تدلَّه على مكان النَّبي، ولما لمست الرِّقة واللين في كلامه ودلَّته على مكانه، فذهب إلى الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- ليعلن إسلامه، وما إن سمع الصَّحابة صوته حتَّى خافوا لما عُلم عنه من بطشٍ وقوَّة.[٦][٥] فمسكه من يديه الصَّحابي حمزة مع صحابيٍّ أخر وأدخلوه لعند رسول الله، ولما قابل الرَّسول أعلن إسلامه فكبَّر صلى الله عليه وسلم فرحًا بإسلامه، وكان النَّبي يدعو الله بأن يعز الإسلام بأحد العمرين ابن هشام والمعروف باسم أبي جهل، أو عمر بن الخطاب.[٥] وقال الدُّكتور أكرم ضياء العمري أنَّ أغلب القصص التي ذُكرت عن قصة إسلام عمر بن الخطاب لم تروى من طُرق صحيحة رُغم أنَّها غير منكرة، في حين أكد ابن حجر أنَّ السبب في إسلام عمر هو قراءة القرآن في بيت أخته فاطمة.[٧] قصة أبي الدحداح واليتيم والنخلة كيف ربح بيع أبي الدحداح؟ من قصص الصَّحابة التي وردت قصة أبي الدحداح والنَّخلة، فقد جاء رجلُ يشتكي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه كان يبني سورًا حول بستانه، وفي مكان بناء السُّور كان هناك نخلةُ لجاره سببت اعوجاج السُّور، فطلب من صاحب هذه النَّخلة أن يعطيه إياها مقابل مال حتَّى يستقيم بناؤه فرفض، وحينما استدعى رسول الله هذا الرُّجل وسؤاله إياه عن النَّخلة أقرَّ بالأمر.[٨] فطلب منه الرَّسول أن يعطيه النَّخلة مقابل نخلةٍ في الجنَّة فرفض الرَّجل، فتمنَّى أبو الدَّحداح أن تكون تلك النَّخلة التي في الجنة من نصيبه، فاشترى تلك النَّخلة بكامل بستانه ونخيله، فهنَّأه رسول الله وبشَّره بأشجار النَّخيل التي له في الجنة، وقد ورد هذا في حديث أنس بن مالك حينما قال:[٨] "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كم مِن عذقٍ رداحٍ لأبي الدحداحِ في الجنةِ قالها مرارًا فأتى امرأتَه فقال: يا أمَّ الدحداحِ اخرُجي منَ الحائطِ فإني قد بِعتُه بنخلةٍ في الجنةِ فقالت: ربِح البيعُ أو كلمةً تُشبِهُها"[٩][٨] قصة أبي طلحة وأم سليم كيف تجلى فهم أم سليم لقضاء ربها؟ كان أبو طلحة متزوجًا من أم سليم وقد رزقهما الله بغلامٍ أحبَّاه حبًا شديدًا، ولكن شاء الله أن يمرض هذا الغلام ويقاسي من الألم، فاغتمَّ أبو طلحة لمرضه وحزن عليه حزنًا شديدًا، وفي أحد المرات خرج أبو طلحة ليصلي مع رسول الله صلاة العشاء المكتوبة، فقبض الله روح ابنه في ذاك الوقت، فأخفت عنه زوجته خبر موته وأوصت جميع من في البيت بألَّا يخبروه.[١٠] وعندما رجع إلى البيت سألها عن حال الطِّفل فطمأنته بأنَّه أفضل من أي حال، فهو في رحمة الله، وجهزت نفسها له بالطِّيب والزينة وقدمت له العشاء وأعرس بها ليلته تلك، وفي الصَّباح مهَّدت له خبر وفاة ابنه بأنَّ الأموال والأنفس وكل ما في هذه الحياة إن هي إلا ودائع لرب العالمين وعلى الجميع أن يردَّها يومًا، فقام وأخبر رسول الله بما جرى، فدعا له رسول الله بالبركة.[١٠] وقد ورد في قصة أبي طلحة وأم سليم الحديث الشَّريف الذي رواه أنس بن مالك "قالَ: أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لهما فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقالَ لي أَبُو طَلْحَةَ: احْمِلْهُ حتَّى تَأْتِيَ به النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَى به النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وَبَعَثَتْ معهُ بتَمَرَاتٍ، فأخَذَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: أَمعهُ شيءٌ؟ قالوا: نَعَمْ، تَمَرَاتٌ، فأخَذَهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ أَخَذَهَا مِن فِيهِ، فَجَعَلَهَا في فِي الصَّبِيِّ ثُمَّ حَنَّكَهُ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ الله".[١١][١٠] قصة شجاعة علي يوم خيبر مَن هو الذي حمل حصن خيبر؟ والقصص التي وردت عن شجاعة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه كثيرة- وقد ورد في هذا عن النَّبي "كانَ عَلِيٌّ قدْ تَخَلَّفَ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في خَيْبَرَ، وكانَ به رَمَدٌ، فَقَالَ: أنَا أتَخَلَّفُ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَحِقَ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا كانَ مَسَاءُ اللَّيْلَةِ الَّتي فَتَحَهَا اللهُ في صَبَاحِهَا، قَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ، أوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ، غَدًا رَجُلًا يُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، أوْ قَالَ: يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عليه فَإِذَا نَحْنُ بعَلِيٍّ وما نَرْجُوهُ، فَقالوا: هذا عَلِيٌّ فأعْطَاهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّايَةَ فَفَتَحَ اللهُ عليه".[١٢][١٣] وقد كان حينها علي أرمدًا، فناداه الرسول وتفل في عينه ومسحها فبرأت، فأخذ الرَّاية وبدأ بإنشاد بعض الأبيات التي ترمز إلى أنَّ أمَّه أسمته حيدرة ليقتل كل من يجابهه في المعركة، وتبارز مع مرحب وعاجله بضربة قوية ففلق رأسه وكتب الله فتح خيبر على يديه وقد وردت هذه الرِّواية عن طريق بريد الأسلمي.[١٣] ومن شجاعته يوم خيبر أنَّه فقد ترسه أثناء القتال فحمل بابًا كان قريبًا من حصن خيبر واستخدمه كترسٍ له، وعندما انتهى ورماه على الأرض ذهب رافعُ مولى رسول الله مع سبعة من الصَّحابة وحاولوا رفع هذا الباب ولكنهم لم يستطيعوا لثقله.[١٣] قصة أبي عقيل ولقاء مسيلمة الكذاب كيف نصر أبو عقيل رسول الله بعد موته؟ اتَّحد المسلمون تحت راية القائد خالد بن الوليد في معركة اليمامة؛ من أجل القضاء على مسيلمة الكذاب الذي ادَّعى النُّبوة في اليمن، وقد اجتمع مئة ألف من أتباع مسيلمة الكذاب المرتدين عن الإسلام، ضد 21 ألف مقاتلٍ من المسلمين وفيهم العديد من الصَّحابة ومن بينهم زيد بن الخطاب وأبو عقيل الأنصاري، وبدأت معركة اليمامة بشراسة وأصيب الصَّحابي أبو عقيل في كتفه.[١٤] عندما أُصيب الصَّحابي أبو عقيل بكتفه حاول الوقوف متحاملًا على نفسه، وسحب السَّهم ليكمل القتال فانفجرت الدِّماء من كتفه، وأغشي عليه فحمله الصَّحابي عبد الله بن عمر إلى الخيمة ليُقدَّم العلاج له، وفي تلك الأثناء سمع صوتًا يُنادي: يا أنصار رسول الله، فقام أبو عقيل ملبِّيًا النِّداء على الرُّغم من جراحه وألمه.[١٤] وحينما حاول عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- إيقافه، قال له: لقد نودي بالأنصار وأنا من الأنصار وسأجيب النِّداء، فانقض في صفوف الأعداء وهو يصرخ قائلًا: يا أصحاب محمد كرَّةٌ ككرة حُنين، فقطعت يده المجروحة واستمرَّ بالقتال حتَّى نال الشَّهادة رضي الله عنه وأرضاه في معركة اليمامة.[١٤] قصة عتق بلال بن رباح من الصحابي الذي أرادوا أن يعذبوه فعذبهم؟ كان الصَّحابي بلال بن رباح في الجاهليَّة عبدًا لأميَّة بن خلف، وكانت أيامه تمضي على خدمتهم بكل ما تحمله من قسوة وظلم، وسمعَ مرَّةً عن الدِّين الجديد الذي باتت قريش تخاف منه، وشاء الله أن يدخل النُّورَ والإيمان إلى قلب بلال بن رباح، ليريه طريق حياةٍ عادلة، وانتشر خبر إسلام بلال بن رباح بين أهل قريش كالنَّار في الهشيم، وأقسم أميَّة على نفسه ألَّا تغرب شمس الغد إلا بترك بلال للدِّين الجديد وعودته لدين أبائهم وأجدادهم.[١٥] وبهذا بدأت رحلة عذاب بلال بن رباح، فقد كانوا يحملونه إلى الصَّحراء في وقت الظَّهيرة ليكووا جسده بالرِّمال الملتهبة، ويذيقوه أصناف العذاب والألم وهو يلهج بكلمة أحد أحد، وعندما طالت فترة عذابه وألمه، رقَّ لحاله أبو بكر الصِّديق واشتراه من أميَّة بن خلف، وقد وجد أميَّة بن خلف طلب أبي بكر الصِّديق كفسحة أملٍ ونجاة تخلِّصه من بلال وذلك بعد تعبه من صمود بلال على فنون العذاب التي أذاقه إياها.[١٥] وبعد أن اشتراه أبو بكر أعتقه لوجه الله، فقال أمية لأبي بكر الصِّديق لو دفعت ثمنم بلال أوقية لقبلت، فردَّ عليه أبو بكر بأنَّه لو طلب ثمنه مئة أوقية لقبل، وقد ورد عن عمر بن الخطاب "كانَ عُمَرُ يقولُ: أبو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وأَعْتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي بلَالًا".[١٦][١٥] قصة سعد بن وقاص وحراسة النبي من الصحابي الصالح الذي اختاره الله لحراسة النبي؟ سعد بن أبي وقاص خال الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- بالرِّضاعة، وكان الرَّسول يباهي به بأنّه خاله، وفي أحد المرات كان النَّبي -صلى الله عليه وسلم- يشعر بالجهد والتَّعب ويريد أن ينام، فتمنى لو أنَّ أحدًا من أصحابه يراقبه ويحرسه في ليلته تلك، وإذ بالسَّيدة عائشة والنَّبي يسمعان خارج البيت صوت سلاح، وعندما نادى رسول الله عمن في الخارج، أجابه سعد بن أبي وقاص أنَّه جاء لحراسته.[١٧] وقد ورد هذا في حديث عائشة أم المؤمنين "أرِقَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقالَ: لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِن أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ، قالَتْ وَسَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن هذا؟ قالَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ: يا رَسولَ اللهِ، جِئْتُ أَحْرُسُكَ. قالَتْ عَائِشَةُ: فَنَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَه".[١٨][١٧] ولقراءة المزيد حول قصص الصحابة يرجى الاطلاع على مقال: مواقف من حياة الصحابة. أشهر قصص التابعين ما هي أشهر القصص المأثورة عن التابعين؟ قصة احترام سعيد بن المسيب لحديث رسول الله كيف فهم السلف احترام كلام النبي؟ كان سعيد بن المسيب شخصًا ورعًا وتقيًّا وكان من أكثر النَّاس الذين يتحرَّون ما يدخل بيتهم وبطنهم، فيعمل على ألَّا يدخلهما إلا حلالًا طيبًا، ومما يذكر عنه شدَّة احترامه لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكأنَّه جالسٌ أمامه، وفي أحد المرَّات كان مريضًا فعاده رجل في مرضه، وسأله عن حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.[١٩] فجلس وحدَّثه بذاك الحديث ومن ثمَّ اضطجع، فخجل الرَّجل لأنَّه أتعبه وأشفق عليه من مرضه، وأخبره أنَّه ودَّ لو لم يكن سبب له تلك المشقة والجلوس في مرضه، فردَّ عليه سعيد بن المسيب بأنَّه يخجل أن يقول حديثًا عن الحبيب المصطفى ويبقى مضطجعًا.[١٩] قصة استشهاد سعيد بن جبير بدَعوة مَن أهلَكَ الله -تعالى- الحجّاج؟ عالمٌ أخذ علمه عن عبد الله بن عباس، كان مع الذين خرجوا على الأمويين في عهد عبد الملك بن مروان، وفرَّ بعدها هاربًا إلى مكة المكرمة، وسلمه والي مكة للحجاج بن يوسف الثَّقفي الذي سأله مستنكرًا عن سبب خروجه على الأمويين، فردَّ عليه بأنَّ في عنقه بيعة لعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، فأقسم الحجاج أن يقتله، وحينما أراد أن يقتله، دعا الله سعيد بن جبير ألَّا يسلطه على أحدٍ من بعده.[٢٠] وقتله سنة 95 للهجرة في شهر شعبان وهناك من قال إنها 94 للهجرة عن عمر يناهز ال 49 سنة، وقيل إن الحجاج عند ما كان في مرض موته، كان يُغشى عليه ومن ثمَّ يستيقظ ويقول: مالي ولسعيد بن جبير مالي ولقتله، ومما قيل عن سعيد بن جبير ما نٌقل عن أحمد بن حنبل، أنَّه قُتل وما على وجه الأرض شخصٌ إلا وهو بحاجة لعلمه.[٢٠]