الحمد لله
بداية ينبغي عليك أن تعلمي أن الله كتب عليك الحيض لحكمة جليلة والخيرة فيما اختار الله لك فسلمي بالقضاء والقدر وأيقني أن الله ارحم وألطف بك من حرصك.
ثم اعلمي أن الشارع الحكيم يكتب للعبد ثواب العمل الصالح إذا كان معذورا
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
*(إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً)*.
رواه البخاري.
وأنت بلا شك معذورة حال الحيض لأنه من غير اختيارك وإرادتك ولا تملكين حتى دفعه.
وإن كانت الحائض قد منعت عن الصوم والصلاة إلا أن هناك أعمال جليلة لا زالت مشروعة لها غير ممنوعة عنها :
*
كالتسبيح*
*
والتهليل*
*
والتحميد*
*
والتكبير*
*
والدعاء*
*
والصلاة على النبي الكريم*
*
وقراءة القرآن .*
*
والصدقة*
*
والتفكر في آيات الله*
فاجتهدي في الذكر والدعاء وقراءة القرآن بتفكر وتدبر واستشعري القرب من الله وتلذذي بمناجاته والإطراح بين يديه والندم عما اجترحتيه من السيئات وأكثري من التوبة والاستغفار ومن الدعاء المشروع في هذه الليالي:
*(اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).*
وأيقني بعظيم رجاء الله وسعة عطائه وكمال رحمته بخلقه خاصة أهل الإحسان منهم وقد دلت النصوص على أن الله يعطي العبد على حسب رجائه وحسن ظنه بربه.
وإذا اجتهدت في هذه الليالي العشر بالأعمال الصالحة فيرجى لك أن تصيبي فضلها وفضل ليلة القدر لأن فضل ليلة القدر عام في جميع الأعمال الصالحة وليس خاصا بالصلاة فكل من تقرب لله في تلك الليلة بعمل صالح من أي جنس أو نوع شمله هذه المضاعفة في الثواب.
وقد ذكر بعض السلف أن فضل ليلة القدر عام يصيب كل مسلم مقبول العمل تلك الليلة.
قال ابن رجب في اللطائف:
(وفي المسند والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في شهر رمضان: *(فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم)*.
قال جويبر:
قلت للضحاك : أرأيت النفساء والحائض والمسافر والنائم لهم في ليلة القدر نصيب قال: نعم كل من تقبل الله عمله سيعطيه نصيبه من ليلة القدر).
وفضل الله واسع العطاء لا يحجره أحد ولا يقصره فهم ولا يتحكم فيه رأي نسأل الله من فضله العظيم وخيره العميم أن لا يحرمنا وسائر المسلمين.
واعلمي أن حزنك وغمك لفقد الطاعات في هذا الزمن الفاضل يدل إن شاء الله على كمال الإيمان والحرص على التقرب لله وهذا الحزن محمود شرعا يثيب الله العبد عليه لأنه ناشئ عن فوات طاعة الله.
والحاصل اجتهدي واطمأني وابشري وعظمي الرجاء بالله ولن يضيع ربك عملك ولن يحرمك ثوابه جل جلاله وعظمت رحمته.
والله الموفق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
•---------------------•