SaMeH-DeS " إدارة المنتدى " HOME OF DESIGN ــــــــــــــــــــــــــــــ | تاريــخ التسجيـــــــل : 02/04/2023 |
| مــــعدل النشـــــــاط : 13897 |
آوسمتي | |
| موضوع: الخليفة الثائر الأحد أبريل 14, 2024 10:09 pm | |
| الخليفة الثائر الكاتب د. جاسم الجزاع
نظم الجيوش وقادها بنفسه، وضبط أمور الخلافة ورتبها على أحسن وجه، وحاول استعادة هيبتها ومجدها بعد أن عاث بها السلاطين السلاجقة، إذ أصبحوا عبئاً على الدولة بعد أن كانوا عوناً لها، وذهبت أيام السلاطين الأوائل الأقوياء المعينين للخليفة العربي في أدائه وحكمه.. أراد أن يجعل الخلافة مرهوبة الجانب على عكس أسلافه المتأخرين، ولكن محاولاته باءت بالفشل! وكان قدره أن يُقتل وهو في عنفوان طموحه.
إنه الخليفة “المسترشد بالله”، الخليفة التاسع والعشرون من خلفاء بني العباس، بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه الخليفة المستظهر بالله، وكان فصيحًا بليغًا، حفظ القرآن الكريم، ودرس الحديث على يد أشهر علماء عصره، وكان ذا هيبة وجلال ووقار، يحترمه عدوه قبل صديقه، شديد الاعتزاز بنفسه.
حاول الخليفة المسترشد بالله أن يعيد مجد بني العباس، وأن يتخلص من عقدة السلاجقة الذين كانت دولتهم من أقوى الدول المنفصلة عن الخلافة العباسية، وكان قد امتد نفوذها ليشمل العراق نفسه؛ وكان من مظاهر سيطرتهم الكاملة على الخلافة أن يسلطوا على الخليفة من يقتله أو يعزله أو يطرده إذا حاول الخروج عن طاعتهم! فقد عزل الخليفة المقتدر وزيره عميد الدولة تلبيةً لرغبة السلاطين السلاجقة، وعزل وزيره أبا شجاع بطلب من ملكشاه السلجوقي.
ولما تولى المسترشد بالله الخلافة كانت السلطنة السلجوقية بيد «محمود بن محمد بن ملكشاه»، وقد عرف بسلطان العراق، العرب والعجم، وقد بدأ السلطان محمود بن محمد يتوجس من المسترشد شرًّا، خاصة بعد انتصار المسترشد على «دبيس بن مزيد بن صدقة»، وكان أحد المتمردين من العرب في العراق، وقد كان متحالفًا مع السلاجقة، ولكن الخليفة المسترشد استطاع هزيمته أكثر من مرة.
والذي حدث بعد ذلك أن رئيس شرطة بغداد، والذي كان تابعًا للسلاجقة، قد ذهب إلى السلطان محمود السلجوقي في همدان، وحذره من مغبة تحركات الخليفة المسترشد، فتحرك السلطان محمود صوب بغداد ودارت عدة معارك بين الجانبين، انتهت بعقد صلح بين الطرفين، وقبِل السلطان محمود الصلح وارتضى بكل ما اقترحه عليه الخليفة المسترشد.. ورغم ما أصاب الخليفة المسترشد من هزائم فإنه بقي مهاب الجانب.
وبعد هذه المعارك مرض السلطان محمود بن محمد، وقبل أن يعود إلى همدان طلب من الخليفة المسترشد مسامحته فسامحه الخليفة، وقرت نفسه، ومضى إلى همدان. وبعد وفاة السلطان محمود تولى بعده أمر السلطنة «مسعود بن محمد بن ملكشاه».
بعد ذلك عزم الخليفة المسترشد على فتح مدينة الموصل في شمال العراق، وكان «عماد الدين زنكي» واليًا عليها، وكانت ملجأ لأعداء الدولة من السلاجقة وغيرهم (وذلك قبل أن يتحول موقفه من السلب إلى الإيجاب ويبدأ مشروعه الإصلاحي للأمة). وقد سار المسترشد بجيشه متجهًا إليها، وفي طريقه أخضع كل البلدان التي مر بها، ووصل إلى الموصل وحاصرها ولكن دون جدوى، فقد نما إلى علمه أن السلطان «مسعود بن محمد» قد عاد إلى بغداد عازمًا على تأديب الخليفة، وانتزاع بغداد وإخراجه منها، فاضطر المسترشد أن يعقد صلحًا مع عماد الدين زنكي، وترك الموصل وعاد لمحاربة السلطان مسعود.
والتقى الجمعان وانهزم جند الخليفة، ووقع المسترشد في الأسر، ونُهبت أمواله، وقد دخل عليه جماعة من الباطنية وهو في خيمته، وضربوه بالسكاكين، وقُتل معه نفرٌ من أصحابه، وقد أشارت أصابع الاتهام إلى السلطان مسعود السلجوقي.
وهكذا توفي المسترشد، الخليفة الثائر، قبل أن يكمل حلمه في استعادة هيبة بني العباس، ويوقف التدخل السلجوقي في الخلافة.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ | |
|
دمعه السعودية .. كبار الشخصيات ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
| تاريــخ التسجيـــــــل : 13/11/2023 |
| مــــعدل النشـــــــاط : 8393 |
| موضوع: رد: الخليفة الثائر الإثنين أبريل 15, 2024 12:22 am | |
| الخليفة الثائر شكرا جزيلا على الموضوع الرائعةــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وثلث بكم أيها المؤمنون من جنه وأنسه، فقال قولا كريما: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمدٍ3 | |
|