اليوم في 7:46 am اليوم في 7:40 am اليوم في 7:34 am اليوم في 7:20 am اليوم في 7:20 am اليوم في 7:20 am اليوم في 7:12 am اليوم في 7:09 am اليوم في 7:05 am اليوم في 7:00 am
بعدما هاجر ابراهيم عليه السلام من بابل بشمال العراق ومنها إلى حران بالشام ومنها إلى مصر وتوجه إلى فلسطين وحينما استقر به المقام في فلسطين انضم له لوط عليه السلام ثم أمر لوط أن ينتقل ليدعوا قوما شديدي الكفر والشذوذ في قرية تسمى سدوم ويقال لها كذلك المكتفئة وسنرجع لهذه القصة مع هؤلاء القوم الفجرة الكفرة.
إبراهيم عليه السلام يتزوج من هاجر فذهب إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة وأمتها هاجر في فلسطين، وعاش هناك وكان يدعوا إلى الله ويتاجر، وصارت له الأموال الكثيرة في فلسطين ولما بلغ من العمر خمسة وثمانين سنة أو ستة وثمانين سنة تقريبا، رأت سارة أنها عاقر وزوجها كبير يشتاق إلى الولد ويتمناه فأهدته هاجر فصارت إليه وتزوجها فولدت له ولده البكر اسماعيل عليه السلام.
وكان ذك عمره ستة وثمانين عاما وغارت سارة رغم أنها هي التي أهدتها له هاجر وقالت لا تجمعني معها في مكان واحد.
إبراهيم عليه السلام يسافر باسماعيل وهاجر إلى مكة المكرمة وصرف ابراهيم السيدة هاجر بعيدا عن سارة، ثم أمر الله تعالى بأن يأخذها هي واسماعيل إلى مكة المكرمة وبالفعل سافروا إلى مكة.
رحلات ابراهيم عليه السلام كانت على البراق الدابة التي يركبها الأنبياء، ولو كان معه أحد كان يسافر سفرا عاديًا.
وسافر مع زوجته وابنه إلى مكة وسار بهما حتى وصلوا إلى وادي مكة الذي لا يوجد فيه أي شيء على الاطلاق بين الجبال.
ابراهيم يترك هاجر وابنها اسماعيل في صحراء مكة وهناك في ذلك الوادي ترك هاجر ومعها اسماعيل عليهما السلام وانصرف، فتعجبت هاجر وتوقعت أن يتركها في قرية على الأقل في مكان به طعام وشراب ولكنه مضى فتبعته هاجر عليها السلام فقالت يا ابراهيم أين تتركنا؟ لا ماء ولا طعام لا بشر؟
ولم يتردد عليه السلام واستمر وهي تتبع وتترجاه وتستعطفه : " نموت في هذا المكان هذه صحراء " وهو مصر على مضيه ثم قالت له : آلله أمرك بهذا؟ فقال نعم، فقالت هاجر عليها السلام: " إذًا لن يضيعنا".
هاجر تسعى بين الصفا والمروة سعيا عن الماء والطعام أو من ينقذ ابنها ورجعت إلى رضيعها اسماعيل وبقيت معه ونفذ الزاد والماء والطعام وبدء اسماعيل الرضيع عليه السلام يبكي والمرأة لا تتحمل سماع بكاء رضيعها من الجوع فتركته وأسرعت إلى أقرب الجبال إليها الصفا فصعدت عليه وبدأت تنظر وتتأمل لعلها تجد شيئًا، فلم تجد، فأسرعت للوادي فلما نزلت في بطن الوادي هرولت ثم صعدت إلى جبل المروة وبدأت تبحث ولم تجد شيئًا، فشعرت بأنها ابتعدت عن طفلها فرجعت نحو الصفا وظلت على هذا الحال.
فظلت سبعة أشواط تسعى بين الصفا والمروة فهذا سعي المسلمين بين الصفا والمروة احياء لهذه القصة العظيمة، فلما وصلت للمروة في المرة السابعة فسمعت صوتا فقالت لابنها اسكت ( صه) وبدأت تتسمع فسمعت صوتا عند اسماعيل عليه السلام فجرت نحوه، فإذا الماء ينبع من تحت رجليه.
الله يرسل جبريل ليفجر بئر زمزم تحت قدم اسماعيل الرضيع جاء جبريل عليه السلام فضرب الأرض بطرف جناحه عند موضع زمزم وبدأ النبع العظيم عند رجل اسماعيل عليه السلام. عند رجل نبي بحفر ملك.
ففرحت هاجر برؤية الماء وبدأت تحفر النبع البسيط وتقوم باحاطته وتقول ( زم زم ) يعني تجمع.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " رحم الله أم اسماعيل لو لم تحطه لكانت زمزم عينًا معينًا ولرجت كالنهر ".
وشرب اسماعيل ونجو من الموت بمعجزة الهية، لكن ظلت بدون طعام أو بشر. وبدأت الطيور تحوم على المياه التي فيها زمزم.
قبيلة جرهم تستأذن هاجر أم اسماعيل بالشرب من زمزم وفي هذه الفترة كانت قبيلة جرهم من قبائل العرب العظيمة قد تركت اليمن بسبب إنهيار سد مأرب الذي كان يستخدم لتجميع الماء. حيث تفرق العرب من اليمن إلى شمال الجزيرة. فأصل العرب كلهم من اليمن.
وجرهم كانت تبحث عن الماء وكانت تتجه إتجاه الشام، ورأوا الطيور تحوم على منطقة وادي بكة فقالواوالله هذه الطيور لها شأن فأرسلوا رسول جاءهم الخبر، وتوجهت القبيلة عند الماء وكانت فيهم شهامة ونخوة ما كانوا يقطعون طريق أو يؤذون الناس.
فوجدوا ام اسماعيل فاستأذنوها على أن يعطوها أجرًا مقابل استعمالهم للماء، فوافقوا على ذلك بسبب شهامتهم.
ونزلت جرهم في مكة وكانت هذه معيشة هاجر نتيجة استئجار زمزم لهؤلاء الناس، ونشأ اسماعيل في جرهم وتعلم منهم اللغة العربية الفصيحة وصار أفصحهم ومن ذريته من زواجه من جرهم صار العرب المستعربة ومن بينهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كان هذا لاستجابة لدعاء ابراهيم عليه السلام بدعوته المذكورة في القرءان (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم). هل كان البيت المحرم مبنيا؟ بالتأكيد لم يكن مبني حينما وصل ابراهيم بهاجر هناك. هل كان مبني قبل ذلك؟ مكانه كان معروف عند الملائكة وابراهيم عليه السلام. وفيه رواية أخرى أن شيث ابن ادم بناه وانهدم.
لقول الله عز وجل : " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) - اَل عمران"
ابراهيم يرى رؤية ذبح ابنه اسماعيل ومرت الأيام وشب اسماعيل عليه السلام في جرهم وكان ابراهيم عليه السلام يزوره في كل عام مرة أو مرتين أو أكثر، وظل على هذا الحال إلى أن جاء حدث عظيم ففي أحد زيارات ابراهيم عليه السلام لمكة وبينما هو نائم في مكة في زيارته لاسماعيل إذ رأى رؤية في المنام أنه يذبح ابنه وهو يعلم أن رؤى الأنبياء حق ولا يتمثل فيها الشيطان، فعزم على هذا الأمر ولم يتردد.
يقول الفقهاء أن ابراهيم أراد أن يشارك ابنه في أجره لتنفيذ أمر الله حيث وافق اسماعيل على ابتلاء الله وقال له افعل ما تؤمر لأنه يعلم أن رؤيا الأنبياء حق، حيث كان مسلم لله عز وجل، وصبر. فكان اسماعيل منتهى الأدب مع الله عز وجل حيث قال ( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) ولم يغترّ بإيمانه ولا علمه ولا قدرته وإنما نسب ذلك إلى الله عز وجل.
وقال اسماعيل ضع جبهتي على الأرض حتى لا تشفق عليه وبالفعل وضع جبهته على الأرض، وأخذ ابراهيم السكين ووضعها على رقبة اسماعيل وجرها فلم تقطع السكين وأخذ إبراهيم يضغط ويجر، ويقول له اسماعيل: "شد يا أبي " لكن لم تقطع.
الله يفدي اسماعيل بكبش من الجنة فبعدما أسلما ( اسماعيل وابراهيم ) وخضعها لتنفيذ الأمر، فهنا الاسلام الكامل الواضح الظاهر الذي هو التسليم لأمر الله ونهيه بلا تردد ولا إعتراض. وبالتالي لم يعد هناك حاجة للاختبار فالتسليم حدث، فلما ظهر التسليم لله رب العالمين جاءه النداء وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا وحولتها إلى واقع إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين، يعني هذا هو أعظم اختبار في التاريخ.
وسمع ابراهيم نداء من خلفه فوجد جبريل ومعه كبش فداء نزل من الجنة، فهو كبش قد رعى في الجنة أربعين خريف أبيض أعين عيناه واسعتان وقرونه كبيرة هكذا وفى وهكذا فدى اسماعيل عليه السلام وصارت سنة في أمة الاسلام من بعده أن يضحون لله عز وجل عند الكعبة عند الحرم في كل عام مرة ويضحي معهم المسلمون في أنحاء الأرض لاستشعار معنى الاستسلام والسير على نهج ابراهيم عليه السلام.