اليوم في 5:09 am اليوم في 4:58 am اليوم في 4:49 am اليوم في 4:48 am اليوم في 4:30 am اليوم في 4:06 am اليوم في 4:01 am اليوم في 3:55 am اليوم في 3:33 am اليوم في 3:33 am
زوجة عزيز مصر تريد أن تمارس الحب مع يوسف كان يوسف عليه السلام شديد الجمال حتى إذا سار بجوار حائط ينعكس نوره على الحائط، وفي رحلة الاسراء والمعراج قابل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام سيدنا يوسف وقال عنه : " لقد أوتى شطر الجمال" أي نصف جمال البشر.
وبسبب جماله لم تستطع زوجة العزيز الصبر وامتلأ قلبها حُبًا ليوسف وأرادت أن تمارس الحب معه فبدأت تتلطف وراودته أي الطلب برفق ولين وبدأت تغويه وتغريه بكافة المغريات، واستعملت كل أساليبها كأنثى.
وقالت له ( هيت لك ) يعني تهيأت لك فتعال، فرد عليها يوسف عليه السلام ( معاذ الله ) يعني لا يمكن أن يفعل ذلك لأنها فاحشة ومع مَن مع الرجل الذي أكرمه وزير المالية، مضيفًا: " إنه ربي أحسن مثواي ) يقصد أن ربه: عزيز مصر أحسن إقامته الطويلة فكيف يخونه مع زوجته.
وتابع يوسف: " إنه لا يفلح الظالمون" يعني أنه ظلم والله لا يجعل الظالمين فالحين. إذًا يوسف عليه السلام رفض الزنا لأن الله أتاه حكما وعلمًا وكان من المحسنين.
ويقول الله عن الموقف ( ولقد همّت به ) يعني عزمت إليه ( وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ) يعني دافع يوسف عن نفسه وابتعد عنها ولم يقترب منها، ولم يخطر بباله حتى أن يقترب منها.
بالتالي ما قاله بعض المفسرون أن يوسف أراد الفاحشة واضطجع معها غير صحيح، المنطق ينفي ذلك لأن الله اتاه حكما وعلما وجعله من المحسنين ويعرف فضل العزيز عليه وأن الزنا ظلم.
وحتى الخاطر لم يأتي ببال يوسف عليه السلام لماذا ؟ لأنه رأى برهان ربه.. وما هو هذا البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام؟
رأى شيئًا جعله لا يفكر حتى تفكير ولا تخطر بباله رغبة ممارسة الحب مع زوجة وزير مالية مصر. واختلف المفسرون في تأويل ( البرهان ) قالوا: رأى جبريل عليه السلام. وقيل رأى : يقعوب يعض أصبعه. وقيل رأى : على الحائط إنه كان فاحشة وساء سبيلا. وقيل رأى: العزيز.
والله أعلم لم يأتِ حديث نبوي صحيح لتفسير الآية لكن الثابت أنه رأى شيئًا منعه من التفكير حتى في ممارسة الحب معها. وبذلك صرف الله عنه السوء والفحشاء، وهذا دليل آخر على أنه لم يهم فقال الله عنه ( إنه من عبادنا المخلصين)، وهذا مدحٌ آخر ليوسف عليه السلام فكيف يكون عبد ومخلص وكل هذه الصفات ويفكر في الزنا.
زوجة عزيز مصر تواصل ملاحقة يوسف لاغتصابه وزوجها فجأة يظهر بدأ يجري يوسف عليه السلام نحو الباب ليهرب منها لكنها سابقته وجرّته حتى يبتعد عن الباب وهو مصر فانشق قمصه من خلفه، وفي هذه اللحظة يفتح الباب بالمفتاح ويدخل وزير المالية ويرى هذا المشهد، زوجته متجملة ومتزينة ومتعلقة بيوسف عليه السلام.
ففورًا أرادت أن تدافع عن نفسها فقالت: " ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا؟ يعني ماذا يستحق من يريد ممارسة الفحشاء مع زوجتك؟! واستدركت وقالت حتى لا يفكر زوجها بقتله – إلا أن يسجن أو عذاب أليم، وفورًا دافع يوسف عليه السلام عن نفسه فقال: " هي راودتني عن نفسي".
وشهد شاهد من أهلها.. من هو هذا الشاهد ؟ هناك روايتان الرواية الأولى تقول كان طفل رضيع في البيت فنطق قال : " هي راودته عن نفسه" معجزة من الله سبحانه وتعالى.
والرواية الأخرى أنه كان مع العزيز ابن عمها فقال: " انظر أين انشق القميص إن كان القميص تم تمزيقه من الخلف فكذبت وهو من الصادقين. وإن كان قميصه قُد من الأمام فصدقت وهو من الكاذبين". فلما رأى العزيز أن القميص تم تمزيقه من الخلف قال : " إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم" يعني هذا مكر منكم ودهاء.
ردة فعل وزير مالية مصر بعدما اكتشف انحراف زوجته يقول سيد قطب رحمه الله وزير مالية مصر كان من الطبقة الارستقراطية التي معاني الشرف لديه ليس لها قيمة. فلو كان له قيمة لغلبته الحمية وقتل يوسف.
لكن ماذا فعل قال : " يوسف أعرض عن هذا" ابتعد عن هذا وقال لزوجته : " استغفري لذنبكِ إنكِ كنتِ من الخاطئين".
ولم يخرج زوجته من البيت ولم يعاقب يوسف، وهكذا تكون حالة الحياة الارستقراطية التي ينتزع منها الشرف والقيمة، ويصبح الانسان ديوث لا غيرة فيه.
النساء الارستقراطيات يعبن على زوجة العزيز وما فعلته مع يوسف وانتشر الخبر وبدأ النساء يتحدثن بهذا الخبر وذكر القرءان ذلك، وبدأت النساء تعيب على امرأة العزيز.
وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه يعني تريد أن تمارس الحب مع عبد، لقد وصلت إلى قمة الانحراف.
لذلك قامت زوجة العزيز بدعوتهن إلى وليمة ( حفل عشاء ) وأعددت لهن وسائد للاتكاء عليها، فجلسن متكئات وأعطتهن بعض العشاء الفواكه ( تفاح) ووزعت على كل واحدة منهن سكينًا، فلما بدأن يقطعن التفاح قالت لـ يوسف عليه السلام: اخرج عليهن.
فدخل يوسف المجلس فحينما نظرن النساء لجمال يوسف فبهتن.
يقول الله سبحانه وتعالى عن هذا المشهد : " فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهنّ" يعني أنهن قاموا بجرح أياديهن وهن لا يشعرن من شدة جمال يوسف عليه السلام.
وقالت النساء حاشا لله ما هذا بشر إنما هذا ملك كريم. وهنا ردت عليهن بأنها راودته عن نفسه لكنه استعصم وامتنع، فكيف تقومون بلومي عليه ؟! وهذا دليل آخر على أنه لم يهمّ بها، ورغم ذلك هددت يوسف عليه السلام بالسجن أمام النساء لممارسة الحب معه.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل هاجمت النسوة جميعًا عليه، ليست امرأة العزيز فقط، وانبهرن بجمال يوسف عليه السلام.
لذلك دعا يوسف ربه بأن يصرف كيد النساء عنه، حتى لا يقع في الفحشاء، واستجاب الله له وعصمه الله سبحانه وتعالى وابتعدت النساء عنه.
وزير مالية مصر يسجن يوسف عليه السلام حفاظا على سمعة زوجته المنحرفة وانتشر الخبر بين الناس وصارت سمعة امرأة العزيز تلوكها الألسن، وهنا استاءت فجاءت إلى زوجها وبدءوا يتشاورون، أن الناس بدأوا يصدقون أن هي التي تريده وليس هو. فقالت فضحني هذا الأمر فاستر عليّ، قال العزيز: ماذا أفعل؟! وبعدما تشاوروا فعلوا فعلا عجيب.
يقول ابن عباس: " فأمر العزيز بيوسف فحمل على حمار وضرب به بالطبل ونودي به في أسواق مصر أن يوسف العبراني أراد سيدته فجزاءه السجن ".
يعني أرادوا قلب الآية ليتهمون فيها البريء وسيتم معاقبته بالسجن. وذاك قول الله عز وجل: " ثم بدا لهم من بعد ما رآوا الآيات ليسجننه حتى حين".