في ذكرى التشريف.. كيف وصلت رأس الحسين إلى مصر؟
تحتفل الطرق الصوفية بمصر والعالم بمولد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، سيد الشهداء وسبط النبي الكريم، ويشمل الاحتفال بذكرى استقرار رأسه الشريف في مسجده بالقاهرة.
ونظرا للظروف التي يمر بها العالم بسبب وباء كورونا وتصاعد حالات الإصابة بالفيروس، تم إلغاء الاحتفالات التي تقوم بها الطرق الصوفية والمجلس الأعلى للطرق الصوفية.
وقال الدكتور عبدالله الناصر حلمي الأمين العام لاتحاد القوى الصوفية لـ"الوطن" إنه لا يوجد أي شكل من أشكال الاحتفالات الطبيعية كالحضرات والذكر، لكن سيتم الاحتفال بمولده الشريف فى قلوب المحبين، قائلا: نحتفل بحبنا له مع التزامنا بتعليمات الحكومة الهادفة للصالح العام لجموع الشعب المصري ونجدد الدعوة لكل شعب مصر بالبقاء في البيت لاتقاء شر فيروس كورونا اللعين.
وبحسب "حلمي"، فإن الاحتفال بالحسين بن علي يتم إقامته في مصر مرتين، الأولى يوم مولده الحقيقي الموافق 3 شعبان من العام الهجري، والثاني يكون في ربيع الآخر في ذكرى استقرار الرأس.
قصة وصل رأس الإمام الحسين من كربلاء إلى مصر
وخلال الاحتفالات، تخرج بعض الأحاديث حول عدم صحة ما يقال حول وجود الرأس الحسينية في القاهرة، إلا أن الرأي الثابث في هذا الأمر هو وجودها في مسجده بالقاهرة.
ويجمع المؤرخون، وكتاب السيرة، على أن جسد الحسين رضى الله عنه دفن مكان مقتله في كربلاء، أما الرأس الشريف فقد طافوا به حتى استقر بعسقلان، وهو الميناء الفلسطيني، على البحر الأبيض، قريبا من مواني مصر وبيت المقدس.
وقد أيد وجود الرأس الشريف بعسقلان، ونقله منها إلى مصر جمهور كبير من المؤرخين والرواد، منهم: ابن ميسر، والقلقشندي، وعلي ابن أبي بكر الشهير بالسايح الهروي، وابن إياس، وسبط ابن الجوزي، وممن ذهب إلى دفن الرأس الشريف بمشهد القاهرة المؤرخ العظيم عثمان مدوخ؛ إذ قال: إن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد تزار: مشهد بدمشق دفن به الرأس أولا، ثم مشهد بعسقلان بلد على البحر الأبيض، نقل إليه الرأس من دمشق، ثم نقل إلى المشهد القاهري لمصر بين خان الخليلي والجامع الأزهر.
ويقول المقريزي: إن رأس الحسين رضى الله عنه نقلت من عسقلان إلى القاهرة في 8 جمادى الآخرة عام 548ه، وبقيت عاما مدفونة في قصر الزمرد حتى أنشئت له خصيصا قبة هي المشهد الحالي، وكان ذلك عام 549ه.
وفي شهادة للدكتور الحسيني هاشم وكيل الأزهر وأمين عام مجمع البحوث -رحمه الله- تعليقا على ما دسه النساخون على كتاب الإمام السيوطي "حقيقة السنة والبدعة" ما ملخصه: وقد أكد استقرار الرأس بمصر أكبر عدد من المؤرخين، منهم: ابن إياس في كتابه، والقلقشندي في "صبح الأعشى"، والمقريزي الذي عقد فصلا في خططه المسمى "المواعظ والاعتبار".
ورواية (ابن ميسر) التي تقول إن الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي، هو الذي حمل الرأس الشريف على صدره من عسقلان، وسعى به ماشيا حيث وصل مصر وحلت الرأس في مثواها الحالي من القصر عند قبة باب الديلم، حيث الضريح المعروف الآن بمسجده المبارك، وكذا السخاوي -رحمه الله- قد أثبت رواية نقل رأس الحسين إلى مصر.