بلاغة وعظمة القرآن الكريم!!
وقفات مع سورة التوبة الجزء العاشر
من عظمة كتاب الله ان تكون به سورة باسم التوبة ليجعلنا لا نياس و نزداد املا مهما اخطانا أو تاخرنا في الرجوع الي الله و مهما بعدنا ، ايضا من اسمائها الفاضحة لانها فضحت المنافقين و بينت احوالهم لذلك فعند قراءتها يكون وقعها شديد علي النفس فكما كان سيدنا عمر يسأل سيدنا حذيفة بن اليمان كاتم سر رسول الله صلى الله عليه وسلم هل انا منهم فإننا نقيس انفسنا علي هذه السورة هل نحن من المنافقين او ان كانت بنا خصلة من خصال النفاق كي نتخلص منها و نسارع بالتوبة
اجواء السورة عن غزوة العسرة تبوك اجواء معركة الحق و الباطل فلما عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم نية الروم و حلفائهم من العرب استئصال الإسلام و اهله بالمدينة و تجمعهم لذلك سارع إليهم بالرغم من العسرة و صعوبة الاعداد و قد نصره الله بالرعب فتفرقوا عند وصول جيش الإسلام
كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة
عملوا قوانين و حقوق انسان لكن الكيل بمكيالين فيما يخصنا اليس هذا حالهم اليوم نراها في فلسطين و الضفة و غزة و افغانستان و كشمير و كل قضايا المسلمين
يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم
و لا زالوا يسلحون المعتدي و يغطون علي جرائمهم بالرغم من بعض كلمات التعاطف
لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون (10)
لذلك كان الواجب
قاتلوهم
يعذبهم الله بأيديكم
ويخزهم
وينصركم عليهم
ويشف صدور قوم مؤمنين (14)
ويذهب غيظ قلوبهم فلن يزول الغل و الحقد من قلبهم الا بهزيمتهم
و من عجب انه بهزيمتهم فإن الله يتوب على بعضهم
ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم (15)
و تامل معي صفة الفئة الثابتة
إنما يعمر مساجد الله
من آمن بالله واليوم الآخر
وأقام الصلاة
وآتى الزكاة
ولم يخش إلا الله
فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين (18)
و لا تغتروا إذا كان عددكم كبيرا فلم يثبت مع الرسول في حنين الا اهل البيعة من الانصار و المهاجرين
لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين (25)
يبشرنا الله بنصر الدين و انظر الي ضعف كيدهم فمها كان كيدهم عظيما فهو كمن ينفخ في النار بفمه فيزيدها اشتعالا
يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (32)
ثم ياتي اللوم علي فئة الحق و قد بكيت كثيرا كلما سمعت هذه الآية و حالنا في بلاد الإسلام كحال ملوك الطوائف بالاندلس مشغولون بالدنيا و يستضعف الباطل بلد تلو الآخر حتي اقام محاكم التفتيش ثم طردوا جميعا و كنت أتساءل اين كان مسلمي المشرق و هم كثير الم يسمعوا بما يحدث فإذا بنا اليوم كحالهم مع فلسطين و غزة بل اشد نري ابادتهم راي العين و لا نحرك ساكنا
يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله
اثاقلتم إلى الأرض
أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة
فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل (38)
إلا تنفروا
يعذبكم عذابا أليما
ويستبدل قوما غيركم
ولا تضروه شيئا
والله على كل شيء قدير (39)
إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم (40) فاتذكر يا ابا بكر ما بالك باثنين الله ثالثهما
انفروا خفافا في شبابكم و فتوتكم
وثقالا حين كبركم و تقدمكم في السن
وجاهدوا بأموالكم قدم المال هنا لشحه و قلته
وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون (41) فهل علمنا حقا
عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين (43) عتاب رقيق بانه لا عذر لاحد في التخلف عن نصرة الدين
ثم يبين إن وجود المنافين بيننا بلاء كبير و يفضحهم و يبين صفاتهم
لو خرجوا فيكم
ما زادوكم إلا خبالا
ولأوضعوا خلالكم
يبغونكم الفتنة
وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين (47)
و يهون من شان المنافقين
قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون (52)
خافوا من الفضيحة و لم يخافوا من الله
يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون (64)
المنافقون والمنافقات
بعضهم من بعض
يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف
ويقبضون أيديهم
نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون (67)
و علي عكسهم
والمؤمنون والمؤمنات
بعضهم أولياء بعض
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
ويقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة
ويطيعون الله ورسوله
أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم (71) وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم (72)
ثم يحذرنا المولي من خلف الوعد مع الله و من عدم الانفاق من فضل الله علينا كحال ثعلبة الذي طلب المال ثم بخل به عندما طلبت منه الزكاة فكانت العقوبة نفاقا حل في قلبه فالنراجع انفسنا حتي لا نكون مثله
ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين (75) فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون (76) فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون (77)
فلا تغتر بحالهم
ولا تعجبك أموالهم وأولادهم
إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا
وتزهق أنفسهم وهم كافرون (85)
لكن المؤمنون سارعوا إلى الله و رسوله بانفسم حتي لو لم يكن معهم شيء فاخبر الرسول إن بالمدينة اقوام لهم نفس ثوابكم حبسهم العذر
ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون (92)
يبين الله دور الزكاة في حفظ المجتمع و دفع الاعداء
خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم (103)
و لا تزال خطط الاعداء و المنافقين في بث الفتن الفكرية و الثقافية و التلبيس علي اهل الايمان حتي في المساجد و بين رجال الدين
لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين (108)
ثم امره بهدمه حتي لا يكون منبرا للضلال كما هدم الاوثان بعد الفتح
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (111)
فهل كنا من اهل هذه البيعة صادقين فمن لم يغزوا او تحدثه نفسه بالغزو مات علي شعبة من النفاق
و صفاتهم
التائبون
العابدون
الحامدون
السائحون
الراكعون الساجدون
الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين (112)
وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم (118) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (119)
عندما تقرأ عن سادتنا الثلاثة تلاحظ الآتي
إن سيدنا كعب ختمها بانه لم ينفعه الا الصدق مع رسول الله و عدم اختلاق الاسباب و العلل
كذلك يبدوا الامر بسيطا فهو مجرد كسل ادي الي تاخير ثم قعود و كم نقع في مثل هذا
ايضا وجود اعداء داخل الصف فعلم الروم بامره فارسلوا له رسالة أن الحق بنا نكرمك فقال قد زادت الفتنة التي بدات بمجرد كسل
كذلك حب الثلاثة لله و رسوله و قسوة القطيعة عليهم حتي ضاقت عليهم انفسهم ثم الفرح العظيم بتوبة الله عليهم فالمؤمن كالسمكة لا يستطيع العيش بعيدا عن اخوانه
ثم الختام الرائع للسورة بمنة الله علينا بافضل و انفس الرسل حبيبنا فهو منا قائدنا و شفيعنا حريص علي هدينا افلح من اتبعه و اعانه و خاب من نافق و اتبع غير سبيله فحسبنا الله و نعم الوكيل نرددها سبعا كل صباح و مساء فيمن تولي و اتبع غير سبيل المؤمنين
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم (128) فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (129)
أعجبنيتعليقمشاركة