اليوم في 5:45 pm اليوم في 5:43 pm اليوم في 5:37 pm اليوم في 5:36 pm اليوم في 5:32 pm اليوم في 5:31 pm اليوم في 5:27 pm اليوم في 5:27 pm اليوم في 5:25 pm اليوم في 5:22 pm
هذا الحبيب الحلقة «257» السيرة النبوية العطرة (( ضمام بن ثعلبة ممثّل وفد بني سعد بن بكر )) ________ من الوفود المباركة التي قدمت المدينة وفد {{ بني سعد بن بكر }} أحد بطون هوازن، وكان هذا الوفد مكونًا من رجل واحد فقط وهو {{ ضمام بن ثعلبة }}، و لم يكن ضمام سيد قومه، ولكن كان من عقلاء القوم وحكمائهم، فوقع الخيار عليه وذلك لثقتهم فيه وفي رأيه، فكان خير وفد وخير وافد، وكفى قومه هذه المهمة . بعثت بنو سعد بن بكر ضمامًا بن ثعلبة وافدًا إلى رسول الله، فقدم عليه وأناخ بعيره على باب المسجد، ثمّ عقله، ثمّ دخل المسجد والنبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - مُتَّكِئٌ بيْنَ أصحابه [[ يعني " مكوّع " بلغة اليوم ]]، وكلمة " مكوّع " تعبير خاطئ قياسًا للمعنى الحقيقي للكلمة في اللغة العربية؛ فالكوع الذي يعرفه الناس اليوم لا يُسمّى في اللغة بالكوع، بل هو مرفق بنص القرآن الكريم : {{ . . . وأيديكم إلى المرافق }}، و نرى إذا أراد الناس أن يذموا شخصًا في سوء الفهم قالوا : (( فلان لا يعرف كوعه من بوعه )) أتعرفون أين الكوع ؟؟ الكوع هو العظم الذي يلي إبهام اليد، والبوع عظم يلي إبهام القدم، ومعنى المثل : [[ فلان ما بيعرف ايده من رجله، ويتخبط بقراراته تخبط عشوائي مثل البعض اليوم ]] . وكان ضمام رجلاً جلدًا أشعر ذا غريرتين، فأقبل حتى وقف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في أصحابه، فقال : أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله : " أنا ابن عبد المطلب" . قال : محمد؟ قال: "نعم" . [[ ودائمًا الشخصيات المشهورة تحاول أن تبتعد عن الناس؛ لأنها تعلم أنها إذا خالطت الناس فسيرون عيوبهم وستسقط الهالة التي حولهم، أما الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فنتعلم منه التواضع و الألفة؛ فهو شديد الاختلاط بأصحابه، وكلما خالط أصحابه كلما ازدادوا له حبًا، وكلما ازداد هيبة في قلوبهم، وإجلالًا في أعينهم ]]، فقال ضمام : يا ابن عبد المطلب، إني سائلك ومغلظ في المسألة، فلا تجدن في نفسك، [[ يعني لا تغضب مني وتحزن لقولي ]] . فقال - عليه الصلاة و السلام - : " لا أجد في نفسي، فسل عما بدا لك". فقالَ ضمام : أسْأَلُكَ برَبِّكَ ورَبِّ مَن قَبْلَكَ، آللَّهُ أرْسَلَكَ إلى النَّاسِ كُلِّهِمْ ؟ فقالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ . قالَ : أنْشُدُكَ باللَّهِ، آللَّهُ أمَرَكَ أنْ نُصَلِّيَ الصَّلَواتِ الخَمْسَ في اليَومِ واللَّيْلَةِ ؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ . قالَ : أنْشُدُكَ باللَّهِ، آللَّهُ أمَرَكَ أنْ نَصُومَ هذا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ ؟ قالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ . قالَ: أنْشُدُكَ باللَّهِ، آللَّهُ أمَرَكَ أنْ تَأْخُذَ هذِه الصَّدَقَةَ مِن أغْنِيائِنا فَتَقْسِمَها علَى فُقَرائِنا ؟ فقالَ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - : اللَّهُمَّ نَعَمْ . فقالَ الرَّجُلُ : آمَنْتُ بما جِئْتَ به، وأنا رَسولُ مَن ورائِي مِن قَوْمِي، وأنا ضِمامُ بنُ ثَعْلَبَةَ أخُو بَنِي سَعْدِ بنِ بَكْرٍ . فقال رسول الله حين ولّى ضمام : " إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة " ، أي إن طبّق تعاليم الإسلام هذا الرجل صاحب الخصلتين الملتويتين من الشعر فهو من أهل الجنة، وهذه بشارة لكل من طبق أركان الإسلام بصدق وطمأنينة واعتقاد بالله تعالى . بعدها أتى ضمام إلى بعيره فأطلق عقاله، ثم خرج حتى قدم على قومه، فاجتمعوا إليه، فكان أوَّل ما تكلم به أن قال : بئست اللات والعزى! قالوا : مه يا ضمام، [[ يعني على مهلك لا تستعجل ]]، اتَّقِ البرص والجذام، اتَّقِ الجنون . [[ يعني احذر أن تصاب بهذه الأمراض لأنك تشتم الآلهة، هكذا كانوا يعتقدون أن من شتم الآلهة ابتلي بالجذام والبرص والجنون، هم على جاهلية واليوم بعض المسلمين تراهم إذا غضبوا يسبون الذات الإلهية في الطرقات وعلى مسمع الناس !! ]] قال : ويلكم! إنَّهما والله لا يضرَّان ولا ينفعان، إنَّ الله قد بعث رسولًا، وأنزل عليه كتابًا استنقذكم به مَّما كنتم فيه، وإنِّي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، إني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه . قال : فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلمًا . وهذا درس لنا نتعلم فيه أنّ العبرة ليست في الكثرة، فشخص واحد غيّر واقع قبيلة لأنه صادق في نيّته، كذلك نتعلم القوة في قول الحق وأنّ ديننا دعوة إلى الله وليس فقط عبادة .
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم _________ يتبع بإذن الله ….صلى الله عليه وسلم لا تنس ورد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصيغة الجامعة بعد كل حلقة لعلك تسعد بصحبته وشفاعته يوم القيامة إن شاء الله________ من واجبك نشر سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ عظيم يكتبُ لك و في ميزان حسناتك إن شاء الله. *هذه السلسلة سندها متعدد الألفاظ، يقتضي نفس المعنى، و ذكر في الطبقات الكبرى لابن سعد، و في السنن الكبرى للنسائي، و في أسد الغابة لابن أثير، و في أنساب الأشراف للبلاذري، كما ذكرت في تاريخ الإسلام للذهبي، و كتاب المنتظم لابن الجوزي، و أعلام النبوة للماوردي، و كتاب سبل الهدى للصالحي* هذا الحبيب الحلقة «258» السيرة النبوية العطرة (( وفد بني عامر ، ومحاولة قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - )) ________ اجتمع بنو عامر وقالوا لزعيمهم {{ عامر بن الطفيل }} : يا عامر ، ألا ترى العرب تدخل في دين محمد أفواجًا ؟؟ فإنا نخشى أن يظهر أمره على الجزيرة، فلنأخذ من أمرنا من الآن، [[ يعني ندبر حالنا ونشوف وضعنا ]]، فنرى أن تفد إليه، واختر من تشاء من الرجال معك، فاختار رجلًا واحدًا يقال له {{ أربد بن قيس }}، فقال عامر لأربد : يا أربد، إني لا أخشى على نفسي رجلًا في قومي غيرك، [[ يعني كان بينهما منافسة مين يكون زعيم في قومه ]]، وإني كنت والله آليت على نفسي حتى تتبع العرب كلها عقبي [[ أي جاهدت نفسي أن أصير ملكًا على العرب، وكلهم تحت أمري !! أرأيتم منطق الشر ؟ ]]، فاليوم أتبع أنا عقب هذا اليتيم من قريش؟!! [[ يعني مش عاجبه أبدًا يكون نبينا محمد سيّدًا عليه وعلى قومه ]]، لذلك رأينا عامر بن الطفيل كثيراً ما يفتخر بنفسه في شعره أنه سيّد قومه بكل تكبّر واختيال : إنّي وَإِنْ كنت ابن سيّدِ عامرٍ وفِي السرّ منها والصميم المهذّبِ فما سوّدتني عامرٌ عن وراثة أبى الله أن أسمو بأمّ ولا أبِ ثمّ قال : قم يا أربد معي، ولنا في الطريق حديث وشأن؛ فقدِما المدينةَ على رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ، فانتَهَيا إليه وهو جالسٌ، فجلَسا بَيْنَ يدَيْهِ - عليه الصلاة و السلام - ، فقال عامرُ بنُ الطُّفَيْلِ : يا مُحمَّدُ، ما تجعَلُ لي إنْ أسلَمْتُ ؟ [[ يعني يريد منصبًا ]]، فقال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لكَ ما للمُسلِمينَ وعليكَ ما عليهم . قال عامرٌ : أتجعَلُ ليَ الأمرَ إنْ أسلَمْتُ مِن بعدِكَ ؟ فقال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - : لكَ ما للمُسلِمينَ وعليكَ ما عليهم . قال عامرٌ : أتجعَلُ ليَ الأمرَ إنْ أسلَمْتُ مِن بعدِكَ ؟ قال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - : ليس ذلكَ لكَ ولا لقومِكَ، ولكنْ لكَ أعِنَّةُ الخَيلِ . فقال عامر : أنا الآنَ لي أعِنَّةُ الخيلِ تُجَرُّ !! اجعَلْ ليَ الوَبَرَ ولكَ المَدَرَ . [[ يعني أكون أنا ملكًا على البادية، وأنت يا محمد تكون ملكًا على المدينة ]] . فرفض رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ذلك . فلمَّا خرَج أَرْبَدُ وعامرٌ، قال عامرٌ : يا أَرْبَدُ، إنِّي أشغَلُ عنكَ مُحمَّدًا بالحديثِ فاضرِبْه بالسَّيفِ؛ فإنَّ النَّاسَ إذا قتَلْتَ مُحمَّدًا لَمْ يَزيدوا على أنْ يرضَوْا بالدِّيَةِ ويكرَهوا الحربَ، فسنُعطيهم الدِّيَةَ . قال أَرْبَدُ : أفعَلُ . [[ طبعًا عامر بن الطفيل خبيث، يريد أن يقضي على محمد، وفي نفس الوقت أصحاب محمد سيقتلون أربد، فتخلو السيادة له كما يُخطّط لها !! ]]، قال : فأقبَلا راجِعَيْنِ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال عامرٌ : يا مُحمَّدُ، قُمْ معي أُكلِّمْكَ . فقام معه رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - مُخلِّقًا إلى الجِدارِ ، ووقَف معه يُكلِّمُه، وسَلَّ أَرْبَدُ السَّيفَ، فلمَّا وضَع يدَه على السَّيفِ يبِسَتْ على قائمةِ السَّيفِ!! فلَمْ يستطِعْ سَلَّ السَّيفِ، وأبطَأ أَرْبَدُ على عامرٍ بالضَّربِ، فالتَفَت رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ، فرأى عامرًا وما يصنَعُ، فانصرَف عنهما . فلمَّا خرَج عامرٌ وأَرْبَدُ مِن عندِ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ، مضَيَا حتَّى إذا كانا بالرَّقْمِ أرسَل اللهُ على أَرْبَدَ صاعقةً فقتَلَتْه، وخرَج عامرٌ حتَّى إذا كان بالخُرَيمِ أرسَل اللهُ قُرحةً فأخَذَتْه، [[ أصيب بتقرّحات في حلقه ]] فأدرَكه اللَّيلُ في بيتِ امرأةٍ مِن بني سَلُولٍ ، فجعَل يمَسُّ القُرحةَ في حَلقِه ويقولُ : غُدَّةٌ كغُدَّةِ الجمَلِ في بيتِ سَلُوليَّةٍ، يرغَبُ أنْ يموتَ في بيتِها !!! [[ لقد بعث الله على عامر بن الطفيل القرحة في عنقه، فقد انتفخت عنقه فأصبحت غدة كغدة البعير ]]، ثمَّ ركِب فرسَه حتَّى مات عليه راجعًا . وقيل في بعض كتب التفسير : أنزل الله آيات من سورة الرعد في هذه القصة : {{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ من أمر الله}} (( المعقّبات )) : قيل هي ملائكة حفظت النبي - عليه الصلاة والسلام - من غدر بن الطفيل . {{ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء }} ، قيل إنها في مقتل أربد بن قيس . اللهم اجعل كيد أعداء الإسلام في نحورهم . __________ اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم _________ يتبع بإذن الله ….صلى الله عليه وسلم لا تنس ورد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصيغة الجامعة بعد كل حلقة لعلك تسعد بصحبته وشفاعته يوم القيامة إن شاء الله________ من واجبك نشر سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ عظيم يكتبُ لك و في ميزان حسناتك إن شاء الله. *هذه السلسلة سندها متعدد الألفاظ، يقتضي نفس المعنى، و ذكر في الطبقات الكبرى لابن سعد، و في السنن الكبرى للنسائي، و في أسد الغابة لابن أثير، و في أنساب الأشراف للبلاذري، كما ذكرت في تاريخ الإسلام للذهبي، و كتاب المنتظم لابن الجوزي، و أعلام النبوة للماوردي، و كتاب سبل الهدى للصالحي*
أعجبني
تعليق
مشاركة
دمعه السعودية .. كبار الشخصيات ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تاريــخ التسجيـــــــل : 13/11/2023
مجموع المشاركــات : 5011
مــــعدل النشـــــــاط : 8374
آوسمتي
موضوع: رد: السيرة النبوية العطرة (( ضمام بن ثعلبة ممثّل وفد بني سعد بن بكر )) السبت مارس 23, 2024 5:11 am