صحابيات حول الرسول.. "أسماء بنت عميس" ذات الهجرتين وزوجة الخلفاء
أمر الله تعالى، رسوله الكريم، وأصحابه والمؤمنين بالإسلام بالهجرة من مكة إلى المدينة، وقبلها الحبشة، حتى يبتعدوا عن بطش قريش، ولتكون هذه الهجرة بداية لفجر الدولة الإسلامية التى تأسست على يد النبى الكريم (ص).
وخلال شهر رمضان المبارك، نقدم سلسلة صحابيات حول النبى، ونتناول بشكل يومى شخصية نسائية من النساء اللاتى عاصرن النبى محمد (ص)، وشخصية هذا اليوم هى أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك، وكانت زوجة زوجة لجعفر بن أبي طالب ثم لأبى بكر الصديق ثم لعلى بن أبى طالب.
وبحسب "كتاب" نساء حول الرسول: القدوة الحسنة والأسوة الطيبة" للدكتور محمد إبراهيم سليم، فأن أسماء أسلمت قبل دخول الرسول (ص) دار الأرقم بن أبى الأرقم، وبايعت الرسول (ص) على السمع والطاعة، وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبى طالب، وقالت: "يا رسول الله، إن رجالا يفخرون علينا ويزعمون أن لسنا من المهاجرين الأولين، فقال رسول الله: بل لكم هجرتان: هاجرتم إلى أرض الحبشة ونحن مرهنون بمكة، ثم هاجرتم بعد ذلك".
روت "ذات الهجرتين" عن النبى محمد (ص) ستين حديثا، وقال الدار قطنى: انفرد بالإخراج عنها مسلم، ولم يذكر عدد ما أخرج لها من الأحاديث.
وكان عمر بن الخطاب يسأل أسماء بنت عميس عن تفسير المنام، ونقل عنها أشياء من ذلك وغيره. ويقال إنها لما بلغها مقتل ودلدها محمد ابن أبى بكر بمصر، قامت إلى مسجد بيتها، وكظمت غيظها حتى شخب تدياها دما.
وأخرج ابن السكن بسند صحيح عن الشعبى قال: تزوج على من أسماء بنت عميس، فتفاخر ابناها: محمد بن جعفر، وحمد بن أبى بكر، فقال كل منهما: "أنا أكرم منك، وأبى خير من أبيك"، فقال على" "اقضى بينهما"، فقالت: "ما رأيت شابا خيرا من جعفر، ولا كهلا خيرا من أبى بكر"، فقال على: "فماذا أبقيت لنا؟".
وتوفيت أسماء بعد وفاة زوجها الأخير الإمام على بن أبى طالب، فقيل توفيت أسماء سنة 38 هـ، وقيل: بعد سنة 60 هـ.