يمثل تحقيق الأهداف الشغل الشاغل لأي شخص في بداية طريقه كوسيلة يكتسب بها أو يفقد ثقته بنفسه.
وضع الأهداف الواضحة توجه خطواتنا وتلهم جهودنا نحو تحقيق النجاح والتألق. ومع ذلك، تبقى تلك الأسئلة الحائرة: لماذا يفشل بعض الأشخاص في تحقيق أحلامهم؟ وما الذي يعيقهم عن الوصول إلى أهدافهم المرسومة؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة تكمن في تحليل عميق للعوامل التي تؤثر على قدرتنا على تحقيق الأهداف. فقد يكون ذلك مرتبطًا بالتركيز على نوعية النتائج المحققة وعدم الإهتمام بكيفية تنفيذ الخطط أو حتى عدم وجود خطة محكمة والذي يؤدي في النهاية إلى الفشل في تحقيق الهدف.
من خلال هذا المقال، سنستكشف بعمق العوامل التي تعيق تحقيق الأهداف، ونوضح الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لتجاوز تلك العقبات وتحقيق النجاح المنشود.”
أسباب تصل بك إلى عدم الوصول (لماذا لا تحصل على ما تريد؟):
لماذا لا تحقق ما تريد؟
1- عدم صياغة هدف ذكي يتسم بالدقة والوضوح وقابلية القياس في إطار زمني محدد. كأن تقول: أريد أن “رشيق” والأصح أن تقول: ” أنا أفقد شهريا 3 كيلو جرام من وزني مع إتباع حمية غذائية صحية وممارسة رياضة بانتظام 3 ساعات أسبوعيا” هنا تستطيع قياس مستوى تقدمك.
2- عدم وضع خطة مفصلة تحتوي على هدفك الكبير مقسم إلى أهداف صغيرة تتحقق بمهام بسيطة، مع الكثير من المشتات والأحمال الزائدة التي تشعرك بالإجهاد والإرهاق.
3- خوفك من فشلك أو نجاحك قد يقودك إلى الثبات بمكانك وعدم إنجاز أي شئ بمستقبلك فقط لأنك تخشى المخاطرة لأنك ربما تفشل وفي الوقت نفسه تخاف أن تنجح لأن النجاح معه مسؤوليات وإلتزام للحفاظ على هذا النجاح.
4- البداية القوية والحماس الزائد في بداية الطريق أو التهور بدون دراسة وادراك الأبعاد الحقيقية للهدف مما يسبب الفتور والتخبط بعد ذلك ومن ثم فقدان الشغف والإهمال والتأجيل أو حتى التوقف بمنتصف الطريق.
5- التصور الخاطئ بضخامة المهمة وعدم ادراك الإمكانيات الخاصة لدينا للنجاح بها والقدرة على انجازها ومن ثم الإحباط والتراجع عند مواجهة عقبات أو تحديات التنفيذ ومن ثم التخلي عن الهدف.
– كيف تحدد هدفك؟
أجب عن الأسئلة التالية حتى تجعل هدفك مجسم واقعي نصب عينيك:
1- ماذا أريد؟
2- ما أسباب اختياري لهذا الهدف ؟وما المزايا التي سأحصل عليها عند تحقيقه؟
3- من الأشخاص التي تستطيع مساعدتي في تحقيقه؟
4- أين توجد الأماكن التي سيتحقق فيها هدفي؟
5- ما هو الجدول الزمني لتحقيق هذا الهدف؟
6- كيف يمكنني قياس مدى تقدمي في كل خطوة؟
7- هل هدفي واقعي يتناسب مع قدراتي ومهاراتي وامكانياتي الحالية بالشكل الذي يضمن الإلتزام والإستمرارية؟
8- ما هي المشتتات التي قد تأخذني بعيدا عن التنفيذ وكيف سأتعامل معها؟
9- ما هي العقبات والتحديات التي قد تواجهني وما هي خطتي للتغلب عليها؟
– خطوات على طريق تحقيق الهدف:
1- اكتب هدفك:
حدد ماذا تريد،استيقظ كل صباح على تذكير مكتوب بخطوة يومية أو مهمة تمثل تقدم في طريقك لهدفك ودرجة تصعدها على سلم تحقيقه. لا تكتفي بوجود أفكار بخيالك تروح وتأتي اقبض على الفكرة بقلمك ودفترك وضعها نصب عينيك كي تتذكرها وتتحرك لأجلها.
2- كن واقعيا في تقييم نفسك:
كن صريحا عند تعريف نفسك أمام هدفك فهذا ثوب جديد سوف ترتديه ظاهريا وباطنيا . ادرس جيدا ما يحتاجه هدفك من مهارات ومعارف وقدرات عقلية وامكانيات مادية وعلاقات اجتماعية، واسأل نفسك هل أمتلك كل هذا؟
لا تخدع هدفك فلن تستطيع أن تكذب عليه، كل ما عليك فعله فالمقابل تعلم واكتساب ما تفتقده من متطلبات ولا تجازف بجهلك.
تدرب تطور، اقرأ سير الناجحين بتحقيق حلمك وتعلم منهم، صادق الملهمين والمحفزين.
3- فقط ابدأ:
كيف تحقق ما تريد؟
خذ الخطوة الأولى ولا تماطل. لا تنتظر الكمالية والتمام لكل شئ. ابدء بالمتاح لديك، فالفكرة زائر عزيز يأتي لصاحبها بعينه، مصمم على حياته، فاغتنم الفرصة وأحسن استقبالها، لنك لو انتظرت حتى يكتمل كل شئ لن تبدأ أبدا.
مهما كان الهدف كبير في نظرك، مهما رأيت من تحديات، يمكنك على الأقل البدء بخطوة. قسم هدفك إلى أهداف أصغر، والأصغر إلى مهام أبسط تنجز منها يوميا وتلتزم بتنفيذها والإنتقال لما بعدها وهكذا حتى تصل إلى هدفك.
4- استمر بطريقك ولا تتعجل أو تيأس:
عندما تنجز الخطوة الأولى نحو هدفك وتلتزم بالإستمرار فيه مهما واجهت من تحديات، والحرص على عمل مهمة واحدة يوميا تقربك منه تكون قد قطعت نصف الطريق وأنت مازلت بأوله لأن الإلتزام يأتي معه النجاح فأنت ترى قدراتك وامكانياتك في التعامل مهما واجهت من تحديات لأنك تركز على النتيجة النهائية ويدفعك شغفك لمزيد من التقدم والتطور .
نحن جميعا لدينا إمكانيات غير مستغلة لتحقيق أهدافنا ولكن الشئ الوحيد الذي يبعدنا عنها هو تصورنا الخاص بها.
في أي وقت وتحت أي ظرف أنت من يختار القوة أو الضعف أنت من يختار المواجهة أو الهروب، استمع لصوت القدرة بداخلك وواصل على صراط هدفك حتى تصل.
5- امدح نجاحك وصحح أخطاءك :
بناء على الخطة التي وضعتها لتنفيذ هدفك، راجع مستوى تقدمك في إتمام المهام في الوقت المحدد.
اكتشف الأخطاء وعدلها، طور في طرق التنفيذ بما يوفر وقتك وجهدك، ابتكر وتميز بين غيرك فكل منا له طابعه الخاص.
اسأل من حولك عنك، عن التطور في حياتك،التغير في سلوكياتك، قارن وضعك قبل البداية بتحقيق هدفك وحالك الآن وأنت تنجز وتتطور، استفد من ملاحظات من حولك واشكر من يشير لك على ما يحتاج التعديل لديك واتخذه ناصح أمين.
6- اطلب المساعدة والدعم وقت الحاجة:
يأتي على الجميع منا وقت يشعر فيه بالضعف واليأس أو الإحتياج لغيره، لا تتردد في طلب المساعدة عندما تحتاج إليها .
احرص على صحبة أشخاص بحياتك يحبونك بصدق، قادرين على نصحك وتوجيهك سواء كانوا أقارب أم أصدقاء، إلجأ إليهم بين الحين والآخر لدعمك في لحظات ضعفك لتشجيعك وتقويتك على المسير.
أفرغ ما بداخلك وكل ما يرهقك أمامهم ، احصل على الحلول والمواساة وأنوار الأمل بين حروف كلماتهم واحتضانهم لك، احصل على راحتك وميلادك الجديد ثم انطلق.
أما مشورة الخبراء والمتخصصين في مجال هدفك، فهذا أمر لابد منه كلما تقدمت في طريقك ستكون بحاجة إلى خبرة وتوجيهات من سبقوك حتى توفر على نفسك محاولات فاشلة أو عقبات تأخذ منهم سبل التغلب عليها.
تأمل في مدى اتساع دائرة ما ترغب في تحقيقه، واطّلع على الخطوات التي قمت بها حتى الآن. ثم قارن بين الطموح والواقع، وتأكد من أن تطلعاتك ملائمة لظروفك الراهنة. قد تحتاج إلى تعديل أو تحديد أهداف أكثر واقعية وملائمة لوضعك وإمكانياتك.
لاتنسى أن النجاح ليس دائماً مرتبطاً بالوصول إلى الهدف بحد ذاته، بل قد يكون النجاح أيضاً في الطريق الذي تسلكه وفي الدروس التي تتعلمها وتطورك كشخص خلال رحلتك نحو تحقيق أحلامك. تذكر أنه في بعض الأحيان، قد تكون الإخفاقات والتحديات جزءًا ضروريًا من النمو والتطور الشخصي. إذا كنت تواجه صعوبات، فحاول استخدامها كفرصة للتعلم والتحسن، ولا تفقد الأمل، بل ابقى مصرًا على تحقيق أهدافك بإصرار وثقة بأنك قادر على التغلب على التحديات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ