إعلان
|
انت غير مسجل |
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مشترك في المنتدى. لتسجيل الرجاء اضغط هنــا
|
| عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثانًى : السر ٌكشؾ | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ريِمآ .. مشرف عام المنتدى ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
| تاريــخ التسجيـــــــل : 06/03/2024 |
| مــــعدل النشـــــــاط : 2769 |
| موضوع: عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثانًى : السر ٌكشؾ الأحد يونيو 02, 2024 9:56 pm | |
| عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثانًى : السر ٌكشؾ عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثانً : السر ٌكشؾ
المملكة األردنٌة الهاشمٌة رقم اإلٌداع لدى دابرة المكتبة الوطنٌة
)2017/9/4751(
2
لمحة جرابم ال تمد الى الصفات البشرٌة بصلة , ؼموض ٌلؾ كل شًء , ال دلٌل وال أثر ٌتركه ذلك الشبح , قاتل ببل رحمة , ال ٌحتاج رٌاحاً تمحو خطواته بٌن الرمال , وال ظبلماً ٌخفً وجهه المشتعل ناراً , فقط حٌنما ٌتجسد الشر فً أبشع صوره .. ٌولد أمثاله , نصب عٌنٌه ولد انتقام ٌنادي الماضً البعٌد : أن ٌا بشر .. هذا ما صنعت أٌدٌكم .. سؤنتقم وسٌدفع الجمٌع الثمن , فً الجزء السابق وصلت قصتنا الى أكثر من مبة قتٌل فً بضعة جرابم , وال أحد ٌعلم من التالً , فً هذا الجزء السر .. سٌكشؾ .
***
- من هناك ؟ = ها قد التقٌنا أخٌراً .. اٌها الذبب الؽادر - من أنت ؟ وكٌؾ دخلت الى ؼرفتً .. = أنا ذلك الرعب الذي سٌتخطؾ أرواحكم واحداً تلو اآلخر .. انا الذي لو تقاسم العالم ألمً ألوجعهم جمٌعاً , وانا..من سٌذٌقك شٌباً مما أشعر به. - ٌا إلهً ما هذا المخلوق .. ال ال تقترب .. ساعدونً ! .. النجدة ... !
صرخات حطمت الهدوء فً منتصؾ تلك اللٌلة الماطرة , وعلت على أنفجارات الرعد المتتالٌة , ومن ثم تستٌقظ المدٌنة مرة اخرى على ضربة خاطفة جدٌدة , نفذها شبح ؼامض فً منتصؾ الظبلم كالعادة , ضربة جدٌدة موجهة نحو العابلة نفسها .. ولكن هذه المرة مختلفة تماماًعن سابقاتها , فالضحٌة ) تٌسٌر ( لم ٌقتل بالرصاص, لكنه قتل بطرٌقة أبشع بكثٌر , طرٌقة لم ٌكن الهدؾ منها اال التعذٌب , جثة مؽطاة بجروح عمٌقة , طعنات عشوابٌة , دماء فً كل مكان , و أخٌراً .. رأسه
3
فصل عن جسده .. بواسطة أداة حادة , كل هذا جرى فً ؼرفة هذا الشاب فً ضواحً المدٌنة فً منتصؾ اللٌل , وبواسطة سبلح رهٌب لم ٌتعرؾ أفراد الشرطة علٌه أبداً , بل لم ٌعرفوا أبداً سبلحاً صنعه بنو البشر ٌمكنه تشوٌه الجثة بهذا الشكل وبهذه السرعة , ربما هو أقرب ما ٌكون للسٌؾ , وٌبقى السإال الذي ٌحٌر الجمٌع كالعادة : من فعل ذلك ؟ هذه لٌست طرٌقة بشرٌة فً القتل .. أبداً , ولماذا هذا الشخص تحدٌداً ,لماذا هذه العابلة وبهذه الطرق المروعة ؟ ببل شك لقصتنا بقٌة وألسبلتنا أجابات ,وال بد للحقٌقة أن تكشؾ مهما طال زمن ضٌاعها .
********
- االسم : تٌسٌر , العمر : 26 عاماً , زمن الوفاة المقدر منتصؾ اللٌلة الماضٌة , سبلح الجرٌمة ؼٌر موجود ولم ٌتعرؾ الطب الشرعً على نوعه بعد , كل ما نعرفه انه اداة حادة , وقد نزؾ الضحٌة على اثر االصابة به كل دمه تقرٌباً , ال ٌوجد بصمات وال آثار وال أدلة تركها القاتل , ببل شك انه الشبح مجداداً سٌدي. - ) السٌد عماد ( : حسناً تابعوا البحث فً الؽرفة وانقلوا الجثة الى المشرحة استعداداً لدفنها , وأنت اٌها المحقق حسام تعال معً .. أرٌد أن أعرؾ كٌؾ دخل القاتل الى منزل هذا الشاب وكٌؾ اقتحم ؼرفته وأجهز علٌه دون أن ٌبلحظه أحد , من ٌقٌم معه هنا ؟ من ٌملك مفاتٌح البٌت ؼٌره ؟ هل فقد شًء من أؼراضه ؟ لن ٌفلت ذلك المجرم منً هذه المرة... - ) المحقق حسام ( : فً البداٌة فان الضحٌة تٌسٌر ٌسكن مع والدته فً هذا البٌت , والده توفً قبل فترة قرٌبة فً الدٌوان على ٌد القاتل نفسه, والدته مسنة وهً تنام فً ؼرفتها البعٌدة عن هذه الؽرفة , هاتؾ الضحٌة موجود وال شًء مرٌب فٌه , سٌواصل افراد الشرطة البحث بٌن
4
أؼراض الضحٌة لعلهم ٌجدون شٌباً ٌفٌدنا .. هذا كل شًء حتى هذه اللحظة سٌدي . - ) السٌد عماد ( : وكٌؾ دخل القاتل الى هنا ؟ هل هناك كسور على النافذة او الباب ؟ - ) المحقق حسام ( : ال ٌبدو ذلك سٌدي , ال ٌوجد أ ّي أثر على دخوله ولكن ؼرفة الضحٌة قرٌبة من باب المنزل , ربما استعمل أداة لفتح الباب ودخل و خرج منه , هذا هو التفسٌر الوحٌد أمامنا فبل أثر ٌدل على المجرم إطبلقاً , وكؤنه نفحة هواء عابرة دخلت و خرجت ببساطة .. - ) السٌد عماد ( : استدعً ام هذا الشاب , و كل سكان المنازل القرٌبة , ألم ٌشاهدأحد منهم شخصاً ؼرٌباً ٌتسلل الى هنا ؟ - ) المحقق حسام ( : االم منهارة جداً سٌدي وال أعتقد بؤن حالها ٌسمح باستجوابها بتاتاً . - ) السٌد عماد ( : استدعٌها حاالً فالمزٌد من األرواح فً خطر اٌها المحقق , ال مجال للمشاعر واالحزان اآلن فهذا الشًء سٌقضً على كل من بقً فً المدٌنة قرٌباً . - ) المحقق حسام ( : حاضر ..سنستدعٌها وكل السكان فً الحال سٌدي. على الفور , توجهت طواقم الشرطة الى كل المنازل المجاورة وتم استدعاء السكان الى قسم الشرطة ومن ثم استجوابهم باالضافة الى ام تٌسٌر والدة الضحٌة , ولكن وكما توقع المحقق فبل شهود على ما حصل , ال أحد منهم قدّم معلومات مفٌدة , ولكن ال ٌقال سوا " ال لوم علٌهم " فقاتل تٌسٌر قتل اكثر من مبة قبله .. ولم ٌترك خلفه أي دلٌل , حتى الذٌن جمعهم به لقاء خاطؾ ..قتلوا , مصابٌح الشارع المقابل لمنزل الضحٌة قد تعطل تفً تلك اللٌلة, جمٌعها .. حطمت بطرٌقة ذكٌة , وألقت بلٌ ٍل ثقٌل الوطبة على الحً ,لٌل ٌحمل فً ثناٌاه الموت بؤفظح أشكاله.. وكما لم تعهد الشرطة من قبل , ٌبدو واضحاً بؤن الشبح قد عاد لٌكمل انتقامه , و كالعادة لم ٌترك أي دلٌل خلفه , ذاك القاتل الذي أظهر براعة
5
حقٌقٌة فً التخطٌط والتنفٌذ لجرابمه البشعة , وماٌزال ٌصنؾ ضمن دابرة المجهول . تعود ذاكرة المدٌنة الى ما قبل شهر من الٌوم , حٌث ظهر هذا القاتل ألول مرة فً المدٌنة وقضى على ضحٌته االولى ) أحمد( بطرٌقة وحشٌة , ثم تبع ذلك تفجٌر دٌوان العابلة و سقوط أكثر من تسعٌن شخصاً أشبلءاً محترقة , ومن ثم حارس عمارة ال عبلقة له بالعابلة ٌدفع حٌاته ومن ثم قبل اختفابه القصٌر مباشر ًة ثمناً لجنون هذا القاتل , سدد القاتل ضربته االخٌرة لٌحصد فٌها أرواح أكثر من مبة آخرٌن من العابلة نفسها اضافة الى عدد كبٌر من رجال الشرطة حٌن فجر مبنى وأشعل النار فً الؽابة من حوله وحول المنطقة الى جحٌم هابل , كل تلك الجرابم ولم ٌترك خلفه أٌّؤثر ٌدل علٌه , ال شهود وال آثار وال أدلة , حتى شك البعض فً كونه حقاً روحاً شرٌرة نهضت من موتها لتنتقم ممن قتلها , كل من قابله قتل عدا السٌد عماد الذي نجا بؤعجوبة من الموت فً لٌلة ضبابٌة ال تنسى , سكان المدٌنة ٌعرفون ٌقٌناً بؤن العابلة ظلمت الكثٌرٌن بفضل كثرة أبنابها ومناصب معظمهم الرفٌعة , لكن ٌبدو بؤن هذا القاتل لم ٌعطً أي من هذا اهتماماً ونراه ٌنفذ مخططاته واحداً تلو االخر فً مشهد أكثر قرباً الى الخٌال , وها هو ٌجهز على آخر ضحاٌاه بطرٌقة رهٌبة جدٌدة , وأبشع بكثٌر من سابقاتها , لم تنتهً حكاٌتنا وكذلك لم ٌنتهً هذا القاتل بعد, من منزل الضحٌة األخٌرة ) تٌسٌر ( , من هناك, تبدء الحكاٌة .. لنبدء :
- ) السٌد عماد ( : وماذا االن ؟ فقد العشرات حٌاتهم وانا فقدت نصؾ رجالً على ٌد ذلك المجرم ولم أحصل على دلٌل واحد الى اآلن ,كٌؾ ٌحصل كل هذا ! اٌها المحقق .. هل لدٌك أ ّي أفكار , حقاً لقد نفذت منً كل األفكار .. ال شًء ٌمكننً القٌام به , نحن عاجزون تماماً أمامه , هذا الشًء من المستحٌل التؽلب علٌه . - ) المحقق حسام ( : سٌدي أتذكر ما حصل قبل االنفجار ؟
6
- ) السٌد عماد ( : وجدنا جثة السٌد منٌر مشنوقاً ومقتوالً بطرٌقة مإسفة , بماذا ٌهمك هذا ؟ - ) المحقق حسام ( : ال سٌدي أقصد قبل ذلك , هٌا تذكر . - ) السٌد عماد ( : تذكرت .. الصندوق االسود , ولكن هذا اٌضاً ببل فابدة , ما الذي ترٌده اٌها المحقق اخبرنً ببل الؽاز . - ) المحقق حسام ( : أقصد الطفلة سٌدي , قالت بؤن صدٌقتها الكبٌرة مً أخذتها من منزلها الى مدٌنة االلعاب , قلت لً حٌنها بؤن القاتل أخبرك بؤنه هو من سمح لها بالذهاب , أال ٌبدو هذا أعترافاً واضحاً .. - ) السٌد عماد ( : صحٌح كٌؾ نسٌت أمر تلك الفتاة , أحسنت اٌها المحقق , ببل شك أنها هً .. ناولنً البلسلكً فوراً .. صرخ السٌد عماد فً جهازه البلسلكً" أحضروا لً الطفلة التً اختطفت .. اسمها فاتن , واحضروا والدٌها معها فورا,ً ال تتؤخروا هٌا تحركوا ". - عناصرنا ستتحرك الٌهم فً الحال وسنحضرهم خبلل دقابق سٌدي ) أحد عناصر الشرطة ( . - أرٌد أن اعرؾ من تلك الشابة التً تدعى مً وما عبلقتها بالقاتل , ال بد وأن الحل ٌبدء من هناك .. ) السٌد عماد ( وفعبل لم ٌطل االنتظار حتى وصل عناصر الشرطة الى منزل الطفلة و تم اقتٌادهم الى مركز الشرطة , االم واالب و فاتن الطفلة الصؽٌرة . - ) السٌد عماد ( : أخبرتمونً بؤن فاتن كانت مع صدٌقتها مً التً تكبرها بعشرٌن عاماً ألٌس كذلك ٌا سادة ؟ - ) األب ( : نعم سٌدي هذا صحٌح , وقد وعدناك بؤن ال ٌتكرر ما حصل ولن نزعج قسم الشرطة مرة أخرى بؤمر كهذا . - ) السٌد عماد ( : بل أرٌدك أن تزعجنً االن وتخبرنً من هً ) مً ( هذه ؟ فبل بد إن لم تكن هً القاتل أن تكون مساعدته .
7
- ) فاتن ( : مستحٌل .. سٌدي مً ال ٌمكن أن تكون كذلك , أنها طٌبة القلب وتحبنً كثٌراً , هً ال تفعل شٌباً خاطباً كهذا ابداً . - ) األب ( : هل تقصد القاتل الذي فجر المبنى قبل عدة اٌام سٌدي ؟ هل تقصد بؤن مً المسإولة عن كل ما جرى لنا ؟ ولكن كٌؾ عرفت ؟ من أّكد لك ذلك ؟ - ) السٌد عماد ( : كل ما جرى ٌإكد لنا تورطها فً القضٌة , لذا فهً مطلوبة اآلن وٌجب أن نصل الٌها باسرع وقت , أخبرنً فقط كٌؾ اصل الٌها , أرٌد اسمها ورقم هاتفها و رقم سٌارتها و أوصافها ومكان عملها ومكان سكنها , أخبرونً بكل شًء عنها . - ) األب ( : اذا هً من قتلت جدي السٌد منٌر , حسنا اٌها الضابط سنخبرك بكل ما نعرفه , هٌا ٌا فاتن , أخبري الضابط أٌن تسكن مً ؟ وأخبرٌه عن أوصافها وكل ما تعرفٌنه عنها . - ) فاتن ( : كل ما أعرفه أن أسمها ) مً سامح ( تملك سٌارة قدٌمة لونها أبٌض , كنت ألتقٌها بالقرب من مدرستً , ولكن ال أعرؾ أٌن تسكن فهً لم تؤخذنً الى بٌتها أبداً ,هذا كل شًء . - ) السٌد عماد ( : سٌدتً أال تعرفٌن شٌباً عن صدٌقة أبنتك ؟ البد وأنك تملكٌن أي شًء قد ٌفٌدنا . - ) االم ( : بلى سٌدي , فقد ألتقٌتها ذات مرة بعد أن أصّرت فاتن أن تعرفنً بصدٌقاتها , أنها شابة لطٌفة جداً ٌا حضرة الضابط وأنا ال أصدق بؤنها قد ترتكب شٌباً فظٌعاً كهذا . - ) السٌد عماد ( : حسناً ٌا سادة ٌمكنكم االنصراؾ االن , سنحاول االستفادة مما أخبرتنا به فاتن عن االسم و السٌارة البٌضاء , كما أرجو منكم أن تطلعونً على أ ّي جدٌد ٌخص الشابة إن تذكرتم . - ) األب ( : لك ذلك ٌا حضرة الضابط .
8
- ) السٌد عماد ( : شًء آخر , أرجو ٌا سٌدي بؤن ال تقوموا بعقد أي عزا ٍء لضحاٌا المجرم , نحن نخشى أن ٌنفذ القاتل عمبلً أجرامٌاً آخر وٌزهق المزٌد من األرواح , ونحن فً ؼنى عن ذلك اآلن أال توافقنً الرأي ؟ - ) األب ( : لؤلسؾ كبلمك صحٌح , على كل حال ال مكان لعقد العزاء فالدٌوان مدم ُر وال ٌزال بحاجة للترمٌم , ولكن كل ما ٌهمنا االن ٌا حضرة الضابط هو االمساك بالمجرم , لقد تجاوز حدوده كثٌراً , وٌجب علٌه دفع ثمن جرابمه هذه . - ) السٌد عماد ( : سنجده , وسترشدنا مً ببل شك الٌه . - ) األب ( : اذا مً هً الفاعل ألٌس كذالك ؟ - ) السٌد عماد ( : على األرجح نعم . وؼادرت العابلة قسم الشرطة , ومن ثم تم نشر اسم ) مً سامح ( فً كل مكان فً المدٌنة مع أمر بؤحضارها , فً الجانب اآلخر كانت العابلة قد عزمت على البحث عن القاتل لتثؤر منه , وقد كان هدفهم األول واالخٌر هو )مً سامح( أٌضاً , كانت األوضاع فً المدٌنة فً أوج توترها والصراع ٌشتد بٌن الشرطة والعابلة من جهة , وبٌن أكبر كٌان ؼامض على وجه هذه االرض من الجهة األخرى , ترى من سٌجد مً أوال ؟ وهل حقاً هً ذاك القاتل الؽامض الذي أ ّرق الجمٌع ؟ ام أن ) مً سامح ( هً محض اسم مستعار ال موقع له فً هذه اللعبة ؟ سرعان ما انتهى ذلك الٌوم الطوٌل وحل المساء مجددا,ً وقرر بطلنا السٌد عماد العودة الى منزله بعد هذا الٌوم الطوٌل من العمل , كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة والنصؾ مسا ًء , ولكنه لم ٌعلم بؤن مؽادرته لمركز الشرطة لن تطول ألكثر من ساعات .. . مع نهاٌة النهار و ؼٌاب الشمس ونورها , ألقى اللٌل بظلمته المهٌبة على المدٌنة , ظلمة تحتضن قاتبلً فتاكاً ال ٌظهر إال فً الظبلم الحالك , وكؤن الظبلم جزء منه , بل مٌدانه الذي ال ٌنازعه فٌه أحد , تحركاته
9
اللٌلٌة جعلت منه كابوس الظبلم الخاطؾ , وذاعت األساطٌر حوله , فٌما وقفت كل الجهات االمنٌة عاجزة تماماً أمامه وما بٌدها حٌلة , ومن جانب آخر قررت العابلة المضً قدماً والقٌام بجولة بحث عن هذا القاتل , مجموعة تبحث فً المدٌنة وأخرى تبحث فً الضواحً وأخرى تبحث هنا وأخرى تبحث هناك , وبالتؤكٌد جمٌعهم مسلحون باألسلحة النارٌة, ولكن كطبعهم المعهود .. أخذت أكثر المجموعات تعٌث فساداً فً المدٌنة وترهب السكان وتسرق وتنهب دون حسابٍ ألحد , وكؤن كل ما حصل لم ٌردعهم وٌردّهم عن ؼرورهم وظلمهم , حقاً وهل تذكر الذباب ما أكلت عند جوعها !
******** - ) ولٌد ( : مستعدون ٌا رجال ؟ - ) محمود ( : انا مستعد .. ماذا عن البقٌة ؟ - ) علً ( : مستعد , الجمٌع مستعدون انا وانت ٌا محمود و ولٌد وصابر ومنتصر و رابد و نعٌم و سعٌد واخٌراً سامر , فلننتهً من ذاك الؽبً اللٌلة . - ) ولٌد ( : سنفعل .. خذوا عدتكم سننطلق نحو الؽابة بعد قلٌل . بعد أن حشدت العابلة حشدها واعلنت الحرب علناً وأظهرت نواٌاها فاالنتقام لضحاٌاها وأخذت تبحث هنا وهناك عن أي شً قد ٌوصلها الى ذاك القاتل أو الى شرٌكته المزعومة ) مً ( أخذ أفرادها ٌنتشرون فً كل مكان من المدٌنة , وفً النهاٌة تشجع بعضهم وقررت أحدى الفرق أخٌراً كسر كل الحدود فً هذه المواجهة , والتقدم نحو الؽابة مباشرة .. ظانٌن بؤنهم سٌعثرون هناك على أي شًء ٌرشدهم الى ذلك الشبح , قرروا المرور على ركام المبنى الذي فجره فً آخر ظهور له قبل مقتل تٌسٌر , وكؤنهم ٌتوقعون أن ٌجدوه هناك فً انتظارهم ! لعلهم ٌشفون صدورهم من عبق االنتقام السم عابلتهم التً لطخها ذاك الشبح بالوحل ,وحطم كل االساطٌر واألقاوٌل التً تمتم بها الناس سنٌناً طوٌلة عن
10 " ببل شك فقدتم عقولكم " كانت هذه
العابلة و سطوتها وسٌطرتها , الجملة تتردد على لسان كل من سمع بما ٌرٌدون القٌام به , ولكن مإسؾ بؤن أولبك الشجعان لم ٌثنهم شًء عن هدفهم , وقد قرروا االنطبلق اللٌلة . وما إن وصلت تلك المجموعة الى أطرافالؽابة حتى قوبلت بطرٌق مسدود من األشجار والصخور , فلم ٌكن منها سوا أن ترجلت من سٌاراتها وحمل كل شخصاً سبلحه , كانت الؽابة أشد ظلمة من أي وقت مضى , أشجارها انحنت بفعل الرٌاح والقت بظبل ٍل مخٌفة على المكان , والقمر الساطح أخفته الؽٌوم السوداء تاركة الرجال فً مواجهة لن تتكرر ابداً , كان الرجال العشرة جمٌعهم موقنٌن بؤنهم تبعوا الشبح الى عرٌنه الموجود هنا وال ٌفصلهم عنه إ , تقدمت المجموعة ّال بضعة أمتار داخل الؽابة مشهر ًة , أسلحتها ومصابٌحها فً وجه الظلمة القاتمة وأخذت تتقدم وتتقدم على ؼٌر هدى حتى ابتعدت كثٌراً عن السٌارات , ولكن ما من أثر بعد , و بعد ما ٌقارب الساعة من البحث فً الؽابة , توقؾ الرجال العشرة فجؤة .. - ) ولٌد ( : ال أصدق لقد ضعنا فً هذه الؽابة الكبٌرة ,ماذا سنفعل االن؟ - ) محمود ( : لٌس لدٌنا خٌار آخر , علٌنا االنتظار حتى الصباح .. - ) سعٌد ( : أوافقك الرأي ٌا محمود , علٌنا الحفاظ على هدوبنا فنحن عشرة رجال مسلحٌن , لن ٌجرأ أحٌد على المساس بؤي فرد مّنا . - ) صابر ( : لدي أقتراح ٌا اخوتً , فلنشعل ناراً ونبقى بجانبها الى أن ٌطلع الصباح , ومن ثم نبحث عن طرٌق عودتنا , هذا إن لم ٌؤتً أحد من اخوتنا للبحث عنا . - ) ولٌد ( : فكرة سدٌدة , هٌا ٌا رجال فلنجمع الحطب ولننصب لنا مخٌماً فً هذا المكان . وانطلق الجمٌع ٌبحثون عن الحطب هنا وهناك , وسرعان ما جهزوا موقع التخٌٌم وقد اجتمع بٌن ٌدٌهم كومة كبٌرة من الحطب أشعلوا فٌها
11
النار ,ثم جلسوا حولها ٌتناقشون فً كٌفٌة العودة الى المدٌنة والخروج من هذه الؽابة السوداء العمٌقة , ولم تمضً سوا لحظات .. حتى علت على وجوههم نظرة خوؾ واضحة , بعد أن الحظوا بانهم قد اصبحوا تسعة فقط , محمود .. مفقود ! قفز الجمٌع ٌنادون : " محمود .. محمود أٌن أنت ؟ " . - ) علً ( : محمود ال مجال للمزاح فً هذه الؽابة , هٌا اخرج من مخببك وال تخفنا ٌا اخً . - ) سعٌد ( : اخرج ٌا محمود ٌكفً مزاحاً .. وفجؤة .. صرخة تبدو قادمة من مكان قرٌب, لٌسود بعدها صمت ثقٌل , تلك الصرخة حطمت تماماً كل آمال الرجال التسعة فً اٌجاد محمود حٌا,ً وقؾ الجمٌع مذهولٌن مما سمعوه وال أحد منهم قادر على التفوه بكلمة. - ) سعٌد ( : ما هذا ؟ هل سمعتم ؟ ال بد انه محمود . - ) ولٌد ( : هٌا .. فلنستكشؾ ولنبحث عن مصدر هذا الصوت , فلٌحمل كل شخص سبلحه وشعلة من النار لٌرى طرٌقه , ولٌذهب كل واحد باتجاه , ال تبتعدوا كثٌراً .. هٌا انطلقوا . بدء البحث واصابع الجمٌع مشدودة على زناد البنادق والمسدسات ,وقد علت على وجوههم نظرات الرعب وهم ٌبحثون عن مصدر الصوت موقنٌن بانه محمود , وال شك بؤنه فً خطر... - ) سعٌد ( : تعالوا الى هنا بسرعة , هٌا .. - ) علً ( : هل وجدته أخٌراً , أٌن هو ؟ - ) سعٌد ( : ال أجد هنا سوا الدماء .. تعالوا وانظروا معً . وما إن وصلت المجموعة الى المكان واناروا بمشاعل النار المكان حتى صدم الجمٌع من المنظر , ال ٌصدق .. فمحمود امامهم , ولكن لٌس تماماً , فإن كانت هذه دماء محمود , فلم ٌبقى من محمود شًء , لقد تم تقطٌعه بالكامل ...
12
- ) ولٌد ( : ٌا إلهً .. ما هذا .. هل هذه دماء محمود ؟ - ) علً ( : ٌا إلهً هل هاجمه أسد جابع ؟ - ) منتصر ( : هٌا بنا نؽادر هذا المكان ٌا اخوتً , أنا خابؾ . - ) ولٌد ( : استجمع شجاعتك ٌا منتصر , نحن تابهون هنا أنسٌت ؟ - ) منتصر ( : لن أبقى هنا حتى الصباح .. ان لم تؤتوا فانا ساؼادر وحدي , ال أرٌد أن أموت هنا ال أرٌد . - ) ولٌد ( : هدئ من روعك ٌا منتصر وال تتهور .. سنجد طرٌقنا وسنخرج من هنا سوٌاً .. أعدك بذلك . - ) علً ( : هٌا بنا نعود الى مكان تخٌٌمنا , علٌنا أن ال نفترق بعد االن. - ) منتصر ( : ال لن أعود الى أي مكان .. علٌنا الخروج من هنا فوراً .. - ) ولٌد ( : أرجوك ٌا منتصر ال تخفنا هٌا تعال .. - ) منتصر ( : اصمتوا .. ال تتحركوا .. - ) علً ( : ماذا هناك ٌا منتصر ؟ - ) منتصر ( : أشعر به , أنه .. أنه قرٌب , انفاسه , دقات قلبه , حرارة جسده .. انه .. انه مخٌؾ , ٌا إلهً لقد أخطؤنا فً القدوم الى هنا .. هٌا اهربوا بسرعة .. ولم ٌكد ٌنهً جملته حتى شقت خمسة سٌوؾ سوداء هابلة الطول صدره, وظهر من خلفه وجه أشد سواداً من عتمة الؽابة القاتمة , وجه بعٌنٌن تشتعبلن ناراً , تلك العٌون نفسها, حمراء .. تتوسطها نظرة سوداء حاقدة , منظرها الرهٌب ٌوحً بؤنها نوافذ الى قعر الجحٌم , سقطت جثة الرجل على االرض وقد مزقتها مخالب ذلك الوحش الكاسر , نعم تلك التً تبدو سٌوفاً طوٌلة ما هً إ .. تقطر دماً , ّال مخالبه السوداء تجمد بقٌة أفراد المجموعة فً اماكنهم وقد تؽٌرت الوانهم وبرزت عٌونهم من هول المنظر ولم تعد أسلحتهم تجدي نفعاً فبل أحد منهم
13
استطاع تصوٌب السبلح نحو هذا الواقؾ أمامهم , ثم صرخ الشبح : " سؤنتقم .. وسٌدفع جمٌعكم ثمن ألمً .. ستدفعون الثمن ؼالٌاً اٌها األوؼاد .. لن ٌخرج أحد منكم من هنا حٌاً .. " . لم ٌنهً الشبح جملته إّال وقد فّر الجمٌع فً اتجاهات مختلفة وبؤقصى سرعاتهم , فّروا وهم ٌصرخون بؤعلى أصواتهم كمن ٌنادي فً ببر عمٌق , ولكن هٌهات .. فصرخات هبلكهم تتابعت واحداً تلو االخر , صرخات أسمعت القاصً والدانً ونشرت الرعب فً قلوب من سمعها من سكان الضواحً المجاورة , كانت صرخات تحمل الخوؾ واأللم والموت معا , وسرعان ما ابتلعها هذا اللٌل الساتر ,لتفقد المجموعة بؤكملها فً الؽابة , ولم ٌعد منهم أحد , أخطؤتم .. نعم لقد أخطؤتم فً الذهاب الى هناك ٌا رجال , من المجنون الذي ٌدخل عرٌن الموت بقدمٌه؟ فقد جعل منكم هذا القاتل عبرة لكل من خلفكم , وكؤن هذا المشهد لم ٌكن سوا إثبات بؤن هذه المجموعات الباحثة عنه لن تفعل شٌباً أكثر من الصراخ و الهرب,ولٌكن درساً لمن ظن بؤن القضاء علٌه سٌكون بتلك البساطة .
********
- سٌد عماد آسؾ الزعاجك فً هذه الساعة سٌدي , لكن أعتقد أن علٌك القدوم الى هنا بسرعة ) أحد عناصر الشرطة ( - ) السٌد عماد ( : ماذا هناك اٌها الشرطً ؟ ما الذي جرى ؟ - وصلنا ببلغ خطٌر .. أحد السكان فً حالة من الرعب أبلػ عن صرخات من وسط الؽابة سمع صداها من الضواحً القرٌبة .
14
فوجا السٌد عماد بهذا االتصال , لكنه وببل تتردد انطبلق فوراً لقسم الشرطة ولم ٌكد ٌصل الٌه حتى وصل المحقق حسام هو االخر وكانت كل دورٌات الشرطة مستعدة للهجوم فوراً وتنتظر اإلشارة فقط , انطلقت القوة فً منتصؾ اللٌل الى منتصؾ الؽابة نحو منتصؾ المجهول تماما,ً وسرعان ما وصلت الى أطراؾ الؽابة وعثرت على السٌارات المصطفة هناك , كان من الصعب التفتٌش فً هذا الظبلم الحالك وفً هذه االجواء الضبابٌة الباردة عن أصحاب هذه السٌارات داخل الؽابة , ولكن رجال الشرطة الشجعان ٌتقدمهم السٌد عماد اقتحموا الؽابة ٌشقون ستار الظبلم بمصابٌحهم الٌدوٌة وقلوبهم التً ال تعرؾ الخوؾ مطلقا , ولم ٌطل البحث حتى وجدت أولى الجثث , او باألحرى .. رأسها فقط . فً صباح الٌوم التالً بانت الصورة بؤكملها , صورة الحقد األسود " ٌا إلهً ما هذا .. اتمنى الموت على الوقوع بٌن ٌدٌه "
الحقٌقً , كانت تلك كلمات كل صحفً أوشرطً أو أي أحد رأى الؽابة فً ذلك الٌوم , وجدت أجسادهم .. مقطعة , مبعثرة , ممزقة , وكؤنّ من هاجمها أسد جابع , ال بل عشر أسود فً آن واحد , كانت مبلمح الرعب ظاهرة على وجوههم حٌن ماتوا , فقد كانت شعورهم بٌضاء بالكامل , ونظراتهم الجاحظة وكؤن عٌونهم كادت تخرج من محاجرها , أفواههم المفتوحة تلك تخبر بؤنهم صرخوا حتى الموت , تلك الصور حفرت فً عقول كل من شاهدها , كانت أشكالهم صدمة هزت العالم بؤكمله , ما هذا المخلوق الذي هاجمهم ! بعد هذه المشاهد هذا القاتل تحول الى أسطورة حقٌقٌة , الى كابوس ٌجوب الظبلم , لم ٌوفر ذلك الشبح شٌباً من قوته فً هجومه علٌهم, ضرباته الؽابرة فً أجسادهم تحمل معنى الحقد والكراهٌة بؤعمق أشكالها ,ومن ثم أخٌراً .. كتابة ؼامضة محفورة بمخالبه الملطخة بالدماء على إحدى األشجار :" لروحً التً قتلتموها .. سؤنتقم ". على مقربة من سٌارات الضحاٌا وجدت سٌارة أخرى بٌضاء اللون , وبعد فحصها تبٌن أنها سٌارة مً , لكن الدماء كانت تملإها من الداخل و مً لم ٌعثر علٌها ابدا,ً لكن تلك الدماء كانت كافٌة لتبربتها من كل التهم المنسوبة إلٌها , ال شك أنها ماتت منذ وقت طوٌل هنا , ودفعت
15
حٌاتها ثمناً لجنون ذلك القاتل اٌضاً , مً لٌست من قتل احمد وال من فجرت الدٌوان .. وبالتؤكٌد لم تقتل هإالء العشرة , فقاتلها وقاتل كل هإالء واحد .. وهو ما ٌزال حراً طلٌقاً . كان ٌوماً مؤساوٌاً ولم ٌكن لدى رجال الشرطة أمنٌة إّال أن ٌنتهً انتشال الجثث بؤقصى سرعة لعرضها على الطب الشرعً لٌقول فٌها كلمته , فشكلها ال ٌرؼب أحد برإٌته, ولم تكن مفاجبة بؤن السبلح المستخدم مطابق للسبلح الذي قتل به تٌسٌر منذ ٌومٌن , نعم لقد عاد لٌكمل انتقامه .. أنه الشبح .
********
- ) المحقق حسام ( : سٌد عماد انتظر , هبل أخذتنً معك ؟ أرٌد أن اطلعك على شًء مهم . - ) السٌد عماد ( : هل ترٌد أن اوصلك الى منزلك اٌها المحقق ؟ - ) المحقق حسام ( : ال سٌدي , هناك مكان علٌنا زٌارته اوالً . - ) السٌد عماد ( : الى أٌن اٌها المحقق ؟ قد انتصؾ اللٌل. - ) المحقق حسام ( : وسط المدٌنة .. - ) السٌد عماد ( : حسناً سآخذك الى هناك هٌا اصعد . لم ٌكن وسط المدٌنة ٌبعد عن مركز الشرطة اال عشرٌن دقٌقة بالسٌارة , وما إن وصل الرجبلن الى هناك حتى أخذ المحقق حسام ٌرشد السٌد عماد الى الطرٌق , انعطافات متكررة وشوارع فرعٌة و منازل قدٌمة وأحٌاء مظلمة , الى أن وصبل .. - ) المحقق حسام ( : سٌدي تعال معً بسرعة من هنا .
16
- ) السٌد عماد ( : الى أٌن تؤخذنً اٌها المحقق ؟ انا لم أعد أفهم شٌباً ! -) المحقق حسام ( : لقد وصلنا .. بقً علٌنا القفز عن هذا السور الطوٌل ونجتاز الطرٌق العام فقط . - ) السٌد عماد ( : أرجو أن ٌكون لدٌك شًء مفٌد خلؾ هذا السور , وإ .. ّال أقسم بؤننً سؤعاقبك على هذا الفعل - ) المحقق حسام ( : ها قد وصلنا , واآلن هل تذكر هذا المكان سٌدي ؟ - ) السٌد عماد ( : ال أعتقد ذلك , ما هذا المكان ؟ - ) المحقق حسام ( : أنه مكان أكتشاؾ الضحٌة االولى للقاتل الشبح, أال تذكر الضحٌة أحمد ؟ - ) السٌد عماد ( : ببل تذكرته , لكن ماذا ٌعنً هذا ؟ - ) المحقق حسام ( : هٌا .. أطلق النار علً اآلن ! - ) السٌد عماد ( : ما الذي تقوله اٌها المحقق ؟ - ) المحقق حسام ( : أطلق النار .. هٌا , أعتبر من ٌقؾ أمامك هو القاتل , هٌا .. - ) السٌد عماد ( : كفى مزاحاً اٌها المحقق .. - ) المحقق حسام ( : أرجوك سٌد عماد , أطلق النار فً هذا المكان , أطلق النار فً الهواء إن أردت , أطلق فقط وسؤشرح لك كل شًء . - ) السٌد عماد ( : لقد طفح الكٌل بك, أٌن وضعت مسدسً ؟ كم رصاصة ترٌد ؟ - ) المحقق حسام ( : أفرغ مسدسك بالكامل . - ) السٌد عماد ( : لك ذلك . و رفع السٌد عماد مسدسه نحو سماء مظلمة متلبدة بالؽٌوم , وأخذت الرصاصات تنطلق من المسدس رصاصة تلو األخرى حتى فرغ المسدس
17
ودّوى صوت اطبلق النار عالٌاً فً أذنٌه هو والمحقق حسام حتى أضطر لسد أذنٌه , .. - ) السٌد عماد ( : واآلن ماذا اٌها المحقق ؟ - ) المحقق حسام ( : راقب فقط .. ألم تبلحظ شٌباً ؟ - ) السٌد عماد ( : كفاك ألؽازاً ٌا حسام , ما الذي سٌحصل ؟ هل ستمطر السماء دماً اآلن ؟ لحسن الحظ بؤن أحداً لم ٌتصل بالشرطة الى اآلن لٌبلػ عن صوت الرص.. ماذا ! ال أصدق . - ) المحقق حسام ( : تماماً ٌا حضرة الربٌس , أنظر جٌداً حولك , هل رأٌت أحداً إلتفت الٌنا ؟ ال أحد من الشوارع المجاورة لهذا الممر سٌسمع صوت مسدس ٌطلق رصاصاته هنا , هل فهمت ما أقصده . - ) السٌد عماد ( : ولكن هذا حصل فً تلك اللٌلة , واندفع الجمٌع الى هنا فوراً وحاصروا الممر من كلتا جهتٌه , لكن كٌؾ ! - ) المحقق حسام ( : تلك األصوات لم تكن رصاصاً سٌدي , بل كانت على األرجح قنابل صوتٌة, ربما تعمل بمإقت زمنً , وقد وضعت فً هذا المكان لصرؾ النظر عن الزمن الحقٌقً الرتكاب الجرٌمة . - ) السٌد عماد ( : هذا ٌعنً .. - ) المحقق حسام ( : نعم , كل ذلك كان تضلٌبلً , فعدد الشهود الكبٌر , و تلك الرسالة التً تلقاها الضحٌة قبل ربع ساعة من اكتشاؾ الجثة , كل شًء حصل فً ذلك الٌوم , كان مزٌفاً تماماً , وأحمد لم ٌقتل فً الثانٌة عشرة من ذلك الٌوم . - ) السٌد عماد ( : لكن هذا ٌبقى أفتراضاً اٌها المحقق , تدرك هذا ألٌس كذلك ؟ - ) المحقق حسام ( : أملك الدلٌل سٌدي , لكنه موجود تحت األرض , أنه مدفون مع أحمد فً قبره االن .
18 - ) السٌد عماد ( : وما نوع هذا الدلٌل ؟ - ) المحقق حسام ( : تقرٌر الطب الشرعً , ولكن بشكل أدق بملٌون مرة من سابقه . - ) السٌد عماد ( : اذا تعال معً بسرعة , لقد أمسكنا أخٌراً بطرؾ الخٌط . - ) المحقق حسام ( : الى أٌن ؟ - ) السٌد عماد ( : سنستشٌر الطبٌب الشرعً فً قسم الشرطة , وسنحصل بعدها على تصرٌح رسمً بفتح القبر وانتشال الجثة مجدداً . وعلى الفور إنطلق السٌد عماد والمحقق حسام نحو السٌارة وعادا الى قسم الشرطة , تم أستدعاء الطبٌب الشرعً فً الحال وإطبلعه على آخر اإلستنتاجات . - ) الطبٌب ( : كبلمك منطقً سٌدي الربٌس , لكن بالنسبة لؤلمكانٌات المتوفرة لدٌنا حالٌاً , فبل أعتقد بؤن التقرٌر الذي تطلبه ممكن , لكن مع ذلك سؤبذل قصار جهدي , إجلب لً الجثة من قبرها . وتم اصدار مذكرة لفتح قبر الضحٌة ) أحمد ( واحضار جثته مرة أخرى الى المشرحة وعلى الفور انطلق المحقق حسام والسٌد عماد نحو السٌارة, لم ٌنتظر السٌد عماد الى الصباح بل أخذ معه رجال الشرطة فوراً الى المقبرة حٌث ٌرقد أحمد فً قبره , حتى ظلمة اللٌل الحالكة وبرودة الجو لم توقؾ الضابط عماد ورجاله عن اقتحام المقبرة الهادبة , وبدءت عملٌة نبش القبر بالمعاول شٌباً فشٌباً حتى فتح القبر كامبلً , ومن ثم بدت بكل وضوح الجثة ساطعة امام الجمٌع .. وكؤنها تنادي المحققٌن بؤن فً داخلها سراً ٌنتظر أحداً إلكتشافه , ولم ٌطل األمر حتى أستخرجت و حملت الى السٌارة , فً تلك اللحظة تبددت الؽٌوم وسطع القمر , وشق ضوءه ذاك الظبلم الكثٌؾ وكؤنه ٌنٌر الطرٌق أمامهم , أخذت الجثة الى المشرحة وتم استدعاء األطباء المختصٌن على الفور
19
للعمل علٌها , فً صباح الٌوم التالً كان المحقق حسام ٌنتظر بفارغ الصبر تقرٌر الطب الشرعً . - ) المحقق حسام ( : هل تمكنت من الوصول الى زمن الوفاة بدقة اٌها الطبٌب ؟ - ) الطبٌب ( : الجثة تتحلل فً القبر بشكل مختلؾ عن تحللها فً بٌبة ٌملبها الهواء اٌها المحقق , لذا أعتقد بؤن الفحص الدقٌق سٌظهر كم مضى على وفاة هذا الرجل . - ) المحقق حسام ( : كم من الوقت ٌحتاج هذا التقرٌر .. أخبرنً ؟ - ) الطبٌب ( : سؤعمل على تجهٌزه خبلل الساعات القادمة , أعتقد بؤنك ستكون قادراً على اإلطبلع على نتٌجته فً هذا المساء ٌا بنً . - ) المحقق حسام ( : حسنا أشكرك سؤذهب وابلػ السٌد عماد بهذه االخبار فهو ٌنتظر التقرٌر بفارغ الصبر . - ) السٌد عماد ( : ولكن كٌؾ خطرت فً بالك فكرة الصوت اٌها المحقق؟ حقاً من أٌن جبت بها ؟ فلم تخطر على بال أحد قط . - ) المحقق حسام ( : خطرت لٌتلك الفكرة منذ مدة لكننً لم أكد متٌقناً كفاٌة منها , ولكن ببلغ اللٌلة الماضٌة قد قطع كل الشكوك حولها , فلماذا لم ٌسمع صوت صراخ الضحٌة أحمد قبل صوت إطبلق النار ؟ ٌبدو بؤن القاتل ٌتعمد اخافة ضحاٌاه وتعذٌبهم قبل اإلجهاز علٌهم .. فلماذا لم ٌسمع ذلك فً حالة الضحٌة االولى , ثم أننً أعرؾ ذاك الركن من المدٌنة جٌداً فقد أمضٌت طفولتً أسكن فً مكان قرٌب منه , وهو شبه مهجور ومعزول عن المدٌنة بسبب موقعه بٌن بناٌتٌن قدٌمتٌن , لذلك من المستحٌل أن ٌسمع صوت اطبلق الرصاص فً ذاك الموقع , ربما حان الوقت لحل هذا اللؽز سٌدي الربٌس . - ) السٌد عماد ( : أحسنت اٌها المحقق , اذا فنحن اآلن نتعامل مع بشر ولٌس روحاً او شبحاً .
20
- ) المحقق حسام ( : بالتؤكٌد سٌدي , لكن ما نتعامل معه أشد خطورة بكثٌر , أنه ذكً , وحاقد , وؼاضب جداً , وهذا أخطر حتى من األشباح . ولم ٌطل الوقت حتى كان الطبٌب ٌقؾ حامبلً تقرٌر الطب الشرعً امام مكتب السٌد عماد , وبدء الطبٌب ٌقرأ ما انتظره المحقق حسام بفارغ الصبر , فقد جاء فً التقرٌر بؤن الضحٌة قد بقٌت جثته معرضة للهواء خمسة عشر ساعة تقرٌبا ً , فؤن كان قد دفن فً الساعة الثانٌة عشرة نهاراً فهذا ٌعنً بؤن الضحٌة توفً فً تمام الساعة التاسعة من اللٌلة التً تسبق الدفن , وبهذا فقد كان استنتاج المحقق صحٌحاً تماماً , فما كان من السٌد عماد إ : ّال أن أمسك بعنق الطبٌب وصرخ فً وجهه - لماذا لم تنتبهوا لذلك من قبل ؟ لماذا كان علٌنا االنتظار كل هذا الوقت لتعرفوا الحقٌقة ؟ لو أنكم انتبهتم فً ذلك الٌوم لربما ما مات كل هإالء وما دفع صدٌقً فهمً حٌاته ثمناً لجنون هذا القاتل .. - ) الطبٌب ( : على مهلك ٌا سٌدي فبل عبلقة لً صدقنً , تقرٌر الطب الشرعً ٌطلب فً حالة معرفة سبب الوفاة أو تحدٌد وقتها , وفً حالة هذا الرجل فقد كان سبب الوفاة ووقتها واضحاً فكل المدٌنة كانت شاهدًة على وفاته , لذلك لم ٌطلب منا تقرٌر بهذه الدقة , وقد ج ّهزنا تقرٌراً عادٌاً مبنٌاً على شهادة الشهود والفحص الظاهري للجسد , فً الواقع طوال فترة خدمتً هنا و التً دامت قرابة العشر سنوات لم ٌطلب منً إعداد تقرٌر مف ّصل بهذه الدقة . وانزلقت ٌدا السٌد عماد من على عنق الطبٌب بصعوبة , ومن ثم عاد الى مكتبه و على وجهه عبلمات الحزن واأللم , نعم لم ٌستطع إخفابها أكثر , فما زالت ذكرٌات صدٌقه فهمً تلوح فً مخٌلته بالرؼم من كل محاوالته لنسٌانها او تناسٌها , لم ٌتماسك أكثر .. وسقطت دمعاته أخٌراً " أٌن أنت ٌا فهمً اآلن , أعدك .. لن ٌفلت
بعدما تمسكت بعٌنٌه طوٌبلً , منً قاتلك , سؤمسك به حتى لو كان أخر عمل لً فً حٌاتً , حتى وإن , أخذ المحقق والطبٌب ٌحاوالن التخفٌؾ
كلفنً ذلك اللحاق بك, أعدك " عن ربٌسهما , ولكن محاوالتهما لم تجد نفعاً , بل وانتهت بكلمات باردة " لو سمحتم ٌا سادة .. ؼادروا المكتب واتركونً مع نفسً لبعضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
عدل سابقا من قبل ريِمآ في الأحد يونيو 02, 2024 10:05 pm عدل 1 مرات | |
| | | ريِمآ .. مشرف عام المنتدى ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
| تاريــخ التسجيـــــــل : 06/03/2024 |
| مــــعدل النشـــــــاط : 2769 |
| موضوع: رد: عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثانًى : السر ٌكشؾ الأحد يونيو 02, 2024 9:58 pm | |
| عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثانًى : السر ٌكشؾ وانسحب الطبٌب والمحقق وال أحد منهما استطاع أن ٌنطق
الوقت " بكلمة , المحقق حسام وقؾ فً احدى الزواٌا وقد تبادرت الى ذهنه الكثٌر من األفكار المبعثرة , هذا القاتل الذي ٌبحثون عنه .. أنه سبب ألم السٌد عماد اآلن , وبالتؤكٌد سبب آلآلم كثٌرة فً كل بٌت من هذه المدٌنة , كٌؾ ألحد أّنٌحٌا وهو على علم بؤن كل هذه الدموع تذرؾ جّراء ما أقترفت ٌداه !بل كٌؾ لعٌنٌه أن تنام لٌبلً قرٌرة مرتاحة وكل هذه اآلهات ال تنام , ببل شك أن هذا القاتل قد تجرد من كل مشاعر البشر , وقد تخلص من قلبه قبل أن ٌبدأ , أنه ال ٌمٌز بٌن بشر وحجر , نعم .. هو لم " فور ما ّال ٌرحم أحداً , لذلك .. ال ٌستحق الرحمة , الموت
ال ٌستحق إ , أجد ذلك القاتل القذر سؤقتله فوراً , سؤقتله وأخلص البشرٌة من شره , , قاطع هذه األفكار الطبٌب وقد
أنتظرنً فقط , سؤصل الٌك قرٌباً .. " أمسك بٌد المحقق وقال : " اٌها المحقق .. أنت تنزؾ, تعال بسرعة ألسعفك " - ) المحقق ( : ماذا ؟ أنزؾ ! ولكن .. - ) الطبٌب ( : تعال معً بسرعة , ٌبدو بؤنك تعانً من ارتفاع فً ضؽط الدم , انظر الى وجهك فالدماء تنهمر من كل مكان . وما أن وصبل الى عٌادة القسم حتى أخذ الطبٌب ٌمسح وجه المحقق بالقطن وسط صدمة حسام التً أخذت تتزاٌد شٌباً فشٌباً كلما رأى كمٌة " ولكن كٌؾ .. لم تمضً سوا ثوان
الدماء التً نزفت من وجهه , معدودة استؽرقتها فً التفكٌر , متى حصل كل هذا لً ! " بادره الطبٌب " اٌها المحقق .. لقد وقفت فً تلك الزاوٌة لمدة تزٌد عن ساعة , ألم تنتبه الى ساعتك ؟ واألرضٌة تحتك تحولت لبقعة من الدماء! ٌبدو بؤن هذه القضٌة قد أرهقتك كثٌراً وعلٌك أن تسترٌح , اذهب الى بٌتك اآلن وخذ بقٌة هذا الٌوم أجازة لك , حاول أن ترٌح أعصابك وال تفكر فً , رد المحقق حسام بتحرٌك رأسه فقط بؤنه موافق على
شًء حتى الؽد " نصٌحة الطبٌب , ومن ثم انصرؾ خارجاً نحو منزله , كانت طرٌقه ملٌبة باألفكار , حتى انه تجاوز مكان سكنه دون أن ٌشعر , وبعدما عاود الوصول الى منزله أخذت الخٌاالت واألفكار تتدفق بكامل عنفوانها ببل
22
توقؾ الى عقله , ما نوع نوبة الؽضب التً أصابته الٌوم ! كٌؾ أمضى ساعة من الوقت واقفاً ٌنزؾ دون أن ٌشعر ؟ أهكذا ٌفعل الؽضب بالبشر؟ وإن كان هذا هو تؤثٌر الؽضب على إنسان عاقل ٌطّبق القانون , فما هو تؤثٌره على شخص مجنون كذاك القاتل ؟ لقد كانت نوبة ؼضب فقط .. فماذا ستفعل أقوى عاطفة بشرٌة فً العالم ) الحقد ( به , على األرجح هذا الؽضب من نفس النوع الذي أصاب القاتل الذي ٌتعاملون معهولكن " المهم الآلن .. كٌؾ سؤصل الى هذا القاتل ؟ وما
بشكل أكبر بؤضعاؾ , عبلقة مً ؟ " والكثٌر الكثٌر من األسبلة المشابهة , لكن سإاالً واحداً استطاع شق طرٌقه من بٌن كل هذا الكم من األسبلة األخرى: " من , سإال وجٌه حقاً , من هو التالً على قابمة الشبح
سٌكون التالً ؟ " السوداء ؟ وهل سٌكون هناك المزٌد من الدموع واآلالم هنا وهناك ؟ ولحقه جواب مقنع " علٌنا كشؾ سر كل الجرابم " نعم تلك هً الطرٌقة الوحٌدة للوصول الٌه .. ال شك بؤنه ترك شٌباً سٌقودنا إلٌه , مفهوم الجرٌمة الكاملة لم ٌوجد أبداً , وال بد من خطؤ إرتكبه فً مكان ما ولم ٌنتبه إلٌه أحد .. البد من ذلك ,وبعد ساعات من التفكٌر راح المحقق المنهك فً نوم عمٌق.
*********
- سٌد عماد هناك ببلغ جدٌد , المقبرة .. لقد أنفجرت ) أحد عناصر الشرطة ( . الساعة الواحدة بعد منتصؾ اللٌل , اتصال من مركز الشرطة ٌوقظ المحقق حسام من نومه , أنه السٌد عماد : - ) السٌد عماد ( : أٌن أنت اٌها المحقق , أستٌقظ بسرعة .. سآتً ألصطحابك فوراً .
23 - ) المحقق ( : ولكن ما الذي حصل ؟ - ) السٌد عماد ( : انفجار هابل , البد أنه الشبح مجدداً , ال وقت ألشرح لك هٌا أنهض .. وأؼلق السٌد عماد الخط وسط صدمة المحقق حسام الذي قفز سرٌعاً وتناول معطفه وانطلق نزوالً نحو الشارع , وما هً اال بضع دقابق حتى كانت السٌارة تقؾ بجانب الطرٌق وٌطل منها السٌد عماد مشٌراً للمحقق أن ٌركب معه , وانطلق االثنان بلمح البصر. كافح رجال األطفاء النٌران المستعرة ألكثر من ساعة حتى تمكنوا من أخمادها بالكامل , وتلقى السٌد عماد تقرٌراً مفصبلً عن الحادث , وجاء فٌه " أنه وبعد عدة أنفجارات مدوٌة فالنٌران اشتعلت مباشرة و دون سابق انذار محولة المكان الى كتلة هابلة من اللهب , مثل هذه الظاهرة تحدث فقط عند احتراق المواد سرٌعة اإلشتعال , وقد أبلػ المواطنون القرٌبون فوراً عن انفجارات قوٌة جداً ونٌران عمت المقبرة وقد حضرت , المقبرة التً بقٌت عنوناً
فرق األطفاء فوراً وأخمدت الحرٌق بالكامل " للصمت المطلق , نطقت تنادي النجدة , وضع فٌها ذلك الشبح قنابل ضخمة , لدرجة أنها انتزعت بعض الجثث من قبورها عندما انفجرت , إن كان هذا فعلها بما فً باطن األرض , فتخٌل ما فعلت بما فوق األرض , فلم ٌبقى شاهد قبر فً مكانه , بل لم ٌبقى فً المقبرة كلها , الكثٌر منها لم ٌعثر علٌه ابداً , بعضها عثر على أجزاء منه خارج أسوارها , وقد تكفل الحرٌق بطمس كل شًء بعد ذلك , واكتست المقبرة بسواد قاتم , سواد مظلم أكثر من اللٌل نفسه , ذلك الشًء ٌحمل حقداً ال ٌمكن تصوره .. وكؤنه لم ٌكتفً بحرقهم فعاد لٌحرقهم من جدٌد , و وقؾ المحقق حسام مذعوراً من هول هذا المنظر , - ) المحقق حسام ( : المقبرة ! ولكن لماذا المقبرة ؟ ما الذي ٌرٌده ذلك الشبح من األموات أٌضاً ! - ) السٌد عماد ( : لقد جن جنونه ..
24 - ) المحقق حسام ( : ماذا قلت ؟ - ) السٌد عماد ( : ٌبدو بؤنه عرؾ كل شًء , عرؾ أننا أكتشفنا سره , فؤحرق ودمر المقبرة , انظر حولك اٌها المحقق , ال ٌوجد قبر واحد للعابلة بقً على حاله , لقد دّمرها كلها , بعض القبور أصبح من المستحٌل اٌجادها اآلن , لقد فقد صوابه , أرجو أن ضحٌته التالٌة لن تتؤلم كثٌراً , لقد أثرنا ؼضبه . - ) المحقق حسام ( : وماذا سنفعل اآلن ؟ ألٌس هناك أي شاهد كالعادة ؟ - ) السٌد عماد ( : كبل , لٌس هناك أحد ٌجرإ على األقتراب من المقبرة فً وضح النهار , فما بالك بها فً منتصؾ اللٌل . - ) المحقق حسام ( : اٌهاالشرطً , كٌؾ ف ّجر الفاعل القنابل ؟ - ) الشرطً ( : ٌبدو بؤنه جهاز تفجٌر قصٌر المدى سٌدي .
" قصٌر المدى..
ترددت تلك الكلمة فً مسامع المحقق مراراً وتكراراً , اذا ٌرٌد أن ٌرى األنفجار , ٌا له من مجرم , ٌبدو أنه ٌستمتع برإٌة أفعاله الشنٌعة " .
*********
- ) السٌد عماد ( : فٌما تفكر ٌا حسام ؟ منذ أن عدنا وأنت لم تنطق بكلمة , أخبرنً هل لدٌك أي جدٌد ؟ - ) المحقق حسام ( : ما لدي قد ال ٌكون جدٌداً تماماً , لكننً واثق من نجاحه , الطرٌقة الوحٌدة للوصول الى القاتل هً بكشؾ لؽز كل جرٌمة من جرابمه سٌدي . - ) السٌد عماد ( : تبدو واثقاً , ولكن بماذا سٌفٌدنا هذا ؟
25
- ) المحقق حسام ( : لٌس هناك جرٌمة كاملة, بالتؤكٌد هناك جزء مفقود .. حلقة ضابعة فً كل جرٌمة , لم ٌنتبه لها أحد , وتلك التً ستقودنا الى القاتل الشبح . - ) السٌد عماد ( : أوافقك الرأي , لكن علٌنا الحذر منذ اآلن , فقد رأٌت ما حل بالمقبرة , وال نرٌد أن ٌتكرر هذا فً أ ّي مكان آخر . - ) المحقق حسام ( : أفهم ذلك سٌدي , لكن قد ٌكون هذا فً صالحنا , فقدان الشبح لصوابه وتفجٌره للمقبرة ٌعنً أننا نسٌر فً االتجاه الصحٌح , لذلك علٌنا متابعة ما بدأناه . - ) السٌد عماد ( : اذا .. من أٌن سنبدء ؟ - ) المحقق حسام ( : من مسرح الجرٌمة الثانٌة .. أنه الدٌوان . وانطلق الرجبلن مباشرة نحو دٌوان العابلة , ذلك المبنى الذي نسفه القاتل الشبح وقتل الكثٌر ممن كانوا فٌه , وكان منهم المحقق فهمً , وبالرؼم من الذكرٌات المإلمة لذلك المكان إّال أن الواجب ٌستدعً زٌارته مجدداً والنظر الٌه والتمعن فٌه بعمق , بحثاً عن أي دلٌل منسً , كان الدٌوان المدمر عبارة عن منزل لؤلشباح , لقد أصبح مكاناً مهجوراً , وال أحد تجرئ على دخوله مجدداً بعد تلك الحادثة , بنصؾ مدمر تماماً لم ٌوجد من ٌستطٌع اصبلحه , هنا فً هذا المكان .. مات الكثٌرون , وأرواحهم التً رقدت بسبلم فً المقبرة , قد تم تروٌعها فً اللٌلة الماضٌة بعدما دمرت قبورها , ربما هً تطوؾ حول هذا المكان اآلن , فالرهبة تحفه من كل جانب , وضوء الشروق لم ٌصله بعد , دخل السٌد عماد المبنى المدمر من احدى النوافذ , فقد اؼلق الباب الكبٌر بسبب السقؾ المنهار وتبله المحقق حسام , آثار الدماء ما زالت هنا , وكل شًء كان هنا بقً على حاله , كراسً و طاوالت وبعض فناجٌن القهوة المحطمة , كلها بقٌت هنا , أصحابها الذي جلسوا هنا طوٌبلً قد رحلوا منذ وقت بعٌد , وتركوها لتفترسها الوحدة والظبلم , وجد الرجبلن الطرٌق نحو سطح الدٌوان بسهولة , عبارة عن درج ضٌق داخل المبنى ٌقود مباشرة الى السطح المؽلق بباب حدٌدي ثقٌل , كان من السهل فتحه
26
فقد فتحه رجال الشرطة واستعملوه فً انقاذ المصابٌن فً ذلك الٌوم, وعلى أرضٌة السطح وجدت قطرات دمابهم , وما بقً من حطام خزانات المٌاه قد تناثر فً كل أرجاءه , و تحولت أرضٌته الى اللون األسود بفعل االنفجارالكبٌر. - ) السٌد عماد ( : ال عجب أنه دمر المبنى ,لقد كان انفجاراً عنٌفاً حقا.ً - ) المحقق حسام ( : ذلك الشبح .. ٌا له من ذكً .. - ) السٌد عماد ( : هل قلت شٌباً ؟ - ) المحقق حسام ( : حجم الدمار هنا ٌدل على انفجار عظٌم فعبلً , وهذا ٌحتاج لكمٌة كبٌرة جداً من الوقود , وهذا ٌحتاج اٌضاً الى عّدة سٌارات لنقل هذه الكمٌة الضخمة , ونقلها الشبح بكل هدوء ..ولم ٌنتبه الٌه أحد. - ) السٌد عماد ( : لٌس فً كبلمك أي جدٌد اٌها المحقق . - ) المحقق حسام ( : هٌالنلقً نظرة أخٌرة على الداخل . وهبط الرجبلن مرة أخرى الى داخل المبنى , وهناك همس المحقق حسام فً أذن ربٌسه : - ) المحقق حسام ( : عندما نخرج من هنا .. أبتسم وكؤنك عرفت من الفاعل . - ) السٌد عماد ( : ماذا ؟ هل عرفت الفاعل حقا ؟ أخبرنً بسرعة من هو ؟ - ) المحقق حسام ( : اخفض صوتك , فقط أفعل ما طلبته منك وسؤخبرك بكل شًء عندما نصل الى قسم الشرطة . وخرج المحقق والسٌد عماد من نفس النافذة كما دخبل , وقد علت على وجوههما ابتسامة عرٌضة , ومن ثم أسرعا نحو السٌارة وانطلقا عابدٌن نحو قسم الشرطة . - ) السٌد عماد ( : واآلن أخبرنً لماذا جعلتنً أبتسم ؟
27
- ) المحقق حسام ( : ذلك القاتل ٌراقبنا دابماً سٌدي , وإّال فكٌؾ عرؾ بؤننا أكتشفنا أمره وحللنا لؽز جرٌمة أحمد ؟ اذا كان ٌراقبنا فً حٌنها فسٌظن أننا وجدنا شٌباً هناك , وسٌجن جنونه اآلن , إن كانت أفكاري صحٌحة فسٌفعل شٌباً ما بخصوص الدٌوان , لذا أرٌد أحداً لٌراقب لنا الدٌوان فالقاتل بالتؤكٌد سٌعود الى هناك وربما ٌفجره كما فعل بالمقبرة . - ) السٌد عماد ( : فكرة ذكٌة حقاً , سؤرسل بعض الرجال المتخفٌٌن حاالً . - ) المحقق حسام ( : على مهلك سٌدي , هو ال ٌتحرك إال لٌبلً .. أرسل الرجال بعد ؼروب الشمس , ولٌكونوا على أهبة االستعداد لؤلمساك به . - ) السٌد عماد ( : معك حق , ال مشكلة .. علٌنا االنتظار فقط , كم أتمنى أن نقبض علٌه اللٌلة . - ) المحقق حسام ( : سنفعل .. بؤذن هللا . ومن ثم طلب المحقق حسام من السٌد عماد أن ٌخبره عن تفاصٌل ذلك الٌوم المشإوم حٌن فجر القاتل الدٌوان , وراح األخٌر ٌخبره بكافة أخبره عن تلك الوّال , وكٌؾ نجى من ذلك التفاصٌل وأدق , عة الملؽومة ّها اإلنفجار بؤعجوبة , وكٌؾ كان مشهد الدمار والدماء ٌعم المكان , مضى الوقت سرٌعاً والسٌد عماد ٌسرد ما جرى على مسامع المحقق حسام , وسرعان ما ؼربت الشمس وتحركت فرقة المراقبة السّرٌة نحو الدٌوان المدمر , وتمركزت داخله وأخذت تراقب المنطقة , أما السٌد عماد والمحقق حسام فقد بقٌا فً مركز الشرطة بجانب جهاز البلسلكً وهما ٌنتظران بفارغ الصبر أٌّة اشارة من الفرقة , ولكن اإلشارة تؤخرت حتى نام الرجبلن على الكراسً فً مكتب السٌد عماد , وفً منتصؾ اللٌل تماماً , جاءت األشارة أخٌراً , لكن لٌس من البلسلكً بل من أحد عناصر الشرطة فً القسم . - ) الشرطً ( : سٌدي لقد وردنا ببلغ اآلن , انفجار آخر .. - ) السٌد عماد ( : ٌا إلهً ما الذي ٌحصل ؟ وأٌن موقعه ؟
28
- ) الشرطً ( : الجزء الؽربً من المدٌنة , بالقرب من الضواحً , أنه عنوان بٌت ) مراد ( ٌا سٌدي . تبادل السٌد عماد والمحقق حسام النظرات بذهول شدٌد , فقد وقعت كلمات الشرطً علٌهما كالصاعقة !وتلك الفرقة التً تنتظره فً الدٌوان؟ لماذا لم ٌذهب الى هناك ؟ قفز السٌد عماد والمحقق حسام من مكانٌهما كالبرق ولكن السٌد عماد أوقؾ المحقق وقال : " علٌك البقاء هنا ومتابعة الفرقة المتخفٌة فً الدٌوان , ال نعلم ما الذي سٌحصل اآلن , وسؤطلعك على كل التطورات بالهاتؾ " وعاد المحقق حسام لٌجلس امام البلسلكً فٌما انطلق السٌد عماد ومعه رجال الشرطة واإلطفاء بؤقصى سرعة نحو العنوان , نعم لقد كان منزل ) مراد ( صدٌق العابلة القدٌم والذي قتله ذلك الشبح رعباً , كان عمود الدخان المتصاعد من المنزل المحترق مرتفعاً بما ٌكفً لٌرشد رجال الشرطة الى موقعه من على بعد آآلؾ االمتار , وٌخبر بحجم تلك القنبلة التً وضعت فً ذلك البٌت اٌضاً , وهذا أوقع الرعب فً قلوب رجال الشرطة , ترى ما الذي سٌجدونه اآلن فً ذلك المكان الذي على األرجح أصبح منكوباً تماماً , خبلل عشر دقابق كانت سٌارات الشرطة واالطفاء قد وصلت الى المنزل المحترق وبدأت تحاول اخماد الحرٌق الهابل المندلع فٌه , منظر شبٌه تماماً بما حصل فً اللٌلة الماضٌة فً المقبرة , ٌبدو أنه استخدم نفس النوع من القنابل شدٌدة اإلنفجار , باإلضافة الى مواد سرٌعة اإلشتعال مثل الوقود , موجة الصدمة التً انتجها االنفجار اقتلعت النوافذ والباب فوراً , و هدمت جزءاً من الجدار األمامً للمنزل "لقد فقد الشبح صوابه حقاً , بل وربما أكثر من ذلك" هذه الكلمات التً تمتم بها السٌد عماد وهو ٌقؾ بصمت امام هذا الجحٌم المستعر , ثم أصدر أمراً لفرقة تفكٌك المتفجرات باإلستعداد أل ّي طارئ وأمر بؤؼبلق المنطقة بالكامل وحظر التجوال فٌها حتى ٌنتهً تفتٌشها بدقة , ومن ثم سحب هاتفه النقال واتصل فوراً بالمحقق حسام فً قسم الشرطة , وطلب منه أن ٌعطً األمر للفرقة السرٌة المتخفٌة فً الدٌوان باإلنسحاب باقصى سرعة وبحذر شدٌد , وعلى الفور أمسك المحقق بالجهاز البلسلكً و نادى :"الى عناصر القوة , ولكن ما من
السرٌة فً الدٌوان , أخلوا المكان فوراً , أخلوا المكان "
29
إجابة , فعاد المحقق وكرر كلماته مرة أخرى , ومن جدٌد لم توجد أٌّة أجابة , وعاد المحقق ٌكرر ندابه مرة تلو أخرى وال أحد ٌجٌب , فؤلقى البلسلكً من ٌده وصرخ فً هاتفه :" سٌدي الفرقة ال تستجٌب " وفقد السٌد عماد صوابه بالكامل ومن ثم صرخ فً وجه المحقق حسام :" خذ فرقة من الرجال وانطلق نحوهم بسرعة , إنهم فً خطر ٌا حسام" وعلى الفور تحركت قوة أخرى من الشرطة ٌتقدمهم المحقق حسام نحو الدٌوان المهجور , ومن ثم بادر بإقتحام المبنى بسرعة لٌتفقد المجموعة , ومن أول نظرة .. سقط المحقق حسام الى الخلؾ وقد ارتعشت اطرافه وشلت حركته , ظهر جلٌاً سبب ذلك الصمت البلسلكً , فعناصر الفرقة جمٌعهم .. قتلى , وال أحد منهم حً لٌجٌب على نداء المحقق , جمٌعهم قتلوا بنفس السبلح , أنها تلك الخناجر الحادة , ال أحد منهم أطلق من سبلحه رصاصة واحدة , وال حتى استطاعوا طلب المساعدة عبر البلسلكً ,أٌّن كان ما حل بهم هنا , فقد حصل بلمح البصر , فرقة مدربة ومجه ّزة بؤحدث التجهٌزات القتالٌة , ثمانٌة رجال من نخبة رجال الشرطة , كلهم موتى على األرض , ضربتان فً لٌلة واحدة , وفً وقت واحد , وباتجاهٌن مختلفٌن , هذا مستحٌل .. كٌؾ له أن ٌفعل ذلك , هذا دفع المحقق حسام لٌعٌد التفكٌر فً كونه بشراً , فما ٌفعله ذلك الشًء لٌس آدمٌاً أبداً " لقد أرسلنا قواتنا نحو الموت مباشرة فً هذا الفخ , بدل أن ٌكون فخ له.. لقد كان فخ لنا , ال أصدق .. هذا مستحٌل ٌ,ا لؽبابً .. " ) المحقق حسام ( - ) السٌد عماد ( : ما األخبار عندك ٌا حسام ؟ أجب . - ) المحقق حسام ( : الفرقة ٌا سٌدي .. لقد قتلت . سقط السٌد عماد على ركبتٌه من هول الصدمة , ما هذا , جرٌمتان فً لٌلة واحدة وفً مكانٌن مختلفٌن وفً نفس التوقٌت اٌضاً , لقد وصلت هذه القضٌة الى نهاٌة مسدودة تماماً , كٌؾ ٌوقؾ هذا الشًء ؟
*********
30
فً صباح الٌوم التالً تم إعبلن الحداد على أرواح عناصر الفرقة الذٌن قضوا فً الدٌوان , كان حجم الضجة اإلعبلمٌة كبٌرا,ً وتحول القاتل الشبح بجدٌّة الى اسطورة كبٌرة , وبدأ الكثٌرون بالتسلٌم بقدراته الخارقة , وأنه لٌس بشراً بل شبح قادم لٌنتقم , وبدأ البعض بالحدٌث عن قتل كل أفراد العابلة لٌتوقؾ مسلسل الدمار هذا , ربما تلك هً الطرٌقة الوحٌدة لٌعود ذلك الشًء من حٌث جاء , لٌعود الى الجحٌم حٌث ٌنتمً , المدٌنة تحولت لساحة حرب , ومن ٌدري ما الذي سٌنفجر أو ٌحترق بعد ذلك , ووسط كل هذا الضجٌج تلقى السٌد عماد اتصاالً , انه الوزٌر : - ) الوزٌر ( :ما الذي تفعله برجالً ٌا عماد ؟ انا أحذرك اٌها المتهور , إن سقط من رجال الشرطة شخص آخر فسؤحٌلك للتقاعد فوراً , بل سؤقدمك للمحاكمة اٌضا,ً لقد أصبح العالم كله ٌعرؾ ما ٌجري فً المدٌنة , وأنت لم تمسك بذلك المجرم بعد ؟
سنمسك به قرٌباً سٌدي , أعدك بذلك "
تنهد السٌد عماد بشدة ثم رد " ومن دون أي مقدمات أؼلق الوزٌر الخط , وحطم السٌد عماد الهاتؾ .. - فعلت كل ما بوسعً لئلمساك به , ى هذه المعاملة ما عبلقتً انا ألتلق , ّ انا لم أشارك أولبك الحمقى بؤفعالهم اإلجرامٌة , لماذا لم ٌصدر أمر بالقبض علٌهم سابقاً قبل أن ٌحصل ما ٌحصل . ) السٌد عماد ( - ) المحقق حسام ( : هد ّئ من ؼضبك سٌدي , فؤنا أتحمل المسإولٌة فً موت رجال الشرطة الثمانٌة , انا من أقترح أن نرسلهم الى هناك , وانا مستعد لتقدٌم أستقالتً فوراً . - ) السٌد عماد ( : ال ٌا حسام فكلنا نتحمل المسإولٌة , لم نقدّر قدراته جٌداً , وبدالً من تقدٌم إستقالتك علٌنا اآلن التفكٌر باالمساك به بجدٌة أكبر , ألم تسمعنً حٌن وعدت الوزٌر باالمساك به قرٌباً ؟
31
- ) المحقق حسام ( : بلى سٌدي لقد سمعت , اذا لنعد الى التحقٌق فورا.ً - ) السٌد عماد ( : اذا فوجهتنا هً منزل مراد , أرٌد منك اإلطلع على ما جرى فٌه لتخبرنً بؤستنتاجاتك . وبعد عشر دقابق من القٌادة وصل السٌد عماد والمحقق حسام الى المنزل المدمر , والذي أعلن منطقة مؽلقة بالكامل , وبدأت المعاٌنة . - لحسن الحظ فقد تم انقاذ بعض المحتوٌات الشخصٌة لصاحب المنزل حٌث كانت محفوظة بعٌداً عن متناول النٌران ) أحد عناصر الشرطة ( . - ) المحقق حسام ( : لماذا ؟ - ) السٌد عماد ( : سإالك فً مكانه . - ) المحقق حسام ( : هل ٌعتقد بؤن مراد ما زال حٌاً ؟ - ) السٌد عماد ( : من المستحٌل ذلك , فمنزله مهجور منذ فترة . - ) المحقق حسام ( : اذا لماذا ٌدمر منزله ؟ إّال اذا .. - ) السٌد عماد ( : إال اذا ماذا ؟ هٌا أكمل . - ) المحقق حسام ( : إال اذا أراد تدمٌر مسرح جرٌمة ما هنا , هناك شًء هنا ال ٌرٌدنا أن نصل إلٌه . - ) السٌد عماد ( : افتراض مقبول جداً , لكن ال تنسى بؤن صاحب هذا المنزل قتله ذلك الشبح رعباً , أنه لمن المخٌؾ التفكٌر فً هذا . - ) المحقق حسام ( : حسناً ما الذي سنفعله اآلن ؟ هل من شهود ؟ هل رآى أحدُ أي شخص ٌقترب من المنزل ؟ - ) السٌد عماد ( : كالعادة .. ال أحد لمح ظله . - ) المحقق حسام ( : اذا ما رأٌك أن نلقً نظرة على المنزل من الداخل . - ) السٌد عماد ( : موافق , هٌا بنا .
32
دخل الرجبلن المنزل الذي بدى وكؤن ملٌون قنبلة قد أنفجرت فٌه , لقد دمر األنفجار كل شًء فً صالة المنزل , وتكفل اللهٌب الحارق بتحوٌلها الى اللون األسود القاتم , لقد وضع المجرم أكبر قنابله هنا , تماماً فً منتصؾ الصالة , حٌث أحدث االنفجار حفرة كبٌرة فً ارضٌة المنزل , لم ٌتمكن رجال األطفاء من انقاذ شًء هنا , كل شًء كان فً هذه المساحة الضٌّقة قد تحول الى رماد , أ ّما بالنسبة لبقٌة الشقة فقد كان الوضع أفضل حاالً , على األقل لم تطمس معالم الؽرؾ األخرى مثلما حصل فً الصالة , ونجت بعض الؽرؾ األبعد عنها . - ) السٌد عماد ( : ما الذي تم أنقاذه من الحاجٌات الشخصٌة ؟ - ) أحد عناصر الشرطة ( : هناك عدة اشٌاء سٌدي وقد كانت فً الؽرفة األبعد عن النٌران , وهً : هاتؾ صاحب المنزل , حاسوبه الشخصً , وثابق أثبات الشخصٌة , بضعة أقبلم , باألضافة الى كتٌّب صؽٌر , ٌبدو بؤنه دفتر مذكرات. لمعت عٌنا المحقق حسام والسٌد عماد وصرخاً معا " وأٌن هو ؟ " . - ) الشرطً ( : تفضل ٌا سٌدي هذا هو . ألتقط السٌد عماد الدفتر وفتحه فوراً , كانت تبدو علٌه عبلمات القدم , النار المست أطرافه وحولتها الى رماد , بعض الصفحات ممزقة أٌضاً , لكن بالمجمل فهذا الدفتر ٌحتوي على الكثٌر من المعلومات التً ٌحتاجونها , لربما لٌس فً حل هذه القضٌة فقط , بل فً إدانة أفراد العابلة فً قاعة المحكمة اٌضاً , فهذا ٌعد اعترافاً صرٌحاً من شخص شاركهم أفعالهم الدنٌبة , صعد المحقق حسام والسٌد عماد الى السٌارة وأخذا بتقلٌب صفحات الدفتر وقراءة محتوٌاته , تقرٌباً كل ما أعترؾ به مراد من جرابم كان قد كتب هنا , وكتب بؤدق التفاصٌل أٌضاً , وٌا للمفاجبة , فقد أجاب مراد المٌت منذ أكثر مدة عن سإال أ ّرق رجال الشرطة طوٌبلً " من هو الضحٌة التالٌة " ففً المذكرات كتب مراد أسماء كل األشخاص الذي شاركوا فً سلسلة جرابم العابلة الطوٌلة , وببل شك فكلهم أهداؾ لذلك المجرم , بقً فقط أن ٌعرؾ من منهم قد
33
قضى ومن منهم ما زال على قٌد الحٌاة " لروحك الرحمة ٌا مراد " ) السٌد عماد ( . أخذ المحقق حسام ورقة وقلماً وبدأ ٌدّون أسماء األشخاص الذٌن كتبت أسمابهم فً تلك المذكرات , وأثناء بحثه فٌها وجد أسماء الكثٌر من ضحاٌا ذلك القاتل , وأسم ) تٌسٌر ( كان صاحب الحضور األكبر فٌها , حتى أن مراد كتب فً إحدى الصفحات عنه بؤنه ) المجرم األكبر ( " ٌا إلهً ما هإالء , وكؤنهم قطٌع من الذباب فعبلً " وتوآلت الصفحات والصدمات , فكل صفحة تحوي جرٌمة أخرى أسوء من سابقتها , سرقات لمتاجر , أعتداءات , خطؾ وتهدٌد وأبتزاز , حرق , مطاردات , وكؤن هذا الدفتر سجل إجرامً تابع ألحد مراكز الشرطة , مراد لم ٌكتب التارٌخ على أي صفحة من صفحات الدفتر , و على ما ٌبدو فهو لم ٌكتب ذكرٌاته اإلجرامٌة بؤنتظام أٌضاً , بل كان ٌكتب عنواناً ورقماً فً أعلى الصفحة , على ما ٌبدو بؤنه أعطى لكل جرٌمة رقماً , وتوالت األرقام وتزاٌدت ألكثر من خمسٌن جرٌمة مكتوبة فً هذا الدفتر , جمٌعها كتبها مراد بؤدق تفاصٌلها , بعد ساعة تقرٌبا أنهى المحقق حسام كتابة األسماء من الدفتر وقد تؤكد بؤنه كتب كل األسماء التً وجدت فٌه , ومن ثم استدعى أحد عناصر الشرطة وناوله الورقة التً حوت على أسماء أكثر من خمسة وعشرٌن فرداً وطلب منه كل المعلومات الممكنة عنهم , ومن منهم بقً حٌاً , أخذ الشرطً الورقة وأنصرؾ , وعاد المحقق والسٌد عماد الى قسم الشرطة معاً وفً طرٌقهما تبادال الحدٌث عن تلك المذكرات . - ) السٌد عماد ( : هل تعتقد بؤنها ستفٌدنا فً األمساك بالقاتل ؟ - ) المحقق حسام ( : أرجو ذلك , كما أرجو أن تساعدنا فً منعه من إرتكاب المزٌد من الجرابم . - ) السٌد عماد ( : وكٌؾ ذلك ؟
34
- ) المحقق حسام ( : أعتقد بؤن كل من كتبت أسمابهم فً هذه المذكرات على قابمة الشبح السوداء , لذا لو عرفنا من بقً منهم حٌاً فقد نتمكن من حماٌتهم . - ) السٌد عماد ( : أتذكر الورقة التً كتبها مراد قبل وفاته ؟ تلك التً كتب فٌها أسماء بعض من شارك معهم فً جرابم العابلة ؟ - ) المحقق حسام ( : نعم سٌدي أذكرها , ولكن لماذا تسال ؟ - ) السٌد عماد ( : لقد قمنا بؤجراء بحث مفصل عن األسماء التً كتبها مراد فٌها , ولكن لؤلسؾ كلهم كانوا قد قتلوا حٌنها , فهل تتوقع أن تجد شٌباً مختلفاً اآلن ؟ - ) المحقق حسام ( : حقاً ال أعرؾ , ولكن من كل قلبً أتمنى ذلك . لم ٌطل األنتظار حتى كان التقرٌر المنشود على مكتب السٌد عماد , تقرٌر حول أكثر من خمسة وعشرٌن فرداً من نفس العابلة , كلهم ببل استثناء .. قتلى فً حوادث منفصلة لنفس القاتل , وهذا أعاد كل شًء نحو نقطة البداٌة , ربما لٌس هذا الدفتر ما أراد القاتل إخفابه عندما ف ّجر المنزل , ولربما لم ٌرد أخفاء شًء وفجره لهدؾ آخر , كلها افتراضات ممكنة , ولكن فً النهاٌة فقد نجح فً ادخال الجمٌع فً دوامات ال تنتهً وخلط أوراق القضٌة بالكامل , وعبلوة على كل هذا بقً ٌصنؾ ضمن دابرة المجهول , أكبر سإال ٌراود الجمٌع هو كٌؾ ٌنتقل بهذه الخفة .. دون أن ٌلمحه أحد , بل وٌنقل معه قنابل كبٌرة جداً دون أن ٌبلحظ أحد ذلك ! كٌؾ ٌفعل كل هذا ؟ - ) السٌد عماد ( : اذا فقد عدنا الى البداٌة مجدداً , هل لدٌك أ ّي افكار ؟ - ) المحقق حسام ( : أعتقد أنها نفذت , لكننً اراجع الدفتر مجدداً لعلً أجد شٌباً مفٌداً . وعن طرٌق الصدفة فتح المحقق حسام الدفتر على صفحة قد تمزق قسم كبٌر منها , الجزء المتبقً منها حوى على بضعة جمل ناقصة ستؽٌر معالم القضٌة بالكامل , أشار المحقق للسٌد عماد لٌقرأ ما كتب فٌها .
35
" ما ٌبدء فً الظبلم علٌه العودة .. " وفً السطر التالً جملة أخرى " دفنتها عند النهر فً الؽابة .. " وتلك الجملة ناقصة اٌضاً , لكنهما قرأ ما ٌكفً لٌفهما األمر , هناك ما تم اخفابه فً الؽابة , ربما لم ٌقتل الشبح كل من إقترب من الؽابة عبثاً , ولكن أٌن ذلك النهر ؟ وما الذي دفنه مراد هناك ؟ ٌبدو أن ما كتب هنا ٌحتاج الى مهمة استكشاؾ الى عمق الؽابة , وال أحد منهما ٌعرؾ ما نوع ذلك الشًء الذي دفن هناك , نظر المحقق والضابط لبعضهما , وقد خطرت فً بالهما نفس الفكرة , هذه القضٌة تحتاج لمؽامرة كهذه ببل شك لتحلّ كل شًء , ولكن السٌد عماد اقترح الذهاب بمفرده . - ) المحقق حسام ( : ما الذي تنوي فعله ٌا سٌدي , ذلك الشًء لم تستطع فرقة مسلحة ومدربة التصدي له , قد ال تعود من هناك ابداً إن ذهبت وحدك. - ) السٌد عماد ( : ال أرٌد أن ٌموت أحد اخر من رجالً على ٌد ذلك المجرم ٌا حسام , أفضل دفع حٌاتً ثمناً لهذا القرار . - ) المحقق حسام ( : اذا اسمح لً أن اذهب معك , انا وانت فقط , ستحتاج لمن ٌساعدك هناك . - ) السٌد عماد ( : حسنا لك ذلك , هٌا فلنتحرك اآلن , لعلنا نعود قبل ؼروب الشمس . - ) المحقق حسام ( : انا مستعد , لننطلق .. ٌمكنك انتظاري فً السٌارة سآتً حاالً . - ) السٌد عماد ( : موافق . ووضع السٌد عماد جهاز البلسلكً الخاص به وهاتفه على المكتب وقال موجهاً كبلمه الى المحقق : " إٌاك أن تحمل معك هاتفك أو جهازاً ٌمكن , من ثم توجه نحو سٌارته حامبلً مسدسه فقط , كان
تحدٌد مواقعه " واضحاً بؤنه ال ٌرٌد ألحد أن ٌتبعه كً ال ٌعرض حٌاة رجاله للخطر مجدداً
36
, ولم ٌطل انتظاره فً السٌارة حتى تبعه المحقق حسام وركب بجانبه وانطلق البطبلن نحو الؽابة مباشر ًة . وبعد ما ٌقارب الساعتٌن من القٌادة أوصلتهما السٌارة الى أطراؾ الؽابة الشرقٌة, لكن بالتؤكٌد ال ٌوجد أي نهر هنا , لذا قررا التقدم أكثر وأكثر فً الؽابة بواسطة السٌارة , ومضت الدقابق بسرعة كبٌرة وهما ٌبحثان عن هدفهما فً الؽابة الواسعة وقد اطبق الصمت علٌهما تماماً , وبعد اقتراب الشمس من مؽٌبها وجدا اخٌراً نهراً صؽٌراً ٌقطع الؽابة , فؤوقؾ السٌد عماد سٌارته وترجل منها وتقدم بهدوء وتبعه المحقق حسام . - ) السٌد عماد ( : هل تعتقد ان هذا هو النهر المقصود ؟ - ) المحقق حسام ( : نعم .. أعتقد ذلك , لنبحث فً الجوار . وبدأت عملٌة البحث بسرعة على كلتا ضفتً النهر , المشكلة الوحٌدة أن الرجلٌن ال ٌعرفان عما ٌبحثان تماماً , لكنهما متفقان على أن هناك ما هو مدفون هنا وٌجب اكتشافه , فقد ٌعتمد حل هذه القضٌة الشابكة علٌه. - ) السٌد عماد ( : حسام تعال الى هنا , أعتقد أننً وجدت شٌباً .. - ) المحقق حسام ( : أرنً ما الذي وجدته . - ) السٌد عماد ( : انظر الى هذه البقعة من األرض , ال تؽطٌها األعشاب دوناً عن ما حولها . - ) المحقق حسام ( : ؼرٌب , لكنها تبدو حدٌثة اٌضاً , المفترض أن مراد دفن شٌباً هنا منذ وقت طوٌل ولٌس منذ األمس. - ) السٌد عماد ( : معك حق , على كل حال من ٌدري لعل هذا هو المكان - ) المحقق حسام ( : ألدٌك شًء لنحفر به ؟ - ) السٌد عماد ( : المعاول فً صندوق السٌارة الخلفً , هٌا لنحضرها. وبدأت عملٌة الحفر فً تلك البقعة الصؽٌرة بالقرب من النهر , وقد تؤكد السٌد عماد من أن هذه البقعة قد حفرت منذ وقت لٌس بالبعٌد , وما هً
37
ٍن اخرى حتى قطعت كل شكوكهما بٌقٌن تام إال ثوا , فقد اصطدم المعول بشًء المع , انها جوهرة المعة , مد المحقق حسام ٌده وامسك بها وسط تعجب شدٌد , وسرعان ما تحول ذلك التعجب الى الرعب حٌن سحبها وخرجت معها ٌد فتاة من تحت األرض , مفاجبة قذفت الرجلٌن عدة امتار نحو الخلؾ, تلك الجوهرة لم تكن حجراً كرٌماً وال مجوهرات مسروقة كما ظّنا , تلك كانت خاتماً .. دفن مع صاحبته فً هذه البقعة . - ) السٌد عماد ( : ٌا إلهً انها جثة أخرى , ومن المسإول عنها اآلن , فمراد مات منذ زمن . - ) المحقق حسام ( : مراد لم ٌقتل هذه المرأة , شكل الٌد ٌدل على انها ماتت حدٌثاً , ربما منذ عدة اٌام فقط , لكن كٌؾ كتب مراد عنها فً مذكراته ؟ إ ! ّال إن كان ٌتنبا بالمستقبل - ) السٌد عماد ( : او لربما كان ٌعرؾ أنها ستقتل فً هذا التوقٌت , علٌنا اعادة دفنها جٌداً ومن ثم سنخرج من هنا فوراً . وسارع الرجبلن لجرؾ التراب وإلقابه مرة أخرى على الجثة حتى دفناها تماماً واعادا كل شًء كما كان , كانت الشمس قد شارفت على المؽٌب . - ) السٌد عماد ( : حسناً أعتقد أننا أنهٌنا جولتنا هنا , هٌا فلنعد من حٌث أتٌنا . - ) المحقق حسام ( : أوافقك الرأي . وعاد الرجبلن وركبا السٌارة , ومن ثم أدار السٌد عماد المحرك وحاول تحرٌكها للخلؾ لٌعود أدراجه وٌخرج من هذه الؽابة الموحشة , ولكن السٌارة أبت أن تتحرك , وبقٌت متشبثة باألرض وكؤن هناك من ٌمسكها بقوة جّبارة , واستمر المحرك ٌكافح وٌكافح محاوالً تحرٌكها حتى توقؾ هو أٌضاً عن العمل وبعث الدخان فً كل مكان , وتصلبت السٌارة فً موقعها وكؤنها أحدى أشجار الؽابة التً ترفض مؽادرة أرضها. - ) المحقق حسام ( : ما الذي حصل للسٌارة ؟ ولماذا الرابحة هنا كالمستشفٌات .
38
- ) السٌد عماد ( : ال أعرؾ , تعال لننزل ونلقً نظرة . وما إن نزال حتى بات واضحاً سبب تعطل السٌارة , فعجبلتها األربعة قد أفرؼت من الهواء , وعلى ضوء المصباح ظهرت بوضوح ثقوب فً األطارت ناتجة عن عٌارات نارٌة , ٌبدو بؤنها ثقبت بواسطة مسدس
للصوت ٍ
مزوٍد بكاتم , تبادل االثنان النظرات وقد علت علٌهما نظرة خوؾ واضحة .. - ) السٌد عماد ( : ال أصدق , من فعل هذا بالعجبلت ؟ - ) المحقق حسام ( : بل قل ماذا سٌفعل بنا من فعل هذا بالعجبلت ! - ) السٌد عماد ( : ال تخفنً ٌا حسام أرجوك , نحن وحٌدان وتابهان فً ؼابة نابٌة ومظلمة , ال أعتقد بؤن الوقت مناسب للمزاح . - ) المحقق حسام ( : لؤلسؾ انا ال أمزح , ذلك الشًء .. لقد تبعنا الى هنا , أو لربما .. أحضرنا بنفسه الى هنا , وأٌّن ٌكن .. ٌبدو أنه ال ٌرٌد منا أن نؽادر , علٌنا أن نكون حذرٌن, هذا الشًء بالتؤكٌد لٌس لدٌه نواٌا حسنة بالنسبة لنا , وال أعرؾ ما الذي ٌنوي فعله بنا اآلن , نحن لسنا إال لعبة بٌن براثنه , ٌا إلهً .. أرجوك أنقذنا . نحن مض ّط - ) السٌد عماد ( : كفى هرا ًء اٌها المحقق , لدٌّحل , رون الى اإلنتظار حتى الصباح , لن توصلنا أقدامنا الى بر األمان , لذا فلنقضً لٌلتنا داخل السٌارة حتى الؽد , هً المكان الوحٌد اآلمن فً هذه الؽابة الموحشة , ستحمٌنا على األقل من الذباب والضباع ووحوش اللٌل الضالة , لنعد للسٌارة فالمطر بدء بالتساقط هٌا . وعاد المحقق والسٌد عماد الى السٌارة وأؼلقا النوافذ وجلسا ٌقضٌان اللٌل الذي أصبح طوٌبلً جداً , كل ثانٌة تمر وكؤنها سنوات , وكؤن الوقت توقؾ عن الحركة فجؤة , وصارت عقارب الساعة أبطا وأبطا , بدأ انهمار المطر ٌشتد وصوت الرعد الهابل ٌدّوي المرة تلو المرة , وأظلمت السماء بؽٌوم سوداء قاتمة أخفت كل ما بقً من ضوء القمر , ؼرقت السٌارة فً ظبلم دامس , وؼرق المحقق حسام فً تفكٌره مجدداً
39
مستذكراً حادثة أفزعترجال الشرطة والعابلة والمدٌنة بؤكملها , خطرت على باله أشكال الرجال العشرة الذٌن جاءوا الى هنا فً لٌلة كهذه اللٌلة , وتاهوا هنا كما نحن تابهون اآلن , ومن ثم لم ٌعد منهم أحد حٌاً , وكٌؾ مزق أجسادهم ذلك الشبح ببل رحمة , ونثر بقاٌاهم على طول الؽابة الكبٌرة , ونهشتهم الحٌوانات المفترسة هنا , هم اآلن مفقودون الى األبد فً عالمنا , فقد ضاعت جثثهم بٌن مخالب قاتل ال ٌرحم , وبٌن فكً ذبب جابع , ترى هل رأوا شكله ؟ هل نظر إلٌهم بتلك العٌنٌن الجهنمٌتٌن , على األرجح نعم , فشعرهم تحول الى البٌاض تماماً قبل موتهم , أحدهم ظل ٌصرخ حتى الموت , وقد مات فاتحاً فمه على " ٌا إلهً .. أرجو أن ال ٌفعل بنا ذلك المتوحش شٌباً مماثبلً
مصراعٌه , ,وماذا عن الجثة التً وجدناها الٌوم , ٌا ترى جثة من هذه ؟ وكٌؾ قتلت ؟ وكٌؾ عرؾ بها مراد قبل أن تموت اصبل ؟ " و دون أن ٌشعر .. راح المحقق والسٌد عماد فً نوم مفاجا خٌّم علٌهما ببل سابق إنذار .
ٍن مختلؾ تماماً عن الذي كانا فٌه
إستٌقظ الرجبلن فً مكا , معلقٌن من أقدامها بالسقؾ بواسطة حبال قوٌة , لم ٌطل األمر حتى تتضح الصورة أمام عٌنٌهما , كهؾ عمٌق تضٌبه مشاعل كثٌرة مثبتة على الجدران , بالرؼم من كثرتها إ , وكان من السهل التمٌٌز ّال أ ّن المكان ما زال مظلماً أنه معقل الشر , فً التارٌخ
ٍ
من هنا بدأ أكبر إنتقام , من هنا .. خرج ذلك الشًء, والى هنا .. ٌنتمً , هذا هو مسقط رأسه , وٌبدو أنه ما زال هنا , ربما هذا هو سبب الشعور الرهٌب بالرعب والذي ٌلؾ المكان بؤكمله , نظر الرجبلن لبعضهما وقد علقا رأساً على عقب وحاوالً إٌجاد طرٌقة لفك هذه الحبال التً تقٌدهما والنزول الى األرض , ولكن األمر لم ٌطل حتى كسر الصمتالذي ٌخٌم على المكان , ونطق .. - أخطؤتما بالقدوم الى هنا .. ألٌس كذلك ؟ وعلى الفور التفت السٌد عماد والمحقق حسام نحو صاحب الصوت والذي خرج من إحدى الزواٌا المظلمة من الكهؾ , أنه هو .. ببل أي ستار , أنه أمام عٌنٌهما , جسد تلفه سبلسل ضخمة من أسفل قدمٌه وحتى كتفٌه , مخالب سوداء كل واحد منها طوٌل بما فٌه الكفاٌة إلنتزاع
40
قلب أي شخص من جسده فً أقل من ثانٌة , وجه .. أكثر من مرعب , أسود ملطخ بالدماء , وبكل وضوح بدت عٌناه األسطورٌة وكؤنها نار هابلة , تلك العٌون الحمراء ببل شك قتلت الكثٌرٌن لشدة رعبها , تنطبق علٌه كلمة شبح تماماً , ربما اختار هذا القاتل اللٌل مٌداناً لجرابمه رحمة بضحاٌاه لٌس إ , فمنظره هذا .. ٌكفً لقتل أي شخص ٌنظر إلٌه رعباً ّال , ودون سابق أنذار وقبل أن ٌنطق الرجبلن اللذان عقدت ألسنتهما , سحب الشبح مخالبه وقفز نحوهما بحركة خاطفة , فما كان منهما إال أن صرخا وأؼمضا عٌنٌهما ظناً منهما أنها النهاٌة , لكن الشبح لم ٌقتلهما وأنما قطع الحبال بضربة واحدة من مخالبه القاطعة , وأسقطهما أرضاً لٌركعا تحت قدمٌه . - حذرتك اٌها الضابط من هذا الٌوم , وهاهو قد أتى . - ) السٌد عماد ( : واجبً أن أقضً على المجرمٌن أمثالك , وسؤقوم بعملً هذا حتى وأن دفعت حٌاتً ثمناً له . - اذا ستدفعها قرٌباً .. فبل أحد وصل الى هنا وخرج حٌاً . تجمد الدم فً عروق السٌد عماد بعد هذه الكلمات, لكنه استجمع شجاعته مجدداً ووجه كبلمه للشبح : - ) السٌد عماد ( : اذا فؤنت من دفن تلك الجثة هناك , ألٌس كذلك ؟ - "عرفت اكثر مما ٌجب , ولم تعرؾ أن ما ٌبدء فً الظبلم علٌه العودة إلٌه , فاحضرتها الى هنا وقتلتها , ومن ثم دفنتها عند النهر فً الؽابة وشكرتها ,فلوال اصطحابها للطفلة فً ذلك الٌوم لما كتب لخطتً النجاح" - ) المحقق حسام ( : النص الكامل ,هل تعنً أن .. - شكراً .. على إعادة مذكراتً معكما . صدم المحقق بهذا الكبلم وقال بصوت متردد : " مذكراتك ؟ .. لكن .. لكن .. لكنها مذكرات مراد " - ومنذ متى تذكر الذباب ما أكلت عند جوعها ؟ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ | |
| | | ريِمآ .. مشرف عام المنتدى ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
| تاريــخ التسجيـــــــل : 06/03/2024 |
| مــــعدل النشـــــــاط : 2769 |
| موضوع: رد: عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثانًى : السر ٌكشؾ الأحد يونيو 02, 2024 9:59 pm | |
| عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثانًى : السر ٌكشؾ - ) المحقق حسام ( : ماذا ؟ - المجرمون ال ٌدونون شٌبا من أفعالهم.. أقصد جرابمهم اٌها المحقق , ومراد لم ٌكتب مذكرات فً حٌاته مطلقاً , تلك كانت مذكراتً انا, وانا من وضعتها فً مكانها , وقد تبعتموها انتم بحذافٌرها ,تماماً كما خططت.. أفهمت اآلن كٌؾ وصلتما الى هنا .. لم ٌستطع المحقق حسام النطق بكلمة واحدة فً وجه هذه المفاجبة , " لقد كان ٌتبلعب بنا طٌلة الوقت , نعم .. كنا فبران تجارب بٌن ٌدٌه , ٌحركنا كٌؾ ما ٌشاء , ومتى ما أراد التخلص منا .. فهو قادر على ذلك , ٌا لؽبابً , سنلقا حدفنا بسبب هذه المفاجبة " . - ) السٌد عماد ( : اذا فتلك المدفونة هناك .. أنها مً . - ذكً كما عرفتك. - ) السٌد عماد ( : أنت .. أنت من المستحٌل أن تكون بشراً ؟ فمن أنت ؟ أعترؾ لك .. لقد تؽلبت علٌنا جمٌعاً . - كبل اٌها الضابط , أنا بشر , لكن ربما لست مثلكم . - ) السٌد عماد ( : أن كنت بشراً حقاً .. فؤخلع هذا القناع الذي ٌؽطً وجهك . ومن دون أن ٌتفوه بكلمة واحدة , حرك الشبح ٌده نحو وجهه ونزع قناعه, لٌبدو من خلؾ القناع وج ٌه .. صدم السٌد عماد والمحقق حسام بهذا الوجه , هذا .. مستحٌل , هذه كذبة , ال بد وأنه حلم , كل هذا الدمار .. سببه أنت ؟ - ) السٌد عماد ( : ال أصدق ذلك .. هذا .. هذا ؼٌر معقول . - ) المحقق حسام ( : ال بد وأننً أحلم , أنت ال ٌمكن أن تكون هو , ال .. ال أصدق , أنها خدعة بالتؤكٌد .
42
وجاءت المفاجبة الكبرى من خلؾ القناع , هذا القاتل الذي ٌقؾ أمامهما , والذي قتل العشرات , ولم ٌستطع أحد مجاراة ذكابه الخارق و تخطٌطه العبقري , كان .. فتاة , فاتنة الجمال , بوجه ٌضًء كالقمر , و بعٌون تحنً الورود خجبلً , وبنظرة ؼّراء , لم ٌوجد لها مثٌل , هذه المبلك البرٌبة .. من الصعب التصدٌق .. بل من المستحٌل .. أن تكون سبب كل هذا الموت , وجهها األبٌض أنار الكهؾ المعتم بؤكمله , ونزع تلك األطٌاؾ الشرٌرة التً كانت تحوم فً أجوابه , وبعث فً نفس المحقق والضابط شعوراً بالطمؤنٌنة والسبلم . - نعم ٌا سادة , القاتل الشبح .. هو أنا . - ) المحقق حسام ( : ال ٌمكن .. ال أصدق .. هل ترى ما أراه ؟ - ) السٌد عماد ( : ال أستطٌع تصدٌق عٌناي .. ولكن كٌؾ ؟ وكل تلك األساطٌر والشابعات ؟ هذا ال ٌصدق أبداً ! ال بد وأنكِ شبح لتلك المرأة التً قتلها أفراد العابلة كما روت األسطورة .. - ال ٌا حضرة الضابط فالموتى ال ٌعودون الى الحٌاة , ولٌس هناك وجود ألشباحهم أٌضاً , تلك كانت .. أمً . - ) السٌد عماد ( : ما الذي قلتٌه ؟ أمك ؟ - نعم , تلك كانت أمً , القصة صحٌحة , فقد قتلوا أمً وأبً أمام عٌنً , وصوت البكاء ذاك الذي سمع من منزلنا الصؽٌر , كان صوت بكاء تلك الطفلة التً لم تكمل الخامسة من العمر , تلك هً .. أنا . لم ٌستطع السٌد عماد النطق بكلمة واحدة أمام هذا األنفجار الهابل من مشاعر األلم التً أجتاحته , لم ٌخطر فً باله أبداً بؤن القاتل الذي ٌبحثون عنه هو فتاة قتلوا أمها بالرصاص و والدها حرقاً , وفاجؤه أكثر تلك الدموع التً تنهمر من عٌنٌها . - قل لً ما هو الذنب الذي أقترفته تلك الطفلة لتعٌش كل تلك السنٌن ببل أم وأب ؟ ولتعٌش بقٌة حٌاتها عاملة فً أحد المصانع فقط لتحصل على لقمة تبقٌها على قٌد الحٌاة , ما ذنبها لتجوع ؟ ما ذنبها لتبرد ؟ ما ذنبها
43
لتبكً كل تلك السنٌن ؟ ولم ٌكتفوا بقتل أمً وأبً فقط بل وقتلوا آخر أمل لً فً هذه الحٌاة . - ) السٌد عماد ( : ولكن كٌؾ ؟ - حدث ذلك فً إحدى اللٌالً المعتمة قبل عدة سنوات , فتاة تسٌر وحٌدة فً شارع مظلم , لقد حاولوا سرقتها عندما كانت وحٌدة , كعادتها تفعل الذباب الؽادرة , فقد أنتظروها حتى تصبح وحٌدة , ومن ثم أحاطوا بها من كل جانب , ولكنه ظهر فجؤة وأوقفهم , دافع بكل شجاعة عنً وبقً ٌقاتل أولبك األوؼاد , لكنهم كانوا أكثر منه , وبادرواه بطعنة ؼادرة فً ظهره , انه خاطبً . - ) السٌد عماد ( : تذكرت .. أخبرنا مراد بتلك القصة قبل وفاته , لكنه قال بؤن الطعنة قد أصابت الفتاةولم تمت على إثرها . - نعم فقد تلقٌت أنا تلك الطعنة , وأصابتنً فً القلب مباشرة وحالتً الخطرة أستعصت على األطباء , وقد فقدوا األمل فً بقابً على قٌد الحٌاة , لكنً أستٌقظت بعدها وتعافٌت , أتعلم لماذا اٌها الضابط ؟ ألنه أعطانً قلبه ومات هو, لٌته تركنً ألموت .. لٌته فعل , ظنوا أن ما من أحد قد مات ألنهم توقعوا موتً أنا ولٌس هو , ومنذ تلك اللحظة والنار تشتعل داخلً , الحقد والكراهٌة ألولبك األوؼاد ٌقتلنً .. ٌجب أن أنتقم , لقد قتلونً ثبلث مرات , ولن أموت مجدداً , سٌدفعون الثمن ؼالٌاً .. وتحول لون وجه السٌد عماد الى األزرق بعد ما قالت تلك الجملة , وفجؤة همس إلٌه المحقق حسام والذي كان قد فقد القدرة على النطق نهابٌاً : " أنظر الى القناع , أنه .. أنه .. أنظر .. ٌا إله..ً من هذه " . ونظر السٌد عماد الى القناع الذي سقط على األرض , والذي كان ببل عٌون, ولٌس مخٌفاً أبداً , أٌن تلك العٌنان الحمراوتان ! وذلك الشكل المرعب الذي رآه فً ذلك القناع ! هذا ٌعنً بؤن من ٌتحدث الٌهم .. هل هذه مزحة ؟ هل هو سحر ؟ كٌؾ ٌحصل هذا ؟
44
- ) السٌد عماد مرتبكاً ( : ك.. كٌؾ .. كٌؾ وضعتً العٌون الحمراء ؟ هذا القناع عادي , ولٌس فٌه عٌون . - هناك مقولة قدٌمة تقول أن األقنعة ال تفعل شٌباً سوا إظهار ما فً القلب اٌها الضابط , أما العٌنان .. فعلٌك فقط البكاء لعشر سنوات متواصلة .. وستحصل على مثلهما , أنهما حقٌقٌتان , أخبرتك بؤننً قد ال أكون بشرٌة مثلكم تماماً , واآلن ٌبدو بؤنكما علمتما أكثر مما ٌجب , على كل حال ال بؤس فً ذلك .. فلن تعٌشا طوٌبلً , كل شًء بدأ هنا .. سٌنتهً , وأنتقامً األخٌر .. سٌبدء بعد قلٌل . - ) السٌد عماد ( : ولكن ما الذي تقصدٌنه ؟ ماذا ستفعلٌن اآلن ؟ - أترى هذا الذي فً ٌدي اٌها الضابط ؟ أنه مإقت زمنً لقنبلة هابلة , وأحزر ما الذي سٌنفجر ؟ أنه السد الربٌسً للمدٌنة , وبانفجاره .. سٌمحوا نصؾ المدٌنة بالكامل , سٌكون القتلى باآلآلؾ , وسٌنتهً أمر أولبك القتلة نهابٌاً , كم هو جمٌل هذا المشهد اٌها الضابط, ألٌس كذلك؟ وقؾ شعر السٌد عماد من هذا المخطط الجهنمً , فإن نفذته فعبل فسٌمحوا الطوفان نصؾ المدٌنة خبلل دقابق معدودة , والقتلى سٌكونون باآلآلؾ فعبلً .. " ٌا إلهً كٌؾ أوقؾ هذه المجنونة " . - ) السٌد عماد ( : أنتً مجنونة , البد وأنكِ كذلك , أال تملكٌن أ ّي مشاعر ؟ ستقتلٌن الكثٌر من األبرٌاء والمظلومٌن , ستدمرٌن نصؾ مدٌنة ٌقطنها آآلؾ األشخاص , هل أعمى األنتقام قلبك لهذه الدرجة ؟ أرجوكً فكري بما تفعلٌنه .. ما زال لدٌكً الفرصة للتراجع عن أفعالك , لدٌكً الفرصة أن تعٌشً كؤ ّي أنسان طبٌعً . - قلت لك .. لست بشرٌة مثلكم , فؤنا لم أعد أملك أي مشاعر , وال ٌهمنً عدد الضحاٌا أو أن كانوا أبرٌاء أم ال , سؤقتلهم واحداً تلو اآلخر حتى لو أضطررت لتدمٌر هذا الكوكب بؤكمله , سؤقضً علٌهم حتى لو مات كل أنسان على هذه األرض معهم , فإنتقامً عدالة , والعدالة ستتحقق ال محالة , العدالة ستؤخذ مجراها رؼماً عن الجمٌع , وكل من
45
ٌقؾ فً وجهها .. سٌجرفه التٌار , هإالء الذٌن سٌقتلون .. أنه حظهم العاثر الذي جاء بهم الى هناك , ولتكن أرواحهم ثمناً لعدالة ضابعة عمرها عشرون عاماً , ثم عن أي حٌاة تتكلم اٌها الضابط ؟ أعلم جٌداً أن حبل المشنقة ٌنتظرنً إن خرجت من هنا معكما , ثم أن ذنب..ً سٌبلحقنً ما حٌٌت حتى ٌقتلنً . - ) السٌد عماد ( : ذنب ؟ تعترفٌن بؤنك مذنبة وأن ما تفعلٌنه جرٌمة وترفضٌن التراجع ؟ أي نوع من األشخاص أنتً ؟ - هذا هو األنتقام اٌها الضابط , فبعدما ٌكتمل , ال ٌبقى للمنتقم هدؾ فً هذه الحٌاة , ولذة أنتقامه ال تدوم ألكثر من لحظة , ومن ثم تحل مكانها الحسرات والندم , مهما كان المنتقم حاقداً .. فلن ٌنجوا بعدها من نفسه . - ) السٌد عماد ( :عدالتك مهما كانت ستبقى أنتقاماً , واألنتقام بالتؤكٌد .. لٌس إال جرٌمة أخرى ٌعاقب علٌها القانون . - أعلم ذلك جٌداً , لكن فات األوان على التراجع اآلن , وهذا المكان سٌنفجر مباشرة بعد تفجٌر السد , أتمنى أنكما قد عشتما حٌاة طوٌلة , وبالنسبة لمن سٌبقى حٌاً من تلك العابلة .. فبذور اإلنتقام التً زرعتها فٌكما , وتلك التً سٌزرعها الدمار الهابل ستتكفل بالباقً .. ولن ٌبقى منهم أحد على قٌد الحٌاة , إنتقامً القدٌم الٌوم سٌكتمل , وسؤلحق انا بمن أشتقت الٌهم , وستلحق أنت اٌها الضابط .. بصدٌقك . - ) السٌد عماد ( : لن تفعلً ذلك وانا حً .. وسحب السٌد عماد مسدسه , ولكن رصاصتها كانت أسرع بكثٌر , وقد أصابت ٌد السٌد عماد وجعلته ؼٌر قادر على رفع المسدس مجدداً , خفة حركتها وسرعتها الؽٌر متوقعة كانت مفاجبة أخرى للرجلٌن , هذه التً تقؾ أمامهما بالتؤكٌد .. لٌست بشراً .. - أتعلم.. لقد تركت مسدسك فً مكانه عمداً , كنت ألدعك تقتلنً لو أن المتفجرات المزروعة هنا منذ وقت طوٌل لم تنفجر , لكننً لن أسمح بهذا قبل أن أرى المدٌنة قد أصبحت ركاماً على ركام .
46
أجاب السٌد عماد وهو ٌتؤلم : " هل تعرفٌن كم أماً ستقتلٌن ؟ وكم فتاة مثلك ستبقى وحٌدة وستجوع وتعمل وتهان .. بسبب مخططاتك " أرتجفت واهتز كٌانها لكلمات السٌد عماد , ثم قالت : " هذه هً بذور اإلنتقام التً قصدتها اٌها الضابط , هإالء .. سٌعرفون بقصتً , وسٌلقون بجام ؼضبهم كله على أولبك الذباب اٌضاً , ومشهد القتل الذي لٌس إ , ومن ّال بدأته , سٌكمله الكثٌرون , ما بنٌته أنا .. بداٌة الطرٌق سٌؤتون بعدي سٌبنون مدٌنة ٌعمها العدل , بعدما ٌتخلصون ممن بقً حٌاً من تلك العابلة , ولٌس هذا فقط , بل كل شخص فً هذا العالم سٌقرأ هذه القصة , سٌفعل ما فعلت أنا بالظلمة أمثالهم , والنتٌجة هً عالم ٌعمه السبلم , وإن بقً أحد منكما حٌاً فبل بد لقصتً أن تنتشر الى كل مكان , لسوء الحظ ال أعتقد أننً سؤكون حٌة ألشكركما حٌنها لذا شكراً من اآلن لحضوركما الى هنا اٌها السٌدان" - ) السٌد عماد ( : ٌا لكِ من ذكٌة , وكؤنكِ تخٌرٌننا بٌن الموت هنا أو الخروج بؤفكارك التً ستدمر العالم , لن نخرج من هنا وسنموت معاً اذا وسٌنتهً أنتقامك هذا هنا , لن ٌعرؾ بقصتك هذه أحد ,ما رأٌكً بهذا؟ ٌبدو بؤن حساباتك لم تصب هذه المرة . - الصفحات الممزقة من المذكرات .. - ) السٌد عماد ( : ماذا ؟ - انها موجودة , وتحوي كل شًء قلته لكما قبل قلٌل , ثمة نسخة اخرى كاملة من تلك المذكرات موجودة تماماً حٌث ٌجب أن تكون , سوا ًء عشتما أم ال , فمخططً لن ٌقؾ على خٌاركما التافه هذا . - ) السٌد عماد ( : ٌا لكِ من شرٌرة , تتحدثٌن عن حٌاتنا بكل هذا االستهتار , ال أعتقد أن فً العالم من سٌكون أكثر شراً من ِك . - قل ما تشاء , فلم ٌبقى لكما سوا أقل من خمسة دقابق , وستتحول المدٌنة بعدها الى دمار .
47
وصرخ السٌد عماد بؤعلى صوته " ال .. ال تفعلً , أرجوكً " ولم ٌنهً جملته حتى دّوى صوت البارود فً الكهؾ المعتم و اخترقت رصاصة كتؾ المجرمة وأردتها على األرض ببل حراك , وظهر من الخلؾ ظل آخر.. - الى القٌادة , لقد عثرنا على الربٌس والمحقق , أرسلوا سٌارة أسعاؾ. لم ٌكد السٌد عماد والمحقق حسام ٌصدقان عٌنٌهما مجدداً , فقد عثر رجال الشرطة علٌهما أخٌراً , لقد أنقذوهما من بٌن أنٌاب موت محقق ,وأندفع رجال الشرطة لٌحلوا وثاقهما بسرعة وٌنقلوهما الى خارج الكهؾ . - ) المحقق حسام ( : كٌؾ وجدتمونا ؟ - ) الشرطً ( : وجدنا سٌارة السٌد عماد بالجوار , لذا فتشنا الؽابة بؤكملها , وفً النهاٌة سمعنا صرخة السٌد عماد قادمة من هنا . كان السٌد عماد ٌهذي بكلمات ؼٌر مفهومة " السد .. بسرعة .. السد "وما ان خرج من باب الكهؾ حتى امسك بعنق الشرطً وصرخ : " ال وقت لشرح أي شًء .. علٌنا إنقاذ المدٌنة .. أخلوا المدٌنة فوراً " وعلى الفور .. دّوت صافرات اإلنذار فً كافة أنحاء المدٌنة وكؤنها تتعرض لحرب طاحنة , ولم ٌتؤخر عنها كثٌراً صوت اإلنفجار الهابل , واندفعت من بعده موجة مٌاه ضخمة بكل قوتها نحو المدٌنة , وفً طرٌقها أزالت كل شجر او حجر او بٌت صادفها , تلك القوة الهدارة التً أطلقتها تلك الفتاة قبل سقوطها مباشرة .. أصبح من المستحٌل إٌقافها اآلن , ولم ٌعد هناك مجال لتفادي الكارثة , الموج الؽاضب دمر بالكامل كل شًء وقؾ فً وجهه , موج أسود .. بدى وكؤنه ٌحمل حقد من أطلقه , وتماماً كصاحبه فقد قتل المبات أٌضاً . لم ٌدم الفٌضان طوٌبلً , وعندما توقؾ كان النصؾ الشمالً من المدٌنة قد مسح عن الخرٌطة بالكامل ولم ٌبقى منه شًء ٌذكر , ومن لم ٌجرفه التٌار .. دفن فوراً فً مكانه , وبعدها بثوان .. انفجر الكهؾ وانهار
48
بكامله , وكما بدأ كل شًء هناك .. فقد انتهى , جثة الفتاة لم ٌعثر علٌها.. وال أحد متٌقن إن كانت قد ماتت أم نجت من ذلك األنفجار . بفضل السٌد عماد الشجاع والمحقق حسام الذكً أنقذت أرواح اآلآلؾ من سكان المدٌنة , ولكن عدد الضحاٌا بقً كبٌراً وقد تجاوز اآلآلؾ . الى هنا .. وصلت قصتنا نحو النهاٌة , وذلك الشر الؽامض الذي أطلق نحو العالم ..انتهى أخٌراً , وقد انتهى من حٌث بدأ , لكنه حصد خبلل فترة وجوده القصٌرة تلك حٌاة آآلؾ البشر , كل هذا بسبب ذلك الحقد األسود والذي قتل صاحبه فً نهاٌة المطاؾ , لكل ظالم نهاٌة أٌضاً .. وال أحد سٌهرب من أفعاله مهما طال الزمن .
********
- كان علًّ قتلك منذ أول لقاء بٌننا اٌها الضابط , لكن ال بؤس .. إنتظر فقط حتى تشفى جراحً , إنتقام قدٌم عمره أكثر من عشرٌن عاماً , أتظن أنك قادر على القضاء علٌه بتلك السهولة , أنتظرنً ٌا عماد .. سؤعود , وسؤقضً علٌك .. انتظرنً . - ) المحقق حسام ( : السٌد عماد قد أختطؾ من سٌارته لٌلة األمس , وكؤن األرض أنشقت وأبتلعته , ال أثر له مطلقاً , و وجدت فً سٌارته تلك الورقة , ال أصدق .. هل عاد مجدداً ؟ فً الجزء القادم : الحقٌقة الكاملة , لكل ما وقع من جرابم . * الجزء الثالث عندما ٌصبح األنتقام عدالة : الحقٌقة الكاملة .ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ | |
| | | | عندما ٌصبح الانتقام عدالة الجزء الثانًى : السر ٌكشؾ | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
أشيائي ممنوعة النشر كل مايحتويه الموقع هي حقوق خاصة لـ ديزاين بيست وعملائي © , |
|