اول وصيه اوصى بها لقمان ابنه
اول وصيه اوصى بها لقمان ابنه هي: عدم الشرك بالله والأمر بالتوحيد.
يقول الله -تعالى- في كتابه العزيز: “وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ” سورة لقمان – الآية 13.
فقد بدأ لقمان بأعظم الوصايا التي يمكن أن يقدمها أب لابنه في هذا الزمان، فأي أب يشفق على أبنائه لا بد أن يحذره من عاقبة الشرك لما فيه من ظلم كبير للنفس، وهذا ما ورد في القرآن الكريم “إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”.
وذلك لأن لقمان يعلم جيداً جزاء من يبتعد عن المولى في تعاملاته، أو يتخذ له إلهاً آخر؛ له عاقبته في الدنيا والآخرة، وهذا ما وضحته آيات القرآن الكريم، ونذكر منها ما يلي:“إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا” النساء – الآية 36.
“لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ” المائدة الآية 72.
“إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا * إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا” النساء – الآيتين 116، 117.
“والَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ” المائدة – الآية 86.
“إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ” الأنفال – الآية 55.
“إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ” البقرة- الآية 171. [1] [2] [3] [4]
وصايا لقمان لابنه في سورة لقمانبر الوالدين.
اتباع سبيل المؤمنين.
إقامة الصلاة.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الصبر على المصائب.
التواضع.
الاعتدال في المشي.
خفض الصوت.
بر الوالدين: تغيرت صيغة الأمر فاستبدل لقمان كلماته بما يدل على أن بر الوالدين أمر من الله تعالى.
ويمكن التأكيد على هذا بتأمل الآيتين رقم 14 و15 إذ يقول المولى -عز وجل-:
“وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا…”.
اتباع سبيل المؤمنين: “وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”، هنا يحث ابنه على أن يسلك طريق من سبقوه من المؤمنين؛ وذلك بفعل ما يلي:
السير على نهجهم.
الاقتداء بأفعال الأنبياء والصحابة.
مصاحبة الصالحين.
إقامة الصلاة: يقول المولى -عز وجل-: “يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ “، ولفظ لقمان كلمة “أقم” بدلاً من “أدي”.
وذلك لأن ابنه يجب أن يعلم أن للصلاة حركات يجب أن يدركها، فعليه أن يدرك طريقة الركوع الصحيحة وطريقة الخشوع عند السجود.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الدنيا مليئة بالمنكرات، فكان لا بد من نصيحة تُلزم الابن بالابتعاد عن الفواحش من الأمور، فيقول لقمان: “وأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ”.
الصبر على المصائب: قال لقمان: “وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”، وذلك لأن الصبر منهاج المؤمن.
التواضع: “وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”، وهنا ينصح ابنه بتجنب الكبر في التعامل مع الناس حتى يحب الله.
الاعتدال في المشي: يقول المولى: “وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ”، فوتيرة المشي يجب أن تكون معتدلة لا بطيئة تُضيع عليك المصالح، ولا سريعة تؤدي إلى حدوث مكروه.
خفض الصوت: رفع الصوت من سوء الأدب لهذا قال قمان: “وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ”. [2] [3]
وصايا لقمان لابنه في الحياةالبعد عن الزنا.
تجنب التقنع.
التزام الحكمة.
إلقاء السلام.
مجالسة العلماء.
العمل باليقين.
التصدق عند الخطأ.
الكسب الحلال.
تعامل الرجل مع أهل بيته باللُطف.
الحياء.
البعد عن الزنا: حذر لقمان من الزنا فقال: “يا بني، إياك والزنا؛ فإن أوله مخافة، وآخره ندامة”.
تجنب التقنع: عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “قال لقمان لابنه وهو يعظه: يا بني، إياك والتقنع فإنه مخوفة بالليل، ومذمة بالنهار”.
التزام الحكمة: هدى لقمان ابنه إلى طريق المُلك فقال له: “يا بني، إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك”.
إلقاء السلام: حادث لقمان ابنه فقال له: “يا بني، إذا أتيت نادي قوم فارمهم بسهم الإسلام -أي: السلام- ثم اجلس في ناحيتهم فلا تنطق حتى تراهم قد نطقوا، فإن أفاضوا في ذكر الله فأجل سهمك معهم، وإن أفاضوا في غير ذلك عنهم إلى غيرهم”.
مجالسة العلماء: حكى الزبير بن أبي بكر عن وصايا لقمان لابنه فقال أنه قال: “يا بني، جالس العلماء، وزاحمهم بركبتيك؛ فإن الله -سبحانه- يُحيي القلوب بنور الحكمة، كما يُحيي الأرض بوابل السماء”
العمل باليقين: أرشد لقمان ابنه إلى العمل باليقين فقال له: “يا بني، اعلم أنه:
لا يُستطاع العمل إلا باليقين،
ولا يعمل المرء إلا بقدر يقينه،
ولا يقصر عامل حتى ينقص من يقينه.”
التصدق عند الخطأ: وعظ لقمان فقال: “إذا أخطأت خطيئة، فأعط صدقة”.
الكسب الحلال: وجه لقمان ابنه إلى ضرورة الكسب الحلال عن طريق قول يا بني، استغنِ بالكسب الحلال عن الفقر؛ فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه 3 خصال:
رقة في دينه.
ضعف في عقله.
ذهاب مروءته.
وذكر أن الأعظمن من هذه الثلاث “استخفاف الناس به”.
تعامل الرجل مع أهل بيته باللُطف: أبلغ لقمان ابنه أن الرجل العاقل هو:من يكون كالصبي مع أهل بيته.
الذي يتعامل كالرجل في قومه.
الحياء: هدى لقمان ابنه إلى طرق ضياع الحياء وهي:
إذهاب ماء الوجه بالمسألة.
تشفِ الغيظ بالفضيحة.
الجهالة بقدر النفس. [2]
كيفية الاستفادة من وصايا لقمان الحكيم في سلوكنا اليوميتحليل طريقة التعامل واختيار ألفاظ الأب عند نصحه لابنه.
بر والدينا.
مراقبة الله في الفعل والقول.
تحليل طريقة التعامل واختيار ألفاظ الأب عند نصحه لابنه: إننا إذا تأملنا تلك الجلسة الإيمانية والحوار المباشر الذي دار بين الأب وابنه؛ يمكننا أن نستخلص طرق التربية التي يمكننا اتباعها مع أبنائنا، فكم من أب اليوم يجلس ليحاور أبنائه في شتى الأمور الدينية والدنيوية؟!
في الحقيقة إنهم قلة قليلة جداً؛ والدرس الأول الذي نتعلمه من لقمان هو أن التحاور مع الابن أمر لا بد منه في التربية، وذلك ليكون لدينا نشأ قادر على مواجهة أمور الحياة، ومحباً لأهله، لا يُخفي عليهم شيئاً.
بر والدينا: إن وددنا أن يرونا أبنائنا؛ فلا بد من أن نكون بارين نحن بالأحرى بوالدينا، ونتغافل عما يبدر منهم، فمهما حدث يبقون هم أكثر الناس حباً لنا، وذلك لأن المولى -تعالى- قد قذف في قلوبهم الرحمة والشفقة.
وللعمل بنصيحة لقمان التي تقول: “أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ” يمكننا تطبيق النصيحة بالتزام قول سفيان بن عيينة؛ إذ يقول: “إن صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله، ومن دعا لوالديه في أدبار الصلوات فقد شكرهما”.
مراقبة الله في الفعل والقول: قال لقمان لولده أنه إذا فعل معصية حتى ولو صغيرة جداً، فلن يستطيع إخفائها عن الله -عز وجل- مهما حاول إخفائها عن الناس.
فالله عليم بكل ما نقول ونفعل، وسيأتي بها يوم القيامة، ويضعها في ميزان الفرد؛ لهذا علينا أن نتعلم:
أن الله يرانا في بيوتنا؛ فيجب أن نهتم برعيتنا وأزواجنا.
يرى الله تعاملاتنا مع أصحابنا؛ فيجب أن نتعامل معهم بكل صدق.
يراقب المولى تعاملاتنا في تجارتنا؛ فيجب ألا نكون من المطففين. [3]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ