اليوم في 4:37 am اليوم في 4:31 am اليوم في 4:26 am اليوم في 4:22 am اليوم في 4:19 am اليوم في 4:15 am اليوم في 4:11 am اليوم في 4:05 am اليوم في 3:59 am اليوم في 3:55 am
لما أتى اخوة يوسف بأخيهم بنيامين ضمه له في قصره وأخبره عن القصة بالكامل وأنه أصبح عزيز مصر وما حدث له، لكنه كان يريد ان يبشر أبيه يعقوب عليه السلام بأنه سيقابله ففعل التالي.
يوسف يضع خطة لابقاء أخيه لديه في القصر ولما قام يوسف عليه السلام باعطاء اخوته كل واحد حمل بعير ( جمل ) من الطعام والمؤن، وضع (السقاية) : وهو اناء الملك الذي كان يقاس به المكيال – في بعير اخيه، ثم قال أحد رجال يوسف عليه السلام يا قافلة أنتم سارقون ففورًا اتجهوا إليه وقالوا له : " ماذا تفقدون؟ " لم يقولوا ما الذي تفقدوه؟ قال المسؤولون المصريون : نفقد صواع الملك ( ولقد كان مرصع بالجواهر ) ومن جاء به يحصل على حمل بعير من السلع الغذائية.
فرد عليهم اخوة يوسف: " تالله تعلمون أننا لسنا لصوص ولم نأتِ للافساد في الارض".
فقال المسؤولون المصريون: " وما جزاء من نجد فيه قافلته صواع الملك؟ "
رد اخوة يوسف: " من تجدوه في راحلته يصير عبد لديه.. فالسارق يصبح عبدًا"، هذه كانت شريعة يعقوب عليه السلام.
وكانت شريعة مصر في ذلك الوقت إما أن يقتل أو يضرب ويغرم الضعف. فاراد يوسف عليه السلام أن يحكم بحكم يعقوب وليس بحكم مصر. وبدأ يوسف بالتفتيش بأوعية الآخرين ثم استخرجها من وعاء أخيه، وهذه كانت خطة من الله سبحانه وتعالى، فلو كان الحكم على شريعة الملك ماكان يأخذ أخاه إلا أن يشاء الله.
فبعدما وجد المصريون الصواع في بعير بنيامين، قال اخوة يوسف إن يسرق فقد سرق اخاه من قبل.. وقد سرق يوسف من قبل صنما كان يعبده جده من أمه، حيث كان كافر فسرقه يوسف وكسره فهُم يشيرون إلى هذا ولم يقولوا انها سرقة جيدة.
فاغتاظ يوسف عليه السلام من حديثهم، لكن كظم الغيظ ولم يبده وقال في نفسه: " أنتم شر مكان .. أنتم الأسوأ .. والله أعلم بما تصفون". وبدءوا يراودون يوسف عليه السلام بأن يأخذ أحد منهم مكانه لأن أبيهم شيخ كبير، ووصفوا يوسف بأنه من المحسنين. فرفض يوسف عليه السلام ذلك، فحاولوا وحاولوا حتى يئسوا ولما استيئسوا خرجوا وتجمعوا وبدءوا يتكلمون في السر.
يقول أحد الأعراب لما سمع هذا الكلام : " والله ما يقول هذا بشر" فهذا اعجاز القرءان الكريم.
أكبر أبناء يعقوب يرفض العودة لمصر إلا مع بنيامين أو اذن ابيه بالعودة وقال كبيرهم أن يعقوب جعلهم يقسمون بأن يعيدوا بنيامين، وألا يضيعوه مثلما أضاعوا يوسف عليه السلام، فرفض ترك مصر حتى يأذن له أبوه يعقوب بالعودة وطب منهم الرجوع.
فقالوا لأبيعهم يعقوب ان ابنك سرق، وانهم لا يعرفون شيئًا، ولو أنه لا يصدق ارسل الناس المصريين، او المسافرين معنا، وانهوا حديثهم بقول ( وإنا لصادقون)، فلم يصدقهم وقال ان الله سيأتيهم بهم جميعا وتولى عنهم وأخذ يبكي.
ثم فقد نظره بسبب البكاء الشديد، وجاءوا اولاد يعقوب يحذرونه من الموت والتعب الجسدي بسبب البكاء والاكتئاب فرد عليهم بأنه يشكو حزنه إلى الله ثم جاءه الأمل من جديد.
يعقوب يتفاءل بعودة يوسف وبنيامين تفاءل يعقوب عليه السلام بعودة ابنيه وطلب من أولاده بأن يذهبوا إلى مصر ولا يفقدوا الأمل لأن من يفقد الأمل كافر بالله تعالى، فأطاعوا أبيهم وأخذوا بضائع زهيدة ودخلوا على يوسف مرة أخرى، ولما دخلوا عليه قالوا له إن المجاعة اشتدت عليهم، والطعام نفذ وكانوا يستعملون الطعام لمدة سنة وكانت كل رحلة بينها وبين الأخرى سنة. فالسنة الثالثة كان انتهى الطعام عندهم.
وطلبوا من يوسف قبول البضاعة الزهيدة وأن يتصدق عليهم فالله يجزي المتصدقين. فوصل اخوة يوسف إلى أقصى درجات الذل أمامه، وهنا قال لهم يوسف عليه السلام هل علمتم ما جعلتم بيوسف وأخيه وأنتم جاهلون؟! قالوا له أنت يوسف حقًا ؟!
وبين هذا الموقف والقاءه في الجُب 22 سنة، فقكان عمره 12 سنة والآن عمره 34 سنة لم يعرفوه. فقال لهم انه يوسف ومَن الله عليهما. إن من يتقتي ويصبر الله يكرمه، وعفا عنهم وأعطى قميصه إلى اخوته ليعطوه لأخيه.
اخوة يوسف يرسلون قميصه إلى ابيهم يعقوب يعقوب عليه السلام أول ما تحركت الإبل من مصر، شم رائحة القميص من مسافة 8 أيام، مضيفا أنا اخاف أن تقولوا عني خرفت، فقال المتواجدون مع يعقوب أنت مازلت على نفس الضياع، فلما جاء البشر القى القميص على وجه يعقوب فارتد بصيرا بمعجزة من الله عز وجل، فقال لهم ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون قالوا يا اباءنا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئن قال لهم سوف استغفر لكم ربي، يعني قام بتأجيل الاستغفار بعدما يهدأ من الغيظ الذي فقي قلبه.
يوسف يلتقي بيعقوب وأمه وتتحقق رؤياه وحينما سافر يعقوب عليه السلام إلى مصر هو وزوجته التقوا بيوسف فضمهما وقال لهم ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين، ورفع أبويه على العرش.
وهنا الكُل سجد له اخوانه وأمه وأبوه وخروا له سجدًا.
والسجود في هذا الوقت كان جائز وهو سجود التكريم وليس سجود العبادة، وقالوا يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل، قد جعلها ربي حقا.