متى وصل الرسول إلى المدينة المنورة في هجرته النبوية بالتاريخ الميلادي؟
تمر اليوم الذكرى رقم 1401 على هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومعه الصحابى الجليل أبى بكر الصديق، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة حسب التقويم الميلادى، وذلك في 21 سبتمبر من سنة 622 ميلادية.
لم يعرف العرب قبل الإسلام التقويم الميلادي، أو التأريخ السنوى المسلسل بل كانوا يؤرخون بالأحداث الكبرى والوقائع المشهورة، كقولهم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عام الفيل، وهو العام الذى حاول فيه إبرهة الحبشى هدم الكعبة مستخدما الفيلة فأهلكه الله، حسبما ذكر فى القرآن الكريم.
الهجرة النبوية هي حدث تاريخي وذكرى ذات مكانة عند المسلمين، ويقصد بها هجرة النبي محمد وأصحابه من مكة إلى يثرب والتي سُميت بعد ذلك بالمدينة المنورة؛ بسبب ما كانوا يلاقونه من أذى وعذاب من زعماء قريش، خاصة بعد وفاة أبي طالب، وكانت في عام 14 للبعثة، الموافق لـ 622م، واتُّخِذَت الهجرة النبوية بداية للتقويم الهجري، بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب بعد استشارته بقية الصحابة في زمن خلافته، وترجح عدد من المواقع أن النبي محمد، بدأ هجرته في سبتمبر عام 622، ووصل إلى المدينة المنورة في نفس الشهر، فكيف ذكرت الكتب التراثية التاريخ الميلادي المرجح لهجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة؟
بحسب ما ذكره المباركفوري في "الرحيق المختوم" تبعا لما رواه ابن إسحاق، فأن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج من بيته في ليلة الجمعة بتاريخ سبع وعشرين من صفر من السنة الرابعة عشر بعد البعثة الموافق: 13/9/ 622م، وكمن في الغار ليلة الجمعة والسبت والأحد وذكرأنه انطلق ليلة الإثنين إلى المدينة بتاريخ 1/ 3/ 14 من البعثة الموافق 16/ 9/ 622م وأنه وصل إلى قباء في يوم الأثنين 8/ 3/ 14 من البعثة الموافق 23 / 9 / 622 م ووصل المدينة يوم اثني عشر من ربيع الأول، هذا وليعلم أن ماذكره المباركفوري من أن ذلك كان في السنة الرابعة عشر إنما هو بناء على أن السنة تبدأ من شهر محرم وعليه فهو لا يخالف ما ذكره غيره من أهل العلم أن الهجرة كانت في السنة الثالثة عشرة.