منتديات ديزاين بيست
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

انت غير مسجل
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مشترك في المنتدى. لتسجيل الرجاء اضغط هنــا
آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 434 فارس يتقدم
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 433 سآخذك بعيدًا
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 303 الرجل مكسور القلب
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 302 إيصال الغداء للزوجة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 432 سررت بلقائك
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 301 نظرة فارس الحادة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 300 مليء بالندم والكراهية
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 431 نادين ذات العيون الخضراء
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 299 إظهار قوة فارس
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 430 التنانين والعنقاء ترمز إلى الحظ السعيد
اليوم في 10:34 pm
اليوم في 10:28 pm
اليوم في 10:26 pm
اليوم في 10:21 pm
اليوم في 10:16 pm
اليوم في 10:16 pm
اليوم في 10:10 pm
اليوم في 10:09 pm
اليوم في 10:02 pm
اليوم في 9:57 pm











 
     
الهدف من المنتدى التسليه والترفيه لذلك يجب على الجميع التحلي بالأخلاق وإحترام الآخرين وعدم الإساءه لهم ويمنع بتاتاً تبادل وسائل التواصل الإجتماعي وعند حدوث ذلك ستضطر الإدارة إلى التشهير بالمخالف ومنع عضويته من المشاركه ، نتمنى للجميع قضاء وقت مفيد وممتعإدارة الموقع

 

 الصندوق السحري

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
كاتب الموضوعرسالة

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 4 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الخامس عشر    الصندوق السحري - صفحة 4 Emptyالأربعاء يوليو 17, 2024 7:37 pm


الصندوق السحري
الخامس_عشر
ذهب إيفان ليقابل صديقه قبل أن يغادر، كان اللقاء بينهما قصيراً حاول سالم أن يعتذر عما بدر من بسمة قائلا 
سالم : انت تعرف جيداً كم اقدر صداقتنا و أتمني أن ما حدث بين الفتيات لا يؤثر علينا، لنضع كل شئ جانباً و نبقي ع الود بيننا 
إيفان: أنا افهم أنه لا علاقة لك بالطبع لكن سيمون حالتها سيئة و سآخذها في رحلة صغيرة إلي الفيوم، عندما أعود ستكون الأمور هدأت قليلا و سنتقابل مجددا بالتأكيد لكنني سأبقي سيمون بعيدة عن هنا تماما بعد الان 
سالم : و انا أري ذلك حلا مناسبا، سافرا يا صديقي و استمتعا بوقتكما و لكن عدني أنك لن تنسي صديقك 
إيفان: بالطبع فنسيانك غير وارد 
قبلا بعضيهما و عاد سالم لمائدة الإفطار حيث والدته و بسمة جالستان 
السيدة بثينة: ماذا به ايفان؟ لم يأت ليلقي التحية كعادته؟ 
نظر سالم لبسمة بلوم ثم قال : سيسافر مع اخته في رحلة للفيوم ليجددا نفسيتهما قليلا بعد م حدث أمس 
توترت بسمة و انشغلت بالطعام بينما سألت السيدة بثينة: وما الذي حدث أمس ؟
سالم : تآمر الاثنتان علي اخته و افسدا حفل عيد ميلادها بشكل سئ قد لا تتخيلينه!!! 
نظرت السيدة بثينة لبسمة بحدة : الاثنتان!! كاريمان بالطبع و أنتي!! ماذا أملت عليكِ لتفعلي؟ هل ستظلين تابعة هكذا طيلة حياتك 
انزعج سالم لتوبيخ والدته لبسمة و قال: اهدأي يا أمي، بسمة ليست تابعة فبالرغم من أنني غير راضٍ عما فعلته لكنها فعلته بارادتها لا عن إملاء فسيمون هذه ضايقتها و انا ايضا لا تعجبني طريقتها
السيدة بثينة : وقع الشك في قلبي عندما طلبت الذهاب معك في بروفا الثوب الجديد، شعرت أن هناك شئ ما سيحدث و تلك الفتاة التي تقولين انها تضايقك ألم تكن معلمة لكِ تأتي كل يوم لتعلمك و أخاها هكذا ... ألم تتذكري لها سوي السوء 
بسمة : أنا أخطأت جداا .. لا اعرف ماذا أقول .. آسفة جدا و ممكن أن أذهب و اعتذر لها إن سمحتم 
سالم بانفعال: اعتذار ماذا!! بالطبع لا .. قد اصلحت الموقف مع إيفان و انتهينا منه و بالنسبة للدروس فأنا سأجد لك معلمة جديدة تعلمك الانجليزية و الاتيكيت و سنلغي الفرنسية و البيانو، انت لم تحبي تلك الأشياء و ليس ضروري أن تعرفيها 
السيدة بثينة : و كاريمان هانم!! لم نري وجهها اليوم!! من يبحث عنها يجدها تزيل آثار توبيخ ايفان من وجهها ..  اتمني أن يكون وبخها بما يكفي ربما تستقيم و تتهذب قليلا 
سالم : ما لا تعرفينه أنه طلبها للزواج أمس و قدم لها خاتم الخطبة و لا اعرف ما حدث بينهما الان .. ربما تخاصما او تجادلا
السيدة بثينة بشماته: أو ربما انفصلا و أسترد خاتمه 
سالم بشعور مختلط : لا أعرف لكنها من المؤكد تمر بوقتٍ صعب، لنتركها تستجمع نفسها و تعود مجددا ً 
السيدة بثينة : في كل الاحوال لن أسأل عنها 
مرت ثلاثة أيام و كاريمان معتزلة في جناحها بمنزل الضيوف، لم تكف عن البكاء الا قليلا، تترك فراشها لتشرب الماء او تتحرك بضع خطوات ثم تعود، كان سالم قلقاً عليها و لكنه لم يود اقتحام عزلتها و حزنها، ذهب بالقرب من منزلها و ظل منتظراً ربما تنظر من الشرفة أو تخرج لتجلس في الحديقة أو حتي يسمع ضجيجاً لحركتها و لكن ليس هناك سوي هدوء تام، قرر العودة لمنزله لكن فكرة أنها قد تكون مريضة او تعرضت لأذي سيطرت عليه فعاد أدراجه إلي البيت و طرق الباب  مرات عدة حتي فتحت له بوجه مكمد حزين ظهرت عليه الهالات السوداء و الوهن من قلة تناول الطعام 
سالم : هل يمكنني الدخول لنتحدث قليلا ؟
أشارت له بالدخول دون أن تتكلم، وصلا للردهة المعدة للجلوس و جلسا 
سالم : لا اود اقحام نفسي بخصوصياتك و لكنني قلقت عليكي كثيراً فجئت لأتفقدك 
كاريمان : شكرا لك 
نظر سالم ليدها اليمني فوجد خاتم الخطبة مازال في اصبعها فلم يرق له ما رأي فقال :  ما حدث كان سيئا لكنكما ستتخطيانه بالتأكيد فعند عودتهما من الفيوم ستكون الأمور هدأت و ستتحدثان و تحلان الأمر 
كاريمان بتفاجؤ: الفيوم!!! هل سافرا ؟؟
سالم : ألم يخبرك ؟ 
كاريمان بحزن : لا .. لم يخبرني 
سالم : ربما لأنه كان غاضباً منكِ لكن لا تقلقي فهما في رحلة قصيرة و سيعودان 
كاريمان : ان عادا  و إن لم يعودا ... سيان 
فقد انتهي كل شئ 
سالم " ينظر لخاتمها " : كيف ؟؟ ظننت أنه مجرد خلاف  
كاريمان : لا .. قد التغت الخطبة و لكنه ترك الخاتم معي كنوع من السخرية، تركه معي لكن دون معني فلم يعد خاتم خطبتي بل ذكري مؤلمة 
سالم متأثرا بحزنها: لا عليكِ يا أميرة . ما حدث قد حدث لكن ان قبلتي لكِ عندي نصيحة فهل أقولها ؟ 
كاريمان بتهكم: قل فلم يبق لي منكم سوي اللوم و الانتقاد 
سالم : لا لا .. لا أقصد أبدا احزانك و لن أقول شيئا طالما أنك ستتأذين 
كاريمان : قل ما تريد فأنا سأستمع 
سالم : أنت يا أميرة ، ابنه عائلة عريقة و ثرية، متعلمة و ذات ذكاء كبير لكن ينقصك شئ واحد 
كاريمان : ما هو ؟ 
سالم : أن تكفي عن حب نفسك أكثر مما يجب، ألا تستسلمي لغرورك و كرامتك، حاولي أن تحبي من حولك أكثر، أن تقدرينهم و تحترمين مشاعرهم.. لو أحببت إيفان حقاً كنت ستخافين من فعل شئ يحزنه،كنتِ ستتحملين أخته الصغيرة من أجل محبتك له، كنت ستقبلين أشياءً لا يجعلنا نتقبلها سوي الحب و الحب لا يتفق مع الغرور و الكبرياء لان أساسه العطاء و التضحية .. 
فكري قليلا في كلماتي، ربما لا نستطيع بالاصلاح حل عقد الماضي لكن يمكننا بالطبع تلافيها في المستقبل ... سأتركك الان يا أميرة و أتمني أن تتمالكي نفسك سريعا و تعودين لعملك و لحياتك 
ذهب سالم و كلماته بقيت تتردد في أذني كاريمان، راحت لتفكر في شعور إيفان و بفرحته التي انكسرت و لم تكتمل، قالت لنفسها: ليتني توقفت وقتما قالت بسمة هل نتوقف؟ فقد كانت ببساطتها أنبه و أذكي لكنها أطاعتني لأنها اعتادت الطاعة ... 
في اليوم التالي وقت الإفطار، كان سالم كعادته مع والدته و بسمة أما كاريمان فقد جلست لتناول افطارها بمفردها في منزل الضيوف، لم تمض دقائق حتي سمع الجميع صوت ضوضاء كبيرة و صوت لعدد كبير من الناس فخرج الكل لينظر ماذا يحدث.. 
إنه السير/ دارسي راكباً ع جواده الأسود و خلفه عدة جنود ع خيولهم و من خلفهم عمال كثيرون يحملون معاول و ادوات تخص الحفر و تقطيع الأشجار، حاول حرس منزل سالم منعهم و لذا صدرت تلك الضجة، تحرك سالم نحو الباب الكبير بينما ظلت والدته و بسمة أمام الباب الداخلي تنظران أما كاريمان فكانت آتية من بعيد حتي وصلت عندهم ووقفت بجوار سالم 
سالم : ماذا يحدث هنا من بكرة الصباح ؟؟
السير دارسي : قل لرجالك أن يفتحوا الأبواب لنقم بعملنا و الا العواقب لن تعجبك 
سالم باستياء: عملكم؟ عمل ماذا ؟ 
السير دارسي: عمل السكك الحديدية كما اخطرناك من قبل 
سالم: ألم اقدم شكوي لديكم؟؟ 
السير دارسي : أمر الشكوي هذا لا يعنيك !! ما يعنيك هو النتائج .. قد ذهبت في رحلة طويلة للقاهرة و تناقشت مع رؤسائي و قمنا بتعديلات ع الخطة التي كانت موضوعة فبدلا من اقتطاع ٢٠٠مترا طوليا في  ١٠٠ متر سنقتطع ٣٥٠ مترا في ١٠٠ و اعتقد هذا لن يشكل فرقا كبيرا فسواء ٢٠٠ او اكثر فهذا أمر عسكري واجب النفاذ ، اتخذته حكومتنا و انتهي 
سالم : هذا لن يحدث و لن تفتح الأبواب او يتم عمل شئ .. ستخربون أرضي و تجعلونها لا تثمر .. لن يحدث هذا ابداا 
اخرج سالم مسدسه و صوبه نحو دارسي فأمسك رجاله بالعصي و رفعوها في وجه دارسي و جنوده 
قال دارسي بعصبية: أنت لا تعي خطورة ما تفعل، انت تعرض حياتك و حياتهم للخطر و في النهاية سنفعل ما جئنا من أجله، اندفع غضب سالم للمزيد و وجه المسدس نحو دارسي مباشرة، ضحك دارسي و قال : انزل مسدسك و أمرهم بالتنحي جانبا و هذا إنذار اخير 
قالت كاريمان : نعم يا سالم .. ارجوك لتتوقف  من اجل هؤلاء و عائلاتهم و من أجلك انت أيضا فحتي أن انتصرت في معركة اليوم فهؤلاء يقف خلفهم جيشا بأكمله، ان تأذي أحدهم ستجلب مصيبة عليك و عليهم، ارجوك لننصت لصوت العقل .. من فضلك 
ابتسم دارسي و قال : انت حقا ذكية .. استمع لها 
فكر سالم و أدرك خسارته مسبقاً لاي معركة معهم فقد وضعوا ايديهم ع البلاد من الشمال للجنوب و هو لا يملك جيشا، هؤلاء عمال بسطاء لا ذنب لهم فأنزل سلاحه و أشار لهم بالابتعاد و قال : اذهبوا من أمام بيتي حالا 
ابتسم دارسي مجددا و قال : هكذا ... الآن ستأتي معي للمقر  فأنت مقبوض عليك لاشهار سلاحك في وجهي و تهديدي و أيضا لعدم تنفيذ الأوامر 
ثم أشار للجنود فاقتادوه و اخذوه معهم بينما وقفت كاريمان في صدمة أما بسمة فكانت تبكي و السيدة بثينة غاضبة في جمود لا تعرف كيف ستخلص ابنها من تلك الورطة ...
ذهبت كاريمان لمقر قيادة الانجليز و طلبت مقابلة السير دارسي لتفهم إلي متي سيتم احتجاز سالم 
قابلها دارسي بتعالٍ كعادته و قال 
دارسي : من تكونين لذلك الهمجي؟ 
كاريمان : أنا لست من اقرباؤه لكنني اعمل في أرضه، أتيت من المنصورة .. هل يمكنك أن تطلعني ع موقفه ؟
دارسي: موقفه سئ، يرفض اطاعة الأوامر،  يثير الشغب و يهيج العامة ، أصاب جنديا اليوم بسلاحه 
تفاجئت كاريمان من كذبه و ادعائه و قالت : ذلك الجزء الأخير لم يحدث ... هذا إدعاء كاذب 
دارسي : عليك اثبات ذلك و لكن متي ؟ محاكمته العاجلة ستتم غداً في مجلس أعددته له خصيصاً و إن حالفه الحظ سيعتقل ١٠ سنوات فقط
صدمت كاريمان و قالت: اسمعني .. يمكنني أن .... 
قاطعها دارسي قائلا : لا تتعبي نفسك في محاولات يائسة فما قلته سيتم ... ليكن عبرة لكل من يحاول مخالفتنا 
غادرت كاريمان غير مصدقة لما سمعت فهذا الرجل دمر حياة و مستقبل سالم في جملتين!!! ما العمل الآن ؟؟
عادت إلي المنزل و كان هناك والدته و خطيبته ينتظران بقلق شديد، أرادت السيدة بثينة الذهاب لكن كاريمان منعتها كي لا يحدث غضب او انفعال، وجدتهما ع الباب ينتظران و عندما سمعا ما قاله دارسي  نزلت بسمة ع الأرض ووضعت يديها ع رأسها و ظلت تبكي و تنتحب فصرخت فيها السيدة بثينة و قالت : اصمتي .. هذا فأل شؤم ع ابني .. لن اتركه بين يدي هؤلاء الظالمين .. سأخرجه قبل حتي أن يفكروا بمحاكمته 
نادت لأحد الخدم و قالت : اجمع لي الرجال حالا .. سنخرج السيد سالم حالا من هناك 
كاريمان : هذا لن ينفعه .. إن نجح ف الهرب سيعيش مطاردا و إن لم ينجح تعطيهم الفرصة ليقتلوه .. ارجوكِ لا تفعلي 
السيدة بثينه : سيعد كل شئ بحرص و سيخرج و يختبئ في مكان آمن ثم نبحث عن الحل و بعدها يعود  إلي قصره و حياته 
كاريمان : و لكن .... 
السيدة بثينة: لا أود سماع المزيد ... كاريمان هانم اشكرك لمساعدتك و لكن هذا ابني و لن اتركه بين يديهم
أعدت السيدة بثينة الخطة و قبل طلوع الفجر انطلقت المجموعة لتحريره و كاريمان في منزل الضيوف تحاول إيجاد حل بعيدا عن ذلك الحل الخطر  .. انطلقت قبلهم لتنتظرهم في منتصف الطريق و عندما رأت الجياد ظهرت أمامهم و اوقفتهم قائلة : إنها رأتهم ينقلون سالم لمكان آخر اكثر حراسة و مؤمن بشدة  و يجب عليهم دراسة الموقف من جديد ،طلبت منهم العودة للقصر و ستأتي من خلفهم بعد أن تجمع معلومات عن المكان الجديد و ما إن عادوا حتي أكملت الطريق نحو مقر القيادة و طلبت مقابلة سالم، رفض دارسي طلبها فألحت بشدة و توسلت له فوافق أخيرا و منحها عشر دقائق لا أكثر 
عندما رأته تأثرت لما وقع فيه و الظلم الواقع عليه 
كاريمان : دمت سالما يا سالم 
سالم : شكرا لك يا أميرة .. ماذا يحدث ؟!! هل سأظل هنا طويلا 
كاريمان بحزن : ذلك الرجل لفق لك تهما كثيرة و أعد لك مجلسا عرفيا لمحاكمتك و سيزج بك في السجن 
فوجئ سالم و قال : لابد أن اهرب سريعا من هنا قولي لر.... 
قاطعته كاريمان و قالت : السيدة بثينة فكرت في نفس الحل لكنني أوقفت الرجال و ادعيت كذبا أن مكان محبسك قد تغير 
سالم : لم؟ 
كاريمان : هذا الرجل مجنون و سيستغل الفرصة و من الممكن أن يتم التخلص منك .. لا يجب أن نعطيهم الفرصة لذلك 
سالم : و ما الحل ؟ سيحاكمونني و سأسجن؟ 
كاريمان : اتركهم يشعرون انهم ربحوا الجولة و اسكتوا صوتك و انا لن أتركك هنا .. ستخرج و ستعود سيدا كما كنت ليس مطاردا  او مجرما 
سالم: ماذا ستفعلي؟ 
كاريمان : لا تقلق .. في عقلي حلول و لكن عليك أن تصبر قليلا فقط و أعدك أنك ستخرج من هنا سالما .. بإذن الله 
سالم بخوف نظر لعيونها السوداوتين الواثقتين و قال : أأنت متأكدة ؟! 
كاريمان : نعم ... قلت لك أعدك 
سالم : و انا أثق بك و سأنتظرك 
كاريمان : لا تقلق فإن لم أنجح سأهربك بنفسي و ستخرج أيضا حينها 
سالم : اتفقنا يا أميرة 
كاريمان : أراك ع خير يا سيد سالم 
ابتسمت له و تركته فابتسم لها بينما في داخله قلق كبير و عقله يقول : وثقت بها فهل ستستطيع ؟؟!
يتبع ....

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 4 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل السادس عشر    الصندوق السحري - صفحة 4 Emptyالأحد يوليو 21, 2024 10:33 pm


الصندوق السحري
الفصل السادس عشر
انتهي يوسف من قراءة الفصل الرابع مع علاء و ذهب كلا منهما لغرفته لينام و لكن يوسف كان
مؤرقاً لأنه علي موعد غداً مع تلك الفتاة، هل ستدله ع خيط يربط ذلك الكتاب بالوقت الحاضر؟!! كيف وصل الكتاب لتلك الحالة و لمَ تم بيعه هكذا بشكل مهمل برغم قيمته الكبيرة، تلك الفتاة هي رابطه الوحيد و عليه التواصل معها ...
بعدما عاد من عمله كانت الساعة السادسة مساءا فتناول طعام الغداء ثم أبدل ملابسه و انطلق ليقابل ريم في المرسم ..
ضغط ع الجرس ففتحت له شابة عشرينية ذات شعر  بني اللون مرتدية مريول ملطخ بالألوان التي لحقت أيضاً يديها و ذقنها، كانت كمن يرسم بروحه و جسده كليهما دفعة واحدة، متوسطة الطول معتدلة القوام لها بشرة بيضاء و عينان ملونتان كالقطة، نظر لها مطولاً فقالت
ريم : أ/ يوسف ...  مش كده ؟؟
يوسف : ايوه .. بالظبط .. حضرتك أ / ريم طبعا ؟؟
ريم بابتسامة: ايواا  .. اتفضل
دخل يوسف من باب المرسم ليجد لوحات كثيرة معلقة في كل مكان و البعض الاخر موضوع في الجوانب، بعض اللوحات لمناظر طبيعية و بعضها لخطوط و دوائر لم يفهم معناها و هناك لوحات لوجوه قد تجدها في كل مكان حولك، استخدمت ألواناً زيتية و أخري خشبية و أيضاً مائية، اظهر المرسم كم أنها ثرية الموهبة!! كانت ريم تمشي خلفه ملاحظةً لاعجابه باللوحات حتي و إن لم يفهم بعضها فقالت
ريم : عجبتك أعمالي؟؟
يوسف : جدااا . انتي فعلا موهوبة
ريم : الرسم ده موهبتي بس ف نفس الوقت مضيعني
وصلا إلي كرسيين فجلسا و من ثم أكملا حوارهما
يوسف : مضيعك ازاي ؟ ده فن جميل
ريم : هو جميل بس أنا حظي وحش مع الفن .. هفهمك .. أنا خريجة فنون جميلة، دخلتها عشان بحب الرسم زي م انت شايف بس ع قد م بعمل لوحات و بروح معارض محدش بيشتري الا قليل و بأسعار متكفيش المصاريف و ان الواحد يعتمد ع نفسه و كده .. المهم سافرت برا عملت دبلوما و كنت متخيلة هناك هعمل اسم و هبقي فنانة عالمية بس محصلش فرجعت لمرسمي و حالي اللي كنت عليه .. حتي شقة جدو بعتها عشان اقدر اعيش و اشتري المرسم ده
يوسف بتفاجؤ : يعني صاحب الشقة يبقي جدك
ريم بغرابة : آه.. مالك متفاجئ ليه ؟
يوسف : اصل جدك كان سايب حاجات قيمة جدا في الشقة انا كان ليا نصيب ف حاجتين منها و منهم لوحة جميلة، ليه بالرغم انك فنانة فرطتي فيهم
ريم بحزن : نفس الموضوع ،  ازمة فلوس .. بص يا سيدي .. انا بابا كان موظف عادي و مامتي ورثت من جدي الشقة دي و شقة تانية هي عايشة فيها مع جوزها بعد م بابا توفي، انا و هو مش متفقين خالص ف مش هينفع اعيش معاها ف شقة جدو واسعة من الشقق القديمة بعتها بكل اللي فيها و اشتريت المرسم و مأجرة شقة عايشة فيها و الدنيا ماشية
يوسف : انتي ازاي كده ؟!!!
ريم : كده ايه ؟
يوسف : حكيتي كل التفاصيل دي عنك لواحد متعرفهوش
ريم بضحك: لا دي عادة سيئة فيا .. ده لو عميل قالي ارسميني بحكيلو كده ... عادي بقي متركزش .. المهم قولي تشرب ايه ؟
يوسف: لا شكرا .. مش عاوز
ريم : هعمل ٢ نسكافيه.. ده واجب الضيافة مينفعش ترفضه
شعر يوسف بعفويتها و طبيعتها الودودة و قال بصوت مسموع : بقي دي ممكن يكون الدم الكاريماني بيجري فيها !!!
عادت و قدمت له النسكافيه ثم جلست و قالت له : قولي بقي ايه حكاية الكتاب اللي اخدته من الشقة ؟؟
يوسف : هو انتي كنتي عارفة كل محتويات الشقة ؟!
ريم : بصراحة لا .. هي ماما قالتلي فيها حاجات قيمة بس انا اخر مرة روحت و انا عندي ٥ سنين ف فكراها طشاش بعدها جدو توفي و الشقة اتقفلت و بعدين انا اتصلت بعم حلمي جابلي مشتري و فكرة المزاد دي فكرت فيها عشان ماما قالتلي العفش كله نادر و المحتويات ف هتجيب مبلغ كويس احطه ف البنك اعيش منه لان زي م انت شايف الفن مش دايما بيكفي
يوسف: امممم يعني متعرفيش حاجه خالص عن اللي ف الشقة . بس مامتك عندها حق، الشقة كان فيها كنوز
ريم باهتمام : الكتاب ده عن ايه ؟ اوعي يكون مذكرات جدو؟؟
يوسف: ههههههه لا .. بس هو بيحكي قصة بدأت ف القرن ١٩ عن أميرة اسمها كاريمان .. هي ليها علاقة بعيلتكم؟
ريم : أميرة ... و لا اعرف؟؟
يوسف : الكتاب كان جوه صندوق مزخرف و محفور كده و جواه رسمة شبيهة جدا للوحة اللي اشتريتها برضو
ريم : ممممم .ده شكله حوار .. ممكن اجي معاك و اشوفهم ؟؟
يوسف : طبعا .. اتفضلي في اي وقت ..
ريم : دلوقتي.. ممكن؟
يوسف:  اتفضلي
وصلا إلي شقته و دخلا إلي الكنبة التي اعتاد هو و علاء قراءة فصول القصة عليها، شقتهما كانت بسيطة كشقة أعزبين يقيمان فيها وحدهما و لم يكن هناك سوي تلك الكنبة فدخل يوسف و أحضر  كرسي من المطبخ ليجلس عليه أما هي فجلست ع الكنبة
يوسف : هدخل اعمل ٢ شاي
ريم : تمام .. انا معلقة واحدة
يوسف : ماشي
شاهدت الصندوق و بجواره الكتاب، أمسكت الكتاب و نظرت للصور التي داخله و ظلت تتأملها و لمستها بأناملها، لم تنتبه كثيراً للكلام و الفصول و القصة لكن الرسم أعجبها و كذلك الصندوق فقد كان صنعاً يدوياً بارعاً، جاء يوسف من الداخل و رآها ممسكة بالصندوق تتأمله و لا يعرف لماذا توجس من أن تفتح الدرج الصغير الخفي عن طريق الصدفة، قدم لها الشاي فتركت الصندوق و أخذت رشفتها الأولي
ريم : الكتاب شكله فعلا قديم و الرسم اللي فيه تحفة و الصندوق عليه حفر و زخرفة عبقرية .. دول فعلا كنز
يوسف : بس اوعي تقوليلي بيع
ريم بضحكة : لا لا .. حلال عليك .. فين بقي اللوحة
يوسف : وراكي ع طول اهي
وقفت ريم لتنظر بينما دق جرس الباب و ذهب يوسف ليفتح فإذ هي " الجارة هبة " كالعادة
هبة : مساء الخير يا أ/ يوسف.. ممكن استلف بصلة عشان بطبخ
قال لها يوسف في ضيق : لا معلش معنديش بصل
نظرت هبة داخل الشقة فرأت ريم
هبة : ايه ده .. انت عندك ضيفة؟
يوسف : آه.. دي قريبتي .. ريم
هبة بعدم تصديق : اممممم . طيب .. انتوا كده زي القرع
يوسف : قرع ايه ؟
هبة: لا مفيش .. انت الخسران .. سلام
يوسف : سلام
لاحظت ريم طريقة كلام هبة فابتسمت ثم قالت له : معندكش بصل ؟؟ ههههههه
يوسف : لا متفهمنيش غلط .. دي مجرد جارة بس غلسة شويه
ريم بنفس الابتسامة: لا غلط ليه ... انا عارفة البصل مهم ازاي ف الطبخ هههه واضح اوووي انها تلكيكة .. بص انا همشي عشان اتأخرت بس عاوزة منك طلب
يوسف : اتفضلي
ريم : ممكن لو ينفع استلف الصندوق يومين عشان ارسمه و  تبقي ذكري عندي ؟
توتر يوسف فالخاتم لازال في درج االصندوق فماذا سيفعل ؟؟
يوسف : أأأأ ...
ريم : لو مش عاوز بلاش
يوسف : لالا .. اتفضلي طبعا
علي الفور أخذت ريم الصندوق و رحلت بينما جلس يوسف ووضع يده ع جبهته في قلق
لم تمض عشر دقائق حتي عاد علاء و علم بما حدث فقال متهكماً
علاء : مش انت اللي روحت بنفسك و نخربت في الموضوع، زعلان ليه بقي دلوقتي ؟
يوسف : مش عارف، الخاتم طلع عزيز عليا و مقدرتش اجيب سيرته خصوصا اني لاقيتها لا عارفة حاجه عن الكتاب و لا عن الخاتم ..
علاء: هو جدها ده كان سارق الصندوق و لا لقاه و لا ايه ؟
يوسف : أنا لسه كنت هفهم منها جدها اسمه ايه و جدتها و ادخل معاها ف التفاصيل بس اعمل ايه بقي ف هبة
علاء : ههههههه هي جات ؟؟
يوسف: آه.. و قالتلي انت زي القرع ههههههه افتكرت فيه بينا حاجه
علاء : و هتعمل ايه يا فالح لو اكتشفت الخاتم؟؟ ممكن تقولك ده ورث العيلة و تاخده و ممكن تاخده من نفسها و تقولك معرفكش
يوسف : يا عم متقلقنيش. أنا هدعي ربنا متشوفهوش دا غير اني مش متأكد انه بتاع عيلتهم اصلا .. مش يمكن فعلا جدها ده لقاه او اشتراه و مشافش الخاتم
علاء : لما نشوف اخرة اللفة دي ايه ..
يوسف : تيجي نبدأ فصل جديد ؟
علاء: يلا
فتح يوسف الكتاب ع الفصل الخامس المعنون ب
                ٥- لا تفعلي
في طريق عودة كاريمان لمنزل سالم قابلتها السيدة بثينة التي لم تنطلي عليها بالطبع كذبة نقل سالم لمكانٍ آخر فخرجت للتأكد
السيدة بثينة: ماذا قلتِ للرجال حتي أفسدتِ الخطة .. ماذا تظنين نفسكِ فاعلة؟
كاريمان في توتر: لو سمحتي اسمعيني جيداً، تلك الخطة بها مخاطرة كبيرة و انا ذهبت لمقابلة سالم و تحدثت معه ووافق ع إرجاء فكرة الهرب حالياً و إن لم نجد حلاً قانونياً يحرره فسنعود لتلك الخطة مجدداً
السيدة بثينة : و هل قلتِ له عن حل بديل أم سنجلس و نفكر و نضيع وقتاً أكبر ؟
كاريمان : لنعود للمنزل و سنناقش ما سنفعله سوياً
_____________________________
رأت كاريمان ان تذهب لرؤساء العشائر و القبائل المجاورة لمنطقة سالم، علاقته بهم جيدة و من الممكن أن يشكلون ضغطاً علي ذلك المدعو دارسي كي يستمع إليهم و يعيد الشكوي لرؤساءه، وافقت السيدة بثينة علي الفكرة اما بسمة فكانت جالسة مهمومة لا حول لها و لا قوة ..
ذهبا معاً و جمعا رؤساء العشائر في قاعة الرجال الكبري و التي للمرة الأولي يجري بها اجتماعاً سالم ليس فيه، دخلتها النساء للمرة الأولي أيضاً، بعد عرض الأمر و الاتفاق اتفق الجميع ع حضور جلسة المحاكمة و محاولة التأثير في المجلس العرفي لتأجيل المحاكمة حتي يعاد النظر في الشكوي مرة أخري ..
ذهب الجميع للمقر و رأت السيدة بثينة ابنها مقيداً كالمجرمين فلم تتمالك نفسها و بكت أما كاريمان فنظرت له لتقويه و هناك بسمة التي لم تكف عن البكاء لحظة واحدة، بعد عدة دقائق بدأت المحاكمة و تبني دارسي عرض الاتهامات أمام المجلس
دارسي : هذا الرجل لا يحترم قوانين الحكومة البريطانية و عطل العمل العام و هدد القوة بالسلاح و تعدي علي أحد الجنود بالضرب و أصابه بطلق ناري في ساقه و ها هو جالس هناك يمكنكم ان تسألونه
قال أحد اعضاء المجلس الثلاثة : أقبل ايها الجندي و قص علينا ما حدث
كرر الجندي كلام دارسي بنفس الترتيب و الأسلوب كالملقن و هنا كانت دهشة كل من كان حاضراً في الواقعة،لم يتمالك سالم نفسه و غضب بشدة ثم صرخ و قال : هذا كذب .. هذا الجندي لم يكن موجودا يومها و لم اضرب او اعتدي علي أحد .. انت كاذب و مجرم يا دارسي
انفعل جميع الحاضرين من اجل سالم و صار هتاف عظيم منهم فأمر دارسي الجنود بإطلاق طلقات في الهواء للتحذير  ثم اخرج الجميع خارج الجلسة ليسكت أصواتهم فظلوا في الخارج ينتظرون الحكم الذي صدر بعدها بقليل : عشر سنوات سجن مشدد و أيضا قرار باعتقال اي شخص يعرقل عمل القيادة أو يحاول تهييج الشعب، انصرف الجميع بعدها في إحباط فيما عدا أسرته الذين حاولوا مقابلته لكن دون جدوي فقد علل دارسي الرفض بأنه سينتقل لمنطقة أخري ليقضي مدة حبسه و هي منطقة بعيدة و معزولة، قال أنهم يستطيعون زيارته بعدما ينتقل بعد أخذ تصريح بذلك و هذا يتم مرة واحدة أسبوعيا  في يوم الاثنين  
ذهبت السيدة بثينة و معها بسمة للمنزل بينما أصرت كاريمان ع الذهاب لمكتب السير دارسي و مناقشته فيما حدث فهي لن تتركه هكذا بسهولة، جعلها تنتظر في الخارج كعادته و لكنه تلك المرة أزاد القدر جدا كي تمل و تذهب لكنها بقيت حتي المساء فاضطر لمقابلتها، دخلت ثم سألته
كاريمان : سير دارسي هل ممكن أن أسألك سؤالاً و تجيب علي بصراحة؟
دارسي : لست مضطراً لأجيب علي أسئلتك،  قولي ما جئت من أجله باختصار
كاريمان بضيق : ماذا ستستفيد من حبس رجل برئ لفقت له التهم تباعاً، ستتضرر أرضه و تجوع عائلات عماله و كل ذلك لماذا ؟؟ هل تجيبني ؟
دارسي : هذه خطة من حكومتنا واجبة النفاذ و ليس علي أن ابرر لكِ
كاريمان : سأكتب شكوي فيما فعلت و سأرسلها لنري رأي حكومتك في إدعاءاتك ؟!
ضحك دارسي بسخرية ثم فتح درج مكتبه و قال : شكوي مثل هذه!!!
ألقاها أمامها ففتحتها و علمت أنها الشكوي التي كتبها سالم من قبل
استطرد دارسي و قال : تلك الشكوي التي ستكتبينها ستبقي هنا في المكتب مثل سابقتها فأنا هنا لي كلمتي في كل مكان، رؤسائي ليسوا متفرغين لقراءة شكواكم و عليكم اطاعة الاوامر بهدوء
كاريمان : هل سافرت و عدلت في خطة العمل و لم تريهم الشكوي من الأساس ؟! لماذا؟
دارسي: ليس لدي كثير من الوقت للتحدث معكِ فقد أنهيت عمل اليوم و الآن وقت راحتي ... من الأفضل أن تذهبي و لا تأت هنا كلما رغبتِ فهذا المكتب له نظام و مواعيد !!
غادرت كاريمان المكتب بعد أن تم طردها تقريباً لكنها لم تهتم فكل ما كان يدور بعقلها هو انه مازال هناك أمل، الشكوي لم تصل و يجب  عليها أن تصل!!!
_____________________________
استقبلتها السيدة بثينة ع الباب بوابل من اللوم و التهكم و الغضب فقد فشل الحل الذي وضعته فشلاً ذريعاً و هاك سالم ملقي في سجن لسنوات و صارت مهمة تهريبه أصعب عشرة مرات، ردت كاريمان في هدوء: ذلك الغبي قال تفصيلة صغيرة هامة جدا قد تفيدنا بشكل كبير فمعظم المشكلات الكبيرة تحلها أمور صغيرة جداً
السيدة بثينة: تفصيلة ماذا ؟
كاريمان : هو لم يرسل شكوي سالم للقاهرة و هناك قد يكونوا متعاونين و أسلوبهم مختلف في حل المشكلات و إن علموا عن ألف فدان ستتصحر فلن يرضيهم بالطبع
بسمة : كيف سنصل لهؤلاء الرؤساء؟
كاريمان : سأسافر ع الفور و استقر بقصر  شقيق والدتي حافظ باشا جمال الدين في القاهرة و هو رجل له علاقات واسعة و حتما سيجد رابطاً يوصلني بأكبر رأس للانجليز في مصر
السيدة بثينة : أخاف ان نكون نضيع الوقت عبثاً و لن ينفعنا ذلك بشئ و ابني ملقي بعيداً و لا أعرف كيف يعاملونه
كاريمان  بأسي : أنا أقدر قلقك و لكن علينا المحاولة فقد يسمعنا أحد كبارهم و نستعيد حرية سالم من جديد
السيدة بثينة : اذهبي اذن و انا سأبقى هنا و اعد خطة جديدة لنهربه إذا لم تفلح خطتك
كاريمان : لكن عديني الا تفعلي شئ حتي أعود
السيدة بثينة: أعدك.. سأصبر من اجل سلامة سالم
نظرت بسمة للسيدة بثينة و قالت  : هل أذهب مع كاريمان هانم ؟
السيدة بثينة : و لمَ؟
بسمة تلعثمت ثم قالت : كي اعرف الي ما وصلت اولا بأول
كاريمان : دعيها تأتِ فلن اتأخر كثيرا علي أية حال
أومأت السيدة بثينة بالموافقة فانطلقتا علي الفور نحو القاهرة ..
استقبلها خالها بترحاب كبير و بعد أن قصت عليه الأمر كله ذهب لصديق له يعمل بالتجارة و يقوم بتوريد الدقيق و المواد الغذائية لمعسكرات الانجليز و له علاقة جيدة بالمندوب السامي البريطاني اللورد دوفرين، قابله و طلب منه ميعاد لمقابلة اللورد إن أمكن لعرض الأمر عليه ...
انتظرت كاريمان رداً من ذلك الصديق لمدة أربعة أيام و هي قلقة متوترة فهي لا تعلم كيف يعيش سالم داخل السجن و هل يعامل معاملة آدمية ام لا ؟؟
في صباح اليوم الخامس أتي الصديق و قال أن اللورد أعطاهم نصف ساعة من وقته اليوم من الثانية و النصف بعد الظهر و حتي الثالثة عصراً، كاريمان تفائلت كثيرا بهذا الخبر و أعدت الكلام الذي ستقوله في عقلها مرات عديدة ..
في مكتب اللورد انتظرت مع خالها، مكان تظهر عليه معالم القوة و السلطة، حراسة كبيرة و جنود في كل مكان، دخل ببذلته فوقف كليهما ليصافحانه، أشار لهما بالجلوس، ملامحه كانت قاسية لكن طريقة ترحابه بهم كانت جيدة و مطمئنة، نظر لكاريمان و قال
لورد دوفرين : يعجبني نضالك كثيراً من أجل ذلك الرجل .. هل ستتزوجينه؟
ابتسمت كاريمان : لا .. هو صديقي فقط و لكنه رجل يعمل بالتجارة و أرضه ستتضرر كثيراً، السير دارسي لم يوصل لكم شكوانا و احتفظ بها كقمامة لا قيمة لها و نحن نثق في عدلكم و استجابتكم لنا
لورد دوفرين : السيد احسان شرح لي الأمر و لكنني لن أتخذ أي قرار دون التحقيق مسبقاً فأنا سأسافر أسوان بنفسي و سأحقق مع دارسي و كل من له علاقة بالأمر و ثقي أنني سأحل الأمر
تهللت أسارير كاريمان بما سمعت و قالت : أشكرك كثيرا لورد دوفرين .. هذا هو المنتظر منكم
لورد دوفرين : لكنني ماضٍ لا محالة في تنفيذ المشروع و إن وجدنا ضررا علي باقي الأرض فسنغير الموقع وفقا  لما يناسب الخطة .. واضح ؟
كاريمان : نعم .. أشكرك مجددا لاستجابتكم و سأنتظر تشريفكم لنا في اسوان
ابتسم لورد دوفرين الذي كان سياسياً بارعاً يعلم جيداً أن نجاحه ف الحكم يبدأ من ملائمة الأوضاع و ليس تهييجها ..
_____________________________
وصل لورد دوفرين إلي مقر القيادة في أسوان و قد تسبب قدومه في ربكة كبيرة لكل من يعمل هناك بداية من الجندي الذي أصيب في مهاجمة للمعسكر و ادعي أن سالم أصابه و نهاية بدارسي رأس الافعي الذي خطط لكل ما حدث خطوة وراء خطوة
طلب منهم الحضور أمامه للتحقيق و حين رأي دارسي خوف " بينيت" الجندي المصاب أخفاه في بيت صغير بعيد عن الأعين و ادعي أمام اللورد أنه مختفي ربما أصابه الأهالي انتقاماً لحبس سالم ..
شك دوفرين بالأمر فقال له : أبحث عنه في كل مكان و جده لي .. حياً او ميتاً
علمت كاريمان عن اختفاء بينيت و خشيت من إمكانية تخلص دارسي منه و اظهاره كجثة لإخفاء الحقيقة و الخروج من تلك الورطة فنادت لإدريس " الخادم بالقصر " و طلبت منه مراقبة دارسي لحظة بلحظة حتي تسبقه بخطوة
جاء ادريس بعد الظهر و قال : إن دارسي ذهب لبيت صغير بعيد قليلا ودخل لدقيقة ثم خرج غاضباً،دخلت وراءه فوجدت كرسي و عليه حبال وضعت كقيود، يبدو أنه كان بينيت و قد هرب
_____________________________
شكلت كاريمان فريقاً للبحث عن بينيت في كل مكان و علي الجانب الآخر كان دارسي يبحث عنه كالمجنون فياتري من سيعثر عليه أولا و كيف ستكون نهاية التحقيق ؟!!!
التكملة في الجزء_١٧

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 4 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل السابع عشر    الصندوق السحري - صفحة 4 Emptyالأربعاء يوليو 24, 2024 2:36 pm


الصندوق السحري
الفصل السابع عشر
كان بينيت خائفاً و جريحاً في ذات الوقت و خوفه و هروبه جعلا جرحه يعود للنزف قليلا و ابتدأ الجرح في الالتهاب، ود لو وجد مكاناً آمناً يستريح فيه و يضمد جرحه و يوقف  جريان الدماء، إن أمسك به دارسي فسيقتله و إن أمسكت به كاريمان ستسلمه للورد دوفرين و سيستجوبه حتي ينطق بالحقيقة و إن قال الحقيقة فسيعاقب و ربما تنهي خدمته من الجيش، بالرغم من رغبته الكبيرة في العودة لبلده لكن الجيش كان يؤمن له راتب جيد و الناس هنا يخافونه و يحترمونه، قال في نفسه : ما تلك الحيرة ؟؟ ماذا علي أن أفعل؟ ربما لست متأكد سوي من ألا يجدني دارسي لأنه يتقصد روحي اما ما بقي فهو قابل للتفاوض، استراح تحت ظل شجرة و اخذ يلهث و يلتقط أنفاسه بصعوبة ثم كشف الجرح و حاول ربطة بخرقة من ملابسه ريثما يعثر علي حل ...
_____________________________
عاد إيفان مع اخته من الفيوم و علم بما جري لصديقه فذهب ع الفور لمنزله فوجد السيدة بثينة و إلي جوارها بسمة فألقي عليهما التحية و حاول التخفيف عنهما ثم قال
إيفان: هل بحث اللورد دوفرين في الأمر ؟
السيدة بثينة: قد وضع كل شئ قيد التحقيق .. المشكلة في الجندي الذي إدعي اعتداء سالم عليه .. هو الأمل الوحيد في تبرئته و خروجه من السجن
إيفان: هل حدث له مكروه ؟
السيدة بثينة : لا نعلم .. شكلت كاريمان فريقا من العاملين هنا للبحث عنه و لكن لا جديد
تنهد إيفان بأسي عندما سمع اسمها و لم يعلق و بقي صامتاً  
بسمة : هل تأت معنا غداً في زيارتنا للسيد سالم ؟ سيسر لرؤيتك بالتأكيد
إيفان: بالتأكيد ..
السيدة بثينة : اذن سنذهب جميعا غداً صباحاً
إيفان: و هو كذلك ..  و أنا سأبحث ايضاً عن ذلك الجندي من الآن و حتي الصباح ربما نجده و ننهي الأمر
السيدة بثينة: نسأل الله أن نعثر عليه في أقرب وقت .
دخلت كاريمان و بمجرد سماع صوته تسارعت دقات قلبها، لم تر وجهه بعد لان ظهره كان مقابلها، قالت في هدوء
كاريمان : مساء الخير
سمع صوتها فلم يرغب بالالتفاف لكنه لمحها بطرف عينه، ردت السيدة بثينة التحية و ايضاً بسمة و لكنه تجاهلها قولاً و فعلاً ثم قال
إيفان: سأوافيكم لو عثرت عليه أو علمت شيئاً عنه .. نلتقي غداً
السيدة بثينة : في أمان الله
غادر إيفان دون أن تلتقي أعينهما ببعضها البعض، حزنت في داخلها مما فعل لكنه متوقع، نظرت لهما ثم قالت
كاريمان : بحثنا في كل بقعة . مع الأسف لم نجده حتي الآن
بسمة : ماذا سنقول للسيد سالم غدا ؟؟ كان سيفرح كثيرا لو كنا عثرنا عليه
السيدة بثينة : يجب أن نكثف البحث و ها هو إيفان سيساعدنا و يبحث عنه ..
كاريمان بصوت مبحوح : هل سيأتِ معنا غداً ؟
بسمة : من ؟!
قالت السيدة بثينة و هي تعي ما يدور في داخل كاريمان : نعم سيأتي .. هل يضايقك مجيئه؟!
كاريمان : لا .. أنا أسأل للمعرفة فقط
السيدة بثينة: لندع كل الموضوعات الاخري جانبا كي لا تشوش تركيزنا.. الأهم هو إخراج سالم من محبسه .. هل نرسل الرجال في جولة بحث أخري؟؟
كاريمان : سنرسلهم بالطبع و لكن ليستريحوا قليلا بعد
السيدة بثينة : ساعة واحدة و نعاود البحث
تأوهت كاريمان و قالت : جيد
نادت السيدة بثينة لأحد الخدم ليأتِ و يضع الطعام لكن الجميع لم يأكل إلا شيئاً يسيراً ...
عبر الليل ثقيلا في البحث، بين الأمل و اليأس، صلوات و أدعية كثيرة أطلقت و لكن ليس بعد، في الصباح الباكر حضر اللورد دوفرين إلي منزل سالم و تم استقباله بشكل جيد للغاية، اصطحبته كاريمان و السيدة بثينة للأرض ليري بنفسه كيف أن اقتطاع ذلك الجزء سينزع شريان الحياة عن باقي الأرض، شاهد كم الجور في قرار  السير دارسي الذي تغيب عن المشهد تماما بحجة البحث عن بينيت و هنا هو قنص عصفورين بحجر واحد حيث تنحي عن تلك الزيارة و تفرغ أيضاً ليجد ذلك الهارب و يتخلص منه
قالت كاريمان للورد : سيادتكم رأيتم الحال في الأرض و كم أنها سبب رزق لأناس كثيرين و ننتظر من لطفكم أن تنظر في شكوانا
اللورد دوفرين : نعم ... هناك شقين في قضية سالم : الاول هو قضية الأرض و انا لدي حل لها .. من الصعب تغيير مكان السكك الحديدية لذا سنحفر ترعة كبيرة في ذلك الجانب لتغذي كامل الأرض و هذا سيكون علي نفقتنا
ابتسمت كاريمان و السيدة بثينة و اعجبهما كلامه بشده فاستطرد و قال
اللورد : لكن ... هناك شرط
انتابهما القلق فاستطرد و قال
اللورد : لا تقلقا .. إنه شرط سهل القبول... اريد محصول المانجو كل عام لمعسكراتنا بثمن جيد و أيضا سنقيم مخزنا للغلال و سيكون مسئولية سالم في تعبئته و تسليمه لنا
اضطربتا قليلا فقالت السيدة بثينة : و لكن .. هل تسمح لنا أن نتشاور مع سالم في الأمر .. زيارتنا له اليوم
اللورد : و هو كذلك و سأنتظر ردكم .. الشق الثاني هو قضية حبس سالم و تعديه ع أحد جنودنا .. يؤسفني أن أبلغكم انه لو ثبت ذلك فلا تسامح في هذا الأمر أما إذا استطعتم اثبات العكس فسيخرج سالم حينها فوراً
كاريمان : و لكن بينيت مفقود كما تعلم
اللورد : نعم و لذا مهمتكم البحث عنه و ايجاده سريعا لانه جريح و ربما هناك تهديد لحياته .. جدوه قبل أن يموت لان ذلك سيضع سالم في موقف سئ
كاريمان : سنفعل ما بوسعنا
_____________________________
ذهب الجميع لزيارة سالم و عندما أذن لهم الجندي بالانتظار لدقائق حتي يحضره، كانوا يترقبون قدومه ووجدوه قوياً كما اعتادوا عليه، لم يكسره السجن لأنه كان ينتظر عودته لحياته، طمأنهم ع حاله و بدل أن يبعثوا فيه القوة بعثها هو داخلهم، تلك القوة دفعت إيفان ليقول
ايفان: صديقي كما اعتدت عليه .. قوياً و صلباً كالحديد الذي تصلده النار
ابتسم سالم و قال : بل انا هكذا لأنكم انتم خلفي تبحثون عن براءتي و ستعيدون لي حريتي
قال هذا و نظر لكاريمان التي قالت: نود عودتك بشدة و لكن دارسي يجعل الأمر صعباً، عليك ايضاً قبول عرض اللورد دوفرين ان كنت تريد انقاذ الأرض  
سالم : عرض ماذا؟
السيدة بثينة: يريد محصول المانجو لمعسكره كل عام و يريد الغلال و عليك تخزينها و تنظيم دخولها لمعسكرهم، يريد الاستفادة من ظرفنا الصعب كما يقولون
سالم : و كيف سينقذ الأرض اذن ؟
كاريمان : سيحفر ترعة كبيرة تغذي ذلك الجانب كله
رفع سالم حاجبه و قال: ع نفقتهم؟!
السيدة بثينة: نعم !
سالم : و انا أوافق..  هذا أفضل حل بأقل خسارة ممكنة .. اللورد هذا سياسيا بارعا
كاريمان : جدااا . سيدهشك عندما تتعرف عليه، هو ودارسي كطرفي المغناطيس ..  متعاكسان!!
سالم : الحمدلله .. كم أراحتني تلك الاخبار و لكن هل سأخرج قريباً؟؟
السيدة بثينة: الأمل الوحيد في تكذيب ادعاءات دارسي هو بينيت و للاسف مختفي
إيفان: لا تقلق سنبحث عنه حتي نجده
سالم : أنا أثق بالله ثم بكم
ودعوه بالدموع و كان النصيب الأكبر من البكاء هو لبسمة، رقيقة المشاعر قليلة الكلام بسيطة التفكير ..
قال لها قبل أن ترحل : عند عودتي سأعلمك  شيئا جديدا
ردت بسمة ببراءة : ما هو ؟
سالم : سأتركها مفاجأة
عادت كاريمان للبحث مع رجال سالم عن بينيت و في المساء عثروا عليه في حالة رثة فاقداً للوعي من كثرة النزف و قلة التغذية، حملوه إلي منزل سالم و كم غمرتهم السعادة عند رؤيته فقد بقي خروج سالم ع بعد خطوة واحدة
أشارت كاريمان لأحد الخدم بأن يحضر السيد إيفان من المشفي لكي يضمد جراحه و يقدم له الرعاية الطبية
_______________________________
استفاق بينيت و عاد لوعيه ووجد نفسه ع مهد في غرفة لها نافذة صغيرة مطلة علي منظر أخضر جميل، وقف ثم نظر فلم يعلم أين هو، ذهب نحو الباب ليخرج و ينظر فوجد خادماً منعه من الخروج و عندما سأله أين أنا قال له : ستعلم الآن
جاءت كاريمان علي الفور و رأته متوتراً يكسو الخوف هامته فقالت
كاريمان : لا تخف يا بينيت .. لن افعل لك شيئا سئ ..
بينيت : أعلم أنك ستسلمينني للورد و هذا أخافه ايضاً
كاريمان : برأيي لا داع للخوف فمن الممكن أن تقل للورد أن دارسي هددك و دفعك لهذا و سوف يكون عقابك هيناً أما هو فعقابه سيكون عسيراً
بينيت : هل سيتركني لأعيش إن وشيت به؟
كاريمان: لن يكون صاحب قرار حينها فدوفرين سينكل به ..
ربتت كاريمان ع كتفه لتطمئنه ثم أشارت للخدم بمراعاته جيداً من حيث الطعام و الشراب و حراسته جيدا جدا حتي تعرضه ع اللورد غداً
________________________________
لاحظ دارسي اختفاء ضوضاء رجال سالم و انطفاء أضواء المشاعل التي كانت في كل مكان بحثاً عن بينيت، بعث احد رجاله ليسأل بشكل سري هل عثروا عليه ؟! فجاءه الجواب بعدها بقليل و هنا أيقن بالخطر المحدق .. لابد من ايجاد طريق ينقذه
بعد أن تنفست كاريمان الصعداء و اطمئنت لما سيحدث غداً عادت لمنزل الضيوف لتستريح و جاء ببالها إيفان، تجاهلها طيلة الوقت و تجنب النظر إليها، وقف إلي جوار صديقه و تحاشاها كشخص يحمل عدوي مؤذية، تساءلت هل محاها من قلبه تماماً؟ ألم يبق لها مكان داخله أبداً؟ هل لا يغفر الانسان لمن يحب خطأه ؟! هل ستطلب منه أن يسامحها؟!! هل ستستطيع الاعتذار و طلب الغفران؟!!
لم تجد جواباً لكن افكارها انقطعت حينما أتت أحد الخادمات مهرولة تقول : السيدة بسمة اختفت !!!
_____________________________
قال الخدم : بحثنا عنها في كل مكان بلا فائدة
قالت السيدة بثينة : هل جُنت و خرجت من القصر لأي سبب ؟!
كاريمان : لا اعتقد فأنا أعرف بسمة جيداً .. هي اجبن من أن تخرج بمفردها في هذا الوقت ثم لماذا ستخرج من الأساس ؟!
أقبل أحد الخدم و معه رسالة مجهولة ليس عليها توقيع مكتوبا فيها : إن أردتم سلامة و عودة زوجة سجينكم المستقبلية... أتركوا ضيفكم يغادر القصر بمفرده حتي يصل إلي ممر الأشجار .. أمامكم ساعتين و بعدها ليس لدينا أحد و لا نعلم شئ عن تلك الرسالة ...
قرأت كاريمان الرسالة بصوت عالي و أدركت من اول سطر من هو مرسلها، أصيبت بإحباط كبير بينما علقت السيدة بثينة قائلة : تلك الساذجة !!!
نظرت لها كاريمان بحدة و قالت : و ما ذنبها ؟!
السيدة بثينة: كنا ع بعد خطوة واحدة من نجاة ابني .. كيف تم صيدها هكذا كدجاجة و استخدامها ك فدية؟!!!
كاريمان : ليس هناك فائدة من ذلك .. علينا تحرير بينيت و تركه تماما حتي ممر الأشجار و الا سيقتلونها
السيدة بثينة بأسي : نعم ... و لكن عدنا للصفر مرة أخري .. هل سيبقي سالم سجيناً ؟!!
كاريمان : بالتأكيد لا .. سنبحث عن حل
دون ان يقولون شيئا لبينبت تم توثيقه مرة أخري و قاده اثنان منهما إدريس لممر الأشجار و هناك وجدا واحدا ممسكا ببسمة و هناك حبلا يقيد ذراعيها و اخر لرجليها و قماشة كممت فمها، كانت خائفة ترتعش و الدموع تكسو عينيها، رآها إدريس ف رق لحالها رغم رفضها له قديماً فانسانيته غلبته، سلموا بينيت الذي كان مرتعبا و متفاجئاً و استلموا بسمة و عادوا بها للقصر
_______________________________
احتضنت بسمة الجميع بما في ذلك الخادمات من فرط سعادتها بالعودة سالمة بينما ظهر الحزن و الاحباط ع كاريمان و السيدة بثينة من جديد فانضمت بسمة لهم بعد أن عادت لوعيها و علمت أن تحريرها قد عرقل تحرير سالم الذي كان قد اقترب للغاية !!
_________________________________
كان دارسي يشعر بالذكاء و أحضر ذجاجه نبيذ يحتفل بها بنصره و ربح الجولة و لكنه قبل فتحها، فتح خزانة سلاحه و عبئها و أطلق منها ثلاث رصاصات في صدر بينيت دون حتي أن ينطق بكلمة واحدة ثم فتح الزجاجة و ظل يشرب نخباً وراء نخب حتي غلبه النعاس
_______________________________
جاء الصباح و بمجرد حضور اللورد دوفرين للمقر، أمر دارسي بحمل جثة بينيت التي وجدوها ملقاه في أحد الحقول بعد أن قتل و عرضها عليه
غضب اللورد كثيراً و أمر بالتحقيق مع كل من له علاقة بذلك المكان الذي وجدت به الجثة من الاهالي لانه اقترب من تصديق رواية الانتقام هذه و أخبر كاريمان أنه لا أمل حاليا لتحرير سالم و انه سيسافر للقاهرة الليلة لانه أنهي الأمر، توسلت له كاريمان بالانتظار لمدة يوم واحد فقط تعثر فيه ع دليل لبراءة سالم فوافق بعد عناء ...
مرت ساعة من اليوم المحدد كمهلة و كاريمان لم تجد خيطاً تجذب منه دليلاً و أصبح الوقت المتبقي ٢٣ ساعة فقط!! شعرت أن عقلها قد توقف و هاك سالم يحتاج إلي مساعدتها فقررت عقد اجتماع بحضور السيدة بثينة و بسمة و إيفان للتفكير في طريق جديد لإثبات براءة سالم و تورط دارسي
قالت السيدة بثينة : هل نغير هدف الاجتماع و نجعله خطة للهرب؟
إيفان: هل بعد كل هذا الجهد مع اللورد دوفرين سنخرج عن القانون و نهربه؟!!
كاريمان : ناهيكم عن دارسي الذي لابد و انه فكر في هذا الاحتمال و أزاد الحراسة
بسمة : هل بينيت هذا الذي قتل كان وحده عندما أصيب؟؟  أليس له أصدقاء !!
لمعت عينا كاريمان و قالت : نعم !!!!! هذا هو المخرج
السيدة بثينة : هل نبحث عن اصدقاءه و نطلب شهادتهم
كاريمان : ليس هكذا بالضبط .. الليلة التي ضرب بها المعسكر، زملائه بالتأكيد رأوه و هذا ما سنسأل عنه
إيفان: من الممكن أن يكون تم نقلهم او استبدالهم بآخرين
كاريمان : النقود هي من ستتحدث و تحل الأمر .. علينا فقط الذهاب لمقر القيادة و استمالة الجنود في وقت راحة المدعو دارسي
إيفان موجهاً كلامه للعموم : اتركوا لي أمر اقناع الجنود هذا ...
_____________________________بقلم elham abdoo
طلب اللورد دوفرين حضور السير دارسي في بكرة الصباح فوراً و عندما دخل وجد اللورد ع رأس مكتبه و أمامه جنديين ممن كانوا في واقعة المعسكر، جمد الدم في عروقه لكنه تماسك وقال : طلبتني يا سيدي
قال دوفرين : نعم .. تفضل بالجلوس
جلس دارسي فقال دوفرين : قولا شهادتكما واحداً تلو الاخر،  قصا عليهما كيف أن المعسكر هوجم من الفدائيين و هنا أصيب بينيت في ساقه و كيف أنه كان يريد أن يدلي بشهادته و يتراجع عن اتهام سالم لكن بينيت قال لهما أن السير دارسي هدده بعدها اختفا و لم يرياه إلا جثة هامدة
أراد دارسي الدفاع عن نفسه فقال : هذه شهادة ملفقة .. هؤلاء كاذبين مرتشين
ابتسم دوفرين و قال : هذه الحبال الملوثة بالدماء وجدت في منزلك .. ما تفسيرك لها ؟
تلعثم دارسي و قال : إنها...... هذه .....
هناك شهود أيضا رأوا جنديين يلقون بجثة في الحقل الذي قلت انهم وجدوا بينيت به .. هل تحتاج ادلة أخري لتعترف يا دارسي
قام دارسي عن كرسيه و صمت تماما فقال اللورد دوفرين : قرار :- اولا يفرج عن سالم كمال عبداللطيف فورا و إسقاط كل الاتهامات الموجهه له ، ثانيا:- يتم وقف دارسي عن مهنته و يقدم للتحقيق في كل الجرائم الخاصة بخطف و تعذيب و قتل بينيت و تلفيق الاتهامات لسالم و الاخلال بشرف وظيفته ..
_____________________________
كم كانت الزغاريد تصل عنان السماء امام باب السجن و العربات التي تجرها الخيول تنتظره مزينة بالأشرطة الحمراء و الطبول تقرع و تبدلت دموع الحزن بالفرح ...
خرج سالم و استعاد حريته و غمر بيته الفرح و لكن ... ماذا ينتظره في حفل عشاء أعده اللورد دوفرين ع شرفه .. هذا ما سيحمله الجزء _ ١٨

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 4 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثامن عشر    الصندوق السحري - صفحة 4 Emptyالأربعاء يوليو 24, 2024 4:15 pm


الصندوق السحري
الفصل الثامن عشر
مر يومان و لم تأت ريم  لتعيد الصندوق أو حتي تتصل و يوسف حائر لكنه لن يصبر أكثر، بعد عودته من عمله مساءاً سيذهب إلي مرسمها ليأخذ الصندوق.
فتحت له الباب بترحاب و عفوية  كعادتها و دعته ليري لوحة " الصندوق " و يعطي رأياً بخصوصها فدخل أما داخله فكان لا يود الانتظار دقيقة أخري دون التأكد من وجود الخاتم..
رأي اللوحة ف صمت تماماً، إنها حقاً فنانة فقد رسمته كأنك ستمد يدك لتلمسه و تحمله بين يديك، حتي النتؤات الصغيرة التي صنعتها الصدمات و الأتربة و الاحتكاكات، الأماكن الداكنة و الأقل لوناً كلها رُسمت ببراعة، ظهر علي عينيه الإعجاب فابتسمت ريم بفخر و قالت : مش بقولك معنديش حظ
التفت يوسف و قال : بجد شئ فوق الوصف .. كده بقي معاكي صندوق تاني فعلاً
ريم : أنا بحس إن فرشة الرسم دي بتدي روح لكل حاجه حتي الجماد
يوسف : دي مش الفرشة .. دي ايد و روح الفنان بتنطبع تلقائي علي لوحاته زي بصمة الايد .. فريدة مش بتتكرر
ريم : يااااااه .. كلام جميل و مؤثر .. انا كده هتغر
يوسف : لا خالص .. ده أقل من اللي تستحقيه .. ف يوم يمكن أطلب منك ترسميلي بورتريه و طبعا ده هيبقي شغل و كله بتمنه ..
ضحكت ريم و قالت : بس كده .. عنينا ليك .. احنا لازم نجر رجل الزبون
يوسف: هههههه بس يبقي ف اول الشهر عشان اكون لسه قابض
ريم : اشطا .. اتفقنا ..اتفضل بقي اقعد عشان اعمل ٢ شاي
يوسف : لا ملوش لزوم .. انا هاخد الصندوق و امشي عشان تعبان و عاوز أنام
ريم : لا يمكن .. انت عارفني ..  و لا مش عاوز تاخد الصندوق بتاعك ؟
يوسف : تمام ..
جلس يوسف بينما ذهبت ريم لإعداد الشاي، كان الصندوق موضوعاً علي "طقطوقة " صغيرة أمام اللوحة، نظر له لعدة ثوانٍ و لم يطيق الانتظار فنظر لريم و رآها منشغلة ف الحجرة الصغيرة التي وضعت بها ادوات جعلتها كمطبخ صغير، وقف و بدون إحداث صوت يثير انتباهها، أخذ الصندوق و جعل وجهه لأسفل ثم ضغط ع الدرج الصغير لينفتح و عندما انفتح كانت المفاجأة ... الخاتم ليس هناك!!!
بحث يوسف عدة مرات داخل الدرج الصغير، نظر بعينيه و تلمس كل مساحة الدرج بأنامله و لكنه لم يجده، احمر وجهه و عينيه و ظل يبحث في كل ارجاء المكان بغير وعي حتي خرجت ريم لتجده ع تلك الحالة، وضعت الشاي جانباً و سألته في محاولة للفهم : فيه ايه ؟ بتدور ع حاجه وقعت منك ؟!
نظر لها بغضب كسارقة تراوغ: نعم!!! انتي عارفة كويس ايه اللي ضاع ... بلاش استعباط .. طلعيه لاني مش همشي من غيرو ...
ريم : هو ايه ؟ انت بتكلمني كده ازاي ؟! اتفضل بره
يوسف : برااا ازاي يعني ؟ طلعيه بقولك و الا هبلغ الشرطة و يجوا ياخدوكي يا حرامية
ريم بذهول : مين دي اللي حرامية يا قليل الأدب .. أنا غلطانة عشان بتعامل مع اي حد و بدخل اي حد عندي .. اطلع برا يا اما أنا اللي هطلب الشرطة
يوسف : بقولك ايه متجننيش.. طلعي الخاتم بقولك !!!
ريم : روح شوف الخاتم بتاعك ده وقع منك فين و اتفضل برا لو سمحت .. قبل م تتهم الناس هات خاتم ع مقاسك بدل م يقع منك
يوسف : انتي مستمرة ف الاستهبال برضو .. بصي انا عارف انك مش بتقبضي من الرسم ده كويس و محتاجه فلوس .. طلعي الخاتم و هراضيكي
ريم في ذهول مستمر : تراضيني!!! هي وصلت لكده يا شحات !!! ياللي شقتك ميرضاش يعيش فيها غير غراب... برا بقولك و عاوز تجيب الشرطة هاتها .. انا مبخافش
فكر يوسف انه لن يصدقه احد أن قال انه كان هناك خاتم داخل الصندوق و أيضا ليس هناك دليل علي انه موجود أو علي انها سرقته، ان أبلغ الشرطة سيصنع شوشرة دون داع
قال في غضب : خلي بالك أنا همشي بس مش هسيب حقي .. ماشي؟
ردت ريم في غضب : يلا من هنا بسرعة .. دقيقة و ملقكش قدامي .. برااااا
خرج يوسف مستشيط غضباً و صرع الباب من خلفه فوقعت لوحة معلقة عليه من الخلف، ذهبت ريم لترفعها ثم قالت بضيق
ريم : خاتم ايه ده ؟!! .. بس احسن .. يارب م تلاقيه يا قليل الأدب !!!
_________________________
فتح يوسف باب الشقة ووجد علاء جالس يأكل وجبته في نهم و شهية، جلس بضيق و حزن و قال : شوفت يا علاء اللي حصل
نظر له علاء بتوقع : ايه ؟؟ قلبتك في الخاتم ؟!
يوسف بصوت ضعيف : آه ...
ترك علاء قطعة الدجاج من يده و قال : عارف المثل بتاع دبور و زن ع خراب عشه
قال يوسف : بقولك ايه أنا مش ناقص تقطيم.. كفاية ان الخاتم خلاص راح .. انا بجد مش متخيل ان بنت فنانة و بترسم لوحات المفروض تبقي أخلاقها راقية لكن طلعت حرامية.. لا و كمان طردتني و مصدقة نفسها .. ممثلة ممتازة
علاء : يا بني البنات و الستات يموتوا في الدهب و المجوهرات تلاقيها مقدرتش تقاوم
يوسف: طب و الحل ؟
علاء : بص انا ممكن اعملك محاولة معاها .. اخوفها شوية.. اصحي ضميرها اللي مات شويه يمكن ترجعه
يوسف : طب و هتقولها انت مين ؟
علاء: ملكش انت دعوة سيب الموضوع عليا بس اديني العنوان
يوسف بتفاجؤ : هتروح دلوقتي !!!
وقف علاء و استعد ثم قال  : علي طول .. اطرق ع الحديد و هو سخن
يوسف بتأمل : ياريت
_____________________________
ذهب علاء و دق الجرس ففتحت ريم و نظرت له منتظرة ان يعرف نفسه
علاء : مساء الخير
ريم : مساء الخير .. اي خدمة
علاء : مش حضرتك أ / ريم الرسامة
ريم : تمام
علاء : كنت عاوز حضرتك في موضوع خاص
ريم : موضوع خاص!! دلوقتي .. عن ايه ؟
علاء : مش هينفع ع الواقف كده .. معلش
ريم : ماشي بس ياريت بسرعة .. معاد المرسم لحد ٩ و دلوقتي الا عشرة و انا مبحبش اتأخر
علاء : تمام
تنحت ريم من أمام الباب و قالت  : اتفضل
ثم تركت الباب مفتوحاً
جلس علاء علي اول كرسي قابله
ريم : اتفضل .. ايه هو الموضوع ؟
علاء ب ريبة و قلق : بس من غير انفعال .. ياريت
ريم : انت كده قلقتني .. قول لو سمحت
علاء : حضرتك .. انا صاحب يوسف اللي...
قاطعته ريم : اممممم بتاع الخاتم ؟ جاي ليه بقي ؟ اسمع لو قولتلي الخاتم و اخذتيه انا مش هسيبك تمشي زي صاحبك.. هخليك تندم ع اي كلمة تقولها .. ايه ده !!!
علاء : لا حضرتك مش قصدي حاجه وحشة خالص .. انا بس بقول يمكن الخاتم وقع هنا و لا هنا أو يكون حد دخل عند حضرتك اخده .. مثلا؟
ريم بانفعال : أولا : المرسم قدامك اهو تقدر تدور براحتك ده لو كان وقع هنا اصلا
ثانيا : محدش خلال اليومين اللي فاتوا دخل هنا ف الاحتمال التاني ده مرفوض
علاء : طيب ممكن اقول حاجه
أطلقت ريم زفيراً طويلا ينم عن غضب : هاااا
علاء : اصل الخاتم مش هينط لوحده كده من الصندوق لازم يكون حد طلعه .. و لا ايه ؟
ريم بتعجب  : ثانية بس .. هو كان حاطط الخاتم ف الصندوق .. طب ليه ؟
علاء و قد أيقن أنه قد بدأ يخطأ، تراجع و قال : أأأأأ .. ما علينا من ليه و ازاي.. المهم ازاي الخاتم طلع من الصندوق ؟! خدي بالك ده خاتم عتيق و عزيز ع يوسف اوووي ياريت تساعدينا نلاقيه
ريم : يا سيدي احلفلك ب ايه لا شوفت الخاتم ده و لا اي خاتم من أصله ف الصندوق .. الصندوق كان فاضي.. عاوز تدور اتفضل اهو المكان كله قدامك
علاء في محاولة جديدة لاحراجها لتكشف عن الخاتم : طيب م لو فرضنا برضو انه طلع من الصندوق ف ممكن ميبقاش هنا
ريم : قصدك ايه ؟ اني اخدته و خبيته
وقفت و انفعلت بشكل كبير : أنا مش عارفة ازاي تيجو لحد عندي و تتهموني بالشكل ده
بدأت في البكاء و أكملت
ريم : أنا لا شوفت خاتم و لا اخدت حاجه .. انا عمري م خدت حاجه مش بتاعتي و لا أقبل كده ع نفسي .. تعرفوني منين عشان تتهموني .. كل ده عشان طلبت ارسم الصندوق .. طب كان يقول لا طالما حاطط فيه الخاتم الغالي عليه ده او كان أخده .. يارتني لا شوفت صاحبك ده و لا طلبت منه حاجه
انهارت في العصبية و البكاء فشعر علاء انه ضغط عليها بشكل زائد و قال : أنا آسف ... اهدي حضرتك ... أنا آسف .. خلاص اعتبري اني مقولتش حاجه .. خلاص انسي
مسحت ريم دموعها ثم نظرت له بحدة : اتفضل امشي و ياريت محدش يجيلي تاني ... براااا
تعجب علاء من تغير حالتها فجأة و خرج دون كلمة واحدة
_________________________________
عندما علم يوسف بما حدث مع علاء في مقابلة ريم أصبح عقله مشوشاً و قال : طب هي لو بريئة و مخدتهوش ... الخاتم راح فين ؟! انا هتجنن
علاء: م هو محدش شاف الصندوق و لا يعرف عنه حاجه غير انا و انت و ريم دي
يوسف : لا .. استني .. هبة شافته و هي اللي عرفت سر الدرج الخفي
علاء: طب و هبة هتعرف تطول الخاتم ازاي ؟
يوسف : ده حتي لما جت قبل م ريم تاخد الصندوق مشيتها من ع الباب .. مدخلتش حتي !!
علاء فكر  قليلاً ثم قال: لا ... في حاجه
يوسف : ايه ؟
علاء : في الليلة اللي قبل اليوم اللي ريم جت و اخدت فيه الصندوق، هبة جات و كانت عاوزة شويه سكر .. انا دخلت و جبتلها و ساعتها كنت مطلع الخاتم من الصندوق و حاطه ع الطرابيزة هنا بصوره، بعد م مشيت أنا نزلت و مخدتش بالي الخاتم كان موجود و لا لا  
يوسف بصدمة : انت بتتكلم جد؟! يعني الخاتم مكنش جوه الصندوق اصلا ؟؟
علاء: ده احتمال
يوسف : لا .. م هو لو انت طلعته و مدخلتوش و انا كمان مشوفتوش و لا رجعته مكانه يبقي فعلا الخاتم اختفي من هنا مش من الصندوق
علاء : طب م يمكن هبة مخدتهوش و ريم اللي شافته و خدته ؟!
يوسف : كده الشك بقي ف اتنين بدل واحدة ريم و هبة!!
علاء: أنا حاسس ان ريم بريئة؛ دي عيطت و عملت مناحة بعدين شكلها كيوت كده
يوسف : ياريت تكون مش هي عشان انا كمان كنت حاسس انها بنت كويسة
علاء : طيب و العمل ؟!
يوسف : لو هبة اللي اخدته .. تفتكر ممكن تكون باعته؟
علاء : لا .. معتقدتش.  أصل هتبيعه ليه و هي مش محتاجه بعدين ده قطعة نادرة كفاية تحتفظ بيه و تلبسه ف المناسبات
يوسف : طب عاوزين نفكر هنجيبه ازاي لو معاها ؟
علاء: الحل بسيط و مش محتاج تفكير .. هنزاولها
يوسف : هن ..... ايه ؟
علاء : يعني تمويه و خداع استراتيجي لتنفيذ خطة خلف خطوط العدو
يوسف : يا حضرة العميد اخلص ..
علاء: ههههههه بص .. فيه دورين
الاول : واحد فينا  هيتصل بيها و يجيبها لحد هنا بأي حجه و التاني هيبقي واقف ع السلم اول م تخرج ف طبعا هترد الباب بس مش هتقفله ف هنفتحه ببنسة و بعدين يدخل التاني يدور فالأول  بقي يشغلها و يستني رسالة من التاني انه خلص عشان يخلص معاها .. هتختار انهي دور؟
يوسف ب حيرة : اممممم لو اخترت الاولاني مش عارف هستحملها ازاي لحد م تخلص و لو اخترت التاني لا هعرف افتح الباب و لا هقدر ادخل شقة مش بتاعتي و ادور و افتش فيها
علاء: لا .. خلص يا عم هاني شاكر ... اختار اي واحد و بعدين لازم تجاهد عشان الخاتم
يوسف : خلاص هختار الاول بس حاول تخلص بسرعة
علاء: قول بس يارب نلاقيه هناك لأن لو ملقينهوش يبقي تنساه .. ريم دي لو شافت حد مننا هتعمل مصيبة
يوسف: يارب نلاقيه
_____________________________
طلب يوسف من هبة أن تأت لتعطيه ابرة فيتامينات فهي تعمل ممرضة بأحد المستشفيات، رحبت جدا و جاءت ع الفور بينما كان علاء ينفذ الدور الثاني خارج الشقة، نجح في فتح القفل و دخل و بدأ رحلة البحث اما يوسف فحاول كسب الوقت مع هبة و قال
يوسف : استني الاول هعمل كوبايتين شاي لزوم الضيافة و بعدين تديني الحقنة
هبة : ضيافة ايه ؟ هو انا ضيفة .. خليك مكانك هعملهم أنا
ذهبت هبة للمطبخ بينما أمسك يوسف بالامبول الذي أعطاه له علاء من عينات شركات الأدوية التي يقوم بتوزيعها، بعث رسالة لصديقه ليطمئن فجاءه الرد " لسه .. خليك معاها و عطلها"
عادت هبة و معها الشاي و جلست قريبة جداً من يوسف و قالت : دي حقنة ايه بقي ؟ سلامتك
يوسف : لا ده فيتامينات .. اصل حاسس اني مجهد
هبة : اممم .. امبول واحد .. ده عشان يعمل فرق لازم تاخد كورس كامل .. انا هجيلك كل يوم متقلقش
يوسف : ربنا يسهل .. اشربي الشاي الاول
ارتشفا من الشاي و هنا فتح علاء باب الشقة و دخل قائلاً : ايه ده .. مدام هبة عندنا بنفسها؟! ايه النور ده
هبة : ده نورك يا دكتور علاء .. كنت هدي الحقنة للأستاذ يوسف
علاء و هو يخرج من جيبه الخاتم : آه .. بجد وشك حلو علينا .. لقيت الخاتم بتاع خالة يوسف .. كان ضايع بقالو يومين .. تخيلي !!
تفاجئت هبة و ابتلعت ريقها من هول المفاجأة و الحرج :  امممم .. طب ألف مبروووك .. أنا همشي بقي عشان فيه اكل عن النار
علاء بضحك و تهكم : لا مفيش .. خليكي
وقفت و قالت بإحراج : لا .. انت همشي ..
يوسف : طب و الحقنة؟
اندفعت هبة نحو الباب دون أن تعلق فهي كانت تشعر و كأنما وقفت عارية أمام جمهور فالخطأ يعرينا بدلا من الستر و يفضح عيوبنا التي نخفيها عن الجميع .
كم كانت سعادة يوسف بعودة الخاتم اليه من جديد بعد أن فقد الأمل تماما، امسكه و ضاع في تفاصيله الجميلة فأعاده علاء للواقع و قال : الخاتم ده لازم يتشال ف مكان أمان مينفعش يفضل هنا تاني خلاص
يوسف : هشيله في دولابي ف الشغل.. عليه مفتاح معايا أنا بس
علاء : عشان حد يلمحه و يكسر القفل ابو ٢٠ ج و ياخده
يوسف : خلاص هحطه ف خزنة ف البريد
علاء: حلوة دي .. بكره بقي ع طول
يوسف بحزن : طيب و ريم ؟! دا احنا بهدلناها معانا
يوسف : لازم نروح نعتذرلها بكره
علاء: و انا هجيب لها بوكيه ورد .. البنات بتحب الورد و دي رسامة
يوسف : تمام .. متتخيلش ارتحت ازاي بعد م الخاتم رجعلي
علاء: ادعي للعبد لله
يوسف : ربنا ياخدك ياخي .. مش انت اللي طلعته و نسيته .. كله منك
ضحك الاثنان بقهقهات مرتفعة ثم قال علاء: الله يسامحك يا عم .. هقوم اعمل شاي بدل اللي عملاه هبة و برد ده و نكمل شوية ف القصة .. انا متشوق اعرف هيحصل ايه
يوسف : و انا كمان
_____________________________
عاد سالم لبيته أخيراً بعد عناء و انتظار، بمجرد وصوله كانت السيدة بثينة قد أمرت كل العاملين بإعداد كل ما يلزم، المشروبات الباردة كالعرقسوس و التمر الهندي و تم فتح القاعات جميعها لاستقبال المهنئين و قُدمت الحلوي بأشكالها، ارتدت السيدة بثينة ثياباً بيضاء في ذلك اليوم معبرةً عن سيرة ابنها البيضاء النقية بعد ظهور براءته، كانت عينان سالم تبحثان عن كاريمان التي كانت تحتفل هي الأخري بانتهاء تلك الأزمة، استرق النظرات بين الفينة و الأخري و كلما اقتربت من ملاحظته كان يبعد نظره بعيداً أو يتظاهر بالانشغال و الكلام حتي لا ينفضح أمره..
كشفت الأزمة التي مر بها عن كاريمان أخري ليست كالتي يعرفها، فبالإضافة لقوتها و ثقتها الكبيرة بنفسها وجد نبلاً عندما رفعت عنه الظلم و بذلت أقصي ما يمكن لكشف تلك المؤامرة، و لطفاً و رقة عندما سلمت بينيت في لحظات دون أن تفكر لئلا تتأذي بسمة لأنها تعرف أنها ضعيفة و لن تحتمل، رأي أيضاً  ذكاءً كبيراً جعلها تبحث وراء كل تفصيلة و من ثم وصلت للحل، كاريمان هذه محيرة .. تجعلك تقع أسيراً في منطقتها الرمادية، لا تعرف هل تحبها لما بها من ذكاء و قوة و نبل أم تبغضها لغرورها و كبرياءها اللذين يهزمانها دوماً، تشعر و كأن ثلثيها في الجانب الأبيض و الثلث الأخير غلبه السواد، اختلطا فأخرجا لوناً خاصاً بطعماً مميزاً، غاص سالم في أفكاره تلك مع انه كان في وسط كثيرين، لاحظت والدته تيهانه و نظراته المتلاحقة لكاريمان فتيقنت من أنه ضائع لا يعرف وجهته ..
عندما انصرف المدعوين و لم يبقي سوي ساكني البيت، ناداها سالم قائلاً : يا أميرة ... هل نتحدث قليلا في الحديقة بالخارج ؟
ابتسمت كاريمان و قالت : بالطبع ...
خرجا للحديقة فبدأ سالم الحديث
سالم : عدت حراً كما وعدتني، فعلتِ الكثير من أجلي و لا أري شيئاً كافياً أشكرك به
كاريمان : ليس هناك داعٍ للشكر فهذا واجبي .. أشعر أن وجودي في بيتك و معرفتي بك كل هذا الوقت كانا يحتمان عليً فعل هذا
سالم : أنتِ بالفعل نبيلة يا أميرة .. برغم خلافاتنا القديمة و مناوشاتنا لكنك فعلت اكثر مما يمكن
كاريمان : لا تقل هذا ... دعنا من اليوم نصبح أصدقاء و ننسي كل ما مضي و نبدأ عهداً جديداً
ابتسم سالم و لكن لم تروقه كثيرا كلمة أصدقاء و بينما هو ينظر لها بتأمل جاء احد الخدم ليعطيه رسالة ففتحها و قرأها سريعاً ثم قال لها :
سالم : اللورد دوفرين اعد حفلة عشاء في " كازينو الزهرة " غداً و هناك دعوة مفتوحة لكل من أرغب بدعوتهم فالحفل ع شرفي
كاريمان بسعادة : جيد جداً .. من المؤكد سيتمم اتفاقه معك .. سيكون جميلاً أن تتعرف عليه عن قرب فهو رجل سياسي من الدرجة الأولي و يعرف جيداً كيف تكون القيادة
تأوه سالم و قال : كل ما فعله لن ينسيني انه من سلطة الاحتلال و المحتل لا يحَب مطلقاً، تعاملنا معهم هو مجرد طريقة لتقليل الضرر ليس أكثر
أومأت كاريمان رأسها بالموافقة فقال سالم : أنتِ ستكونين موجودة بالطبع .. لا تحتاجين دعوة .. أريد دعمك بالتأكيد
قبل أن ترد كاريمان خرجت بسمة من الباب و ذهبت بالقرب منهما و لم يعجبها كثيراً الود الذي ظهر بينهما منذ بداية تلك الأزمة لكنها كالعادة ضعيفة في رد الفعل، مترددة في اتخاذ القرارات، انسحبت كاريمان لمنزل الضيوف فأشار سالم لبسمة بالقدوم إليه ليتحدث معها فذهبت ع الفور بسعادة ..
_____________________________
نظر لها سالم بابتسامة كالتي ننظر بها لطفل و قال : كيف حالك يا بسمتي ؟!
تعجبت بسمة من ربط اسمها ب ياء المتكلم  و قالت في خجل : بخير يا سيد سالم
قال لها بلطف: علمت عن قصة خطفك من قبل دارسي و حزنت كثيراً من أجلك.. الحمدلله علي سلامتك
بسمة : كان شعوراً صعباً و لكنهم وجدوني في وقت قصير .. الحمدلله عدت سالمة و الحمدلله لعودتك سالماً
سالم : هل بكيت كثيراً من أجلي
بسمة : نعم ....
سالم : ألم أقل لك و أنا سجين أنني سأعلمك شيئاً جديداً
بسمة بفضول: نعم ... ما هو ؟!
أمسك سالم بيديها فتفاجئت و توترت فقال : ستتعلمين حل المشكلات بمفردك .. أتظنين أنني لا أعلم أن لعبة القهوة آنذاك كانت بتخطيط أمي
نظرت بسمة له كقطة خائفة و افلتت يديها منه و نظرت لأسفل
اكمل سالم كلامه قائلاً : لا انكر نجاحك في التنفيذ و لكنك لم تخططين أو تجدين حلاً بنفسك .. لذا سأعطيك مهمة تحلينها و إن علمت أن احداً ساعدك سأعتبرها لاغية و سأعطيك مهمة أصعب !!
نظرت بسمة بخوف و قالت : ماذا سأفعل ؟؟
قال سالم : أبلغني أحد الخدم أن خروفاً صغيراً مرقط اللون بين الأبيض و البني قد ضاع في الأرض التي حول القصر ، عمره ثلاثة أشهر، عليك البحث عنه و ايجاده .. إن وجدتيه ف لكِ هدية ستعجبك و إن لم تنجحي فأمامك مهمة أصعب ... هل فهمتِ؟
قالت بسمة في أسى : فهمت
قال سالم : دون دموع .. دون طلب مساعدة .. دون اعتذار
اومأت بالموافقة و ذهبت ع الفور بينما ابتسم سالم من خلفها فهي جميلة في عينيه بشدة و لكن بشكل يختلف تماماً عن إعجابه بكاريمان فكلا منهما كزهرتين واحدة كالنرجس في كبرياءها و تحفظها و دفاعها عن نفسها و الأخري كالياسمين الذي يريح النفس و القلب و يحمل رائحة طيبة لا مثيل لها...
_____________________________
ذهبت بسمة للبحث عن ذاك الخروف المرقط، الأرض شاسعة و لا تعلم من أين ستبدأ لكن داخلها اصرار علي النجاح لكي ترضي السيد سالم، نظرت يمني و يسري فقررت أن تمشي حتي تكل قدماها ربما تعثر عليه تائهاً أو عالقاً ...
جاء الليل فاضطرت للعودة لكنها خالية الوفاض، طرقت باب جناح سالم فقابلها بابتسامة لطيفة كالعادة و قال : أري أنكِ لم تنجحي بعد بالمهمة
قالت بسمة: هل تمهلني نهاراً آخر غداً
سالم : نعم و لكنه نهار آخر و أخير ... أريدك غدا في المساء ان تتجهزين لدعوة عشاء كبيرة .. ستذهبين معي
قالت بسمة : و هل ستأت كاريمان هانم معنا ؟!
سالم : نعم .. وجودها مهم في ذلك المساء فهي من أحضرت اللورد دوفرين لهنا
قالت بسمة : هل سيأتي السيد إيفان؟
قال سالم بابتسامة : نعم .. لكن قصتهما انتهت فلا تحاولي نبش الماضي .. حاولي فقط النبش عن خروفنا الغائب
ابتسمت بسمة و قالت : سأجده بإذن الله و سأحصل على الهدية ..
_____________________________
علي العشاء أشار سالم بدعوة كاريمان لتتناول وجبتها معهم و بالرغم مما فعلته لسالم، مازالت السيدة بثينة تراها متكبرة و لا يروقها حنين سالم هذا و أيضاً لم تروقها بسمة فابنها في الحالتين لم يجد من تناسبه!!
جاء مؤتمن الذي يتولي مهمة رئيس العاملين باسطبلات الخيول و قال : سيدي .. عاصفة تلد الآن و تبدو متعثرة جداً
قام سالم علي الفور و ذهب إلي عندها، طبيب الخيول أتي و ظل يراقبها و يحاول تدليك بطنها و مساعدتها بينما ظل سالم قلقاً يراقب ما يحدث في صمت، بعد قليل خرجت مهرة صغيرة بلون والدتها تماما و ظن الجميع أن الأمر انتهي و لكن في حادثة نادرة الوجود جداً خرجت مهرة أخري ضعيفة قليلاً بذات اللون، تعجب الجميع لأن الخيول لا تلد توأم الا نادراً جداً لأن رحمها ليس كبيراً و لا يتسع لذلك كما أن الأجنة تهاجر داخل الرحم مما يزيد فرص اجهاضها جداً ..
تأمل سالم المهرتين الصغيرتين بديعتي الجمال، خرجا من كيسيهما و نظفتهما الأم و بدأتا التعرف علي ما حولهما ثم  ووقفتا علي ارجلهما، واحدة كانت قوية لكن عنيفة قليلا لم تقبل أن يلمسها احد سوي والدتها ذكرته بكاريمان فأسماها عِزة و الأخري ضعيفة لكنها وديعة و سمحت له أن يحملها بين ذراعيه كطفلة فأسماها أصيلة و تلك تشبه بسمة التي تجعلك تقع في حبها بوداعتها و رقتها ...
شعر أن ما يحدث بقلبه يشبه تلك الولادة فهما الاثنتين في قلبه، يحبهما و لكن كل واحدة لها داخله مكان خاص و مختلف، سأل نفسه ما هذا الذي يحدث داخله؟! اثنتين مختلفتين كالشمس و القمر في ذات الوقت ؟!! أيعقل!!!
ظل يفكر حتي أتعبه التفكير  ف نام دون أن يدري
_____________________________
فتح عينيه في الصباح فوجد أمامه بسمة حاملةً ذلك الخروف الصغير بين يديها فابتسم و قام عن مهده و قال لها : صباح الخير يا بسمتي
ابتسمت و قالت : صباحك دائما جميل يا سيد سالم .. هل رأيت ما معي ؟!
قال سالم : نعم .. وجدتيه بسرعة ؟! فكيف حدث هذا؟!
بسمة : هل اقول بصراحة ؟!
قال سالم : نعم و لكن يظهر أن احداً ما ساعدك
بسمة : ظللت طيلة البارحة أبحث و لم أجده و اليوم استيقظت فجراً للبحث و ظللت أكثر من ساعتين امشي دون فائدة فجلست و بكيت و دعوت الله أن أجده فنظرت بعيني نحو اليمين فوجدته يأكل في الحشائش فحملته و أتيت
سالم : بكيتي!!! ايضاً ... هل تعلمين يا بسمة أنكِ تأسرين القلب بعفويتك
ابتسمت بسمة و قالت : لكنني فزت بالجائزة أليس كذلك ؟!
سالم : نعم.. حتي و إن لم تجتهدي كثيراً فقد  ربحتِ و لكن الجائزة تغيرت
بسمة : لم؟!
بسمة: أمس عاصفة أنجبت مهرتين.. احداهما تشبهك، أسميتها أصيلة و ستكون مهرتك من الآن و ستتعلمين الفروسية من أجلها
فرحت بسمة كثيراً و قالت : هل أصبح لدي مهرةً الآن ؟
سالم: نعم  .. هيا بنا لترينها
________________________________
أراد سالم أن يهدي المهرة الأخري" عِزة "  لكريمان لكنه لم يجدها فقد ذهبت للخارج قليلا و لا يعلم أين ذهبت
عادت مساءاً حاملةً الثوب الذي خاطته لها مدام بيلين و بعض الأغراض الأخري التي اشترتها، قال لها انه يريد التحدث معها فقالت : لا يجب أن نتأخر ع حفل اللورد فهو مقام ع شرفك كما أنني لدي مفاجأة لك .. ساقولها لك هناك ..
ابتسم سالم مفكراً ما عسي أن تكون تلك المفاجأة فابتسم و قال : متفقين
دخل لجناحه ليرتدي بذلة مناسبة للحدث و حذاءا من تلك التي كاملها اسود و في الامام بها جزء أبيض اللون، منديل و ربطة عنق و عطر جذاب، منظر بهي ظهر به ذلك الرجل تاجر الجمال ..
اما بسمة فارتدت ثوب أبيض اللون، طويل يلامس الأرض، ظهرت ب طلة ملائكية...
حضرت أخيراً كالعادة كاريمان في ثوب بلون ازرق يُظهر رجليها بمقدار كفٍ واحد، حذاءا أبيضاً و حقيبة بيضاء، سلبت عقل سالم عندما رآها ...
_____________________________
عندما وصلوا لمكان الحفل، كان اللورد دوفرين في استقبالهم، رحب بهم و أشار لبسمة و قال
اللورد : أيتها الفتاة الجميلة .. هل أنتِ من اختطفوكِ؟!
قالت بسمة : نعم ...
اللورد : سررت لعودتك سالمة
جلس الجميع ع طاولة واحدة و بدأت الموسيقي لافتتاح الرقص فدعا اللورد دوفرين بسمة للرقص فاشارت بأنها لا تتقن الرقص فأشار لكاريمان فوافقت و بدأت رقصتهما، وصل إيفان و رأته كاريمان يلقي التحية ع سالم و بسمة ثم جلس في طاولة أخري ليتجنبها و لم يكتف بل تجنب أن تلتق عيونهما مع انه كان يراقبها أثناء الرقص
انتهت الرقصة الاولي و أتي اللورد و معه كاريمان ليجلسا فقال سالم : هل نرقص رقصة معاً يا أميرة ؟ فاشارت بالموافقة
بدأت الرقصة ووضعت كاريمان كفها الصغير في راحة يده الكبيرة و يده الأخري وضعها ع ظهرها
قال لها برقة : هل ستقولين مفاجأتك اولاً ام اقول انا ؟
كاريمان : هل لديك انت أيضا مفاجأة لي؟
سالم : نعم .. أانت فقط تصنعين المفاجأت !!
كاريمان : ما هي اذن ؟
سالم : قولي انتي اولا .. كما يقولون النساء اولا
ابتسمت هي و قالت : هل تعلم لماذا خرجت اليوم من البيت ؟!
سالم : ألم تكوني تتجهزين للحفل؟!
كاريمان : نعم و لكن قمت بعمل آخر
سالم : تري ما هو ؟!
كاريمان : ذهبت للورد و تحدثت معه في مشروع جديد سيساعدني في اصلاح اخطائي
سالم بغرابة : مازالت لا أفهم؟
كاريمان : أتذكر يوم قلت لي أنني أحب نفسي و كبريائي و لا أفعل شيئاً من اجل أحبتي و هكذا
سالم : نعم و لكنني كنت مخطئاً فأنت.....
كاريمان : لا .. بل كنت محقاً و ها أنا احاول اسعاد أحبتي لعل المياة تعود للتدفق و الجريان بيني و بينهم
زادت حيرة سالم فقال : ماذا قلتِ ل اللورد؟
كاريمان : سأحقق حلم إيفان
صدم سالم حتي النخاع فقد ضربه ذكر اسم إيفان ضربة موجعه مدوية أراد أن يخفي أثرها فقال : و ما هو حلمه ؟
كاريمان : سنقيم مشفي كبيراً يديره هو بدلا عن تلك العيادة القديمة المهترئة و سأتولي أنا الإدارة المالية لأكون معه .. بالطبع قدمت اغراءا كبيرا و هو التمويل المالي لكن السماح و التراخيص ستكون مهمة اللورد
هز سالم رأسه محاولا إظهار سعادته الكاذبة و قال : و هل سيقبل إيفان؟!
كاريمان : لا أعرف لكنني ارجو منك أن تساعدني في اقناعه حتي لنعود فقط  للتحدث لانه يرفض حتي أن يحدثني
سالم : و تلك كانت مفاجأتي .. سأحاول الصلح بينكما
كاريمان : لا استطيع أن اعبر لك مدي سعادتي .. هذا اللطف و الكرم معتاد منك
انهي سالم الرقصة و عادا للطاولة فقالت له بسمة بصوت منخفض : أتمني لو تعلمني الرقص عوض عن الفروسية
نظر لها سالم و هو لم يستوعب بعد أنه أخذ الرفض الثاني حالا من كاريمان التي كلما كان ع بعد خطوة منها أرته انه ع بعد أميال و لكن هل سيقبل إيفان بالعرض و هل حقاً سيصلحهما سالم الذي استفاق ع ضربة موجعة؟! و ماذا ستتعلم بسمة  
الرقص ام الفروسية ؟!
انتظروا الإجاب

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 4 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل التاسع عشر    الصندوق السحري - صفحة 4 Emptyالسبت يوليو 27, 2024 5:16 pm


الصندوق السحري
الفصل التاسع عشر
عندما عاد سالم من الحفل و أبدل ملابسه و من ثم اختلي بنفسه ع مهده، تذكر ما دار الليلة بدايةً من ذلك اللورد السياسي البارع الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، استغل ما فعله دارسي لصالح خطته و أدار الموقف بدبلوماسية واضعاً يده في يد سالم ليضمن تأمين غذاء جنوده و كم يؤلمه أنه أُجبر علي ذلك الاتفاق ثم مروراً بالأميرة التي أطلقت السهام ع قلبه للمرة الثانية و فوق ما فعلته فهو مضطر ليقوم بدور المصلح بينها و بين حبيبها، تأوه بألم ثم شعر برغبة في رؤية توأمي عاصفة، نزل إلي أسفل ثم إلي الاسطبل و جلس أمام عِزة،نظر لعينيها القويتين رغم ان عمرها يومين كان يلومها بعينيه كما لو كانت كاريمان، ود لو استطاع قول الكلام الذي أراد قوله لها ..
تخيلها امامه مباشرةً و قال لها : لا تفعلي .. لا تعودي له، جهدك الذي تبذلينه لأجله ربما كنت لن تحتاجينه لو نظرتِ لي، لو رأيتني بعين الحب حتي عندما ساعدتينني كان ذلك بدافع انساني ليس إلا ...
استفاق من لحظة انكساره هذه و قام و نفض عنه روح الهزيمة التي لا يقبلها ثم قال لنفسه بصوت مسموع : من تلك حتي تكسرني، عد لرشدك و صوابك.. انت سالم الذي تهتز لها مقامات و قمم .. ليس هذا انت .. قم و انفض عنك هذا الانهزام .. لا يليق بك
عاد إلي مضجعه و غفي بصعوبة شديدة بعدما حاول تخفيف وطأة ما حدث علي نفسه و تهوين ما هو موكل للقيام به، كبرياءنا قد يمنعنا من إظهار الضعف أو الألم لكن جسدنا حتماً سيعبر بطريقةٍ أو بأخري
_____________________________
انتهي فصل " لا تفعلي " علي ألم سالم العميق و هنا أغلق يوسف الكتاب فقال علاء متهكماً كعادته : سالم ده كل ما يقرب من كاريمان تقوم لطشاه قلم و ياريته بيحرم
يوسف ب حيرة: أنا بفكر ف حاجه تانى... تفتكر ريم دي نتاج سلالة مين ؟؟ إيفان و كاريمان و لا سالم و كاريمان ؟!
علاء : اممممم .. هي عينيها خضرا ع رمادي كده .. ممكن يبقي إيفان و كاريمان ؟!
يوسف : دي هتمسح بينا البلاط بكره .. ربنا يستر
علاء : حقها .. بص احنا نجهز نفسنا اننا نستحمل و بعدين بعد الصلح ممكن نستفسر منها
يوسف : تمام .. يلا بقي نوووم عشان بكره قدامنا يوووم طويييل
تثاءب علاء و قال : يلاااا
اتفق علاء و يوسف صباحاً علي أن يلتقيا بعد العمل أمام الجريدة التي يعمل بها يوسف ليذهبا معاً لريم، كانت السادسة مساءا تقريبا، تناولا وجبتين من " الكشري " ليملئا بطنيهما أولاً ثم ذهبا لشراء باقة ورد،من محل صغير لبيع الورد اسمه "كشك السعادة " وقف علاء ليحسب في عقله ميزانية الباقة فسأل الفتاة التي هناك : بكم الوردة لو سمحتي؟
البائعة : الوردة الحمراء البلدي ب ٢٥ و البيضا ب ٢٠ فيه ورد ياسمين و اورنفل ب ١٥
علاء : مممم و انتوا كبنات تحبوا ورد ايه ؟
البائعة: كل بنت ليها ذوق مختلف
علاء : مممم طب بصي اعمليلي بوكيه يعمل ١٥٠ ج بس يكون حلو كده .. كتري من الورد ابو ١٥ بقي و ظبطيه ع ذوقك
يوسف : ياخي ده هيبقي مش مكمل ١٠ وردات .. ارحمني .. بصي يا آنسه حطي ب ٥٠ وردتين من الأحمر البلدي و خمسة من الورد الأبيض و ٥ وردات ياسمين
علاء باعتراض: كده فيه زيادة ٧٥ ج مين اللي هيدفعهم
يوسف: أنا.. ادفعهم و اول الشهر ابقي خدهم .. يا ساتر عليك
علاء: يعني بصرف عليك عشان خاطر صندوقك ده و رايحين نصالح واحدة منعرفهاش عشان صندوقك برضو و ف الاخر مش عاجب ...
ضحكت البنت و هي قاربت ع الانتهاء من تنسيق الباقة ، صنعت " فيونكة " من شريط حرير أحمر و قالت : اتفضلوا .. حطيت وردتين زيادة كادو من المحل
امسك يوسف الباقة و قال : شكرا ...
دفع علاء الحساب و مشيا باتجاه مترو الانفاق، في الطريق قال علاء: المفروض انا اللي دافع يبقي انا اللي امسكه
يوسف : ههههههه ياض انا صاحب الخاتم اللي هو سبب المشكلة . اسكت بقي
علاء: ماشي يا عم
علي باب المرسم دق علاء الجرس بينما وقف يوسف ممسكاً بباقة الورد في وضع الاستعداد، فتحت ريم و عندما رأتهما أغلقت الباب في وجهيهما و صرخت : امشوا من هنا احسنلكم
دق علاء الجرس بشكل متتالي ثم طرق الباب عدة طرقات و قال بصوت عالي : افتحي يا أستاذة ريم احنا جايين نعتذر
يوسف : احنا لقينا الخاتم.. آسفين بجد
فتحت ريم الباب و نظرت لهما بلوم مختلط بنشوة الانتصار : قولتلكم مخدتش حاجه.. شوفتوا
يوسف : طب اتفضلي الورد
ريم : ازاي يعني .. دا انت قولتلي يا حرامية و فتشت المكان كمان
يوسف : طب م انت قولتيلي يا شحات و قولتيلي شقتك محدش يعيش فيها غير لو غراب !!!
نظر علاء لريم ثم لنفسه و قال : غراب!!! مقبولة يا أستاذة
يوسف : لو سمحتي أقبلي اعتذارنا.. ننسي بقي كل اللي حصل خالص
ريم : ممممم ... بسهولة كده
علاء : امال ازاي؟!
فكرت ريم ثم نظرت ل يوسف و قالت : هات الورد ده
أخذته ووضعته ع طقطوقة قريبة بالداخل ثم عادت و قالت : عندي معرض انهارده .. هقبل اعتذاركم لو ساعدتوني
علاء : نساعدك ازاي ؟! هنشيل اللوحات !!
ريم بتهكم : لا طبعاً .. فيه عربية شحن مخصوصة هتيجي تاخدهم بس انا عاوزاكم توقفوا معايا ف المعرض و تتأملوا ف لوحاتي. تلفتوا النظر يعني، يمكن المبيعات تزيد
علاء بأسي : تسويق برضو .. اخلص من الشغل يطلعلي ...
ريم : ايه ؟!
يوسف : تمام .. مفيش مشكلة بس أيا كانت النتايج هنبقي اتصافينا.. تمام ؟
ريم : تمام يا سيدي
علاء : امتي بقي ؟
ريم : علطول اهو .. العربية هتوصل حالا و احنا وراها
_____________________________
في المعرض وقفت ريم و معها علاء و يوسف من السابعة حتي العاشرة مساءا و لم يتم بيع سوي لوحتين بالرغم من دقة و روعة التفاصيل و تداخل الألوان لكن مرتادي المعرض اعتادوا البحث عن لوحات موقعة لرسامين معروفين و ريم بالطبع لا يعرفها احد
عند جمع اللوحات قال علاء : معلش بقي الرزق النهارده ع قده بس ربنا يوسع رزقك
ضحكت ريم و قالت : لا بالعكس .. ده كويس جدا .. فيه معارض كتير مكنتش ببيع لوحات خالص .. وشكم حلو عليا .. هعزمكم ع سندوتشات بالمناسبة السعيدة دي
وقف علاء متعجباً لكونها ستحتفل ببيع لوحتين ب ألف جنية بينما قال يوسف : ده واجب علينا
علاء : يا عم انت مفلس اصلا ههههه
ريم : يادي الفضايح .. بصوا هنجيب سندوتشات سجق و كبدة و ناكلهم ع اي قهوة بلدي و محدش يستغرب .. ده مزاج عندي .. شغال؟؟
ضحك علاء و قال : شغال .. و كمان عاوزين نتكلم معاكي ف حاجه كده
ريم : ماشي .. يلا
_____________________________
بعد تناول السندوتشات طلب الثلاثة ثلاث أكواب من الشاي، قال علاء بعد الرشفة الأولي
علاء : هو ممكن أسألك سؤال يا أ ريم ؟
ريم : أستاذة ريم ايه بقي .. خليها ريم .. اسأل ؟
علاء : ماشي .. هو انتي اسمك ايه بالكامل
ابتسمت ريم و قالت : ليه ؟
يوسف : اصل بصراحة عاوزين نربط بين احداث القصة و بين المكان اللي لقيناها فيه يعني بيت جدك
ريم : أه .. انا اسمى ....
علاء : استني ... ملوش لزوم
يوسف : ليه؟!
علاء : ده جدها من الام يعني مش هنوصل منه لحاجه
ريم : صح .. هم بتوع علمي علوم كده .. ناس لماحه
علاء : أي خدمة .. بس اسم جدك والد مامتك ايه بقي ؟
ريم : جدو اسمه أمين رشدي مراد
علاء : مراد؟!
يوسف : يكونشي جدك كمان يقربلهم من الأم؟
ريم : جايز برضو ..
يوسف : طب هنعرف ازاي ؟
ريم : ممكن اسأل ماما بس اقولها ايه ؟
علاء: عاوزين اسم جدة جدك يعني مرات جدو مراد
ريم : أنا هسألها بس تفتكر هتعرف .. ده جدتي لو كانت عايشة مكانتش هتعرف برضو .. ده فرق أجيال!!
يوسف : بصوا .. ايه رأيكم نروح السجل المدني و نطلب البيانات دي
علاء : هنقولهم ايه ؟
يوسف : ريم تقولهم أنا عاوزة بيان او قيد عائلي لوالدتي
ريم : لا يبقي تستنوا بقي لما اقول لماما و أقنعها .. بالمناسبة .. عاوزة اشوف الخاتم اللي قلبتوا عليه الدنيا ده
يوسف : للأسف وديته خزنة أمانات امبارح
فتح علاء تليفونه و اعطاه لها : استني انا صورته ..
نظرت ريم للخاتم و قد اخذها منظره البديع فصمتت تماما
ابتسم يوسف و قال : يستاهل مش كده ؟
أعادت ريم التليفون لعلاء و قالت : جدا ... مليان تفاصيل .. ده شغل يدوي قديم جداً ابعتلي الصور بتاعته كلها لو سمحت .. عشان هرسمه
يوسف : ممكن ابقي اجيبهولك ترسميه
ريم : لا ياعم خليه ف مكانه .. انا هرسمه من الصور بدل م يضيع تاني و هتشوف بقي هيطلع جميل و حقيقي قد ايه
يوسف : أنا واثق من النتيجة من قبل حتي م تبتدي
ريم : طيب همشي بقي عشان اتأخرت .. سلام
_____________________________
عادا لشقتهما فأمسك يوسف بالكتاب ليقرأ قليلا قبل النوم بينما ذهب علاء للنوم علي الفور بعدما وعده يوسف ان يقص عليه ما قرأه غداً
كان قد توقف عند نهاية الفصل الرابع و في الصفحة المقابلة كانت هناك صورة لشاب أبيض اللون، عريض البنية ذو شارب رفيع و ملامح صغيرة بأنف معقوف ممسكاً ب ورقة من أوراق اللعب من تلك التي يقامرون بها تحمل رقم ٧، تظهر علي الرجل الفخامة لكن عيناه زائغتين كمتلاعب أو مراوغ ... طوي يوسف الصفحة في شغف، يريد أن يعرف من هذا الشخص فوجد الإجابة أمامه في اسم الفصل في الصفحة التالية
٥- عزيز
في صباح اليوم التالي للحفل الذي اقامه اللورد دوفرين، رآها سالم تنزل عن الدرج في حماس و سعادة و في يدها خطاب ، وقفت مقابله و قالت : متي ستنفذ وعدك و تأت لي بالموافقة؟
سالم : أري أنكِ متعجلة قليلاً يا أميرة .. لم نكمل يوماً واحداً بعد ..
رفعت كاريمان الخطاب و اشارت : نعم ... لن اخفي عليك فقد كتبت خطاباً لأبي عندما فتحت عيناي صباحاً ليرسل لي القطع النقدية لنبدأ في أقرب وقت و ها هو دورك لتقنع إيفان بالتعاون معي
سالم ببرودة : لا تقلقي يا أميرة .. سأبذل ما في وسعي، سأحل الموضوع
كاريمان : يا ليت .. اتمني
غادرت كاريمان من أمامه بينما ضغط سالم شفتيه للداخل بامتعاض

بعد الافطار أرسل سالم مرسالاً لإيفان في المشفي يبلغه بدعوته علي طعام الغداء ثم ذهب ليجلس قليلاً في الحديقة فأتت والدته لتجلس بجواره و قالت
السيدة بثينة: ماذا بكَ يا بني .. لماذا أراك غير سعيد برغم خروجك من أزمة كبيرة؟
سالم : أشعر كأنني تائه داخل نفسي، كلما اصلحت المركب و أقمت الشراع أتت الريح العاتية و هشمته تهشيماً و عدت أغرق من جديد
قالت السيدة بثينة بأسي : تلك الفتاة أردتك قتيلاً منذ زمن .. اعرف ان بسمة لا تستطيع تعبئة فراغ الأميرة لذا يمكنك التراجع، هي بسيطة ستبكي قليلا ثم ينتهي الأمر
سالم : لا يا أمي، لن أتركها .. أشعر أنها تنتمي لي الآن .. احتاج فقط لبذل بعض الجهد كي اقترب لها أكثر و أزيل ذلك التشويش من داخلي
السيدة بثينة : أخشي أن تكون مخطئاً .. ربما لست بحاراً و الشراع و المركب ليسا مناسبان لك، انزل علي اليابسة و ابن بيتاً و اترك البحار
سالم : ربما تكون بسمة تناديني من تلك اليابسة فهي مثلي لا تجيد السباحة
السيدة بثينة : طالما تحبها و متمسك بها هكذا فلماذا أراك معذب؟!!!
سالم : البحر و البر يتصارعان داخلي لكنني أعدك، سأنتصر و أعود لليابسة قريباً جداً
أتت بسمة فأوقفت حديثهما فأخذها سالم لتلقي أولي دروس الفروسية ...
_________________________________
أمسك سالم يدها في طريقهما للاسطبل و نظر لها مبتسماً و قال
سالم : هل تعرفين شيئاً عن الفروسية يا بسمة ؟
بسمة : قليلا ...
سالم : مثل ماذا ؟
بسمة : الخيول أصيلة ووفية و كنت أري من قبل انهم يكافئون الخيول بمكعبات السكر
ابتسم سالم و قال : جيد جدااا ..و لكنني سألت ماذا تعرفين عن الفروسية و ليس الفرس؟!
نظرت بسمة بوداعة كعادتها : لم اركب علي فرساً قط فلا اعرف غير ما قلت ..
وصلا فأشار سالم لأحد الموجودين و قال :احضر لي عصفور
فأخرج فرساً غاية في الجمال و الرشاقة
سالم : هذا اكثر خيولي وداعةً و طاعة لذا ستتعلمين عليه .. المعلومة الاولي : يجب أن تكون هناك علاقة شخصية تربطك بالحصان كي تصبحي جزءا منه عندما تمتطين ظهره
بسمة : كيف ؟!
قربها سالم للحصان و قال : تربتين علي ظهره ، تنظرين له بحب، تطعمينه سكر كما قلت و لكن بحذر
ربتت بسمة علي ظهره ثم نظرت ل سالم بحب شديد و ثبتت نظرها عليه فضحك و قال : تنظرين له هو بحب .. انت الان تنظرين لي انا
خجلت بسمة و قالت : لم اقصد ..
رد سالم : بسمة .. أحببتك دون أن أشعر و أراكي جزءا مني بعد الآن فلستِ بحاجه لفعل شئ يجذبني
رأتهما كاريمان من بعيد واقفين إلي جانب عصفور، نظرت لعدة ثوانٍ ثم عادت لمنزل الضيوف
_____________________________
تناول إيفان الغداء و جلس مع صديقه وحدهما في قاعة الرجال، عرض عليه مشروع المشفي الذي ستموله كاريمان و ستشرف عليه الحكومة البريطانية و هو سيتولي تشكيل الفريق الطبي إن قبل
إيفان: هل كاريمان طلبت منك أن تعرضه عليّ؟
سالم : نعم ... هي صاحبة الفكرة .. سيكون المشفي خيري لخدمة الأهالي و محاربة الاوبئة
إيفان: أنت تعلم أبعاد الموضوع و ما حدث .. لا استطيع القبول و تجاهل كل ماحدث !!
سالم بارتياح: اذن هل أبلغها برفضك
إيفان: قد لان داخلي تجاهها قليلاً بسبب ما فعلته في أزمتك، هي ليست سيئة لكنها مغرورة قليلاً ..
سالم : ممممم .. انت محق و لكن ماذا قررت ؟!
إيفان: لا أعرف.. اعطني رأيك ؟
سالم بمكر : ضعها في اختبار يظهر محبتها لك و في الوقت نفسه تصلح ما حدث
إيفان: كيف ؟!
سالم : سأقول لها أنك ستوافق لكن شرطك الوحيد هو أن تصلح أمرها مع سيمون لأنك لن تتجاهل ما حدث مع اختك و تقبل بالعمل
إيفان بغرابة : كاريمان !!! تصلح الأمر و تعتذر لسيمون !! لا اعتقد ابدااا
سالم : هذا هو اختبار محبتها الحقيقي .. صدقني
إيفان فكر مليا ثم قال : أنت محق .. اما توافق و تصلح ما أفسدته و يعود كل شئ و إما يغلق ملف الحب و العمل دفعةً واحدة
ابتسم سالم و قال : جيد .. سأبلغها و سنري النتائج
إيفان: سأنتظر من الآن ....
أدرك سالم أن نفسه تغلبت عليه و حاول بنصيحة ماكرة وضع حجر عثرة كبير أمام كاريمان .. تري ماذا ستفعل؟!
_____________________________
في المساء دعاها للجلوس في الحديقة، تبع ذلك الطلب حملقة عينى بسمة بغير رضا، ابتسم لها سالم ثم اصطحب كاريمان للخارج، قص لها ما اتفق عليه مع إيفان و كأنه مجرد راويٍ للحديث، إدعي البراءة و الحياد و ترك كاريمان حائرة تفكر في شرط إيفان فهي تحبه حقاً و لكن وضعها كأميرة منذ ولادتها جعلها دوماً تسمع الاعتذار لا أن تطلقه ...
قضت طيلة الليل في التفكير آخذةً الممر الطولي الذي بجانب مهدها ذهاباً و إياباً عدة مرات ثم تمددت و نظرت للسقف إلي أن عرفت ماذا ستفعل فأغمضت عينيها لتنام براحة ...

في الصباح بعثت رسالة في يد أحدهم للمدرسة التي تعمل بها سيمون، فتحت سيمون الرسالة و أثارها المكتوب بها، في آخر الرسالة كُتب " إن قبلتِ فهذا هو الموعد .. الرابعة عصراً في كازينو الزهرة " ، عقدت النية على الذهاب و عندما دقت الرابعة كانت هناك، جلست تنتظر في هدوء و اثارها الفضول نحو من دعاها لهنا و قدم لها هذا العرض، بعد أقل من عشر دقائق وجدتها قبالتها .. انها بالطبع .. كاريمان!!
تفاجئت و سألت بعينيها فجلست كاريمان و قالت لها : أنا اللي بعتلك الرسالة ..
قالت سيمون بغضب : هل بعد اهانتي تعرضين علي عملاً ؟!!!
كاريمان في هدوء : سيمون .. هل نتحدث بصراحة
سيمون : ماذا لديك لتقولين؟
كاريمان : هذا العرض سيغير من حياتك كثيرا .. ستصبحين مساعدتي الشخصية و ستحصين القطع الذهبية لتفعلي كل ما تودين .. لن اهاجم ابدا بل سأساندك و سأحميك و ستنتهي عداوتنا للأبد
تساءلت سيمون : في مقابل ماذا؟!
كاريمان في ود : شيئان بسيطان .. الاول : ستقولين لأخوكِ انه تم الصلح بيننا و اننا تبادلنا الاعتذار و تصافينا
سيمون بتعجب: و الثاني ؟
كاريمان بابتسامة : ستتوقفين عن تعطيل زواجي بأخيكِ سواء بالقول أو الفعل
سيمون : دعيني افكر
كاريمان بتعالي: أمامك حتي أنهي قهوتي .. إن لم تقبلي فلدي بدائل أفعلها
سيمون : وافقت
ابتسمت كاريمان و صافحت سيمون التي لطالما اغرتها النقود حتي و إن كانت في الكفة المقابلة .. كرامتها !!!
وقفت كاريمان استعدادا للذهاب ثم قالت لها : أدعوك لتناول الإفطار معي غداً صباحاً ... ما رأيك ؟!
اومأت سيمون بالقبول و انصرفتا الاثنتان تباعاً
________________________________
كم كانت مفاجأة الصديقين عندما علما بانتهاء الخلاف و إقامة معاهدة السلام !!
نفذت سيمون الاتفاق كما ينبغي و أبلغت أخيها من المساء اما سالم فمفاجأته كانت في الصباح عندما أخبرتهم أنها ستتناول افطارها في منزلها لقدوم ضيفة ستكون مساعدتها الجديدة في أعمالها هنا، عند سؤاله من و سماعه الجواب .. وقف الطعام في حلقه لأن كاريمان تخطت سيمون كمن يزيل ذرة تراب لحقت بقميصه النظيف!!!
قال لنفسه : ليتها لن تكن ذكية لهذا الحد!!
قالت له قبل أن تنصرف : بقي عليك ترتيب جلسة عمل تضم أربعتنا لبدء التحضير لاقامة المشفي و لكن في أسرع وقت ..
أومأ لها بالموافقة ثم شرب كوباً كبيراً من الماء في مرة واحدة ليبتلع فشله حتي عندما حاول أن يصبح ماكراً ثم قام عن المائدة فيكفيه ما أكله من أخبار !!
_____________________________
في الاجتماع الاول الذي أقيم لإنشاء المشفى أراد سالم الانسحاب قائلاً : قد نفذت أمر الوساطة جيداً و الآن سأغادر فمنعته قائلة : كيف تغادر!! نحن بحاجه كبيرة لك في هذا المشروع فلا احد يستطيع مساعدتنا بأفكاره و خبرته هنا مثلك.. من فضلك ابق معنا
جلس سالم لانه لم يشأ ردها أو ربما رغب قربها أو مراقبتها، ربما هو نفسه لا يعلم لماذا وافق رغم قراره الصائب بالابتعاد
كان الصديقان لا يصدقان ما يحدث فسيمون جنبا إلي جنب مع كاريمان و كأن ما حدث كان خبراً كاذباً و ليس حقيقة شاهداها بعيونهما، اختلفت مشاعرهما فسالم محبط اما إيفان فمنتشي ..
تبادل إيفان و كاريمان النظرات و بدأ خيطاً جديداً من الود يُرسم بينهما و كل هذا أمام العاشق الصامت الذي احتقنت عروقه فانسحب سريعاً
في نهاية الجلسةقرروا شراء مبني مقام لاستغلاله كمشفي بدلا من اضاعة الوقت بالبناء و هذه أول خطوة كانت تنتظر حضور المال
_____________________________
انسحبت سيمون مسرعة لعملها بينما بقي العاشقان في المنزل يحملقان ببعضهما ثم يبتسمان حتي قال إيفان: أشكرك يا كاريمان لتطييب خاطر سيمون لأجلي .. لن أنسي ذلك ما حييت
كاريمان في رقة: ليتك تعي قيمتك عندي
رد إيفان: النيران التي اشعلتها بقلبي لازالت موجودة .. حاولت اخمادها كثيراً و لم استطع .. كُسرت منكِ و لكن ما فعلتيه أعاد لعلاقتنا وهجها..
كاريمان : كان صعباً جداً ما حدث بيننا لكننا تجاوزنا
إيفان: ليت الوقت لا يمر عندما نلتقي
كاريمان : هل انت مجبر علي الذهاب ؟
إيفان: نعم .. لكنني لن أترك مساءا أو صباحا دون لقاء بيننا
كاريمان : سأنتظرك دائما..
ذهب إيفان و ظلت كاريمان تنظر خلفه حتي اختفي تماما و أصبح نقطة سوداء صغيرة ...
________________________________
جاء إيفان مساءا مرةً أخري حاملاً نوع خاص من الشيكولاته التي أحضرها معه من الجنوب الفرنسي، أعد أحد العاملين قهوتهما المرة ليستمتعان بها مع قطعة من الشيكولاته اللذيذة هذه...
قضيا مساءهما معاً في تناغم و تقارب بينما انتظرته كاريمان أن يقول ذلك الاعتراف الثمين في كلمة واحدة معروفة لكنه لم يقل، حتي عندما تقدم لطلبها في حفل عيد الميلاد لم يقلها و هذه الليلة أيضاً مرت دون ذاك الاعتراف ..
نظر لعيناها بحب و توقعت في تلك اللحظة سماع ما تنتظره لكنه قال : من المؤسف انه حان وقت الرحيل .. تصبحين بخير يا كاريمان
ردت بخيبة امل : و انت من اهل الخير
____________________________
في الصباح ناداها احد الخدم لتستقبل ضيفاً أتي لها خصيصاً فظنته مرسل من والدها بالمال الذي طلبته لكنها فوجئت مفاجأة كبري .. إنه عزيز ... أخيها !!!
تري لما أتي بنفسه ليسلمها المال؟ ما نيته ؟! و ماذا سيكون اثره في محيط كاريمان ؟! هل سيحمل مشكلات ام بداية مختلفة ؟؟ ماذا سيحدث بين كاريمان و بسمة في منافستهما الجديدة ؟! و هل سيقول إيفان تلك الكلمة المنتظرة قريباً أم لا ؟


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 4 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل العشرون   الصندوق السحري - صفحة 4 Emptyالسبت يوليو 27, 2024 5:20 pm


الصندوق السحري
الفصل العشرون
ظهر التفاجؤ علي كاريمان و لم تخف دهشتها عندما قالت : عزيز!!
ابتسم لها عزيز بود و قال : كاريمان .. عزيزتي .. كم اشتقت لكِ
أقبل عليها و اخذها في حضنه و هي لازالت لا تفهم ما يحدث
كاريمان : و انا أيضاً اشتقت لك و لكن !! لست معتاداً علي ترك أسفارك و أصدقائك!!
جلس عزيز و قال : سمعت أبي يتحدث عن إرسال الأموال لكِ من اجل مشروعك الجديد و كان سيرسلهم مع عوف فأحرقتني لهفتي عندما سمعت أخبارك فاقترحت عليه المجئ بدلا عن عوف
مازالت كاريمان تشعر بالغرابة فقالت : و هل وافق أبي بتلك السهولة ؟!
ضحك عزيز كمن يضحك لازالة الحرج و قال: بالطبع لا .. عوف موجود بالخارج فهو كان رفيقي في الرحلة
أشار ل زكيبتين من المال و قال : منصور بك الراعي لا يرد لكِ طلباً أما أنا فحدث و لا حرج !!
ردت كاريمان باعتراض: ربما عليك أن تفكر بالأسباب التي أوصلته لتلك النقطة قبل أن تتهمه بالتمييز !!
رد عزيز في اعتراض قائلاً : و هل أموال عائلتنا الطائلة مخصصة فقط لمن يرضي عنهم منصور بك .. ما الفرق بين صرف الأموال في مشفي خيري في يدك و بين صرفها في رحلاتي و اسفاري بيدي انا ... أنا أري أنه في الحالتين هي ليست تجارة رابحة !!
كاريمان : الآن علمت انك لم تأت لتزيل الشوق بل كي تجادل و تعاند و تجعل كفتي و كفتك متساويتان و هذا ليس حقيقياً فهل تتساوي مساعدة الناس و الحفاظ علي صحتهم بنفقاتك علي رفاهياتك التي لا تنتهي .. هل تدري كم أنفقت منذ عشر سنوات حتي الآن .. هل تعي الرقم أم لا؟!
ضحك عزيز باستهزاء و قال : هل تظنين أنني أحمق؟!! أعلم جيداً أن وراء قصة المشفي ذلك الطبيب الفرنسي الوسيم فأنا لست نائم أو واهم مثل والدك !!
فاجئها كلامه فتوترت و قالت : ما هذا الهراء الذي تقوله، من ادخل تلك الأكاذيب في عقلك ؟؟!
استمر عزيز في سخريته و قال: إن لي مصادري و طرقي الخاصة، لا تظنين أنني بعيد عما يحدث هنا
زاد توتر كاريمان فقالت له : و إن فرضنا جدلاً صدق روايتك .. ما غايتك من رمي تلك القصة في وجهي الآن.. قل بصراحة لمَ أتيت ؟!
قال عزيز بوجه ثابت : شيئان...
كاريمان : ما هما؟
عزيز : الاول : اريد عُشر هذا المبلغ فقط .. كي تعرفي كم أنا شخص قنوع
كاريمان بضيق : و الثاني ؟
عزيز : أبقي هنا معكِ مدة من الوقت حتي أشعر برغبة في العودة للقصر مرة أخري
كاريمان : و إن لم أقبل ؟!
عزيز : اممممم .. أقول لأبيك عن السبب الحقيقي وراء مشروع المشفي و اعيق اكتماله هنا بكل قوتي ثم أنني لن أضرك بوجودي .. اطمئني .. أنا فقط اعاني من قلة المال بسبب أبينا العزيز و سأبقي هنا ريثما أريح أعصابي .. ليس أكثر!!
تنهدت كاريمان بغير اقتناع و قالت : لي شرط واحد لأوافق .. بدونه لن أوافق مطلقاً
عزيز: ما هو ؟
كاريمان : من الذي ينقل اخباري لك من هنا؟!
ضحك عزيز بشدة و صوت عالي و قال : المشكلة أنكِ لن تصدقي !!
زاد انفعال كاريمان فقالت : قل سريعاً .. لا وقت لدي لفكاهاتك !!
عزيز باستفزاز: إنها صديقتك العزيزة فاتن !! ألمحت لها بالزواج و انت تعلمين إعجابها بي فعندما طلبت منها خطاباتك أحضرتها لي ع الفور فقرأت جميعها !
احمر وجهه كاريمان فقالت : تمام .. اتفاقنا ساري من الآن و ارجو أن تكون صادقا
___________
أشارت كاريمان لأحد الخدم بنقل ذكيبتي المال إلي جوارها، مدت يدها داخل احداهما و اخرجت ثلاث أكياس صغيرة من تلك الموجودة بالداخل و اعطتها له بتأفف ثم قالت
كاريمان : أيكفيك هذا القدر!!
نظر عزيز للكمية بتعالي ثم قال : نعم .. لا بأس بها و لكن بقي شيئا واحداً..
كاريمان : ما هو ؟
عزيز : أين سنقيم ؟
كاريمان: ماذا تقصد.. هنا .. ستعيش هنا معي
عزيز : لا يمكن أن أعيش في مكان واحد مع تاجر الجمال هذا و انتي تعرفين ما فعله معي .. لا يمكن
كاريمان : لأول مرة سأتفق معك في شئ فأنا أيضا اريد العيش في منزل خاص بي و ليس كضيفة لدي أحد .. يكفي هذا القدر
عزيز : سوف أبحث عن منزل سريعاً
كاريمان : متفقين .. أريد منك أمراً مهماً أخيراً ..
عزيز : أعرفه .. لن أتسبب لكِ في مشكلات .. أليس كذلك؟!
كاريمان : نعم .. بالضبط ..
عزيز : لا تقلقي
__________________________
عندما جاء إيفان ليلاً اصطحبته كاريمان إلي كازينو الزهرة ليتقابل مع عزيز و يتعارفا، خلال الجلسة تعامل عزيز مع إيفان بشئ من التعالي و حاول التباهي أمامه بعائلته ذات الأصل العريق رغم ان والده في كافة نقاشاتهما كان يتهمه بأنه يحط من مكانة العائلة باستهتاره و تصرفاته، حاولت كاريمان التلميح له كثيراً كي يكف عن تلك التصرفات و لكنه تجاهل كل هذا و أكمل قائلاً
عزيز : هل عائلتك تركتك هكذا بسهولة لتتركهم و تستقر هنا أم انك أتيت سعياً وراء لقمة العيش فلم يكن بيديهم حيلة؟!!
رد إيفان بلطف كعادته : نعم .. عائلتي ليست من العائلات الثرية لكنها عائلتي و احبها
رد عزيز بتعالٍ : عائلة الانسان مقدرة له و بعض الأقدار تبدو صعبة
قال إيفان بابتسامة : نعم .. لكن عائلتي كانت قدري السعيد لأنهم قبل أن يرحلوا ساندوني و دعموني دائماً
تدخلت كاريمان لتكبح جماح أخيها و قالت : و احياناً الأبناء يكونون هم قدر عائلاتهم السئ .. أليس كذلك يا عزيز ؟!
فهم عزيز تحذيرها الضمني فصمت اخيراً و بعد تناول العشاء انصرف إلي الفندق الذي يقيم به إلي أن يجد منزلاً يضمه بأخته ..
بعدما ذهب شرحت كاريمان لايفان طبيعة أخاها قائلة
كاريمان : لا تأخذ شيئا مما قاله علي خاطرك فهو يتباهي دائما بالعائلة بالرغم من انه دائم التمرد عليها
ضحك إيفان و قال : لم آخذ ع خاطري منه لأنه أخوكِ، هذا هو الشوك الذي حول الورد
ابتسمت كاريمان و قالت: غداً علينا معاينة المبني الذي كان قصراً للسيد إلياس و إن رأيته مناسباً سنعطيه المال لنبدأ التعديلات فوراً بعدها
إيفان: و انا سأكون جاهزاً غداً في انتظارك أمام البيت
كاريمان : قريباً جداً سيكون لي بيتاً خاصاً و سيقيم عزيز معي لبعض الوقت حتي يعود للمنصورة ..
إيفان: ربما ستنتقلين ثانيةً لبيت خاص يجمعنا نحن سوياً
ابتسمت كاريمان و لكن كعادة إيفان فهو لا يسهب في جمل العاطفة كثيراً و كلما تأهبت لكلمات الحب اكتفي بجملة أو تلميح و انتهي ...
__________
في الصباح عبرت كاريمان الممر الذي يربط منزل الضيوف بالمنزل الكبير و جلست معهم بعد الافطار و قالت
كاريمان : سأقول لكم خبراً سعيداً .. قريباً جداً سيكون لي منزلاً خاصاً سأقيم فيه مع أخي عزيز
وقع الخبر علي سالم بشكل سئ لكنه تصنع ال لا فرق كي لا يلفت الانتباه اما السيدة بثينة و بسمة فالخبر أراحهما كثيراً فسوف يتخلص من وجودها الذي يؤثر سلباً علي سالم
قالت السيدة بثينة بدهاء : كم اسعدتنا الفترة التي قضيناها معاً حتي عندما ذهبتي لمنزل الضيوف ظللنا نشتاق لكِ و الآن سنشتاق لكِ بالأكثر و لكن ليس أفضل من منزل الانسان الخاص
كاريمان : نعم . انكِ محقة و لكن سنتبادل الزيارات بالتأكيد
السيدة بثينة : نعم .. بالتأكيد
ظلت بسمة تستمع و الارتياح طاغٍ ع ملامحها، نظرت لسالم فوجدته صامت و عيناه متركزتان علي كاريمان، حاول إخفاء حزنه لكن الجسد يتكلم و يعبر و ليس فقط اللسان، رأت في صمته حزن و في جلسته استسلام و في عقد يديه ببعضهما تعبيراً عن عقدة لا يجد لها حل، برغم بساطتها لكن شعورها حل طلاسم موقفه و شرح لها ما حل به ...
في أثناء حديثهما أتت سيمون لأنها علي موعد مع كاريمان ليذهبا مع إيفان لمعاينة مبني السيد إلياس، ألقت التحية و جلست ثم قالت
سيمون: هل سمعتم عن مسابقة الرقص التي أعلنت عنها روز هانم زوجة السير ليبون ؟!
ردت كاريمان : لا .. رقص ماذا؟
سيمون : المسابقة لرقص التانجو و ستقام في نهاية الأسبوع القادم أي بعد أربعة عشر يوماً، كل زوج من الراغبين يتقدم بتسجيل اسمه بالقائمة و الحضور يومها في حفل مسائي بقصر السير ليبون و أفضل ثنائي سيربح جائزة نادرة جداً
بسمة : ما هي الجائزة؟!
تعجب الجميع لحماس بسمة لأنها لا تعرف رقص الرومبا لتتحمس في مسابقة للتانجو !! مع هذا ردت سيمون موجهة كلامها لكاريمان و كأنها هي من سألت و ليس بسمة و قالت
سيمون: الجائزة هي خاتم من الذهب صنعته السيدة روز بنفسها فهذه هوايته، الخاتم ينقسم لجزأين يعطي كل جزء لواحد من الثنائي الفائز في نفس الوقت يمكن أن يضم الجزئين لبعضهما و يصنعا خاتم واحد ليعبر عن التناغم بين الثنائي لدرجة أنهما قد يتحركان علي ال ball room كشخص واحد
السيدة بثينة: هذه الموضوعات تهمكم أنتم الأوروبيين أما نحن ف لا
ردت كاريمان : لا اتفق معك فالانسان يجب أن يكون مضطلع علي الثقافات الأخري و منفتح .. كي يتعلم و يرتقي .. أنا سأشارك
قالت سيمون بحماس: و الشريك طبعاً معروف
نظر سالم لكاريمان و اكمل في صمته الذي يقضم قلبه من الداخل ..
نظرت بسمة للسيدة بثينة و خافت من مجرد التلميح لرغبتها في تعلم الرقصة و دخول المسابقة ثم نظرت لسالم فوجدته ضائع داخل نفسه و صامت فقررت السكوت .. كعادتها ...
قطعت سيمون الصمت و قالت : أنا أيضاً سأشارك و لكن بقي أن أبحث عن شريك
طلب سالم الاذن و غادر الجلسة لاكمال اعماله لكنه في حقيقة الأمر هارب من وجه كاريمان التي اوجعته بكل الطرق، سخرت من بيئته و رائحته في خطاب، لم تر حبه بالرغم من ان كل تصرفاته و ملامحه أظهرت هذا، اجبرته علي جمعها بحبيبها،ستترك منزله بعدما اعتاد رؤيتها و مرورها من أمامه هنا و هناك، لم تترك له ثقباً يتنفس منه ...
ذهب للحديقة و جلس وحيداً ووجد أن تركها للمنزل سيؤلمه لكنه ألم الشفاء فسوف يعتمد غيابها مثلما اعتاد وجودها ..
______________
في المساء طرقت بسمة باب غرفة سالم و عندما أذن لها بالدخول قالت
بسمة: عمت مساءا يا سيد سالم
رد سالم بمزاج سئ : عمت مساءا يا بسمة .. تفضلي
بسمة : اريد مناقشتك في موضوع
سالم: تفضلي .. أسمعك
لاحظت بسمة مزاجه السئ فقالت: إن كنت منزعج و لا تريد التحدث الآن يمكنني العودة في وقت آخر
سالم : لا ... انا متعب اليوم قليلا لكنني مستعد لسماعك
بسمة : و انا لن أطيل عليك .. هل يمكنك أن تؤجل دروس الفروسية و تعلمني رقصة البانجو هذه لأنضم للمسابقة ؟!
ابتسم سالم بقدر قليل و قال : اسمها رقصة التانجو بالتاء و ليس الباء و هي رقصة ارجنتينية .. للأسف لا يمكنني قبول طلبك يا بسمة
حزنت بسمة و قالت : لم؟
قال سالم: لعدة أسباب اولها أن تلك الرقصة رقصة غربية لا تناسبنا فبها يتلامس قلبي الثنائي و انت ستخجلين و لن تنجحي بها .. الثاني هو انك لا تعرفين عن الرقص شيئاً من الأساس و تحتاجين شهورا من التدريب و الثالث و الأخير هو أنني غير مولع بالتانجو من الأساس و لا أفضلها ..
طأطأت بسمة رأسها بحزن و استعدت للذهاب فقال لها سالم : لا تحزني .. إن كانت الهدية أشعرتك بالحماس فسأوصي أحد أمهر معلمي الذهب ان يصنع لك خاتم ذو شقين .. هل اقتنعتِ؟
بسمة : لم يكن هدفي هو الهدية و لكن المنافسة ... لا بأس.. تصبح علي خير
سالم : و انت من اهل الخير
أصيبت بسمة بخيبة امل بينما شعر سالم بالضيق لكسر خاطر بسمة و لمغادرة كاريمان لمنزله، هل يشفق ع بسمة أم يحبها؟! و هل يحب كاريمان أم رفضها جعله يتشبث بها؟! احتار ثم تعب من التفكير و نام ..
___________
بعد شراء قصر السيد إلياس و بدأ العمل لاعداده كمشفي عادت كاريمان مع ايفان لمنزل سالم لأن هناك تدريباً علي الرقصة ع يد مدام كوزيت، أحضرت سيمون شريكها بالرقص و هو السيد كمال مدرس الجغرافيا زميلها بالمدرسة، رجل طويل عريض البنية له بطن مرتفعة جعلته بدين قليلاً، انسان خفيف الظل و له شغف بالتعلم و التجريب و هو ما جعله يقبل برقصة صعبة كالتانجو..
بدأت مدام كوزيت بشرح أول خطوتين للرقصة عملياً مع إيفان و علقت قائلة:
مدام كوزيت : اهم شئ هو تناغم كل ثنائي مع بعضهما.. حركات الأرجل تكون متناغمة و متناسقة مع الموسيقي
جلست علي كرسي البيانو لتبدا العزف بينما استعد كل ثنائي للرقص
مدام كوزيت : 3 ... 2 ... 1 ..
بدأ العزف و تطبيق خطوات الرقص و بالطبع حقق الثنائي كاريمان و إيفان براعة و قوة من البداية بينما عانت سيمون مع السيد كمال الذي أضفي بهجةً و فكاهةً في المكان لعدم قدرته ع التوازن أو التماشي مع العزف
كانت هناك عينان سوداوتان تراقبان المشهد من جانب الباب، نظرت بشغف و حاولت تقليدهم بحركة رجليها دون أن تشعر ..
في وقت الاستراحة و احتساء الشاي اعتزمت الذهاب قبل ان يراها أحد منهم لكن سيمون رأتها فنادتها قائلة
سيمون : بسمة .. لا تغادري .. يمكنك البقاء و الاستمتاع بمشاهدتنا بعد الاستراحة .. تفضلي
دخلت بسمة و جلست علي كرسي في زاوية الغرفة
جاء خادم و قدم لها الشاي فيما نظرت لها مدام كوزيت و قالت : لما لا تشاركين معهم في الرقص .. السيد سالم راقص ممتاز و سيكون شريك جيد لكِ
ردت بسمة بحزن: عرضت عليه و للأسف لم يوافق
كاريمان بمكر : ربما يخاف ألا تكوني ع مستوي أداءه
سيمون : معه حق .. فالرقصة تحتاج تدريبا مكثفاً و براعة و خفة
ضحك السيد كمال و قال : و خصوصاً الخفة .. مثلي هكذا
ضحك الجميع و لكن سيمون قالت لها : بسمة .. ما هي بلد مولدك و ما هي الرقصة المنتشرة بها ؟!
قالت بسمة : أبي من أثيوبيا .. جاء الي مصر و عمل لدي السيد هارون جد كاريمان هانم، امي من مصر تزوجها أبي و قد نشأت ف القصر و عملت لديهم و لم اتعلم اي رقص في حياتي
سيمون : مممممم .. نعم بطبيعة الحال لم تتعلمي لكنني لا انصحك بالتجربة فالموضوع حقاً صعب
كاريمان : و إن أرادت المشاركة فلن يسمح لها سالم ... هذا الرجل لا يحب دخول منافسة لا يضمن ربحها..
عقدت بسمة حاجبيها دون رد ففاجئها صوت سالم الذي كان واقفاً و سمع ما حدث
دخل إلي القاعة و جلس إلي جوار بسمة و قال لكاريمان : نعم يا أميرة أنا حقاً لا احب دخول منافسة لا اضمن ربحها و لكنني لم أرفض لعدم ثقتي ببسمة و لكن لعدم رغبتي في اجهادها و لكن ...
نظر لمدام كوزيت و قال : احجزي موعداً لبسمة اليوم لكي تدربيها و انا سأحضر معكم في آخر التدريبات لأنني اعرف تلك الرقصة جيداً
صمت الجميع فاكمل سالم ناظراً لسيمون بتعالٍ و قال : سيمون .. هناك ملحوظة صغيرة ... ليس هناك صعوبة أمام أي شخص يريد .. من يريد يستطيع ...
كلماته وضعت لسان الجميع داخل افواههم بينما ظهرت السعادة علي بسمة فقد تحقق لها ما تريد بفضل هؤلاء المتكبرين... أفادوها دون أن يعووا ذلك ...
انصرف سالم و تركهم ليعود لمباشرة اعماله
___________
عاد عزيز في ذلك اليوم للفندق الذي يقيم به ليجد ذلك الغريب ينتظره متجهماً
قال له : هل أحضرت المال؟!
رد عزيز بخوف : نعم .. سأجلبه لك و لكن لا تنتظر هنا .. انتظرني في الخارج
ذهب عزيز و أحضر المال الذي أخذه من كاريمان و اعطاه له محتفظا بكيس صغير واحد لنفسه وضعه في جيبه قبل أن يسلمه الباقي
نظر ذلك الرجل قصير القامة للقطع الذهبية و قال : هذا يكفيني مؤقتاً ..
ذهب الرجل تاركاً عزيز و علي وجهه علامات القلق و الخوف، اطلق زفيراً طويلاً ثم عاد للفندق يجر رجليه جراً ...
تري من ذلك الرجل و لماذا يعطيه عزيز مالاً هو يحتاجه بشدة ؟! ماذا سيحدث في مسابقة التانجو و من سيكون الثنائي الفائز؟! ستعرف ايضاً هل ريم لها رابط دم يربطها مع احد من هؤلاء الأبطال أم لا ؟


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 4 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
مــــعدل النشـــــــاط : 665
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الحادي والعشرون   الصندوق السحري - صفحة 4 Emptyالسبت أغسطس 03, 2024 7:27 pm


الصندوق السحري
الفصل الحادي والعشرون
انهمكت بسمة في التدريبات مع مدام كوزيت التي ضاعفت الساعة التدريبية الواحدة إلي ساعتين و أولت بسمة اهتماماً خاصاً بتوصية من  سالم الذي كان كريماً جداً معها و أعطاها مالاً اكثر مما تستحق بكثير، لم يلق ما يحدث استحسان السيدة بثينة  فهي تري أن ذلك النوع من الرقص لا يمثلنا أو يعبر عن ثقافتنا و قلما جلست لتتابع سير تلك التدريبات، ذات يوم شاهدت بسمة في قاعة البيانو تتدرب مع نفسها علي ما تعلمها اياه مدام كوزيت، دخلت عندها فتوقفت بسمة ع الفور ووقفت في مكانها دون حركة فقالت السيدة بثينة : أراكِ سعيدة بأمر تلك المسابقة .. هل تشعرين بأنك قادرة علي مواجهة هؤلاء المتمرسات؟!
ردت بسمة بعد تفكير و تردد: لا أعرف و لكنني أبذل كل جهدي و أشعر بالاحسن يوماً بعد يوم
السيدة بثينة: لكنني أتحدث عن الفوز .. إلي أي مدي انت قريبةً منه ؟
تلعثمت بسمة و قالت : ربما عندما يبدأ السيد سالم بحضور التدريبات معي و نؤدي الرقصة كاملة سوياً وقتها أستطيع تحديد ما قد نصل اليه
ضحكت السيدة بثينة بسخرية و قالت : سالم .. أنتِ لا تعرفين شيئاً .. لا تقلقي بشأنه لكن استعدي أنتي لتكوني ع قدر أداءه..
سألت بسمة بفضول : هل علمته زوجته الأولي رحمها الله ذلك الرقص ؟!
سرحت السيدة بثينة و عادت بخيالها لتلك الأيام ثم تنهدت و قالت : نعم .. كان يعشقها، علمته الرقص و الغناء .. كانت أول من أقنعه بارتداء بذلة افرنجية من التي ترينه يرتديها في الحفلات، اصطحبته إلي فرنسا و انجلترا، عاشا سنتين و نصف السنة في حب و تناغم لكنها مرضت فجأة و لم يتمكن الأطباء من انقاذها .. ليتك تستطيعين جعله يحبك مثلما كان يحبها .. ليتك!!
بسمة بأسي : احيانا أشعر بحبه و أحيانا أحس انه لا يحبني بل يحب الأميرة
السيدة بثينة : نعم .. هو يتخبط الآن بين البر و البحر وواجب عليك جعله يرسو علي شواطئك.. كوني ذكية و اجذبيه نحوك و احمدي الله أن تلك المغرورة لا تريده و الا كانت مسحتك من أمامه بلمح البصر
قالت بسمة بمسكنة : بماذا تنصحينني لأفعل ؟!
السيدة بثينة : سالم ابني يحب المرأة ذات الشخصية و الموقف .. حاولي أن تكوني هكذا .. اخرجي من تلك الشخصية الخاضعة، بقاءك ضعيفة هكذا يستدر عطفه لا عاطفته .. أتفهمين ؟؟
بدت بسمة تائهة وقالت : سأحاول ..
استعدت السيدة بثينة لتغادر و قالت لها : اجتهدي في تلك الدروس، ربما تقربكما قليلاً ...
__________
بعد يومين، عثر عزيز علي منزلاً كبيراً مناسباً و في صباح اليوم الثالث بدأت ضجة الانتقال ع الفور، كان الخدم يحملون حقائبها التي حملت أغراضها العديدة، حتي مهدها الذي طلبته إلي هنا خصيصاً و مرآتها التي لها غلاف خشبي مزركش يحمل اسمها و ستائرها المخملية الفاخرة، كل تلك الأشياء تم نقلها..
وقف سالم علي مقربة من باب المنزل الكبير  يشاهد كل ذلك بصمت أما كاريمان و إيفان فكانت يراقبون عملية النقل و يحذران العاملين من خدش أو كسر أي شئ أثناء النقل، علي الجهة المقابلة لسالم وقفت السيدة بثينة تنظر بسعادة لنهاية إقامة تلك الأميرة هنا فقد قلبت حياة ابنها رأساً علي عقب، اما بسمة فاختارت أن تنظر ما يحدث عن بعد، من الشرفة العلوية لغرفتها، خافت أن تظهر سعادتها فتوارت عن الأنظار و الغريب أنه لم تتذكرها كاريمان أو تسأل سبب اختفائها، لم يكن تجاهل بل لم تتذكرها حقاً بشكل مؤسف فتلك التي كانت خادمتها الخاصة لم تكن تشكل لها أكثر من مجرد خادمة ..
كان عزيز ينتظر في الخارج أمام الباب، واقفاً إلي جانب العربة ذات الخيول، نظر له سالم بمعني أهلاً بمن عتقته و عفوت عن روحه فاغتاظ عزيز و اقترب و دخل من الباب و قال في تباهي
عزيز : أهلا بتاجر الإبل..
وقف أمامه سالم بغرور  و لم يرد
اكمل عزيز و قال : وددت أن أشكرك علي استضافة أختي و لكنك تعرف لا يليق بالمرء الا بيته
قال سالم في ثبات : لم اعتاد علي تلقي الشكر في أمور أراها واجب و لكن لا بأس فقد تكون لا تعرفه ..
قال سالم تلك الكلمات ليلقي بغرور عزيز في هوة عميقة لا قرار لها، تركه و تمشي ناحية الممر المؤدي لمنزل الضيوف ليقابل كاريمان و إيفان في طريقهما للخروج، حاول إخفاء ضيقه ثم قال : كان وقتاً جميلاً الذي قضيتيه في وسطنا و برغم أنكِ اخترتِ الرحيل  لكن بيتنا مفتوح أمامك في اي وقت و كل وقت يا أميرة
كاريمان : و انا استمتعت بوجودي معكم تعلمت منكم الكثير و اشكركم علي كرمكم و ضيافتكم
ابتسم لها سالم و في داخله كان يقول: تعلمتِ الكثير لكنك لم تتعلمي كيف تتخلين عن غرورك و كبريائك!!
ودعتها السيدة بثينة بسلام باهت أظهر سعادتها لذلك القرار، اذنت لها بأخذ احد الخادمات لتعاونها في المنزل ريثما تستقر و تجلب عاملين لمنزلها و ستكتفي حاليا ب راشدة و عوف خادم والدها
_________
استقرت كاريمان في بيتها الجديد و جلست لتحتسي قهوتها التي يعدها عوف بمهارة، عوف خادم والدها الوفي يأتمنه علي أمواله الطائلة و يوكله في المهام التي تحتاج ثقة و سرية، شاب في عمر الثلاثين، رباه منصور بك من عمر السادسة عشر عندما جلبه معه من السودان في احد أسفاره، رجل ذو بشرة  سمراء طويل القامة، ملامحه كبيرة و غليظة لكنه يملك وفاءاً كبيراً ندر وجوده، يعمل الأعمال الكبيرة مثل حمل الأموال و الحراسة و يعمل الصغيرة ايضاً مثل إعداد القهوة و ترتيب المائدة، أطلق عليه منصور بك هذا الاسم لأنه تعفف عن كل قبح أو رذيلة ...
جاء ببالها خيانة فاتن صديقة العمر من اجل فرصة زواج، ماذا لو قايضها عزيز علي تلك الخطابات، ماذا لو ظل يطلب منها المال و يبتزها؟ لن تقبل أن تُذل له باقي العمر، لكن حساب فاتن يجب أن يأتي أولا و قبل كل شئ ..
طلبت ورقاً و قلماً فحمياً و كتبت لها رسالة نصها كالآتي:
" عزيزتي فاتن .. أكتب لكِ و انا في قمة السعادة فأنا علي مقربة من حدثين مهمين في حياتي، الأول مهم و هو مسابقة لرقص التانجو أرجو أن تأتي و تستمعي بمشاهدتي  و انا أفوز، و الثاني هو  الأهم.. عزيز أخي هنا و قد ألمح لي بأنه يريد الارتباط بكِ، لم يتحدث صراحةً لكنني أعدك أنني سأختطف منه اعترافاً و سنفرح قريبا بكما .. لا تتأخري .. احضري ع وجه السرعة .. قبلاتي لكِ حتي تأتى"
كتبتها و الدموع نزلت من عينيها بغير ارادة فقد اتتها الضربة من مصدر أمان لم تتوقعه، لم تسمح للدموع بأن تتتالي و عادت لقوتها و صلابتها من جديد ..
عزيز يتأخر كعادته بالخارج و لكن الغريب هو مال كثير رأته في غرفته أثناء النقل اكثر بكثير مما أعطته له .. تري كيف حصل عليه
انتظرته حتي أتي و عند حضوره طلبت منه الجلوس و قالت
كاريمان : كيف حالك يا عزيز و كيف تقضي وقتك هنا ؟
عزيز : أنا بخير و اقضي وقتي بشكل جيد .. لا تهتمي
كاريمان : هل لي أن أعرف من أين لك ذلك المال الذي رأيته في غرفتك ؟
رد عزيز بثبات علي سؤال متوقع : المال الذي اقترضته منكِ، شاركت به أحد معارفي الذي يملك كازينو و  هذه أول الأرباح
كاريمان بغير اقتناع: كازينو؟! يجلب كل ذلك المال و في أقل من أسبوع!!!
عزيز: لا .. كان مديناً لي من قبل بأموال اقترضها مني فأعطاني جزء من المال و المال المتبقي كتبنا عقداً لشراكة الكازينو .. بالمناسبة .. سأرد لكِ مالك حالاً كي لا تظنين أنني أبتزك
غادر عزيز ليحضر المال و كاريمان في عجب شديد، هي غير مصدقة و قلقة لكن ليس هناك أي دليل يثبت أو يكذب صحة كلامه
اخذت منه الثلاث أكياس في صمت و هي تفكر ماذا يحيك عزيز لتقع في يديه كل تلك الأموال ؟!
بعد مغادرة عزيز نادت ل عوف و قالت له  : غداً ستكون مهمتك هي شئ واحد ... عزيز!!
أومأ عوف بالقبول و انصرف
____________
تثاءب يوسف و نظر لساعته فوجدها الثانية و نصف صباحاً فأغلق الكتاب مضطراً لأنه مجبر علي الاستيقاظ في السابعة ليذهب إلي عمله ..
__________
في مساء اليوم التالي جاء علاء للبيت أولا و معه دجاجة، طهاها و صنع معها ارزاً مطبوخاً فعندما  دخل يوسف من الباب اشتم الروائح و ابتلع ريقه عدة مرات، أعدا المائدة بسرعة و جلسا لتناول الطعام، كانت الدجاجة طيبة المذاق لكن علاء أزاد في طهو الأرز قليلاً فأصبح ملتصقاً ببعضه، نظر له يوسف و ابتسم فقال علاء : بدل م تتريق كنت تعالي اطبخ انت
ضحك يوسف و قال : هو انا نطقت!!
رد علاء : ايوة كده .. خليك ساكت
دق جرس الباب فقام يوسف ليفتح و تعجب عندما رأي " هبة " مرة أخري
قالت : كويس اني لقيتكم  بصراحة كده  عاوزة أصلح سوء التفاهم اللي حصل
علاء متهكماً : سوء تفاهم!!
دخلت هبة و جلست دون أن يدعوها احد و قالت : بصوا بقي .. انا مش عاوزاكم تفهموني غلط .. الشيطان شاطر و الخاتم بصراحة مغري و انا كنت ناوية اتفرج عليه شويه و ارجعه
ضحك علاء و لكن هذه المرة كانت ضحكة مجلجلة ثم قال : فكرتيني بعبلة كامل  في فيلم اللمبي لما قالتله بحوشهملك هههههه
ضحك يوسف بينما نظرت بغضب و قال : انتوا هتتريقوا و لا هتسمعوني؟!
يوسف : هنسمع .  اتفضلي
هبة : بصراحة الخاتم عجبني و عاوزاه .  يكفيكم فيه كام ؟
علاء: هتقدري ع تمنه ؟
هبة : إن شاء الله .. انا محوشة قرشين حلوين . عاوزين كام؟
علاء : مليون
اندهشت هبة بينما حاول يوسف الاعتراض ع فكرة البيع من الأساس فأوقفه علاء
هبة: مليون ايه ..  جنيه ؟؟!
علاء : امال مليون قرش؟!
هبة : لييييه فاكرينو ايه ؟
علاء : ياستي بين البايع و الشاري ايه ؟
قامت هبة لتغادر و قالت : يفتح الله .. هو فعلا يفتح الله .. سلام
ضحك علاء و يوسف من خلفها ثم قال يوسف : يلا نلم الدنيا دي و نرجع للقصة أنا واقف غ حته حلوة و عاوز اكملها
علاء : طب مش تقولي ع اللي فاتني ؟!
يوسف: هحكيلك و احنا بنروق المكان
_____________________________
عادا للجزء الذي توقف عنده يوسف فوجدا سالم حزيناً
ذهب مساءا لمنزل الضيوف فوجده فارغا و المشاعل منطفئة، مشاعر مختلطة انتابته بين  الحزن لابتعادها و السعادة لأنه لن يتألم كلما يأتي ايفان  لزيارتها أمام عينيه..
جلس يدندن موشحاً  للمطربة التي امتلكت القلوب " ساكنة بك " و قال "  جل من قد صاغ بدراً في حلي انسان يا ليلي آه .. آه .. آه يا لالالي.. من لماه زاد سكراً و انثني نشوان ...يا ليلي آه ... آه .. آه .. يا لالالي ... "
قال علاء معلقاً : مين ساكنة دي سمعت عنها؟!
يوسف : آه.. دي كانت زي ام كلثوم كده بس في القرن ال ١٩ .. بيقولوا من عشق الخديوي ليها قال عليها ساكنة هانم ف  حريمه زعلوا راح غاظهم اكتر و قال ساكنة بك .. كانت أول واحدة ست تاخد البهوية و كان بيروح بيتها بنفسه عشان يسمعها  
علاء: يااااااه .. دا انت مثقف يا صاحبي
يوسف : هههههه لا ده انا سمعتها صدفة ف برنامج أ /محمود سعد
علاء : ايوه كده .. ده انا كنت هقلق عليك
يوسف : نرجع بقي للولهان اللي بيتوجع من الحب ده من فضلك
علاء : يلاااا
___________
ظل سالم يدندن و يعيش مع ألمه و صراعه حتي الفجر فتأخر في نومه قليلا عن عادته و فوجئ ببسمة توقظه لأنه قد حان وقت أول تدريب له معها ع رقصة التانجو ..
استعد سالم و ارتدي بنطال و قميص مناسبان للرقصة أما بسمة فنفذت تعليمات مدام كوزيت بصعوبة و ارتدت فستان قصير قليلا ليتيح لها حرية الحركة أكثر و يساعدها في تنفيذ حركات الأرجل بسهولة، ارتدت فستان ابيض طوله يصل أسفل ركبتها بقليل، ينسدل بانسيابية و نعومة، دخل سالم قاعة البيانو و شاهد بسمة تقف بخجل من قبل أن تبدأ التدريب فقال لها : التراجع متاح يا عزيزتي .. إن أردتي؟!
تقدمت بسمة و وقفت أمامه و قالت : لا .. لن أتراجع .. قط
ابتسم سالم لروح الاصرار لديها و هنا بدأت مدام كوزيت بشرح مختصر لما سيُنفَذ من حركات
اقترب سالم من بسمة ووضع يده خلفها و مد لها يده الأخري لتضع راحة يدها داخلها، توترت لذلك القرب الشديد الذي يحدث بينهما لأول مرة، بردت يدها في كفه فقال لها : ألم أقل لكِ .. تلك الرقصة غير مناسبة
بدأت مدام كوزيت العزف و جاء وقت تنفيذ حركة ضم ساقها ع ساقه مثلما يتسلق الانسان شجرة و هنا ابتعدت بسمة قليلاً ووقفت و فكرت في التراجع فقال لها سالم قاصداً استفزازها: إن كنتِ تفكرين في طريقة للهرب فأنا لدي فكرة .. سنقول أنكِ مريضة قليلاً  .. ما رأيك؟!
نجح الأمر و استفزت بالفعل فقالت : لا .. لن اهرب ..
اقتربت منه و نفذت الحركة ببراعة، كان تناغم سالم معها ممثازاً فقد مال بجسده معها و تحركا مثل غصنين خرجا من شجرة واحدة ..
علقت مدام كوزيت و قالت : Bravooo .. و الآن سننفذ الحركه الاخيرة و الأهم و هي حركة تعبر عن الرقصة ككل و اسمها تلامس القلبين .. سنميل معاً للاسفل و نصنع نصف دائرة مع تلامس الجهة اليسري لكلا منكما مع الآخر كإشارة لتلامس القلبين .. ارتفع حاجبي بسمة و اغمضت عينيها للحظة فقال لها متهكماً : لا تخافي .. أعدك سنتزوج سريعاً جداً بعد تلك الرقصة
ضحكت مدام كوزيت و معها سالم أما بسمة فنفذت الحركة لأنها و إن استصعبت الأمر لن تخسر قبل أن تحاول وتنافس أبداً ....
_________
ذهبت كاريمان مع ايفان لمتابعة العمل في المشفي، العمال يصنعون طلاءاً من الجير الذي يخلط مع الألوان، العمل يجري علي قدمٍ و ساق .. ناقشت كاريمان مع ايفان بدأ الاتفاق علي مستلزمات المشفي من معدات و غرف و ادوات فقال ايفان : أعرف مورداً يعمل في ذلك المجال و سأحاول الوصول معه إلي اتفاق بسعر جيد
كاريمان : و انا سأبعث لك المال مع عوف فور عودتي للمنزل
________
انتظرت كاريمان عودة عوف من مهمته الاخيرة حتي وقتاً متأخراً من الليل فغفت علي الأريكة التي كانت جالسة عليها، بعد قليل استيقظت علي صوت خفيف  ل وقع أقدام تقترب فرأت عزيز يدخل المنزل و يصعد لغرفته و من بعده بأقل من نصف ساعة أتي عوف اخيراً ووقف أمامها بوجه غير مريح و قال : سيدتي .. هناك أخباراً سيئة !!
نظرت له بقلق و ترقب و قالت : قل علي الفور .. ماذا وجدت ؟!
عوف : السيد عزيز يقامر!! في منزل أحد التجار سيئي السمعة، ظل هناك لساعات طويلة و خرج خالي الوفاض .. يبدو أنه خسر مبلغاً كبيراً الليلة ..
لم تكن كاريمان تصدق ما سمعت فطوال تلك السنوات لم يفكر احد أن يبحث وراءه أو أن  يعرف أين يذهب في أسفاره و رحلاته،  من يدري منذ متي بدأ في المقامرة التي انهت علي كل الأموال التي كان يأخذها حتي رفض ابيه أن يعطيه قطعة نقود واحدة جديدة ...
______________________________
في الصباح جلست كاريمان تحتسي قهوتها بينما كانت تفكر كيف ستتصرف، في تلك الأثناء وصلت " فاتن" فوقفت و احتضنتها بحماس و كأنها لم تكتشف خيانتها بعد، أشارت لعوف بوضع أغراضها في غرفة معدة لها خصيصاً ثم أمرت راشدة بتجهيز طعام الإفطار و ايقاظ عزيز لينضم إليهما
كاريمان : الحمدلله علي سلامتك .. كيف هي أحوالك ؟!
فاتن : أنا بخير .. كم كانت سعادتي عندما وصلني خطابك و ذكرتي أمر عزيز ... حقاً لم اتوقع ذلك ..
كاريمان : و انا أيضاً ف عزيز طائر مهاجر لا يحب الاستقرار لكننا سنستغل إعجابه بكِ و سندخله القفص
ردت فاتن بسعادة : كيف ؟!
كاريمان : سأقدم له بعض الإغراءات.. اتركي الأمر لي ..
مر وقتاً طويلاً دون أن يأت عزيز فتناولا إفطارهما و قالت كاريمان لصديقتها : اذهبي انتي لتستريحي من عناء السفر و في المساء سأعد لكما مفاجأة ستعجبكما كثيراً
______________
أمرت كاريمان راشدة و عوف و خادمتها الجديدة بهيجة أن يقيموا مائدة عشاء فاخرة و أبلغت كلا من عزيز و فاتن بالحضور علي العشاء في الثامنة مساءاً، لم يكن عزيز متحمساً لمقابلة فاتن و فكر بالخروج سراً من باب المنزل الخلفي لكن كاريمان أغلقته خصيصاً تلك الليلة فأُجبر علي البقاء
جلس ثلاثتهم علي العشاء و بدأ تناول الطعام
كاريمان : أتمني أن يعجبكم طعام الليلة فقد أعددته لكما خصيصاً
فاتن : كل شئ جميل للغاية يا عزيزتي
نظرت فاتن لعزيز فوجدته يتجنب النظر إليها و وجه كل نظره للطعام الذي أمامه فقالت له : كيف حالك يا عزيز؟ هل انت مسرور هنا ؟؟
عزيز : أنا بخير .. المكان هنا جيد لا بأس به
تدخلت كاريمان و قالت بمكر : لماذا تتحدثا بشكل رسمي .. كلُ منكما حدثني عن الاخر بشكل منفصل و لم يبق سوي المصارحة
خجلت فاتن بينما قال عزيز في استهزاء : مصارحة ماذا ؟ لا أفهم!!
أخرجت كاريمان علبة صغيرة عندما فتحتها ظهر بها خاتم خطبة و اسورة رقيقة، وضعتها في منتصف المائدة ثم دفعتها ناحية عزيز و قالت : أنا سأختصر عليكم خطوات عديدة و ها هي هدية الخطبة للعروس.. أحضرتها ع  ذوقي
قال عزيز : خطبة من لمن؟! لم أقل أبداً أنني سأتقدم لخطبة فاتن أو حتي لغيرها .. ما هذا الهراء؟!
فوجئت فاتن من كلماته و قالت : ألم تعدني بالخطبة و جئت هنا و حدثت كاريمان عني !!
عزيز : نعم .. قد وعدتك بالخطبة و انتِ صدقتِ لأنك حمقاء أما اختي ففعلت بكِ هذا لأنكِ خائنة .. فهي تعلم بالخطابات أيتها الغبية !!
بدأت فاتن بالبكاء ففكر عزيز بالمغادرة فأوقفته كاريمان و قالت موجهةً كلامها لفاتن : هذا الذي خنتني لأجله .. لم يشتريك و لو بأقل ثمن .. قد خدعتك كما خدعتني كي تتذوقي طعم الخداع .. هل أحببته؟!
غادر عزيز بينما ظلت فاتن تبكي بلا توقف فقالت لها كاريمان :  قد أمرت خادمتي بجمع اغراضك .. ستغادرين بيتي حالاً  
فاتن : و لكن الوقت متأخر .. أين سأذهب الآن؟
كاريمان : سأكون أفضل منك .. عربتي ستوصلك لأقرب فندق تقضين به الليلة !!
غادرت فاتن بعد درس صعب جداً، علي الرغم من تظاهر كاريمان بالقوة لكنها بكت كثيراً عندما اختلت بنفسها ...
كانت تلك هي الليلة السابقة ليوم المسابقة و لم تكن كاريمان في مزاج جيد عندما أتي إيفان لعمل " بروفا " أخيرة قبل المنافسة، دخل فوجدها جالسة في حزن و عندما قصت له ما حدث و ما فعلت انتابه شعور غريب فقال لها : أفعالك هذه يا كاريمان تخيفني!
ردت : لمَ؟ هل انا التي بدأت بالخيانة أم هي ؟
قال إيفان: لم تبدأي و لكنك انتقمتِ بضراوة.. إن لم تجدي عذراً لمسامحتها فكان يكفي أن تمحيها من حياتك لكن دون اذي !!
كاريمان : أنت مسالم جدا يا إيفان.. لا تجيد النزال او حرفة اخذ الحق .. سأعلمك اياها مع الوقت.
إيفان: ربما تكونين محقة .. لكن .. هل انتِ مستعدة لمناسبة الغد
كاريمان : لست بمزاج جيد لكنني بمهارة تمكنني من الفوز
إيفان: اذن لنقوم ب بروفا الآن
أنهيا تدريبهما و كان إيفان يستعد للذهاب فاشارت  كاريمان لعوف لإحضار المال فاحضره و اعطاه لايفان لشراء مستلزمات المشفي و فيما هو خارج تقابل مع عزيز علي الباب فنظر للأموال التي بيده و ابتسم دون أن يعلق
_______________
دخل عزيز من الباب و رأي اخته جالسة شاخصةً إليه فتجاهلها عمداً، ذهب نحو السلم ليصعد لغرفته فقالت بصوت عالٍ: ما أخبار الكازينو الذي أنت شريك به؟!
وقف عزيز و قال : جيد .. هل سعدتِ بما فعلته اليوم بصديقتك؟!
كاريمان : نعم .. هذا ليس من شأنك .. ما سأتكلم به الآن هو الذي يخصك
عزيز : لعله خيراً ؟
كاريمان : للأسف لا .. كيف سيكون خيراً و هو يخصك ؟!
علمت أين تذهب و ماذا تفعل يا عزيز .. ايها المقامر  المستهتر.. مدعي الرحلات و الصيد و الاسفار !!
ارتبك عزيز و قال : هل تنبشين خلفي ؟!
كاريمان : نعم و كان لدي حق .. طلبت منك عدم إثارة المشاكل و لكنك كالعادة ستفضحني هنا و تقلل من قيمتي .. سألتك عن سبب حضورك قلت انك تستريح قليلا و لكنك أتيت لتختفي عن الأنظار و تقامر في مكان جديد .. الآن عليك أن تغادر حالاً لتلحق بحبيبتك علي الطريق .. لن أقبل بوجودك هنا معي مهما قلت
استشاط عزيز غضباً و خرج عن وعيه، التقط سكيناً كانت موضوعة فوق طبق فاكهة و وثب فوقها ووضع السكين ع رقبتها و قال : قد احتملت غرورك كثيراً .. أخرجتني شيطانا دائماً في وجه ابي حتي طردني من كنفه و رعايته و جردني من حقوقي و بقيتي انتي المدللة المحبوبة، حتي عندما جئت إلي هنا حاسبتني و كأنك ولية أمري ووضعتِ علي شروطك .. و الآن تقولين غادر!! من انت لتفرضين علي رغباتك.. من ؟!!
كانت عينا كاريمان تعبر عن رعب و دهشة من ذلك الذي يسمي أخيها، بينها و بين الموت خطوة واحدة !!!
تري ماذا سيحدث لكريمان... إصابة ام ستخرج سالمة؟! و هل ستشارك في تلك المنافسة ام لا ؟!
ترقبوا أحداثاً شيقة في الأجزاء المقبلة
😍😍🤩

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 4 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
مــــعدل النشـــــــاط : 665
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثاني والعشرون    الصندوق السحري - صفحة 4 Emptyالسبت أغسطس 03, 2024 7:31 pm


الصندوق السحري
الفصل الثاني والعشرون
لم تستطع كاريمان الصراخ فالسكين علي رقبتها مباشرةً و عزيز في حالة عصبية جنونية و قد يقتلها ان نطقت فظلت صامتة لكن الرعب ارتسم في عينيها، الوقت كان متأخراً و الخدم ذهبوا لمخادعهم، تمنت لو يأتي عوف و يخلصها من يده، فكرت في التخلص منه بنفسها لكنه كان ضاغطاً عليها بكل قوته، لحظات من الرعب مرت عليها إلي أن امتدت يد قوية و رفعته من فوقها ثم أزاحته و ألقته في أحد الزوايا، إنه سالم !! عندما رأته تعجبت من وجوده لكنها حمدت الله أنه أتي...
أمسك بيدها و لاحظ جرحاً سطحياً في رقبتها من أثر السكين، أجلسها ع أحد الارائك و تركها تلتقط أنفاسها بينما هرب عزيز في لحظات قبل أن يحاسبه أحد، أحضر لها سالم كوب من الماء لتهدأ قليلاً ثم اخرج منديله و ربطه حول رقبتها لكي لا تنساب الدماء أو يتلوث الجرح ..
جلس إلي جوارها في أسي و قال
سالم : هل أنتِ بخير ؟!
كاريمان : إلي حد ما.. لم أكن أتصور أن تصل الأمور لهذا الحد أبداً
سالم : أنا لا أفهم.. ماذا يحدث حتي يفعل أخوكِ شئ مشين كهذا ؟
شعرت كاريمان بالخزي لما حدث و لم تستطع أن تروي التفاصيل فقالت : خلافات عائلية لا داع لذكرها.. عزيز شخص متهور كما تعرف فلا لوم عليه ..
سالم : لا لوم!! قد كاد يقتلك لولا مررت ل هنا صدفةً
كاريمان : حقاً ..كيف مررت من هنا و دخلت و وجدتني؟!
سالم بتوتر: كنت في زيارة لأحد جيرانك و مررت فسمعت صوت صراخ عزيز فقلقت و ذهبت نحو الباب فوجدته موصداً فاضطررت لكسر القفل و دخلت و حدث ما شاهدته بنفسك
كاريمان : زيارة في ذلك الوقت !! الناس كلهم نيام !
توتر سالم و لكنه حاول أن يُظهر الأمر عادياً فقال: كانت زيارة عاجلة لصديق مريض ..
كاريمان : ممممم . احمد الله ع تلك الصدفة .. أرجوك أن تُبقي ما حدث هنا سراً و لا تذكره أمام أي إنسان .. من فضلك
سالم : كما تريدين و لكن أخيكِ هذا تخطي كل حدود المقبول و أصبح تهوره خطراً جداً .. لا أود تركك هنا وحدك .. تعالي معي و ابقي في منزلي كما كنتِ
كاريمان : لا ... عودتي ستثير التساؤلات و انا لا اريد لغط أو ضجيج
سالم : لكنني لن اتركك هكذا.. سأرسل أربعة من رجالي يحرسونك و لن يسمحوا لأخيك بالدخول
كاريمان : عوف خادم ابي كان كافياً لكنه ذهب للنوم قبل دقائق مما حدث .. ربما بُعد مخدعه عن هنا هو السبب في عدم سماعه للصوت
سالم : لا .. واحد فقط لا يكفي حتي و إن كان بارعاً .. سأبعثهم لكِ فور وصولي.. لا ترديني أرجوكِ
كاريمان : شكراً كثيراً لك .. لا اعرف كيف أوفيك حقك
سالم : لا عليك .. دمتِ سالمة يا أميرة..
تركها سالم و بقيت علي الأريكة تحاول استيعاب ما حدث، شعرت باهتزاز و برودة في أطرافها ف مدت يديها و لاحظت الارتعاش، شعرت به أيضاً في قدميها،تحركت إلي غرفتها بوهن و أزالت منديل سالم من رقبتها و نظرت للجرح أمام مرآتها، قالت داخل عقلها : إن عزيز أصبح خطراً و اعماله كلها غير مبررة، مجيئه لهنا و طلبه للمال ثم ظهور أموال كثيرة معه بمبررات لا تصدق، المقامرة و عصبيته الزائدة، قد رأت في عينيه خوف يدفعه للجنون.. تُري ماذا يخفي ايضاً و ماذا يحيك؟ .. أيا كان فستفوح رائحته قريباً ...
في طريق العودة للمنزل، تذكر سالم شوقه لرؤيتها الذي دفعه للمرور بالقرب من بيتها، فكر فيما كان سيحدث إن لم يكن هناك!! هل كانت ستفقد حياتها علي يد أخيها؟! ذاك المجنون، تمني لو وافقت علي أن تعود لمنزله فهكذا سيظل قلقاً عليها دائماً ..

عندما عاد لمنزله ارسل لها الحرس و كلف زوج آخر من عامليه بالبحث عن عزيز و احضاره عنده في أسرع وقت ..
_______________
لم تنم كاريمان حتي الصباح ما بين الحزن ع ما فعله أخيها و الارتعاش الذي لاحظته من بعد الحادثة، أتي إيفان كعادته ليمر عليها قبل ذهابه للعيادة فربطت منديلاً علي الجرح لكن الارتباك و الرعشة ظهرا علي وجهها و يديها
قال إيفان: ماذا بكِ؟ أراكِ في ارتباك و عدم اتزان .. هل حدث شئ البارحة؟!
كاريمان : لا .. مجرد شجار مع أخي بعد ما حدث
ايفان: هل توترتِ كثيراً؟
كاريمان : نعم .. أعصابي مشدودة و متوترة .. هل هناك لديك دواء مهدئ للأعصاب؟
إيفان: نعم .. اعرف دواءً سيفيدك، عند ذهابي للعيادة سأرسل لكِ منه، ضعي الكمية في كوب ماء و تناوليه و ستصبحين أفضل يا عزيزتي
سمعت كاريمان لفظ عزيزتي بدلا من حبيبتي فتضايقت قليلا وقالت : شكرا لك يا عزيزي ...
إيفان: لدينا مسابقة اليوم .. برأيك هل ننسحب فحالتك الصحية تحتاج للراحة و الهدوء ؟ و انا أيضاً قد تعكر مزاجي و تراجعت رغبتي ف الحضور
كاريمان : المشكلة ان مدام روز ترغب في مشاركتي كثيراً لرفع مستوي المنافسة و لا أرغب في ردها ... سأحاول النوم و الارتياح حتي المساء و أقرر بعدها ما إن كنت سأذهب ام لا ؟ هل هذا مناسب لك ؟!
إيفان: نعم .. لا عليك مني .. انا فقط منزعج بسبب رؤيتك ع هذه الحال
كاريمان : لا تقلق .. سأستعيد نفسي سريعاً
إيفان: دمت في صحة و عافية
___________
أحضر رجال سالم عزيز موثقاً من يديه و هذا الوضع ازعجه كثيراً و لم يتقبله فهو سليل عائلة عريقة ع كل حال، طلب منهم أن يفكوا وثاقه فغالباً لم يصلهم الصوت و
تركوه في غرفة أغلقوا بابها عليه و مضوا و بعد عشر دقائق جاء سالم و دخل للتحدث إليه
سالم : هربت البارحة سريعاً!!!
عزيز : لا أعرف ماذا يدخلك بين الأخوة .. ماذا لك في ذلك الموضوع لتخطفني و تحتجزني هنا ؟ لا افهم؟!
أمسك سالم بياقته و ضغط علي رقبته و قال : أخوة؟؟ كدت تقتلها ايها السافل و تقول لي أخوة؟!!
عزيز : أنا مازلت لا أفهم!! دفاعك عنها و احتجازي هنا بالرغم من انها لا تري فيك الا رائحة ابل !!
عندما سمع سالم هذه الجملة تذكر تلك اللحظة عندما قرأ ذلك الخطاب، تركه و ابتعد قليلاً فأدرك عزيز انه وضع يده ع موضع الألم و قال : نعم!! عليك أن تدرك أن كل ما تفعله لا يستحق!
سالم : هل قالت لك أنت أيضاً عن هذا
أعجب عزيز رؤية ذلك الضعف و الضيق في عيني سالم و قال : لا بل قرأت خطاباتها لفاتن فعرفت رأيها بك .. و لكن يبدو أنك انت من سمع ذلك من قبل ؟!
سالم : نعم .. سمعت .. ناهيك عن هذا .. أريد أن أعرف ماذا حدث لتصل بكما الأمور لما رأيته أمس
عزيز : لست معنياً بما حدث .. لا يخصك
سالم بتحدٍ : يبدو أن البقاء في تلك الغرفة يعجبك .. ما رايك أن يطول!!
عزيز بغيظ: لا تعبث معي !! أنا أحذرك
سالم : هل تظن أن كلماتك هذه ستشكل فارقاً لي .. قل لي ما حدث إن كنت تريد الخروج من هنا و لا تحاول أنت العبث معي لأنني سأتحقق من كل معلومة تقولها
عزيز : و لماذا لم تطلب منها هي أن تخبرك ؟!
سالم : لن اجادل معك للمساء .. أمامك ثلاث دقائق إما ستخبرني بما اريد و إما ستبقي هنا تفكر حتي صباح غداً
عندما سمع عزيز انه من الممكن أن يبقي هنا هذه الليلة تراجع و قال : اختلفنا بسبب فاتن صديقتها .. وعدتها بالزواج و خلفت وعدي معها و هي استدعتها و أحضرت خاتم الخطبة فرفضت و حدث شجار و اعصابي تلفت فحدث ما حدث
سالم : فاتن !! متي أتت؟! لم أراها أمس
عزيز بضجر: في الغالب قد غادرت أمس بعد م حدث
سالم : هل انت متأكد من أن ذلك هو السبب
ابتلع عزيز ريقه ثم قال : نعم .. متأكد
سالم : و انا سأقتنع بما قلت حالياً و سأطلق سراحك لكن اعلم شيئا .. ابق بعيدا عن كاريمان فحالتها سيئة بعد ما فعلته أمس .. قد أقمت حراساً علي أبوابها
ضحك عزيز بخبث و قال : هل تعشقها إلي تلك الدرجة ؟! بالرغم من حبها لذلك الطبيب!!
سالم : دعنا لا نسميه عشقاً .. لتكن محبة أو معزة .. أنا لا أريد أن يصيبها أي أذي
عزيز : أنت شخص غريب .. هل يترك المحب حبيبه لآخر .. الحب غيرة يا حضرت؟
سالم : انت لا تفهم و لن تفهم
عزيز : دعني أعقد معك اتفاقاً
سالم : ما هو ؟
عزيز : إن أزلت عقبة هذا الطبيب من أمامك ستكون هناك فرصة لك لتجذبها إليك .. صحيح ؟!
سالم بعجب : ماذا تقول انت؟! و ماذا تعرض ؟! لا أفهم !!!
عزيز : سأوضح لك .. سأبعد بينهما بطريقتي و في المقابل ستساعدني انت في أمرٍ ما
سالم: أمر ماذا ؟
عزيز : رجل يطاردني أريدك أن تخيفه و تبعده عن طريقي بسلطتك هنا
سالم : و لماذا يطاردك؟
عزيز : حدث بيني و بينه خلاف مثل ما حدث بيني و بينك و هو يطاردني فأريدك إن تم ما قلت و فرقت بينهما أن تأتِ معي برجالك و نخيفه لكي يكف عني
سالم : كلامك مريب و معلوماتك ناقصة
عزيز : سأنهي الجزء الاول من اتفاقنا ثم اشرح لك الجزء الثاني فيما بعد .. هل اتفقنا؟
سالم : لا .. لم نتفق .. ماذا تخطط أنت لايفان ؟!
عزيز : بصراحة لا يعجبني هذا الشاب و لكي لا اكذب، أنت أيضا لا أراك مناسبا لها و لكن عندما اقارن بينكما أجدك أنت الأفضل من وجهة نظري .. أتدري لمَ؟
سالم متهكماً : لمَ يا سليل عائلة الراعي العريقة ؟!
عزيز : بدون تهكم من فضلك .. ذلك الطبيب فقير متسلق غريب في بلدنا، لين الطبع ليس له هيبة ع عكسك فأنت لديك مال و سلطة و هيبة تليق بك هنا
سالم : و ماذا خططت له ؟! واضح ان هناك خطة ما موضوعة ؟!
عزيز : لم اتعود الإفصاح عن كل ما بعقلي لأحد لكن ما يهمك هو النتيجة
سالم بحدة : لا .. لن أقبل أبداً أن تؤذيه .. هل تفهم ؟!
عزيز : أنت فهمت خطأ .. لن أمسه بأذي .. سأبعد بينهما فقط لتحظي بفرصة .. أم انك لا تريدها و فضلت الاستسلام؟!
لم يرد سالم فقال عزيز : هل اعتبر اتفاقنا سارٍ؟!
سالم : لا .. لا ادخل في اتفاقات لخطط و موضوعات غير واضحة .. آسف .. اترك اختك لاختياراتها و لا تصنع من نفسك حاكماً عليها و عاي تصرفاتها
زفر عزيز و قال : أنت حر ... فلي بدائل و طرق أخري و انت الخاسر ..
اقترب عزيز للباب المغلق و قال : هل ستطلق سراحي ام سنظل هنا نتحدث حتي موعد حفلتك الراقصة؟!
فتح سالم الباب و أطلقه و أدرك أن هناك شيئا يجب أن يفعله فوراً دون تأخير..
خرج من تلك الغرفة و ذهب إلي قاعة الرجال ليضمن ألا يدخل أحد اليه، أمسك ورقاً و قلماً من الفحم و كتب رسالةً بدي أنها مستعجلة و ضرورية، أنهاها ثم أعطاها لمن سيرسلها علي الفور ...
________________________
في طريقه إلي قاعة المائدة ليتناول إفطاره رأي باب قاعة البيانو موارباً و أصوات أقدام مع دندنة بسمة خارجة منه فدخل ليستمتع بحديثها قليلاً فردودها العفوية و عينيها البريئتين المتطلعتين إليه بحب يجعلاه منجذب لها راغباً في محادثتها، طرق الباب بشكل خفيف مستخدماً اصبعيه السبابة و الوسطي فانتبهت و توقفت فدخل و سألها : كيف حال التدريب ع التانجو .. اليوم هو اليوم الكبير؟؟
ردت بسمة في حماس : سأتدرب حتي آخر وقت و لكنني في حيرة
سالم : ممَ؟
بسمة: أرسلت مدام بيلين ثوبين مناسبين للحفلة و لا أعرف أيهما أجمل لأرتديه ؟
سالم : بسيطة .. سأساعدك و لكن يجب ان ترتديهما لأعرف أن أرجح لكِ أحدهما
بسمة : اذن ... كيف سنفعل ذلك ؟
سالم: ستذهبين لجناحك ثم تدخلين لغرفتك و ترتدي الثوب الاول و انا سأكون بانتظارك في ردهة الجناح و هكذا في الثوب الثاني أيضاً ... بهذه البساطة
بسمة : نعم ... سأذهب الآن
ضحك سالم من خلفها و قال : و أنا سأتبعك
____________
ارتدت بسمة ثوبها الأول و كان احمر كرداء الملكات، ناعم و جميل فقال سالم : رائع
ثم ارتدت الثاني الذي كان بلون أخضر في درجة هادئة تشبه أوراق الأشجار ليلاً، ثوب من الحرير الخالص فائق النعومة، نفذته مدام بيلين بشكل مغلق بناءً علي رغبة بسمة، لم يُظهر سوي ساقيها بمقدار كفٍ واحد، منسدل بشكل متسع كلما اقترب للأسفل كي يتيح لها حرية الحركة، صمت سالم لدقيقة ثم قال : هذا هو ... مذهل
اقتنعت بسمة علي الفور و قررت ارتداءه في الحفل فلم يكن الحفل هو المهم عندها و لكنها أحبت أن ترتدي الأجمل في عينيه و الثوب الذي اختاره بنفسه ..
تركها و ذهب للأسفل و قال : قد تأخرنا علي الإفطار .. اتبعيني بسرعة
_________________________
ذهب إيفان بعد الظهر ليطمئن علي كاريمان فوجدها تحسنت عن الصباح كثيراً بفعل الدواء الذي أرسله لها، أشارت لراشدة بإعداد كوبين من الشاي و جلسا ليتحدثان و مازال المنديل مربوطاً علي مكان الجرح، في تلك الأثناء أقبل سالم و ألقي التحية ثم سألها : كيف حالك اليوم ؟
فأشارت له بعينيها أن إيفان لا يعرف و قالت : أصبحت أفضل الآن و لكن عزيز أتلف أعصابي بشجاره
قال سالم : امممم .. الحمدلله علي سلامتك
إيفان: أرسلت لها صباحاً وصفة طبية مهدئة للاعصاب بعد أن كانت يديها ترتعشان و الآن هي أفضل الحمدلله
حزن سالم من اجلها و قال : سلمت يداك يا صديقي .. أنا سأذهب لأرتاح قليلا و سألتقيكم ليلاً في منافسة الرقص .. هل ستنضما؟
نظر إيفان لكاريمان و قال : كما تريد كاريمان
قالت كاريمان : أنا بخير الآن و سأشارك ان شاء الله
ابتسم لهما سالم و ذهب بسرعة فوجود إيفان أشعره بأن ليس له مكان ...
_________
جاء المساء الذي انتظرته بسمة كثيراً فبرغم روحها المسالمة لكن التقليل من شأنها أشعل رغبتها في المنافسة، ارتدت ثوبها الأنيق ذو اللمسة الناعمة و عندما نزلت من الدرج وجدت سالم ينتظرها في بذلة بيضاء بقميص أبيض و بنطال أسود و رابطة عنق سوداء، بدي أنيقاً جداً و عندما تعلقت في ذراعه ظهرا كزوج يمام متناغم، بسمة ببشرتها السمراء لأبيها و ملامحها الرقيقة الصغيرة لأمها و سالم بهيبته و قوته و ملامحه و لونه القمحي المصري الأصيل ..
توقف يوسف عند تلك الصفحة لان الصفحة المقابلة حملت رسماً لزوج اليمام ذاك، ظل هو و علاء يتأملان الرسم و براعته فقال علاء : تفتكر مين هيكسب ؟
يوسف : مش عارف ...
علاء : تيجي نتوقع زي الماتشات و اللي يخسر يجيب ٢ كريب للعشا
ضحك يوسف و قال : ماشي . انا مع سالم و بسمة
علاء: و انا مع صوت العقل .. عملياً كاريمان و إيفان الاقوي و الأكثر خبرة في الرقص
يوسف : طب يلا نشوف
_________


وصل سالم و بسمة الحفل أولا ثم أقبلت سيمون و معها السيد كمال و اخيراً جائت الأميرة مع الطبيب الوسيم ..
الحفل مقام بقصر السير ليبون و زوجته السيدة روز، في الحديقة الواسعة أضيئت المشاعل و تم وضع طاولات لجميع المدعويين و في المنتصف أعدوا مكان حلبة الرقص، العاملين هنا و هناك يوزعون المأكولات و المشروبات و هناك فرقة موسيقية تعزف ألحاناً قبل البدء بالمنافسة و أمام الحلبة أُعدت منصة الحكام الخمس ..
جلس الجميع و بدأت مدام روز التحية و تقديم الفقرات و قالت :
أرحب بالجميع في هذا المساء الجميل .. شرفت بحضوركم و أتمني أن تستمتعوا اليوم بتلك المنافسة في واحد من أجمل الفنون ألا و هو رقص التانجو و هي رقصة ذات أصول أرجنتينية كما تعلمون
أرحب بالجميع و علي رأسهم حكامنا الخمس و هم
الاول : مصمم الازياء هنري وون ليون
الثاني : الراقص المعروف جابرييل صامويل
الثالثة : السيدة سوزان عبدربه راقصة التانجو و مصممة الرقصات
الرابعة: مودمازيل كلوي المطربة الفرنسية
الخامسة : السيدة ليلي ابراهيم فنانة مصرية
صفق الجميع ترحيباً بالحكام فاستطردت مدام روز و قالت: نظام التصويت سيكون من ١٠ درجات لكل حكم و صاحب أعلي نقاط سيفوز بالجائزة .. دعونا نرحب بالثنائي الأول في حفلنا السيدة شاهدة و زوجها السيد زهران المصري
بدأ العزف و الحاضرون منتبهون للرقصة بينما جلس سالم و بسمة ع طاولة بمفردهما أما إيفان و كاريمان و سيمون و السيد كمال فقد ضمتهما طاولة واحدة، نظرت بسمة لكاريمان و شاهدت فستانها الكستنائي الفاخر ك لون القهوة الصباحية الفريدة و حذائها الرقيق بجلد بني بتعريجات خفيفة و كعب رفيع، لاحظت أيضاً خاتماً ذو ألماسة بنفس لون الفستان يلمع في اصبعها، لاحظ سالم التفاف وجهها ناحية كاريمان و رأي في عينيها خوف من الخسارة، حاول طمأنتها و قال : قد بذلت جهداً كبيراً جداً يا بسمة فلا تخافي من النتائج و لا تنظري لأحد فجمالك متفرد و مختلف .. لا أحد مثلك و لا أنت تشبهين أحد
أمسك يديها و ربت عليهما فابتسمت ثم أطلقت زفيراً قوياً حمل معه توترها و خوفها ..
من بين عشر ثنائيات سيرقصون الليلة كان ترتيب سيمون و كمال السابع و سالم و بسمة التاسع أما كاريمان و إيفان فقد وضعتهم روز في نهاية المنافسة كطبق الحلوي الذي يأتي في نهاية الوجبة ..
_____________________________
وقفت سيمون و أمامها كمال و بدآ الرقص، أخطأ كمال في تلقي بعض الحركات و انثني كاحله و هو يدور حاملاً سيمون، تألم في صمت ثم اكمل الرقصة بصعوبة لاحظها الحكام فكان مجموع نقاطهما من الحكام ٣٩ نقطة
صفق لهما الجميع ليبدأ دور الثنائي الثامن الذي يسبق مباشرة بسمة و سالم فهمس في اذنها و قال : استعدي يا ذات الرداء الأخضر ..دورنا هو التالي
___________
جاء اخيراً دورهما فقدمتهما مدام روز و صفق لهما الجميع بينما نظرت كاريمان بثقة كعادتها
نفذت بسمة الرقصة بدقة متناهية كمن يرقص منذ زمان طويل و سالم كان بارعاً في تلقي الحركات ب ليونة ممتازة أعجبت الحكام، لاحظ أنها متعرقة من الخوف و يديها باردتان فهمس لها مطمئنا: انتِ رائعة .. لا داعي للارتباك
انتهت الرقصة و صفق الجمهور بشدة فتأكدت بسمة انها أبلت بلاءاً حسناً و شعرت بالرضا عن نفسها
رفع الحكام علاماتهم فحصدوا ٤٨ نقطة لأن الحكم الاول و الثالث انقصاهما درجتين و لكنها نتيجة جيدة جدااا
_____________________________
اقترب الحفل علي الانتهاء فنادت السيدة روز علي الثنائي الأخير فوقف إيفان و مد يده برقة لكاريمان التي وضعت يدها في يده و ذهبا ليبدآ الرقصة .. بدت كاريمان في الرقصة كآلة كمان في يد عازف ماهر، حركات مرتبة و ليونة ممتازة، تناغم رائع و اختتمت الرقصة بتصفيق كبير من الجميع حتي سالم و بسمة..
رفع الحكام علاماتهم فأعطاهم الجميع عشر علامات كاملة فيما عدا السيدة سوزان التي أنقصتهما درجتين فكان المجموع ايضاً ٤٨ نقطة و هنا حدث التعادل فأعلي درجة كانت ٤٨ و قد تساوي فيها الفريقين بينما أُقصيت باقي الثماني فرق ..
أعلنت السيدة روز عن تقييم فارق و هو ثوب الفتاة في كل فريق و قد كان الثوبان رائعين
حصل ثوب كاريمان الكستنائي علي ٤٥ درجة بعد أن أنقصه مصمم الازياء جابرييل نقطتين و أنقصته مودمازيل كلوي درجة و كذلك السيدة ليلي درجتين ايضاً
أما ثوب بسمة الأخضر الحريري فقد حصل علي ٤٥ نقطة ايضاً لأنها اخدت ٩درجات من جميع الحكام !!!
تعجب الجميع لذلك التعادل المتكرر فاعطت السيدة روز استراحة لتناول المشروبات ثم عودة لجولة أخيرة حاسمة ...
____________________
عادت السيدة روز بعدما تشاورت مع الحكام فيما سيتم بالجولة الاخيرة و قالت:
السيدات و السادة الحضور .. رأينا جميعاً جمال تلك الأمسية و المنافسات الرائعة في رقص التانجو و بما ان الفريقين قد تعادلا بجدارة و استحقاق و بما إن هذا الحفل أقيم لمنافسة في الرقص فسنترك الفريقين لمدة ربع ساعة يتفقان علي اي رقصة يختاران تنفيذها و يمكنهما الاستعانة بأي من الجمهور لمعاونتهما حسب نوع الرقصة.. سيرفع الحكام اسم الثنائي صاحب الرقصة الفائزة في نهاية الجولة حسب اختيار كل واحد منهم و الفريق صاحب الأصوات الأكثر هو الفائز و بعدها سيتم تسليم الجائزة
اختارت كاريمان ان ترقص مع ايفان رقصة الفالس.. رقصة غربية ناعمة انتشرت في الدول العربية بسبب توغل الثقافة الغربية فيها، قدم إيفان و كاريمان أداءً بارعاً و نالا استحسان الجميع ..
أما بسمة فأقنعت سالم بأداء رقصة من التراث الأثيوبي اسمها "Eskista" علمها اياها والدها، هي رقصة شعبية مفعمة بالحيوية و الحركات السريعة، انضم إليهما عوف خادم والد كاريمان لأنه يحب تلك الرقصة كثيراً و ايضاً السيد كمال مدرس الجغرافيا الذي رمقته سيمون بنظرة غاضبة لكنه لم يهتم، تعلمها سالم سريعاً بذكاءه المعتاد أما الاستاذ كمال فكان يمثل الجانب المضحك في الرقصة، وقف أربعتهم أمام الحضور و قالت بسمة قبل البدء: هذه الرقصة من تراث أجدادي فأنا لي شق إثيوبي إلي جانب الشق المصري، رقصة شعبية أتمني أن تعجبكم ..
بدأت الرقصة و قد جعلت الجميع في تركيز و انتباه لأنها شئ جديد لم يره احد منهم من قبل...
بعد الانتهاء من الرقصة ظل التصفيق متصل لعدة دقائق و طلب الحضور إعادة الرقصة و انضم عدد من الحضور للرقص معهم ..
رفع الحكام بعدها لافتاتهم فحصل فريق بسمة ع ٤ أصوات من الخمسة و شعرت أن قلبها ترقص داخله الفراشات من السعادة، نظر سالم لها بسعادة و فخر و امسك يدها وقال: قد فزت يا بسمة بجدارة و اقتدار .. أنا فخور بكِ
نظرت كاريمان لبسمة بابتسامة و كأنها ليست مهتمة بالفوز و قالت : مبارك عليك الفوز يا بسمة .. قد استحقيتِ
هنأها كذلك إيفان و الاستاذ كمال بينما نظرت لها سيمون ببرودة و قالت : مبارك ...
أتت السيدة روز و سلمت بسمة الجائزة وسط تصفيق الجميع و قبل أن تنتهي الأمسية و يذهب الجميع جاء كافور حارس منزل الطبيب إيفان مهرولاً و جريحاً و قال أن لص كسر الأقفال و اخذ الأموال الموجودة في غرفته و هرب و لم يستطع اللحاق به ...
حملق الجميع في دهشة و كان أكثرهم صدمة هو سالم الذي فهم من اللحظة الاولي من الفاعل !!!
في الأجزاء المقبلة سنعرف هل عزيز هو الفاعل و هل سيتم كشف أن تلك هي فعلته ؟ من الرجل الذي يهدده ؟! و لمَ؟!
لمن ارسل سالم تلك الرسالة؟! و ماذا بها ؟! و هناك أيضا زفاف مرتقب فمن منهم الذي سيتزوج ؟!
ترقبوا احداثاً شيقه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 4 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
مــــعدل النشـــــــاط : 665
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثالث والعشرون    الصندوق السحري - صفحة 4 Emptyالسبت أغسطس 03, 2024 7:36 pm


الصندوق السحري
الفصل الثالث والعشرون
خسر علاء في لعبة التوقعات و بناءً عليه فهو مكلف الآن بدفع ثمن وجبة العشاء، اتصل بأحد المطاعم و انتظر وصول عامل التوصيل ثم جلس ينتظر مع صديقه وصول الطعام، في تلك الاثناء ورد اتصالاً ليوسف ع هاتفه النقال فنظر و إذ هي ريم فأمسك بالهاتف ليرد عليها فطلب منه علاء أن يفتح مكبر الصوت ليشترك معهما في المكالمة
يوسف : ألو.. ريم .. ازيك ؟
ريم : الحمدلله كله تمام .. انت و علاء تمام؟
يوسف : آه الحمدلله .. علاء جنبي اهو
علاء: ازيك يا ريم .. أنا معاكم اهو .. المايك شغال
ضحكت ريم و قالت: عندي ليكم خبر حلو
يوسف بحماس : طب قولي بسرعة .. عرفتي حاجه جديدة ؟!
ريم : لا مش بالظبط بس حكيت لماما عن الكتاب و الصندوق و القصة كلها .. هي عاوزة تشوف الكتاب بس متقلقش ماما ست مسالمة جدا هي بس عندها فضول مش أكتر ..
نظر يوسف و علاء لبعضهما بعدم ارتياح و لم يتكلما فأكملت ريم : الخبر الحلو بقي بتقولي عندها علبة كبيرة مليانة صور و فيه منهم صور كانت في شقة جدو .. هي اخدت الصور منه عشان تحتفظ بيها بس بتقولي فيه صور لجدو و هو طفل مع مامته و باباه و جده و جدته ف ممكن تيجي تشوفها .. يمكن تفهمك حاجه
علاء: طب حلو اووي ده .. يمكن الصورة يكون ف ضهرها كلام او اسم .. اي حاجه ممكن تنفع
ريم: مش عارفة .. بصراحة هي مش بتركز اوووي ف تعالوا شوفوا بنفسكم
يوسف : تمام و هجيب لها الكتاب تشوفه
ريم : بس فيه حاجه .. جوزها راجع بكره من السفر و لو شافنا عندها هيغلس و هيعمل حوار.. لازم نروح قبل م يرجع
علاء : يعني انهارده .. طب ازاي .. ده الساعة ١١
ريم : لا .. بكره .. هو راجع ع بالليل .. احنا هنروح الصبح او بعد الضهر لو يناسبكم ؟
علاء: أنا مش هقدر .. عندي شغل بكره لحد بالليل
يوسف : أنا هحاول اخلص بكره ع ٢ و اكلمك .. تمام ؟
ريم : تمام
علاء: إن شاء الله نفهم حاجه
يوسف : إن شاء الله
ريم : خير بإذن الله ... سلام
يوسف : مع السلامة
دق عامل التوصيل الجرس و جاءت الوجبة و بينما كانا يأكلان قال علاء: بذمتك مش صعبانة عليك كاريمان
يوسف : ليه بقي ؟
علاء: بقي الأميرة تفوز عليها خدامة !!
يوسف: لكل مجتهد نصيب يا دكتور .. يلا ناكل ..
__________ة

في اليوم التالي و بعدما أنهي يوسف عمله اتصل ب ريم و تقابلا في محطة مترو المعادي حيث شقة والدتها، تمشيا في شارع طويل محاط علي جانبيه بالاشجار ، المكان هادئ و مريح للأعصاب، وصلا للعقار الذي به الشقة و هنا قالت ريم : الشقة في الدور التاني
دقت ريم الجرس ففتحت والدتها و هنا تفاجئ يوسف مما رأي!!!
ظهرت أمامه سيدة في أوائل الخمسينات معتدلة الجسم متوسطة الطول مثل هيئة ريم لكنها لا تشبهها أبداً شكلاً فهي سيدة سمراء بعينان سوداوتان واسعتان خلافاً لريم ذات العينان الملونتان، شفتاها ممتلئتان ووجهها طويل أما ريم فهي رقيقة الشفتين فاتحة اللون و لها وجه دائري، نظر يوسف بغرابة لاحظتها والدة ريم فابتسمت و قالت له : عارف.. زمان و هي صغيرة لما كنت ببقي ماشية بيها ف الشارع و هي مبلمة كانوا بيفتكروني خطفاها
ضحكت ريم و قالت له : ماما ... مدام نيرة
رد يوسف بحرج : أهلا مدام نيرة .. آسف بجد بس انتوا مش شبه بعض خالص
مدام نيرة : عارفة .. انت مش اول و لا حتي عاشر واحد يقول كده بس بأمانة هي بنتي هههههه
تنحت جانباً عن الباب و قالت : اتفضلوا
دخل الجميع و اُغلق باب الشقة و جلسوا في غرفة المعيشة .
ذوق و شخصية مدام نيرة كان ظاهراً في شقتها، اختياراتها للألوان مبهجة و متنوعة، علقت لوحات من رسم ابنتها علي الحوائط حتي و إن لم يلق ذلك استحسان زوجها، هناك بعض العشوائية لكن لا يمكننا القول أنها غير مرتبة فهناك خليط بين الترتيب و العبث.. بعدما تجول بعينيه في الشقة قال : الشقة جميلة يا مدام نيرة .. ذوقها حلو
ردت مدام نيرة: شكرا يا يوسف .. مش يوسف صح ؟
يوسف : مظبوط ..
م. نيرة: تحبوا تشربوا ايه الأول؟
يوسف : لا شكرا .. انا مش هطول عليكم
ريم : تطول ايه ... متعملش فرق .. ماما معلش كوبايتين شاي بلبن و ساندوتشين ع السريع
قامت م نيرة و قالت : حاضر .. حالا اهو
يوسف : مكنش المفروض نتعبها. كان كفاية شاي
ريم : تتعب مين .. ماما مش بتشوفني كتير من ساعة م سبت الشقة عشان كده لما باجي بتبقي عاوزة تعملي اي حاجه .. متشغلش بالك
مط يوسف شفتيه و قال : طيب
أخرجت ريم هاتفها و أظهرت صورة والدها ليوسف و قالت : بص .. ده بابا و انا واخدة أغلب ملامحه عشان متقولش دي طالعة لمين
أقبلت مدام نيرة و في يديها طاولة الطعام و المشروبات فبدآ بتناولها
م نيرة : فين بقي كتابك العجيب ده ؟
أخرج يوسف الكتاب بحرص من حقيبة أحضرها معه و قال : اتفضلي
تصفحت مدام نيرة الكتاب و أعجبت به كثيراً ثم قالت : بس انت جبت منين أن الكتاب ده ليه علاقة بعيلتنا؟ مش جايز بابا اشتراه او حد اداهوله؟؟
يوسف : هو والد حضرتك مجابش أي سيرة عنه خالص؟!
م نيرة : بصراحة لا ... خالص
يوسف بيأس : مش عارف .. نفسي اربط الماضي بالحاضر و اعرف مين دلوقتي ورثة الكتاب ده
م نيرة : ليه ؟! ناوي تديهولهم؟!
يوسف بتردد : مش عارف .. بس عندي فضول أعرف هم مين ؟
م نيرة : طيب فرضنا أن الكتاب طلع فعلا بتاع بابا و انا طلبت الكتاب هتديهولي؟!
يوسف بحرج : بس حضرتك انا اشتريت الصندوق من المزاد و لقيت جواه الكتاب .. مش ريم حكت لحضرتك؟!
ضحكت م نيرة ضحكة مجلجلة و قالت : أنا كنت امزح معك .. لا رغبة لي ف الكتاب او الصندوق .. لا تقلق .. سأحضر لك مجموعة صور كبيرة أخذتها من الشقة ع سبيل الذكري ربما تنفعك في بحثك
يوسف : اتفضلي
جاءت بعد قليل و في يدها علبة، جلست ثم فتحتها فإذ بها مجموعة عملاقة من الصور، اكثر من ٢٥٠ صورة، جلس ثلاثتهم و بدأووا بفرز الصور و مع كل صورة كانت مدام نيرة تعرفهم بمن فيها، بعد أكثر من نصف ساعة وجدوا صورة قديمة جدا بالأبيض و الاسود ل والد مدام نيرة مع جدته و هي ف العقد السابع أو الثامن من العمر، سيدة سمراء ضحكتها بشوشة لكن ملامحها ليست واضحة كثيراً بسبب تقدم العمر فالخطوط و التعريجات غطت وجهها تماماً، قلب يوسف الصورة فوجد تاريخاً مدوناً عليها هو ١٩٤٠/٨/٨، ظهر جد ريم طفلا في الصورة بعمر أقل من ٥ سنوات .. تري من تلك السيدة السمراء ؟! هل ما يفكر فيه يوسف ممكناً ؟!
شكر يوسف مدام نيرة و أثناء توديع نيرة له علي الباب قال لها : ممكن تيجي معايا بكرة السجل المدني .. يمكن نعرف نلاقي طريقة نجيب بيها اسم جدة جدك ؟!
ريم : ماشي..
يوسف : شكرا بجد يا ريم .. هعدي عليكي الصبح بدري عشان ناخد اليوم من أوله
ريم : تمام
___________
عاد يوسف للمنزل و لم يستطع انتظار عودة علاء فعاد لاستكمال القراءة علي الفور
تفرق الجميع من الحفل بينما ذهب إيفان و كاريمان و معهما كافور ليتم تضميد جرحه بالعيادة الطبية أما سالم فأوصل بسمة للعربة و اوصي الحوذي بايصالها ثم لحق بهم لهناك ليفهم ما يجري
ضمد إيفان جراح حارسه لأن اللص سدد نحوه اللكمات و الضربات بشكل متتالي و عندما حاول كافور التشبث به فضربه بمدية صغيرة في جنبه فسالت منه الدماء و لكن لحسن حظه فالجرح كان سطحياً و لم يصب أي عضو داخل أحشاؤه بأذي، كان إيفان حزيناً للغاية و غاضباً لا يعرف ماذا سيفعل لأن ذلك المال هو الذي كان سيشتري به كل مستلزمات المشفي، أرسل احد العاملين بالعيادة لابلاغ قوة قسم منطقة أسوان كي يأتي و يحقق بالحادثة ربما يعثرون علي اللص قبل أن يعبث بالمال ..
كاريمان كانت واقفة تستمع لكافور و هو يروي الحادثة و في عقلها سؤال واحد يتردد داخلها : من أين علم اللص بوجود قدر كبير من المال مع ايفان في ذلك الوقت ؟! هل لأنه جري خبر إقامة المشفي في كل البلدة؟! و لكن إن كان لهذا السبب لمَ لم يُسرق بيتها هي فمن المعروف أنها هي الممول و ليس هو ؟! قد اختار اللص ليلة الحفل ليجد المنزل فارغاً و علم بوجود المال برغم انها أعطته له منذ ليلتين فقط !! إذن هو شخص قريب محيطاً بهم .. هل هو خادم أم عامل أم صديق أم ماذا .. تعبت من التفكير و شعرت بدوار فجلست تنتظر ماذا سيكشفه الوقت و التحقيق!!
عندما جاء سالم و سمع ما دار كان هو الاخر يحلل الموقف و عزيز عالقاً في ذهنه بشكل كبير خاصةً أنه لا يحب إيفان و يود ايقاعه و عرقلته لكن هل بتلك الطريقة؟! و إن كان هو فهل قام بها بنفسه أم استأجر أحداً، في غضون هذا التفكير دخل إليهم ضابطاً مصرياً برتبة " يوزباشي" علي كتفه هلال و نجمة فضيان، عّرف نفسه و قال : أنا اليوزباشي ماهر الخضري .. سأتولي التحقيق في جريمة السرقة التي تم الابلاغ عنها ..
أشار باصبعه لكافور و قال : أنت الشاهد ؟!
رد كافور بضعف: نعم يا فندم
اليوزباشي ماهر: أين الطبيب صاحب المنزل المسروق؟
رد إيفان : نعم .. إنه انا
قال اليوزباشي: ليغادر الجميع من فضلكم و يبقي الشخصين الذين أشرت لهما .. إن احتجنا لشهادة أي منكم فسنرسل له استدعاء ..
انصرف الجميع و بقي أربعة فقط، إيفان و كافور و اليوزباشي و الكاتب ..
بينما كان اليوزباشي يحرر محضراً للواقعة و يستجوب كافور و إيفان، كان سالم في الخارج مع كاريمان و أصر علي الا يتركها تعود لمنزلها بمفردها..
كاريمان: لا اريد ان اتعبك فاليوم كان طويلاً و مرهقاً و اختتم بتلك الحادثة المزعجة
سالم: ليس هناك تعب .. لن اتركك تذهبين بمفردك ابداً
دخلا العربة التي تجرها الخيول و في الطريق كانت متجهمة و حزينة فسألها
سالم: لماذا أنتِ حزينة هكذا .. هل من اجل المال الذي سُرِق؟!
كاريمان : بل من أجل الواقعة نفسها.. عقلي مشوش و لا اعرف كيف افكر و في من أشك ؟!
سالم: ربما يستطيع هذا المحقق ان يصل للفاعل
كاريمان بيأس: أتمني ...
وصلا أمام منزلها فنزل و مد لها يده ثم نظر لعينيها المتعبتين: لا عليك من كل ذلك .. خذي قسطاً من الراحة و لنفكر غداً ب روية في كل ما حدث
أومأت كاريمان بالموافقة و قالت : سأحاول
قال سالم : دمت سالمة يا أميرة
دخلت كاريمان المنزل و اغلقت خلفها بعد أن أعطته ابتسامةً لطيفة بينما ذهب اليوزباشي مع ايفان لمعاينة مكان الحادثة و رفع الأدلة إن وجدت !!
______________
وصل سالم للمنزل بعد مرور أكثر من ساعتين علي عودة بسمة من الحفل للمنزل، أبدلت ملابسها ثم جلست تنتظره في الحديقة، عندما دخل لاحظ وجودها علي الفور و ابتسم لها من بعيد و عندما اقترب قال لها
سالم : ألم تنامي بعد أيتها الفائزة ؟
بسمة: لا .. جلست انتظر عودتك
سالم : و ها قد عدت .. اذهبي للنوم فيبدو عليك التعب
بسمة : سأذهب و لكن .... هناك سؤال ؟!
سالم : يمكنك أن تسألي ما تريدين
بسمة : هل كنت مع قوة المخفر كل هذا الوقت ام ذهبت لمكان آخر؟!
سالم : ماذا تقصدين؟ كوني واضحة
بسمة محاولةً اظهار القوة : و هو كذلك .. هل ذهبت لبيت الأميرة ربما تجد حلاً لأموالها المفقودة؟!
تعجب سالم من جرأتها الغير معتاده و قال :نعم ذهبت و لكن كي اوصلها لأن الوقت متأخراً جداً
بسمة : و لم َ لم يوصلها إيفان .. أليسا حبيبين؟!
سالم بضجر: نعم و لكنه كان مشغول في المحضر مع اليوزباشي
لاحظت بسمة ضيق سالم من توجيه الاتهام و الشك اليه و قالت : اعذرني .. انا احيانا أشعر أنها لها مكان خاص بقلبك
سالم و هو يحاول النفي: لا تدخلي بنا في تلك المنحنيات الخطرة يا بسمة فيكفيك أنني أقول لك لن اتخلى عنك ابداً و ما أراه فيكي لا أراه في أحد ...
فهمت بسمة انه لم ينكر حبه لها لكنها تقوت و قالت :سأترك ما ينبغي أن اقوله للوقت فربما لا أحتاج أن اقوله أو يجبرني الوقت علي قوله ...
سالم : لا أفهم ما تقصدين ؟!
بسمة : لا تهتم .. الآن هل أطلب منك شيئاً
سالم : بالطبع
أمسكت بسمة بالجائزة التي تسلمتها منذ قليل و فتحتها و قالت : هل يأخذ كلا منا جزءا من الخاتم ليذكرنا ببعضنا البعض دوماً حتي ان افترقنا
شعر سالم بغرابة في طريقتها و قال: كلماتك غريبة الليلة .. ماذا حدث؟! كل هذا لأنني تأخرت قليلاً و اوصلت الأميرة!!
بسمة : لا .. أنا فقط اريد هذا.. هل ستقبل طلبي ؟!
التقط سالم الخاتم من العلبة و فصله لنصفين و ارتدي نصفه و ألبسها النصف الآخر .. ثم قال : ليس خاتم هو من يربطنا بل إرادتنا يا بسمة .. و أنا أريدك .. تذكري هذا
ابتسمت له قليلا ثم قالت : سأذهب للنوم .. تصبح ع خير
سالم : و انت من اهل الخير
شعر سالم أن بسمة كُسرت عندما أعادها مع الحوذي بينما ظل هو إلي جانب كاريمان و أصر علي إيصالها بنفسه للمنزل، لأول مرة يراها تتحدث هكذا بشكل مبهم.. تُري ماذا يدور في عقلها؟!
تزاحمت الأفكار بعقل سالم و اقلقت مضجعه بشكل كبير فهناك الكثير من الحسابات و الروابط التي عليه العمل عليها و صُنع طريق ممهد في وسطها ..
_______
انتهي الفصل الخامس و بدأ فصل جديد عنوانه كان
٦- حفيظة هانم ياقوت
بدأ الفصل برسمة لسيدة حسناء خمسينية ظهر عليها ثراء كبير من الحلي التي زينت رقبتها و يديها و ثيابها، ارتدت ثوب مطرز بلون مخملي راقٍ، منْ رسمها أظهر نظرة حادة في عينيها دليل علي قوة الشخصية و المكانة ..
في الصفحة التالية بدأت احداث الفصل :
ذهب سالم في الصباح الباكر لمتابعة العمل في الترعة التي بدأ الانجليز شقها في الجانب الغربي لأرضه، استدعي اللورد مهندسين من انجلترا و فرنسا للعمل اما الأفراد فكانوا من مصر ثم ذهب لإيفان في المشفي ليطمئن عليه بعد ما حدث البارحة، طرق باب غرفته في العيادة ثم دخل
سالم : كيف حالك اليوم ؟!
إيفان: ليس جيداً بالطبع و لكن الحمدلله
سالم : هل افادكم ذلك الضابط بشئ عن السارق أو الأموال المسروقة؟
إيفان: لا .. قد اعطي كافور أوصاف السارق بقدر ما رأي و قال انه سيبحث و يستجوب كل الواقعين في دائرة الأمر اليوم و غداً و كلف فرق البحث بالنبش وراء كل حجر او ثغرة للعثور علي الأموال .. ما يحزنني هو توقف شراء مستلزمات المشفي فقد كنت اقتربت كثيراً من عقد اتفاق جيد مع أحد التجار..
سالم بانتباه : و ماذا اعطي كافور من أوصاف؟! ربما كان شخصاً نعرفه
إيفان : لم ير وجهه لأنه كان يرتدي قناع لكنه قال أنه طويل القامة معتدل البنية رأسه مدور و كبير و كفيه ابيضان، المديه التي ضربه بها كان عليها حرف A و رأي خاتماً في يده ..
سالم: و من طلب اليوزباشي للتحقيق؟
ايفان: طلب كاريمان لأنها صاحبة المال و عوف لأنه من سلمني اياه و سيمون لأنها تعمل مع كاريمان في مشروع المشفي و قال انه سيوسع دائرة البحث طبقا لأقوال هؤلاء ...
سالم : لندعو الله أن تعود تلك الأموال قريباً .. هل تحدثت مع كاريمان ؟!
إيفان: لا .. لا وجه لي لملاقاتها بعد أن أضعت مالاً مقداره هكذا و لا طاقة لي لتوفيره مما لدي فأنت تعلم أنني لست من أصحاب الأموال
سالم : نعم أعلم.. لا تقلق .. لها حل بإذن الله .. لننتظر الآن تحقيقات المخفر و بعدها نعرف ما يمكننا فعله .. أنا إلي جانبك .. لا تقلق
إيفان: أعلم يا صديقي
__________
وصلت الرسالة لقصر صافي بك ياقوت، سلمها احد الخدم ل فاتن هانم بينما كانت تحتسي قهوتها مع خالتها حفيظة هانم ياقوت، فاتن هي ابنة اخت السيدة حفيظة زوجة صافي بك ياقوت رحمه الله، الذي ترك كامل ثروته لها قبل وفاته لأنهما لم يرزقا بذرية، بعد وفاته شعرت بالوحدة فأخذت ابنه اختها فاتن في سن السادسة عشر و عاملتها كما لو كانت ابنتها، تولتها من كل شئ رعاية و تعليم و تربية ..
سألتها خالتها عن الخطاب فعندما قرأت اسم سالم عليه قالت إنه من صديقتها كاريمان، فاتن تحب خالتها كثيراً لكنها تخاف منها بسبب حدتها و مواقفها التي كانت كمواقف الرجال في صعوبتها، اعتادت أن تخفي عنها أمورها الشخصية الشائكة خاصةً و أن حفيظة هانم قدمت لها أكثر من خطيب ليتزوجها فرفضتهم لأجل انتظارها ل عزيز بلا طائل !!
أنهت قهوتها و استمحت خالتها عذراً لتذهب لغرفتها فسمحت لها، اختلت بنفسها و فتحت الخطاب و قد كست نظرتها الغرابة فمنذ متي يراسلها سالم هذا!!!
قرأت الرسالة التي نصها كان كالتالي :
" إلي العزيزة فاتن .. أعلم أنه ستعتريك الغرابة عندما يصلك خطابي لكن لا تقلقي .. هنا خير لك في الخطاب إن اردتي و الخيار لكِ.. أمامك فرصة إن كنت مازلت تريدين عزيز فبإمكاني ان اجعله يأت و يطلب يدكِ راكعاً لكن قبل أن تبعثي لي ردك احذري من القبول ثم رفضه إذا أتي فهذا طريق ستكملينه للنهاية إن بدأتِ فيه .. إن كنتِ موافقة فليس عليك فعل شئ سوي إرسال خطاب لي توافقين فيه أما إن كنتِ طويت تلك الصفحة فمزقي ذلك الخطاب و انسي أمره و انا سأحترم رغبتك بالطبع و ينتهي الأمر .. لا تخافي من نوايا طلبي هذا فمصلحتي من وراء هذا الامر لا ضرر فيها لك .. دمتِ سالمة أيتها العزيزة "
لم تكن تصدق ما تقرأ فهل يستطيع سالم هذا اقناع عزيز و فعل ما قاله بالخطاب!! و ما مصلحته من وراء هذا الأمر..
قالت في نفسها : مازلت احبه و أريده لكن هل اطمئن لسالم و اعطه قيادة الأمر أم لا .. لو كانت علاقتي بكاريمان قائمة كنت سألتها عما يحدث هناك ..
هنا جال بعقلها سؤال آخر : هل يعلم سالم بما حدث بينها و بين كاريمان فيريد اغاظتها ام ماذا؟! هل تلك خدعة أم حقيقة؟؟ هل ستسمح كاريمان بتلك العلاقة بعد ما حدث !!لا تدري و سيحتاج الأمر وقتاً للتفكير ..
___________
انتشر أنفار المخفر في ارجاء البلد كلها يفتشون في كل مكان عن مبلغ كبير كهذا ليس معتاداً وجوده مع العامة، اختبأ عزيز ببيت بعيد عن الأنظار كان قد استأجره، كان خائفاً و لم يخرج من البيت مطلقاً من ليلة امس منتظراً ذلك الغريب الذي سيأتي و يحمل كل المال الذي جلبه له بعد تخطيط و معركة شرسة مع ذلك الحارس!! عجباً فقد أصبح السيد عزيز خادماً و ملبياً لمطالب ذلك الغريب ..
طرق علي المنزل ثلاث طرقات متتالية متفق عليها ففتح له عزيز و اعطاه المال في ضيق ثم أغلق الباب مرة أخري بسرعة، سمع عن التحقيق في الجريمة و عن الأوصاف التي قالها كافور فقرر البقاء بعيداً عن الأنظار حتي تنتهي القضية و يغلق التحقيق حتي لا يستدعيه احد و يدخل في القضية فربما إن رآه كافور يشك به و يعرفه ...
______
عاد سالم للمنزل في المساء بعد أن انهي اعماله في أكثر من مكان، ألقي التحية علي والدته و سأل عن بسمة فقالت
السيدة بثينة: كانت هنا و قالت إنها متعبة و صعدت لتستريح .. معها عذر فقد رقصت أمس طيلة الليل !!
ضحك سالم ع تهكم والدته و قال : ألم تدفعينها دفعاً لمنافسة كاريمان .. لمَ لا يعجبك الأمر الآن ؟!
السيدة بثينة: بل دفعتها لكي تنافسها ع قلبك لا علي الرقص .. هي دائما تفهم رسائلي ع طريقتها الخاصة!!
سالم : بسمة لا تعجبني من البارحة .. أظنها حزنت من اجل غيرتها من كاريمان و لا اعرف كيف أطمئنها .. ذكرت لها عدة مرات أنني لن اتخلى عنها أبداً .. أهذا لا يكفي ؟!
السيدة بثينة: لا تكذب ع نفسك يا بني .. أنت بفعلتك المتسرعة هذه أدخلت نفسك و ادخلتها في بوتقة نار بها فحم مصطلي، مشاعرك مازالت عند كاريمان برغم انها لم تجاوبك ابداً بينما بقيت هي ف الزاوية مثل عصفور لطيف تربيه و تأتِ كل صباح و مساء لتطمئن عليه لكنها لم تصبح مالكة لقلبك و هذا ما يعذبك و يعذبها .. أما تلك الأميرة فهي في وادٍ آخر و تعشق ذلك الطبيب!!
سالم بألم : آه يا أمي.. لمستِ كل اوجاعي بكلماتك و لا يسعني سوي قول أنك محقة و لكن مازلت متخبط و لا اعرف طريقاً للراحة !!
مال إلي حضن السيدة بثينة التي داعبت شعره الأسود الكثيف بيديها و قالت : ليريحك الله يا بني و يخرج تلك الفتاة من قلبك
____
خلال الأيام التالية عكف اليوزباشي ماهر علي استجواب كل من وجده في سبيل ايجاد الأموال بينما فقدت كاريمان الأمل و ذهبت لايفان بمنزله و قالت
كاريمان: لا وقت لدينا لنضيعه و قد تكون الأموال صُرفت و انتهي الأمر .. سأبعث رسالة لأبي ليرسل لي دفعةً أخري لنكمل ما بدأنا
إيفان بخزي و حرج : لا .. انتظري قليلاً من فضلك .. يكفي ما فُقد من مال .. قد نعثر عليه قريباً .. انا في حرج كبير لما حدث .. ارجوكِ لننتظر قليلا
شعرت كاريمان بحرجه فوافقت علي الانتظار.
ذلك الذي حدث ابعد إيفان عنها و جعله لا يرغب في رؤيتها، من البداية كان يعرف فرق الامكانات المادية بينهما و هو ما جعله يتقدم خطوة و يتأخر اثنتين و ها قد أضاع مالاً إن عمل طبيبا لباقي عمره لن يستطيع جمعه، الأمر بينهما أصبح صعباً و شائكاً و قد شعرت هي بذلك ففضلت الانتظار أملاً في أن يتم اصلاح الأمر بإيجاد المال
بعد يومين ورد خطاب للسيد سالم فأدخلوه له في قاعة الرجال، كان سعيداً برؤية عنوان فاتن مكتوباً عليه فيبدو ان خطته ستنجح، فتح الخطاب و قرأ ما توقعه بالضبط .. انها الموافقة !!!
علي الفور ارسل رجاله للبحث عن عزيز و احضاره إلي هنا بأي ثمن و في أسرع وقت ..
بعد نصف يوم من البحث طرق رجال سالم باب بيت عزيز الجديد فلم يفتح بالطبع و هنا قال أحدهم بعدما اقترب للباب : سيد عزيز .. نحن رجال السيد سالم .. هو يريدك لأمر ضروري هل ستفتح و تأتِ أم نفتح نحن و نأتي إليك؟!
سمع عزيز تلك الكلمات و احتار، ماذا يريد سالم منه الان ؟! خيراً أم شراً ؟.. فكر أن الحل الأكثر اماناً هو الهرب لكن رجال سالم المتمرسين قد سبقوا و حاوطوا جميع منافذ المنزل فعندما فتح احد النوافذ رأي أحدهم في وجهه و نادي للجميع فقبضوا عليه ..
قال لهم قبل أن يوثقوه بالقيود: لا داعي للقيود فسآتي طواعيةً فتلك ليست المرة الاولي كما تعلمون ..
ترك الرجال القيود و امسكوه بشدة من كلتا يديه و اقتادوه إلي العربة التي ستحمله إلي منزل سالم للمرة الثانية ...
أدخلوه هذه المرة إلي احد الغرف بمنزل الضيوف لكونه فارغاً و بعيداً عن الأعين
جاء سالم و قال له متهكماً : أهلا بصاحب الحسب و النسب!!
قال عزيز بحدة: أري أنك اعتدت التفتيش عني و اقتيادي إليك وقتما شئت .. أليس هذا كثيراً ؟!
ضحك سالم و قال: و ما تفعله انت .. أما يُعد كثيراً ؟!
عزيز: و ماذا فعلت هذه المرة ؟!
سالم : من يسمعك يظن انك مظلوماً
عزيز : أخبرني باختصار .. ماذا تريد مني؟
سالم : أريد أن ازوجك .. ستكون عريساً في أقرب وقت!!
ضحك عزيز ضحكة مدوية و قال: تزوجني !! هل قررت ترك اعمالك و اشغالك و ستعمل كخاطبة !! أراه عملاً مناسباً لك علي آية حال ههههه
سالم : لست في وضع يمكنك من الاستهزاء او الضحك يا عزيزي .. فأنت مجبر !!
عزيز : و ما الذي يجبرني ؟!
سالم : وضعك الذي ع المحك هو من يجبرك .. ألا تعلم أن كافور اعطي أوصاف خاتمك الذي ترتديه هذا و ايضاً رأي مديتك التي من غرورك حفرت عليها أول حرف من اسمك الذي لم تاخذ من معناه شيئاً .. هل تعلم ايضاً أنني قد أبلغ اليوزباشي ماهر بدوافعك و أُطلعه علي ما حدث في الليلة السابقة ل ليلة السرقة !! هجومك علي اختك الرجل الذي قلت انه يطاردك !! .. باختصار يمكنني زجك بالسجن في دقائق !!
عزيز بغيظ و حنق: أنا لا أفهم ماذا تريد مني ؟ و لمَ لا تتركني في حالي ؟! كل هذا لأنك لم تتخطى موضوعنا القديم ذاك
رد سالم متهكماً : مشكلتك الكبري يا عزيز انك تري أن الكون يدور حولك .. ربما تلك مشكلة عائلتكم بأسرها !! انظر .. هناك امر هام جدا بالنسبة لي متعلق بعائلة عروسك التي كسرت قلبها ايها القاسي هههه .. سأكون وسيط الزواج بينكم و سأحصل على ما اريد بفضل ذلك القرب
عزيز: من تلك التي كسرت قلبها ... لا يمكن .. أتقصد فاتن؟!
سالم : بل يمكن .. فخالتها حفيظة هانم من أهم معارفي بالمنصورة لكنها رفضت طلبا لي من قبل و للاسف لا يمكنني الاستسلام .. أنت تعرفني!!
عزيز : يا لك من ....
قاطعه سالم و قال : لا تخطئ معي .. أفضل لك ..
عزيز : أحببت أنني أري وجهك الحقيقي الآن و انت تستخدم محنة صديقك العزيز لتحقيق مصالحك .. رباه .. ما هذا الوفاء!!
رد سالم بهدوء: لست مثلك يا هذا .. فسأعطي إيفان المال الذي سرقته يا أيها النبيل ..
عزيز: الاحتيال هذا لا يبرأ ساحتك فليس تلك هي النزاهة بل ذلك تلاعب و إخفاء للأدلة لأجل المصالح !!
سالم : أتعرف .. ضميري مرتاح برغم أنني لن اسلمك للعدالة .. أتعرف لماذا؟!
نظر له عزيز بشذر و لم يرد فاكمل سالم قائلاً : لأنك ستقع في شر أعمالك ثانيةً و ثالثةً و سنري ذلك قريباً
عزيز: و انا اعترف أنني مجبر علي القبول و لكن دعني اذكرك أن لي أنياب و مخالب ستراها في الوقت المناسب فالدوائر لا تتوقف عن الدوران
سالم باستهزاء: لا تجعلني أخلع انيابك فلا تستطيع حتي قضم ورقة و اقوم بقص مخالبك فتستصعب القبض علي ريشة
عزيز : ليكن ...
سالم : بما اننا توصلنا لاتفاق .. ستبقي هنا في منزل الضيوف حتب نرسل خطاباً لعائلة العروس و أثناء انتظار الرد سنسافر إلي والدك لاقناعه بالمجئ معك لطلب يدها .. لا تدعني اذكرك أن مخالفة الاتفاق ستضعك في موقف لا أتمناه لألد أعدائي
تركه سالم و خرج بينما كان شعوره مثل فأر محاصر في مصيدة و لا أمل للنجاة فبقدر هربه من الزواج طويلاً، وقع في فخه و مع من ... فاتن التي لم يحبها يوماً ..
جلس ع أحد الكراسي مهموماً ينتظر زفافه المرتقب!!!!انتظروا في الأجزاء المقبلة احداث شيقة في ذلك الزفاف و موقف كاريمان من سالم و عزيز و فاتن .. قصة حب جديدة سنراها تبدأ و ايضاً الكشف عن اسم جدة جد ريم بات قريبا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 4 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
مــــعدل النشـــــــاط : 665
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الرابع والعشرون    الصندوق السحري - صفحة 4 Emptyالسبت أغسطس 03, 2024 7:40 pm


الصندوق السحري
الفصل الرابع والعشرون
خرج سالم من منزل الضيوف شاعراً أنه قد قنص مجموعة عصافير بحجر واحد فهو سينجح في التقرب لحفيظة ياقوت ليحصل علي مايريد و ايضاً سيقيد ذلك المجنون المتغطرس عزيز و يشغله عن افتعال المشكلات و إشعال الحرائق بالإضافة إلي إنصاف صديقة كاريمان بعد أن رفضها فعادت لمنزلها ليلاً هرباً من الحرج، ظن ان ذلك سيقربه من كاريمان و ينال استحسانها، لم يكن يضايق روحه سوي ما حدث لايفان و حارسه كافور الذي سالت دماؤه لكنه خدر ضميره بمسألة إعطاء تبرع للمشفي بنفس قيمة المال المسروق ..
وجد نفسه في الطريق لبيت إيفان قاصداً زيارة كافور لأن إيفان في هذا الوقت لابد و أن يكون في عيادته، وصل إلي هناك و طرق باب الغرفتين المخصصتين له بالمنزل ، لم يكن منزل إيفان منزلاً فخماً او شاسعاً بل كان من طابق واحد به غرفتين ع اليمين بسلم منفرد للحارس و علي الناحية اليسري سلم آخر لمنزل صغير سكنه إيفان مع اخته، لم يستأجر خادماً أو خادمة للقيام بنظافة المنزل بشكل مستمر بل كان يقوم بالطهي بنفسه أما التنظيف فقد اتفق مع احدي الخادمات القدوم مرة واحدة اسبوعياً للتنظيف بمقابل مادي مقبول ..
تفاجئ كافور بقدوم رجل ذو مقام كبير مثل سالم اليه بشكل خاص، لكنه كان مسروراً و استقبله بحفاوة بالغة، قامت زوجته بعمل الشاي بينما جلس سالم مقابل كافور و كان طفليه الصغيرين يراقبان سالم كوجه غريب لأول مرة يرونه، أخرج عملات ذهبية و أعطاهم ثم قال ل كافور
سالم : هل أنت بخير الآن؟!
رد كافور مشيراً لجنبه و قال: كل الاصابات التي في وجهي و ذراعاي انتهي أمرها لكن جنبي مازال يؤلمني قليلاً
سالم : الحمدلله ع سلامتك .. جئت لاتفقدك و اطمئن عليك
كافور :هذه الزيارة غالية جداً و مقدرة بالنسبة إلي .. هذا من كرمك و لطفك يا سيد سالم
سالم: هل لو رأيت اللص حولك في اي مكان تستطيع التعرف عليه أم أن الظلام و القناع الذي كان يرتديه صنعا تشويشاً علي صورته في عقلك؟
رد كافور بغضب : ليتني أراه .. أشعر أنني سأعرفه في اللحظة نفسها .. ذلك الوغد سدد لي اللكمات و هاجمني بشدة و كاد أن يقتلني لولا عناية الله
سالم : الله حفظك لزوجتك و أولادك..
مد له كيس من المال عندما رأته زوجته التي وقفت تراقب من بعيد تهللت في داخلها
كافور: لا اريد مالا يا سيدي.. يكفيني قدومك و تقديرك لي
سالم: هذا شئ قليل مقابل أمانتك في عملك .. اقبلهم و لا تردني ..
قبلهم كافور في حرج و فرح في الوقت نفسه فلم يزره من قبل شخص ذو شأن مثل السيد سالم ..
خرج سالم بعد أن أراحته تلك الزيارة قليلاً فذهب قاصداً عيادة إيفان ليضع لضميره جرعةً اضافيةً من المخدر تمكنه من اسكاته عما حدث ..
دخل إلي العيادة و انتظر في الخارج قليلاً ريثما يخرج المريض الذي بالداخل، أشارت له الممرضة بالدخول فألقي التحية علي إيفان الذي كانت حالته النفسية سيئة لاستمرار اختفاء المال و عدم الوصول للسارق
قال له سالم : أري وجهك مكمداً اليوم ؟ لا عليك فالأمر بسيط
إيفان : كيف يكون بسيطاً و قد أضعت المال الذي كان بأمانتي .. كنت أفكر بالمرور عليك اليوم لطلب مساعدتك و ها قد أتيت قبل أن آتي إليك
ابتسم سالم و قال : أنا عالم بكل شئ و سوف أرسل لك المال مع أحد الخدم فور وصولي للمنزل .. لا تقلق .. قد تبرعت بهم للمشفي دون رد
إيفان: لا ... قطعا لم اقصد ذلك .. لا أريدك منك أن تسدد عني المال بل قصدت مساعدة بشكل آخر
سالم بغرابة: كيف؟!
إيفان: أنت لك نفوذ و سلطة هنا و يمكنك البحث و التفتيش عن المال او عن ذلك اللص و ربما إن بحثنا عنه معاً نجده
سالم بتوتر: قوة المخفر بحثت كثيراً و لم تجد شئ . ذلك اللص كان مقنعاً و ربما صرف المال منذ زمن و انتهي و ربما ترك البلدة كلها من الأساس .. دعنا لا نضيع الوقت سدي .. استمع لي .. خذ المال و اشتري ما يلزم و إن وجده المخفر رده لي و دعني اقول لك أنني كنت سأتبرع للمشفي في كل الاحوال فلا تضع علي عاتقك ثقلاً لا ذنب لك فيه فالمال سُرق منك و لم تضيعه أو تصرفه في نواحٍ أخري ..
إيفان بحزن: ليكن .. لكن احساسي بالتقصير يأكل داخلي و يحزنني و يزيد احساسي بالعجز و بالفلوس التي بيني و بين كاريمان .. تخيل يا صديقي أن ذلك المال الكثير الذي لا أملك حتي ربعه بمجرد رسالة علي ورقة لأبيها سيرسل لها مثله في غضون ايام!!
قال سالم و كأنه يرثي حاله : لا تحزن يا صديقي فالمال ليس كل شئ فيكفي انها تحبك، قد يكون لديك المال و لا تستطيع جعل امرأة ما تحبك .. إن لديك الكثير فلا تنظر للمال .. المال مهم لا انكر ذلك لكنه يقف عاجزاً أحياناً
إيفان: لا تحاول مواساتي .. لعلك تدرك كم اخاف من اتخاذ خطوة تجاهها و مواجهة عائلتها و عالمها .. أنا مجرد طبيب و هي أميرة !!
سالم : ثق بنفسك يا صديقي و لا ترضخ أمام احساسك هذا .. إن قبلوا بك فأهلا بهم و إن لم يقبلوا فناهيك عنهم .. هم يمثلون أنفسهم و ليس الدنيا بأسرها ...
إيفان: أشعر أنني في دوامة و لا اعرف كيف سأخرج منها
سالم : سأقول لك، في البداية خذ هذا المال و أقم المشفي ليساعدك في أن تثبت نفسك و امكاناتك فيأتيك المرضي من كل مكان ثم اذهب و قابل أهلها بكل ثقة حتي و ان لم تصبح غنياً بقدرهم، إن قبلوك كان بها و إن لم يقبلوك فأترك الاختيار لها و استرح ..
إيفان: كلامك منطقي و مريح .. أراحك الله كما ارحتني يا صديقي
___________
مضي سالم من أمام إيفان و في داخله ألم يعتصره ف إيفان متأثر بشدة من سرقة المال و سالم لا يستطيع الافصاح فربما إن تم الكشف عما فعله عزيز ستنهار علاقه ايفان بكاريمان تماماً لأنه في النهاية أخيها و حتي إن تجاوزا تلك العقبة فافصاحه عن ذلك ربما تسئ كاريمان فهمه و تسوء علاقته هو بها و فوق كل هذا سيعطل حلماً لطالما حلم به حله في يد السيدة حفيظة هانم ياقوت!!
قال سالم و هو يمشي بمفرده بصوت مسموع : آآآآآآه.. قد تعقدت الحسابات و تشابكت الخيوط..أتمني ألا تنهار الشبكة في النهاية و تصبح فخاً لي!!!
عاد سالم لمنزله و ارسل المال لايفان بينما سأل عن بسمة التي توارت عن الظهور كثيراً أمامه، أخبروه أنها في غرفتها من الصباح حتي لم تنضم لطعام الإفطار فصعد السلم قاصداً غرفتها، طرق الباب ثم دخل فوجدها جالسة بروح باهتة فقال
سالم : ماذا جري ؟ هل تفضلين البقاء وحيدة في تلك الآونة؟!
بسمة: نعم ..
سالم: و لمَ؟
بسمة: لا أعلم و لكنه يأتي من داخلي رغبة في البقاء بمفردي
رد سالم بضجر: لا تعكري صفو علاقتنا يا بسمة بأفكار داخل عقلك ترفضين التصريح بها
بسمة: هل تري أن هناك " صفاء " مر بعلاقتنا منذ يوم فاجأتني بالخطبة؟!
سالم: ماذا تقصدين ؟! علاقتنا معكرة منذ بدأت ؟! فلماذا وافقتِ إذن ؟! لماذا لم ترفضي وقتها ؟!
ترقرقت الدموع في عينيها و قالت: كنت أعلم منذ البداية أن تلك العلاقة ستهدمني رويداً رويداً و أنني سأشعر كل يوم أنني مجرد هامش لديك، خدعت نفسي و فرحت بالخطبة بل كاد عقلي أن يطير من السعادة و لكن في كل مرة حدثت حادثة لها رأيتك تنتفض من أجلها، نظرات عينيك لها كوخز الإبر بالنسبة لي، لا اعرف كيف سأكمل هكذا ؟!
سالم: أتريدين أن تنهي كل شئ ؟! لن أجبرك علي الاستمرار !!
بسمة: بل اجبرتني!! اجبرتني علي الوصول لتلك النقطة و انت تعي جيداً أنني كنت اتجنب الوصول لها، دخلت في منافسة الرقص لأعجبك و بذلت قصاري جهدي لأثبت لك كفاءتي و قدراتي و لكن في نفس الليلة تركتني و ذهبت لتضمد جراحها، رحلت انا مع الحوذي بينما اوصلها بنفسك لمنزلها
سالم بحزن : يكفي .. سأعطيك مهلة تفكرين بها هل ستكملين معي ام تريدين التوقف .. إن اردتِ إكمال الطريق لن تذكري شيئاً عنها مرة أخري
نزلت الدموع من عينيها و قالت له : هل تعاملني هكذا لأنني خادمة .. ألا يحق لي معاتبتك او لومك ؟!
شعر سالم بقسوته عليها و قال : لا .. بل اقول هذا كي لا اخدعك و انكر شئ أحاول التخلص منه .. أنا متخبط و أحتاج وقتاً .. المهلة لي و ليست لكي .. إن اتخذت قرارك بالمضي قدماً معي فستنتظرين و تكونين معي حتي اعبر اليكِ و إن كان صعباً فبامكانك التوقف وقتما شئت
نظرت له بسمة بألم: أتعلم .. فعلت بي اشياء كهرتها كثيراً لكنك لم تخدعني و تنكر مشاعرك نحوها
سالم : و لم أقل لك كلمة كذب أبداً .. أنت بالفعل غالية عندي و لا اريد تركك ابدا و لكن إن اردتي انتي الرحيل فسأوافق .... خذي قرارك و انا في انتظارك
بسمة: قراري اتخذته وقتما دق قلبي لك يوم جئت إلي هنا .. كنت اراقبك من بعيد و أتمني أن تكون لي ثم أعود و اقول مستحيل .. ما حدث كان معجزة بالنسبة لي ... هل بعد كل هذا تسألني ؟!!
ابتسم سالم لها و قال : اذن لننسي ما حدث و نبدأ من جديد ... عودي كما كنتي يا بسمة .. ضاحكة و مرحة و عفوية فهذه ليست انتِ
ابتسمت بسمة بتثاقل و قالت : سأحاول .. لكن أتمني ألا أنظر لنفسي يوما في المرآة فأجد واحدة لا أعرفها.. ف مع الوقت يحول الإهمال الوردة إلي ذرات تنتثر كالرماد
سالم : أعدك ألا أترك الوردة دون ماء يرويها و يحفظها و يبقيها كما هي
بسمة : و انا سأنتظر أن يصبح الوعد حقيقة ..
_________
اتجه سالم إلي منزل الضيوف وقتما كان عزيز ينهي وجبة الغداء، دخل و جلس أمامه و قال:
سالم : لدي كلام هام و أمور يجب أن نحلها قبل موضوع زواجك
مسح عزيز يديه بمنديل المائدة الموضوع جانباً و قال: أي أمور!!
سالم : أختك .. كاريمان .. انسيتها؟
عزيز بخبث: بالطبع لا و لكن ... ماذا بشأنها ؟
سالم : ألا تعي انه يجب اصلاح الأمر بينك و بينها قبل ابلاغها بقرار زواجك
عزيز مستمراً في نظراته الخبيثة: نعم .. لديك حق و لكن كيف ؟! قد فعلت معها فعلةً شنيعة .. هل ستقبلني؟!
سالم: عندما تعلم بأنك غيرت قرارك و ستتزوج بفاتن قطعاً ستستجيب
عزيز : اذن هيا بنا لنذهب إليها
سالم بتعجب: تعجبني الطاعة التي تظهر عليك اليوم !! علي غير عادتك!!
عزيز بابتسامة: ألا يقولون أن لكل جواد كبوة .. تلك كبوتي و انا قبلت
سالم: أحسنت يا عزيز .. هيا بنا .. لا وقت لنضيعه..
__________
وصلا إلي منزل كاريمان فنزل سالم من العربة و قال ل عزيز : ستبقي انت هنا في العربة مع خليل و عثمان الحوذي، انا سأمهد لها الحديث ثم ابعث خادماً من الداخل يناديك، إن حاولت الهروب تتحمل ما سيحدث .. افهمت؟
عزيز ببرودة : بالطبع فهمت .. لا تقلق .. ستجدني هنا في مكانى عندما تنادي .. هذا وعد
سالم بتعجب : أحسنت
_____________________________
دخل سالم إلي الداخل و كان الوقت عصراً، وجدها جالسة أمام لوحة ترسم كما علمها إيفان فقد أحبت الرسم، من حبها له أحبت هوايته أيضاً
ألقي سالم التحية ثم قال
سالم: لدي موضوعين للحديث معكِ بشأنهما
كاريمان : موضوعان!! هل يحملان اخباراً جيدة ؟
سالم: نعم .. لكن أحدهما سيكون صعبا في البداية قليلاً
قلقت كاريمان و قالت : ممممم .. ليتك تبدأ بالسهل .. أعصابي تحتاج شيئاً يجعلها ترتخي
سالم : و هو كذلك ... اليوم أعطيت إيفان مالا قيمته تساوي ما سٌرق لكي يتم البدء ع الفور دون تأخير و يتم افتتاح المشفي قريبا
كاريمان : شكرا لك .. سأرسل لأبي و سأعيد لك ما دفعت في أقرب وقت
سالم : لا داعي .. لم اعطهم له علي سبيل الرد و لكنهم تبرع من اجل المشفي
كاريمان : لا أعرف ماذا أقول لك لكن ذلك معتاد من كرمك و شهامتك .. ليس غريباً عليك
سالم : لا تقولي شيئا بل أود ألا تكسريني فيما سأطلب منك الآن
كاريمان : بخصوص الموضوع الثاني ؟ أليس كذلك؟!
سالم : نعم ...
كاريمان : ماذا ستطلب ؟!
سالم : أخوكِ.. عزيز
امتعضت كاريمان لذكر اسمه و قالت : ما به؟
سالم : يريد منكِ أن تسامحيه و تنسين كل ما حدث و تعتبرينه خطأ حدث بلا وعي و انتهي ...
كاريمان بتعجب: عزيز!!!!! يطلب العفو و المسامحة ؟!!!!! هل انت جاد ؟!
سالم : نعم .. شعر بخطأه و هو ينتظر في الخارج لتأذني له بالدخول ليعتذر
كاريمان لا تستوعب و تستشعر وجود معلومة ناقصة : دقيقة ... هذا اخي و انا اعرفه .. لا يحب الاعتذار و لا يستدر ابدا مشاعر احد ... هل هو في مشكلة ما ؟! هل رأسه في مصيبة جديدة ؟!!!
ابتسم سالم و قال : بل يحمل لكِ خبراً سعيداً و يحتاجك في الوقوف بجانبه
كاريمان : أي خبر؟!
سالم: سيتزوج
رفعت كاريمان حاجبيها غير مصدقة ما تسمع : ماذا ؟! عزيز ؟؟ هل انت جاد .. قل لي انك تمزح؟!!
سالم : سأشرح لكِ .. أنا من رتب كل ذلك من اجل فاتن صديقتك
كاريمان بدهشة : ماذا رتبت؟ اشرح لي بالتفصيل من فضلك
سالم: اقنعته بالزواج منها و سنستفيد استفادة متبادلة . من ناحية سيكون نسيب حفيظة هانم ياقوت و يؤمن لنفسه مالا وفيرا في المستقبل و .....
وقفت كاريمان و قاطعته بغضب: و انت ماذا ستستفيد؟!
سالم: مشروع كنت احلم به كثيراً في يد تلك السيدة
ردت كاريمان و قد احمرت عيناها و خرج الغضب منهما : هل تعي ما تقول ... لعبت لعبة كبيرة بالطبع كي تقنع اخي بشئ كهذا و هو من يرفض الزواج دائما و كل هذا لأجل مصلحتك و لم تكتفي فاتيت هنا لتخبرني كي اصالح اخي و تكتمل الصورة الجميلة أمام حفيظة هانم تلك .. أليس كذلك؟!
سالم بتفاجؤ: أنا لا أفهم غضبك هذا؟
صرخت كاريمان : نعم لأن الفهم نعمة لم يحظي امثالك بها ... أنت تظن انك تفهم كل شئ و في الحقيقة انت لا تفهم شيئاً .. تتصور انك ذكي و في الحقيقة انت بعيد كل البعد عن الذكاء .. رجل أحمق تريد تزويج أخي بمن خانتني .. من انت لتزوجهما ؟! من تظن نفسك ؟! هل انت قريب لنا ؟! هل اكتشفت انك من العائلة مؤخراً و انا علي غير دراية .. أخرج من بيتي .. لا تراك عيني بعد الآن
أصابت سالم الصدمة من كلماتها التي اندفعت كطلقات نارية متتالية انتهت بإهانة كبيرة غير مسبوقة، طردته و اهانته و بلا تردد ..
خرج من بيتها كالثمل، لا يصدق ما سمع و ما حدث ليجد عزيز ينتظره في الخارج مبتسماً شامتاً لأنه كان يعلم مسبقاً ما سيحدث في الداخل، نظر له من داخل العربة و قال: ألم أقل لك أن لي مخالب و أنياب و إن الدوائر تدور .. هاك دورك في الاذلال قليلا .. استمتع !!
انقض سالم علي عزيز ضرباً فخبأ وجهه بين يديه و مال لأسفل
دخل سالم العربة و اشار بالتوجه مباشرة للمنزل ...
__________
عندما وصلوا منزل الضيوف أمر الحراس باقتياده لداخل احد الغرف و تقييده في كرسي ثم قال له : ايها السافل .. كم انك دنئ
رد عزيز بسخرية : بعض مما عندكم!!
ضربه سالم ع رأسه ثم قال: كنت تعرف كل شئ و تركتني اخلط الأجواء بنذالتك!!
عزيز : نعم .. لكن تذكر انك البادي و البادي أظلم!! الآن فكر انت جيداً هل ستكمل هذا الطريق أم ستنسي الفكرة و تتركني امضي و أعدك أنك لن تراني مجدداً
ضحك سالم من عصبيته و قال: تمضي؟!! انت لن تتنفس حتي بدون علمي .. اختك قطعت آخر حبل للود بما فعلته و لذا انا ماضٍ فيما خططت له حتي النهاية
عزيز : و هل تظن انها ستترك الأمور تتم هكذا في سلام .. انت لا تعرفها!!
سالم بتحدٍ : و انت ايضاً لا تعرفني !! ستظل هكذا حتي ننطلق في طريقنا غداً نحو المنصورة .. عمت مساءا أيها النبيل !!!
في الصباح تم إعداد كل شئ للسفر، نظرت له السيدة بثينة بقلق غير راضية عن تحركاته هذه التي أخبرها بها في آخر وقت، ودّعته ثم جاء دور بسمة فقالت له بوداعة: هل يمكنني القدوم معك ؟
سالم : لا .. لا تقلقي سأعود سريعاً
تدخلت السيدة بثينة: لم لا تصطحبها معك .. أليست خطيبتك ؟! ما المانع؟!
أحرجته والدته فنظر لبسمة فهمست له : قد وعدتني ألا تترك الوردة تذبل دون ماء ؟ هل تتذكر؟!
أومأ بالقبول و قال : هيا .. تجهزي كي لا نتأخر
ذهبت بسمة علي الفور و قد ارتسمت علي وجهها السعادة ..
___________
عند وصول ركب السيد سالم، استقر مع خطيبته و الخدم في منزل كبير استأجره بينما ذهب عزيز لبيت ابيه " قصر منصور بك الراعي " ليشرح له الموضوع ..
دخل إلي البهو الكبير و سأل عن والده فقيل له في غرفة المكتب، طرق الباب و دخل فوجد أمامه.... كاريمان
جالسة في تحدٍ علي كرسي من الكرسيين الذين أمام مكتب والدها الذي كان علي رأس مكتبه، يبدو أنها حضرت اسلحتها و أعدت عدتها للحرب و ستمنع تلك الخطوة بأي ثمن .. أصبح هو بين طرفي المقصلة فهي من ناحية تعرقل سيره و سالم من ناحية أخري يهدده بالسجن إن لم ينجح باقناع والده ...
________________
ألقي عزيز التحية باحترام و هو يعي أن والده غاضباً منه من البداية و طوال الوقت، نظراتهما لا تشجعه ابداً علي الكلام و لكنه مجبر لا خيار آخر أمامه
قال ليستشعر موقف والده : أبي ... هل علمت بشأن أمر زواجي ؟!
منصور بك: ابلغتني كاريمان للتو فلم أفهم جيداً ماذا يحدث .. هل توضح لي ؟!
ايقن عزيز أن مازال أمامه فرصة : يا أبي.. طوال الوقت كنت تتمني لي الاستقرار و قد شعرت انه حان الوقت الان
كاريمان بغضب مختلط بتهكم : و لم الان؟! بماذا اغراك سالم هذا؟! ماذا سيعطيك من اجل مصلحته؟!! هل أصبحت دمية في يده
رأي منصور بك هجومها العنيف ع عزيز فأوقفها قائلا: ابنتي .. لتهدأي قليلا و تتركيه يشرح موقفه
عزيز: يا أبي.. سالم أصبح صديقي و لا انكر انه صاحب الفكرة و قد فكرت و رأيت انها فكرة صائبة و نسب مشرف فلما لا ؟!
تشجع منصور بك و قال: من سنناسب؟
عزيز بفخر: إنها ليست فتاة لا تعرفها .. صديقة كاريمان .. خالتها حفيظة هانم ياقوت .. لابد و انك سمعت عنها
فوجئ منصور بك و قال: فاتن .. كانت أمامك طيلة الوقت فلمَ لم تفكر بها الا الان ؟
قالت كاريمان : نعم .. أليس غريباً ؟! ماذا فعل لك سالم .. هل اقرضك مالا لتقامر به ام ماذا ؟ قل الحقيقة
انصدم والدهما و قال: مقامرة!!!!
عزيز : أهدأ يا أبي.. كانت مجرد مرة او مرتين و لن أعود لذلك الطريق ابدا .. أما بالنسبة لسالم فلم يقرضني شيئاً بل أتي معي لأن له معرفة سابقة بالسيدة حفيظة و سيأتي معنا أثناء طلبنا لها كصديق لي و كوسيط للزواج
منصور بك : جيد و لكن.. هل ستقبل تلك المرأة فقد سمعت انها معقدة قليلا .. سمعت أيضا من فاتن بنفسها عندما كانت تأتي هنا
عزيز : فاتن تحبني و من المؤكد ستتمسك بي
نظرت له كاريمان بتأفف : هذه الزيجه لا يمكن أن تتم .. تلك الخائنة لا يمكن أن تكون زوجة اخي . هل تفهم ؟!
منصور بك : خيانة ماذا؟
عزيز و قد قرر بدأ المناورة: لم لا تحاسبين نفسك قبل الآخرين.. هل حاسبت نفسك عندما ذهبت و قبلت خاتم الخطبة من ذلك الطبيب المسكين و هل حاسبت نفسك عندما اهنت سالم و قلت عنه تاجر ابل برائحة كريهة و هل اكتفيت بعدما خدعتِ فاتن و احضرتها إلي عندك و اذللتها ؟! إلي متي تحسبين نفسك قاضية ع الجميع . نعم أخطأت فاتن لكنها لا تستحق كل هذا العقاب و التجني
منصور بك : ماذا حدث .. هل يشرح احدكم لي؟!
عزيز : يا ابي .أردت أن أعرف اخبار أختي هناك فطلبت من فاتن خطاباتها مع كاريمان فتحت تأثير عاطفتها اعطتهم لي .. صارت خائنة في نظرها فاحضرتها إلي هناك بخدعة و اذلتها و ذلك تسبب بشجار كبير بيننا
تعجبت كاريمان من لي الحقائق هذا و قالت : هل تنكر محاولة قتلي ؟!
انعقدا حاجبي منصور بك مما يسمعه فقال عزيز موضحا: كانت لحظة عصبية مجنونة و جئت لاعتذر منك مع سالم فطردته و اهنته .. قولي أن ذلك لم يحدث
كاريمان بعجب : بل حدث و لكن لأن....
قاطعها عزيز : لن أنسي قول ان مشروع المشفي ذلك كان من اجل ذلك الطبيب الذي تتمشين معه هنا و هناك أمام الجميع و كأنكم خطيبين متجاهلة وجود عائلتك و رأيهم
نظر لها والدها بلوم و قال: هل فعلا هناك طبيبا تحبينه هناك و لم تخبريني ؟!
قالت كاريمان و هي تعي خسارتها للجولة : نعم ...
منصور بك : اذن .. لا شأن لكِ بحياة اخيكِ .. لم تحترمي انتِ عائلتك أولا ليحترمك أخيك و يضع رأيك بعين الاعتبار .. غذاً سنرسل لهم من اجل الخطبة و بعد الموافقة سنذهب اليهم، إن شئت تذهبين معنا و إن رفضت تبقين مكانك ...
كاريمان : و انا لن ابقي في القصر بهذه الحالة .. سأبقي عند ثريا إلي حين عودتي لأسوان...
انصرفت كاريمان حاملة خسارتها الجولة و ثقة و احترام والدها أيضاً .. ضربها عزيز من كل الأماكن المؤلمة ليكسب دون تراجع،أثار ذلك فضولها ذلك الاصرار فوراءه اما عصا او جزرة و حل اللغز لدي سالم .. لكن من خسر جولة ليس بالضرورة يخسر الحرب كلها .. سأوقف تلك الزيجة لا محالة!!!
في الأجزاء المقبلة جولة أخري مشتعلة بشأن ذلك الزفاف و مقابلة مرتقبة مع السيدة القوية حفيظة ياقوت و نهاية غريبة لقصة تلك الزيجة
ترقبوا..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 4 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
مــــعدل النشـــــــاط : 665
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الخامس والعشرون   الصندوق السحري - صفحة 4 Emptyالسبت أغسطس 03, 2024 7:46 pm


الصندوق السحري
الفصل الخامس والعشرون
أتي الصباح علي يوسف و قد ضبط منبهات هاتفه السبعة من الساعة السابعة الا ثلث حتي الثامنة الا ثلث، كلما مرت عشرة دقائق دق أحدهم فإذ به يغلقه فيدق التالي بعد عشرة دقائق جديدة، أصحاب النوم الثقيل يعرفون كم من الصعب ايقاظ عقولهم و لذا يتتبعون نظاماً لحوحاً في التنبيه..
قام أخيراً و التقط هاتفه المرهق من كثرة الدق ثم اتصل بريم ليلتقيا حسب موعدها المتفق عليه لكنها لم ترد فأعاد الاتصال ربما تكون نائمة أو متثقلة بنوم عميق مثله لكنها ايضاً لم ترد، استفاق ثم نهض و ارتدي ملابسه و انتظر أن ترد اتصاله بها لكنها أيضا لم تتصل و عندما اعاد الاتصال مرة ثالثة و رابعة و خامسة لم يجد جواباً، احتار فيما سيفعل لأنه قد أخذ هذا اليوم إجازة من عمله كي ينهي مسألة السجل المدني و الآن ريم لا ترد .. تري لما لا ترد؟!!
في البداية قرر الاستمتاع باليوم و استكمال القراءة في الكتاب بعد أن يعد لنفسه وجبة إفطار رائعة بمزاجٍ عالٍ، دخل إلي المطبخ و اعد افطاره و إلي جانبه كوب الشاي و امسك بالكتاب لكنه تركه مرة أخري بعد ثانيتين و امسك بالهاتف فأزاد عدد المكالمات الصادرة لها إلي سبعة و أيضا ليس هناك رد ...
لم يستطع الانتظار فأنهي إفطاره سريعاً و ظل ينظر لاسمها علي الهاتف و يفكر بصوت عالي
يوسف: طب ايه .. نايمة ؟! بس هي كانت متفقة معايا ع المعاد ده .. ياتري حصل حاجه؟!! دي كمان عايشة لوحدها يعني لو حصل حاجه مفيش حد معاها .. حتي لو رحت المرسم دلوقتي مش هلاقيها.. لازم استني ل بالليل.. أمري لله هنزل أخلص شويه شغل بعد م اخدت اليوم اجازة عشان مفضلش افكر كده و هي اكيد شويه و هتكلمني .. ايوة صح كده ..
___________
في الجريدة التي يعمل بها ظلت عينيه متركزتان علي الهاتف في انتظار اتصالها فأعاد هو الاتصال عدة مرات و أيضا جاءت كلها دون رد كالسابق ..
عاد إلي المنزل في المساء فوجد علاء جالساً علي الاريكة ممسكاً بكوب الشاي، جلس إلي جواره و قال
يوسف : تفتكر ايه اللي حصل؟
علاء: ف ايه ؟!
يوسف: ريم .. من الصبح برن عليها مش بترد !!
علاء: مش كنتوا متفقين؟! و بينكم معاد ؟!
يوسف: وده اللي قالقني.. رنيت عليها اكتر من ٢٠ مرة من الصبح و مفيش اي رد
علاء: مش يمكن كسلت فطنشت .. م انت هتمشورها معاك ع الفاضي
يوسف : يا بني مش شخصيتها .. ريم لو كانت عاوزة ترفض كانت قالت
علاء: يا سلام ... عشرة عمر انتوا ف فاهمها قوي !! و بعدين بترن عليها ٢٠ مرة ليه .. ده امها اللي مخلفاها أكيد موصلتش للرقم ده .. ده تلاقيها عاوز تشتمك دلوقتي .. سيبها و لما تعوز تكلمك هتتصل بنفسها
يوسف: يا بني انا قلقان عليها .. دي عايشة لوحدها .. مش يمكن حصل حاجه ؟!
علاء بابتسامه: قلقان !!! اممممم طب و علاج القلق ده ايه ؟! تروحلها بيتها مثلاً
يوسف : م انا لو كنت اعرف عنوان بيتها كنت روحت .. معرفش غير المرسم
علاء: طب روح زمانها فتحته دلوقتي .. مش بتقول بتفتح من ٧
يوسف: أنا محتار و خايف تكون مطنشاني بجد و انا بتطفل عليها
علاء: حيرتني معاك !! طب عاوز تعمل ايه ؟!
يوسف : مش عارف .. خلاص هخش أغير هدومي و هي تبقي تتصل وقت م تعوز
علاء: تمام
دخل غرفته ثم خرج بعد عشر دقائق بنفس ملابسه و قال
يوسف : بص هروح اشوف .. انا الفضول قاتلني
علاء و هو يخفي ضحكته بصعوبة: تمام برضو
خرج يوسف بينما انسابت ضحكة علاء في كل ارجاء الشقة
___________
وصل يوسف للموسم و لاحظ انطفاء الأضواء فسأل حارس العقار الذي أكد له عدم وجودها فعاد لبيته مرة أخري ليجد علاء يرتب بعض عينات الأدوية التي يعمل في تسويقها، عندما رآه يدخل الشقة سأله:
علاء: هاااااا لقيتها؟!
يوسف بقلق: لا ... البواب قال مجتش انهارده
علاء : ممممم . كده فعلا تبتدي تقلق !
يوسف : أنا بفكر ف حاجه ..
علاء: ايه ؟
يوسف : نروح نسأل مامتها .. أنا عارف بيتها بس ياريتني اخدت رقم تليفونها لما زرتها
علاء: بس كده انت هتعمل قلق لمامتها
يوسف: م هي لازم تقلق .. دي بنتها .. يلا تعالي معايا
علاء: هو النون اللي كانت من شويه دي عشاني انا ؟؟
يوسف : يلا يا علاء متسبنيش لوحدي ف ظرف زي ده
علاء باستغراب: حااااضر .. بس حاول كده ترن عليها يمكن ترد .. قبل م نروح لمامتها و نعمل قلق
أخرج يوسف هاتفه من جيب بنطاله و اتصل بها فسمع رسالة أن ذلك الهاتف ربما يكون مغلقاً
يوسف: كان بيرن بقي مقفول .. يلا بينا بسرعة
علاء: ماشي
_______________
أمام باب منزل مدام نيرة وقف يوسف و علاء بعد دق الجرس ينتظران قدوم من سيفتح، قابلهما زوجها، رجل عريض البنية طويل القامة هيئته تشبه الممثل الراحل عدلي كاسب لاعب أدوار الشر في أفلام الأبيض و الاسود..
قال له يوسف بحذر: لو سمحت عاوزين مدام نيرة في موضوع ضروري
الزوج: موضوع ايه ؟! انتوا مين؟!
علاء: بص حضرتك .. بنتها ريم احنا زمايلها بندور عليها من الصبح مش لاقينها ف جينا نسأل مامتها
الزوج بعدم اهتمام: آه.. طب اتفضلوا
سمح لهما زوجها بالدخول لكنه كان جافاً منذ البداية، جلسا و في غضون دقيقة خرجت مدام نيرة بوجهٍ قلق و قالت
م .نيرة : فيه ايه ؟ مالها ريم ؟!
يوسف : لا حضرتك متقلقيش .. انا بس كنت متفق معاها ع مشوار اتصلت بيها مردتش .. روحت اشوفها ف المرسم البواب قال مجتش ف قلقت
قالت م. نيرة و هي تحاول الاتصال بابنتها عبر الهاتف المحمول : روحتوا شقتها ؟!
يوسف: م انا معرفش هي فين ؟!
أزالت الهاتف من ع اذنها و قالت : مقفول .. استنوا هرن ع صحبتها و اشوف
اتصلت م. نيرة بصديقة ريم " ياسمين " فوجدته غير متاح
فزاد القلق داخلها و داخلهم ايضاً فقال الزوج الذي كان يراقب بعدم اهتمام : يمكن سافرت لمعرض من المعارض بتاعتها و لا رجعت برا مصر بمنحة زي اللي خدتها قبل كده
م. نيرة : ازاي تسافر من غير م تقولي .. مش ممكن طبعا .. يا تري حصل ايه .. بصوا هي ملهاش غير ياسمين ممكن تكون معاها و هي كمان تليفونها غير متاح .. ممكن يكونوا مع بعض !!
علاء: مع بعض و الاتنين غير متاح ؟! .. يارب خير !!
يوسف : يلا بينا
__________
عند وصولهم لمكان شقة صديقتها ياسمين وجدوا سيارة أجرة " تاكسي" متوقفة أمام ذات العقار، خرجت منها ياسمين ثم تلقت ابنها النائم ذو الثلاث سنوات " لتحمله بين ذراعيها و قد ظهرت فيه يده " كانيولا " و بعدها نزلت ريم و علي وجهها تعب و إرهاق كبيرين!!
اندفع ثلاثتهم نحو ريم وصديقتها
م. نيرة: حصل ايه يا ريم .. مالو سولي ؟؟!
ريم بصوت واهن : ايه ده .. يوسف!!
نظر لها علاء من خلف يوسف و قال: و علاء ...
ياسمين : طيب يا جماعة تعالوا نتكلم فوق بدل م احنا واقفين ف الشارع
يوسف: ممكن اشيل سولي لحد الاسانسير
ريم : لا م هو الاسانسير عطلان .. هننده عم علي البواب عشان يشيل سولي متتعبش نفسك
مد يوسف يده ليأخذ سليم و قال: لا مفيش تعب
ياسمين : اتفضلوا
__________
في شقة ياسمين جلس الجميع في غرفة المعيشة بينما دخلت ياسمين لتضع ابنها النائم في مهده ..
مدام نيرة : قولي يا ريم حصل ايه ؟
ريم : امبارح بالليل ياسمين قالتلي تعالي عدي عليا و باتي عندي ، روحت و قعدنا و اتعشينا .. الصبح بدري احنا نايمين الباشا سولي صحي و راح يلعب و يفتش ف كل حاجه و محدش فينا فاق و شافه .. بلع برشام ع كل الأنواع و فضل فترة لحد م اشتغل ف معدته و صحينا عليه بيصرخ و علب الدوا جنبه .. طبعا تقدروا تخمنوا الباقي
يوسف : ألف سلامة عليه .. الحمدلله عدت علي خير
ريم : بس انتوا عرفتوا منين و وصلتوا لهنا ازاي ؟
علاء بابتسامة: عشان مردتيش علي يوسف لما اتصل بيكي فهو قلق و مسكتش غير لما وصلك
نظرت ريم ليوسف : أنا آسفة يا يوسف .. اللي حصل عمل ربكة و نساني المعاد
يوسف : و لا يهمك المهم أنكم بخير ..
ريم : هروح معاك إن شاء الله .. اختار معاد يناسبك و انا معاك
خرجت ياسمين من الداخل حاملة مشروبات باردة ، اعطتهم جميعاً ثم جلست و هنا وقف علاء و يوسف لينصرفا كي لا تطول جلستهم أكثر من اللازم
فقالت ياسمين : خليكم قاعدين .. كملوا الحاجة الساقعة ..معلش تعبناكم و قلقناكم ..
علاء : الوقت اتأخر .. لازم نمشي .. الف سلامة علي سليم .. تصبحوا ع خير
يوسف : تصبحوا ع خير
علي الباب خرج علاء من باب الشقة أولا منتظراً يوسف خلفه، رآه واقفاً يتحدث مع ريم بصوت خافت فنزل السلم و انتظره أمام العقار
ريم : أنا آسفة مرة تاني ..
يوسف : ولا يهمك .. انتوا كنتوا في ظرف صعب .. الله يعينكم و الحمدلله جت ع قد كده
ريم : دورت عليا فين ؟!
يوسف: في المرسم و عند مامتك و لو كنت اعرف مكان بيتك كنت روحت !!
ريم بابتسامة: يااااااه.. ده انت قلقت بجد بقي
يوسف : ايوة ..
ريم : طيب انا شقتي في الزتون .. ١٤ شارع نصوح باشا .. عشان لو اختفيت تاني في ظروف غامضة هههههه
ضحك يوسف و قال : انتي هتكرريها قريب و لا ايه ؟!
ريم : إن شاء الله لا .. بس احتياطي يعني و لا مكنتش عاوز العنوان!!
يوسف : لا طبعا . كده احسن .. تصبحي ع خير
ريم : و انت من اهل الخير
_______
لم يشعر يوسف بما حدث بينهما منذ قليل فإدراكه لم يستوعب بعد أن قلبه ينبض متسارعاً بقرب ريم، هذا القلق الذي أصابه جعلهما يقتربان دون وعي أو قرار واضح داخل كلاً منهما
في الأسفل قابله علاء بابتسامة ذات مغزي و قال مدندناً : الجو هادي خالص و الدنيا هس هس .. و أنا ...و حبيبي .. و نجوم الليل و بس
ابتسم يوسف و قال : طب يلا نروح و بلاش فضايح
علاء متهكماً : يلا يا عندليب !!
__________
عندما عادت ريم لجلستها مع والدتها و صديقتها الأرملة ياسمين، ظهر عليها تيهان بدايات الإعجاب و التعلق فنظرت ياسمين لمدام نيرة و قالت : ألف مبرووك يا طنط.. شكلنا هنفرح قريب، ابتسمت مدام نيرة بينما لم تعلق ريم و لكنها ألتقطت كأس المشروب البارد و ارتشفت منه ببطء
____________
أما يوسف ف مع عودته للمنزل بدأ علاء محاولات حشره في الزاوية فقال
علاء: النهارده بقي المفروض نكمل قراية القصة ع صوت عبد الحليم .. قريت ع ضيك كلام جميل زيك .. كفاية نورك علياااااا
رد يوسف معترضاً : أنا فعلا مش عار ف ايه اللي انا عملته ده .. هو انا قادر اعيش و اصرف علي نفسي عشان أفكر ف جواز .. دي لحظة هبل و عدت خلاص
علاء باستهجان: بمعني ايه ؟ هي القصة لسه ابتدت يا بني .. ده البنت تلاقيها لسه هتفكر هتقولها ايه و هتعترفلها ازاي ؟ انت مجنون!!
يوسف : زي م قولتلك كانت لحظة طيش كده .. أنا هخلص معاها موضوع السجل المدني و اقطع معاها .. لازم ابقي واضح عشان هي كمان متتعشمش
علاء بتهكم: و هي لسه متعشمتش؟!
يوسف معترضاً : آه.. ممكن .. هو ايه اللي حصل يعني؟!
علاء بسخرية: لا ابدا قلبت عليها الدنيا لما اختفت و لما لقيتها كنت ناعم معاها زي الكمان و مشلتش عينك من عليها و لا شكلكم قبل م انزل استناك تحت .. كل ده كان ايه ؟
يوسف : خلاص .. يبقي نصلح الغلط و كله يرجع زي م كان .. يلا بقي نرجع القصة
علاء بصدمة : يلا!!!!
__________
ذهبت كاريمان من أمام والدها بغضب كبير و أشارت للخدم بجمع أغراضها التي بقيت هنا مع التي أتت بها من أسوان و نقلها جميعها لقصر اختها ثريا، رآها والدها تغادر و استصعب ذلك كثيراً فهو لم يزيل شوقه إليها بعد لكنه رأي حاجتها لبعض العقاب عما بدر منها فتركها تذهب كما شاءت ..
____________
ذهب عزيز لمنزل سالم حاملاً له بشري موافقة والده و أبلغه أن يبدأ في وساطته للسيدة حفيظة كما وعد لأن منصور بك الراعي يستشعر الحرج من إمكانية رفضها للعرض فهي سيدة عُرفت بشدتها و حكمتها، من يدري ما قد وصلها عن عزيز!!
شعر سالم بإقتراب تحقق ما يريد فإن تمت تلك الزيجة لن يٌرفض له طلب
لم ينسي أن يسأل عما حدث مع غريمته كاريمان فقال عزيز : كان يجب أن تري وجهها و انا احاصرها و أضعها أمام أبي في حرج كبير بسبب موضوع ايفان .. قد انعقد لسانها أمامه فقال لها لن تتدخلي في اي شئ طالما لم تحترمي تلك العائلة
نظر له سالم بإحتقار: بالرغم من ان ذلك في مصلحتي و لكن لا يسعني سوي أن أقول لك .. كم انت خسيس!!
انفعل عزيز و قال: أنسيت أن تلك اللعبة في الأساس لعبتك و هذه نتائجها!! هل كنت تريد خسارة الجولة ؟!
سالم: بالطبع لا .. أختك هذه تستحق سحق رأسها العنيد ذاك .. أنت محق فتلك هي قواعد اللعبة و نتائجها و لا تراجع بعد الآن
عزيز: الحمدلله أنها ذهبت لتقيم لدي ثريا ... كي لا تتقد نارها كلما رأتني في القصر
ضحك سالم و قال: نارها لا تحتمل فعلاً .. أنت محق
_____________________________
ذهب سالم إلي قصر حفيظة هانم و طلب اذناً لمقابلتها و بعد انتظاره لأكثر من ساعة قيل له أن الميعاد قد تحدد غداً في العاشرة صباحاً، تلك المعاملة تركت ضيقاً بداخله و لكنه سيتحمل من أجل ما يريد
__________
وصلت كاريمان قصر اختها الذي منحه لها والدها قبل زواجها من ناظر عزبته فاضل أفندي زكريا، هذا الرجل الذي تولي مهام ادارة العزبة في سن صغير بعد وفاة والده الذي كان يديرها قبله، رأته ثريا ذات مرة قادماً ليقدم أوراقاً لوالدها فاختارته ليكون زوجها، رجل هادئ الطبع مناسب لامرأة قوية متسلطه مثلها، اعتاد تنفيذ الأوامر فأكمل ذات المسيرة معها، تركها تقود الدفة بينما تولي هو المهام التنفيذية، وافق منصور بك علي زواجهما بعد محاولات لحوحة منها آخرها كان محاولة للهرب فخاف والدها من القيل و القال فوافق علي مضد، لم يكن اصرارها عليه حباً علي قدر ما كان اختياراً مناسباً لن تجد مثله فهي لا تريد أميراً او أحد من النبلاء يناطحها رأساً برأس، فاضل اعتاد الا يقرر أو يعترض بل أن يطيع فقط ..
منذ لحظة دخولها القصر، أجابت علي سيل من الاسئلة التي طرحتها ثريا فبُعدها عن القصر جعل الاخبار تصلها متأخرةً قليلاً، بعد سماعها لتفاصيل القصة كما قصتها كاريمان بعد حذف ما لا يناسبها ردت
ثريا : ربما ما قلته عن سالم ذاك مقلقاً لكن فكرة زواج عزيز من بنت عائلة كهذه ليست سيئة !! ربما يصلح الزواج من شأنه..
كاريمان : لا تدفعيني للجنون .. أقول لكِ أنها صديقة خائنة و هذه الفكرة تعود لسالم .. من يكون هو لنمشي نحن حسب خطته !!
ثريا : دعك من عندك هذا .. هل تطلب الأمر خروجك من القصر هكذا.. ألن تشاركي في مراسم تلك الخطبة إن حدثت؟!
كاريمان : بالطبع لا .. سأحاول منعها قبل أن تحدث من الأساس
ثريا : ألهذه الدرجه ؟!
كاريمان باصرار: نعم .. المهم الآن هو انت يا فاضل
نظر فاضل و قال : أنا ؟! ما علاقتي بالأمر؟!!.
كاريمان : لابد و ان تبحث حول تلك السيدة و حول سالم و تأت لي بخبرٍ عما يجمعهما.. ماذا يريد سالم منها ليفعل كل ما فعل .. أفهمت؟!
فاضل: نعم .. سأفعل كل ما بوسعي
كاريمان : لكن الوقت مهم جدا .. حاول العثور علي التفاصيل بشكل سريع
انصرف فاضل ليبدأ بحثه بينما ظلت كاريمان إلي جوار اختها تفكر ماذا يمكنها ان تفعل، بعد عدة دقائق وقفت ثم قالت: سأريهم كيف يكون اللعب معي !!!
نظرت لها ثريا بقلق و لم ترد
__________

في تمام العاشرة من صباح اليوم التالي، عبر سالم من بوابات القصر لقاعة الضيوف،قُدم له شيئاً يشربه كما اختار ثم دخلت حفيظة هانم بهيبتها المعروفة ونظرات عينيها الحادتين، رحبت به و اشارت له بالجلوس ثم قالت
حفيظة هانم : مرحبا بك يا سيد سالم .. لكنني أتمني ألا يكون سبب زيارتك لنا هو نفس سبب المرتين السابقتين لأن جوابي مازال نفسه، لم يتغير!!
رد سالم بابتسامة مصطنعة: و ماذا إن أتيت بخبرٍ قد يقرب فيما بيننا و يجعل سموك تفكرين مرةً أخري في طلبي!!
حفيظة هانم بغرابة: و ما عسي أن يكون ذلك الخبر؟!
سالم بتفاخر: هناك شاب سليل عائلة عريقة تعرفينها، أراد الزواج فاقترحت ابنة أخت سموك لأنها نسب شريف و فتاة ذات أخلاق و خلق، هو يعرفها لكنه لم يكن يفكر في الزواج مطلقاً لكنني رأيت انه ان كان سيتزوج فليس هناك أفضل من نيل شرف نسب سموك
تسائلت و قالت : و من هو ذلك الطالب لنسبنا؟!
سالم: ابن منصور بك الراعي .. اسمه عزيز
فوجئت حفيظة هانم لمعرفتها السابقة بهم و قالت : اعرفهم جيداً .. اخته صديقة ابنة اختي، هم عائلة معروفة لكن الولد مشاغب قليلاً و سمعت انه كان رافضاً للزواج!!
سالم: نعم .. صحيح .. لكنه يرغب الآن في نيل شرف نسبكم
حفيظة هانم: سأتشاور في الأمر و أبعث لك رداً .. لا اخفي عليك ف ابنة اختي لم تقبل بالكثيرين لذا دعنا لا نتأمل كثيراً
وقف سالم استعدادا للمغادرة و قال بثقة : و إن تم الأمر ؟! لابد من هدية لي؟!
ابتسمت حفيظة هانم و قالت : نعم و هديتك قد حددتها منذ عامين !!
سالم : هل اعتبر منحها لي وعداً إن تحقق الزواج؟!
حفيظة هانم : لن اقطع وعوداً فأنا لا احب الوعود و ربما ستعرف النتيجة خلال وقت قصير فلا تتعجل
سالم : و هو كذلك يا أميرة.. سأمضي الآن و انتظر منكم رداً قريباً ..
أومأت حفيظة هانم برأسها فغادر من أمامها للخارج ..
رأته فاتن يخرج من باب القصر الداخلي فعرفت إن تنفيذ الاتفاق بينهما قد بدأ بالفعل
دخلت فاتن لخالتها بسعادة و قالت : كيف الحال يا خالتي العزيزة؟
حفيظة: بخير يا عزيزتي و هناك اخبار جيدة لكِ
فاتن : عن ماذا؟!
حفيظة هانم : أتي لك خاطب اليوم ..شخص تعرفينه جيداً
فاتن و هي تدعي عدم المعرفة: من هو؟
حفيظة هانم: عزيز أخ كاريمان صديقتك !!
تصنعت فاتن المفاجأة و قالت : حقاً .. عزيز كان لا يخطط للزواج!! فماذا حدث؟
حفيظة هانم : و هل سيجد عروس مثلك إن بحث حوله لمئة عام قادمة!! .. الأهم الآن من أسبابه هو رأيك ؟!
فاتن بخجل: يا خالتي العزيزة . انا أجده مناسباً فما رأيك انت؟!
حفيظة هانم : الولد مشاغب قليلا لكنه جيد و عائلته معروفة و مرموقة لكن هناك بعض الغرابة بالأمر !!
فاتن: و ما الغريب؟!
حفيظة هانم : طريقة الطلب تلك!! أليست كاريمان صديقتك و والدها يعرفك جيداً فلماذا لم تأت هي مباشرة مع ابيها و لطلبكِ لأخيها ؟! أتجدين ذلك طبيعياً
لم تكد حفيظة هانم تنهي تساؤلها حتي طرق احد الخدم الباب و قال : كاريمان هانم الراعي تريد الدخول لأمر عاجل !!!
عندما سمعت فاتن ما قاله الخادم ارتجف داخلها و لم تنبث ببنت شفه انتظاراً لكارثة قد تدمر كل شئ
_________
أذنت حفيظة هانم لكاريمان بالدخول فنظرت لها فاتن محاولةً استعطافها و ايقافها عن عرقلة الزيجة فنظرت لها كاريمان بتحدٍ و قالت لحفيظة هانم : آسفة لقدومي هكذا فجأة لكن هناك حديث في غاية الأهمية جاء بي إلي هنا
قالت فاتن و هي تحاول تأجيل انفجار القنبلة: كاريمان .. عزيزتي.. ألن نحتسي شاياً في الحديقة كما اعتدنا .. هناك اموراً أريد مناقشتها معك ِ
حفيظة هانم : اتركي لها المجال للتحدث يا فاتن و بعد ذلك اذهبا معاً كما تشاءا
ابتلعت فاتن ريقها السائل من الخوف و قالت : فهمت يا خالتي
دعت فاتن الله للتدخل لمنع تلك الكارثة فهي تنتظر ذلك الحدث منذ سنوات
جاء طرق الباب كاستجابة السماء لدعائها فقد دخل خادم و طلب حضور حفيظة هانم لأمر عاجل فتركتهما في القاعة وحدهما فقالت فاتن : كاريمان .. أعلم مقدار ما فعلت و لكنك أذللتني يوم جئت إليك هناك .. أليس ذلك ثمناً كافياً ؟!
كاريمان بتعالي: لا .. لن اسمح أن تكوني زوجة اخي ابدا .. أفهمتِ؟!
بكت فاتن بضعف و اقتربت منها و قالت : ما تفعليه ظلم كبير لي .. انتظرت عزيز كثيراً و انت تعلمين .. هل ما كان بيننا لا يستحق أن تتركي لي حلمي يتحقق؟!
كاريمان : و لمَ لم تتذكري انتِ صداقتنا هذه قبل أن تنهيها تحت أقدام عزيز.. اتظنين انه حقا يريدك ؟! .. أنتِ مجرد خطوة في مسالمة عقدها معه سالم أيتها الحمقاء .. استيقظي من أحلامك !!
فاتن : هل تظنين أنني لا أعلم كل هذا .. قد أرسل سالم خطابا لي و اتفق معي علي ذلك .. كل ما يحدث هو بعلمي و موافقتي
كاريمان باستهجان و تأفف : اتعلمين انه يطلبك للزواج لأجل اتفاق عقده مع سالم و بالرغم من ذلك توافقين؟! يا لكِ من مسكينة !! رفضك طوال تلك السنوات و رفضك يوم جئت إليَّ و تقبلين !! لا أجد ما أقوله لكِ .. حقاً انتِ ذليلة
فاتن : قد وضعت حبي أمام كبريائي و قد ربح الحب و سأتزوجه و احبه ربما يتغير يوماً و يحبني
كاريمان: أنا اشفق عليكِ .. لا يأتي الحب بالاستجداء أو بسحق الكرامة .. ذلك الحب الذي يسلب الكرامة ينهيك و يصبح مرارةً لكِ أيتها الحمقاء!!
فاتن: اتركيني في حماقاتي و هنيئا لكِ بالكرامة و الكبرياء . لا تتدخلي .. ان كان مازال في داخلك ذرة واحدة من المحبة لي !!
كاريمان : أتعرفين انهم يقولون: لا تنقذ الغبي من عثرته لأنه يعود و يعثر نفسه أكثر فأكثر و انت هكذا بالضبط .. لن تكفِ عن معاقبة نفسك بعزيز فهنيئا لكِ به .. هو يكفي لكِ كعقاب
عادت حفيظة هانم مرة أخري للقاعة فحاولا إخفاء ملامح ما حدث من علي وجهيهما فقالت حفيظة هانم : ماذا تحملين من حديث يا كاريمان .. عساه خيراً ؟!
ردت كاريمان بشكل مقتضب: جئت ل أوكد رغبة أخي في الزواج من فاتن . هم الاثنان مناسبان جدا لبعضهما من وجهة نظري .. قد جاء السيد سالم سابقاً لكِ من اجل رغبته في التقرب منكم .. أتمني لهما التوفيق و السعادة
نظرت لها فاتن بعينين زائغتين ثم قالت : شكرا يا صديقتي .. لن أنسي موقفك او كلماتك هذه ابداً
انصرفت كاريمان و قد تأججت مشاعرها بسبب لقاءها بفاتن، هي تتضايق من فرط استسلامها لحبها ثم تعود لتقول لنفسها لا يخصني بعد الآن، عادت للقصر بعد أن أوقفت جولة رابحة في آخر وقت بسبب ضعف فاتن فهناك أناس يهزمون رغبتك بضعفهم لا بقوتهم!!
______
في منزل سالم لاحظت بسمة توتره و انتظاره المترقب فسألته:
بسمة: ماذا بك؟!
سالم: لدي موضوع افكر بحل له منذ عامين و اخيراً عثرت علي طريق و لكن قد تفسده لي كاريمان و لذلك أنا قلق قليلاً
نظرت له بسمة بتعجب: أهذا قليلاً ؟!!
سالم : أنت لا تعلمين أنني و كاريمان أصبحنا غريمين و الكرة الآن لديها فأنا انتظر ردة فعلها علي ما حدث .. ربما يشعل ما ستفعله فتيل الحرب بيننا .. لا اعرف!!
اصاب الخوف بسمة فقالت: حرب؟! باي معني؟!
قال سالم: حرب المصالح يا بسمة و تلك لها خسائر كبيرة
بسمة : هل يجب علي أن اخاف ؟؟
سالم: لا .. كل شئ سيسير بحسب ما خطط له بإذن له .. كوني قوية و شجاعة
بسمة: أحاول...
ذهب سالم ليريح عقله في قيلولة ما بعد الظهر و استغلت بسمة نومه في الخروج من المنزل للذهاب لزيارة هامة أرادت القيام بها
تري لمن ذهبت بسمة و لمَ ؟ و ماذا سيكون رد فعل سالم حين يعرف؟! ماذا ستفعل كاريمان بعدما تعلم بمشروع سالم الكبير؟!!!و هل سيستطيع يوسف مقاومة مشاعره لريم و إنهاء كل شى قبل ان يبدأ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصندوق السحري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 5 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
 مواضيع مماثلة
-
» الصندوق السحري
» تسلسل ماسلو الهرمي هو المفتاح السحري لتنمية شخصيتك والتخلص من نقاط ضعفك في عام 2024

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ديزاين بيست :: المنتديات العامة :: المنتدى العام :: المنـتـدى العــام-
انتقل الى:  

 

أشيائي ممنوعة النشر كل مايحتويه الموقع هي حقوق خاصة لـ ديزاين بيست وعملائي © ,

 

الساعة الأن :
©phpBB | إتصل بنا | التبليغ عن محتوى مخالف