منتديات ديزاين بيست
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

انت غير مسجل
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مشترك في المنتدى. لتسجيل الرجاء اضغط هنــا
آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 237 تغيير كامل في الوضع
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 33 فارس الداهية
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 32 الشجار في منزل عائلة كارم
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 148 : سيد شداد، أرجوك أنقذ المقطم
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 236 ارتعاش عائلة كارم
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 147 : مثل رهبة وسام رياض
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 235 جشع كاميليا
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 31 لست مهتما بكِ
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 234 تيار سفلي
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 146 لا أريد الموت
اليوم في 9:52 pm
اليوم في 9:52 pm
اليوم في 9:39 pm
اليوم في 9:37 pm
اليوم في 9:32 pm
اليوم في 9:29 pm
اليوم في 9:28 pm
اليوم في 9:24 pm
اليوم في 9:22 pm
اليوم في 9:21 pm











 
     
الهدف من المنتدى التسليه والترفيه لذلك يجب على الجميع التحلي بالأخلاق وإحترام الآخرين وعدم الإساءه لهم ويمنع بتاتاً تبادل وسائل التواصل الإجتماعي وعند حدوث ذلك ستضطر الإدارة إلى التشهير بالمخالف ومنع عضويته من المشاركه ، نتمنى للجميع قضاء وقت مفيد وممتعإدارة الموقع

 

 الصندوق السحري

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 3 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل التاسع   الصندوق السحري - صفحة 3 Emptyالجمعة يوليو 05, 2024 6:29 pm


الصندوق السحري
الفصل التاسع 
بينما كان سالم في غرفة والدته يحاول اقناعها بوجهة نظره صعبة الاستيعاب، كانت كاريمان صامتة تحملق في وجه إيفان و كأن نظام تشغيلها قد أصابه فيروس إلكتروني و شل حركته، لم يكن ما سمعه إيفان معتاد بالنسبة له و لكنه كان أقل الحاضرين استهجانا و رفضاً للموقف، حالة الذهول التي أصابت كاريمان استفزته قليلا فقال لها لائماً : 
إيفان: يمكنني تفهم استغرابك و دهشتك و لكن ليس إلي هذا الحد، الا يمكن للانسان أن يحب إنسانا آخر دون أن ينظر للتكافؤ بينهما ؟!! أهذا مستحيل برأيك ؟ 
ردت كاريمان باستنكار : حب !!! ماذا تقول يا إيفان،  كيف حدث هذا الحب و متي ؟ بسمة وصيفتي لا تلتقيه إلا و هي تعبر لتحضر لي غرض او لتبلغه شيئا عني .. فكرة ان يحبها تلك مستحيلة .. فعلته هذه غير مفهومة 
إيفان: أنا حقا لا افهمك فهل يحتاج الحب لوقت ؟؟ شرارة الحب تحدث في لحظة ثم ما بعدها هو ما يتطلب مجهود و فهم و تقارب و هذا ما فعله سالم 
كاريمان بغضب : إيفان لا تغضبني من فضلك ... شرارة ماذا ؟؟!! بسمة نفسها لن تستوعب ما قاله .. هذا جنون!! سأثبت لك حالاً ... 
أشارت لخادم الباب أن يذهب و يحضر بسمة حالا إلي عندها، بعد قليل دخلت بسمة ووقفت أمامها بعد أن انصرف الجميع 
قالت كاريمان في سخرية : بسمة .... أو سيدة بسمة، هل تعرفين من تقدم لخطبتك اليوم ؟؟ 
قالت بسمة في خجل : سيدتي ... اعذريني و لكن لو كان إدريس سائس الخيول فلا تؤاخذيني، قد ألمح لي من قبل و رفضت ... عذرا يا سيدتي 
نظرت كاريمان بنفس ذات السخرية لتثبت لايفان ثم قالت لها : لا ... إنه ليس إدريس بل شخص آخر قد يعجبك عندما تعرفينه 
بسمة  في حيرة : من ؟؟؟
كاريمان : السيد سالم طلب يدك مني يا سيدة بسمة .. ما رأيك ؟؟ 
اتسع بؤبؤ عين بسمة علي أقصي اتساع ووقفت بلا حراك أو رد ثم سقطت مغشياً عليها فيما انتاب كاريمان و إيفان نوبة ضحك هيستيرية بينما قام الخدم بحملها إلي مكانها و حاولوا افاقتها... 
عاد سالم من غرفة والدته بعد أن حاول تهدئتها قليلا، لم ينطلي عليها بالطبع أنه يريد بسمة حقاً فهي والدته و تعي ابنها جيداً لكنها رأت اصراره فصمتت و تركته يخطئ لأننا لا نعرف قيمة الصواب إلا حينما نتألم من الخطأ.
دخل إلي القاعة فوجدها فارغة و علم من الخدم ما جري لبسمة فذهب لغرفتها الصغيرة الملاصقة لجناح الأميرة، وجد خادمتان تحاولان افاقتها بينما وقف إيفان و كاريمان ينتظران و علي وجهيهما علامات الضحك من رد فعلها الذي أظهر غرابة ما حدث بالأكثر 
نظر اليهما بحدة جعلتهما يستقيما في وقفتهما و يخفيا علامات الضحك من ع وجهيهما ثم صرف الخادمتين و جلس إلي جوار بسمة و في رقة و هدوء، التقط زجاجة عطر صغيرة و ضغط علي بالون الهواء لينطلق منها زخة صغيرة استقبلها ع يده، وضع يده  بجانب انفها ثم قال : بسمة ؟؟؟ 
أفاقت بسمة و نظرت فإذ هو إلي جوارها فقفزت من مكانها قفزة سريعة لتقف إلي جانب السرير في خوف و توتر مما أثار ضحك زوج اليمام الواقفين إلي جانب الباب مرة اخري ،نظر اليهما نظرة تحذيرية و أشار لهما ليخرجا فأصاب ذلك كاريمان بالغضب فوقفت في الخارج تستمع بينما غادر إيفان و هو لا يزال مبتسماً من وقع ما حدث ... 
سمعته يقول : بسمة .. هل انتي بخير ؟ 
بسمة بتلعثم و توتر : نعم 
سالم : يبدو انكِ علمتِ بانني طلبتك للزواج ؟ 
بسمة : نعم .. قالت لي سيدتي 
سالم : نعم ... ما رأيك؟؟ 
بسمة : أن.... أنا ..... سيدي ... انا لازلت لم استوعب بعد 
سالم : لا عليك .. انا أتفهم دهشتك و سيكون لديكِ الوقت لتتفهمين و تستوعبين و لكن هل انت موافقة ؟ 
بسمة : سيدي ... هل تريد أن تتزوجني حقاً ؟ 
سالم : نعم... 
بسمة : هل لي أن  أسألك  لماذا ؟ 
سالم : بسمة .. اريدك أن تفهمي أن هناك أمورا لا يجب علينا تحليلها .. فقط حاولي أن تستمتعي و تبدأي عهد جديد في حياتك .. ستكون هناك اياماً كثيرة قادمة جميلة تنتظرك 
بسمة : سيدي ..  انا ... 
سالم : من اليوم انتِ أيضاً سيدة و لا تناد سيدي أو سيدتي لأحد بعد الآن ... أتفهمينني ؟؟
بسمة : نعم 
كانت  كاريمان تستمع خارجاً و الغيظ يأكل قلبها ليس لغيرة علي سالم بل هي لا تستوعب كيف جعل سالم رأسها تستوي مع رأس خادمتها في لحظة بقرار متهور، تلك الفتاة البسيطة أصبحت سيدة، كيف ستتعامل معها بعد الآن حتي تنتهي مدة الاتفاق اللعين هذا ؟؟ 
غادرت كاريمان إلي جناحها عندما سمعت سالم يودع بسمة في لطف قائلا : دمت سالمة  .. تصبحين ع خير 
_____________________________________________
جاء الصباح و الجميع مؤرق و متوتر من ذلك القرار الذي قلب المكان رأسا ع عقب، جلسوا علي مائدة  الافطار فسأل سالم عن بسمة و طلب حضورها و عندما حضرت رمقتها كاريمان ووالدته بالنظرات، غير مصدقات انها ستجالسهم و تأكل معهم فلم يكتف سالم بل بدأ يشرح لهم حفل الخطبة الذي سيعلن فيه لكل البلدة عن شريكته، حدد الموعد بعد اسبوع و بدأت التحضيرات....  
صانعة الأثواب الفاخرة أتت لتأخذ قياسات بسمة و طاهٍ خاص أتي ليعد طعام الحفل و امتلئ منزل الضيوف من المدعوين بينما كانت كاريمان تهرب من ذلك المكان الذي لا تحتمل رؤية ما يحدث به، اقترتب من إيفان جدا في تلك الفترة ووجدت فيه ملاذا من وضع يضايقها وجدت نفسها مجبرة عليه ... 
جاء يوم الحفل و قد أعدت مصابيح ملونة لتبلغ إلي عنان السماء، تجهزت بسمة ووقفت في حلتها الأنيقة الثمينة امام المرآة لا تصدق ما تعيش، جلست في قاعة النسوة  كضائعة في مكان تشعر انه أعلي من امكاناتها، بدأ الرقص و الغناء و الاحتفال و كذلك كان في قاعة الرجال و كانت ليلة تغني بثرائها كل من في البلدة من الصغير إلي الكبير 
تأخرت كاريمان عمدا في الخارج كي لا تقضي وقتا كبيرا في الحفل و عندما وصلت و تجهزت ناداها خادم و قال: إن السيد إيفان ينتظرها في الخارج 
ذهبت له علي الفور فبرغم ان كل ما يحدث يضايقها،كان إيفان هو الوحيد الذي يريحها و تحب الكلام معه و المرور بين الحقول و يدها في يده، أحبت رقته و رسمه و اسلوبه، انتظرت أن يفصح عن مشاعره و لكنه لم يقل بعد، فكرت في طريقها اليه هل يا تري سيقول لها ما تنتظره؟؟! 
ذهبت و كلها اشتياق لتسمع كلمات الحب منه لكنها فوجئت انه سيسافر لبلده فرنسا لظروف طارئة حلت  بعائلته، والده مريض، أصيبت بخيبة امل قليلا لكن لا يسعها أن تقول شيئا سوي 
كاريمان : لا تقلق .. سيكون بخير و ستعود قريبا سالما أن شاء الله 
ودعها سريعا و ذهب بينما عادت هي لحفل الخطبة الذي تود لو يعبر و ينتهي في ثانية 
    ____________________بقلم elham abdoo 
بعد نهاية الحفل كانت كاريمان في طريقها لجناحها فسمعت صوت سالم في غرفة بسمة فجعلها الفضول تتوقف لتسمع كيف اصبحت لغة الحوار بينهما بعد الخطبة 
استرقت النظر للداخل بخفة و خفية فرأته يلبسها عقدا انيقا جدا و  معه سوارا و خاتما من احلي ما رأت فقالت في داخلها : انه حقا يعاملها كسيدة  .. سحقا لهذا ... ماذا سأري بعد  يا ربي 
ذهبت بمكر إلي غرفتها و أخرجت الاسوارة المنشودة و ذهبت لغرفة بسمة و تظاهرت انها لا تعلم بوجود سالم، نظرت لبسمة في تعالي و مدت لها الاسوارة و قالت : 
كاريمان : كنتِ قد طلبتِ مني تلك الاسوارة أن وجدت حب حياتي، بما انك وجدتي حب حياتك هنا فقد اعتبرتها هدية الخطبة .. تفضلي.. خطبة مباركة 
نظر لها سالم و هو يعي جيدا أن كاريمان تريد تذكير بسمة بوضعها القديم فامسك بالاسوارة اولا و ردها إليها و قال : هذا عهد قديم  انقضي ... قد نسته بسمة.. انت بالطبع لا تعرفين عاداتنا هنا .. نحن نقدم الهدايا و الكرم لضيوفنا بمناسبة تلك الخطبة و لذا باسمي و اسمها نقدم لك تلك الهدية 
مد يده بعلبة صغيرة فتحتها فإذ هو الخاتم المرسوم في بداية الفصل، قبلته و داخلها يحترق فقد رد لها الضربة في سرعة متناهية كي تكف عن احتقار بسمة، انصرفت دون كلمة سوي " شكرا " 
بعد انصرافها نظر سالم لبسمة في غير رضي و قال : عليكِ أن تتعلمين كيف تتصرفين كسيدة و كزوجة تليق بي ... دربي نفسك ع هذا ... 
انصرف بينما ظلت بسمة واقفة بين الحيرة و الفرحة لا تعلم هل تنتظرها السعادة ام الألم ....

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 3 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل العاشر   الصندوق السحري - صفحة 3 Emptyالجمعة يوليو 05, 2024 6:30 pm


الصندوق السحري
الفصل العاشر
دخلت كاريمان جناحها لتنام لكنها لم تستطع أن تغفو و لو قليلا فكل ما حدث في تلك الليلة لا يضايقها ف حسب بل يدفعها للجنون، حتي إيفان تركها و سافر بعيداً في أكثر وقت تحتاجه فيه، تصرفاته تحيرها فهو يقترب منها كل يوم أكثر ف أكثر و يخاطبها بكل حب لكنه لا يتقدم ناحيتها خطوة واحدة بشكل رسمي جاد بالرغم من انه تكلم معها كثيراً عن حياته و عائلته، موقف غامض غير محدد حتي اليوم و الآن غادر بغتةً دون إنذار ... 
طيلة الليل كانت تأتي و تذهب من يمين المهد إلي يساره، تغمض عيناها فتفكر في سالم و هو يهدي السيدة بسمة مجوهرات تبهر العين فتفتحهما فتتذكر إيفان و تتألم أكثر، قالت في بالها : ألن تنتهي تلك الليلة ؟! 
أشرقت الشمس فبدأ الضجيج، سمعت أصوات الخدم يرفعون اغراضاً و يضعون غيرها، يتحركون جيئةً و إياباً  فخرجت لتري ما الأمر، إنه جناح جديد يتم تجهيزه للسيدة بسمة حتي تنتقل إلي جناح السيد سالم، ترفعت علي أن تذهب لتري لكن الأغراض و التجهيزات كانت توضح كل شئ، لم يعد جناحها فخما أو جميلاً بعد كل ما رأته، امتعضت و ضغطت ع شفتيها دون أن تدري ففاجئها سالم بقوله :
سالم : صباح الخير يا أميرة .. ألن تلقي نظرة علي جناح العروس؟
ردت كاريمان في تحفظ : لا ... ليس لدي وقت فهناك عمل كثير ينتظرني .. لكنني واثقة من كونه جميلاً ... سلمت يداكم 
سالم : سلمتِ يا أميرة .. عملا موفقا لكِ 
تركها و ذهب و هي مازالت في ذهول 
نزلت إلي الأسفل و ألقت الصباح علي والدته و جلست، بادرت بسؤال كاريمان : سيدة بثينة .. هل لك أن تساعديني في اختيار وصيفة لي من خدمكم ؟؟ ان امكن و سوف أرعاها رعاية كاملة ففاجئتها أيضا حين قالت 
الأم : كاريمان .. حبيبتي .. ألم يخبركِ سالم ؟! 
كاريمان : لا .. بمَ كان سيخبرني ؟ 
سالم : هو يري أنه لا داعي لوجود وصيفة خاصة ف كل خدم المكان موجودون و يمكنك طلب ما تريدين من مدير الخدم هنا و هو سيقوم بتكليف من يراه مناسباً 
رفعت كاريمان حاجبيها و فكرت ف الاعتراض و صنع مشكلة لكنها تراجعت لأن هذا لا يناسبها و لكن حتماً سيكون هناك رداً علي وقاحته تلك معها ... 
علمت بسمة بأمر الجناح المخصص لها و كاد عقلها يطير من السعادة، ذهبت لمكانها الجديد و فتحت خزانتها المكتظة بالأثواب و الأغراض الجديدة، ارتدت و تجملت بشكل زائد ثم هبطت للأسفل و ظنت أن سالم بقاعته المعتادة فدخلت و لم تجده ف جلست ع أحد الكراسي بتفاخر شديد و كأنما أمامها حشد عظيم، رفعت رقبتها لأعلي ووضعت رجل علي رجل ثم استقرت في عظمة متناسية ما حولها، دخل سالم للقاعة لينتظر قدوم تاجر لعقد صفقة كبيرة، فوجئ بها و بجلستها الغريبة في أنا متعالية فأدرك ما تحاول فعله، أدرك حجم المشكلة و أطلق زفيراً طويلاً ليهدأ ثم أغلق الباب و اقترب منها و قال : بسمة .. ماذا تفعلين؟ 
بسمة في محاولة لاظهار ثقة بنفسها : أجلس كسيدة .. ألم تقل لي يجب أن أتدرب ؟!! 
سالم : تتدربين!! هنا !! ألا تعي أن تلك القاعة مخصصة للرجال أم نسيتي ؟! كيف تتصرفين كذلك بتسرع؟!!
ارتجفت بسمة من وقع كلامه و توبيخه لها و قامت منتصبة ثم هربت من أمامه في خجل و رآها الجميع تخرج مضطربة من غرفة سالم فضحك البعض و صمت البعض و بالطبع شمتت كاريمان بها .. 
  ____________________________بقلم elham abdoo 
انتظرت عودة إيفان و توقعت خطابا منه يطمئن فيه عليها و لكن لم يحدث، جلست في حديقة القصر تتأمل التغيير  الكبير الذي احدثته في المكان و شعرت بالفخر بنفسها، عبرت من أمامها بسمة دون كلام، فبعد موقف الاسورة أصبحت بسمة تتجنبها و لا تتحدث معها إلا نادراً، قامت بمناداتها فاقتربت بسمة و نظرت لها منتظرة لتسمع فقالت كاريمان : ابتعدنا كثيرا منذ يوم خطبتك يا بسمة ... ألم تشتاقي إلي حديثنا معاً 
بسمة : بلي .. اشتقت بالطبع لكنني أشعر انكِ لا تريدين قربي من بعد الآن 
كاريمان : بالطبع لا ... من قال هذا ؟ و سأثبت لكِ .. هل تعدين لي قهوة فقد اشتقت لطعم قهوتك كثيراً ثم تجلسين و نتحدث معاً ؟؟ 
بسمة : بالطبع ممكن . سأذهب حالاً 
ابتسمت كاريمان و لن تترك هذه الفرصة تعبر هكذا دون استغلال، نادت لاحد الخدام و طلبت منه أن يطلب من السيد سالم بالحضور لأمر ضروري ... 
جاء سالم بعد دقيقتين ووقف أمامها فأخذت تتحدث عن احتياجات البستان و ما تريد فعله و هكذا أمور تحشو بها الوقت حتي تأتي بسمة لتثير أعصابه ... 
رآها قادمة تحمل القهوة لكاريمان، اشتعل الغضب بعينيه فارتجفت يديها و من ثم الطاولة التي تحملها، لكن لا ينفع التراجع فأكملت الطريق و هي تتصبب عرقاً و قدمت لها القهوة، نظر لها نظرة بها ألف معني من لوم ل غضب ل حرج، نظر لكاريمان بقوة و تحدٍ ثم قال بصوت أجش 
سالم : بالهناء و العافية يا أميرة .. اتبعيني يا بسمة .  اريدك لأمر هام 
ذهبت بسمة وراءه بخوف و هي تدعو الله أن تمرؤ تلك الفعلة بخير، دخلت خلفه لغرفة الضيوف بينما اقترب منها كثيراً ثم قال : لن أطيل .. امامكٍ يومان ... سأري مشهد القهوة هذا بشكل معكوس ... اما أن أري تلك الأميرة تعد لكِ القهوة كما أعددتها لها و إما سيلغي كل ما تم و ستعودين وصيفتها كما تريدين لأنك مازلت تتصرفين كوصيفة .. 
نظرت بسمة بضعف و ضيق فهي أُقحمت في صراع لا تقوي عليه ... ماذا ستفعل و كيف ستخرج من هذا المأزق ... لا تدري!!!

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 3 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الحادي عشر   الصندوق السحري - صفحة 3 Emptyالأربعاء يوليو 10, 2024 8:11 pm


الصندوق السحري
الفصل الحادي عشر
خرج سالم من غرفة الضيافة غاضباً متحدياً تلك المغرورة غير منتبهاً إلي أنه وضع بسمة بين المطرقة و السندان، تلك الحرب التي اشتعلت بينهما أصبحت هي تدفع ثمناً فيها، ادخلها في المعركة ووضعها في المواجهة و الآن يطلب منها إما تقف أمام الموج و تتخطاه و إما تعود و تلغي الرحلة.. 
وقفت في مكانها كالعامود لا تتحرك فليس أمامها سوي ثمانٍ و أربعون ساعة و هي لا ناقة لها و لا جمل فيما يحدث  
فكرت قليلا هل تذهب عنده و تحاول استعطافه ليلغي تلك المواجهة؟؟ لا بالطبع  لن يوافق أم هل عليها طلب المساعدة؟؟ نعم و لكن ممن ؟؟ من سيساعدها و كيف ؟؟ .. 
تحركت أخيرا لتخرج من القاعة فوجدت أمامها كاريمان التي قالت لها في برودة واضحة : القهوة جاءت في وقتها .. طعمها ممتاز كالعادة .. سلمت يداكِ 
وقفت بسمة تتنهد من حالها و ما يحدث ف سيدتها في الماضي تستكثر عليها نعمة الحاضر و زوجها في المستقبل يستنقص أدائها و يقسو عليها لكن حتما هناك حل لذلك المأزق، لن تقبل بالخسارة فبالرغم من انها تعلم جيدا أن السيد سالم لا يراها كزوجة حتي الآن و تعلم أيضا أنها مجرد دفاع عن كرامته لكنها ستتمسك جدا بما منحته لها الحياة، يكفيها ان تكون جزءا و لو ضئيلا من حياته، يكفيها ان تصبح سيدة بجانبه و في كنفه و رعايته و ربما الأيام تجعله يغير مكانتها في داخله ... 
طرقت باب والدته السيدة بثينة، سيدة خمسينية غير متعلمة لكنها ليست بجاهلة فالحياة مدرسة كبيرة فإذا وضعنا السيدة بثينة في مقارنة صغيرة مع كاريمان هانم ذات العلم و المدارس الأجنبية مع تحييد فارق السن نجد ان السيدة بثينة تفهم في البشر جيداً، علمت ابنها كيف يكون شهما و شجاعا و كيف يؤسس لنفسه عملا و تجارة حتي أنه بعد وفاة والده أدار دفة الأمور جيدا و ضاعف ثروة أبيه و حافظ علي مكانة عائلته بينما كاريمان التي تعلمت في المدارس و أتقنت عدة لغات نجدها عاجزة عن فهم من حولها بداية من سالم مروراً ب إيفان و أخيرا بسمة فهي تحتقرها و تضغطها برغم انها فتاة بسيطة طيبة لا تحتاج فخا ليوقعها بل كتفا يساندها... 
دخلت بسمة للسيدة بثينة و نظرت لها بعينين متوسلتين ففهمت ع الفور انها تريد شيئا فقالت لها 
السيدة بثينة: تفضلي يا بسمة .. ماذا تريدين؟ 
بسمة : عفوا منكِ .. انا اعرف انك لا ترينني مناسبة للسيد سالم و لكنني واقعة في ورطة و اريدك أن تساعدينني ان امكن 
السيدة بثينة : ورطة ماذا ؟ اشرحي لي الموضوع 
بسمة : لن أطيل عليكِ، باختصار قد رآني السيد سالم اقدم القهوة ل كاريمان هانم و هذا اغضبه جدا مني و الآن امهلني يومين اما أن اجعلها تعد لي القهوة و إما تُلغي الخطبة و ينتهي كل شئ 
ابتسمت السيدة بثينة و تأوهت في الوقت نفسه لما يحدث : مازالتِ لا تعرفين كيف تتصرفين كسيدة، بالطبع الوضع كله جديد عليكي .. تقولين عليها هانم و تنادين خطيبك بالسيد .. إن حالتك يرثي لها و إن استمريت علي هذا المنوال ستزداد متاعبك اكثر و لن تستطيعي كسب تلك الفرصة الذهبية التي أتت لك مثل الحلم .. 
بسمة : أعلم أنني ينقصني الكثير، لكنني سأتعلم و سأحاول بذل قصاري جهدي لكنني بحاجه لمساعدة فهل ستساعدينني ؟؟ 
السيدة بثينة: نعم .. سأساعدك لكي أمنحك فرصة أخري اخيرة 
ابتسمت بسمة بسعادة و قالت : ماذا علي أن أفعل ؟؟ 
السيدة بثينة : لن تفعلي شئ الآن حتي أقول لكِ .. سأدبر الأمر أولا و لكن لا تتحركي الا مثلما أقول 
بسمة : هل سأنتظر فقط ؟ 
السيدة بثينة : حتي الآن... نعم 
بسمة : حسنا .. لساني عاجز عن الشكر 
السيدة بثينة : أجلي الشكر حتي نتمم المهمة 
انصرفت بسمة و قد تبدل حزنها و كآبتها بعد أن طمأنتها السيدة بثينة 
 مع الغروب خرجت السيدة بثينة لاحتساء الشاي كالعادة و دعت كاريمان للجلوس معها ليبدأ حوارهما 
السيدة بثينة : كاريمان .. وصيفتك هذه أصبح لها جناح خاص و أصبحت تأتي و تذهب امام عيني كثيرا و هذا لا يريحني 
كاريمان : و انا مثلك تماما و لكن السيد سالم ابنك هو من تسبب في كل هذه الفوضي فماذا نفعل ؟ 
السيدة بثينة : أنا بإمكاني أن اطلب منه أن يأخذ لها بيتا آخر و لكنني لا أود احزانه فلو جعلناها هي من تطلب منه سيكون أفضل بكثير 
راقت لكاريمان الفكرة فتبسمت و قالت : نعم .. فكرة جيدة لكن كيف؟؟
السيدة بثينة: إنها وصيفتك و تعرفينها جيدا .. الا تعرفين كيف تساومينها؟؟ 
كاريمان تذكرت الاسورة و اومأت بالموافقة و قالت : بلي أعرف ... و سأصل معها لصفقة جيدة 
السيدة بثينة: اذن اسرعي فغدا يسافر سالم و غيابه قد يطول و لا أود رؤيتها تحوم حولي كثيرا و انت أيضا ... أليس كذلك ؟ 
كاريمان : نعم .. انتِ محقة 
انسحبت السيدة بثينة بعد أن انهت شايها و ذهبت لجناحها ثم اوصل الخادمة بأن تحضر بسمة سراً إليها، عندما دخلت بسمة قالت لها 
السيدة بثينة: ستأتي لك أميرة الذكاء تلك بعد قليل لتساومك لكي تطلبي من سالم مغادرة القصر ... بذكاء اطلبي منها كوب من القهوة تقدمه لكي أمام سالم ليتأكد أن اعدادك للقهوة كان ع سبيل الصداقة فحسب و يسامحك لانه غضب كثيرا و بالطبع لن تقولي شيئا عن المهلة ... قولي لها بالحرف " أن أعددت لي كوب من القهوة أمامه ففي اليوم ذاته لن نكون معا بنفس المنزل " لا تزيدي أكثر من هذا .. أفهمت ؟ 
بسمة : نعم فهمت و لكن هل سأترك البيت حقا ؟ 
ضحكت السيدة بثينة: لا .. اطمئني و اتركي الباقي لي 
دخلت كاريمان مساءاً  إلي جناح بسمة بعدما تأكدت ان سالم خرج من البيت، قابلتها بوجه بشوش و جلست بالقرب منها و حاولت اقناعها أن وجودها في بيت خاص سيبعدها عن المشكلات و الاحتكاكات فقبلت بسمة طالبةً كوب القهوة بدون أن تزيد حرفاً ع كلام السيدة بثينة 
تفاجئت كاريمان بالطلب فهي أميرة و لم تدخل المطبخ ابدا الا لتعطي تعليمات لمن به و لكنها لا تحتمل وجود تلك السمراء هنا و في جناح أكبر و أفخم من جناحها كأنها السيدة و هي الضيفة، بعد تفكير لعدة دقائق قبلت و اختارت ميعاد الصباح ليكون في حضور سالم ... 
بعد خروجها من جناح بسمة، صعدت فوق المهد و فوق كل قطع الأثاث و هي ترقص بسعادة حتي انها لم تسمع صوت خطوات سالم او طرقه ع الباب فرأته فجأة ينظر مبتسماً و قال : يبدو أنكِ حققتي تقدما سريعا 
بسمة : نعم .. موعدنا غدا صباحا 
سالم : جيدا جدا يا بسمة .. لأول مرة تفشلين توقعاتي و لكنه من دواعي سروري .. تصبحين ع خير  
جاء الصباح و بسمة مستيقظة منذ الفجر تنتظر كوب القهوة المنقذ، بعد قليل تناولوا طعام الإفطار و حان موعد القهوة، جلست السيدة بثينة و سالم و بسمة في الخارج أمام القصر فيما اعد احد الخدم القهوة و اخذتها كاريمان  لتقدمها للجميع في تفاخر  بينما داخلها يأكل بعضه أكلا فقد أتي عليهم يوم تقدم به خدمة الضيافة و السبب هو وصيفتها، جلست و ناولت نفسها كوب قهوتها و جلست في صمت ثم نظرت لبسمة و كأنها تقول الآن حان دورك، رأتها السيدة بثينة فقالت لها : ألم يخبرك سالم يا أميرة؟ 
كاريمان : بم ؟ 
السيدة بثينة: سنقيم تعديلات في المنزل و سنحتاج جناحك و لكن مكانتك محفوظة بالطبع فقد أعددنا لكي منزل الضيوف في الجهة الاخري.. عذرا يا أميرة و لكنها ظروف طارئة ... 
امتعضت الأميرة و أدركت اللعبة و لكن بعد فوات الأوان فقد حسم أمر تلك الجولة لصالح بسمة بفضل السيدة بثينة 
عندما حاولت كاريمان حشر بسمة في الزاوية قالت لها كما اوصتها السيدة بثينة : قد وعدتك أننا لن نبقي في ذات البيت و ها قد تحقق الوعد 😆😆   ....

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 3 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثاني عشر    الصندوق السحري - صفحة 3 Emptyالأربعاء يوليو 10, 2024 8:14 pm


الصندوق السحري
الفصل الثاني عشر
ابتسم يوسف و هو يقرأ نهاية فصل " سيدة القصر " فقد رجحت كفة بسمة بفضل السيدة بثينة، صراع القوي و حساب المصالح المشتركة هذا يشبه كثيراً سياسات الدول و الحكومات و لكنه نسخة مصغرة... 
سمع صوت المفتاح يدار في قفل الباب و بالطبع قد عاد علاء ليملأ الشقة ضجيجاً و حياةً و طعاماً لذيذاً اعتاد أن يحضره معه في كل مرة يعود فيها من بلدته 
كان علاء ممسكاً بحقيبة سفر صغيرة و في اليد الأخري هناك حقيبة بلاستيكية ممتلئة تفوح منها رائحة شهية : مساء الفل ع ابو السوف .. جايبلك معايا حبة محشي ورق عنب و بطاية.. بص انا مرضتش اتغذي هناك و جبت الأكل عشان نتغدي سوا 
يوسف بسعادة : و انا جعان بصراحة و الأكل جه ف وقته 
علاء : طب يلا نطلع الأكل و احنا بناكل بقي تحكيلي وصلت لايه ف قصتك 
بدآ إفراغ الطعام علي الطاولة التي أمام الكنبة و فيما هما يأكلان قص يوسف ما حدث من تطورات ثم قام و اخرج الخاتم الماسي من درجه الخفي الصغير فأمسكه علاء و نظر فيه بتمعن ثم قال 
علاء: ده تلاقيه غالي اوووي .. انت عديت يا صاحبي .. بص متكملش القصة و بيعه و انسي الفقر 
ضحك يوسف و قال : أبيع ايه يا بني .. ده يعتبر أثري ... و بعدين ده مش بتاعي 
علاء بغيظ : امال بتاع مين ؟ مش انت اشتريت الصندوق باللي فيه يبقي ملكك .. حد كان قالهم يبيعوا الصندوق من غير م يفحصوه و بعدين انت هتفضل غلبان لحد امتي، دي فرصة و جاتلك . دا انت دفعت ٦ الاف يا راجل 
يوسف : مش يمكن الخاتم ده ليه ورثة ؟!! 
علاء باستهجان شديد : انت عاوز تجنني، ورثة ايه ؟ طب و الورثة دول سابوا حاجتهم ليه لما هي غالية عليهم و تهمهم ؟؟ 
يوسف : م هو ده اللي شاغلني؟ مين الناس صحاب الشقة اللي باعوا الصندوق كده بإهمال و ايه  علاقتهم بالناس اللي ف القصة ؟ 
علاء بغضب و هو يقضم قطعة من لحم البطة : لا بقي .. ده انت مصر تعصبني، خليه يا بني و متبيعهوش و ابقي قدمه للبنت اللي هتنطس في نظرها و تتجوزك 
ضحك يوسف مرة أخري ثم قال : بص انا عشان اريح ضميري هروح بعد المغرب كده للشقة و اسأل هناك يمكن أفهم حاجه .
علاء: اممممم .. طيب .. روح يا شيخ و إلهي ما تلاقي حد او حاجه تعرفها 
يوسف : هههههههههه .. مش هتيجي معايا 
علاء : لا يا عم انا جاي من سفر .. هخش اريح اللقمة و انت روح دوّر عشان الأمانة اللي قتلاك دي 
يوسف : ماشي .. علي فكرة، اكل طنط تحفة زي العادة .. تسلم ايديها 
علاء بتريقة : بالهنا و الشفا يا عم أمين  يا أبو الأمانة ... 
وصل يوسف إلي العقار الذي يحوي الشقة المقصودة، شقة المزاد التي وجد بها الصندوق، وجد حارس العقار جالس علي كنبة صغيرة أمام العقار و في يده كوب من الشاي، اقترب منه و سأله 
يوسف : سلامو عليكم 
الحارس: و عليكم السلام و رحمه الله.. اي خدمة يا باشا ؟؟
يوسف : كنت بس عاوز اسأل عن شقة هنا ؟ 
الحارس: شقة مين ؟ و لا انت عاوز تأجر شقة؟؟
يوسف : لا .. أنا جيت هنا من كام يوم و كان فيه شقة فيها مزاد علي عفش قديم و كده 
الحارس: آه ه ه .. ايوه .. شقة تبع أستاذه ريم 
يوسف : مين ريم دي ؟ 
الحارس بشك و ريبة: لا مؤاخذة يعني .. انت بتسأل ليه و عن ايه ؟ 
يوسف : لا مفيش حاجه .. متقلقش  اصل اشتريت من المزاد و كنت عاوز استفسر منها ع حاجه اشتريتها .. معاك رقمها ؟؟ 
الحارس بتفكير : ايوة معايا .. هي باعت الشقة بعد العفش بس كانت سايبالي رقمها عشان اجبلها مشتري و اخد حسنتي يعني .. استني هكلمهالك و اشوف 
يوسف : تمام .. شكرا يا عمنا 
الحارس طلب الرقم ووضع الهاتف ع اذنه ثم قال: ألو .. أستاذه ريم .. ايه الاخبار ... بقولك .. انتي ف مصر و لا رجعتي بلاد بره تاني ........ امممم طيب كويس ... في واحد جه العمارة و سألني ع حضرتك ........ هو اشتري من العفش اللي اتباع بالمزاد و عاوز يسأل حضرتك عن حاجه ضروري ....... طيب اتفضلي اهو مع حضرتك 
مد الحارس الهاتف ناحية يد يوسف فأخذ يوسف الهاتف و قال : 
صباح الخير يا أ / ريم .... انا يوسف وهيب صحفي .  كنت عاوز اقابلك ضروري لو ينفع ؟ 
ريم : نتقابل؟!!! خير يا أ / يوسف .. هو حضرتك اشتريت ايه من العفش ؟ و عاوز تستفسر عن ايه بالظبط ؟؟
يوسف: حضرتك متقلقيش خالص مني .. انتي متعرفنيش بس انا لقيت كتاب مهم ف المزاد و عاوز اعرف هل حضرتك ليكي علاقة بالمكتوب فيه و لا لا او هل يعني الكتاب ده يخص عيلتكم و لا انتوا لقيتوه ازاي ؟ هل عندك فكرة ؟؟ 
ريم باستغراب: كتاب ايه ؟؟ 
يوسف : م هو عشان كده بقولك نتقابل .. تشوفيه و نتكلم، بصراحة انا قريت جزء منه و عاوز افهم اكتر لو عندك معلومات ؟؟
ريم : طيب .. انا هبعتلك عنوان المرسم بتاعي ع الواتس .. خد رقمي من عم حلمي و ابعتلي و ممكن نتقابل بكره ٨ بالليل ؟؟ يناسبك ؟؟ 
يوسف : آه تمام .. شكرا و معلش ازعجتك 
ريم : لا مفيش حاجه .. مع السلامة 
_____________________________بقلم elham abdoo 

عاد يوسف لشقته و قص ع علاء ما حدث و هما يشربان كوبين من الشاي 
علاء : ياخي انا مش فاهمك، البنت باعت و خلصت و انت اللي بتجري وراها عشان تعرفها، افرض انك قولتلها و اخدت الخاتم هتبقي انبسطت انت كده ؟؟
يوسف : يا بني دي شكلها فنانة و عندها مرسم مش واحدة نصابة و مش لاقيه تاكل 
علاء : و لما هي كده و بتقدر الفن ليه باعت اللوحات اللي كانت ف الشقة ؟ 
يوسف : مش عارف بس كل واحد و عنده ظروفه 
علاء: و ناوي ع ايه بقي ؟ 
يوسف : مش عارف هسيب نفسي للموقف و هو اللي هيحكم 
علاء بأسي: ممممم طيب .. افتح بقي الفصل الجديد خلينا نقرأ شويه و نستمتع 
يوسف: يلا بينا 
_____________________________
فتح يوسف الكتاب و قرأ اسم الفصل الجديد 
          ٤- أعدكَ
نظر سالم لبسمة ثم لوالدته و قد فهم ما تم بالتقريب ثم ابتسم ابتسامة نصر صغيرة بعدما ثأر لكرامته أما كاريمان فقد فهمت أن ثمة اتفاق تم بين السيدة بثينة و بسمة ووقعت هي ف الفخ، غضبت في داخلها و استأذنت حتي تذهب لغرفتها، عندما دخلت جناحها فكرت في المغادرة نهائياً و فسخ ذلك الاتفاق المزعج دون النظر لأي اعتبار و لكن هناك سبب هام استوقفها، إنه " إيفان " فهي تنتظر عودته و قلبها متعلق به، هناك شوق كبير له و لا يربطها به سوي هذا المكان، افتقدت صوته و نظراته و كل شئ جمعهما، تأوهت ثم تنهدت و قررت العدول عن الفكرة و الانتظار مع قبول انتقالها لمنزل الضيوف فربما يعود الغائب و تعود بهجتها معه .. 
_____________________________
في مساء اليوم التالي خرجت من منزل الضيوف لتتمشي بين الزروع المحيطة فوجدت خادماً قادماً نحوها يقول : وصل السيد إيفان و هو بحضرة السيد سالم و الجميع، سأل عنكِ سيدتي فأتيت لابلاغك 
لم تكد كاريمان تصدق ما تسمع، زقزقة العصافير في قلبها و طارت نحو من تحب قبلها لترقص حوله و تحتفل بقدومه، دخلت إلي قاعة الضيافة لتجد إيفان جالساً وسط الجميع و إلي جواره فتاة شابة شقراء، تجمد الدم في عروقها ووقفت دون حراك شاخصة بعيون محمرة إلي تلك الفتاة، نظر لها إيفان بحب ووقف ليحيها 
مد يده إليها ثم قال 
إيفان: كم افتقد أوقاتنا معاً يا أميرة .. أعرفك إلي أختي الصغيرة ... سيمون ..  
ألقت كاريمان التحية ع سيمون التي قابلتها ببرودة و لكنها لم تهتم فقد وقف قلبها عندما رأتها بجواره و كلمة " أختي " كانت بمثابة طوق النجاة
بعد قليل من جلستهم سوياً حضرت بسمة لتجلس معهم بعدما استدعاها سالم فهي لم تعتاد بعد علي حياتها كسيدة فكانت تتجنب حضور المقابلات و تخجل من مواجهة المجتمع خشية أن تخطئ بالكلام أو التعبير، أشار لها سالم أن تجلس عن يساره لان عن يمينه جلست والدته و كاريمان ترقب كل ما يحدث في صمت، سألت سيمون التي كانت تتقن العربية جيداً فقد قضت هنا ثلاث سنوات قبل أن تسافر مرة أخري لفرنسا، هي تعمل مدرسة لغة فرنسية و تهوي تعلم اللغات فأتقنت العربية و الانجليزية و الايطالية و الألمانية، أصر إيفان ع جلبها معه بعد وفاة والدهما كي تغير محيطها و لا تتعرض للاكتئاب .. 
تلقي الاثنان التعازي في والدهما بعدها سألت سيمون عن بسمة التي أتت اخيراً فرد سالم قبلها قائلاً : إنها خطيبتي و سنتزوج قريباً 
قالت سيمون : و ماذا تعمل ؟ 
قال سالم في ابتسامة تكونت ع طرف فمه الأيمن : هي  لا تعمل 
سيمون : أنصحك أن تعملي و لا تكتفِ بكونك زوجة مستقبلية لرجل غني 
قالت كاريمان مستغلة الموقف : كلامك صحيح و لكن كيف ؟ فهي لا تجيد القراءة و الكتابة حتي في  لغتها الأصلية !!
نظر لها سالم محاولاً كظم غيظه: الظروف التي خرجت منها بسمة كانت صعبة فلم تمكنها من التعليم لكن الآن هي عندها كل الوقت و كل الإمكانيات 
قال إيفان في محاولة منه لتلطيف الجو : يمكنني أن أصبح معلما لها إن أردت يا سالم .. اعلمها الفرنسية و الرسم 
قال سالم : و انا أوافق و بشدة و أنا سأعلمها العربية 
نظرت سيمون لبسمة نظرة شفقة لأنها شعرت بتدني مستواها التعليمي فقال لها سالم متحدياً : و ماذا سوف تعملين هنا يا سيمون ؟؟ 
سيمون : سأعمل مدرسة للغة الفرنسية في مدرسة هنا كنت أعمل بها من قبل 
سالم : هل هذا الراتب الزهيد الذي سيأتي منها يكفي ؟؟ فالعلم أحيانا لا يكفي لسد الاحتياجات 
سيمون بضيق : هذه مجرد بداية 
سالم : عندي عرض لكِ ... مقابل ٢٠٠ ورقة نقدية أسبوعيا ستعلمين عروسي الاتيكيت و البيانو؟؟ ما قولك ؟؟
رفعت سيمون حاجبيها لأن العرض لا يرفض و هي بحاجه للنقود فقالت : و أنا قبلت ... 
نظرت كاريمان و هي تبتسم أما داخلها فكان يقول : صنع لها مدرسة داخل البيت ليقوم الجميع ع خدمتها لم يبق الا أنا لأصبح لها معلمة وهنا فوجئت بسالم يوجه لها سؤالاً له مغزي : ألا تريدين أنتِ أيضا المشاركة معنا يأ أميرة ... ف بسمة تحتاج لمن يعلمها الحساب و أظن أنكِ تتقنين الحساب جيداً 
نظرت له بتحدٍ : كنت اتمني لكن ليس لدي وقت للأسف و لكن لا تقلق فعندما تتعلم بسمة الحساب سأكون أنا أول من يلغق لها حساباتها ... أي أصححها لها 
ابتسم سالم بتأني و هو يعي ما قالته و قبل أن يرد أقبل خادم من الخارج ليخبره أن ضابطاً انجليزيا ممن عينتهم سلطات الاحتلال يطلب مقابلته فياتري ... ماذا هناك؟!!!

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 3 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصندوق السحري   الصندوق السحري - صفحة 3 Emptyالأربعاء يوليو 10, 2024 8:16 pm


الصندوق السحري
الفصل الثالث عشر
خرج سالم في قلق ليعرف ماذا هناك فوجد ضابطاً في بداية العقد الثالث من العمر ذو بشرة بيضاء كعادة الانجليز، ألقي عليه التحية ثم اصطحبه إلي قاعة الرجال وما إن جلسا حتي أسلمه رسالة موقعة باسم اللورد / دوفرين و هو كان سفير لدولة انجلترا في اسطنبول قبل أن يعين في منصب المندوب السامي البريطاني، كان الاحتلال وقتها حديثا لم يكمل شهراً و قد بدأ الانجليز بتقسيم و تفتيت الجيش المصري ثم عكفوا علي السيطرة ع الحياة الاقتصادية و السياسية و لذا عينوا دوفرين الذي أمر بإقامة خط سكك حديدية يصل من الإسكندرية و حتي ما بعد أسوان .. 
فتح سالم الخطاب و قرأ ما جاء فيه مما استفز مشاعره و اغضبه بشدة فكيف يأت هؤلاء ليخاطبوه بصيغة الأمر بأنهم سيمررون خط السكك الحديدية في منتصف أرضه ووسط حقوله و ليس عليه سوي التنفيذ، اعطوه مهلة قدرها أسبوعاً حتي تأتي المعدات و تبدأ التنفيذ .. بجوار الرسالة كان هناك رسم لأرضه و حدودها و بيان بإحداثيات الارض التي سيتم استقطاعها و التنفيذ عليها 
حاول سالم تمالك أعصابه رغم انه كاد أن يمسك حامل الرسالة المستفزة تلك من رقبته و يعلقه علي باب منزله ليكون رسالة لهؤلاء المحتلين المتغطرسين، طوي الرسالة و اعادها لمظروفها ثم قال له 
سالم : هذا المكان المحدد بالرسالة غير مناسب فهو يفصل الجزء الذي يمد الارض بالماء عن باقي الارض، ستتصحر الأرض بهذا الشكل و لن يعد لها قيمة 
الضابط المكلف: لكن من معرفتي أقول لك أن تلك الأوامر نهائية و ليس بها رجعة ف من الأفضل لك أن تطيع 
سالم بغضب مكتوم ملأ عينيه احمرارا : عجبا ... قد اعددتم كل شئ و لا تريدون حتي المناقشة و نسيتم أن تلك أرضنا ورثناها عن اجدادنا و لنا كل الحق فيها
وقف الضابط المكلف و قال :  يمكنك المجئ لمقر القيادة التابع لنا و تقديم شكوي للسير / دارسي و هو يرفع طلبك للورد دوفرين بالقاهرة و لكنني لا أعدك أن يعود ذلك بالنفع، هذه مجرد محاولة 
اومأ سالم رأسه بفهم الرسالة و لم يرد و قد غطي القهر هامته فهو الذي طيلة عمره شامخاً حراً قوياً أتي عليه الوقت الذي ضعفت فيه حكومة بلاده و أتت عليه سلطة تريد العبث بممتلكاته دون أن يفعل شيئاً.. 
انصرف الضابط من أمامه و هو مازال في مكانه يفكر و يفكر و لا يعرف كيف ستنتهي تلك المهزلة لكن الشئ الأكيد منه هو انه لن يستسلم بتلك السهولة و يترك لهم أرضه فالارض بالنسبة له عرض و شرف و كيان ... 
عاد مهموما لقاعة الضيافة و قص لهم بشكل مختصر انه ذاهب ليستريح في غرفته ليفكر في حل اذا لم ينجح أمر تقديم الشكوي هذا
ظل طوال الليل مؤرقاً فخرج قرب الفجر ليتمشي في أرضه و يشم رائحتها النقية، في طريقه لنزول الدرج للدور الأرضي سمع صوت بكاء خافت جدا يخرج من جناح بسمة فطرق الباب و دخل إلي عندها فوجدها جالسة علي الأرض  في زاوية الغرفة تبكي، نزل ع ركبته و ربت ع كتفها ثم قال 
سالم : بسمة .. لماذا تبكين ؟ و في هذا الوقت ؟ هل حدث شئ ما ؟! 
بسمة : لا ... 
سالم : هل ضايقك أحد ؟
بسمة : لا .. بل أبكي من أجلك 
ابتسم سالم : لم؟ 
بسمة : ذلك الضابط و مشكلة الأرض ... هل سيقبضون عليك ؟ 
ضحك سالم ع بساطتها : لا ... لا تخافي لن يحدث شئ .. سيحل الأمر قريبا .. و لكنني أريد منك شيئا آخر 
بسمة: ما هو ؟ 
سالم : غدا سيبدأ أولي دروسك مع سيمون و أتمني أن تجعلينني فخورا بك 
بسمة : نعم .. سابذل قصاري جهدي يا سيدي 
سالم : ربما عليكِ أن تتعلمي شيئا آخر  ... 
بسمة : أي شئ تريده سأتعلمه 
سالم : عليك أن تتعلمي مناداتي بإسمي بعد الآن .. انا سأخرج للأرض قليلا .. أراكِ علي الإفطار 
اومأت بسمة بالايجاب فتركها و انصرف بينما كانت هي في قمة هرم السعادة فقد حادثها بمنتهي اللطف و شعرت بقربه 
ذهب سالم إلي مقر القيادة ذلك و بعد أكثر من ساعة في الانتظار ادخلوه لمكتب السير/ دارسي الذي قابله مقابلة مقتضبة صغيرة و اشعره كما لو أن تلك الأرض ملكاً لهم و هو  الأجير بالرغم أنها ارض أجداده من مئات السنين، عجب لما يحدث و لذلك التعالي و لكنه سينتظر ربما يأتي رداً مرضياً من القاهرة 
عاد مهموما للمنزل و كان صامتا ع طعام الإفطار بعدها خرج لاشغاله، بعد الظهر جاءت سيمون لتبدأ أولي دروس الاتيكيت مع بسمة، جلسا في الردهة الكبيرة و جاءت السيدة بثينة لتستمع و من بعدها جاءت كاريمان التي جلست في طرف بعيد عنها لأن علاقتهما قد ساءت من بعد لعبة كوب القهوة، سألت سيمون بسمة : هل تعرفين يا بسمة معني كلمة اتيكيت ؟ 
نظرت بسمة و أشارت ب لا فقالت سيمون : الاتيكيت هو فن اللياقة.. هل فهمت ؟
أشارت بسمة ب لا أيضا في خجل فضحكت كاريمان و قالت : كان يجب ع سالم أن يبدأ معها دروس العربية اولا كي تفهم المصطلحات العربية التي تترجم مصطلحات اجنبية و لكن هيهات 
نظرت لها بثينة لائمة و قالت موجهه  كلامها لسيمون : هي ستفهم طبعا و لكن ان بسطتِ لها المعني 
قالت سيمون : نعم .. انتِ علي حق .. اللياقة ي بسمة هي التصرف كما يليق في مقابلة الناس، في الحفلات و المناسبات، علي المائدة و حتي في طريقة الجلوس و المشي و الكلام  .. الآن أريدك أن تقفي ثم تجلسي أمامي
وقفت بسمة ثم نزلت ع الكرسي بسرعة و لكي يقال انها تفهم وضعت رجل ع رجل و جلست بعظمة رافعةً رقبتها كزرافة تقضم أوراق الشجر العالية 
ضحك الجميع فخجلت بسمة و أنزلت رجلها إلي مستوي الأخري فقامت سيمون و جلست بهدوء و لياقة ووضعت رجليها علي جانب واحد ثم وضعت كفيها فوق بعضهما ع أحد فخذيها في ارستوقراطية  و قالت لها : هكذا ؟ 
وقفت بسمة و فعلت مثلها بالضبط فأثنت عليها سيمون و شجعتها و في تلك الأثناء طرق الباب و دخل أربعة من الخدم حاملين البيانو الكبير ذي الكرسي و قد طلبه لها سالم خصيصاً، قامت كاريمان و فتحته ثم جلست و قالت : كم افتقدت عزف البيانو و بدأت تعزف مقطوعة صغيرة فنظرت لها السيدة بثينة بسخافة و غادرت المكان بينما استمر سيمون و بسمة في الدرس... 
____________________________________________
لأكثر من اسبوعين ظل سيمون و إيفان و سالم يشرحون لها و لكنها أبلت حسنا في اللغة العربية و فن الاتيكيت لكن استيعابها كان ضعيفا في الفرنسية و ضئيلا في العزف فكانت كاريمان تعزف عليه يوميا أمامهم و في كل مرة كانت السيدة بثينة تغادر عندما تبدأ هي العزف ...  
في كل يوم كان سالم يذهب ليتابع قضية الأرض لكن السير دارسي كان مسافرا و كلما سأل عن رد الشكوي يقولون انه لم يرد أمر حتي الآن 
_____________________________________________
في صباح أحد الايام جاءت سيمون للدروس كالعادة لكن قبل أن تطلب إبلاغ بسمة بوصولها سألت عن السيد سالم و في يدها باقة زهور، دخلت إلي قاعته و قدمت له الزهور فقبلهم و في داخله غرابة ثم جلست تتحدث ف دلال و قالت : هل تسمح لي أن أسألك سؤالا؟ 
سالم : بالتأكيد 
سيمون : كيف راقت لك بسمة من بين كل الفتيات ؟ 
سالم : و ما بها بسمة ؟ 
سيمون : اعذرني و لكنها ذات استيعاب ضعيف و هيئة غير لائقة بك و ربما حولك فتيات اكثر لياقة و ذكاء 
سالم بضيق مكتوم : ربما تكون بسمة ضعيفة ف التعليم لكنها تمتلك قلبا ليس هناك طيبة في العالم تضاهيه و لم اسمعها قط تتحدث عن احد بسوء مثلك الآن فهي ذات اخلاق رفيعة حتي إن لم تتعلم و رجاء لا تتحدثي عنها هكذا مرة أخري 
كانت بسمة واقفة و سمعت ذلك الحوار و بينما كانت سعيدة بكلام سالم عنها كانت واعية لمحاولة سيمون أن تدخل في عينيه و تسرقه منها و قالت في نفسها : كم أنها فتاة لعوب!! 
انصرفت قبل أن يراها أحد و ذهبت لتنتظرها في الردهة كالعادة 
بعد انتهاء الدرس اجتمع الجميع لاحتساء الشاي و هنا قال إيفان: أود دعوتكم يوم الخميس القادم لحفل عيد ميلاد سيمون الذي سيقام علي مركب " عروس النيل " في الثامنة مساءا و يسرني تشريفكم 
هنأها الجميع بعيد ميلادها فيما عدا بسمة التي نظرت لها بضيق لم تستطع أن تخفيه و ظلت صامته فلاحظت كاريمان ذلك و راق لها فتلك الفتاة  تعاملها بشكل جاف منذ قدومها لسبب لا تفهمه رغم محاولاتها بالتقرب منها لأجل إيفان.... 
_____________________________________________
في يوم الأربعاء السابق بيوم لحفل عيد الميلاد، كان إيفان جالس مع اخته في قاعة الضيوف و أقبلت كاريمان لتجلس معهما فسمعت حديثهما 
إيفان: ما رأيك لو فاجئت كاريمان بطلب يدها في الحفل غداً 
سيمون : ألم تجد سوي حفل عيد ميلادي؟ 
إيفان: أمازالتِ لا تحبينها؟ 
سيمون : نعم .. فتاة مغرورة تعيش كأميرة و هي مجرد ضيفة تعمل لدي سالم .. لا و لم و لن احبها 
قال إيفان بضيق : هل لكِ أن تعامليها بحب من أجلي؟؟ 
سيمون : انت الذي يجب عليك التفكير ملياً قبل خطبتها .. لا داع للعجلة من الأساس 
إيفان: لكنني احبها و هي انتظرتني كثيرا و عليك معاملتها بلطف و إن لم تحبينها 
سيمون : سأحاول لكنني لن أعدك 
دخلت كاريمان عليهما و كأنها لم تسمع ما دار لكنها جلست و هي تقول في عقلها : سأجعل من ذلك الحفل كابوسا يلاحقك بقية عمرك أيتها الشقراء التافهة . فمن يواجهني لابد أن يكون ع قدري !!!! 
انتظروا احداث شيقة جديدة ف الجزء _ ١٤

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 3 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الرابع عشر    الصندوق السحري - صفحة 3 Emptyالثلاثاء يوليو 16, 2024 3:56 pm


الصندوق السحري
#الرابع_عشر 
أقبل الجميع تباعاً إلي القاعة  ليجلسوا سوياً و عندما جلس سالم ظلت سيمون تلقي بسهام نظراتها إليه أما هو فتجاهلها مراراً مع استمرارها دون كلل، لاحظت بسمة ما يحدث فغضبت داخلها لكن خشيتها المعتادة من اتخاذ اي رد فعل تجعلها تصمت دائماً و تجعل كل من له مطمع يتجرأ و يحاول غير آبه لها، نظرت كاريمان لما يحدث و في رأسها يدور شعور الانتقام هنا و هناك أما السيدة بثينة فجلست تتأمل و ترقب دون تدخل و لكنها كعادتها تعي و تسجل كل شئ .. 
السيدة بثينة: بعد قليل ستأتي مدام بيلين لتسلم بسمة الثوب الذي أُعد خصيصاً لمناسبة الغد .. استعدي لاستقبالها يا بسمة .. أومأت بسمة بالايجاب و عندما أقبل الخادم بخبر قدومها نهضت فقالت كاريمان 
: هل أأت معكِ يا بسمة كي أري كيف هو عمل مدام بيلين .. من الممكن أن اجعلها تنفذ اثوابي بعد الآن إن أعجبتني ؟ 
نظرت لها السيدة بثينة بقلق فهناك حتما سبب وراء ذلك الطلب، نظرت بسمة لسالم فأشار لها بإمكانية القبول فقبلت و ذهبا لجناح بسمة لعمل بروفا الفستان... 
في الغرفة ارتدت بسمة فستاناً بلون زهر البنفسج محاك بعناية و مستخدم به ورود صغيرة طبيعية باللون الأبيض، شكله كان جميلا و متقناً لكن كاريمان لم تنتبه حتي لمدام بيلين او تحدثها حتي، كان عقلها في مكان آخر  ... 
بعد انصراف مدام بيلين ذهبت بسمة وراء ساتر تبديل الثياب الخشبي المفرغ و هنا قالت كاريمان : بسمة .. هل ترين ان المعلمة سيمون لطيفة ؟؟ أتروق لكِ 
ردت بسمة في حرج :بصراحة لا .. و انت يا كاريمان هانم؟
كاريمان : أيضا لا تعجبني تصرفاتها 
بسمة : لكن اخوها السيد إيفان مختلف عنها تماما .. رجل في منتهي اللطف 
كاريمان : لماذا إذن لا تروقك ؟ هل بدون أسباب ؟؟ 
بسمة : اريد أن افيض بما داخلي و لكنني اخاف منكِ يا كاريمان هانم خشية ان تتسببي لي بالمشكلات 
كاريمان : حقاً ؟؟ أنسيتِ لعبة كوب القهوة، لم اردها لكِ و مررتها بسلام و ذلك لأنني أحبك و اعرف انكِ طيبة يا بسمة و انك نفذت كلام شخص آخر .. أليس كذلك ؟ 
نظرت بسمة بحرج و قالت : نعم .. لكنك وضعتني بمواقف محرجة فماذا علي أن أفعل ؟ 
كاريمان : لنضع كل ما فات جانبا و نبدأ من جديد .. لا تخافي سيبقي ما تقولينه سرا بيننا و أعدك وعدا حقيقيا أنني لن أضرك بما سأسمع منكِ 
اطمئنت بسمة لأنها تعرف ان كاريمان برغم كل شئ صادقة الوعود فقالت : تلك التي اسمها سيمون، وضعت عينها ع السيد سالم، تكلمه بدلال، أهدته باقة زهور، تتحدث عني امامه بشكل سئ، هو لا يتجاوب معها لكن أفعالها تلك تضايقني كثيراً 
ابتسمت كاريمان و قالت : تلك الشقراء يجب أن نلقنها درسا لا ينسي
نظرت بسمة بخوف و قالت :  ماذا؟؟! 
كاريمان : لا تخافي .. اجعلي قلبك قوياً لنكون فريقا معاً 
بسمة : طيب و مسيو إيفان.. الن يحزن منكِ إن اكتشف شيئا وقتها؟ 
كاريمان : لا أظن أنه سيكتشف شيئا، سنحاول ان يظهر كل شئ طبيعيا ثم أنه يحبني و كان يريد أن يتقدم لخطبتي غدا لكنها تدفعه بعيدا عني لذا وجبت معاقبتها  
بسمة : هل سنصبح فريقا الان ؟؟ 
كاريمان : نعم .. اقتربي لنعد الخطة و الأهداف 
بسمة : ماذا لو لاحظ السيد سالم او السيدة بثينة و غضبوا مني ؟ 
كاريمان : كفاكِ خوفاً يا بسمة، فلكل هدف نسبة مخاطرة و من لا يخاطر لا يربح، ثم إن لام عليك أيا منهما قولي أنكِ فعلت ما فعلت بدافع الغيرة .. هل نبدأ الآن 
بسمة بقلق : فلنبدأ 
في الصباح ذهبت كاريمان باكرا و قطفت باقة زهور صفراء و غلفتها جيداً و أرسلتها مع احد الخدم للقصر فأخذتها بسمة ووضعتها في غرفتها استعدادا لمباراة اليوم .. 
بعد الغروب بدأت كاريمان التجهز للحفل، ارتدت ثوباً احمراً ملكياً سادة مصنوع من قماش الشيمواه و قد صنع لها خصيصا عندما كانت في روما، مغطي الاكمام لكنه مفتوح علي الصدر فتحة متوسطة و عند الوسط هناك حزام له وردة في جانبه، ينسدل بشكل واسع قليلا حتي الاسفل أما قدميها فقد زينتهما بحذاءا أسودا عليه رسمه صغيرة لعصفور صغير ذهبي اللون ع طرف مقدمة الحذاء، زينت رقبتها و بنصرها الأيسر بطاقم من الألماس فريد الصنع أما حقيبتها فقد كانت سوداء صغيرة الحجم وضعت بها احمر شفاه و منديلا يخصها محفورا عليه أحرف اسمها الاولي و بيدها الأخري هدية مغلفة صغيرة اعدتها خصيصا لصاحبة عيد الميلاد ، عندما خرجت من منزل الضيوف و عبرت الممر إلي المنزل الكبير أصابت المنتظرين بالدهشة فهي بالطبع أميرة و لن يباريها أحد في طلتها، رأت الإعجاب الذي تحبه في عيونهم فابتسمت و قالت : بنسوار 
رد سالم بابتسامة : بنسوار و رحمة الله .. هل انتهيتي اخيرا ؟؟ 
كاريمان : نعم ... 
سالم : هل نذهب ؟ 
كاريمان : أيضا ... نعم 
سالم : هيا بنا 
كاريمان : و السيدة بثينة؟ 
سالم : امي لا تذهب للحفلات .. هيا كي لا نتأخر 
أنزل الحوذي السلم ذو الدرجتين و اركب السيدتين ثم ركب سالم و أغلق الباب و انطلقت العربة نحو النيل ليصلا للمركب المقام به الحفل 
دخل ثلاثتهم إلي المركب يتوسطهما سالم و هما كوردتين علي جانبيه، المركب مزينة بكاملها لعيد الميلاد و علي المدخل وقف إيفان و اخته لاستقبال المدعوين، نظرت كاريمان إلي إيفان بحب ثم في أقل من ثانية تحولت نظرتها لخبث حين وقعت ع سيمون ذات الثوب الوردي القصير الذي يظهر أعلي من ركبتيها، تبادلا السلام و التحية ثم أشار لهما إيفان ع طاولة كبيرة تضم جميعهم في وسط المكان، بعد قليل بدأت الفرقة عزف الموسيقي الهادئة فنظرت سيمون لبسمة و قالت في تطاول مغلف بود : أنت بالطبع لم تتعلمين بعد كيف ترقصين .. ما رأيك يا سيد سالم أن تصطحبني للرقص حتي تتلقي بسمة درساَ عمليا ؟ 
نظر لها سالم ببرودة معتادة : اعذريني ... لا استطيع 
سيمون: هل لا تعرف الرقص أيضا؟ 
سالم : بلي .. اعرفه جيدا .. فقد علمتني اياه فتاة فرنسية أيضا 
سيمون بمفاجاة : غريبة . من تلك ؟ 
قال سالم بأسي : كانت زوجتي ... 
انتاب الجميع الغرابة و كانت أكثرهم في ذلك كاريمان فقالت : كيف تقابلتما و كيف تزوجتما؟ 
سالم: جمعتنا الظروف و فرقنا الموت .. لا داعي للاطالة 
لاحظ إيفان حزنه فحاول تلطيف الجو كعادته فقال : ألا تريدين الرقص يا سيمون .. هيا بنا 
ثم مد يده لها و ذهبا للرقص 
أشارت كاريمان بعينيها ل بسمة ثم قامت عن كرسيها و قالت سأذهب للحمام 
لاحظ سالم تناغم النظرات بينهما فسأل بسمة عما يحدث فقالت : ربما نصبح أصدقاء.. 
عادت كاريمان و ظلت واقفة في جانب تراقب حركة النوادل و عندما اقترب النادل ع بعد خمس خطوات من المكان الذي يتحرك الاخوان داخله تحركت و ضغطت بكعب حذائها الرفيع علي قدمه و بيدها دفعته دفعة بسيطة ناحية سيمون و عندما أوقع عليها كل ما بيده و ابتلت عن اخرها تظاهرت كاريمان بالتفاجؤ ثم قالت في برودة : bardon  اي عذرا ثم ذهبت بهدوء للطاولة، ذهبت سيمون في ضيق و حرج لغرفة مخصصة لها لتبديل ملابسها، قام إيفان بمناداة سالم ليسلم ع أحد الحضور و في تلك الاثناء همست كاريمان ل بسمة قائلة : حان  الدور عليكِ فربما ليس لديها ثوبا احتياطيا ثالثاً ..  
ضحكت بسمة ثم قطعت ضحكتها عند إقبال إيفان و سالم ... 
بعد عشر دقائق عادت سيمون و هي لازالت تظن أن ما حدث ليس سوي صدفة 
جاء قالب الحلوي فوقف الجميع ليغنون معها قبل أن تطفئ الشموع، بعد إشعال الضوء و تقديم الحلوي قام إيفان أمام الجميع بمد يده لكاريمان و توسط الحضور ثم اخرج علبة صغيرة من جيب بدلته و قدم لها خاتما ألماسياً مميزاً و قال : هل تقبلين بي زوجاً ؟ 
هزت المفاجأة الأربعة غرف التي في قلبها و جري الدم سريعا في عروقها و الجميع ينتظر ردها بالقبول ليصفق فيما عدا اثنان، سالم الذي امتعض و تألم و لكنه تماسك و سيمون التي لم تحب كاريمان من اللحظة الاولي .. 
قبلت كاريمان قائلة بتأثر : نعم .. نعم أقبل فألبسها الخاتم ثم  عاد الجميع للطاولة بينما انقلب مزاج سالم و بالرغم من هذا هنأهما بالطبع... 
ما إن جلسا أشارت لها بسمة بمعني ماذا سنفعل بعد هذا التطور .. هل ستلغي الخطة ؟! فأجابت كاريمان بعينيها بمعني : لا فهي لازالت مصرة ع الانتقام برغم كل شئ 
جلست بسمة إلي جوار سيمون عمدا و قامت بايقاع كأس أخري من المشروبات التي تقدم ع الثوب الجديد و هنا استشاطت سيمون غضبا فقد تدمر الثوب الثاني .. ما العمل ؟! 
قالت كاريمان في برودة: لدي ثوب آخر احضرته معي  هل ترتديه ؟ 
قالت سيمون دون أن تفكر : لا .. اشكرك 
إيفان: اذن ماذا ستفعلين ؟ 
سيمون: لا أعرف سأذهب إلي الحمام 
إيفان: رجاءً يا كاريمان .. اذهبي وراءها و اعطها الثوب 
كاريمان برقي : ع الرحب و السعة 
ذهبت كاريمان و مدت لها الثوب قائلة : هذا الثوب له ذكري جميلة لا تنسي .. اتعرفين .. كنت ارتديه عندما رأيت إيفان للمرة الاولي و ها قد اكتمل حبنا بخطبتنا .. العقبي لكِ 
اخذت سيمون الثوب بحنق و قالت : ميرسي 
دخلت سيمون داخل باب الحمام الداخلي لترتدي الثوب بينما وقفت كاريمان بالخارج و قالت : هناك مفاجأتين تنتظرانك بالخارج .. سأذهب و انتظرك ع الطاولة .. 
خرجت سيمون و انضمت للجلسة بعد أن ارتدت ثالث ثوب في تلك الليلة 
قالت لكريمان : قولتي أن هناك مفاجأتين تنتظرانني ما هما ؟ 
كاريمان : الاولي هي هديتي لك .. منذ أن علمت بعيد ميلادك و أنا ابحث عن هدية مناسبة ففكرت في رواية بأحد اللغات التي تتقنينها فاخترت الألمانية و ها هي هديتي ، اخذت سيمون الهدية المغلفة بأوراق تشبه الكرتون و فتحتها ثم فوجئت و تغير لونها فسأل إيفان: ما اسم الرواية ؟ فقالت سيمون : الحرباء 
أسرعت كاريمان و قالت : لا تنظري الي اسمها القبيح فهناك داخلها تفاصيل ستعجبك جدا .. صدقيني 
نظر لها إيفان لائماً لكنه صمت فقامت كاريمان بالطرق ع الحديد و هو ساخن و قالت : الهدية الثانية .. هناك شخص يريد التعرف عليك و إن حدث قبول يريد الارتباط بكِ .. هذا أن قبلت بالطبع، قد دعوته للحفل لتتعارفا 
أشارت كاريمان لرجل في الخمسين من العمر، شعره الأبيض أصبح يسود ع الاسود، يرتدي بذلة سماوية، شاربه عريض و طربوشه ع رأسه، جاء و حياهم ثم جلس بينما سيمون تشعر بالامتعاض، حيته بجمود و ظل الجميع ف صمت فقالت كاريمان لتكمل مسرحيتها: السيد رستم هو صاحب مجموعة كبيرة من المشاتل، تعرفت عليه خلال عملي هنا، يود التعرف بكم و التقرب منكم، فعلتها هذه جعلت الجميع في صدمة فكيف تفعل هذا و تقحم هذا الرجل هكذا، شعر الرجل بعدم رغبتهم في مجالسته فغادر سريعاً بينما نظر لها إيفان لائماً فقالت : نعم هو لا يناسبها لكن الامانه تقتضي أن نعطي الرجل فرصة و ليس هناك أسهل من رده 
سيمون : نتعارف!! في الحفل ؟؟ دون علمي كأمر واقع .  هل هذا من اللياقة أيتها الأميرة 
غضبت كاريمان و قالت : كنت أظن انكِ ستفكرين و إما تقبلين او ترفضين .. الموضوع في غاية البساطة 
سالم نظر لكاريمان نظرة ثاقبة بمعني أنني افهم ألعابك فقام بتلطيف الجو و قدم هديته لسيمون التي حاولت الهدوء و فتحتها لتجد سوارا ذهبيا رقيقا اعجبها كثيرا و لكن .... 
لم تعطيها بسمة فرصة لتبرد دمها الذي يغلي فقدمت لها باقة الزهور الصفراء و قالت جملة ركبتها كاريمان قائلة : عرفت أنكِ تحبين الورود عندما اهديتي سالم واحدة حمراء فأهديتك باقة صفراء علي سبيل التغيير او التعبير 🤭🤭
لم تتحمل سيمون كلمات الاخيرة هذه ف اعتذرت لتذهب للحمام بينما نظر سالم لبسمة بلوم و عتاب جعلها تجلس متوترة و صامته طيلة الوقت المتبقي 
امتعض إيفان و ما إن خرجت اخته حتي أنهي الحفلة و ذهبا حتي دون أن يودع خطيبته التي أهانت اخته اليوم بالقول و الفعل 
تلك الليلة و بعدما عاد الجميع ليستريحوا ع فراشهم، لم تعي كاريمان صعوبة ما فعلت فبالرغم من موقف إيفان الا أنها كانت سعيدة و نامت بشعور المنتصرة فعيناها لا تريان عندما تنوي شيئاً أما بسمة فقد سألها سالم قبل أن تدخل جناحها 
سالم : ماذا فعلت اليوم مع سيمون ؟ هذه ليست أنتِ ؟ليست كلماتك و لا طريقتك ؟! 
بسمة بخوف: فعلت ذلك بدافع غيرتي فتلك الشقراء تحوم حولك 
ضحك سالم و قال : اشتم رائحة كاريمان فأنا اعرفها جيداً . لا تجعلينها تستغلك لصالح مواقفها 
بسمة : بل تعاونت معها لكي تكف سيمون عن التودد لك 
تنهد سالم ثم قال : تصبحين ع خير 
_____________________________
جاء الصباح و فوجئت كاريمان بخادمة توقظها لأن السيد إيفان ينتظرها في الأسفل، أبدلت ثيابها بشكل سريع و استعدت لمقابلته، وجدت وجهه متجهماً غاضباً و قال دون حتي أن يجلس : قالت لي سيمون أن أفكر في أمر خطبتنا فلم استمع لكنك تجاوزتِ الحدود و اهنت اختي دون أن تنظري لأي شئ، جئت فقط لأقول لك شيئا واحدا : سيبقي ذلك الخاتم الذي البسته لكِ أمس معك ع سبيل الذكري لأنني لا استرد هدية قدمتها لكنكِ منذ تلك اللحظة لا تعنيني و لستِ بحياتي بأي شكل .. أأسف لمعرفتنا ...
انصرف إيفان و قد انغرست كلماته كسهام في قلبها ف جلست مكانها و بكت بكاءاً شديداً رغم انها نادرة البكاء .. 
نلتقي في الجزء_١٥

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 3 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
مــــعدل النشـــــــاط : 1005
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الخامس عشر    الصندوق السحري - صفحة 3 Emptyالأربعاء يوليو 17, 2024 7:37 pm


الصندوق السحري
الخامس_عشر
ذهب إيفان ليقابل صديقه قبل أن يغادر، كان اللقاء بينهما قصيراً حاول سالم أن يعتذر عما بدر من بسمة قائلا 
سالم : انت تعرف جيداً كم اقدر صداقتنا و أتمني أن ما حدث بين الفتيات لا يؤثر علينا، لنضع كل شئ جانباً و نبقي ع الود بيننا 
إيفان: أنا افهم أنه لا علاقة لك بالطبع لكن سيمون حالتها سيئة و سآخذها في رحلة صغيرة إلي الفيوم، عندما أعود ستكون الأمور هدأت قليلا و سنتقابل مجددا بالتأكيد لكنني سأبقي سيمون بعيدة عن هنا تماما بعد الان 
سالم : و انا أري ذلك حلا مناسبا، سافرا يا صديقي و استمتعا بوقتكما و لكن عدني أنك لن تنسي صديقك 
إيفان: بالطبع فنسيانك غير وارد 
قبلا بعضيهما و عاد سالم لمائدة الإفطار حيث والدته و بسمة جالستان 
السيدة بثينة: ماذا به ايفان؟ لم يأت ليلقي التحية كعادته؟ 
نظر سالم لبسمة بلوم ثم قال : سيسافر مع اخته في رحلة للفيوم ليجددا نفسيتهما قليلا بعد م حدث أمس 
توترت بسمة و انشغلت بالطعام بينما سألت السيدة بثينة: وما الذي حدث أمس ؟
سالم : تآمر الاثنتان علي اخته و افسدا حفل عيد ميلادها بشكل سئ قد لا تتخيلينه!!! 
نظرت السيدة بثينة لبسمة بحدة : الاثنتان!! كاريمان بالطبع و أنتي!! ماذا أملت عليكِ لتفعلي؟ هل ستظلين تابعة هكذا طيلة حياتك 
انزعج سالم لتوبيخ والدته لبسمة و قال: اهدأي يا أمي، بسمة ليست تابعة فبالرغم من أنني غير راضٍ عما فعلته لكنها فعلته بارادتها لا عن إملاء فسيمون هذه ضايقتها و انا ايضا لا تعجبني طريقتها
السيدة بثينة : وقع الشك في قلبي عندما طلبت الذهاب معك في بروفا الثوب الجديد، شعرت أن هناك شئ ما سيحدث و تلك الفتاة التي تقولين انها تضايقك ألم تكن معلمة لكِ تأتي كل يوم لتعلمك و أخاها هكذا ... ألم تتذكري لها سوي السوء 
بسمة : أنا أخطأت جداا .. لا اعرف ماذا أقول .. آسفة جدا و ممكن أن أذهب و اعتذر لها إن سمحتم 
سالم بانفعال: اعتذار ماذا!! بالطبع لا .. قد اصلحت الموقف مع إيفان و انتهينا منه و بالنسبة للدروس فأنا سأجد لك معلمة جديدة تعلمك الانجليزية و الاتيكيت و سنلغي الفرنسية و البيانو، انت لم تحبي تلك الأشياء و ليس ضروري أن تعرفيها 
السيدة بثينة : و كاريمان هانم!! لم نري وجهها اليوم!! من يبحث عنها يجدها تزيل آثار توبيخ ايفان من وجهها ..  اتمني أن يكون وبخها بما يكفي ربما تستقيم و تتهذب قليلا 
سالم : ما لا تعرفينه أنه طلبها للزواج أمس و قدم لها خاتم الخطبة و لا اعرف ما حدث بينهما الان .. ربما تخاصما او تجادلا
السيدة بثينة بشماته: أو ربما انفصلا و أسترد خاتمه 
سالم بشعور مختلط : لا أعرف لكنها من المؤكد تمر بوقتٍ صعب، لنتركها تستجمع نفسها و تعود مجددا ً 
السيدة بثينة : في كل الاحوال لن أسأل عنها 
مرت ثلاثة أيام و كاريمان معتزلة في جناحها بمنزل الضيوف، لم تكف عن البكاء الا قليلا، تترك فراشها لتشرب الماء او تتحرك بضع خطوات ثم تعود، كان سالم قلقاً عليها و لكنه لم يود اقتحام عزلتها و حزنها، ذهب بالقرب من منزلها و ظل منتظراً ربما تنظر من الشرفة أو تخرج لتجلس في الحديقة أو حتي يسمع ضجيجاً لحركتها و لكن ليس هناك سوي هدوء تام، قرر العودة لمنزله لكن فكرة أنها قد تكون مريضة او تعرضت لأذي سيطرت عليه فعاد أدراجه إلي البيت و طرق الباب  مرات عدة حتي فتحت له بوجه مكمد حزين ظهرت عليه الهالات السوداء و الوهن من قلة تناول الطعام 
سالم : هل يمكنني الدخول لنتحدث قليلا ؟
أشارت له بالدخول دون أن تتكلم، وصلا للردهة المعدة للجلوس و جلسا 
سالم : لا اود اقحام نفسي بخصوصياتك و لكنني قلقت عليكي كثيراً فجئت لأتفقدك 
كاريمان : شكرا لك 
نظر سالم ليدها اليمني فوجد خاتم الخطبة مازال في اصبعها فلم يرق له ما رأي فقال :  ما حدث كان سيئا لكنكما ستتخطيانه بالتأكيد فعند عودتهما من الفيوم ستكون الأمور هدأت و ستتحدثان و تحلان الأمر 
كاريمان بتفاجؤ: الفيوم!!! هل سافرا ؟؟
سالم : ألم يخبرك ؟ 
كاريمان بحزن : لا .. لم يخبرني 
سالم : ربما لأنه كان غاضباً منكِ لكن لا تقلقي فهما في رحلة قصيرة و سيعودان 
كاريمان : ان عادا  و إن لم يعودا ... سيان 
فقد انتهي كل شئ 
سالم " ينظر لخاتمها " : كيف ؟؟ ظننت أنه مجرد خلاف  
كاريمان : لا .. قد التغت الخطبة و لكنه ترك الخاتم معي كنوع من السخرية، تركه معي لكن دون معني فلم يعد خاتم خطبتي بل ذكري مؤلمة 
سالم متأثرا بحزنها: لا عليكِ يا أميرة . ما حدث قد حدث لكن ان قبلتي لكِ عندي نصيحة فهل أقولها ؟ 
كاريمان بتهكم: قل فلم يبق لي منكم سوي اللوم و الانتقاد 
سالم : لا لا .. لا أقصد أبدا احزانك و لن أقول شيئا طالما أنك ستتأذين 
كاريمان : قل ما تريد فأنا سأستمع 
سالم : أنت يا أميرة ، ابنه عائلة عريقة و ثرية، متعلمة و ذات ذكاء كبير لكن ينقصك شئ واحد 
كاريمان : ما هو ؟ 
سالم : أن تكفي عن حب نفسك أكثر مما يجب، ألا تستسلمي لغرورك و كرامتك، حاولي أن تحبي من حولك أكثر، أن تقدرينهم و تحترمين مشاعرهم.. لو أحببت إيفان حقاً كنت ستخافين من فعل شئ يحزنه،كنتِ ستتحملين أخته الصغيرة من أجل محبتك له، كنت ستقبلين أشياءً لا يجعلنا نتقبلها سوي الحب و الحب لا يتفق مع الغرور و الكبرياء لان أساسه العطاء و التضحية .. 
فكري قليلا في كلماتي، ربما لا نستطيع بالاصلاح حل عقد الماضي لكن يمكننا بالطبع تلافيها في المستقبل ... سأتركك الان يا أميرة و أتمني أن تتمالكي نفسك سريعا و تعودين لعملك و لحياتك 
ذهب سالم و كلماته بقيت تتردد في أذني كاريمان، راحت لتفكر في شعور إيفان و بفرحته التي انكسرت و لم تكتمل، قالت لنفسها: ليتني توقفت وقتما قالت بسمة هل نتوقف؟ فقد كانت ببساطتها أنبه و أذكي لكنها أطاعتني لأنها اعتادت الطاعة ... 
في اليوم التالي وقت الإفطار، كان سالم كعادته مع والدته و بسمة أما كاريمان فقد جلست لتناول افطارها بمفردها في منزل الضيوف، لم تمض دقائق حتي سمع الجميع صوت ضوضاء كبيرة و صوت لعدد كبير من الناس فخرج الكل لينظر ماذا يحدث.. 
إنه السير/ دارسي راكباً ع جواده الأسود و خلفه عدة جنود ع خيولهم و من خلفهم عمال كثيرون يحملون معاول و ادوات تخص الحفر و تقطيع الأشجار، حاول حرس منزل سالم منعهم و لذا صدرت تلك الضجة، تحرك سالم نحو الباب الكبير بينما ظلت والدته و بسمة أمام الباب الداخلي تنظران أما كاريمان فكانت آتية من بعيد حتي وصلت عندهم ووقفت بجوار سالم 
سالم : ماذا يحدث هنا من بكرة الصباح ؟؟
السير دارسي : قل لرجالك أن يفتحوا الأبواب لنقم بعملنا و الا العواقب لن تعجبك 
سالم باستياء: عملكم؟ عمل ماذا ؟ 
السير دارسي: عمل السكك الحديدية كما اخطرناك من قبل 
سالم: ألم اقدم شكوي لديكم؟؟ 
السير دارسي : أمر الشكوي هذا لا يعنيك !! ما يعنيك هو النتائج .. قد ذهبت في رحلة طويلة للقاهرة و تناقشت مع رؤسائي و قمنا بتعديلات ع الخطة التي كانت موضوعة فبدلا من اقتطاع ٢٠٠مترا طوليا في  ١٠٠ متر سنقتطع ٣٥٠ مترا في ١٠٠ و اعتقد هذا لن يشكل فرقا كبيرا فسواء ٢٠٠ او اكثر فهذا أمر عسكري واجب النفاذ ، اتخذته حكومتنا و انتهي 
سالم : هذا لن يحدث و لن تفتح الأبواب او يتم عمل شئ .. ستخربون أرضي و تجعلونها لا تثمر .. لن يحدث هذا ابداا 
اخرج سالم مسدسه و صوبه نحو دارسي فأمسك رجاله بالعصي و رفعوها في وجه دارسي و جنوده 
قال دارسي بعصبية: أنت لا تعي خطورة ما تفعل، انت تعرض حياتك و حياتهم للخطر و في النهاية سنفعل ما جئنا من أجله، اندفع غضب سالم للمزيد و وجه المسدس نحو دارسي مباشرة، ضحك دارسي و قال : انزل مسدسك و أمرهم بالتنحي جانبا و هذا إنذار اخير 
قالت كاريمان : نعم يا سالم .. ارجوك لتتوقف  من اجل هؤلاء و عائلاتهم و من أجلك انت أيضا فحتي أن انتصرت في معركة اليوم فهؤلاء يقف خلفهم جيشا بأكمله، ان تأذي أحدهم ستجلب مصيبة عليك و عليهم، ارجوك لننصت لصوت العقل .. من فضلك 
ابتسم دارسي و قال : انت حقا ذكية .. استمع لها 
فكر سالم و أدرك خسارته مسبقاً لاي معركة معهم فقد وضعوا ايديهم ع البلاد من الشمال للجنوب و هو لا يملك جيشا، هؤلاء عمال بسطاء لا ذنب لهم فأنزل سلاحه و أشار لهم بالابتعاد و قال : اذهبوا من أمام بيتي حالا 
ابتسم دارسي مجددا و قال : هكذا ... الآن ستأتي معي للمقر  فأنت مقبوض عليك لاشهار سلاحك في وجهي و تهديدي و أيضا لعدم تنفيذ الأوامر 
ثم أشار للجنود فاقتادوه و اخذوه معهم بينما وقفت كاريمان في صدمة أما بسمة فكانت تبكي و السيدة بثينة غاضبة في جمود لا تعرف كيف ستخلص ابنها من تلك الورطة ...
ذهبت كاريمان لمقر قيادة الانجليز و طلبت مقابلة السير دارسي لتفهم إلي متي سيتم احتجاز سالم 
قابلها دارسي بتعالٍ كعادته و قال 
دارسي : من تكونين لذلك الهمجي؟ 
كاريمان : أنا لست من اقرباؤه لكنني اعمل في أرضه، أتيت من المنصورة .. هل يمكنك أن تطلعني ع موقفه ؟
دارسي: موقفه سئ، يرفض اطاعة الأوامر،  يثير الشغب و يهيج العامة ، أصاب جنديا اليوم بسلاحه 
تفاجئت كاريمان من كذبه و ادعائه و قالت : ذلك الجزء الأخير لم يحدث ... هذا إدعاء كاذب 
دارسي : عليك اثبات ذلك و لكن متي ؟ محاكمته العاجلة ستتم غداً في مجلس أعددته له خصيصاً و إن حالفه الحظ سيعتقل ١٠ سنوات فقط
صدمت كاريمان و قالت: اسمعني .. يمكنني أن .... 
قاطعها دارسي قائلا : لا تتعبي نفسك في محاولات يائسة فما قلته سيتم ... ليكن عبرة لكل من يحاول مخالفتنا 
غادرت كاريمان غير مصدقة لما سمعت فهذا الرجل دمر حياة و مستقبل سالم في جملتين!!! ما العمل الآن ؟؟
عادت إلي المنزل و كان هناك والدته و خطيبته ينتظران بقلق شديد، أرادت السيدة بثينة الذهاب لكن كاريمان منعتها كي لا يحدث غضب او انفعال، وجدتهما ع الباب ينتظران و عندما سمعا ما قاله دارسي  نزلت بسمة ع الأرض ووضعت يديها ع رأسها و ظلت تبكي و تنتحب فصرخت فيها السيدة بثينة و قالت : اصمتي .. هذا فأل شؤم ع ابني .. لن اتركه بين يدي هؤلاء الظالمين .. سأخرجه قبل حتي أن يفكروا بمحاكمته 
نادت لأحد الخدم و قالت : اجمع لي الرجال حالا .. سنخرج السيد سالم حالا من هناك 
كاريمان : هذا لن ينفعه .. إن نجح ف الهرب سيعيش مطاردا و إن لم ينجح تعطيهم الفرصة ليقتلوه .. ارجوكِ لا تفعلي 
السيدة بثينه : سيعد كل شئ بحرص و سيخرج و يختبئ في مكان آمن ثم نبحث عن الحل و بعدها يعود  إلي قصره و حياته 
كاريمان : و لكن .... 
السيدة بثينة: لا أود سماع المزيد ... كاريمان هانم اشكرك لمساعدتك و لكن هذا ابني و لن اتركه بين يديهم
أعدت السيدة بثينة الخطة و قبل طلوع الفجر انطلقت المجموعة لتحريره و كاريمان في منزل الضيوف تحاول إيجاد حل بعيدا عن ذلك الحل الخطر  .. انطلقت قبلهم لتنتظرهم في منتصف الطريق و عندما رأت الجياد ظهرت أمامهم و اوقفتهم قائلة : إنها رأتهم ينقلون سالم لمكان آخر اكثر حراسة و مؤمن بشدة  و يجب عليهم دراسة الموقف من جديد ،طلبت منهم العودة للقصر و ستأتي من خلفهم بعد أن تجمع معلومات عن المكان الجديد و ما إن عادوا حتي أكملت الطريق نحو مقر القيادة و طلبت مقابلة سالم، رفض دارسي طلبها فألحت بشدة و توسلت له فوافق أخيرا و منحها عشر دقائق لا أكثر 
عندما رأته تأثرت لما وقع فيه و الظلم الواقع عليه 
كاريمان : دمت سالما يا سالم 
سالم : شكرا لك يا أميرة .. ماذا يحدث ؟!! هل سأظل هنا طويلا 
كاريمان بحزن : ذلك الرجل لفق لك تهما كثيرة و أعد لك مجلسا عرفيا لمحاكمتك و سيزج بك في السجن 
فوجئ سالم و قال : لابد أن اهرب سريعا من هنا قولي لر.... 
قاطعته كاريمان و قالت : السيدة بثينة فكرت في نفس الحل لكنني أوقفت الرجال و ادعيت كذبا أن مكان محبسك قد تغير 
سالم : لم؟ 
كاريمان : هذا الرجل مجنون و سيستغل الفرصة و من الممكن أن يتم التخلص منك .. لا يجب أن نعطيهم الفرصة لذلك 
سالم : و ما الحل ؟ سيحاكمونني و سأسجن؟ 
كاريمان : اتركهم يشعرون انهم ربحوا الجولة و اسكتوا صوتك و انا لن أتركك هنا .. ستخرج و ستعود سيدا كما كنت ليس مطاردا  او مجرما 
سالم: ماذا ستفعلي؟ 
كاريمان : لا تقلق .. في عقلي حلول و لكن عليك أن تصبر قليلا فقط و أعدك أنك ستخرج من هنا سالما .. بإذن الله 
سالم بخوف نظر لعيونها السوداوتين الواثقتين و قال : أأنت متأكدة ؟! 
كاريمان : نعم ... قلت لك أعدك 
سالم : و انا أثق بك و سأنتظرك 
كاريمان : لا تقلق فإن لم أنجح سأهربك بنفسي و ستخرج أيضا حينها 
سالم : اتفقنا يا أميرة 
كاريمان : أراك ع خير يا سيد سالم 
ابتسمت له و تركته فابتسم لها بينما في داخله قلق كبير و عقله يقول : وثقت بها فهل ستستطيع ؟؟!
يتبع ....

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 3 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
مــــعدل النشـــــــاط : 1005
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل السادس عشر    الصندوق السحري - صفحة 3 Emptyالأحد يوليو 21, 2024 10:33 pm


الصندوق السحري
الفصل السادس عشر
انتهي يوسف من قراءة الفصل الرابع مع علاء و ذهب كلا منهما لغرفته لينام و لكن يوسف كان
مؤرقاً لأنه علي موعد غداً مع تلك الفتاة، هل ستدله ع خيط يربط ذلك الكتاب بالوقت الحاضر؟!! كيف وصل الكتاب لتلك الحالة و لمَ تم بيعه هكذا بشكل مهمل برغم قيمته الكبيرة، تلك الفتاة هي رابطه الوحيد و عليه التواصل معها ...
بعدما عاد من عمله كانت الساعة السادسة مساءا فتناول طعام الغداء ثم أبدل ملابسه و انطلق ليقابل ريم في المرسم ..
ضغط ع الجرس ففتحت له شابة عشرينية ذات شعر  بني اللون مرتدية مريول ملطخ بالألوان التي لحقت أيضاً يديها و ذقنها، كانت كمن يرسم بروحه و جسده كليهما دفعة واحدة، متوسطة الطول معتدلة القوام لها بشرة بيضاء و عينان ملونتان كالقطة، نظر لها مطولاً فقالت
ريم : أ/ يوسف ...  مش كده ؟؟
يوسف : ايوه .. بالظبط .. حضرتك أ / ريم طبعا ؟؟
ريم بابتسامة: ايواا  .. اتفضل
دخل يوسف من باب المرسم ليجد لوحات كثيرة معلقة في كل مكان و البعض الاخر موضوع في الجوانب، بعض اللوحات لمناظر طبيعية و بعضها لخطوط و دوائر لم يفهم معناها و هناك لوحات لوجوه قد تجدها في كل مكان حولك، استخدمت ألواناً زيتية و أخري خشبية و أيضاً مائية، اظهر المرسم كم أنها ثرية الموهبة!! كانت ريم تمشي خلفه ملاحظةً لاعجابه باللوحات حتي و إن لم يفهم بعضها فقالت
ريم : عجبتك أعمالي؟؟
يوسف : جدااا . انتي فعلا موهوبة
ريم : الرسم ده موهبتي بس ف نفس الوقت مضيعني
وصلا إلي كرسيين فجلسا و من ثم أكملا حوارهما
يوسف : مضيعك ازاي ؟ ده فن جميل
ريم : هو جميل بس أنا حظي وحش مع الفن .. هفهمك .. أنا خريجة فنون جميلة، دخلتها عشان بحب الرسم زي م انت شايف بس ع قد م بعمل لوحات و بروح معارض محدش بيشتري الا قليل و بأسعار متكفيش المصاريف و ان الواحد يعتمد ع نفسه و كده .. المهم سافرت برا عملت دبلوما و كنت متخيلة هناك هعمل اسم و هبقي فنانة عالمية بس محصلش فرجعت لمرسمي و حالي اللي كنت عليه .. حتي شقة جدو بعتها عشان اقدر اعيش و اشتري المرسم ده
يوسف بتفاجؤ : يعني صاحب الشقة يبقي جدك
ريم بغرابة : آه.. مالك متفاجئ ليه ؟
يوسف : اصل جدك كان سايب حاجات قيمة جدا في الشقة انا كان ليا نصيب ف حاجتين منها و منهم لوحة جميلة، ليه بالرغم انك فنانة فرطتي فيهم
ريم بحزن : نفس الموضوع ،  ازمة فلوس .. بص يا سيدي .. انا بابا كان موظف عادي و مامتي ورثت من جدي الشقة دي و شقة تانية هي عايشة فيها مع جوزها بعد م بابا توفي، انا و هو مش متفقين خالص ف مش هينفع اعيش معاها ف شقة جدو واسعة من الشقق القديمة بعتها بكل اللي فيها و اشتريت المرسم و مأجرة شقة عايشة فيها و الدنيا ماشية
يوسف : انتي ازاي كده ؟!!!
ريم : كده ايه ؟
يوسف : حكيتي كل التفاصيل دي عنك لواحد متعرفهوش
ريم بضحك: لا دي عادة سيئة فيا .. ده لو عميل قالي ارسميني بحكيلو كده ... عادي بقي متركزش .. المهم قولي تشرب ايه ؟
يوسف: لا شكرا .. مش عاوز
ريم : هعمل ٢ نسكافيه.. ده واجب الضيافة مينفعش ترفضه
شعر يوسف بعفويتها و طبيعتها الودودة و قال بصوت مسموع : بقي دي ممكن يكون الدم الكاريماني بيجري فيها !!!
عادت و قدمت له النسكافيه ثم جلست و قالت له : قولي بقي ايه حكاية الكتاب اللي اخدته من الشقة ؟؟
يوسف : هو انتي كنتي عارفة كل محتويات الشقة ؟!
ريم : بصراحة لا .. هي ماما قالتلي فيها حاجات قيمة بس انا اخر مرة روحت و انا عندي ٥ سنين ف فكراها طشاش بعدها جدو توفي و الشقة اتقفلت و بعدين انا اتصلت بعم حلمي جابلي مشتري و فكرة المزاد دي فكرت فيها عشان ماما قالتلي العفش كله نادر و المحتويات ف هتجيب مبلغ كويس احطه ف البنك اعيش منه لان زي م انت شايف الفن مش دايما بيكفي
يوسف: امممم يعني متعرفيش حاجه خالص عن اللي ف الشقة . بس مامتك عندها حق، الشقة كان فيها كنوز
ريم باهتمام : الكتاب ده عن ايه ؟ اوعي يكون مذكرات جدو؟؟
يوسف: ههههههه لا .. بس هو بيحكي قصة بدأت ف القرن ١٩ عن أميرة اسمها كاريمان .. هي ليها علاقة بعيلتكم؟
ريم : أميرة ... و لا اعرف؟؟
يوسف : الكتاب كان جوه صندوق مزخرف و محفور كده و جواه رسمة شبيهة جدا للوحة اللي اشتريتها برضو
ريم : ممممم .ده شكله حوار .. ممكن اجي معاك و اشوفهم ؟؟
يوسف : طبعا .. اتفضلي في اي وقت ..
ريم : دلوقتي.. ممكن؟
يوسف:  اتفضلي
وصلا إلي شقته و دخلا إلي الكنبة التي اعتاد هو و علاء قراءة فصول القصة عليها، شقتهما كانت بسيطة كشقة أعزبين يقيمان فيها وحدهما و لم يكن هناك سوي تلك الكنبة فدخل يوسف و أحضر  كرسي من المطبخ ليجلس عليه أما هي فجلست ع الكنبة
يوسف : هدخل اعمل ٢ شاي
ريم : تمام .. انا معلقة واحدة
يوسف : ماشي
شاهدت الصندوق و بجواره الكتاب، أمسكت الكتاب و نظرت للصور التي داخله و ظلت تتأملها و لمستها بأناملها، لم تنتبه كثيراً للكلام و الفصول و القصة لكن الرسم أعجبها و كذلك الصندوق فقد كان صنعاً يدوياً بارعاً، جاء يوسف من الداخل و رآها ممسكة بالصندوق تتأمله و لا يعرف لماذا توجس من أن تفتح الدرج الصغير الخفي عن طريق الصدفة، قدم لها الشاي فتركت الصندوق و أخذت رشفتها الأولي
ريم : الكتاب شكله فعلا قديم و الرسم اللي فيه تحفة و الصندوق عليه حفر و زخرفة عبقرية .. دول فعلا كنز
يوسف : بس اوعي تقوليلي بيع
ريم بضحكة : لا لا .. حلال عليك .. فين بقي اللوحة
يوسف : وراكي ع طول اهي
وقفت ريم لتنظر بينما دق جرس الباب و ذهب يوسف ليفتح فإذ هي " الجارة هبة " كالعادة
هبة : مساء الخير يا أ/ يوسف.. ممكن استلف بصلة عشان بطبخ
قال لها يوسف في ضيق : لا معلش معنديش بصل
نظرت هبة داخل الشقة فرأت ريم
هبة : ايه ده .. انت عندك ضيفة؟
يوسف : آه.. دي قريبتي .. ريم
هبة بعدم تصديق : اممممم . طيب .. انتوا كده زي القرع
يوسف : قرع ايه ؟
هبة: لا مفيش .. انت الخسران .. سلام
يوسف : سلام
لاحظت ريم طريقة كلام هبة فابتسمت ثم قالت له : معندكش بصل ؟؟ ههههههه
يوسف : لا متفهمنيش غلط .. دي مجرد جارة بس غلسة شويه
ريم بنفس الابتسامة: لا غلط ليه ... انا عارفة البصل مهم ازاي ف الطبخ هههه واضح اوووي انها تلكيكة .. بص انا همشي عشان اتأخرت بس عاوزة منك طلب
يوسف : اتفضلي
ريم : ممكن لو ينفع استلف الصندوق يومين عشان ارسمه و  تبقي ذكري عندي ؟
توتر يوسف فالخاتم لازال في درج االصندوق فماذا سيفعل ؟؟
يوسف : أأأأ ...
ريم : لو مش عاوز بلاش
يوسف : لالا .. اتفضلي طبعا
علي الفور أخذت ريم الصندوق و رحلت بينما جلس يوسف ووضع يده ع جبهته في قلق
لم تمض عشر دقائق حتي عاد علاء و علم بما حدث فقال متهكماً
علاء : مش انت اللي روحت بنفسك و نخربت في الموضوع، زعلان ليه بقي دلوقتي ؟
يوسف : مش عارف، الخاتم طلع عزيز عليا و مقدرتش اجيب سيرته خصوصا اني لاقيتها لا عارفة حاجه عن الكتاب و لا عن الخاتم ..
علاء: هو جدها ده كان سارق الصندوق و لا لقاه و لا ايه ؟
يوسف : أنا لسه كنت هفهم منها جدها اسمه ايه و جدتها و ادخل معاها ف التفاصيل بس اعمل ايه بقي ف هبة
علاء : ههههههه هي جات ؟؟
يوسف: آه.. و قالتلي انت زي القرع ههههههه افتكرت فيه بينا حاجه
علاء : و هتعمل ايه يا فالح لو اكتشفت الخاتم؟؟ ممكن تقولك ده ورث العيلة و تاخده و ممكن تاخده من نفسها و تقولك معرفكش
يوسف : يا عم متقلقنيش. أنا هدعي ربنا متشوفهوش دا غير اني مش متأكد انه بتاع عيلتهم اصلا .. مش يمكن فعلا جدها ده لقاه او اشتراه و مشافش الخاتم
علاء : لما نشوف اخرة اللفة دي ايه ..
يوسف : تيجي نبدأ فصل جديد ؟
علاء: يلا
فتح يوسف الكتاب ع الفصل الخامس المعنون ب
                ٥- لا تفعلي
في طريق عودة كاريمان لمنزل سالم قابلتها السيدة بثينة التي لم تنطلي عليها بالطبع كذبة نقل سالم لمكانٍ آخر فخرجت للتأكد
السيدة بثينة: ماذا قلتِ للرجال حتي أفسدتِ الخطة .. ماذا تظنين نفسكِ فاعلة؟
كاريمان في توتر: لو سمحتي اسمعيني جيداً، تلك الخطة بها مخاطرة كبيرة و انا ذهبت لمقابلة سالم و تحدثت معه ووافق ع إرجاء فكرة الهرب حالياً و إن لم نجد حلاً قانونياً يحرره فسنعود لتلك الخطة مجدداً
السيدة بثينة : و هل قلتِ له عن حل بديل أم سنجلس و نفكر و نضيع وقتاً أكبر ؟
كاريمان : لنعود للمنزل و سنناقش ما سنفعله سوياً
_____________________________
رأت كاريمان ان تذهب لرؤساء العشائر و القبائل المجاورة لمنطقة سالم، علاقته بهم جيدة و من الممكن أن يشكلون ضغطاً علي ذلك المدعو دارسي كي يستمع إليهم و يعيد الشكوي لرؤساءه، وافقت السيدة بثينة علي الفكرة اما بسمة فكانت جالسة مهمومة لا حول لها و لا قوة ..
ذهبا معاً و جمعا رؤساء العشائر في قاعة الرجال الكبري و التي للمرة الأولي يجري بها اجتماعاً سالم ليس فيه، دخلتها النساء للمرة الأولي أيضاً، بعد عرض الأمر و الاتفاق اتفق الجميع ع حضور جلسة المحاكمة و محاولة التأثير في المجلس العرفي لتأجيل المحاكمة حتي يعاد النظر في الشكوي مرة أخري ..
ذهب الجميع للمقر و رأت السيدة بثينة ابنها مقيداً كالمجرمين فلم تتمالك نفسها و بكت أما كاريمان فنظرت له لتقويه و هناك بسمة التي لم تكف عن البكاء لحظة واحدة، بعد عدة دقائق بدأت المحاكمة و تبني دارسي عرض الاتهامات أمام المجلس
دارسي : هذا الرجل لا يحترم قوانين الحكومة البريطانية و عطل العمل العام و هدد القوة بالسلاح و تعدي علي أحد الجنود بالضرب و أصابه بطلق ناري في ساقه و ها هو جالس هناك يمكنكم ان تسألونه
قال أحد اعضاء المجلس الثلاثة : أقبل ايها الجندي و قص علينا ما حدث
كرر الجندي كلام دارسي بنفس الترتيب و الأسلوب كالملقن و هنا كانت دهشة كل من كان حاضراً في الواقعة،لم يتمالك سالم نفسه و غضب بشدة ثم صرخ و قال : هذا كذب .. هذا الجندي لم يكن موجودا يومها و لم اضرب او اعتدي علي أحد .. انت كاذب و مجرم يا دارسي
انفعل جميع الحاضرين من اجل سالم و صار هتاف عظيم منهم فأمر دارسي الجنود بإطلاق طلقات في الهواء للتحذير  ثم اخرج الجميع خارج الجلسة ليسكت أصواتهم فظلوا في الخارج ينتظرون الحكم الذي صدر بعدها بقليل : عشر سنوات سجن مشدد و أيضا قرار باعتقال اي شخص يعرقل عمل القيادة أو يحاول تهييج الشعب، انصرف الجميع بعدها في إحباط فيما عدا أسرته الذين حاولوا مقابلته لكن دون جدوي فقد علل دارسي الرفض بأنه سينتقل لمنطقة أخري ليقضي مدة حبسه و هي منطقة بعيدة و معزولة، قال أنهم يستطيعون زيارته بعدما ينتقل بعد أخذ تصريح بذلك و هذا يتم مرة واحدة أسبوعيا  في يوم الاثنين  
ذهبت السيدة بثينة و معها بسمة للمنزل بينما أصرت كاريمان ع الذهاب لمكتب السير دارسي و مناقشته فيما حدث فهي لن تتركه هكذا بسهولة، جعلها تنتظر في الخارج كعادته و لكنه تلك المرة أزاد القدر جدا كي تمل و تذهب لكنها بقيت حتي المساء فاضطر لمقابلتها، دخلت ثم سألته
كاريمان : سير دارسي هل ممكن أن أسألك سؤالاً و تجيب علي بصراحة؟
دارسي : لست مضطراً لأجيب علي أسئلتك،  قولي ما جئت من أجله باختصار
كاريمان بضيق : ماذا ستستفيد من حبس رجل برئ لفقت له التهم تباعاً، ستتضرر أرضه و تجوع عائلات عماله و كل ذلك لماذا ؟؟ هل تجيبني ؟
دارسي : هذه خطة من حكومتنا واجبة النفاذ و ليس علي أن ابرر لكِ
كاريمان : سأكتب شكوي فيما فعلت و سأرسلها لنري رأي حكومتك في إدعاءاتك ؟!
ضحك دارسي بسخرية ثم فتح درج مكتبه و قال : شكوي مثل هذه!!!
ألقاها أمامها ففتحتها و علمت أنها الشكوي التي كتبها سالم من قبل
استطرد دارسي و قال : تلك الشكوي التي ستكتبينها ستبقي هنا في المكتب مثل سابقتها فأنا هنا لي كلمتي في كل مكان، رؤسائي ليسوا متفرغين لقراءة شكواكم و عليكم اطاعة الاوامر بهدوء
كاريمان : هل سافرت و عدلت في خطة العمل و لم تريهم الشكوي من الأساس ؟! لماذا؟
دارسي: ليس لدي كثير من الوقت للتحدث معكِ فقد أنهيت عمل اليوم و الآن وقت راحتي ... من الأفضل أن تذهبي و لا تأت هنا كلما رغبتِ فهذا المكتب له نظام و مواعيد !!
غادرت كاريمان المكتب بعد أن تم طردها تقريباً لكنها لم تهتم فكل ما كان يدور بعقلها هو انه مازال هناك أمل، الشكوي لم تصل و يجب  عليها أن تصل!!!
_____________________________
استقبلتها السيدة بثينة ع الباب بوابل من اللوم و التهكم و الغضب فقد فشل الحل الذي وضعته فشلاً ذريعاً و هاك سالم ملقي في سجن لسنوات و صارت مهمة تهريبه أصعب عشرة مرات، ردت كاريمان في هدوء: ذلك الغبي قال تفصيلة صغيرة هامة جدا قد تفيدنا بشكل كبير فمعظم المشكلات الكبيرة تحلها أمور صغيرة جداً
السيدة بثينة: تفصيلة ماذا ؟
كاريمان : هو لم يرسل شكوي سالم للقاهرة و هناك قد يكونوا متعاونين و أسلوبهم مختلف في حل المشكلات و إن علموا عن ألف فدان ستتصحر فلن يرضيهم بالطبع
بسمة : كيف سنصل لهؤلاء الرؤساء؟
كاريمان : سأسافر ع الفور و استقر بقصر  شقيق والدتي حافظ باشا جمال الدين في القاهرة و هو رجل له علاقات واسعة و حتما سيجد رابطاً يوصلني بأكبر رأس للانجليز في مصر
السيدة بثينة : أخاف ان نكون نضيع الوقت عبثاً و لن ينفعنا ذلك بشئ و ابني ملقي بعيداً و لا أعرف كيف يعاملونه
كاريمان  بأسي : أنا أقدر قلقك و لكن علينا المحاولة فقد يسمعنا أحد كبارهم و نستعيد حرية سالم من جديد
السيدة بثينة : اذهبي اذن و انا سأبقى هنا و اعد خطة جديدة لنهربه إذا لم تفلح خطتك
كاريمان : لكن عديني الا تفعلي شئ حتي أعود
السيدة بثينة: أعدك.. سأصبر من اجل سلامة سالم
نظرت بسمة للسيدة بثينة و قالت  : هل أذهب مع كاريمان هانم ؟
السيدة بثينة : و لمَ؟
بسمة تلعثمت ثم قالت : كي اعرف الي ما وصلت اولا بأول
كاريمان : دعيها تأتِ فلن اتأخر كثيرا علي أية حال
أومأت السيدة بثينة بالموافقة فانطلقتا علي الفور نحو القاهرة ..
استقبلها خالها بترحاب كبير و بعد أن قصت عليه الأمر كله ذهب لصديق له يعمل بالتجارة و يقوم بتوريد الدقيق و المواد الغذائية لمعسكرات الانجليز و له علاقة جيدة بالمندوب السامي البريطاني اللورد دوفرين، قابله و طلب منه ميعاد لمقابلة اللورد إن أمكن لعرض الأمر عليه ...
انتظرت كاريمان رداً من ذلك الصديق لمدة أربعة أيام و هي قلقة متوترة فهي لا تعلم كيف يعيش سالم داخل السجن و هل يعامل معاملة آدمية ام لا ؟؟
في صباح اليوم الخامس أتي الصديق و قال أن اللورد أعطاهم نصف ساعة من وقته اليوم من الثانية و النصف بعد الظهر و حتي الثالثة عصراً، كاريمان تفائلت كثيرا بهذا الخبر و أعدت الكلام الذي ستقوله في عقلها مرات عديدة ..
في مكتب اللورد انتظرت مع خالها، مكان تظهر عليه معالم القوة و السلطة، حراسة كبيرة و جنود في كل مكان، دخل ببذلته فوقف كليهما ليصافحانه، أشار لهما بالجلوس، ملامحه كانت قاسية لكن طريقة ترحابه بهم كانت جيدة و مطمئنة، نظر لكاريمان و قال
لورد دوفرين : يعجبني نضالك كثيراً من أجل ذلك الرجل .. هل ستتزوجينه؟
ابتسمت كاريمان : لا .. هو صديقي فقط و لكنه رجل يعمل بالتجارة و أرضه ستتضرر كثيراً، السير دارسي لم يوصل لكم شكوانا و احتفظ بها كقمامة لا قيمة لها و نحن نثق في عدلكم و استجابتكم لنا
لورد دوفرين : السيد احسان شرح لي الأمر و لكنني لن أتخذ أي قرار دون التحقيق مسبقاً فأنا سأسافر أسوان بنفسي و سأحقق مع دارسي و كل من له علاقة بالأمر و ثقي أنني سأحل الأمر
تهللت أسارير كاريمان بما سمعت و قالت : أشكرك كثيرا لورد دوفرين .. هذا هو المنتظر منكم
لورد دوفرين : لكنني ماضٍ لا محالة في تنفيذ المشروع و إن وجدنا ضررا علي باقي الأرض فسنغير الموقع وفقا  لما يناسب الخطة .. واضح ؟
كاريمان : نعم .. أشكرك مجددا لاستجابتكم و سأنتظر تشريفكم لنا في اسوان
ابتسم لورد دوفرين الذي كان سياسياً بارعاً يعلم جيداً أن نجاحه ف الحكم يبدأ من ملائمة الأوضاع و ليس تهييجها ..
_____________________________
وصل لورد دوفرين إلي مقر القيادة في أسوان و قد تسبب قدومه في ربكة كبيرة لكل من يعمل هناك بداية من الجندي الذي أصيب في مهاجمة للمعسكر و ادعي أن سالم أصابه و نهاية بدارسي رأس الافعي الذي خطط لكل ما حدث خطوة وراء خطوة
طلب منهم الحضور أمامه للتحقيق و حين رأي دارسي خوف " بينيت" الجندي المصاب أخفاه في بيت صغير بعيد عن الأعين و ادعي أمام اللورد أنه مختفي ربما أصابه الأهالي انتقاماً لحبس سالم ..
شك دوفرين بالأمر فقال له : أبحث عنه في كل مكان و جده لي .. حياً او ميتاً
علمت كاريمان عن اختفاء بينيت و خشيت من إمكانية تخلص دارسي منه و اظهاره كجثة لإخفاء الحقيقة و الخروج من تلك الورطة فنادت لإدريس " الخادم بالقصر " و طلبت منه مراقبة دارسي لحظة بلحظة حتي تسبقه بخطوة
جاء ادريس بعد الظهر و قال : إن دارسي ذهب لبيت صغير بعيد قليلا ودخل لدقيقة ثم خرج غاضباً،دخلت وراءه فوجدت كرسي و عليه حبال وضعت كقيود، يبدو أنه كان بينيت و قد هرب
_____________________________
شكلت كاريمان فريقاً للبحث عن بينيت في كل مكان و علي الجانب الآخر كان دارسي يبحث عنه كالمجنون فياتري من سيعثر عليه أولا و كيف ستكون نهاية التحقيق ؟!!!
التكملة في الجزء_١٧

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 3 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
مــــعدل النشـــــــاط : 1005
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل السابع عشر    الصندوق السحري - صفحة 3 Emptyالأربعاء يوليو 24, 2024 2:36 pm


الصندوق السحري
الفصل السابع عشر
كان بينيت خائفاً و جريحاً في ذات الوقت و خوفه و هروبه جعلا جرحه يعود للنزف قليلا و ابتدأ الجرح في الالتهاب، ود لو وجد مكاناً آمناً يستريح فيه و يضمد جرحه و يوقف  جريان الدماء، إن أمسك به دارسي فسيقتله و إن أمسكت به كاريمان ستسلمه للورد دوفرين و سيستجوبه حتي ينطق بالحقيقة و إن قال الحقيقة فسيعاقب و ربما تنهي خدمته من الجيش، بالرغم من رغبته الكبيرة في العودة لبلده لكن الجيش كان يؤمن له راتب جيد و الناس هنا يخافونه و يحترمونه، قال في نفسه : ما تلك الحيرة ؟؟ ماذا علي أن أفعل؟ ربما لست متأكد سوي من ألا يجدني دارسي لأنه يتقصد روحي اما ما بقي فهو قابل للتفاوض، استراح تحت ظل شجرة و اخذ يلهث و يلتقط أنفاسه بصعوبة ثم كشف الجرح و حاول ربطة بخرقة من ملابسه ريثما يعثر علي حل ...
_____________________________
عاد إيفان مع اخته من الفيوم و علم بما جري لصديقه فذهب ع الفور لمنزله فوجد السيدة بثينة و إلي جوارها بسمة فألقي عليهما التحية و حاول التخفيف عنهما ثم قال
إيفان: هل بحث اللورد دوفرين في الأمر ؟
السيدة بثينة: قد وضع كل شئ قيد التحقيق .. المشكلة في الجندي الذي إدعي اعتداء سالم عليه .. هو الأمل الوحيد في تبرئته و خروجه من السجن
إيفان: هل حدث له مكروه ؟
السيدة بثينة : لا نعلم .. شكلت كاريمان فريقا من العاملين هنا للبحث عنه و لكن لا جديد
تنهد إيفان بأسي عندما سمع اسمها و لم يعلق و بقي صامتاً  
بسمة : هل تأت معنا غداً في زيارتنا للسيد سالم ؟ سيسر لرؤيتك بالتأكيد
إيفان: بالتأكيد ..
السيدة بثينة : اذن سنذهب جميعا غداً صباحاً
إيفان: و هو كذلك ..  و أنا سأبحث ايضاً عن ذلك الجندي من الآن و حتي الصباح ربما نجده و ننهي الأمر
السيدة بثينة: نسأل الله أن نعثر عليه في أقرب وقت .
دخلت كاريمان و بمجرد سماع صوته تسارعت دقات قلبها، لم تر وجهه بعد لان ظهره كان مقابلها، قالت في هدوء
كاريمان : مساء الخير
سمع صوتها فلم يرغب بالالتفاف لكنه لمحها بطرف عينه، ردت السيدة بثينة التحية و ايضاً بسمة و لكنه تجاهلها قولاً و فعلاً ثم قال
إيفان: سأوافيكم لو عثرت عليه أو علمت شيئاً عنه .. نلتقي غداً
السيدة بثينة : في أمان الله
غادر إيفان دون أن تلتقي أعينهما ببعضها البعض، حزنت في داخلها مما فعل لكنه متوقع، نظرت لهما ثم قالت
كاريمان : بحثنا في كل بقعة . مع الأسف لم نجده حتي الآن
بسمة : ماذا سنقول للسيد سالم غدا ؟؟ كان سيفرح كثيرا لو كنا عثرنا عليه
السيدة بثينة : يجب أن نكثف البحث و ها هو إيفان سيساعدنا و يبحث عنه ..
كاريمان بصوت مبحوح : هل سيأتِ معنا غداً ؟
بسمة : من ؟!
قالت السيدة بثينة و هي تعي ما يدور في داخل كاريمان : نعم سيأتي .. هل يضايقك مجيئه؟!
كاريمان : لا .. أنا أسأل للمعرفة فقط
السيدة بثينة: لندع كل الموضوعات الاخري جانبا كي لا تشوش تركيزنا.. الأهم هو إخراج سالم من محبسه .. هل نرسل الرجال في جولة بحث أخري؟؟
كاريمان : سنرسلهم بالطبع و لكن ليستريحوا قليلا بعد
السيدة بثينة : ساعة واحدة و نعاود البحث
تأوهت كاريمان و قالت : جيد
نادت السيدة بثينة لأحد الخدم ليأتِ و يضع الطعام لكن الجميع لم يأكل إلا شيئاً يسيراً ...
عبر الليل ثقيلا في البحث، بين الأمل و اليأس، صلوات و أدعية كثيرة أطلقت و لكن ليس بعد، في الصباح الباكر حضر اللورد دوفرين إلي منزل سالم و تم استقباله بشكل جيد للغاية، اصطحبته كاريمان و السيدة بثينة للأرض ليري بنفسه كيف أن اقتطاع ذلك الجزء سينزع شريان الحياة عن باقي الأرض، شاهد كم الجور في قرار  السير دارسي الذي تغيب عن المشهد تماما بحجة البحث عن بينيت و هنا هو قنص عصفورين بحجر واحد حيث تنحي عن تلك الزيارة و تفرغ أيضاً ليجد ذلك الهارب و يتخلص منه
قالت كاريمان للورد : سيادتكم رأيتم الحال في الأرض و كم أنها سبب رزق لأناس كثيرين و ننتظر من لطفكم أن تنظر في شكوانا
اللورد دوفرين : نعم ... هناك شقين في قضية سالم : الاول هو قضية الأرض و انا لدي حل لها .. من الصعب تغيير مكان السكك الحديدية لذا سنحفر ترعة كبيرة في ذلك الجانب لتغذي كامل الأرض و هذا سيكون علي نفقتنا
ابتسمت كاريمان و السيدة بثينة و اعجبهما كلامه بشده فاستطرد و قال
اللورد : لكن ... هناك شرط
انتابهما القلق فاستطرد و قال
اللورد : لا تقلقا .. إنه شرط سهل القبول... اريد محصول المانجو كل عام لمعسكراتنا بثمن جيد و أيضا سنقيم مخزنا للغلال و سيكون مسئولية سالم في تعبئته و تسليمه لنا
اضطربتا قليلا فقالت السيدة بثينة : و لكن .. هل تسمح لنا أن نتشاور مع سالم في الأمر .. زيارتنا له اليوم
اللورد : و هو كذلك و سأنتظر ردكم .. الشق الثاني هو قضية حبس سالم و تعديه ع أحد جنودنا .. يؤسفني أن أبلغكم انه لو ثبت ذلك فلا تسامح في هذا الأمر أما إذا استطعتم اثبات العكس فسيخرج سالم حينها فوراً
كاريمان : و لكن بينيت مفقود كما تعلم
اللورد : نعم و لذا مهمتكم البحث عنه و ايجاده سريعا لانه جريح و ربما هناك تهديد لحياته .. جدوه قبل أن يموت لان ذلك سيضع سالم في موقف سئ
كاريمان : سنفعل ما بوسعنا
_____________________________
ذهب الجميع لزيارة سالم و عندما أذن لهم الجندي بالانتظار لدقائق حتي يحضره، كانوا يترقبون قدومه ووجدوه قوياً كما اعتادوا عليه، لم يكسره السجن لأنه كان ينتظر عودته لحياته، طمأنهم ع حاله و بدل أن يبعثوا فيه القوة بعثها هو داخلهم، تلك القوة دفعت إيفان ليقول
ايفان: صديقي كما اعتدت عليه .. قوياً و صلباً كالحديد الذي تصلده النار
ابتسم سالم و قال : بل انا هكذا لأنكم انتم خلفي تبحثون عن براءتي و ستعيدون لي حريتي
قال هذا و نظر لكاريمان التي قالت: نود عودتك بشدة و لكن دارسي يجعل الأمر صعباً، عليك ايضاً قبول عرض اللورد دوفرين ان كنت تريد انقاذ الأرض  
سالم : عرض ماذا؟
السيدة بثينة: يريد محصول المانجو لمعسكره كل عام و يريد الغلال و عليك تخزينها و تنظيم دخولها لمعسكرهم، يريد الاستفادة من ظرفنا الصعب كما يقولون
سالم : و كيف سينقذ الأرض اذن ؟
كاريمان : سيحفر ترعة كبيرة تغذي ذلك الجانب كله
رفع سالم حاجبه و قال: ع نفقتهم؟!
السيدة بثينة: نعم !
سالم : و انا أوافق..  هذا أفضل حل بأقل خسارة ممكنة .. اللورد هذا سياسيا بارعا
كاريمان : جدااا . سيدهشك عندما تتعرف عليه، هو ودارسي كطرفي المغناطيس ..  متعاكسان!!
سالم : الحمدلله .. كم أراحتني تلك الاخبار و لكن هل سأخرج قريباً؟؟
السيدة بثينة: الأمل الوحيد في تكذيب ادعاءات دارسي هو بينيت و للاسف مختفي
إيفان: لا تقلق سنبحث عنه حتي نجده
سالم : أنا أثق بالله ثم بكم
ودعوه بالدموع و كان النصيب الأكبر من البكاء هو لبسمة، رقيقة المشاعر قليلة الكلام بسيطة التفكير ..
قال لها قبل أن ترحل : عند عودتي سأعلمك  شيئا جديدا
ردت بسمة ببراءة : ما هو ؟
سالم : سأتركها مفاجأة
عادت كاريمان للبحث مع رجال سالم عن بينيت و في المساء عثروا عليه في حالة رثة فاقداً للوعي من كثرة النزف و قلة التغذية، حملوه إلي منزل سالم و كم غمرتهم السعادة عند رؤيته فقد بقي خروج سالم ع بعد خطوة واحدة
أشارت كاريمان لأحد الخدم بأن يحضر السيد إيفان من المشفي لكي يضمد جراحه و يقدم له الرعاية الطبية
_______________________________
استفاق بينيت و عاد لوعيه ووجد نفسه ع مهد في غرفة لها نافذة صغيرة مطلة علي منظر أخضر جميل، وقف ثم نظر فلم يعلم أين هو، ذهب نحو الباب ليخرج و ينظر فوجد خادماً منعه من الخروج و عندما سأله أين أنا قال له : ستعلم الآن
جاءت كاريمان علي الفور و رأته متوتراً يكسو الخوف هامته فقالت
كاريمان : لا تخف يا بينيت .. لن افعل لك شيئا سئ ..
بينيت : أعلم أنك ستسلمينني للورد و هذا أخافه ايضاً
كاريمان : برأيي لا داع للخوف فمن الممكن أن تقل للورد أن دارسي هددك و دفعك لهذا و سوف يكون عقابك هيناً أما هو فعقابه سيكون عسيراً
بينيت : هل سيتركني لأعيش إن وشيت به؟
كاريمان: لن يكون صاحب قرار حينها فدوفرين سينكل به ..
ربتت كاريمان ع كتفه لتطمئنه ثم أشارت للخدم بمراعاته جيداً من حيث الطعام و الشراب و حراسته جيدا جدا حتي تعرضه ع اللورد غداً
________________________________
لاحظ دارسي اختفاء ضوضاء رجال سالم و انطفاء أضواء المشاعل التي كانت في كل مكان بحثاً عن بينيت، بعث احد رجاله ليسأل بشكل سري هل عثروا عليه ؟! فجاءه الجواب بعدها بقليل و هنا أيقن بالخطر المحدق .. لابد من ايجاد طريق ينقذه
بعد أن تنفست كاريمان الصعداء و اطمئنت لما سيحدث غداً عادت لمنزل الضيوف لتستريح و جاء ببالها إيفان، تجاهلها طيلة الوقت و تجنب النظر إليها، وقف إلي جوار صديقه و تحاشاها كشخص يحمل عدوي مؤذية، تساءلت هل محاها من قلبه تماماً؟ ألم يبق لها مكان داخله أبداً؟ هل لا يغفر الانسان لمن يحب خطأه ؟! هل ستطلب منه أن يسامحها؟!! هل ستستطيع الاعتذار و طلب الغفران؟!!
لم تجد جواباً لكن افكارها انقطعت حينما أتت أحد الخادمات مهرولة تقول : السيدة بسمة اختفت !!!
_____________________________
قال الخدم : بحثنا عنها في كل مكان بلا فائدة
قالت السيدة بثينة : هل جُنت و خرجت من القصر لأي سبب ؟!
كاريمان : لا اعتقد فأنا أعرف بسمة جيداً .. هي اجبن من أن تخرج بمفردها في هذا الوقت ثم لماذا ستخرج من الأساس ؟!
أقبل أحد الخدم و معه رسالة مجهولة ليس عليها توقيع مكتوبا فيها : إن أردتم سلامة و عودة زوجة سجينكم المستقبلية... أتركوا ضيفكم يغادر القصر بمفرده حتي يصل إلي ممر الأشجار .. أمامكم ساعتين و بعدها ليس لدينا أحد و لا نعلم شئ عن تلك الرسالة ...
قرأت كاريمان الرسالة بصوت عالي و أدركت من اول سطر من هو مرسلها، أصيبت بإحباط كبير بينما علقت السيدة بثينة قائلة : تلك الساذجة !!!
نظرت لها كاريمان بحدة و قالت : و ما ذنبها ؟!
السيدة بثينة: كنا ع بعد خطوة واحدة من نجاة ابني .. كيف تم صيدها هكذا كدجاجة و استخدامها ك فدية؟!!!
كاريمان : ليس هناك فائدة من ذلك .. علينا تحرير بينيت و تركه تماما حتي ممر الأشجار و الا سيقتلونها
السيدة بثينة بأسي : نعم ... و لكن عدنا للصفر مرة أخري .. هل سيبقي سالم سجيناً ؟!!
كاريمان : بالتأكيد لا .. سنبحث عن حل
دون ان يقولون شيئا لبينبت تم توثيقه مرة أخري و قاده اثنان منهما إدريس لممر الأشجار و هناك وجدا واحدا ممسكا ببسمة و هناك حبلا يقيد ذراعيها و اخر لرجليها و قماشة كممت فمها، كانت خائفة ترتعش و الدموع تكسو عينيها، رآها إدريس ف رق لحالها رغم رفضها له قديماً فانسانيته غلبته، سلموا بينيت الذي كان مرتعبا و متفاجئاً و استلموا بسمة و عادوا بها للقصر
_______________________________
احتضنت بسمة الجميع بما في ذلك الخادمات من فرط سعادتها بالعودة سالمة بينما ظهر الحزن و الاحباط ع كاريمان و السيدة بثينة من جديد فانضمت بسمة لهم بعد أن عادت لوعيها و علمت أن تحريرها قد عرقل تحرير سالم الذي كان قد اقترب للغاية !!
_________________________________
كان دارسي يشعر بالذكاء و أحضر ذجاجه نبيذ يحتفل بها بنصره و ربح الجولة و لكنه قبل فتحها، فتح خزانة سلاحه و عبئها و أطلق منها ثلاث رصاصات في صدر بينيت دون حتي أن ينطق بكلمة واحدة ثم فتح الزجاجة و ظل يشرب نخباً وراء نخب حتي غلبه النعاس
_______________________________
جاء الصباح و بمجرد حضور اللورد دوفرين للمقر، أمر دارسي بحمل جثة بينيت التي وجدوها ملقاه في أحد الحقول بعد أن قتل و عرضها عليه
غضب اللورد كثيراً و أمر بالتحقيق مع كل من له علاقة بذلك المكان الذي وجدت به الجثة من الاهالي لانه اقترب من تصديق رواية الانتقام هذه و أخبر كاريمان أنه لا أمل حاليا لتحرير سالم و انه سيسافر للقاهرة الليلة لانه أنهي الأمر، توسلت له كاريمان بالانتظار لمدة يوم واحد فقط تعثر فيه ع دليل لبراءة سالم فوافق بعد عناء ...
مرت ساعة من اليوم المحدد كمهلة و كاريمان لم تجد خيطاً تجذب منه دليلاً و أصبح الوقت المتبقي ٢٣ ساعة فقط!! شعرت أن عقلها قد توقف و هاك سالم يحتاج إلي مساعدتها فقررت عقد اجتماع بحضور السيدة بثينة و بسمة و إيفان للتفكير في طريق جديد لإثبات براءة سالم و تورط دارسي
قالت السيدة بثينة : هل نغير هدف الاجتماع و نجعله خطة للهرب؟
إيفان: هل بعد كل هذا الجهد مع اللورد دوفرين سنخرج عن القانون و نهربه؟!!
كاريمان : ناهيكم عن دارسي الذي لابد و انه فكر في هذا الاحتمال و أزاد الحراسة
بسمة : هل بينيت هذا الذي قتل كان وحده عندما أصيب؟؟  أليس له أصدقاء !!
لمعت عينا كاريمان و قالت : نعم !!!!! هذا هو المخرج
السيدة بثينة : هل نبحث عن اصدقاءه و نطلب شهادتهم
كاريمان : ليس هكذا بالضبط .. الليلة التي ضرب بها المعسكر، زملائه بالتأكيد رأوه و هذا ما سنسأل عنه
إيفان: من الممكن أن يكون تم نقلهم او استبدالهم بآخرين
كاريمان : النقود هي من ستتحدث و تحل الأمر .. علينا فقط الذهاب لمقر القيادة و استمالة الجنود في وقت راحة المدعو دارسي
إيفان موجهاً كلامه للعموم : اتركوا لي أمر اقناع الجنود هذا ...
_____________________________بقلم elham abdoo
طلب اللورد دوفرين حضور السير دارسي في بكرة الصباح فوراً و عندما دخل وجد اللورد ع رأس مكتبه و أمامه جنديين ممن كانوا في واقعة المعسكر، جمد الدم في عروقه لكنه تماسك وقال : طلبتني يا سيدي
قال دوفرين : نعم .. تفضل بالجلوس
جلس دارسي فقال دوفرين : قولا شهادتكما واحداً تلو الاخر،  قصا عليهما كيف أن المعسكر هوجم من الفدائيين و هنا أصيب بينيت في ساقه و كيف أنه كان يريد أن يدلي بشهادته و يتراجع عن اتهام سالم لكن بينيت قال لهما أن السير دارسي هدده بعدها اختفا و لم يرياه إلا جثة هامدة
أراد دارسي الدفاع عن نفسه فقال : هذه شهادة ملفقة .. هؤلاء كاذبين مرتشين
ابتسم دوفرين و قال : هذه الحبال الملوثة بالدماء وجدت في منزلك .. ما تفسيرك لها ؟
تلعثم دارسي و قال : إنها...... هذه .....
هناك شهود أيضا رأوا جنديين يلقون بجثة في الحقل الذي قلت انهم وجدوا بينيت به .. هل تحتاج ادلة أخري لتعترف يا دارسي
قام دارسي عن كرسيه و صمت تماما فقال اللورد دوفرين : قرار :- اولا يفرج عن سالم كمال عبداللطيف فورا و إسقاط كل الاتهامات الموجهه له ، ثانيا:- يتم وقف دارسي عن مهنته و يقدم للتحقيق في كل الجرائم الخاصة بخطف و تعذيب و قتل بينيت و تلفيق الاتهامات لسالم و الاخلال بشرف وظيفته ..
_____________________________
كم كانت الزغاريد تصل عنان السماء امام باب السجن و العربات التي تجرها الخيول تنتظره مزينة بالأشرطة الحمراء و الطبول تقرع و تبدلت دموع الحزن بالفرح ...
خرج سالم و استعاد حريته و غمر بيته الفرح و لكن ... ماذا ينتظره في حفل عشاء أعده اللورد دوفرين ع شرفه .. هذا ما سيحمله الجزء _ ١٨

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 3 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
مــــعدل النشـــــــاط : 1005
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثامن عشر    الصندوق السحري - صفحة 3 Emptyالأربعاء يوليو 24, 2024 4:15 pm


الصندوق السحري
الفصل الثامن عشر
مر يومان و لم تأت ريم  لتعيد الصندوق أو حتي تتصل و يوسف حائر لكنه لن يصبر أكثر، بعد عودته من عمله مساءاً سيذهب إلي مرسمها ليأخذ الصندوق.
فتحت له الباب بترحاب و عفوية  كعادتها و دعته ليري لوحة " الصندوق " و يعطي رأياً بخصوصها فدخل أما داخله فكان لا يود الانتظار دقيقة أخري دون التأكد من وجود الخاتم..
رأي اللوحة ف صمت تماماً، إنها حقاً فنانة فقد رسمته كأنك ستمد يدك لتلمسه و تحمله بين يديك، حتي النتؤات الصغيرة التي صنعتها الصدمات و الأتربة و الاحتكاكات، الأماكن الداكنة و الأقل لوناً كلها رُسمت ببراعة، ظهر علي عينيه الإعجاب فابتسمت ريم بفخر و قالت : مش بقولك معنديش حظ
التفت يوسف و قال : بجد شئ فوق الوصف .. كده بقي معاكي صندوق تاني فعلاً
ريم : أنا بحس إن فرشة الرسم دي بتدي روح لكل حاجه حتي الجماد
يوسف : دي مش الفرشة .. دي ايد و روح الفنان بتنطبع تلقائي علي لوحاته زي بصمة الايد .. فريدة مش بتتكرر
ريم : يااااااه .. كلام جميل و مؤثر .. انا كده هتغر
يوسف : لا خالص .. ده أقل من اللي تستحقيه .. ف يوم يمكن أطلب منك ترسميلي بورتريه و طبعا ده هيبقي شغل و كله بتمنه ..
ضحكت ريم و قالت : بس كده .. عنينا ليك .. احنا لازم نجر رجل الزبون
يوسف: هههههه بس يبقي ف اول الشهر عشان اكون لسه قابض
ريم : اشطا .. اتفقنا ..اتفضل بقي اقعد عشان اعمل ٢ شاي
يوسف : لا ملوش لزوم .. انا هاخد الصندوق و امشي عشان تعبان و عاوز أنام
ريم : لا يمكن .. انت عارفني ..  و لا مش عاوز تاخد الصندوق بتاعك ؟
يوسف : تمام ..
جلس يوسف بينما ذهبت ريم لإعداد الشاي، كان الصندوق موضوعاً علي "طقطوقة " صغيرة أمام اللوحة، نظر له لعدة ثوانٍ و لم يطيق الانتظار فنظر لريم و رآها منشغلة ف الحجرة الصغيرة التي وضعت بها ادوات جعلتها كمطبخ صغير، وقف و بدون إحداث صوت يثير انتباهها، أخذ الصندوق و جعل وجهه لأسفل ثم ضغط ع الدرج الصغير لينفتح و عندما انفتح كانت المفاجأة ... الخاتم ليس هناك!!!
بحث يوسف عدة مرات داخل الدرج الصغير، نظر بعينيه و تلمس كل مساحة الدرج بأنامله و لكنه لم يجده، احمر وجهه و عينيه و ظل يبحث في كل ارجاء المكان بغير وعي حتي خرجت ريم لتجده ع تلك الحالة، وضعت الشاي جانباً و سألته في محاولة للفهم : فيه ايه ؟ بتدور ع حاجه وقعت منك ؟!
نظر لها بغضب كسارقة تراوغ: نعم!!! انتي عارفة كويس ايه اللي ضاع ... بلاش استعباط .. طلعيه لاني مش همشي من غيرو ...
ريم : هو ايه ؟ انت بتكلمني كده ازاي ؟! اتفضل بره
يوسف : برااا ازاي يعني ؟ طلعيه بقولك و الا هبلغ الشرطة و يجوا ياخدوكي يا حرامية
ريم بذهول : مين دي اللي حرامية يا قليل الأدب .. أنا غلطانة عشان بتعامل مع اي حد و بدخل اي حد عندي .. اطلع برا يا اما أنا اللي هطلب الشرطة
يوسف : بقولك ايه متجننيش.. طلعي الخاتم بقولك !!!
ريم : روح شوف الخاتم بتاعك ده وقع منك فين و اتفضل برا لو سمحت .. قبل م تتهم الناس هات خاتم ع مقاسك بدل م يقع منك
يوسف : انتي مستمرة ف الاستهبال برضو .. بصي انا عارف انك مش بتقبضي من الرسم ده كويس و محتاجه فلوس .. طلعي الخاتم و هراضيكي
ريم في ذهول مستمر : تراضيني!!! هي وصلت لكده يا شحات !!! ياللي شقتك ميرضاش يعيش فيها غير غراب... برا بقولك و عاوز تجيب الشرطة هاتها .. انا مبخافش
فكر يوسف انه لن يصدقه احد أن قال انه كان هناك خاتم داخل الصندوق و أيضا ليس هناك دليل علي انه موجود أو علي انها سرقته، ان أبلغ الشرطة سيصنع شوشرة دون داع
قال في غضب : خلي بالك أنا همشي بس مش هسيب حقي .. ماشي؟
ردت ريم في غضب : يلا من هنا بسرعة .. دقيقة و ملقكش قدامي .. برااااا
خرج يوسف مستشيط غضباً و صرع الباب من خلفه فوقعت لوحة معلقة عليه من الخلف، ذهبت ريم لترفعها ثم قالت بضيق
ريم : خاتم ايه ده ؟!! .. بس احسن .. يارب م تلاقيه يا قليل الأدب !!!
_________________________
فتح يوسف باب الشقة ووجد علاء جالس يأكل وجبته في نهم و شهية، جلس بضيق و حزن و قال : شوفت يا علاء اللي حصل
نظر له علاء بتوقع : ايه ؟؟ قلبتك في الخاتم ؟!
يوسف بصوت ضعيف : آه ...
ترك علاء قطعة الدجاج من يده و قال : عارف المثل بتاع دبور و زن ع خراب عشه
قال يوسف : بقولك ايه أنا مش ناقص تقطيم.. كفاية ان الخاتم خلاص راح .. انا بجد مش متخيل ان بنت فنانة و بترسم لوحات المفروض تبقي أخلاقها راقية لكن طلعت حرامية.. لا و كمان طردتني و مصدقة نفسها .. ممثلة ممتازة
علاء : يا بني البنات و الستات يموتوا في الدهب و المجوهرات تلاقيها مقدرتش تقاوم
يوسف: طب و الحل ؟
علاء : بص انا ممكن اعملك محاولة معاها .. اخوفها شوية.. اصحي ضميرها اللي مات شويه يمكن ترجعه
يوسف : طب و هتقولها انت مين ؟
علاء: ملكش انت دعوة سيب الموضوع عليا بس اديني العنوان
يوسف بتفاجؤ : هتروح دلوقتي !!!
وقف علاء و استعد ثم قال  : علي طول .. اطرق ع الحديد و هو سخن
يوسف بتأمل : ياريت
_____________________________
ذهب علاء و دق الجرس ففتحت ريم و نظرت له منتظرة ان يعرف نفسه
علاء : مساء الخير
ريم : مساء الخير .. اي خدمة
علاء : مش حضرتك أ / ريم الرسامة
ريم : تمام
علاء : كنت عاوز حضرتك في موضوع خاص
ريم : موضوع خاص!! دلوقتي .. عن ايه ؟
علاء : مش هينفع ع الواقف كده .. معلش
ريم : ماشي بس ياريت بسرعة .. معاد المرسم لحد ٩ و دلوقتي الا عشرة و انا مبحبش اتأخر
علاء : تمام
تنحت ريم من أمام الباب و قالت  : اتفضل
ثم تركت الباب مفتوحاً
جلس علاء علي اول كرسي قابله
ريم : اتفضل .. ايه هو الموضوع ؟
علاء ب ريبة و قلق : بس من غير انفعال .. ياريت
ريم : انت كده قلقتني .. قول لو سمحت
علاء : حضرتك .. انا صاحب يوسف اللي...
قاطعته ريم : اممممم بتاع الخاتم ؟ جاي ليه بقي ؟ اسمع لو قولتلي الخاتم و اخذتيه انا مش هسيبك تمشي زي صاحبك.. هخليك تندم ع اي كلمة تقولها .. ايه ده !!!
علاء : لا حضرتك مش قصدي حاجه وحشة خالص .. انا بس بقول يمكن الخاتم وقع هنا و لا هنا أو يكون حد دخل عند حضرتك اخده .. مثلا؟
ريم بانفعال : أولا : المرسم قدامك اهو تقدر تدور براحتك ده لو كان وقع هنا اصلا
ثانيا : محدش خلال اليومين اللي فاتوا دخل هنا ف الاحتمال التاني ده مرفوض
علاء : طيب ممكن اقول حاجه
أطلقت ريم زفيراً طويلا ينم عن غضب : هاااا
علاء : اصل الخاتم مش هينط لوحده كده من الصندوق لازم يكون حد طلعه .. و لا ايه ؟
ريم بتعجب  : ثانية بس .. هو كان حاطط الخاتم ف الصندوق .. طب ليه ؟
علاء و قد أيقن أنه قد بدأ يخطأ، تراجع و قال : أأأأأ .. ما علينا من ليه و ازاي.. المهم ازاي الخاتم طلع من الصندوق ؟! خدي بالك ده خاتم عتيق و عزيز ع يوسف اوووي ياريت تساعدينا نلاقيه
ريم : يا سيدي احلفلك ب ايه لا شوفت الخاتم ده و لا اي خاتم من أصله ف الصندوق .. الصندوق كان فاضي.. عاوز تدور اتفضل اهو المكان كله قدامك
علاء في محاولة جديدة لاحراجها لتكشف عن الخاتم : طيب م لو فرضنا برضو انه طلع من الصندوق ف ممكن ميبقاش هنا
ريم : قصدك ايه ؟ اني اخدته و خبيته
وقفت و انفعلت بشكل كبير : أنا مش عارفة ازاي تيجو لحد عندي و تتهموني بالشكل ده
بدأت في البكاء و أكملت
ريم : أنا لا شوفت خاتم و لا اخدت حاجه .. انا عمري م خدت حاجه مش بتاعتي و لا أقبل كده ع نفسي .. تعرفوني منين عشان تتهموني .. كل ده عشان طلبت ارسم الصندوق .. طب كان يقول لا طالما حاطط فيه الخاتم الغالي عليه ده او كان أخده .. يارتني لا شوفت صاحبك ده و لا طلبت منه حاجه
انهارت في العصبية و البكاء فشعر علاء انه ضغط عليها بشكل زائد و قال : أنا آسف ... اهدي حضرتك ... أنا آسف .. خلاص اعتبري اني مقولتش حاجه .. خلاص انسي
مسحت ريم دموعها ثم نظرت له بحدة : اتفضل امشي و ياريت محدش يجيلي تاني ... براااا
تعجب علاء من تغير حالتها فجأة و خرج دون كلمة واحدة
_________________________________
عندما علم يوسف بما حدث مع علاء في مقابلة ريم أصبح عقله مشوشاً و قال : طب هي لو بريئة و مخدتهوش ... الخاتم راح فين ؟! انا هتجنن
علاء: م هو محدش شاف الصندوق و لا يعرف عنه حاجه غير انا و انت و ريم دي
يوسف : لا .. استني .. هبة شافته و هي اللي عرفت سر الدرج الخفي
علاء: طب و هبة هتعرف تطول الخاتم ازاي ؟
يوسف : ده حتي لما جت قبل م ريم تاخد الصندوق مشيتها من ع الباب .. مدخلتش حتي !!
علاء فكر  قليلاً ثم قال: لا ... في حاجه
يوسف : ايه ؟
علاء : في الليلة اللي قبل اليوم اللي ريم جت و اخدت فيه الصندوق، هبة جات و كانت عاوزة شويه سكر .. انا دخلت و جبتلها و ساعتها كنت مطلع الخاتم من الصندوق و حاطه ع الطرابيزة هنا بصوره، بعد م مشيت أنا نزلت و مخدتش بالي الخاتم كان موجود و لا لا  
يوسف بصدمة : انت بتتكلم جد؟! يعني الخاتم مكنش جوه الصندوق اصلا ؟؟
علاء: ده احتمال
يوسف : لا .. م هو لو انت طلعته و مدخلتوش و انا كمان مشوفتوش و لا رجعته مكانه يبقي فعلا الخاتم اختفي من هنا مش من الصندوق
علاء : طب م يمكن هبة مخدتهوش و ريم اللي شافته و خدته ؟!
يوسف : كده الشك بقي ف اتنين بدل واحدة ريم و هبة!!
علاء: أنا حاسس ان ريم بريئة؛ دي عيطت و عملت مناحة بعدين شكلها كيوت كده
يوسف : ياريت تكون مش هي عشان انا كمان كنت حاسس انها بنت كويسة
علاء : طيب و العمل ؟!
يوسف : لو هبة اللي اخدته .. تفتكر ممكن تكون باعته؟
علاء : لا .. معتقدتش.  أصل هتبيعه ليه و هي مش محتاجه بعدين ده قطعة نادرة كفاية تحتفظ بيه و تلبسه ف المناسبات
يوسف : طب عاوزين نفكر هنجيبه ازاي لو معاها ؟
علاء: الحل بسيط و مش محتاج تفكير .. هنزاولها
يوسف : هن ..... ايه ؟
علاء : يعني تمويه و خداع استراتيجي لتنفيذ خطة خلف خطوط العدو
يوسف : يا حضرة العميد اخلص ..
علاء: ههههههه بص .. فيه دورين
الاول : واحد فينا  هيتصل بيها و يجيبها لحد هنا بأي حجه و التاني هيبقي واقف ع السلم اول م تخرج ف طبعا هترد الباب بس مش هتقفله ف هنفتحه ببنسة و بعدين يدخل التاني يدور فالأول  بقي يشغلها و يستني رسالة من التاني انه خلص عشان يخلص معاها .. هتختار انهي دور؟
يوسف ب حيرة : اممممم لو اخترت الاولاني مش عارف هستحملها ازاي لحد م تخلص و لو اخترت التاني لا هعرف افتح الباب و لا هقدر ادخل شقة مش بتاعتي و ادور و افتش فيها
علاء: لا .. خلص يا عم هاني شاكر ... اختار اي واحد و بعدين لازم تجاهد عشان الخاتم
يوسف : خلاص هختار الاول بس حاول تخلص بسرعة
علاء: قول بس يارب نلاقيه هناك لأن لو ملقينهوش يبقي تنساه .. ريم دي لو شافت حد مننا هتعمل مصيبة
يوسف: يارب نلاقيه
_____________________________
طلب يوسف من هبة أن تأت لتعطيه ابرة فيتامينات فهي تعمل ممرضة بأحد المستشفيات، رحبت جدا و جاءت ع الفور بينما كان علاء ينفذ الدور الثاني خارج الشقة، نجح في فتح القفل و دخل و بدأ رحلة البحث اما يوسف فحاول كسب الوقت مع هبة و قال
يوسف : استني الاول هعمل كوبايتين شاي لزوم الضيافة و بعدين تديني الحقنة
هبة : ضيافة ايه ؟ هو انا ضيفة .. خليك مكانك هعملهم أنا
ذهبت هبة للمطبخ بينما أمسك يوسف بالامبول الذي أعطاه له علاء من عينات شركات الأدوية التي يقوم بتوزيعها، بعث رسالة لصديقه ليطمئن فجاءه الرد " لسه .. خليك معاها و عطلها"
عادت هبة و معها الشاي و جلست قريبة جداً من يوسف و قالت : دي حقنة ايه بقي ؟ سلامتك
يوسف : لا ده فيتامينات .. اصل حاسس اني مجهد
هبة : اممم .. امبول واحد .. ده عشان يعمل فرق لازم تاخد كورس كامل .. انا هجيلك كل يوم متقلقش
يوسف : ربنا يسهل .. اشربي الشاي الاول
ارتشفا من الشاي و هنا فتح علاء باب الشقة و دخل قائلاً : ايه ده .. مدام هبة عندنا بنفسها؟! ايه النور ده
هبة : ده نورك يا دكتور علاء .. كنت هدي الحقنة للأستاذ يوسف
علاء و هو يخرج من جيبه الخاتم : آه .. بجد وشك حلو علينا .. لقيت الخاتم بتاع خالة يوسف .. كان ضايع بقالو يومين .. تخيلي !!
تفاجئت هبة و ابتلعت ريقها من هول المفاجأة و الحرج :  امممم .. طب ألف مبروووك .. أنا همشي بقي عشان فيه اكل عن النار
علاء بضحك و تهكم : لا مفيش .. خليكي
وقفت و قالت بإحراج : لا .. انت همشي ..
يوسف : طب و الحقنة؟
اندفعت هبة نحو الباب دون أن تعلق فهي كانت تشعر و كأنما وقفت عارية أمام جمهور فالخطأ يعرينا بدلا من الستر و يفضح عيوبنا التي نخفيها عن الجميع .
كم كانت سعادة يوسف بعودة الخاتم اليه من جديد بعد أن فقد الأمل تماما، امسكه و ضاع في تفاصيله الجميلة فأعاده علاء للواقع و قال : الخاتم ده لازم يتشال ف مكان أمان مينفعش يفضل هنا تاني خلاص
يوسف : هشيله في دولابي ف الشغل.. عليه مفتاح معايا أنا بس
علاء : عشان حد يلمحه و يكسر القفل ابو ٢٠ ج و ياخده
يوسف : خلاص هحطه ف خزنة ف البريد
علاء: حلوة دي .. بكره بقي ع طول
يوسف بحزن : طيب و ريم ؟! دا احنا بهدلناها معانا
يوسف : لازم نروح نعتذرلها بكره
علاء: و انا هجيب لها بوكيه ورد .. البنات بتحب الورد و دي رسامة
يوسف : تمام .. متتخيلش ارتحت ازاي بعد م الخاتم رجعلي
علاء: ادعي للعبد لله
يوسف : ربنا ياخدك ياخي .. مش انت اللي طلعته و نسيته .. كله منك
ضحك الاثنان بقهقهات مرتفعة ثم قال علاء: الله يسامحك يا عم .. هقوم اعمل شاي بدل اللي عملاه هبة و برد ده و نكمل شوية ف القصة .. انا متشوق اعرف هيحصل ايه
يوسف : و انا كمان
_____________________________
عاد سالم لبيته أخيراً بعد عناء و انتظار، بمجرد وصوله كانت السيدة بثينة قد أمرت كل العاملين بإعداد كل ما يلزم، المشروبات الباردة كالعرقسوس و التمر الهندي و تم فتح القاعات جميعها لاستقبال المهنئين و قُدمت الحلوي بأشكالها، ارتدت السيدة بثينة ثياباً بيضاء في ذلك اليوم معبرةً عن سيرة ابنها البيضاء النقية بعد ظهور براءته، كانت عينان سالم تبحثان عن كاريمان التي كانت تحتفل هي الأخري بانتهاء تلك الأزمة، استرق النظرات بين الفينة و الأخري و كلما اقتربت من ملاحظته كان يبعد نظره بعيداً أو يتظاهر بالانشغال و الكلام حتي لا ينفضح أمره..
كشفت الأزمة التي مر بها عن كاريمان أخري ليست كالتي يعرفها، فبالإضافة لقوتها و ثقتها الكبيرة بنفسها وجد نبلاً عندما رفعت عنه الظلم و بذلت أقصي ما يمكن لكشف تلك المؤامرة، و لطفاً و رقة عندما سلمت بينيت في لحظات دون أن تفكر لئلا تتأذي بسمة لأنها تعرف أنها ضعيفة و لن تحتمل، رأي أيضاً  ذكاءً كبيراً جعلها تبحث وراء كل تفصيلة و من ثم وصلت للحل، كاريمان هذه محيرة .. تجعلك تقع أسيراً في منطقتها الرمادية، لا تعرف هل تحبها لما بها من ذكاء و قوة و نبل أم تبغضها لغرورها و كبرياءها اللذين يهزمانها دوماً، تشعر و كأن ثلثيها في الجانب الأبيض و الثلث الأخير غلبه السواد، اختلطا فأخرجا لوناً خاصاً بطعماً مميزاً، غاص سالم في أفكاره تلك مع انه كان في وسط كثيرين، لاحظت والدته تيهانه و نظراته المتلاحقة لكاريمان فتيقنت من أنه ضائع لا يعرف وجهته ..
عندما انصرف المدعوين و لم يبقي سوي ساكني البيت، ناداها سالم قائلاً : يا أميرة ... هل نتحدث قليلا في الحديقة بالخارج ؟
ابتسمت كاريمان و قالت : بالطبع ...
خرجا للحديقة فبدأ سالم الحديث
سالم : عدت حراً كما وعدتني، فعلتِ الكثير من أجلي و لا أري شيئاً كافياً أشكرك به
كاريمان : ليس هناك داعٍ للشكر فهذا واجبي .. أشعر أن وجودي في بيتك و معرفتي بك كل هذا الوقت كانا يحتمان عليً فعل هذا
سالم : أنتِ بالفعل نبيلة يا أميرة .. برغم خلافاتنا القديمة و مناوشاتنا لكنك فعلت اكثر مما يمكن
كاريمان : لا تقل هذا ... دعنا من اليوم نصبح أصدقاء و ننسي كل ما مضي و نبدأ عهداً جديداً
ابتسم سالم و لكن لم تروقه كثيرا كلمة أصدقاء و بينما هو ينظر لها بتأمل جاء احد الخدم ليعطيه رسالة ففتحها و قرأها سريعاً ثم قال لها :
سالم : اللورد دوفرين اعد حفلة عشاء في " كازينو الزهرة " غداً و هناك دعوة مفتوحة لكل من أرغب بدعوتهم فالحفل ع شرفي
كاريمان بسعادة : جيد جداً .. من المؤكد سيتمم اتفاقه معك .. سيكون جميلاً أن تتعرف عليه عن قرب فهو رجل سياسي من الدرجة الأولي و يعرف جيداً كيف تكون القيادة
تأوه سالم و قال : كل ما فعله لن ينسيني انه من سلطة الاحتلال و المحتل لا يحَب مطلقاً، تعاملنا معهم هو مجرد طريقة لتقليل الضرر ليس أكثر
أومأت كاريمان رأسها بالموافقة فقال سالم : أنتِ ستكونين موجودة بالطبع .. لا تحتاجين دعوة .. أريد دعمك بالتأكيد
قبل أن ترد كاريمان خرجت بسمة من الباب و ذهبت بالقرب منهما و لم يعجبها كثيراً الود الذي ظهر بينهما منذ بداية تلك الأزمة لكنها كالعادة ضعيفة في رد الفعل، مترددة في اتخاذ القرارات، انسحبت كاريمان لمنزل الضيوف فأشار سالم لبسمة بالقدوم إليه ليتحدث معها فذهبت ع الفور بسعادة ..
_____________________________
نظر لها سالم بابتسامة كالتي ننظر بها لطفل و قال : كيف حالك يا بسمتي ؟!
تعجبت بسمة من ربط اسمها ب ياء المتكلم  و قالت في خجل : بخير يا سيد سالم
قال لها بلطف: علمت عن قصة خطفك من قبل دارسي و حزنت كثيراً من أجلك.. الحمدلله علي سلامتك
بسمة : كان شعوراً صعباً و لكنهم وجدوني في وقت قصير .. الحمدلله عدت سالمة و الحمدلله لعودتك سالماً
سالم : هل بكيت كثيراً من أجلي
بسمة : نعم ....
سالم : ألم أقل لك و أنا سجين أنني سأعلمك شيئاً جديداً
بسمة بفضول: نعم ... ما هو ؟!
أمسك سالم بيديها فتفاجئت و توترت فقال : ستتعلمين حل المشكلات بمفردك .. أتظنين أنني لا أعلم أن لعبة القهوة آنذاك كانت بتخطيط أمي
نظرت بسمة له كقطة خائفة و افلتت يديها منه و نظرت لأسفل
اكمل سالم كلامه قائلاً : لا انكر نجاحك في التنفيذ و لكنك لم تخططين أو تجدين حلاً بنفسك .. لذا سأعطيك مهمة تحلينها و إن علمت أن احداً ساعدك سأعتبرها لاغية و سأعطيك مهمة أصعب !!
نظرت بسمة بخوف و قالت : ماذا سأفعل ؟؟
قال سالم : أبلغني أحد الخدم أن خروفاً صغيراً مرقط اللون بين الأبيض و البني قد ضاع في الأرض التي حول القصر ، عمره ثلاثة أشهر، عليك البحث عنه و ايجاده .. إن وجدتيه ف لكِ هدية ستعجبك و إن لم تنجحي فأمامك مهمة أصعب ... هل فهمتِ؟
قالت بسمة في أسى : فهمت
قال سالم : دون دموع .. دون طلب مساعدة .. دون اعتذار
اومأت بالموافقة و ذهبت ع الفور بينما ابتسم سالم من خلفها فهي جميلة في عينيه بشدة و لكن بشكل يختلف تماماً عن إعجابه بكاريمان فكلا منهما كزهرتين واحدة كالنرجس في كبرياءها و تحفظها و دفاعها عن نفسها و الأخري كالياسمين الذي يريح النفس و القلب و يحمل رائحة طيبة لا مثيل لها...
_____________________________
ذهبت بسمة للبحث عن ذاك الخروف المرقط، الأرض شاسعة و لا تعلم من أين ستبدأ لكن داخلها اصرار علي النجاح لكي ترضي السيد سالم، نظرت يمني و يسري فقررت أن تمشي حتي تكل قدماها ربما تعثر عليه تائهاً أو عالقاً ...
جاء الليل فاضطرت للعودة لكنها خالية الوفاض، طرقت باب جناح سالم فقابلها بابتسامة لطيفة كالعادة و قال : أري أنكِ لم تنجحي بعد بالمهمة
قالت بسمة: هل تمهلني نهاراً آخر غداً
سالم : نعم و لكنه نهار آخر و أخير ... أريدك غدا في المساء ان تتجهزين لدعوة عشاء كبيرة .. ستذهبين معي
قالت بسمة : و هل ستأت كاريمان هانم معنا ؟!
سالم : نعم .. وجودها مهم في ذلك المساء فهي من أحضرت اللورد دوفرين لهنا
قالت بسمة : هل سيأتي السيد إيفان؟
قال سالم بابتسامة : نعم .. لكن قصتهما انتهت فلا تحاولي نبش الماضي .. حاولي فقط النبش عن خروفنا الغائب
ابتسمت بسمة و قالت : سأجده بإذن الله و سأحصل على الهدية ..
_____________________________
علي العشاء أشار سالم بدعوة كاريمان لتتناول وجبتها معهم و بالرغم مما فعلته لسالم، مازالت السيدة بثينة تراها متكبرة و لا يروقها حنين سالم هذا و أيضاً لم تروقها بسمة فابنها في الحالتين لم يجد من تناسبه!!
جاء مؤتمن الذي يتولي مهمة رئيس العاملين باسطبلات الخيول و قال : سيدي .. عاصفة تلد الآن و تبدو متعثرة جداً
قام سالم علي الفور و ذهب إلي عندها، طبيب الخيول أتي و ظل يراقبها و يحاول تدليك بطنها و مساعدتها بينما ظل سالم قلقاً يراقب ما يحدث في صمت، بعد قليل خرجت مهرة صغيرة بلون والدتها تماما و ظن الجميع أن الأمر انتهي و لكن في حادثة نادرة الوجود جداً خرجت مهرة أخري ضعيفة قليلاً بذات اللون، تعجب الجميع لأن الخيول لا تلد توأم الا نادراً جداً لأن رحمها ليس كبيراً و لا يتسع لذلك كما أن الأجنة تهاجر داخل الرحم مما يزيد فرص اجهاضها جداً ..
تأمل سالم المهرتين الصغيرتين بديعتي الجمال، خرجا من كيسيهما و نظفتهما الأم و بدأتا التعرف علي ما حولهما ثم  ووقفتا علي ارجلهما، واحدة كانت قوية لكن عنيفة قليلا لم تقبل أن يلمسها احد سوي والدتها ذكرته بكاريمان فأسماها عِزة و الأخري ضعيفة لكنها وديعة و سمحت له أن يحملها بين ذراعيه كطفلة فأسماها أصيلة و تلك تشبه بسمة التي تجعلك تقع في حبها بوداعتها و رقتها ...
شعر أن ما يحدث بقلبه يشبه تلك الولادة فهما الاثنتين في قلبه، يحبهما و لكن كل واحدة لها داخله مكان خاص و مختلف، سأل نفسه ما هذا الذي يحدث داخله؟! اثنتين مختلفتين كالشمس و القمر في ذات الوقت ؟!! أيعقل!!!
ظل يفكر حتي أتعبه التفكير  ف نام دون أن يدري
_____________________________
فتح عينيه في الصباح فوجد أمامه بسمة حاملةً ذلك الخروف الصغير بين يديها فابتسم و قام عن مهده و قال لها : صباح الخير يا بسمتي
ابتسمت و قالت : صباحك دائما جميل يا سيد سالم .. هل رأيت ما معي ؟!
قال سالم : نعم .. وجدتيه بسرعة ؟! فكيف حدث هذا؟!
بسمة : هل اقول بصراحة ؟!
قال سالم : نعم و لكن يظهر أن احداً ما ساعدك
بسمة : ظللت طيلة البارحة أبحث و لم أجده و اليوم استيقظت فجراً للبحث و ظللت أكثر من ساعتين امشي دون فائدة فجلست و بكيت و دعوت الله أن أجده فنظرت بعيني نحو اليمين فوجدته يأكل في الحشائش فحملته و أتيت
سالم : بكيتي!!! ايضاً ... هل تعلمين يا بسمة أنكِ تأسرين القلب بعفويتك
ابتسمت بسمة و قالت : لكنني فزت بالجائزة أليس كذلك ؟!
سالم : نعم.. حتي و إن لم تجتهدي كثيراً فقد  ربحتِ و لكن الجائزة تغيرت
بسمة : لم؟!
بسمة: أمس عاصفة أنجبت مهرتين.. احداهما تشبهك، أسميتها أصيلة و ستكون مهرتك من الآن و ستتعلمين الفروسية من أجلها
فرحت بسمة كثيراً و قالت : هل أصبح لدي مهرةً الآن ؟
سالم: نعم  .. هيا بنا لترينها
________________________________
أراد سالم أن يهدي المهرة الأخري" عِزة "  لكريمان لكنه لم يجدها فقد ذهبت للخارج قليلا و لا يعلم أين ذهبت
عادت مساءاً حاملةً الثوب الذي خاطته لها مدام بيلين و بعض الأغراض الأخري التي اشترتها، قال لها انه يريد التحدث معها فقالت : لا يجب أن نتأخر ع حفل اللورد فهو مقام ع شرفك كما أنني لدي مفاجأة لك .. ساقولها لك هناك ..
ابتسم سالم مفكراً ما عسي أن تكون تلك المفاجأة فابتسم و قال : متفقين
دخل لجناحه ليرتدي بذلة مناسبة للحدث و حذاءا من تلك التي كاملها اسود و في الامام بها جزء أبيض اللون، منديل و ربطة عنق و عطر جذاب، منظر بهي ظهر به ذلك الرجل تاجر الجمال ..
اما بسمة فارتدت ثوب أبيض اللون، طويل يلامس الأرض، ظهرت ب طلة ملائكية...
حضرت أخيراً كالعادة كاريمان في ثوب بلون ازرق يُظهر رجليها بمقدار كفٍ واحد، حذاءا أبيضاً و حقيبة بيضاء، سلبت عقل سالم عندما رآها ...
_____________________________
عندما وصلوا لمكان الحفل، كان اللورد دوفرين في استقبالهم، رحب بهم و أشار لبسمة و قال
اللورد : أيتها الفتاة الجميلة .. هل أنتِ من اختطفوكِ؟!
قالت بسمة : نعم ...
اللورد : سررت لعودتك سالمة
جلس الجميع ع طاولة واحدة و بدأت الموسيقي لافتتاح الرقص فدعا اللورد دوفرين بسمة للرقص فاشارت بأنها لا تتقن الرقص فأشار لكاريمان فوافقت و بدأت رقصتهما، وصل إيفان و رأته كاريمان يلقي التحية ع سالم و بسمة ثم جلس في طاولة أخري ليتجنبها و لم يكتف بل تجنب أن تلتق عيونهما مع انه كان يراقبها أثناء الرقص
انتهت الرقصة الاولي و أتي اللورد و معه كاريمان ليجلسا فقال سالم : هل نرقص رقصة معاً يا أميرة ؟ فاشارت بالموافقة
بدأت الرقصة ووضعت كاريمان كفها الصغير في راحة يده الكبيرة و يده الأخري وضعها ع ظهرها
قال لها برقة : هل ستقولين مفاجأتك اولاً ام اقول انا ؟
كاريمان : هل لديك انت أيضا مفاجأة لي؟
سالم : نعم .. أانت فقط تصنعين المفاجأت !!
كاريمان : ما هي اذن ؟
سالم : قولي انتي اولا .. كما يقولون النساء اولا
ابتسمت هي و قالت : هل تعلم لماذا خرجت اليوم من البيت ؟!
سالم : ألم تكوني تتجهزين للحفل؟!
كاريمان : نعم و لكن قمت بعمل آخر
سالم : تري ما هو ؟!
كاريمان : ذهبت للورد و تحدثت معه في مشروع جديد سيساعدني في اصلاح اخطائي
سالم بغرابة : مازالت لا أفهم؟
كاريمان : أتذكر يوم قلت لي أنني أحب نفسي و كبريائي و لا أفعل شيئاً من اجل أحبتي و هكذا
سالم : نعم و لكنني كنت مخطئاً فأنت.....
كاريمان : لا .. بل كنت محقاً و ها أنا احاول اسعاد أحبتي لعل المياة تعود للتدفق و الجريان بيني و بينهم
زادت حيرة سالم فقال : ماذا قلتِ ل اللورد؟
كاريمان : سأحقق حلم إيفان
صدم سالم حتي النخاع فقد ضربه ذكر اسم إيفان ضربة موجعه مدوية أراد أن يخفي أثرها فقال : و ما هو حلمه ؟
كاريمان : سنقيم مشفي كبيراً يديره هو بدلا عن تلك العيادة القديمة المهترئة و سأتولي أنا الإدارة المالية لأكون معه .. بالطبع قدمت اغراءا كبيرا و هو التمويل المالي لكن السماح و التراخيص ستكون مهمة اللورد
هز سالم رأسه محاولا إظهار سعادته الكاذبة و قال : و هل سيقبل إيفان؟!
كاريمان : لا أعرف لكنني ارجو منك أن تساعدني في اقناعه حتي لنعود فقط  للتحدث لانه يرفض حتي أن يحدثني
سالم : و تلك كانت مفاجأتي .. سأحاول الصلح بينكما
كاريمان : لا استطيع أن اعبر لك مدي سعادتي .. هذا اللطف و الكرم معتاد منك
انهي سالم الرقصة و عادا للطاولة فقالت له بسمة بصوت منخفض : أتمني لو تعلمني الرقص عوض عن الفروسية
نظر لها سالم و هو لم يستوعب بعد أنه أخذ الرفض الثاني حالا من كاريمان التي كلما كان ع بعد خطوة منها أرته انه ع بعد أميال و لكن هل سيقبل إيفان بالعرض و هل حقاً سيصلحهما سالم الذي استفاق ع ضربة موجعة؟! و ماذا ستتعلم بسمة  
الرقص ام الفروسية ؟!
انتظروا الإجاب

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 3 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
مــــعدل النشـــــــاط : 1005
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل التاسع عشر    الصندوق السحري - صفحة 3 Emptyالسبت يوليو 27, 2024 5:16 pm


الصندوق السحري
الفصل التاسع عشر
عندما عاد سالم من الحفل و أبدل ملابسه و من ثم اختلي بنفسه ع مهده، تذكر ما دار الليلة بدايةً من ذلك اللورد السياسي البارع الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، استغل ما فعله دارسي لصالح خطته و أدار الموقف بدبلوماسية واضعاً يده في يد سالم ليضمن تأمين غذاء جنوده و كم يؤلمه أنه أُجبر علي ذلك الاتفاق ثم مروراً بالأميرة التي أطلقت السهام ع قلبه للمرة الثانية و فوق ما فعلته فهو مضطر ليقوم بدور المصلح بينها و بين حبيبها، تأوه بألم ثم شعر برغبة في رؤية توأمي عاصفة، نزل إلي أسفل ثم إلي الاسطبل و جلس أمام عِزة،نظر لعينيها القويتين رغم ان عمرها يومين كان يلومها بعينيه كما لو كانت كاريمان، ود لو استطاع قول الكلام الذي أراد قوله لها ..
تخيلها امامه مباشرةً و قال لها : لا تفعلي .. لا تعودي له، جهدك الذي تبذلينه لأجله ربما كنت لن تحتاجينه لو نظرتِ لي، لو رأيتني بعين الحب حتي عندما ساعدتينني كان ذلك بدافع انساني ليس إلا ...
استفاق من لحظة انكساره هذه و قام و نفض عنه روح الهزيمة التي لا يقبلها ثم قال لنفسه بصوت مسموع : من تلك حتي تكسرني، عد لرشدك و صوابك.. انت سالم الذي تهتز لها مقامات و قمم .. ليس هذا انت .. قم و انفض عنك هذا الانهزام .. لا يليق بك
عاد إلي مضجعه و غفي بصعوبة شديدة بعدما حاول تخفيف وطأة ما حدث علي نفسه و تهوين ما هو موكل للقيام به، كبرياءنا قد يمنعنا من إظهار الضعف أو الألم لكن جسدنا حتماً سيعبر بطريقةٍ أو بأخري
_____________________________
انتهي فصل " لا تفعلي " علي ألم سالم العميق و هنا أغلق يوسف الكتاب فقال علاء متهكماً كعادته : سالم ده كل ما يقرب من كاريمان تقوم لطشاه قلم و ياريته بيحرم
يوسف ب حيرة: أنا بفكر ف حاجه تانى... تفتكر ريم دي نتاج سلالة مين ؟؟ إيفان و كاريمان و لا سالم و كاريمان ؟!
علاء : اممممم .. هي عينيها خضرا ع رمادي كده .. ممكن يبقي إيفان و كاريمان ؟!
يوسف : دي هتمسح بينا البلاط بكره .. ربنا يستر
علاء : حقها .. بص احنا نجهز نفسنا اننا نستحمل و بعدين بعد الصلح ممكن نستفسر منها
يوسف : تمام .. يلا بقي نوووم عشان بكره قدامنا يوووم طويييل
تثاءب علاء و قال : يلاااا
اتفق علاء و يوسف صباحاً علي أن يلتقيا بعد العمل أمام الجريدة التي يعمل بها يوسف ليذهبا معاً لريم، كانت السادسة مساءا تقريبا، تناولا وجبتين من " الكشري " ليملئا بطنيهما أولاً ثم ذهبا لشراء باقة ورد،من محل صغير لبيع الورد اسمه "كشك السعادة " وقف علاء ليحسب في عقله ميزانية الباقة فسأل الفتاة التي هناك : بكم الوردة لو سمحتي؟
البائعة : الوردة الحمراء البلدي ب ٢٥ و البيضا ب ٢٠ فيه ورد ياسمين و اورنفل ب ١٥
علاء : مممم و انتوا كبنات تحبوا ورد ايه ؟
البائعة: كل بنت ليها ذوق مختلف
علاء : مممم طب بصي اعمليلي بوكيه يعمل ١٥٠ ج بس يكون حلو كده .. كتري من الورد ابو ١٥ بقي و ظبطيه ع ذوقك
يوسف : ياخي ده هيبقي مش مكمل ١٠ وردات .. ارحمني .. بصي يا آنسه حطي ب ٥٠ وردتين من الأحمر البلدي و خمسة من الورد الأبيض و ٥ وردات ياسمين
علاء باعتراض: كده فيه زيادة ٧٥ ج مين اللي هيدفعهم
يوسف: أنا.. ادفعهم و اول الشهر ابقي خدهم .. يا ساتر عليك
علاء: يعني بصرف عليك عشان خاطر صندوقك ده و رايحين نصالح واحدة منعرفهاش عشان صندوقك برضو و ف الاخر مش عاجب ...
ضحكت البنت و هي قاربت ع الانتهاء من تنسيق الباقة ، صنعت " فيونكة " من شريط حرير أحمر و قالت : اتفضلوا .. حطيت وردتين زيادة كادو من المحل
امسك يوسف الباقة و قال : شكرا ...
دفع علاء الحساب و مشيا باتجاه مترو الانفاق، في الطريق قال علاء: المفروض انا اللي دافع يبقي انا اللي امسكه
يوسف : ههههههه ياض انا صاحب الخاتم اللي هو سبب المشكلة . اسكت بقي
علاء: ماشي يا عم
علي باب المرسم دق علاء الجرس بينما وقف يوسف ممسكاً بباقة الورد في وضع الاستعداد، فتحت ريم و عندما رأتهما أغلقت الباب في وجهيهما و صرخت : امشوا من هنا احسنلكم
دق علاء الجرس بشكل متتالي ثم طرق الباب عدة طرقات و قال بصوت عالي : افتحي يا أستاذة ريم احنا جايين نعتذر
يوسف : احنا لقينا الخاتم.. آسفين بجد
فتحت ريم الباب و نظرت لهما بلوم مختلط بنشوة الانتصار : قولتلكم مخدتش حاجه.. شوفتوا
يوسف : طب اتفضلي الورد
ريم : ازاي يعني .. دا انت قولتلي يا حرامية و فتشت المكان كمان
يوسف : طب م انت قولتيلي يا شحات و قولتيلي شقتك محدش يعيش فيها غير لو غراب !!!
نظر علاء لريم ثم لنفسه و قال : غراب!!! مقبولة يا أستاذة
يوسف : لو سمحتي أقبلي اعتذارنا.. ننسي بقي كل اللي حصل خالص
ريم : ممممم ... بسهولة كده
علاء : امال ازاي؟!
فكرت ريم ثم نظرت ل يوسف و قالت : هات الورد ده
أخذته ووضعته ع طقطوقة قريبة بالداخل ثم عادت و قالت : عندي معرض انهارده .. هقبل اعتذاركم لو ساعدتوني
علاء : نساعدك ازاي ؟! هنشيل اللوحات !!
ريم بتهكم : لا طبعاً .. فيه عربية شحن مخصوصة هتيجي تاخدهم بس انا عاوزاكم توقفوا معايا ف المعرض و تتأملوا ف لوحاتي. تلفتوا النظر يعني، يمكن المبيعات تزيد
علاء بأسي : تسويق برضو .. اخلص من الشغل يطلعلي ...
ريم : ايه ؟!
يوسف : تمام .. مفيش مشكلة بس أيا كانت النتايج هنبقي اتصافينا.. تمام ؟
ريم : تمام يا سيدي
علاء : امتي بقي ؟
ريم : علطول اهو .. العربية هتوصل حالا و احنا وراها
_____________________________
في المعرض وقفت ريم و معها علاء و يوسف من السابعة حتي العاشرة مساءا و لم يتم بيع سوي لوحتين بالرغم من دقة و روعة التفاصيل و تداخل الألوان لكن مرتادي المعرض اعتادوا البحث عن لوحات موقعة لرسامين معروفين و ريم بالطبع لا يعرفها احد
عند جمع اللوحات قال علاء : معلش بقي الرزق النهارده ع قده بس ربنا يوسع رزقك
ضحكت ريم و قالت : لا بالعكس .. ده كويس جدا .. فيه معارض كتير مكنتش ببيع لوحات خالص .. وشكم حلو عليا .. هعزمكم ع سندوتشات بالمناسبة السعيدة دي
وقف علاء متعجباً لكونها ستحتفل ببيع لوحتين ب ألف جنية بينما قال يوسف : ده واجب علينا
علاء : يا عم انت مفلس اصلا ههههه
ريم : يادي الفضايح .. بصوا هنجيب سندوتشات سجق و كبدة و ناكلهم ع اي قهوة بلدي و محدش يستغرب .. ده مزاج عندي .. شغال؟؟
ضحك علاء و قال : شغال .. و كمان عاوزين نتكلم معاكي ف حاجه كده
ريم : ماشي .. يلا
_____________________________
بعد تناول السندوتشات طلب الثلاثة ثلاث أكواب من الشاي، قال علاء بعد الرشفة الأولي
علاء : هو ممكن أسألك سؤال يا أ ريم ؟
ريم : أستاذة ريم ايه بقي .. خليها ريم .. اسأل ؟
علاء : ماشي .. هو انتي اسمك ايه بالكامل
ابتسمت ريم و قالت : ليه ؟
يوسف : اصل بصراحة عاوزين نربط بين احداث القصة و بين المكان اللي لقيناها فيه يعني بيت جدك
ريم : أه .. انا اسمى ....
علاء : استني ... ملوش لزوم
يوسف : ليه؟!
علاء : ده جدها من الام يعني مش هنوصل منه لحاجه
ريم : صح .. هم بتوع علمي علوم كده .. ناس لماحه
علاء : أي خدمة .. بس اسم جدك والد مامتك ايه بقي ؟
ريم : جدو اسمه أمين رشدي مراد
علاء : مراد؟!
يوسف : يكونشي جدك كمان يقربلهم من الأم؟
ريم : جايز برضو ..
يوسف : طب هنعرف ازاي ؟
ريم : ممكن اسأل ماما بس اقولها ايه ؟
علاء: عاوزين اسم جدة جدك يعني مرات جدو مراد
ريم : أنا هسألها بس تفتكر هتعرف .. ده جدتي لو كانت عايشة مكانتش هتعرف برضو .. ده فرق أجيال!!
يوسف : بصوا .. ايه رأيكم نروح السجل المدني و نطلب البيانات دي
علاء : هنقولهم ايه ؟
يوسف : ريم تقولهم أنا عاوزة بيان او قيد عائلي لوالدتي
ريم : لا يبقي تستنوا بقي لما اقول لماما و أقنعها .. بالمناسبة .. عاوزة اشوف الخاتم اللي قلبتوا عليه الدنيا ده
يوسف : للأسف وديته خزنة أمانات امبارح
فتح علاء تليفونه و اعطاه لها : استني انا صورته ..
نظرت ريم للخاتم و قد اخذها منظره البديع فصمتت تماما
ابتسم يوسف و قال : يستاهل مش كده ؟
أعادت ريم التليفون لعلاء و قالت : جدا ... مليان تفاصيل .. ده شغل يدوي قديم جداً ابعتلي الصور بتاعته كلها لو سمحت .. عشان هرسمه
يوسف : ممكن ابقي اجيبهولك ترسميه
ريم : لا ياعم خليه ف مكانه .. انا هرسمه من الصور بدل م يضيع تاني و هتشوف بقي هيطلع جميل و حقيقي قد ايه
يوسف : أنا واثق من النتيجة من قبل حتي م تبتدي
ريم : طيب همشي بقي عشان اتأخرت .. سلام
_____________________________
عادا لشقتهما فأمسك يوسف بالكتاب ليقرأ قليلا قبل النوم بينما ذهب علاء للنوم علي الفور بعدما وعده يوسف ان يقص عليه ما قرأه غداً
كان قد توقف عند نهاية الفصل الرابع و في الصفحة المقابلة كانت هناك صورة لشاب أبيض اللون، عريض البنية ذو شارب رفيع و ملامح صغيرة بأنف معقوف ممسكاً ب ورقة من أوراق اللعب من تلك التي يقامرون بها تحمل رقم ٧، تظهر علي الرجل الفخامة لكن عيناه زائغتين كمتلاعب أو مراوغ ... طوي يوسف الصفحة في شغف، يريد أن يعرف من هذا الشخص فوجد الإجابة أمامه في اسم الفصل في الصفحة التالية
٥- عزيز
في صباح اليوم التالي للحفل الذي اقامه اللورد دوفرين، رآها سالم تنزل عن الدرج في حماس و سعادة و في يدها خطاب ، وقفت مقابله و قالت : متي ستنفذ وعدك و تأت لي بالموافقة؟
سالم : أري أنكِ متعجلة قليلاً يا أميرة .. لم نكمل يوماً واحداً بعد ..
رفعت كاريمان الخطاب و اشارت : نعم ... لن اخفي عليك فقد كتبت خطاباً لأبي عندما فتحت عيناي صباحاً ليرسل لي القطع النقدية لنبدأ في أقرب وقت و ها هو دورك لتقنع إيفان بالتعاون معي
سالم ببرودة : لا تقلقي يا أميرة .. سأبذل ما في وسعي، سأحل الموضوع
كاريمان : يا ليت .. اتمني
غادرت كاريمان من أمامه بينما ضغط سالم شفتيه للداخل بامتعاض

بعد الافطار أرسل سالم مرسالاً لإيفان في المشفي يبلغه بدعوته علي طعام الغداء ثم ذهب ليجلس قليلاً في الحديقة فأتت والدته لتجلس بجواره و قالت
السيدة بثينة: ماذا بكَ يا بني .. لماذا أراك غير سعيد برغم خروجك من أزمة كبيرة؟
سالم : أشعر كأنني تائه داخل نفسي، كلما اصلحت المركب و أقمت الشراع أتت الريح العاتية و هشمته تهشيماً و عدت أغرق من جديد
قالت السيدة بثينة بأسي : تلك الفتاة أردتك قتيلاً منذ زمن .. اعرف ان بسمة لا تستطيع تعبئة فراغ الأميرة لذا يمكنك التراجع، هي بسيطة ستبكي قليلا ثم ينتهي الأمر
سالم : لا يا أمي، لن أتركها .. أشعر أنها تنتمي لي الآن .. احتاج فقط لبذل بعض الجهد كي اقترب لها أكثر و أزيل ذلك التشويش من داخلي
السيدة بثينة : أخشي أن تكون مخطئاً .. ربما لست بحاراً و الشراع و المركب ليسا مناسبان لك، انزل علي اليابسة و ابن بيتاً و اترك البحار
سالم : ربما تكون بسمة تناديني من تلك اليابسة فهي مثلي لا تجيد السباحة
السيدة بثينة : طالما تحبها و متمسك بها هكذا فلماذا أراك معذب؟!!!
سالم : البحر و البر يتصارعان داخلي لكنني أعدك، سأنتصر و أعود لليابسة قريباً جداً
أتت بسمة فأوقفت حديثهما فأخذها سالم لتلقي أولي دروس الفروسية ...
_________________________________
أمسك سالم يدها في طريقهما للاسطبل و نظر لها مبتسماً و قال
سالم : هل تعرفين شيئاً عن الفروسية يا بسمة ؟
بسمة : قليلا ...
سالم : مثل ماذا ؟
بسمة : الخيول أصيلة ووفية و كنت أري من قبل انهم يكافئون الخيول بمكعبات السكر
ابتسم سالم و قال : جيد جدااا ..و لكنني سألت ماذا تعرفين عن الفروسية و ليس الفرس؟!
نظرت بسمة بوداعة كعادتها : لم اركب علي فرساً قط فلا اعرف غير ما قلت ..
وصلا فأشار سالم لأحد الموجودين و قال :احضر لي عصفور
فأخرج فرساً غاية في الجمال و الرشاقة
سالم : هذا اكثر خيولي وداعةً و طاعة لذا ستتعلمين عليه .. المعلومة الاولي : يجب أن تكون هناك علاقة شخصية تربطك بالحصان كي تصبحي جزءا منه عندما تمتطين ظهره
بسمة : كيف ؟!
قربها سالم للحصان و قال : تربتين علي ظهره ، تنظرين له بحب، تطعمينه سكر كما قلت و لكن بحذر
ربتت بسمة علي ظهره ثم نظرت ل سالم بحب شديد و ثبتت نظرها عليه فضحك و قال : تنظرين له هو بحب .. انت الان تنظرين لي انا
خجلت بسمة و قالت : لم اقصد ..
رد سالم : بسمة .. أحببتك دون أن أشعر و أراكي جزءا مني بعد الآن فلستِ بحاجه لفعل شئ يجذبني
رأتهما كاريمان من بعيد واقفين إلي جانب عصفور، نظرت لعدة ثوانٍ ثم عادت لمنزل الضيوف
_____________________________
تناول إيفان الغداء و جلس مع صديقه وحدهما في قاعة الرجال، عرض عليه مشروع المشفي الذي ستموله كاريمان و ستشرف عليه الحكومة البريطانية و هو سيتولي تشكيل الفريق الطبي إن قبل
إيفان: هل كاريمان طلبت منك أن تعرضه عليّ؟
سالم : نعم ... هي صاحبة الفكرة .. سيكون المشفي خيري لخدمة الأهالي و محاربة الاوبئة
إيفان: أنت تعلم أبعاد الموضوع و ما حدث .. لا استطيع القبول و تجاهل كل ماحدث !!
سالم بارتياح: اذن هل أبلغها برفضك
إيفان: قد لان داخلي تجاهها قليلاً بسبب ما فعلته في أزمتك، هي ليست سيئة لكنها مغرورة قليلاً ..
سالم : ممممم .. انت محق و لكن ماذا قررت ؟!
إيفان: لا أعرف.. اعطني رأيك ؟
سالم بمكر : ضعها في اختبار يظهر محبتها لك و في الوقت نفسه تصلح ما حدث
إيفان: كيف ؟!
سالم : سأقول لها أنك ستوافق لكن شرطك الوحيد هو أن تصلح أمرها مع سيمون لأنك لن تتجاهل ما حدث مع اختك و تقبل بالعمل
إيفان بغرابة : كاريمان !!! تصلح الأمر و تعتذر لسيمون !! لا اعتقد ابدااا
سالم : هذا هو اختبار محبتها الحقيقي .. صدقني
إيفان فكر مليا ثم قال : أنت محق .. اما توافق و تصلح ما أفسدته و يعود كل شئ و إما يغلق ملف الحب و العمل دفعةً واحدة
ابتسم سالم و قال : جيد .. سأبلغها و سنري النتائج
إيفان: سأنتظر من الآن ....
أدرك سالم أن نفسه تغلبت عليه و حاول بنصيحة ماكرة وضع حجر عثرة كبير أمام كاريمان .. تري ماذا ستفعل؟!
_____________________________
في المساء دعاها للجلوس في الحديقة، تبع ذلك الطلب حملقة عينى بسمة بغير رضا، ابتسم لها سالم ثم اصطحب كاريمان للخارج، قص لها ما اتفق عليه مع إيفان و كأنه مجرد راويٍ للحديث، إدعي البراءة و الحياد و ترك كاريمان حائرة تفكر في شرط إيفان فهي تحبه حقاً و لكن وضعها كأميرة منذ ولادتها جعلها دوماً تسمع الاعتذار لا أن تطلقه ...
قضت طيلة الليل في التفكير آخذةً الممر الطولي الذي بجانب مهدها ذهاباً و إياباً عدة مرات ثم تمددت و نظرت للسقف إلي أن عرفت ماذا ستفعل فأغمضت عينيها لتنام براحة ...

في الصباح بعثت رسالة في يد أحدهم للمدرسة التي تعمل بها سيمون، فتحت سيمون الرسالة و أثارها المكتوب بها، في آخر الرسالة كُتب " إن قبلتِ فهذا هو الموعد .. الرابعة عصراً في كازينو الزهرة " ، عقدت النية على الذهاب و عندما دقت الرابعة كانت هناك، جلست تنتظر في هدوء و اثارها الفضول نحو من دعاها لهنا و قدم لها هذا العرض، بعد أقل من عشر دقائق وجدتها قبالتها .. انها بالطبع .. كاريمان!!
تفاجئت و سألت بعينيها فجلست كاريمان و قالت لها : أنا اللي بعتلك الرسالة ..
قالت سيمون بغضب : هل بعد اهانتي تعرضين علي عملاً ؟!!!
كاريمان في هدوء : سيمون .. هل نتحدث بصراحة
سيمون : ماذا لديك لتقولين؟
كاريمان : هذا العرض سيغير من حياتك كثيرا .. ستصبحين مساعدتي الشخصية و ستحصين القطع الذهبية لتفعلي كل ما تودين .. لن اهاجم ابدا بل سأساندك و سأحميك و ستنتهي عداوتنا للأبد
تساءلت سيمون : في مقابل ماذا؟!
كاريمان في ود : شيئان بسيطان .. الاول : ستقولين لأخوكِ انه تم الصلح بيننا و اننا تبادلنا الاعتذار و تصافينا
سيمون بتعجب: و الثاني ؟
كاريمان بابتسامة : ستتوقفين عن تعطيل زواجي بأخيكِ سواء بالقول أو الفعل
سيمون : دعيني افكر
كاريمان بتعالي: أمامك حتي أنهي قهوتي .. إن لم تقبلي فلدي بدائل أفعلها
سيمون : وافقت
ابتسمت كاريمان و صافحت سيمون التي لطالما اغرتها النقود حتي و إن كانت في الكفة المقابلة .. كرامتها !!!
وقفت كاريمان استعدادا للذهاب ثم قالت لها : أدعوك لتناول الإفطار معي غداً صباحاً ... ما رأيك ؟!
اومأت سيمون بالقبول و انصرفتا الاثنتان تباعاً
________________________________
كم كانت مفاجأة الصديقين عندما علما بانتهاء الخلاف و إقامة معاهدة السلام !!
نفذت سيمون الاتفاق كما ينبغي و أبلغت أخيها من المساء اما سالم فمفاجأته كانت في الصباح عندما أخبرتهم أنها ستتناول افطارها في منزلها لقدوم ضيفة ستكون مساعدتها الجديدة في أعمالها هنا، عند سؤاله من و سماعه الجواب .. وقف الطعام في حلقه لأن كاريمان تخطت سيمون كمن يزيل ذرة تراب لحقت بقميصه النظيف!!!
قال لنفسه : ليتها لن تكن ذكية لهذا الحد!!
قالت له قبل أن تنصرف : بقي عليك ترتيب جلسة عمل تضم أربعتنا لبدء التحضير لاقامة المشفي و لكن في أسرع وقت ..
أومأ لها بالموافقة ثم شرب كوباً كبيراً من الماء في مرة واحدة ليبتلع فشله حتي عندما حاول أن يصبح ماكراً ثم قام عن المائدة فيكفيه ما أكله من أخبار !!
_____________________________
في الاجتماع الاول الذي أقيم لإنشاء المشفى أراد سالم الانسحاب قائلاً : قد نفذت أمر الوساطة جيداً و الآن سأغادر فمنعته قائلة : كيف تغادر!! نحن بحاجه كبيرة لك في هذا المشروع فلا احد يستطيع مساعدتنا بأفكاره و خبرته هنا مثلك.. من فضلك ابق معنا
جلس سالم لانه لم يشأ ردها أو ربما رغب قربها أو مراقبتها، ربما هو نفسه لا يعلم لماذا وافق رغم قراره الصائب بالابتعاد
كان الصديقان لا يصدقان ما يحدث فسيمون جنبا إلي جنب مع كاريمان و كأن ما حدث كان خبراً كاذباً و ليس حقيقة شاهداها بعيونهما، اختلفت مشاعرهما فسالم محبط اما إيفان فمنتشي ..
تبادل إيفان و كاريمان النظرات و بدأ خيطاً جديداً من الود يُرسم بينهما و كل هذا أمام العاشق الصامت الذي احتقنت عروقه فانسحب سريعاً
في نهاية الجلسةقرروا شراء مبني مقام لاستغلاله كمشفي بدلا من اضاعة الوقت بالبناء و هذه أول خطوة كانت تنتظر حضور المال
_____________________________
انسحبت سيمون مسرعة لعملها بينما بقي العاشقان في المنزل يحملقان ببعضهما ثم يبتسمان حتي قال إيفان: أشكرك يا كاريمان لتطييب خاطر سيمون لأجلي .. لن أنسي ذلك ما حييت
كاريمان في رقة: ليتك تعي قيمتك عندي
رد إيفان: النيران التي اشعلتها بقلبي لازالت موجودة .. حاولت اخمادها كثيراً و لم استطع .. كُسرت منكِ و لكن ما فعلتيه أعاد لعلاقتنا وهجها..
كاريمان : كان صعباً جداً ما حدث بيننا لكننا تجاوزنا
إيفان: ليت الوقت لا يمر عندما نلتقي
كاريمان : هل انت مجبر علي الذهاب ؟
إيفان: نعم .. لكنني لن أترك مساءا أو صباحا دون لقاء بيننا
كاريمان : سأنتظرك دائما..
ذهب إيفان و ظلت كاريمان تنظر خلفه حتي اختفي تماما و أصبح نقطة سوداء صغيرة ...
________________________________
جاء إيفان مساءا مرةً أخري حاملاً نوع خاص من الشيكولاته التي أحضرها معه من الجنوب الفرنسي، أعد أحد العاملين قهوتهما المرة ليستمتعان بها مع قطعة من الشيكولاته اللذيذة هذه...
قضيا مساءهما معاً في تناغم و تقارب بينما انتظرته كاريمان أن يقول ذلك الاعتراف الثمين في كلمة واحدة معروفة لكنه لم يقل، حتي عندما تقدم لطلبها في حفل عيد الميلاد لم يقلها و هذه الليلة أيضاً مرت دون ذاك الاعتراف ..
نظر لعيناها بحب و توقعت في تلك اللحظة سماع ما تنتظره لكنه قال : من المؤسف انه حان وقت الرحيل .. تصبحين بخير يا كاريمان
ردت بخيبة امل : و انت من اهل الخير
____________________________
في الصباح ناداها احد الخدم لتستقبل ضيفاً أتي لها خصيصاً فظنته مرسل من والدها بالمال الذي طلبته لكنها فوجئت مفاجأة كبري .. إنه عزيز ... أخيها !!!
تري لما أتي بنفسه ليسلمها المال؟ ما نيته ؟! و ماذا سيكون اثره في محيط كاريمان ؟! هل سيحمل مشكلات ام بداية مختلفة ؟؟ ماذا سيحدث بين كاريمان و بسمة في منافستهما الجديدة ؟! و هل سيقول إيفان تلك الكلمة المنتظرة قريباً أم لا ؟


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 3 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 151
مــــعدل النشـــــــاط : 1005
آوسمتي
نجم الاسبوع
نجم الاسبوع
>



الصندوق السحري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل العشرون   الصندوق السحري - صفحة 3 Emptyالسبت يوليو 27, 2024 5:20 pm


الصندوق السحري
الفصل العشرون
ظهر التفاجؤ علي كاريمان و لم تخف دهشتها عندما قالت : عزيز!!
ابتسم لها عزيز بود و قال : كاريمان .. عزيزتي .. كم اشتقت لكِ
أقبل عليها و اخذها في حضنه و هي لازالت لا تفهم ما يحدث
كاريمان : و انا أيضاً اشتقت لك و لكن !! لست معتاداً علي ترك أسفارك و أصدقائك!!
جلس عزيز و قال : سمعت أبي يتحدث عن إرسال الأموال لكِ من اجل مشروعك الجديد و كان سيرسلهم مع عوف فأحرقتني لهفتي عندما سمعت أخبارك فاقترحت عليه المجئ بدلا عن عوف
مازالت كاريمان تشعر بالغرابة فقالت : و هل وافق أبي بتلك السهولة ؟!
ضحك عزيز كمن يضحك لازالة الحرج و قال: بالطبع لا .. عوف موجود بالخارج فهو كان رفيقي في الرحلة
أشار ل زكيبتين من المال و قال : منصور بك الراعي لا يرد لكِ طلباً أما أنا فحدث و لا حرج !!
ردت كاريمان باعتراض: ربما عليك أن تفكر بالأسباب التي أوصلته لتلك النقطة قبل أن تتهمه بالتمييز !!
رد عزيز في اعتراض قائلاً : و هل أموال عائلتنا الطائلة مخصصة فقط لمن يرضي عنهم منصور بك .. ما الفرق بين صرف الأموال في مشفي خيري في يدك و بين صرفها في رحلاتي و اسفاري بيدي انا ... أنا أري أنه في الحالتين هي ليست تجارة رابحة !!
كاريمان : الآن علمت انك لم تأت لتزيل الشوق بل كي تجادل و تعاند و تجعل كفتي و كفتك متساويتان و هذا ليس حقيقياً فهل تتساوي مساعدة الناس و الحفاظ علي صحتهم بنفقاتك علي رفاهياتك التي لا تنتهي .. هل تدري كم أنفقت منذ عشر سنوات حتي الآن .. هل تعي الرقم أم لا؟!
ضحك عزيز باستهزاء و قال : هل تظنين أنني أحمق؟!! أعلم جيداً أن وراء قصة المشفي ذلك الطبيب الفرنسي الوسيم فأنا لست نائم أو واهم مثل والدك !!
فاجئها كلامه فتوترت و قالت : ما هذا الهراء الذي تقوله، من ادخل تلك الأكاذيب في عقلك ؟؟!
استمر عزيز في سخريته و قال: إن لي مصادري و طرقي الخاصة، لا تظنين أنني بعيد عما يحدث هنا
زاد توتر كاريمان فقالت له : و إن فرضنا جدلاً صدق روايتك .. ما غايتك من رمي تلك القصة في وجهي الآن.. قل بصراحة لمَ أتيت ؟!
قال عزيز بوجه ثابت : شيئان...
كاريمان : ما هما؟
عزيز : الاول : اريد عُشر هذا المبلغ فقط .. كي تعرفي كم أنا شخص قنوع
كاريمان بضيق : و الثاني ؟
عزيز : أبقي هنا معكِ مدة من الوقت حتي أشعر برغبة في العودة للقصر مرة أخري
كاريمان : و إن لم أقبل ؟!
عزيز : اممممم .. أقول لأبيك عن السبب الحقيقي وراء مشروع المشفي و اعيق اكتماله هنا بكل قوتي ثم أنني لن أضرك بوجودي .. اطمئني .. أنا فقط اعاني من قلة المال بسبب أبينا العزيز و سأبقي هنا ريثما أريح أعصابي .. ليس أكثر!!
تنهدت كاريمان بغير اقتناع و قالت : لي شرط واحد لأوافق .. بدونه لن أوافق مطلقاً
عزيز: ما هو ؟
كاريمان : من الذي ينقل اخباري لك من هنا؟!
ضحك عزيز بشدة و صوت عالي و قال : المشكلة أنكِ لن تصدقي !!
زاد انفعال كاريمان فقالت : قل سريعاً .. لا وقت لدي لفكاهاتك !!
عزيز باستفزاز: إنها صديقتك العزيزة فاتن !! ألمحت لها بالزواج و انت تعلمين إعجابها بي فعندما طلبت منها خطاباتك أحضرتها لي ع الفور فقرأت جميعها !
احمر وجهه كاريمان فقالت : تمام .. اتفاقنا ساري من الآن و ارجو أن تكون صادقا
___________
أشارت كاريمان لأحد الخدم بنقل ذكيبتي المال إلي جوارها، مدت يدها داخل احداهما و اخرجت ثلاث أكياس صغيرة من تلك الموجودة بالداخل و اعطتها له بتأفف ثم قالت
كاريمان : أيكفيك هذا القدر!!
نظر عزيز للكمية بتعالي ثم قال : نعم .. لا بأس بها و لكن بقي شيئا واحداً..
كاريمان : ما هو ؟
عزيز : أين سنقيم ؟
كاريمان: ماذا تقصد.. هنا .. ستعيش هنا معي
عزيز : لا يمكن أن أعيش في مكان واحد مع تاجر الجمال هذا و انتي تعرفين ما فعله معي .. لا يمكن
كاريمان : لأول مرة سأتفق معك في شئ فأنا أيضا اريد العيش في منزل خاص بي و ليس كضيفة لدي أحد .. يكفي هذا القدر
عزيز : سوف أبحث عن منزل سريعاً
كاريمان : متفقين .. أريد منك أمراً مهماً أخيراً ..
عزيز : أعرفه .. لن أتسبب لكِ في مشكلات .. أليس كذلك؟!
كاريمان : نعم .. بالضبط ..
عزيز : لا تقلقي
__________________________
عندما جاء إيفان ليلاً اصطحبته كاريمان إلي كازينو الزهرة ليتقابل مع عزيز و يتعارفا، خلال الجلسة تعامل عزيز مع إيفان بشئ من التعالي و حاول التباهي أمامه بعائلته ذات الأصل العريق رغم ان والده في كافة نقاشاتهما كان يتهمه بأنه يحط من مكانة العائلة باستهتاره و تصرفاته، حاولت كاريمان التلميح له كثيراً كي يكف عن تلك التصرفات و لكنه تجاهل كل هذا و أكمل قائلاً
عزيز : هل عائلتك تركتك هكذا بسهولة لتتركهم و تستقر هنا أم انك أتيت سعياً وراء لقمة العيش فلم يكن بيديهم حيلة؟!!
رد إيفان بلطف كعادته : نعم .. عائلتي ليست من العائلات الثرية لكنها عائلتي و احبها
رد عزيز بتعالٍ : عائلة الانسان مقدرة له و بعض الأقدار تبدو صعبة
قال إيفان بابتسامة : نعم .. لكن عائلتي كانت قدري السعيد لأنهم قبل أن يرحلوا ساندوني و دعموني دائماً
تدخلت كاريمان لتكبح جماح أخيها و قالت : و احياناً الأبناء يكونون هم قدر عائلاتهم السئ .. أليس كذلك يا عزيز ؟!
فهم عزيز تحذيرها الضمني فصمت اخيراً و بعد تناول العشاء انصرف إلي الفندق الذي يقيم به إلي أن يجد منزلاً يضمه بأخته ..
بعدما ذهب شرحت كاريمان لايفان طبيعة أخاها قائلة
كاريمان : لا تأخذ شيئا مما قاله علي خاطرك فهو يتباهي دائما بالعائلة بالرغم من انه دائم التمرد عليها
ضحك إيفان و قال : لم آخذ ع خاطري منه لأنه أخوكِ، هذا هو الشوك الذي حول الورد
ابتسمت كاريمان و قالت: غداً علينا معاينة المبني الذي كان قصراً للسيد إلياس و إن رأيته مناسباً سنعطيه المال لنبدأ التعديلات فوراً بعدها
إيفان: و انا سأكون جاهزاً غداً في انتظارك أمام البيت
كاريمان : قريباً جداً سيكون لي بيتاً خاصاً و سيقيم عزيز معي لبعض الوقت حتي يعود للمنصورة ..
إيفان: ربما ستنتقلين ثانيةً لبيت خاص يجمعنا نحن سوياً
ابتسمت كاريمان و لكن كعادة إيفان فهو لا يسهب في جمل العاطفة كثيراً و كلما تأهبت لكلمات الحب اكتفي بجملة أو تلميح و انتهي ...
__________
في الصباح عبرت كاريمان الممر الذي يربط منزل الضيوف بالمنزل الكبير و جلست معهم بعد الافطار و قالت
كاريمان : سأقول لكم خبراً سعيداً .. قريباً جداً سيكون لي منزلاً خاصاً سأقيم فيه مع أخي عزيز
وقع الخبر علي سالم بشكل سئ لكنه تصنع ال لا فرق كي لا يلفت الانتباه اما السيدة بثينة و بسمة فالخبر أراحهما كثيراً فسوف يتخلص من وجودها الذي يؤثر سلباً علي سالم
قالت السيدة بثينة بدهاء : كم اسعدتنا الفترة التي قضيناها معاً حتي عندما ذهبتي لمنزل الضيوف ظللنا نشتاق لكِ و الآن سنشتاق لكِ بالأكثر و لكن ليس أفضل من منزل الانسان الخاص
كاريمان : نعم . انكِ محقة و لكن سنتبادل الزيارات بالتأكيد
السيدة بثينة : نعم .. بالتأكيد
ظلت بسمة تستمع و الارتياح طاغٍ ع ملامحها، نظرت لسالم فوجدته صامت و عيناه متركزتان علي كاريمان، حاول إخفاء حزنه لكن الجسد يتكلم و يعبر و ليس فقط اللسان، رأت في صمته حزن و في جلسته استسلام و في عقد يديه ببعضهما تعبيراً عن عقدة لا يجد لها حل، برغم بساطتها لكن شعورها حل طلاسم موقفه و شرح لها ما حل به ...
في أثناء حديثهما أتت سيمون لأنها علي موعد مع كاريمان ليذهبا مع إيفان لمعاينة مبني السيد إلياس، ألقت التحية و جلست ثم قالت
سيمون: هل سمعتم عن مسابقة الرقص التي أعلنت عنها روز هانم زوجة السير ليبون ؟!
ردت كاريمان : لا .. رقص ماذا؟
سيمون : المسابقة لرقص التانجو و ستقام في نهاية الأسبوع القادم أي بعد أربعة عشر يوماً، كل زوج من الراغبين يتقدم بتسجيل اسمه بالقائمة و الحضور يومها في حفل مسائي بقصر السير ليبون و أفضل ثنائي سيربح جائزة نادرة جداً
بسمة : ما هي الجائزة؟!
تعجب الجميع لحماس بسمة لأنها لا تعرف رقص الرومبا لتتحمس في مسابقة للتانجو !! مع هذا ردت سيمون موجهة كلامها لكاريمان و كأنها هي من سألت و ليس بسمة و قالت
سيمون: الجائزة هي خاتم من الذهب صنعته السيدة روز بنفسها فهذه هوايته، الخاتم ينقسم لجزأين يعطي كل جزء لواحد من الثنائي الفائز في نفس الوقت يمكن أن يضم الجزئين لبعضهما و يصنعا خاتم واحد ليعبر عن التناغم بين الثنائي لدرجة أنهما قد يتحركان علي ال ball room كشخص واحد
السيدة بثينة: هذه الموضوعات تهمكم أنتم الأوروبيين أما نحن ف لا
ردت كاريمان : لا اتفق معك فالانسان يجب أن يكون مضطلع علي الثقافات الأخري و منفتح .. كي يتعلم و يرتقي .. أنا سأشارك
قالت سيمون بحماس: و الشريك طبعاً معروف
نظر سالم لكاريمان و اكمل في صمته الذي يقضم قلبه من الداخل ..
نظرت بسمة للسيدة بثينة و خافت من مجرد التلميح لرغبتها في تعلم الرقصة و دخول المسابقة ثم نظرت لسالم فوجدته ضائع داخل نفسه و صامت فقررت السكوت .. كعادتها ...
قطعت سيمون الصمت و قالت : أنا أيضاً سأشارك و لكن بقي أن أبحث عن شريك
طلب سالم الاذن و غادر الجلسة لاكمال اعماله لكنه في حقيقة الأمر هارب من وجه كاريمان التي اوجعته بكل الطرق، سخرت من بيئته و رائحته في خطاب، لم تر حبه بالرغم من ان كل تصرفاته و ملامحه أظهرت هذا، اجبرته علي جمعها بحبيبها،ستترك منزله بعدما اعتاد رؤيتها و مرورها من أمامه هنا و هناك، لم تترك له ثقباً يتنفس منه ...
ذهب للحديقة و جلس وحيداً ووجد أن تركها للمنزل سيؤلمه لكنه ألم الشفاء فسوف يعتمد غيابها مثلما اعتاد وجودها ..
______________
في المساء طرقت بسمة باب غرفة سالم و عندما أذن لها بالدخول قالت
بسمة: عمت مساءا يا سيد سالم
رد سالم بمزاج سئ : عمت مساءا يا بسمة .. تفضلي
بسمة : اريد مناقشتك في موضوع
سالم: تفضلي .. أسمعك
لاحظت بسمة مزاجه السئ فقالت: إن كنت منزعج و لا تريد التحدث الآن يمكنني العودة في وقت آخر
سالم : لا ... انا متعب اليوم قليلا لكنني مستعد لسماعك
بسمة : و انا لن أطيل عليك .. هل يمكنك أن تؤجل دروس الفروسية و تعلمني رقصة البانجو هذه لأنضم للمسابقة ؟!
ابتسم سالم بقدر قليل و قال : اسمها رقصة التانجو بالتاء و ليس الباء و هي رقصة ارجنتينية .. للأسف لا يمكنني قبول طلبك يا بسمة
حزنت بسمة و قالت : لم؟
قال سالم: لعدة أسباب اولها أن تلك الرقصة رقصة غربية لا تناسبنا فبها يتلامس قلبي الثنائي و انت ستخجلين و لن تنجحي بها .. الثاني هو انك لا تعرفين عن الرقص شيئاً من الأساس و تحتاجين شهورا من التدريب و الثالث و الأخير هو أنني غير مولع بالتانجو من الأساس و لا أفضلها ..
طأطأت بسمة رأسها بحزن و استعدت للذهاب فقال لها سالم : لا تحزني .. إن كانت الهدية أشعرتك بالحماس فسأوصي أحد أمهر معلمي الذهب ان يصنع لك خاتم ذو شقين .. هل اقتنعتِ؟
بسمة : لم يكن هدفي هو الهدية و لكن المنافسة ... لا بأس.. تصبح علي خير
سالم : و انت من اهل الخير
أصيبت بسمة بخيبة امل بينما شعر سالم بالضيق لكسر خاطر بسمة و لمغادرة كاريمان لمنزله، هل يشفق ع بسمة أم يحبها؟! و هل يحب كاريمان أم رفضها جعله يتشبث بها؟! احتار ثم تعب من التفكير و نام ..
___________
بعد شراء قصر السيد إلياس و بدأ العمل لاعداده كمشفي عادت كاريمان مع ايفان لمنزل سالم لأن هناك تدريباً علي الرقصة ع يد مدام كوزيت، أحضرت سيمون شريكها بالرقص و هو السيد كمال مدرس الجغرافيا زميلها بالمدرسة، رجل طويل عريض البنية له بطن مرتفعة جعلته بدين قليلاً، انسان خفيف الظل و له شغف بالتعلم و التجريب و هو ما جعله يقبل برقصة صعبة كالتانجو..
بدأت مدام كوزيت بشرح أول خطوتين للرقصة عملياً مع إيفان و علقت قائلة:
مدام كوزيت : اهم شئ هو تناغم كل ثنائي مع بعضهما.. حركات الأرجل تكون متناغمة و متناسقة مع الموسيقي
جلست علي كرسي البيانو لتبدا العزف بينما استعد كل ثنائي للرقص
مدام كوزيت : 3 ... 2 ... 1 ..
بدأ العزف و تطبيق خطوات الرقص و بالطبع حقق الثنائي كاريمان و إيفان براعة و قوة من البداية بينما عانت سيمون مع السيد كمال الذي أضفي بهجةً و فكاهةً في المكان لعدم قدرته ع التوازن أو التماشي مع العزف
كانت هناك عينان سوداوتان تراقبان المشهد من جانب الباب، نظرت بشغف و حاولت تقليدهم بحركة رجليها دون أن تشعر ..
في وقت الاستراحة و احتساء الشاي اعتزمت الذهاب قبل ان يراها أحد منهم لكن سيمون رأتها فنادتها قائلة
سيمون : بسمة .. لا تغادري .. يمكنك البقاء و الاستمتاع بمشاهدتنا بعد الاستراحة .. تفضلي
دخلت بسمة و جلست علي كرسي في زاوية الغرفة
جاء خادم و قدم لها الشاي فيما نظرت لها مدام كوزيت و قالت : لما لا تشاركين معهم في الرقص .. السيد سالم راقص ممتاز و سيكون شريك جيد لكِ
ردت بسمة بحزن: عرضت عليه و للأسف لم يوافق
كاريمان بمكر : ربما يخاف ألا تكوني ع مستوي أداءه
سيمون : معه حق .. فالرقصة تحتاج تدريبا مكثفاً و براعة و خفة
ضحك السيد كمال و قال : و خصوصاً الخفة .. مثلي هكذا
ضحك الجميع و لكن سيمون قالت لها : بسمة .. ما هي بلد مولدك و ما هي الرقصة المنتشرة بها ؟!
قالت بسمة : أبي من أثيوبيا .. جاء الي مصر و عمل لدي السيد هارون جد كاريمان هانم، امي من مصر تزوجها أبي و قد نشأت ف القصر و عملت لديهم و لم اتعلم اي رقص في حياتي
سيمون : مممممم .. نعم بطبيعة الحال لم تتعلمي لكنني لا انصحك بالتجربة فالموضوع حقاً صعب
كاريمان : و إن أرادت المشاركة فلن يسمح لها سالم ... هذا الرجل لا يحب دخول منافسة لا يضمن ربحها..
عقدت بسمة حاجبيها دون رد ففاجئها صوت سالم الذي كان واقفاً و سمع ما حدث
دخل إلي القاعة و جلس إلي جوار بسمة و قال لكاريمان : نعم يا أميرة أنا حقاً لا احب دخول منافسة لا اضمن ربحها و لكنني لم أرفض لعدم ثقتي ببسمة و لكن لعدم رغبتي في اجهادها و لكن ...
نظر لمدام كوزيت و قال : احجزي موعداً لبسمة اليوم لكي تدربيها و انا سأحضر معكم في آخر التدريبات لأنني اعرف تلك الرقصة جيداً
صمت الجميع فاكمل سالم ناظراً لسيمون بتعالٍ و قال : سيمون .. هناك ملحوظة صغيرة ... ليس هناك صعوبة أمام أي شخص يريد .. من يريد يستطيع ...
كلماته وضعت لسان الجميع داخل افواههم بينما ظهرت السعادة علي بسمة فقد تحقق لها ما تريد بفضل هؤلاء المتكبرين... أفادوها دون أن يعووا ذلك ...
انصرف سالم و تركهم ليعود لمباشرة اعماله
___________
عاد عزيز في ذلك اليوم للفندق الذي يقيم به ليجد ذلك الغريب ينتظره متجهماً
قال له : هل أحضرت المال؟!
رد عزيز بخوف : نعم .. سأجلبه لك و لكن لا تنتظر هنا .. انتظرني في الخارج
ذهب عزيز و أحضر المال الذي أخذه من كاريمان و اعطاه له محتفظا بكيس صغير واحد لنفسه وضعه في جيبه قبل أن يسلمه الباقي
نظر ذلك الرجل قصير القامة للقطع الذهبية و قال : هذا يكفيني مؤقتاً ..
ذهب الرجل تاركاً عزيز و علي وجهه علامات القلق و الخوف، اطلق زفيراً طويلاً ثم عاد للفندق يجر رجليه جراً ...
تري من ذلك الرجل و لماذا يعطيه عزيز مالاً هو يحتاجه بشدة ؟! ماذا سيحدث في مسابقة التانجو و من سيكون الثنائي الفائز؟! ستعرف ايضاً هل ريم لها رابط دم يربطها مع احد من هؤلاء الأبطال أم لا ؟


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصندوق السحري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» الصندوق السحري
» تسلسل ماسلو الهرمي هو المفتاح السحري لتنمية شخصيتك والتخلص من نقاط ضعفك في عام 2024

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ديزاين بيست :: المنتديات العامة :: المنتدى العام :: المنـتـدى العــام-
انتقل الى:  

 

أشيائي ممنوعة النشر كل مايحتويه الموقع هي حقوق خاصة لـ ديزاين بيست وعملائي © ,

 

الساعة الأن :
©phpBB | إتصل بنا | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية