منتديات ديزاين بيست
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

انت غير مسجل
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مشترك في المنتدى. لتسجيل الرجاء اضغط هنــا
آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 360 : انتقام عائلة شداد
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 359 تجاوز الحد
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 358 أتوسل إليك يا ابنة عمي
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 356 : ذعر حقيقي
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 355 : نهاية السيد شداد
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 354 : بداية عرض جيد
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 353 : كسر آخر
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 352 العودة إلى أرض النساء
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 351 : يمكنك أخذ المال
شارك اصدقائك شارك اصدقائك الفصل 349 أنا سعيد جدًا بك
اليوم في 4:49 am
اليوم في 4:45 am
اليوم في 4:40 am
اليوم في 4:34 am
اليوم في 4:28 am
اليوم في 4:23 am
اليوم في 4:17 am
اليوم في 4:12 am
اليوم في 4:07 am
اليوم في 4:03 am











 
     
الهدف من المنتدى التسليه والترفيه لذلك يجب على الجميع التحلي بالأخلاق وإحترام الآخرين وعدم الإساءه لهم ويمنع بتاتاً تبادل وسائل التواصل الإجتماعي وعند حدوث ذلك ستضطر الإدارة إلى التشهير بالمخالف ومنع عضويته من المشاركه ، نتمنى للجميع قضاء وقت مفيد وممتعإدارة الموقع

 

 الصندوق السحري

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 2 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الصندوق السحري   الصندوق السحري - صفحة 2 Emptyالأحد يونيو 23, 2024 9:34 pm


الصندوق السحري
الفصل الثاني
بعد عدة دقائق من محاولات فتح القفل بالدق عليه بشاكوش صغير أحضره من علبة الأدوات من أحد أدراج المطبخ لكن كل تلك المحاولات لم تفلح الا بإيقاظ صديقه الصيدلي الذي يعمل بأحد شركات الأدوية كمنسق مبيعات طبية ، خرج صديقه من غرفته سائلا عن سبب تلك الضجة فحكي له علي قصة الصندوق و اللوحة و محاولته لفتح القفل .. 
علاء يهوي الفك و التركيب فأخذ الصندوق بين يديه و ذهب للمطبخ فذهب يوسف وراءه ليري ماذا سيفعل 

يجب الرد لمتابعة القراءه

المحتو مخفي


قام يوسف و أخذ اللوحة من ع الحائط و نظر لها لدقائق لعله يفهم شيئا فلم يحدث فوضعها مكانها ثم امسك بالكتاب و ظل يقلب صفحاته دون تركيز حتي رأي الخمس وردات الموجودة باللوحة مرسومة بصفحة من صفحات الكتاب، اندهشا معا  و تأكد الرابط بين اللوحة و الكتاب لديهما و قي تلك اللحظة قررا أن يقرآ ذلك الكتاب ليحلا لغزه و يكشفا أسراره .... يا تري ماذا يحمل هذا الكتاب و ما علاقته بتلك اللوحة و ما علاقتهما بصاحب الشقة العتيقة تلك !!!!

SaMeH-DeS و EL Prince يعجبهم هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 2 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثالث   الصندوق السحري - صفحة 2 Emptyالإثنين يونيو 24, 2024 2:11 pm


الصندوق السحري
اقترب علاء إلى جوار يوسف ليري ما تحمله طيات ذلك الكتاب، أمسك يوسف الورقة الأولي برفق شديد خوفاً من أن يصيبها بسوء فالورق يحمل رائحة الزمن الذي كان الناس فيه لا يعرفون الاتصالات السريعة و العربات التي تسافر بالوقود، عصر ما قبل الثورة الصناعية و الاختراعات الحديثة و الانترنت، تلمس الصفحة بين ابهامه من ناحية و سبابته من الناحية المقابلة و نظر لصاحبه بابتسامه : يا تري مين الايد اللي كتبت و رسمت الكتاب ده و من حوالي كام سنة ؟ 
علاء : اكيد هنفهم لما نقرأ 
قلب يوسف صفحة الغلاف ليجد في أول صفحة صورة مرسومة لعربة جميلة يجرها زوج من الخيول البنية الجميلة، يتقدمها حوذي ممسك بزمام الجياد و في الخلف هناك مركبة صغيرة سوداء تطل من شباكها الصغير أميرة ذات شعر أسود طويل منسدل في خفة ع أحد جانبي كتفيها، عيناها السوداويتين الواسعتين ينظران بقوة للحوذي و يظهر انها كانت توجهه للسير في طريق مختلف أرادته فجأة، يظهر من الصورة أن الطريق وعر و أن العجلات كانت تكافح ع هذا الطريق وراء الخيول، القفاز الحريري الذي كانت ترتديه يظهر كم أنها تنحدر من عائلة لها مكانتها و امكاناتها العالية .. 
قال علاء : مين الولية دي بقي ؟؟ 
يوسف باستغراب:  ولية!! انت هتقفلني من اولها .. دي أميرة يا بني مش شايف العظمة و الخيل و الفخامة اللي باينة دي كلها .. 
علاء : كلهم ولايا ف الاول و الاخر ع فكرة بقي و يلا نخش ع الكلام عاوزين نفهم 
يوسف : طيب  
في الصفحة المقابلة بدأت الحكاية و هناك عنوان مكتوب بخط أنثوي رقيق في أعلي  منتصف الصفحة 
                                 ١- تاجر الجمال 
يحكي أن أميرة من عائلة الراعي المعروفة و التي اعتادت أن تخرج للتنزه بعربتها التي يجرها اثنان من أجمل الخيول أنها ذات يوم خرجت للتنزه وسط الحقول فيما كان الحوذي ينتظرها ع جانب الطريق، وجدت طائر جريح من الطيور الجارحة يعاني من نزف شديد في جناحه الأيمن، أخذته بحذر و حاولت لف الجرح بقطعة قماش أعطتها لها وصيفتها السمراء " بسمة " 
توجها فوراً للعودة إلي القصر و اِستُدعي البيطري حالاً لتضميد الجرح و عمل اللازم و ظلت الأميرة " كاريمان " قلقة حتي استعاد ذلك الطائر وعيه و تناول وجبته الأولي ... 
عندما ذهبت لتستريح في غرفتها و بينما كانت بسمة تساعدها في تبديل ملابسها قالت 
بسمة: ألا تعرفين يا سيدتي أن لما حدث اليوم معني في ما سيحدث مستقبلا؟
الأميرة: كيف ؟ 
بسمة : سمعت أنه يقال أن الفتاة التي تحلم بصقر أو تجد صقراً في طريقها فهي ستجد حب حياتها صدفة كما وجدته و أنها  بصدد قصة حب فريدة من نوعها 
ضحكت الأميرة و قالت : و هل تصدقين تلك الخرافات ؟ 
بسمة : نعم أصدق كما أنني أشعر من داخلي أنك اقتربتي من قصة حبك يا مولاتي 
الأميرة : و إن لم يحدث ؟! كيف أعاقبك حينها ع قول تلك الخرافات ؟ 
بسمة : لنغير صيغة السؤال ؛ لنقل مثلا  : كيف ستكون هديتي في يوم زفافك يا مولاتي ؟؟؟ 
الأميرة بابتسامة : إن تحقق كلامك ف ما تريدينه سيكون لكي ... هل هناك شئ معين تريدينه ؟؟ 
بسمة : نعم .. و لكنه غالي بعض الشئ ... هل تذكرين يا سيدتي ذلك السوار ذو الماسات الثلاث الذي أهداه لكي والدك في عيد ميلادك منذ ٣ أعوام 
الأميرة باندهاش: نعم.. لكنه هدية من والدي و غالي لدي جدا 
بسمة : سوف يكون لديك حينها ما هو اغلي و أحب
الأميرة : سأوافق ع هذا لأنني أعلم أنه لن يتحقق كلامك و أيضا انتبهي، سيكون عقابك شديدا إن لم يتحقق شئ 
بسمة بخوف : ماذا سيكون عقابي ؟! 
الأميرة : ستذهبين لخدمة " ثريا " في قصرها لمدة عام 
بسمة : يا ويلي .. لكنني لن أتراجع فحدثي قوي جدا أن ما قلته سيتحقق 
أستراحت الأميرة علي مهدها ثم قالت و هي تتثاءب: سوف   نري ...

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 2 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الرابع   الصندوق السحري - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يونيو 25, 2024 1:59 pm


الصندوق السحري
الفصل الرابع 
طوي يوسف الصفحة الثانية ليبدآ قراءة الصفحة الثالثة و قبل أن يبدأ قاطعه علاء ليقوم بعمل كوبين من الشاي قائلا: باين عليها القعدة هتطول و هتحلو مع الأميرة دي و كويس ان بكره اجازة ..
بدءا في احتساء الشاي مع البدء في الورقة الجديدة التي تقول : 
مع صباح يوم جديد زقزقت فيه عصافير القصر حيث جلس منصور باشا الراعي ع رأس مائدة الإفطار و إلي جانبه الأيمن جلست كاريمان و بدأ العاملين في تقديم الخدمة فيما بدا ع الأب الانهمام و هو ينظر إلي مقعد ابنه عزيز الفارغ، لاحظت كاريمان انهمامه و قالت 
كاريمان : ألم يعد للان من تلك الرحلة ؟ 
منصور : لا .. كما ترين، قد مللت من تصرفاته غير المسئولة و أخاف ان أموت و اتركك انتِ و أختك دون من يقف خلفكما.  هذا غير منتبه سوي للسفر و الصيد و فوق كل ذلك يريد أن يأخذ مكاني و يدير كل ما أملك ... 
تأوهت كاريمان لحزن والدها و قبل أن تقول كلاما لمواساته جاء " خضر " مساعده الأول مهرولا يظهر من ملامحه انه يحمل خبراً سيئاً
وقف إلي جوار الباشا و قال : للاسف هناك خبرا سيئا يا باشا ؟ 
الباشا في قلق : ماذا يحدث ؟؟!!
خضر : السيد عزيز .... محتجز لدي أحد التجار في الجنوب، هم أطلقوا مساعده و جاء إلي هنا فجراً و ابلغنا الرسالة 
قام الباشا منتفضا لتلك الأخبار و معه كاريمان ثم قال : أي رسالة ؟؟ ماذا يحدث بالضبط ؟؟
أشار خضر ل رجل واقف إلي جوار الباب فدخل مسرعاً و عندما سُمح له بالتكلم قال : أنا كنت مع سيدي عزيز في رحلة صيد في اسوان و خلال تتبعنا لغزال في الصحراء شاهدنا قافلة كبيرة للجمال آتية من السودان و معها رجالها و رعاتها و كان معهم أسدين و مجموعة من الأشبال فطلب سيدي من قائد القافلة  أن يعطيه شبل من هؤلاء رفض معللا أنه أحضرهم ليحتفظ بهم و يربيهم لا لبيعهم و أنت تعلم يا سيدي طبع السيد عزيز 
انفعل منصور باشا و قال : أكمل ... 
الخادم : حاول أن يرفع من المبلغ حتي وصل إلي ٤ الاف قطعة ذهبية و لكن قائد القافلة أيضا رفض و بعد مشادة كلامية كبيرة قرر سيدي عزيز الانتقام فترقب ذيل القافلة و بأدوات صيده أوقع جملين من جمال القافلة و حاول الهرب و انا خلفه فتتبعونا و حاصرونا و وقعنا في الأسر و بعد يومين من محاولات التفاوض سمح لي قائد القافلة بالعودة 
كاريمان : هل يريد فدية كبيرة ام ماذا؟ 
الخادم : لا .. قال له سيدي انه من عائلة مرموقة في شمال مصر و له أملاك و اراضي و نقود كثيرة فطلب مني أن أأتي ل منصور باشا لتحضر إليه و تتفاوض معه و هو يعطيكم مهلة قدرها يومان بعدها قال لي أنه سيفتدي الجملين اللذين قتلا بروح السيد عزيز لانه تعدي عليه و على القافلة 
فوجئ الباشا مما سمع و جلس و كأنما يلقي بأسفه من ابنه علي الكرسي قبل أن يلقي بنفسه عليه، ذهبت كاريمان ووقفت إلي جواره و ربتت ع كتفه في محاولة لتهدئته ثم قالت : لتذهب يا أبي لتحريره .. عزيز أخطأ و لكن  ليكن كل ما تملكه العائلة  فدية له
سافر منصور باشا ع الفور و ظلت كاريمان في القصر تنتظر بقلق شديد ف عزيز رغم انه أخاها الصغير إلا أنه يتعامل معها كأنه هو الأكبر ليس برعاية أو خوف تحمله محبة و لكن عن عناد و كبرياء و ربما بعض الغيرة لان والده يثق بها و يحبها بالأكثر و هذا ما جعله متمردا حتي عندما تزوجت اختهم الكبري " ثريا " افتعل عزيز العديد من المشاكل خاصة عندما أهداها والدها أحد القصور لتتزوج به فهو يري أن أصول العائلة و املاكها و اراضيها لا ينبغي أن تبقي في أيدي  الغرباء حتي و لو كانوا نسبائهم، ضعفت علاقته بأخته بعدها لكنه لم يكترث و ساهم في ذلك الطباع الصعبة لثريا فبرغم جمالها و طيبتها  لكنها من النوع الذي أفسده الدلال الزائد، ربما لانها أول مولودة للقصر و فرحتهم الاولي التي لا تُنسي ، لم تكن ثريا تكف عن الطلب و التدلل بل كانت توقف كل خدام القصر في صف لتلقي عليهم المهام و تعود لتتفقدهم و تراقبهم و من الممكن أن يعيدوا مهامهم عدة مرات حتي ترضيها النتائج، لعل أكبر فرحة في زفافها و ذهابها عن القصر كانت لهؤلاء العاملين البائسين الذين وقعوا تحت أمرتها بسبب لقمة العيش، تذكرت كاريمان كل ذلك و هي جالسه تنتظر عودة أخيها لتفاجأ بطرق ع الباب فيفتح أحد العاملين و إذ والدها وحده دون عزيز !!! 
_____________________________________________
دُهشت كاريمان عندما علمت ان قائد القافلة طلب بستان الأشجار الذي يقع خلف القصر و قد أهداه لها والدها و اصبحت هي من تمتلكه و تعتني بأشجاره حتي أن ثمار الموالح التي تنتج منه ليس مثلها الكثير لكنها وافقت ع الفور بإعطاء اوراق ملكيته لوالدها لكي يحرر أخاها و لكنها طلبت من والدها طلبا ... أن تذهب معه لرؤية ذلك الرجل الذي اختار بستانها ليكون فدية دوناً عن كل تلك الأملاك، فضولا كبيراً يقودها ليس فقط لرؤيته بل لرؤية بيئته و جماله و ذلك الجو برمته، بعد صعوبة وافق والدها و بدأت الرحلة نحو الجنوب ....هل تلك رحلة ستحمل معها عودة عزيز فقط ام أحداثاً أخري ؟!!

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 2 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الخامس والسادس   الصندوق السحري - صفحة 2 Emptyالخميس يونيو 27, 2024 7:21 pm


الصندوق السحري
الفصل الخامس
بعد طريق سفر طويل دخلت العربة الكبيرة ذات الخيول إلي أماكن نفوذ ذلك القائد، حقول و اراضي شاسعة و ثروة حيوانية كبيرة متنوعة، منزل كبير لكنه لا يشبه منازل و قصور المدن، يظهر عليه الثراء و الخير الكثير لكن ليس به فن مثل رسم أو نحت أو غيره انه يشبه إلي حد كبير بيوت أهل الصعيد الأغنياء، تحيطه الأرض من كل ناحيه و الحيوانات ترعي و هناك أيضا الدجاج و الحمام و غيرها، ظلت كاريمان تنظر و كأنها في رحلة من رحلات شم النسيم التي كانت تتنزه فيها في حقول القري، رأت أيضا العاملون هنا وهناك فقد كان المكان أشبه بعزبة كبيرة مترامية الأطراف يملكها ذلك الرجل الذين هم بصدد مقابلته...
نزلا من العربة و هناك خادمين كانا في استقبالهما، أخذ واحد منهما  العربة و اراح الخيل و الآخر أدخلهما إلي الداخل في قاعة مصممة تصميما عربيا بدويا بوسائد و مساند موضوعة ع الأرض و مكسوة بكسوة صوفية سميكة، جلسا و كاريمان تجول بعينيها ف المكان تتفقد كل ما به بينما والدها كان أهدأ قليلا لأنه كان هنا قبل تلك المرة ... 
أقبل خادم جديد حاملا كوبين من الشاي للضيافة و عندما سألته كاريمان : متي سنقابل زعيمكم ؟؟ لم تتلقي رداً لأن الخادم انصرف دون كلمة واحدة .. 
نظرت لوالدها سائلة ماذا يحدث هنا ؟ و لماذا لا يظهر أحد فأجاب منصور باشا : لا أعرف و لكننا حتما سنفهم .. المرة الماضية ظللت ساعتين في انتظاره و هذه المرة لا أعلم كم سيطول انتظارنا، ليس علينا سوي الصبر لأن ابننا لديهم .. 
أومأت  هي برأسها في ملل ثم أمسكت كوب الشاي لتشرب و بعد دقائق أقبل رجل يظهر عليه أنه بقامة عالية في هذا المكان، أشار لهما في هدوء ناحية السلم و قال : السيد خرج في عمل قصير و سيعود خلال ساعات و سوف نستضيفكم في غرفة في الطابق الثاني لحين عودته .. نظرا لبعضهما في ضيق و اتجها نحو السلم بهدوء ... 
مع بداية نزول قرص الشمس و كأنما سيسبح في النيل حتي ينام و خروج الأشعة الحمراء كإنذار بقدوم الليل سمعا صوت  طرق الباب ليتم اخبارهما أن السيد ينتظرهما في القاعة التي كانا بها صباحا 
نزلا علي الفور يتقدمهما الخادم الذي أدخلهما و أغلق الباب، نظرت كاريمان بشغف إلي جانب ذلك الرجل و هي  تخطو خطواتها لتصبح أمامه، رأت ملابسه الفضفاضة التي تصلح لتكون لشيخ قبيلة أو فارس من فرسان الخيول، أكتاف عريضة مرفوعة في شموخ و عمامة صغيرة بيضاء اللون، شخص ذو نفوذ و قوة جالس في ثبات ... 
وقفت أمامه و نظرت إلي وجهه الأسمر الداكن الذي صاحبته الشمس حتي تركت علامتها عليه، فاجئها شبابه و صغر سنه فقد خالته أكبر من ذلك عمراً و أقل من ذلك وسامةً، عينان بنيتان واسعتان وواثقتان، أنف متوسطة الحجم و قسمات وجه عريضة تعطي انطباعاً بالشهامة لا باستغلال الفرص و لعب الألعاب !!! 
لاحظ نظراتها المطولة له فتركها تتأمل ف الجو جديد عليها و الظرف أيضا غير معتاد بالنسبة لها فهي آتية لتحرر أسير من يد طاغية!! 
ابتسم و قال : آسف علي التأخير و لكن كان لدي بعض الأشغال .. لعلنا نكون احسنا استضافتكم ؟!! 
منصور باشا : نعم .. شكرا لك و لكننا نريد أن ننهي اتفاقنا و نعود بأقصي سرعة 
القائد : نعم ..  هل احضرتم ملكية البستان ؟ 
كاريمان بغيظ شديد : نعم ... انا صاحبة البستان و تلك هي حجته و لكن لماذا وضعت عينك علي بستاني أيها القائد .. الا يكفيك عدة آلاف من القطع النقدية ؟!!
القائد : أولا : أهلا بكِ يا أميرة.. ثانيا : اسمي ليس " القائد " بل السيد سالم الأسواني.. ثالثا و الأهم : نقودك أو بستانك ليس لكفايتي لأن لدي ما يكفيني و أكثر و لكنه تعويض مناسب عن فعلة أخيك الذي هجم ع قافلتي و تعدي علي ّ، النقود لن تفيدني فلدي منها ما يكفي و يفيض و بحثت في املاككم التي قال عنها أخيك فوجدت بستانا مختلفا سيضيف لي ثم انه مناسب لاقامتي  في المنصورة إن جئت 
كاريمان بغضب و تحد : و هل تخطط لمستقبلك و ما ينقصك بمجهودي و تعبي ؟!! هذا ليس عدلا هذا استغلال لضعفنا لأن عزيز محتجز عندك 
منصور : هذا ليس ما تقصده كاريمان .. هي فقط متعلقة بذلك البستان 
سالم : أنتِ محقة يا أميرة و في النهاية هو خطأ أخيك و ليس خطأك و لكن هناك مقترح ... بيعي لي ذلك البستان ؟
كاريمان : أبيعه لك عنوة .. ماذا فرقت عن اخي الذي تحتجزه؟! انت تفعل فعلته الآن فلماذا تعيب عليه 
سالم باقتناع : معكِ حق يا أميرة المنصورة ... سأطلق لكِ أخيك و لكن هناك شرط ؟ 
كاريمان بكبرياء : ما هو ؟ 
سالم : اريد ارضي التي حول البيت أن تصبح مثل بستانك بوروده و اشجاره و جماله ... قد أبهرني ما قيل عنه و اريدك أن تعتني لي بأرضي و لو بمقابل كما تريدين .. ما رأيك؟؟ 
كاريمان : كيف ؟!!! هذا يتطلب جهد ع الاقل  عام كامل .. هل تطلب مني البقاء هنا ؟ 
سالم : ستبقين عزيزة و كريمة و سيكون لك كل ما تريدين .. كأنك في رحلة عمل طويلة 
كاريمان : دعني بعض الوقت لأفكر 
نظر لها والدها برفض مطلق : لا ... لا استطيع تركك هنا .. اتركي له البستان و هناك أراضي كثيرة لنا تخلقين منها ألف بستان 
كاريمان : و لكنه بستاني الذي احبه .. دعني افكر يا أبي 
سالم : فكري حتي المساء و لكن اعرفي شيئا واحدا .. إن رفضتي عرضي فلن أمسك أخيك بل سأطلقه لكنك ستبقين مدينة لي إلي أن توفي طلبي 
كاريمان في حيرة : شكرا أيها السيد علي كرمك و لذا اتخذت قراري .. انا ضيفتك لمدة عام كامل و أتمني ألا أندم ..  
سالم: لن تندمي و هذا وعد .... 
اتفق الاثنين بينما وقف الاب مندهشا دون كلمة واحدة ... 
ماذا ستعيش تلك الأميرة في بيت سالم الأسواني.... هذا ما ستحمله الصفحات القادمة .... 
أغلق يوسف الكتاب و ألقي بظهره للخلف كمن تناول وجبة دسمة و أراد غفوة صغيرة بينما قام علاء ليحضر شيئا يأكله ليعاودا القراءة في وقت لاحق ... 

الفصل السادس
عاد علاء من المطبخ حاملاً طاولة صغيرة وضع عليها عدد من الارغفة المحشوة بالجبن و علي جانبها كوبين من الشاي بالحليب، أيقظ يوسف من غفوته و بدآ يأكلان ثم قال 
علاء : الراجل بتاع الجمال ده شكله عينه ع الأميرة ؟
يوسف : آه .. انا حاسس انها هتبقي قصة حب كبيرة 
علاء : يعني هي أميرة و بنت حسب و نسب ف تسيب كل معارفها و الناس اللي من وسطها و هتحبه هو ؟؟ 
يوسف : و ليه لا ؟ 
علاء : و ليه آه
يوسف وضع اخر لقمة من الرغيف في فمه و رشف رشفه من الكوب ثم امسك بالكتاب مرة أخري ليبدأ الفصل الثاني الذي كان عنوانه " رسالة " 
بدأ الفصل برسمة جميلة ل سالم الأسواني ممسكاً بعصاه في قوة و جأش، أظهرت الرسمة لطفاً من بين قسمات وجهه العريضة بالرغم من حدته إلا أنه رجل وسيم علي كل حال ... 
أظهرت الأيام الأولي التي عاشتها كاريمان في بيته كم هو رجل كريم، لقد حقق لها كل ما أرادت بداية من إحضار وصيفتها بسمة ثم إعداد أغراضها و ترتيب جناحاً يروق لها، خصص لها عدد من العاملين و المزارعين ليساعدوها و ينفذوا تعليماتها فيما يخص البستان، أحضر طباخاً من بحري مصر ليعد لها الوجبات كما تحب .. 
علمت من والدته أنه أرمل و أن زوجته الشابة توفيت فجأة بسبب مرض عضال قضي عليها سريعاً .. 
ذات يوم اصطحبها معهم في رحلة نيلية و ظل يشرح لها عن طبيعة المكان، الجزر المحيطة و البحيرة و التماسيح و أشجار الموز و قص لها من مغامراته في الصيد و تجارة الجمال، كانت كاريمان مستمعة جيدة لكنها لم تكن تجاوبه كثيراً ففي الغالب كانت تومأ برأسها او تكتفي بابتسامة رقيقة ربما كانت تحاول استيعاب شخصيته أو تقاوم احساسها بمحاولاته للتقرب منها حتي حين قال 
سالم : هل أحببتِ المكان هنا أم الجو حار بالنسبة لك ِ ؟ 
ابتسمت كاريمان و قالت : نعم هو حار لكن بيننا اتفاق يجب أن أتممه ... 
سالم: دوماً تذكرينني أنك كأسيرة هنا فأنظر إلي يداي و كأنما  امسك بهما قيودك !!
كاريمان : بل قيدني هنا كرمك و حسن معاملتك فوجب عليّ رد الجميل 
سالم : و ان حاولنا وضع كل ذلك جانباً، ألم تألفي المكان و الموجودين به ؟ ألم تخلق الأيام هنا رابطاً بينك و بين المكان ؟؟ 
كاريمان : المكان جميل و صنع داخلي فارقا سيبقي بي دوماً لكنني اشتقت كثيراً لهناك 
سالم : هناك .. في قصرك و وسط عائلتك .. أليس كذلك ؟ 
كاريمان : نعم .. إن لي هنا أكثر من شهرين و قد فعل بي الحنين فعلته اسرع مما توقعت 
سالم : ألهذا الحد ؟؟ عندي اقتراح لك .. هل تذهبين في اجازة صغيرة إلي هناك ثم تعودين لتواصلين ما بدأتِ .. ما رأيك ؟؟ 
كاريمان و قد عمتها الفرحة : معقول ؟!!! أوافق جدا جدا جدا .. متي يمكنني الذهاب ؟؟ 
سالم : وقتما تريدين يا أميرة فليس هناك أهم من أن تزيلين شوقك و تقابلين أحبابك ثم تعودين لنا 
كاريمان : أنت كريم جدا .. شكرا لك كثيراً       
عادت كاريمان لقصرها فكأنما روحها عادت لها بعودتها لوالدها و بستانها و أماكنها التي اعتادت عليها، التقت باختها الكبري ثريا و بصديقتها فاتن و عندما قابلت عزيز شكرها كثيرا لتضحيتها و لكنه كان مستمرا في الشجار مع والده من اجل المال و النفقات كعادته ... 
أعطاها سالم هدية قبل سفرها " قط صغير " أسمته لبيب لذكائه الشديد، اصطحبته معها في قصرها و اعتادت عليه كثيرا بل انها كلما نظرت اليه تذكرت عودتها المفترضة إلي هناك و التي أجلتها يوما بعد يوم فبالرغم من حسن معاملته الشديد لها و تحقيقه لكل رغباتها لكن رغبتها الداخلية كانت عدم العودة و لكن واجبها كان يحتم عليها أن تعود!! 
لم يحدد لها يوما او ميعادا و قد استغلت ذلك اسوأ استغلال إلي أن وصلتها رسالة ذات صباح بخط يده مكتوباً فيها كلمة واحدة " اشتقنا ... " 
التقطت فاتن الرسالة و ابتسمت و قالت لها 
فاتن : هل تحول اتفاق الأرض إلي اتفاق آخر أم ماذا؟؟ 
كاريمان و هي تضحك : بالطبع لا ... إنه رجل لطيف و هذه مزحة ليس أكثر .. وجب عليا العودة في أسرع وقت فهناك اتفاق يجب أن انهيه 
فاتن : و هذا رأيي أنا أيضاً .. هناك اتفاق سينتهي و آخر سيبدأ 
كاريمان : لا تطيلي الأمر فليس هناك أكثر مما قلت 
عادت كاريمان ووجدت سالم الأسواني في استقبالها بأعين مترقبة و روحاً شغوفة و قال 
سالم : أشرقت الأنوار يا أميرة .. اشتاقت لكِ الديار 
كاريمان : و انا اشتقت لها ... و لكم...

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 2 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الصندوق السحري   الصندوق السحري - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 29, 2024 6:48 pm


الصندوق السحري
الفصل السابع
كانت عيناه تلمعان و نظراته تود قول الكثير من الكلام لكنه ينتظر و عندما قالت إنها  اشتاقت و لو بشكل عام تأمل كثيراً و رأي أنها قد تكون إشارة القبول .. 
في الصفحة التالية هناك رسمة تشبة تماما اللوحة المعلقة علي الحائط و لكن هنا فارق واحد، الرسمة التي بداخل الكتاب عليها إمضاء بحرفين هما E.M 
لمن هذين الحرفين فهما بالتأكيد ليس لسالم أو ل كاريمان، نظرا مباشرةً للصفحة المقابلة فوجدا سالم قد أحضر صديقه ايفان مانويل و هو صديق فرنسي جاء من بلده منذ عامين و يعمل طبيبا و هوايته الرسم، هو يعمل في المشفي بعد أن انتقل من القاهرة و أعجبه الهدوء و نقاء المكان فاستقر به، أحضره سالم خصيصاً ليرسم صورة ل كاريمان كي يترك داخلها بصمة رقيقة تسعدها 
كانت كاريمان تعرف الفرنسية بينما كان إيفان يتحدث العربية لكن بصعوبة قليلا و قد تعلمها من وجوده في مصر عن طريق الاستماع، كانت الجلسه مرحة و اختلطت فيها اللغتين ف تارة تحدثا بالعربية و تارة أخري بالفرنسية بينما كان سالم هو الصامت الأكبر في تلك الجلسة يستمع إلي ما يقال و مع كل جملة بالفرنسية لم يفهمها كان يرتشف من الشاي بثقة و دون اكتراث... 
بدأت جلسة الرسم فجلست كاريمان كما هو بالصورة و عندما علم إيفان انها تحب القراءة احضر لها أحد الكتب ذو الصفحات الفارغة و هو الكتاب الذي كان بين يدي يوسف و يقرأ منه حكايتها، في تلك اللحظة قدمه لها و قال 
إيفان: يمكنكِ كتابة يومياتك به أو قد ترسمين به إذا اردتي 
كاريمان : شكرا إيفان.. إنه لطف كبير منك 
كان إيفان يمتلك روح فنان فقد توقف ثانيةً قبل أن يبدأ بالرسم و غادر إلي الخارج دون أن يقول شيئاً ثم أتي بعد قليل و في يده باقة زهور وردية صغيرة و هي التي كانت في اللوحة، أعطاها لها و طلب أن تمسكها ليبدأ الرسم 
هنا نظر علاء للوحة التي خلفهما قليلا و لاحظ أن الورد في اللوحة ملقي ع فستان الأميرة بينما في الصفحة فهي تمسكه بين يديها ... هل تلك اللوحة تختلف عن اللوحة التي رسمها إيفان؟؟ 
رد يوسف علي علاء قائلا : ربما ... 
أكملا قراءة الكتاب حيث انتهي إيفان من رسم اللوحة و تناول الجميع طعام الغداء ثم ذهبوا لأخذ القيلولة و هنا دار حديث بين بسمة الوصيفة و كاريمان ... 
بسمة :  سيدتي .. هل تتذكرين ما قلناه ذلك اليوم ؟ 
كاريمان : أي يوم ؟ 
بسمة : يوم وجدنا الصقر الجريح ؟
كاريمان : نعم .. أتذكر ... ماذا تريدين أن تقولي ؟ 
بسمة : أردت فقط أن أسأل ... هل وجدتي حب حياتك أم حتي الآن لا ؟؟ 
ابتسمت كاريمان و قالت : و لم اخترت اليوم خصيصاً لتسألي ؟؟ 
بسمة : مما رأيت يا سيدتي .. الرجل ملئ بالمحبة، يلاطفك و يحضر من يرسم لكِ رسمة، يشير في كل فرصة إلي رغبته ف أن تكونا معاً 
كاريمان : نعم .. و أنا أري ذلك جيداً و لكن ... هل أقبل برأيك؟؟ 
بسمة : بالطبع يا سيدي .. فلولا أنني أعلم مكاني جيداً و أنه ابعد حتي من احلامي لكنت تمنيته، رجل قوي و ثري و نبيل و لطيف .. إنه نصيب جميل يا سيدتي 
كاريمان : امممممم .. احضري لي الأوراق، سأبعث رسالة لصديقتي فاتن 
في الصباح استيقظ سالم في كامل نشاطه و ارتدي ثيابه في بهاء و هو لا يكاد ينتظر حتي يراها علي طعام الإفطار فقد اعتاد رؤية وجهها و التحدث معها و مراقبة ردود أفعالها، تأخرت قليلا فذهب ليقف بالخارج امام البيت فرأي رسالة يحملها أحد الخدام ليبعثها فسأله فعرف أنها مرسلة للمنصورة... 
أخذها بين يديه و رأي خطها عليه، ابتسم و تخيل أنها تحكي لصديقتها عنه، ربما هي مضطربة أو متوترة من قربهما و ربما تشرح مشاعرها، شعر برغبة قوية في فتح الخطاب و قراءته لكنه لا يريد أن يتعدي علي خصوصيتها و لكن بعد إلحاح كبير من رغبته برر لنفسه الأمر أنه فقط يريد معرفة مشاعرها نحوه ليأخذ خطوة للأمام 
دخل سريعا لمكان الخيل بعد أن أشار للخادم بالانتظار، جلس علي كومة من التبن و فتح الرسالة برفق و لهفة 
كان الكلام في البداية عادياً من صديقة لصديقتها لكن سطرين اثنين جعلا عينيه اللتين كانتا تلمعان بالحب قد غطي لمعانهما الغيم، ضغط ع الرسالة بيديه حتي جعلها ك كرة ورق صغيرة جدا ثم ألقاها في معلف الخيول، ظل يدور و يلف في المكان كالمجذوب لا يعرف كيف سيتصرف و تلك الجملتين يرنان في عقله و كأنما سمعهما منها 
" ذلك الرجل، سالم يلوح بحبه لي و انا في داخلي أشعر كأنما هو من البحر و انا من البر، هو قوي لكنه قبلي يبدو و كأنه شيخ القبيلة، يعاملني بلطف لكنني لا استطيع ان أتخطي رائحته التي تفوح بين الحين و الآخر، رائحة الإبل و  الحيوانات ..  رجل لا يناسبني و أشعر بالغرابة لتصوره أننا معاً ... لا أدري ماذا أفعل و كيف أتصرف يا فاتن .. ساعديني "

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 2 239



تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل   الصندوق السحري - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يوليو 02, 2024 9:18 pm


الصندوق السحري
الفصل الثامن
أمسك بتلابيب غضبه و حاول جاهداً ان يخفي ملامح وجهه الحقيقية حينها ثم خرج و أشار للخادم بالانصراف فمضي ثم دخل إلي والدته و أخبرها أنه ذاهب في رحلة عمل طويلة قليلا و عليه الذهاب فوراً، لم يكن في حال يمكنه من مواجهتها أو حتي تجاهلها، لا يمكنه التغاضي و لا يرضي كرامته طردها او اتخاذ اي موقف منها خاصةً الآن فاختار الإبتعاد ريثما يهدأ و يعرف ماذا سيفعل حيالها ... تلك المغرورة المتعالية !!!
ضحك علاء بصوت عالِ ربما لان قصة  الحب تلك لم تكن تروقه كثيراً ع عكس يوسف الذي أشفق علي سالم الذي كُسر قلبه و بشدة ... 
علاء : وقف بقي لحد هنا عشان انا هنام لاني بكره مسافر لبيتنا زي م انت عارف 
يوسف: أنا كمان تعبت و عاوز انام .. هكمل بكره بقي 
علاء : تمام بس ابقي اعملي ملخص لما ارجع عشان اواصل معاك 
يوسف : حاضر .. تصبح ع خير 
استيقظ يوسف صباح الجمعة في العاشرة ووجد ان علاء قد غادر كما قال، نظر للرواية و للصندوق الذي وجدها به و تسائل كيف ستكون النهاية، طوي صفحة أخري ليجد نفسه امام فصل جديد بعنوان " سيدة القصر " 
بدأ الفصل ب رسمة لخاتم لا تقل عراقته و اناقته عن الصندوق بل تزيد!! خاتم من الألماس مرصع بألماسة كبيرة نقية بلون الفيروز علي شكل وردة رقيقة و ع جانبي الوردة تألقت ألماستان صغيرتان باللون الأبيض الشفاف، أخذته تفاصيل الخاتم في دهشة  فهو جميل و عريق لدرجة لا تصدق  فكم بالحري كان يبدو في الواقع .. 
ارتدي ملابسه و ذهب ليشتري طعام للإفطار و عندما نظر داخل محفظة نقوده وجد السبعة جنيهات فجلس في هم فقد أضاع كل ما معه تقريبا و اول الشهر القادم تبقي عليه أكثر من خمسة عشر يوماً، ذهب ليعد الشاي فوجد علاء قد ترك له خمسمائة جنية تحت العلبة التي كُتب عليها " شاي " في المطبخ، ابتسم لأن صديقه ترك له معونة صغيرة لأنه يعي جيداً ظروفه ... 
أخذ المال و ذهب لشراء رغيفين من الفول و الفلافل ليعود بهما و يكمل روايته التي صنعت منه شحاذاً في منتصف الشهر .. 
عاد و اعد الشاي و عندما بدأ في تناول افطاره طرق الباب تلك الطرقة التي يعرفها جيداً و تضايقه، إنها هبة 
فتح لها فقالت انها تريد استرداد " بنسة الشعر " بشكل ضروري، ابتسم يوسف و هو يفهم مقصدها ثم استدار ليبحث عن " البنسة" بينما دخلت هبة و ظلت تنظر هنا و هناك حتي أمسكت بالصندوق و ظلت تنظر فيه يميناً و شمالاً و سألته : الصندوق ده شكله غريب تحس صاحبه كان مهم او غني 
يوسف : آه فعلا تخمينك صح .. المشكلة دلوقتي اني مش لاقي " البنسة " 
هبة : و لا يهمك .. فداك ألف واحدة .. بس بص فيه حاجه بتتحرك جوه الصندوق ده .. بص كده 
أمسك يوسف بالصندوق و رجه فسمع صوت ارتجاج ضعيف لمعدن فقلب الصندوق و ضغط عليه من أسفل فتحرك الخشب قليلا للخارج و ظهر انه درج صغير أسفل الصندوق بشكل مخفي 
هبة بتفاجؤ : ايه ده .. فيه ايه جوه ؟ 
يوسف بارتباك : مش عارف بس ده صندوق بتاع المرحومة خالتي و لسه جايبه ف خليه بقي يمكن فيه جوابات و لا حاجه تخصها 
هبة : طيب .. ع راحتك يا أ / يوسف .. انا همشي بقي و لو انك معزمتنيش حتي ع الفطار ده 
يوسف : أ .... أتفضلي طبعا .. انا بس خايف ع سمعتك لو حد شافك هنا عشان كده معزمتش .. انتي زي اختي برضو 
هبة : اختك .. طيب .. سلام بقي و البقية ف حياتك ف خالتك ربنا يجعلها آخر الأحزان 
يوسف : حياتك الباقية 
اتجهت نحو الباب و يوسف خلفها مباشرة لانه لا يستطيع الانتظار ليعرف ماذا يوجد داخل درج الصندوق.. 
أغلق الباب سريعا و عاد للصندوق، فتح الدرج فكانت المفاجأة الكبري، إنه الخاتم الذي بالصورة، كم هو ثمين و متألق و أعطاه الزمن الذي مر عليه قيمة اضافية .. كان يوسف مبهورا به و بعد تأمله أعاده للصندوق و عاد بشوق للكتاب فلابد من تفسير لوجود ذلك الخاتم... 
     ______________________بقلم elham abdoo 

بدأ الفصل بترقب كاريمان لرد علي رسالتها لكن الوقت مر دون رد فبعثت رسالة أخري تتسائل فيها عن الرسالة السابقة و لكن فاتن قالت أنه لم تصلها  اي رسالة، أضافت فاتن بنصيحة لصديقتها أن تتريث و لا تضيع الفرصة فذلك القبلي به العديد من المميزات و اهمهم انه يحبها، ظلت تفكر و تترقب عودته لكنه لم يعد .... 
أتي إيفان عدة مرات تجاذبا فيهم أطراف الحديث و كشفت لقائتهما عن تفاهم و تقارب في التفكير و الثقافة بل إن إيفان  حكي لها عن حياته في الجنوب الفرنسي قبل مجيئه لمصر و أيضا عن قراره بالبقاء في صعيد مصر و قصة تعارفه علي سالم و الصداقة التي جمعتهما رغم اختلافهما .. 
شعرت كاريمان نحوه بشئ من الإعجاب و تسائلت هل هو أيضا يشعر حيالها بشئ أم لا ... 
بعد مرور قرابة شهر عاد سالم و حاول بكل طاقته ألا يظهر  اي تعبير يجعلها تفهم ما فهمه أو رآه و تعمد خلال تلك الفترة ألا يبقي كثيرا بالبيت إلي أن جاء يوم أخبرها بأنها مدعوة غداً علي مأدبة عشاء فاخرة و أيضا إيفان و بعض المقربين لأنه بصدد اعلان هام... 
ظلت كاريمان طيلة الليل و حتي موعد المأدبة في قلق و خوف فهي تخاف أن تكون تلك المأدبة هي عرض زواج أو شئ من هذا القبيل، لا تدري كيف ستتصرف و ماذا عليها أن تفعل؟ بعد تفكير طويل قررت أن تطلب منه أن يمنحها وقتا للتفكير إن طلب منها الزواج و حينها تفكر كيف سترد عليه .. 
جاء الميعاد و أعدت المأدبة و جلس الجميع و بدأوو بتناول الطعام و الشراب و خلال  ذلك نظرت كاريمان عدة مرات لسالم محاولةً أن تفهم و لكن دون فائدة ثم كانت تنظر لايفان باعجاب و كأنه خارج من احد لوحات فنان أصيل رسمه بدقة متناهية !!
انتقلا لتناول الشاي بعدما رُفعت المأدبة فبدأ سالم بالكلام و قال : 
شكرا لقبولكم الدعوة و لتشريفكم المأدبة و أتمني أن يكون الطعام أعجبكم و تناولتموه بالهناء و الشفاء، انتم لستم فقط اقاربي و اصدقائي بل اعتبركم جزء من حياتي و كياني و قد اتخذت قرارا هاما و اريد مشاركتكم به و أهم من أريدها أن تسمعني اليوم هي الأميرة ... كاريمان 
خجلت كاريمان كثيرا و نظرت له ثم لايفان .... 
استطرد سالم ثم قال : لدي كل شئ، المال و الجاه و القوة و الحمدلله و لكن ينقصني شئ واحد 

قال إيفان: بالطبع سيدة تملأ حياتك 
سالم : اصبت يا إيفان... هذا البيت بحاجه لسيدة، من بعد امي طبعا و لكنني بصدد الاعلان ع مفاجأة قد تصدمكم و ارجو ان تتقبلوا رغبتي بعيدا عن عادات السادة و الخدم و الطبقات و كل ذلك 
أصابت الغرابة الجميع و هم لا يفهمون ما يقصده بالضبط فأكمل قائلا : 
أود بكل قناعة و بعد تفكير طلب يد وصيفتك السيدة / بسمة أيتها الأميرة لتكون شريكة حياتي و نصفي الاخر و ارجو ان تقبلي و اكون شاكرا جدا 
وقع الكلام علي الموجودين وقوع الصاعقة و انصرفت والدته من هول المفاجأة بينما انصرف هو خلفها ليحاول اقناعها بينما ظلت كاريمان بلا حراك تستوعب ما قاله و لا يتردد داخل رأسها سوي كلمتين هما " السيدة بسمة " فمنذ متي بسمة اصبحت سيدة ؟!!! 
بقلم elham abdoo 
#الصندوق 
#الثامن

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 2 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
مــــعدل النشـــــــاط : 625
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل التاسع   الصندوق السحري - صفحة 2 Emptyالجمعة يوليو 05, 2024 6:29 pm


الصندوق السحري
الفصل التاسع 
بينما كان سالم في غرفة والدته يحاول اقناعها بوجهة نظره صعبة الاستيعاب، كانت كاريمان صامتة تحملق في وجه إيفان و كأن نظام تشغيلها قد أصابه فيروس إلكتروني و شل حركته، لم يكن ما سمعه إيفان معتاد بالنسبة له و لكنه كان أقل الحاضرين استهجانا و رفضاً للموقف، حالة الذهول التي أصابت كاريمان استفزته قليلا فقال لها لائماً : 
إيفان: يمكنني تفهم استغرابك و دهشتك و لكن ليس إلي هذا الحد، الا يمكن للانسان أن يحب إنسانا آخر دون أن ينظر للتكافؤ بينهما ؟!! أهذا مستحيل برأيك ؟ 
ردت كاريمان باستنكار : حب !!! ماذا تقول يا إيفان،  كيف حدث هذا الحب و متي ؟ بسمة وصيفتي لا تلتقيه إلا و هي تعبر لتحضر لي غرض او لتبلغه شيئا عني .. فكرة ان يحبها تلك مستحيلة .. فعلته هذه غير مفهومة 
إيفان: أنا حقا لا افهمك فهل يحتاج الحب لوقت ؟؟ شرارة الحب تحدث في لحظة ثم ما بعدها هو ما يتطلب مجهود و فهم و تقارب و هذا ما فعله سالم 
كاريمان بغضب : إيفان لا تغضبني من فضلك ... شرارة ماذا ؟؟!! بسمة نفسها لن تستوعب ما قاله .. هذا جنون!! سأثبت لك حالاً ... 
أشارت لخادم الباب أن يذهب و يحضر بسمة حالا إلي عندها، بعد قليل دخلت بسمة ووقفت أمامها بعد أن انصرف الجميع 
قالت كاريمان في سخرية : بسمة .... أو سيدة بسمة، هل تعرفين من تقدم لخطبتك اليوم ؟؟ 
قالت بسمة في خجل : سيدتي ... اعذريني و لكن لو كان إدريس سائس الخيول فلا تؤاخذيني، قد ألمح لي من قبل و رفضت ... عذرا يا سيدتي 
نظرت كاريمان بنفس ذات السخرية لتثبت لايفان ثم قالت لها : لا ... إنه ليس إدريس بل شخص آخر قد يعجبك عندما تعرفينه 
بسمة  في حيرة : من ؟؟؟
كاريمان : السيد سالم طلب يدك مني يا سيدة بسمة .. ما رأيك ؟؟ 
اتسع بؤبؤ عين بسمة علي أقصي اتساع ووقفت بلا حراك أو رد ثم سقطت مغشياً عليها فيما انتاب كاريمان و إيفان نوبة ضحك هيستيرية بينما قام الخدم بحملها إلي مكانها و حاولوا افاقتها... 
عاد سالم من غرفة والدته بعد أن حاول تهدئتها قليلا، لم ينطلي عليها بالطبع أنه يريد بسمة حقاً فهي والدته و تعي ابنها جيداً لكنها رأت اصراره فصمتت و تركته يخطئ لأننا لا نعرف قيمة الصواب إلا حينما نتألم من الخطأ.
دخل إلي القاعة فوجدها فارغة و علم من الخدم ما جري لبسمة فذهب لغرفتها الصغيرة الملاصقة لجناح الأميرة، وجد خادمتان تحاولان افاقتها بينما وقف إيفان و كاريمان ينتظران و علي وجهيهما علامات الضحك من رد فعلها الذي أظهر غرابة ما حدث بالأكثر 
نظر اليهما بحدة جعلتهما يستقيما في وقفتهما و يخفيا علامات الضحك من ع وجهيهما ثم صرف الخادمتين و جلس إلي جوار بسمة و في رقة و هدوء، التقط زجاجة عطر صغيرة و ضغط علي بالون الهواء لينطلق منها زخة صغيرة استقبلها ع يده، وضع يده  بجانب انفها ثم قال : بسمة ؟؟؟ 
أفاقت بسمة و نظرت فإذ هو إلي جوارها فقفزت من مكانها قفزة سريعة لتقف إلي جانب السرير في خوف و توتر مما أثار ضحك زوج اليمام الواقفين إلي جانب الباب مرة اخري ،نظر اليهما نظرة تحذيرية و أشار لهما ليخرجا فأصاب ذلك كاريمان بالغضب فوقفت في الخارج تستمع بينما غادر إيفان و هو لا يزال مبتسماً من وقع ما حدث ... 
سمعته يقول : بسمة .. هل انتي بخير ؟ 
بسمة بتلعثم و توتر : نعم 
سالم : يبدو انكِ علمتِ بانني طلبتك للزواج ؟ 
بسمة : نعم .. قالت لي سيدتي 
سالم : نعم ... ما رأيك؟؟ 
بسمة : أن.... أنا ..... سيدي ... انا لازلت لم استوعب بعد 
سالم : لا عليك .. انا أتفهم دهشتك و سيكون لديكِ الوقت لتتفهمين و تستوعبين و لكن هل انت موافقة ؟ 
بسمة : سيدي ... هل تريد أن تتزوجني حقاً ؟ 
سالم : نعم... 
بسمة : هل لي أن  أسألك  لماذا ؟ 
سالم : بسمة .. اريدك أن تفهمي أن هناك أمورا لا يجب علينا تحليلها .. فقط حاولي أن تستمتعي و تبدأي عهد جديد في حياتك .. ستكون هناك اياماً كثيرة قادمة جميلة تنتظرك 
بسمة : سيدي ..  انا ... 
سالم : من اليوم انتِ أيضاً سيدة و لا تناد سيدي أو سيدتي لأحد بعد الآن ... أتفهمينني ؟؟
بسمة : نعم 
كانت  كاريمان تستمع خارجاً و الغيظ يأكل قلبها ليس لغيرة علي سالم بل هي لا تستوعب كيف جعل سالم رأسها تستوي مع رأس خادمتها في لحظة بقرار متهور، تلك الفتاة البسيطة أصبحت سيدة، كيف ستتعامل معها بعد الآن حتي تنتهي مدة الاتفاق اللعين هذا ؟؟ 
غادرت كاريمان إلي جناحها عندما سمعت سالم يودع بسمة في لطف قائلا : دمت سالمة  .. تصبحين ع خير 
_____________________________________________
جاء الصباح و الجميع مؤرق و متوتر من ذلك القرار الذي قلب المكان رأسا ع عقب، جلسوا علي مائدة  الافطار فسأل سالم عن بسمة و طلب حضورها و عندما حضرت رمقتها كاريمان ووالدته بالنظرات، غير مصدقات انها ستجالسهم و تأكل معهم فلم يكتف سالم بل بدأ يشرح لهم حفل الخطبة الذي سيعلن فيه لكل البلدة عن شريكته، حدد الموعد بعد اسبوع و بدأت التحضيرات....  
صانعة الأثواب الفاخرة أتت لتأخذ قياسات بسمة و طاهٍ خاص أتي ليعد طعام الحفل و امتلئ منزل الضيوف من المدعوين بينما كانت كاريمان تهرب من ذلك المكان الذي لا تحتمل رؤية ما يحدث به، اقترتب من إيفان جدا في تلك الفترة ووجدت فيه ملاذا من وضع يضايقها وجدت نفسها مجبرة عليه ... 
جاء يوم الحفل و قد أعدت مصابيح ملونة لتبلغ إلي عنان السماء، تجهزت بسمة ووقفت في حلتها الأنيقة الثمينة امام المرآة لا تصدق ما تعيش، جلست في قاعة النسوة  كضائعة في مكان تشعر انه أعلي من امكاناتها، بدأ الرقص و الغناء و الاحتفال و كذلك كان في قاعة الرجال و كانت ليلة تغني بثرائها كل من في البلدة من الصغير إلي الكبير 
تأخرت كاريمان عمدا في الخارج كي لا تقضي وقتا كبيرا في الحفل و عندما وصلت و تجهزت ناداها خادم و قال: إن السيد إيفان ينتظرها في الخارج 
ذهبت له علي الفور فبرغم ان كل ما يحدث يضايقها،كان إيفان هو الوحيد الذي يريحها و تحب الكلام معه و المرور بين الحقول و يدها في يده، أحبت رقته و رسمه و اسلوبه، انتظرت أن يفصح عن مشاعره و لكنه لم يقل بعد، فكرت في طريقها اليه هل يا تري سيقول لها ما تنتظره؟؟! 
ذهبت و كلها اشتياق لتسمع كلمات الحب منه لكنها فوجئت انه سيسافر لبلده فرنسا لظروف طارئة حلت  بعائلته، والده مريض، أصيبت بخيبة امل قليلا لكن لا يسعها أن تقول شيئا سوي 
كاريمان : لا تقلق .. سيكون بخير و ستعود قريبا سالما أن شاء الله 
ودعها سريعا و ذهب بينما عادت هي لحفل الخطبة الذي تود لو يعبر و ينتهي في ثانية 
    ____________________بقلم elham abdoo 
بعد نهاية الحفل كانت كاريمان في طريقها لجناحها فسمعت صوت سالم في غرفة بسمة فجعلها الفضول تتوقف لتسمع كيف اصبحت لغة الحوار بينهما بعد الخطبة 
استرقت النظر للداخل بخفة و خفية فرأته يلبسها عقدا انيقا جدا و  معه سوارا و خاتما من احلي ما رأت فقالت في داخلها : انه حقا يعاملها كسيدة  .. سحقا لهذا ... ماذا سأري بعد  يا ربي 
ذهبت بمكر إلي غرفتها و أخرجت الاسوارة المنشودة و ذهبت لغرفة بسمة و تظاهرت انها لا تعلم بوجود سالم، نظرت لبسمة في تعالي و مدت لها الاسوارة و قالت : 
كاريمان : كنتِ قد طلبتِ مني تلك الاسوارة أن وجدت حب حياتي، بما انك وجدتي حب حياتك هنا فقد اعتبرتها هدية الخطبة .. تفضلي.. خطبة مباركة 
نظر لها سالم و هو يعي جيدا أن كاريمان تريد تذكير بسمة بوضعها القديم فامسك بالاسوارة اولا و ردها إليها و قال : هذا عهد قديم  انقضي ... قد نسته بسمة.. انت بالطبع لا تعرفين عاداتنا هنا .. نحن نقدم الهدايا و الكرم لضيوفنا بمناسبة تلك الخطبة و لذا باسمي و اسمها نقدم لك تلك الهدية 
مد يده بعلبة صغيرة فتحتها فإذ هو الخاتم المرسوم في بداية الفصل، قبلته و داخلها يحترق فقد رد لها الضربة في سرعة متناهية كي تكف عن احتقار بسمة، انصرفت دون كلمة سوي " شكرا " 
بعد انصرافها نظر سالم لبسمة في غير رضي و قال : عليكِ أن تتعلمين كيف تتصرفين كسيدة و كزوجة تليق بي ... دربي نفسك ع هذا ... 
انصرف بينما ظلت بسمة واقفة بين الحيرة و الفرحة لا تعلم هل تنتظرها السعادة ام الألم ....

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 2 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
مــــعدل النشـــــــاط : 625
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل العاشر   الصندوق السحري - صفحة 2 Emptyالجمعة يوليو 05, 2024 6:30 pm


الصندوق السحري
الفصل العاشر
دخلت كاريمان جناحها لتنام لكنها لم تستطع أن تغفو و لو قليلا فكل ما حدث في تلك الليلة لا يضايقها ف حسب بل يدفعها للجنون، حتي إيفان تركها و سافر بعيداً في أكثر وقت تحتاجه فيه، تصرفاته تحيرها فهو يقترب منها كل يوم أكثر ف أكثر و يخاطبها بكل حب لكنه لا يتقدم ناحيتها خطوة واحدة بشكل رسمي جاد بالرغم من انه تكلم معها كثيراً عن حياته و عائلته، موقف غامض غير محدد حتي اليوم و الآن غادر بغتةً دون إنذار ... 
طيلة الليل كانت تأتي و تذهب من يمين المهد إلي يساره، تغمض عيناها فتفكر في سالم و هو يهدي السيدة بسمة مجوهرات تبهر العين فتفتحهما فتتذكر إيفان و تتألم أكثر، قالت في بالها : ألن تنتهي تلك الليلة ؟! 
أشرقت الشمس فبدأ الضجيج، سمعت أصوات الخدم يرفعون اغراضاً و يضعون غيرها، يتحركون جيئةً و إياباً  فخرجت لتري ما الأمر، إنه جناح جديد يتم تجهيزه للسيدة بسمة حتي تنتقل إلي جناح السيد سالم، ترفعت علي أن تذهب لتري لكن الأغراض و التجهيزات كانت توضح كل شئ، لم يعد جناحها فخما أو جميلاً بعد كل ما رأته، امتعضت و ضغطت ع شفتيها دون أن تدري ففاجئها سالم بقوله :
سالم : صباح الخير يا أميرة .. ألن تلقي نظرة علي جناح العروس؟
ردت كاريمان في تحفظ : لا ... ليس لدي وقت فهناك عمل كثير ينتظرني .. لكنني واثقة من كونه جميلاً ... سلمت يداكم 
سالم : سلمتِ يا أميرة .. عملا موفقا لكِ 
تركها و ذهب و هي مازالت في ذهول 
نزلت إلي الأسفل و ألقت الصباح علي والدته و جلست، بادرت بسؤال كاريمان : سيدة بثينة .. هل لك أن تساعديني في اختيار وصيفة لي من خدمكم ؟؟ ان امكن و سوف أرعاها رعاية كاملة ففاجئتها أيضا حين قالت 
الأم : كاريمان .. حبيبتي .. ألم يخبركِ سالم ؟! 
كاريمان : لا .. بمَ كان سيخبرني ؟ 
سالم : هو يري أنه لا داعي لوجود وصيفة خاصة ف كل خدم المكان موجودون و يمكنك طلب ما تريدين من مدير الخدم هنا و هو سيقوم بتكليف من يراه مناسباً 
رفعت كاريمان حاجبيها و فكرت ف الاعتراض و صنع مشكلة لكنها تراجعت لأن هذا لا يناسبها و لكن حتماً سيكون هناك رداً علي وقاحته تلك معها ... 
علمت بسمة بأمر الجناح المخصص لها و كاد عقلها يطير من السعادة، ذهبت لمكانها الجديد و فتحت خزانتها المكتظة بالأثواب و الأغراض الجديدة، ارتدت و تجملت بشكل زائد ثم هبطت للأسفل و ظنت أن سالم بقاعته المعتادة فدخلت و لم تجده ف جلست ع أحد الكراسي بتفاخر شديد و كأنما أمامها حشد عظيم، رفعت رقبتها لأعلي ووضعت رجل علي رجل ثم استقرت في عظمة متناسية ما حولها، دخل سالم للقاعة لينتظر قدوم تاجر لعقد صفقة كبيرة، فوجئ بها و بجلستها الغريبة في أنا متعالية فأدرك ما تحاول فعله، أدرك حجم المشكلة و أطلق زفيراً طويلاً ليهدأ ثم أغلق الباب و اقترب منها و قال : بسمة .. ماذا تفعلين؟ 
بسمة في محاولة لاظهار ثقة بنفسها : أجلس كسيدة .. ألم تقل لي يجب أن أتدرب ؟!! 
سالم : تتدربين!! هنا !! ألا تعي أن تلك القاعة مخصصة للرجال أم نسيتي ؟! كيف تتصرفين كذلك بتسرع؟!!
ارتجفت بسمة من وقع كلامه و توبيخه لها و قامت منتصبة ثم هربت من أمامه في خجل و رآها الجميع تخرج مضطربة من غرفة سالم فضحك البعض و صمت البعض و بالطبع شمتت كاريمان بها .. 
  ____________________________بقلم elham abdoo 
انتظرت عودة إيفان و توقعت خطابا منه يطمئن فيه عليها و لكن لم يحدث، جلست في حديقة القصر تتأمل التغيير  الكبير الذي احدثته في المكان و شعرت بالفخر بنفسها، عبرت من أمامها بسمة دون كلام، فبعد موقف الاسورة أصبحت بسمة تتجنبها و لا تتحدث معها إلا نادراً، قامت بمناداتها فاقتربت بسمة و نظرت لها منتظرة لتسمع فقالت كاريمان : ابتعدنا كثيرا منذ يوم خطبتك يا بسمة ... ألم تشتاقي إلي حديثنا معاً 
بسمة : بلي .. اشتقت بالطبع لكنني أشعر انكِ لا تريدين قربي من بعد الآن 
كاريمان : بالطبع لا ... من قال هذا ؟ و سأثبت لكِ .. هل تعدين لي قهوة فقد اشتقت لطعم قهوتك كثيراً ثم تجلسين و نتحدث معاً ؟؟ 
بسمة : بالطبع ممكن . سأذهب حالاً 
ابتسمت كاريمان و لن تترك هذه الفرصة تعبر هكذا دون استغلال، نادت لاحد الخدام و طلبت منه أن يطلب من السيد سالم بالحضور لأمر ضروري ... 
جاء سالم بعد دقيقتين ووقف أمامها فأخذت تتحدث عن احتياجات البستان و ما تريد فعله و هكذا أمور تحشو بها الوقت حتي تأتي بسمة لتثير أعصابه ... 
رآها قادمة تحمل القهوة لكاريمان، اشتعل الغضب بعينيه فارتجفت يديها و من ثم الطاولة التي تحملها، لكن لا ينفع التراجع فأكملت الطريق و هي تتصبب عرقاً و قدمت لها القهوة، نظر لها نظرة بها ألف معني من لوم ل غضب ل حرج، نظر لكاريمان بقوة و تحدٍ ثم قال بصوت أجش 
سالم : بالهناء و العافية يا أميرة .. اتبعيني يا بسمة .  اريدك لأمر هام 
ذهبت بسمة وراءه بخوف و هي تدعو الله أن تمرؤ تلك الفعلة بخير، دخلت خلفه لغرفة الضيوف بينما اقترب منها كثيراً ثم قال : لن أطيل .. امامكٍ يومان ... سأري مشهد القهوة هذا بشكل معكوس ... اما أن أري تلك الأميرة تعد لكِ القهوة كما أعددتها لها و إما سيلغي كل ما تم و ستعودين وصيفتها كما تريدين لأنك مازلت تتصرفين كوصيفة .. 
نظرت بسمة بضعف و ضيق فهي أُقحمت في صراع لا تقوي عليه ... ماذا ستفعل و كيف ستخرج من هذا المأزق ... لا تدري!!!

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 2 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
مــــعدل النشـــــــاط : 625
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الحادي عشر   الصندوق السحري - صفحة 2 Emptyالأربعاء يوليو 10, 2024 8:11 pm


الصندوق السحري
الفصل الحادي عشر
خرج سالم من غرفة الضيافة غاضباً متحدياً تلك المغرورة غير منتبهاً إلي أنه وضع بسمة بين المطرقة و السندان، تلك الحرب التي اشتعلت بينهما أصبحت هي تدفع ثمناً فيها، ادخلها في المعركة ووضعها في المواجهة و الآن يطلب منها إما تقف أمام الموج و تتخطاه و إما تعود و تلغي الرحلة.. 
وقفت في مكانها كالعامود لا تتحرك فليس أمامها سوي ثمانٍ و أربعون ساعة و هي لا ناقة لها و لا جمل فيما يحدث  
فكرت قليلا هل تذهب عنده و تحاول استعطافه ليلغي تلك المواجهة؟؟ لا بالطبع  لن يوافق أم هل عليها طلب المساعدة؟؟ نعم و لكن ممن ؟؟ من سيساعدها و كيف ؟؟ .. 
تحركت أخيرا لتخرج من القاعة فوجدت أمامها كاريمان التي قالت لها في برودة واضحة : القهوة جاءت في وقتها .. طعمها ممتاز كالعادة .. سلمت يداكِ 
وقفت بسمة تتنهد من حالها و ما يحدث ف سيدتها في الماضي تستكثر عليها نعمة الحاضر و زوجها في المستقبل يستنقص أدائها و يقسو عليها لكن حتما هناك حل لذلك المأزق، لن تقبل بالخسارة فبالرغم من انها تعلم جيدا أن السيد سالم لا يراها كزوجة حتي الآن و تعلم أيضا أنها مجرد دفاع عن كرامته لكنها ستتمسك جدا بما منحته لها الحياة، يكفيها ان تكون جزءا و لو ضئيلا من حياته، يكفيها ان تصبح سيدة بجانبه و في كنفه و رعايته و ربما الأيام تجعله يغير مكانتها في داخله ... 
طرقت باب والدته السيدة بثينة، سيدة خمسينية غير متعلمة لكنها ليست بجاهلة فالحياة مدرسة كبيرة فإذا وضعنا السيدة بثينة في مقارنة صغيرة مع كاريمان هانم ذات العلم و المدارس الأجنبية مع تحييد فارق السن نجد ان السيدة بثينة تفهم في البشر جيداً، علمت ابنها كيف يكون شهما و شجاعا و كيف يؤسس لنفسه عملا و تجارة حتي أنه بعد وفاة والده أدار دفة الأمور جيدا و ضاعف ثروة أبيه و حافظ علي مكانة عائلته بينما كاريمان التي تعلمت في المدارس و أتقنت عدة لغات نجدها عاجزة عن فهم من حولها بداية من سالم مروراً ب إيفان و أخيرا بسمة فهي تحتقرها و تضغطها برغم انها فتاة بسيطة طيبة لا تحتاج فخا ليوقعها بل كتفا يساندها... 
دخلت بسمة للسيدة بثينة و نظرت لها بعينين متوسلتين ففهمت ع الفور انها تريد شيئا فقالت لها 
السيدة بثينة: تفضلي يا بسمة .. ماذا تريدين؟ 
بسمة : عفوا منكِ .. انا اعرف انك لا ترينني مناسبة للسيد سالم و لكنني واقعة في ورطة و اريدك أن تساعدينني ان امكن 
السيدة بثينة : ورطة ماذا ؟ اشرحي لي الموضوع 
بسمة : لن أطيل عليكِ، باختصار قد رآني السيد سالم اقدم القهوة ل كاريمان هانم و هذا اغضبه جدا مني و الآن امهلني يومين اما أن اجعلها تعد لي القهوة و إما تُلغي الخطبة و ينتهي كل شئ 
ابتسمت السيدة بثينة و تأوهت في الوقت نفسه لما يحدث : مازالتِ لا تعرفين كيف تتصرفين كسيدة، بالطبع الوضع كله جديد عليكي .. تقولين عليها هانم و تنادين خطيبك بالسيد .. إن حالتك يرثي لها و إن استمريت علي هذا المنوال ستزداد متاعبك اكثر و لن تستطيعي كسب تلك الفرصة الذهبية التي أتت لك مثل الحلم .. 
بسمة : أعلم أنني ينقصني الكثير، لكنني سأتعلم و سأحاول بذل قصاري جهدي لكنني بحاجه لمساعدة فهل ستساعدينني ؟؟ 
السيدة بثينة: نعم .. سأساعدك لكي أمنحك فرصة أخري اخيرة 
ابتسمت بسمة بسعادة و قالت : ماذا علي أن أفعل ؟؟ 
السيدة بثينة : لن تفعلي شئ الآن حتي أقول لكِ .. سأدبر الأمر أولا و لكن لا تتحركي الا مثلما أقول 
بسمة : هل سأنتظر فقط ؟ 
السيدة بثينة : حتي الآن... نعم 
بسمة : حسنا .. لساني عاجز عن الشكر 
السيدة بثينة : أجلي الشكر حتي نتمم المهمة 
انصرفت بسمة و قد تبدل حزنها و كآبتها بعد أن طمأنتها السيدة بثينة 
 مع الغروب خرجت السيدة بثينة لاحتساء الشاي كالعادة و دعت كاريمان للجلوس معها ليبدأ حوارهما 
السيدة بثينة : كاريمان .. وصيفتك هذه أصبح لها جناح خاص و أصبحت تأتي و تذهب امام عيني كثيرا و هذا لا يريحني 
كاريمان : و انا مثلك تماما و لكن السيد سالم ابنك هو من تسبب في كل هذه الفوضي فماذا نفعل ؟ 
السيدة بثينة : أنا بإمكاني أن اطلب منه أن يأخذ لها بيتا آخر و لكنني لا أود احزانه فلو جعلناها هي من تطلب منه سيكون أفضل بكثير 
راقت لكاريمان الفكرة فتبسمت و قالت : نعم .. فكرة جيدة لكن كيف؟؟
السيدة بثينة: إنها وصيفتك و تعرفينها جيدا .. الا تعرفين كيف تساومينها؟؟ 
كاريمان تذكرت الاسورة و اومأت بالموافقة و قالت : بلي أعرف ... و سأصل معها لصفقة جيدة 
السيدة بثينة: اذن اسرعي فغدا يسافر سالم و غيابه قد يطول و لا أود رؤيتها تحوم حولي كثيرا و انت أيضا ... أليس كذلك ؟ 
كاريمان : نعم .. انتِ محقة 
انسحبت السيدة بثينة بعد أن انهت شايها و ذهبت لجناحها ثم اوصل الخادمة بأن تحضر بسمة سراً إليها، عندما دخلت بسمة قالت لها 
السيدة بثينة: ستأتي لك أميرة الذكاء تلك بعد قليل لتساومك لكي تطلبي من سالم مغادرة القصر ... بذكاء اطلبي منها كوب من القهوة تقدمه لكي أمام سالم ليتأكد أن اعدادك للقهوة كان ع سبيل الصداقة فحسب و يسامحك لانه غضب كثيرا و بالطبع لن تقولي شيئا عن المهلة ... قولي لها بالحرف " أن أعددت لي كوب من القهوة أمامه ففي اليوم ذاته لن نكون معا بنفس المنزل " لا تزيدي أكثر من هذا .. أفهمت ؟ 
بسمة : نعم فهمت و لكن هل سأترك البيت حقا ؟ 
ضحكت السيدة بثينة: لا .. اطمئني و اتركي الباقي لي 
دخلت كاريمان مساءاً  إلي جناح بسمة بعدما تأكدت ان سالم خرج من البيت، قابلتها بوجه بشوش و جلست بالقرب منها و حاولت اقناعها أن وجودها في بيت خاص سيبعدها عن المشكلات و الاحتكاكات فقبلت بسمة طالبةً كوب القهوة بدون أن تزيد حرفاً ع كلام السيدة بثينة 
تفاجئت كاريمان بالطلب فهي أميرة و لم تدخل المطبخ ابدا الا لتعطي تعليمات لمن به و لكنها لا تحتمل وجود تلك السمراء هنا و في جناح أكبر و أفخم من جناحها كأنها السيدة و هي الضيفة، بعد تفكير لعدة دقائق قبلت و اختارت ميعاد الصباح ليكون في حضور سالم ... 
بعد خروجها من جناح بسمة، صعدت فوق المهد و فوق كل قطع الأثاث و هي ترقص بسعادة حتي انها لم تسمع صوت خطوات سالم او طرقه ع الباب فرأته فجأة ينظر مبتسماً و قال : يبدو أنكِ حققتي تقدما سريعا 
بسمة : نعم .. موعدنا غدا صباحا 
سالم : جيدا جدا يا بسمة .. لأول مرة تفشلين توقعاتي و لكنه من دواعي سروري .. تصبحين ع خير  
جاء الصباح و بسمة مستيقظة منذ الفجر تنتظر كوب القهوة المنقذ، بعد قليل تناولوا طعام الإفطار و حان موعد القهوة، جلست السيدة بثينة و سالم و بسمة في الخارج أمام القصر فيما اعد احد الخدم القهوة و اخذتها كاريمان  لتقدمها للجميع في تفاخر  بينما داخلها يأكل بعضه أكلا فقد أتي عليهم يوم تقدم به خدمة الضيافة و السبب هو وصيفتها، جلست و ناولت نفسها كوب قهوتها و جلست في صمت ثم نظرت لبسمة و كأنها تقول الآن حان دورك، رأتها السيدة بثينة فقالت لها : ألم يخبرك سالم يا أميرة؟ 
كاريمان : بم ؟ 
السيدة بثينة: سنقيم تعديلات في المنزل و سنحتاج جناحك و لكن مكانتك محفوظة بالطبع فقد أعددنا لكي منزل الضيوف في الجهة الاخري.. عذرا يا أميرة و لكنها ظروف طارئة ... 
امتعضت الأميرة و أدركت اللعبة و لكن بعد فوات الأوان فقد حسم أمر تلك الجولة لصالح بسمة بفضل السيدة بثينة 
عندما حاولت كاريمان حشر بسمة في الزاوية قالت لها كما اوصتها السيدة بثينة : قد وعدتك أننا لن نبقي في ذات البيت و ها قد تحقق الوعد 😆😆   ....

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 2 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
مــــعدل النشـــــــاط : 625
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثاني عشر    الصندوق السحري - صفحة 2 Emptyالأربعاء يوليو 10, 2024 8:14 pm


الصندوق السحري
الفصل الثاني عشر
ابتسم يوسف و هو يقرأ نهاية فصل " سيدة القصر " فقد رجحت كفة بسمة بفضل السيدة بثينة، صراع القوي و حساب المصالح المشتركة هذا يشبه كثيراً سياسات الدول و الحكومات و لكنه نسخة مصغرة... 
سمع صوت المفتاح يدار في قفل الباب و بالطبع قد عاد علاء ليملأ الشقة ضجيجاً و حياةً و طعاماً لذيذاً اعتاد أن يحضره معه في كل مرة يعود فيها من بلدته 
كان علاء ممسكاً بحقيبة سفر صغيرة و في اليد الأخري هناك حقيبة بلاستيكية ممتلئة تفوح منها رائحة شهية : مساء الفل ع ابو السوف .. جايبلك معايا حبة محشي ورق عنب و بطاية.. بص انا مرضتش اتغذي هناك و جبت الأكل عشان نتغدي سوا 
يوسف بسعادة : و انا جعان بصراحة و الأكل جه ف وقته 
علاء : طب يلا نطلع الأكل و احنا بناكل بقي تحكيلي وصلت لايه ف قصتك 
بدآ إفراغ الطعام علي الطاولة التي أمام الكنبة و فيما هما يأكلان قص يوسف ما حدث من تطورات ثم قام و اخرج الخاتم الماسي من درجه الخفي الصغير فأمسكه علاء و نظر فيه بتمعن ثم قال 
علاء: ده تلاقيه غالي اوووي .. انت عديت يا صاحبي .. بص متكملش القصة و بيعه و انسي الفقر 
ضحك يوسف و قال : أبيع ايه يا بني .. ده يعتبر أثري ... و بعدين ده مش بتاعي 
علاء بغيظ : امال بتاع مين ؟ مش انت اشتريت الصندوق باللي فيه يبقي ملكك .. حد كان قالهم يبيعوا الصندوق من غير م يفحصوه و بعدين انت هتفضل غلبان لحد امتي، دي فرصة و جاتلك . دا انت دفعت ٦ الاف يا راجل 
يوسف : مش يمكن الخاتم ده ليه ورثة ؟!! 
علاء باستهجان شديد : انت عاوز تجنني، ورثة ايه ؟ طب و الورثة دول سابوا حاجتهم ليه لما هي غالية عليهم و تهمهم ؟؟ 
يوسف : م هو ده اللي شاغلني؟ مين الناس صحاب الشقة اللي باعوا الصندوق كده بإهمال و ايه  علاقتهم بالناس اللي ف القصة ؟ 
علاء بغضب و هو يقضم قطعة من لحم البطة : لا بقي .. ده انت مصر تعصبني، خليه يا بني و متبيعهوش و ابقي قدمه للبنت اللي هتنطس في نظرها و تتجوزك 
ضحك يوسف مرة أخري ثم قال : بص انا عشان اريح ضميري هروح بعد المغرب كده للشقة و اسأل هناك يمكن أفهم حاجه .
علاء: اممممم .. طيب .. روح يا شيخ و إلهي ما تلاقي حد او حاجه تعرفها 
يوسف : هههههههههه .. مش هتيجي معايا 
علاء : لا يا عم انا جاي من سفر .. هخش اريح اللقمة و انت روح دوّر عشان الأمانة اللي قتلاك دي 
يوسف : ماشي .. علي فكرة، اكل طنط تحفة زي العادة .. تسلم ايديها 
علاء بتريقة : بالهنا و الشفا يا عم أمين  يا أبو الأمانة ... 
وصل يوسف إلي العقار الذي يحوي الشقة المقصودة، شقة المزاد التي وجد بها الصندوق، وجد حارس العقار جالس علي كنبة صغيرة أمام العقار و في يده كوب من الشاي، اقترب منه و سأله 
يوسف : سلامو عليكم 
الحارس: و عليكم السلام و رحمه الله.. اي خدمة يا باشا ؟؟
يوسف : كنت بس عاوز اسأل عن شقة هنا ؟ 
الحارس: شقة مين ؟ و لا انت عاوز تأجر شقة؟؟
يوسف : لا .. أنا جيت هنا من كام يوم و كان فيه شقة فيها مزاد علي عفش قديم و كده 
الحارس: آه ه ه .. ايوه .. شقة تبع أستاذه ريم 
يوسف : مين ريم دي ؟ 
الحارس بشك و ريبة: لا مؤاخذة يعني .. انت بتسأل ليه و عن ايه ؟ 
يوسف : لا مفيش حاجه .. متقلقش  اصل اشتريت من المزاد و كنت عاوز استفسر منها ع حاجه اشتريتها .. معاك رقمها ؟؟ 
الحارس بتفكير : ايوة معايا .. هي باعت الشقة بعد العفش بس كانت سايبالي رقمها عشان اجبلها مشتري و اخد حسنتي يعني .. استني هكلمهالك و اشوف 
يوسف : تمام .. شكرا يا عمنا 
الحارس طلب الرقم ووضع الهاتف ع اذنه ثم قال: ألو .. أستاذه ريم .. ايه الاخبار ... بقولك .. انتي ف مصر و لا رجعتي بلاد بره تاني ........ امممم طيب كويس ... في واحد جه العمارة و سألني ع حضرتك ........ هو اشتري من العفش اللي اتباع بالمزاد و عاوز يسأل حضرتك عن حاجه ضروري ....... طيب اتفضلي اهو مع حضرتك 
مد الحارس الهاتف ناحية يد يوسف فأخذ يوسف الهاتف و قال : 
صباح الخير يا أ / ريم .... انا يوسف وهيب صحفي .  كنت عاوز اقابلك ضروري لو ينفع ؟ 
ريم : نتقابل؟!!! خير يا أ / يوسف .. هو حضرتك اشتريت ايه من العفش ؟ و عاوز تستفسر عن ايه بالظبط ؟؟
يوسف: حضرتك متقلقيش خالص مني .. انتي متعرفنيش بس انا لقيت كتاب مهم ف المزاد و عاوز اعرف هل حضرتك ليكي علاقة بالمكتوب فيه و لا لا او هل يعني الكتاب ده يخص عيلتكم و لا انتوا لقيتوه ازاي ؟ هل عندك فكرة ؟؟ 
ريم باستغراب: كتاب ايه ؟؟ 
يوسف : م هو عشان كده بقولك نتقابل .. تشوفيه و نتكلم، بصراحة انا قريت جزء منه و عاوز افهم اكتر لو عندك معلومات ؟؟
ريم : طيب .. انا هبعتلك عنوان المرسم بتاعي ع الواتس .. خد رقمي من عم حلمي و ابعتلي و ممكن نتقابل بكره ٨ بالليل ؟؟ يناسبك ؟؟ 
يوسف : آه تمام .. شكرا و معلش ازعجتك 
ريم : لا مفيش حاجه .. مع السلامة 
_____________________________بقلم elham abdoo 

عاد يوسف لشقته و قص ع علاء ما حدث و هما يشربان كوبين من الشاي 
علاء : ياخي انا مش فاهمك، البنت باعت و خلصت و انت اللي بتجري وراها عشان تعرفها، افرض انك قولتلها و اخدت الخاتم هتبقي انبسطت انت كده ؟؟
يوسف : يا بني دي شكلها فنانة و عندها مرسم مش واحدة نصابة و مش لاقيه تاكل 
علاء : و لما هي كده و بتقدر الفن ليه باعت اللوحات اللي كانت ف الشقة ؟ 
يوسف : مش عارف بس كل واحد و عنده ظروفه 
علاء: و ناوي ع ايه بقي ؟ 
يوسف : مش عارف هسيب نفسي للموقف و هو اللي هيحكم 
علاء بأسي: ممممم طيب .. افتح بقي الفصل الجديد خلينا نقرأ شويه و نستمتع 
يوسف: يلا بينا 
_____________________________
فتح يوسف الكتاب و قرأ اسم الفصل الجديد 
          ٤- أعدكَ
نظر سالم لبسمة ثم لوالدته و قد فهم ما تم بالتقريب ثم ابتسم ابتسامة نصر صغيرة بعدما ثأر لكرامته أما كاريمان فقد فهمت أن ثمة اتفاق تم بين السيدة بثينة و بسمة ووقعت هي ف الفخ، غضبت في داخلها و استأذنت حتي تذهب لغرفتها، عندما دخلت جناحها فكرت في المغادرة نهائياً و فسخ ذلك الاتفاق المزعج دون النظر لأي اعتبار و لكن هناك سبب هام استوقفها، إنه " إيفان " فهي تنتظر عودته و قلبها متعلق به، هناك شوق كبير له و لا يربطها به سوي هذا المكان، افتقدت صوته و نظراته و كل شئ جمعهما، تأوهت ثم تنهدت و قررت العدول عن الفكرة و الانتظار مع قبول انتقالها لمنزل الضيوف فربما يعود الغائب و تعود بهجتها معه .. 
_____________________________
في مساء اليوم التالي خرجت من منزل الضيوف لتتمشي بين الزروع المحيطة فوجدت خادماً قادماً نحوها يقول : وصل السيد إيفان و هو بحضرة السيد سالم و الجميع، سأل عنكِ سيدتي فأتيت لابلاغك 
لم تكد كاريمان تصدق ما تسمع، زقزقة العصافير في قلبها و طارت نحو من تحب قبلها لترقص حوله و تحتفل بقدومه، دخلت إلي قاعة الضيافة لتجد إيفان جالساً وسط الجميع و إلي جواره فتاة شابة شقراء، تجمد الدم في عروقها ووقفت دون حراك شاخصة بعيون محمرة إلي تلك الفتاة، نظر لها إيفان بحب ووقف ليحيها 
مد يده إليها ثم قال 
إيفان: كم افتقد أوقاتنا معاً يا أميرة .. أعرفك إلي أختي الصغيرة ... سيمون ..  
ألقت كاريمان التحية ع سيمون التي قابلتها ببرودة و لكنها لم تهتم فقد وقف قلبها عندما رأتها بجواره و كلمة " أختي " كانت بمثابة طوق النجاة
بعد قليل من جلستهم سوياً حضرت بسمة لتجلس معهم بعدما استدعاها سالم فهي لم تعتاد بعد علي حياتها كسيدة فكانت تتجنب حضور المقابلات و تخجل من مواجهة المجتمع خشية أن تخطئ بالكلام أو التعبير، أشار لها سالم أن تجلس عن يساره لان عن يمينه جلست والدته و كاريمان ترقب كل ما يحدث في صمت، سألت سيمون التي كانت تتقن العربية جيداً فقد قضت هنا ثلاث سنوات قبل أن تسافر مرة أخري لفرنسا، هي تعمل مدرسة لغة فرنسية و تهوي تعلم اللغات فأتقنت العربية و الانجليزية و الايطالية و الألمانية، أصر إيفان ع جلبها معه بعد وفاة والدهما كي تغير محيطها و لا تتعرض للاكتئاب .. 
تلقي الاثنان التعازي في والدهما بعدها سألت سيمون عن بسمة التي أتت اخيراً فرد سالم قبلها قائلاً : إنها خطيبتي و سنتزوج قريباً 
قالت سيمون : و ماذا تعمل ؟ 
قال سالم في ابتسامة تكونت ع طرف فمه الأيمن : هي  لا تعمل 
سيمون : أنصحك أن تعملي و لا تكتفِ بكونك زوجة مستقبلية لرجل غني 
قالت كاريمان مستغلة الموقف : كلامك صحيح و لكن كيف ؟ فهي لا تجيد القراءة و الكتابة حتي في  لغتها الأصلية !!
نظر لها سالم محاولاً كظم غيظه: الظروف التي خرجت منها بسمة كانت صعبة فلم تمكنها من التعليم لكن الآن هي عندها كل الوقت و كل الإمكانيات 
قال إيفان في محاولة منه لتلطيف الجو : يمكنني أن أصبح معلما لها إن أردت يا سالم .. اعلمها الفرنسية و الرسم 
قال سالم : و انا أوافق و بشدة و أنا سأعلمها العربية 
نظرت سيمون لبسمة نظرة شفقة لأنها شعرت بتدني مستواها التعليمي فقال لها سالم متحدياً : و ماذا سوف تعملين هنا يا سيمون ؟؟ 
سيمون : سأعمل مدرسة للغة الفرنسية في مدرسة هنا كنت أعمل بها من قبل 
سالم : هل هذا الراتب الزهيد الذي سيأتي منها يكفي ؟؟ فالعلم أحيانا لا يكفي لسد الاحتياجات 
سيمون بضيق : هذه مجرد بداية 
سالم : عندي عرض لكِ ... مقابل ٢٠٠ ورقة نقدية أسبوعيا ستعلمين عروسي الاتيكيت و البيانو؟؟ ما قولك ؟؟
رفعت سيمون حاجبيها لأن العرض لا يرفض و هي بحاجه للنقود فقالت : و أنا قبلت ... 
نظرت كاريمان و هي تبتسم أما داخلها فكان يقول : صنع لها مدرسة داخل البيت ليقوم الجميع ع خدمتها لم يبق الا أنا لأصبح لها معلمة وهنا فوجئت بسالم يوجه لها سؤالاً له مغزي : ألا تريدين أنتِ أيضا المشاركة معنا يأ أميرة ... ف بسمة تحتاج لمن يعلمها الحساب و أظن أنكِ تتقنين الحساب جيداً 
نظرت له بتحدٍ : كنت اتمني لكن ليس لدي وقت للأسف و لكن لا تقلق فعندما تتعلم بسمة الحساب سأكون أنا أول من يلغق لها حساباتها ... أي أصححها لها 
ابتسم سالم بتأني و هو يعي ما قالته و قبل أن يرد أقبل خادم من الخارج ليخبره أن ضابطاً انجليزيا ممن عينتهم سلطات الاحتلال يطلب مقابلته فياتري ... ماذا هناك؟!!!

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 2 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
مــــعدل النشـــــــاط : 625
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصندوق السحري   الصندوق السحري - صفحة 2 Emptyالأربعاء يوليو 10, 2024 8:16 pm


الصندوق السحري
الفصل الثالث عشر
خرج سالم في قلق ليعرف ماذا هناك فوجد ضابطاً في بداية العقد الثالث من العمر ذو بشرة بيضاء كعادة الانجليز، ألقي عليه التحية ثم اصطحبه إلي قاعة الرجال وما إن جلسا حتي أسلمه رسالة موقعة باسم اللورد / دوفرين و هو كان سفير لدولة انجلترا في اسطنبول قبل أن يعين في منصب المندوب السامي البريطاني، كان الاحتلال وقتها حديثا لم يكمل شهراً و قد بدأ الانجليز بتقسيم و تفتيت الجيش المصري ثم عكفوا علي السيطرة ع الحياة الاقتصادية و السياسية و لذا عينوا دوفرين الذي أمر بإقامة خط سكك حديدية يصل من الإسكندرية و حتي ما بعد أسوان .. 
فتح سالم الخطاب و قرأ ما جاء فيه مما استفز مشاعره و اغضبه بشدة فكيف يأت هؤلاء ليخاطبوه بصيغة الأمر بأنهم سيمررون خط السكك الحديدية في منتصف أرضه ووسط حقوله و ليس عليه سوي التنفيذ، اعطوه مهلة قدرها أسبوعاً حتي تأتي المعدات و تبدأ التنفيذ .. بجوار الرسالة كان هناك رسم لأرضه و حدودها و بيان بإحداثيات الارض التي سيتم استقطاعها و التنفيذ عليها 
حاول سالم تمالك أعصابه رغم انه كاد أن يمسك حامل الرسالة المستفزة تلك من رقبته و يعلقه علي باب منزله ليكون رسالة لهؤلاء المحتلين المتغطرسين، طوي الرسالة و اعادها لمظروفها ثم قال له 
سالم : هذا المكان المحدد بالرسالة غير مناسب فهو يفصل الجزء الذي يمد الارض بالماء عن باقي الارض، ستتصحر الأرض بهذا الشكل و لن يعد لها قيمة 
الضابط المكلف: لكن من معرفتي أقول لك أن تلك الأوامر نهائية و ليس بها رجعة ف من الأفضل لك أن تطيع 
سالم بغضب مكتوم ملأ عينيه احمرارا : عجبا ... قد اعددتم كل شئ و لا تريدون حتي المناقشة و نسيتم أن تلك أرضنا ورثناها عن اجدادنا و لنا كل الحق فيها
وقف الضابط المكلف و قال :  يمكنك المجئ لمقر القيادة التابع لنا و تقديم شكوي للسير / دارسي و هو يرفع طلبك للورد دوفرين بالقاهرة و لكنني لا أعدك أن يعود ذلك بالنفع، هذه مجرد محاولة 
اومأ سالم رأسه بفهم الرسالة و لم يرد و قد غطي القهر هامته فهو الذي طيلة عمره شامخاً حراً قوياً أتي عليه الوقت الذي ضعفت فيه حكومة بلاده و أتت عليه سلطة تريد العبث بممتلكاته دون أن يفعل شيئاً.. 
انصرف الضابط من أمامه و هو مازال في مكانه يفكر و يفكر و لا يعرف كيف ستنتهي تلك المهزلة لكن الشئ الأكيد منه هو انه لن يستسلم بتلك السهولة و يترك لهم أرضه فالارض بالنسبة له عرض و شرف و كيان ... 
عاد مهموما لقاعة الضيافة و قص لهم بشكل مختصر انه ذاهب ليستريح في غرفته ليفكر في حل اذا لم ينجح أمر تقديم الشكوي هذا
ظل طوال الليل مؤرقاً فخرج قرب الفجر ليتمشي في أرضه و يشم رائحتها النقية، في طريقه لنزول الدرج للدور الأرضي سمع صوت بكاء خافت جدا يخرج من جناح بسمة فطرق الباب و دخل إلي عندها فوجدها جالسة علي الأرض  في زاوية الغرفة تبكي، نزل ع ركبته و ربت ع كتفها ثم قال 
سالم : بسمة .. لماذا تبكين ؟ و في هذا الوقت ؟ هل حدث شئ ما ؟! 
بسمة : لا ... 
سالم : هل ضايقك أحد ؟
بسمة : لا .. بل أبكي من أجلك 
ابتسم سالم : لم؟ 
بسمة : ذلك الضابط و مشكلة الأرض ... هل سيقبضون عليك ؟ 
ضحك سالم ع بساطتها : لا ... لا تخافي لن يحدث شئ .. سيحل الأمر قريبا .. و لكنني أريد منك شيئا آخر 
بسمة: ما هو ؟ 
سالم : غدا سيبدأ أولي دروسك مع سيمون و أتمني أن تجعلينني فخورا بك 
بسمة : نعم .. سابذل قصاري جهدي يا سيدي 
سالم : ربما عليكِ أن تتعلمي شيئا آخر  ... 
بسمة : أي شئ تريده سأتعلمه 
سالم : عليك أن تتعلمي مناداتي بإسمي بعد الآن .. انا سأخرج للأرض قليلا .. أراكِ علي الإفطار 
اومأت بسمة بالايجاب فتركها و انصرف بينما كانت هي في قمة هرم السعادة فقد حادثها بمنتهي اللطف و شعرت بقربه 
ذهب سالم إلي مقر القيادة ذلك و بعد أكثر من ساعة في الانتظار ادخلوه لمكتب السير/ دارسي الذي قابله مقابلة مقتضبة صغيرة و اشعره كما لو أن تلك الأرض ملكاً لهم و هو  الأجير بالرغم أنها ارض أجداده من مئات السنين، عجب لما يحدث و لذلك التعالي و لكنه سينتظر ربما يأتي رداً مرضياً من القاهرة 
عاد مهموما للمنزل و كان صامتا ع طعام الإفطار بعدها خرج لاشغاله، بعد الظهر جاءت سيمون لتبدأ أولي دروس الاتيكيت مع بسمة، جلسا في الردهة الكبيرة و جاءت السيدة بثينة لتستمع و من بعدها جاءت كاريمان التي جلست في طرف بعيد عنها لأن علاقتهما قد ساءت من بعد لعبة كوب القهوة، سألت سيمون بسمة : هل تعرفين يا بسمة معني كلمة اتيكيت ؟ 
نظرت بسمة و أشارت ب لا فقالت سيمون : الاتيكيت هو فن اللياقة.. هل فهمت ؟
أشارت بسمة ب لا أيضا في خجل فضحكت كاريمان و قالت : كان يجب ع سالم أن يبدأ معها دروس العربية اولا كي تفهم المصطلحات العربية التي تترجم مصطلحات اجنبية و لكن هيهات 
نظرت لها بثينة لائمة و قالت موجهه  كلامها لسيمون : هي ستفهم طبعا و لكن ان بسطتِ لها المعني 
قالت سيمون : نعم .. انتِ علي حق .. اللياقة ي بسمة هي التصرف كما يليق في مقابلة الناس، في الحفلات و المناسبات، علي المائدة و حتي في طريقة الجلوس و المشي و الكلام  .. الآن أريدك أن تقفي ثم تجلسي أمامي
وقفت بسمة ثم نزلت ع الكرسي بسرعة و لكي يقال انها تفهم وضعت رجل ع رجل و جلست بعظمة رافعةً رقبتها كزرافة تقضم أوراق الشجر العالية 
ضحك الجميع فخجلت بسمة و أنزلت رجلها إلي مستوي الأخري فقامت سيمون و جلست بهدوء و لياقة ووضعت رجليها علي جانب واحد ثم وضعت كفيها فوق بعضهما ع أحد فخذيها في ارستوقراطية  و قالت لها : هكذا ؟ 
وقفت بسمة و فعلت مثلها بالضبط فأثنت عليها سيمون و شجعتها و في تلك الأثناء طرق الباب و دخل أربعة من الخدم حاملين البيانو الكبير ذي الكرسي و قد طلبه لها سالم خصيصاً، قامت كاريمان و فتحته ثم جلست و قالت : كم افتقدت عزف البيانو و بدأت تعزف مقطوعة صغيرة فنظرت لها السيدة بثينة بسخافة و غادرت المكان بينما استمر سيمون و بسمة في الدرس... 
____________________________________________
لأكثر من اسبوعين ظل سيمون و إيفان و سالم يشرحون لها و لكنها أبلت حسنا في اللغة العربية و فن الاتيكيت لكن استيعابها كان ضعيفا في الفرنسية و ضئيلا في العزف فكانت كاريمان تعزف عليه يوميا أمامهم و في كل مرة كانت السيدة بثينة تغادر عندما تبدأ هي العزف ...  
في كل يوم كان سالم يذهب ليتابع قضية الأرض لكن السير دارسي كان مسافرا و كلما سأل عن رد الشكوي يقولون انه لم يرد أمر حتي الآن 
_____________________________________________
في صباح أحد الايام جاءت سيمون للدروس كالعادة لكن قبل أن تطلب إبلاغ بسمة بوصولها سألت عن السيد سالم و في يدها باقة زهور، دخلت إلي قاعته و قدمت له الزهور فقبلهم و في داخله غرابة ثم جلست تتحدث ف دلال و قالت : هل تسمح لي أن أسألك سؤالا؟ 
سالم : بالتأكيد 
سيمون : كيف راقت لك بسمة من بين كل الفتيات ؟ 
سالم : و ما بها بسمة ؟ 
سيمون : اعذرني و لكنها ذات استيعاب ضعيف و هيئة غير لائقة بك و ربما حولك فتيات اكثر لياقة و ذكاء 
سالم بضيق مكتوم : ربما تكون بسمة ضعيفة ف التعليم لكنها تمتلك قلبا ليس هناك طيبة في العالم تضاهيه و لم اسمعها قط تتحدث عن احد بسوء مثلك الآن فهي ذات اخلاق رفيعة حتي إن لم تتعلم و رجاء لا تتحدثي عنها هكذا مرة أخري 
كانت بسمة واقفة و سمعت ذلك الحوار و بينما كانت سعيدة بكلام سالم عنها كانت واعية لمحاولة سيمون أن تدخل في عينيه و تسرقه منها و قالت في نفسها : كم أنها فتاة لعوب!! 
انصرفت قبل أن يراها أحد و ذهبت لتنتظرها في الردهة كالعادة 
بعد انتهاء الدرس اجتمع الجميع لاحتساء الشاي و هنا قال إيفان: أود دعوتكم يوم الخميس القادم لحفل عيد ميلاد سيمون الذي سيقام علي مركب " عروس النيل " في الثامنة مساءا و يسرني تشريفكم 
هنأها الجميع بعيد ميلادها فيما عدا بسمة التي نظرت لها بضيق لم تستطع أن تخفيه و ظلت صامته فلاحظت كاريمان ذلك و راق لها فتلك الفتاة  تعاملها بشكل جاف منذ قدومها لسبب لا تفهمه رغم محاولاتها بالتقرب منها لأجل إيفان.... 
_____________________________________________
في يوم الأربعاء السابق بيوم لحفل عيد الميلاد، كان إيفان جالس مع اخته في قاعة الضيوف و أقبلت كاريمان لتجلس معهما فسمعت حديثهما 
إيفان: ما رأيك لو فاجئت كاريمان بطلب يدها في الحفل غداً 
سيمون : ألم تجد سوي حفل عيد ميلادي؟ 
إيفان: أمازالتِ لا تحبينها؟ 
سيمون : نعم .. فتاة مغرورة تعيش كأميرة و هي مجرد ضيفة تعمل لدي سالم .. لا و لم و لن احبها 
قال إيفان بضيق : هل لكِ أن تعامليها بحب من أجلي؟؟ 
سيمون : انت الذي يجب عليك التفكير ملياً قبل خطبتها .. لا داع للعجلة من الأساس 
إيفان: لكنني احبها و هي انتظرتني كثيرا و عليك معاملتها بلطف و إن لم تحبينها 
سيمون : سأحاول لكنني لن أعدك 
دخلت كاريمان عليهما و كأنها لم تسمع ما دار لكنها جلست و هي تقول في عقلها : سأجعل من ذلك الحفل كابوسا يلاحقك بقية عمرك أيتها الشقراء التافهة . فمن يواجهني لابد أن يكون ع قدري !!!! 
انتظروا احداث شيقة جديدة ف الجزء _ ١٤

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Abobakr
"مشرف قسم "
القصص والروايات


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق السحري - صفحة 2 239
Abobakr


تاريــخ التسجيـــــــل : 08/06/2024
مجموع المشاركــات : 146
مــــعدل النشـــــــاط : 625
آوسمتي



الصندوق السحري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الرابع عشر    الصندوق السحري - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يوليو 16, 2024 3:56 pm


الصندوق السحري
#الرابع_عشر 
أقبل الجميع تباعاً إلي القاعة  ليجلسوا سوياً و عندما جلس سالم ظلت سيمون تلقي بسهام نظراتها إليه أما هو فتجاهلها مراراً مع استمرارها دون كلل، لاحظت بسمة ما يحدث فغضبت داخلها لكن خشيتها المعتادة من اتخاذ اي رد فعل تجعلها تصمت دائماً و تجعل كل من له مطمع يتجرأ و يحاول غير آبه لها، نظرت كاريمان لما يحدث و في رأسها يدور شعور الانتقام هنا و هناك أما السيدة بثينة فجلست تتأمل و ترقب دون تدخل و لكنها كعادتها تعي و تسجل كل شئ .. 
السيدة بثينة: بعد قليل ستأتي مدام بيلين لتسلم بسمة الثوب الذي أُعد خصيصاً لمناسبة الغد .. استعدي لاستقبالها يا بسمة .. أومأت بسمة بالايجاب و عندما أقبل الخادم بخبر قدومها نهضت فقالت كاريمان 
: هل أأت معكِ يا بسمة كي أري كيف هو عمل مدام بيلين .. من الممكن أن اجعلها تنفذ اثوابي بعد الآن إن أعجبتني ؟ 
نظرت لها السيدة بثينة بقلق فهناك حتما سبب وراء ذلك الطلب، نظرت بسمة لسالم فأشار لها بإمكانية القبول فقبلت و ذهبا لجناح بسمة لعمل بروفا الفستان... 
في الغرفة ارتدت بسمة فستاناً بلون زهر البنفسج محاك بعناية و مستخدم به ورود صغيرة طبيعية باللون الأبيض، شكله كان جميلا و متقناً لكن كاريمان لم تنتبه حتي لمدام بيلين او تحدثها حتي، كان عقلها في مكان آخر  ... 
بعد انصراف مدام بيلين ذهبت بسمة وراء ساتر تبديل الثياب الخشبي المفرغ و هنا قالت كاريمان : بسمة .. هل ترين ان المعلمة سيمون لطيفة ؟؟ أتروق لكِ 
ردت بسمة في حرج :بصراحة لا .. و انت يا كاريمان هانم؟
كاريمان : أيضا لا تعجبني تصرفاتها 
بسمة : لكن اخوها السيد إيفان مختلف عنها تماما .. رجل في منتهي اللطف 
كاريمان : لماذا إذن لا تروقك ؟ هل بدون أسباب ؟؟ 
بسمة : اريد أن افيض بما داخلي و لكنني اخاف منكِ يا كاريمان هانم خشية ان تتسببي لي بالمشكلات 
كاريمان : حقاً ؟؟ أنسيتِ لعبة كوب القهوة، لم اردها لكِ و مررتها بسلام و ذلك لأنني أحبك و اعرف انكِ طيبة يا بسمة و انك نفذت كلام شخص آخر .. أليس كذلك ؟ 
نظرت بسمة بحرج و قالت : نعم .. لكنك وضعتني بمواقف محرجة فماذا علي أن أفعل ؟ 
كاريمان : لنضع كل ما فات جانبا و نبدأ من جديد .. لا تخافي سيبقي ما تقولينه سرا بيننا و أعدك وعدا حقيقيا أنني لن أضرك بما سأسمع منكِ 
اطمئنت بسمة لأنها تعرف ان كاريمان برغم كل شئ صادقة الوعود فقالت : تلك التي اسمها سيمون، وضعت عينها ع السيد سالم، تكلمه بدلال، أهدته باقة زهور، تتحدث عني امامه بشكل سئ، هو لا يتجاوب معها لكن أفعالها تلك تضايقني كثيراً 
ابتسمت كاريمان و قالت : تلك الشقراء يجب أن نلقنها درسا لا ينسي
نظرت بسمة بخوف و قالت :  ماذا؟؟! 
كاريمان : لا تخافي .. اجعلي قلبك قوياً لنكون فريقا معاً 
بسمة : طيب و مسيو إيفان.. الن يحزن منكِ إن اكتشف شيئا وقتها؟ 
كاريمان : لا أظن أنه سيكتشف شيئا، سنحاول ان يظهر كل شئ طبيعيا ثم أنه يحبني و كان يريد أن يتقدم لخطبتي غدا لكنها تدفعه بعيدا عني لذا وجبت معاقبتها  
بسمة : هل سنصبح فريقا الان ؟؟ 
كاريمان : نعم .. اقتربي لنعد الخطة و الأهداف 
بسمة : ماذا لو لاحظ السيد سالم او السيدة بثينة و غضبوا مني ؟ 
كاريمان : كفاكِ خوفاً يا بسمة، فلكل هدف نسبة مخاطرة و من لا يخاطر لا يربح، ثم إن لام عليك أيا منهما قولي أنكِ فعلت ما فعلت بدافع الغيرة .. هل نبدأ الآن 
بسمة بقلق : فلنبدأ 
في الصباح ذهبت كاريمان باكرا و قطفت باقة زهور صفراء و غلفتها جيداً و أرسلتها مع احد الخدم للقصر فأخذتها بسمة ووضعتها في غرفتها استعدادا لمباراة اليوم .. 
بعد الغروب بدأت كاريمان التجهز للحفل، ارتدت ثوباً احمراً ملكياً سادة مصنوع من قماش الشيمواه و قد صنع لها خصيصا عندما كانت في روما، مغطي الاكمام لكنه مفتوح علي الصدر فتحة متوسطة و عند الوسط هناك حزام له وردة في جانبه، ينسدل بشكل واسع قليلا حتي الاسفل أما قدميها فقد زينتهما بحذاءا أسودا عليه رسمه صغيرة لعصفور صغير ذهبي اللون ع طرف مقدمة الحذاء، زينت رقبتها و بنصرها الأيسر بطاقم من الألماس فريد الصنع أما حقيبتها فقد كانت سوداء صغيرة الحجم وضعت بها احمر شفاه و منديلا يخصها محفورا عليه أحرف اسمها الاولي و بيدها الأخري هدية مغلفة صغيرة اعدتها خصيصا لصاحبة عيد الميلاد ، عندما خرجت من منزل الضيوف و عبرت الممر إلي المنزل الكبير أصابت المنتظرين بالدهشة فهي بالطبع أميرة و لن يباريها أحد في طلتها، رأت الإعجاب الذي تحبه في عيونهم فابتسمت و قالت : بنسوار 
رد سالم بابتسامة : بنسوار و رحمة الله .. هل انتهيتي اخيرا ؟؟ 
كاريمان : نعم ... 
سالم : هل نذهب ؟ 
كاريمان : أيضا ... نعم 
سالم : هيا بنا 
كاريمان : و السيدة بثينة؟ 
سالم : امي لا تذهب للحفلات .. هيا كي لا نتأخر 
أنزل الحوذي السلم ذو الدرجتين و اركب السيدتين ثم ركب سالم و أغلق الباب و انطلقت العربة نحو النيل ليصلا للمركب المقام به الحفل 
دخل ثلاثتهم إلي المركب يتوسطهما سالم و هما كوردتين علي جانبيه، المركب مزينة بكاملها لعيد الميلاد و علي المدخل وقف إيفان و اخته لاستقبال المدعوين، نظرت كاريمان إلي إيفان بحب ثم في أقل من ثانية تحولت نظرتها لخبث حين وقعت ع سيمون ذات الثوب الوردي القصير الذي يظهر أعلي من ركبتيها، تبادلا السلام و التحية ثم أشار لهما إيفان ع طاولة كبيرة تضم جميعهم في وسط المكان، بعد قليل بدأت الفرقة عزف الموسيقي الهادئة فنظرت سيمون لبسمة و قالت في تطاول مغلف بود : أنت بالطبع لم تتعلمين بعد كيف ترقصين .. ما رأيك يا سيد سالم أن تصطحبني للرقص حتي تتلقي بسمة درساَ عمليا ؟ 
نظر لها سالم ببرودة معتادة : اعذريني ... لا استطيع 
سيمون: هل لا تعرف الرقص أيضا؟ 
سالم : بلي .. اعرفه جيدا .. فقد علمتني اياه فتاة فرنسية أيضا 
سيمون بمفاجاة : غريبة . من تلك ؟ 
قال سالم بأسي : كانت زوجتي ... 
انتاب الجميع الغرابة و كانت أكثرهم في ذلك كاريمان فقالت : كيف تقابلتما و كيف تزوجتما؟ 
سالم: جمعتنا الظروف و فرقنا الموت .. لا داعي للاطالة 
لاحظ إيفان حزنه فحاول تلطيف الجو كعادته فقال : ألا تريدين الرقص يا سيمون .. هيا بنا 
ثم مد يده لها و ذهبا للرقص 
أشارت كاريمان بعينيها ل بسمة ثم قامت عن كرسيها و قالت سأذهب للحمام 
لاحظ سالم تناغم النظرات بينهما فسأل بسمة عما يحدث فقالت : ربما نصبح أصدقاء.. 
عادت كاريمان و ظلت واقفة في جانب تراقب حركة النوادل و عندما اقترب النادل ع بعد خمس خطوات من المكان الذي يتحرك الاخوان داخله تحركت و ضغطت بكعب حذائها الرفيع علي قدمه و بيدها دفعته دفعة بسيطة ناحية سيمون و عندما أوقع عليها كل ما بيده و ابتلت عن اخرها تظاهرت كاريمان بالتفاجؤ ثم قالت في برودة : bardon  اي عذرا ثم ذهبت بهدوء للطاولة، ذهبت سيمون في ضيق و حرج لغرفة مخصصة لها لتبديل ملابسها، قام إيفان بمناداة سالم ليسلم ع أحد الحضور و في تلك الاثناء همست كاريمان ل بسمة قائلة : حان  الدور عليكِ فربما ليس لديها ثوبا احتياطيا ثالثاً ..  
ضحكت بسمة ثم قطعت ضحكتها عند إقبال إيفان و سالم ... 
بعد عشر دقائق عادت سيمون و هي لازالت تظن أن ما حدث ليس سوي صدفة 
جاء قالب الحلوي فوقف الجميع ليغنون معها قبل أن تطفئ الشموع، بعد إشعال الضوء و تقديم الحلوي قام إيفان أمام الجميع بمد يده لكاريمان و توسط الحضور ثم اخرج علبة صغيرة من جيب بدلته و قدم لها خاتما ألماسياً مميزاً و قال : هل تقبلين بي زوجاً ؟ 
هزت المفاجأة الأربعة غرف التي في قلبها و جري الدم سريعا في عروقها و الجميع ينتظر ردها بالقبول ليصفق فيما عدا اثنان، سالم الذي امتعض و تألم و لكنه تماسك و سيمون التي لم تحب كاريمان من اللحظة الاولي .. 
قبلت كاريمان قائلة بتأثر : نعم .. نعم أقبل فألبسها الخاتم ثم  عاد الجميع للطاولة بينما انقلب مزاج سالم و بالرغم من هذا هنأهما بالطبع... 
ما إن جلسا أشارت لها بسمة بمعني ماذا سنفعل بعد هذا التطور .. هل ستلغي الخطة ؟! فأجابت كاريمان بعينيها بمعني : لا فهي لازالت مصرة ع الانتقام برغم كل شئ 
جلست بسمة إلي جوار سيمون عمدا و قامت بايقاع كأس أخري من المشروبات التي تقدم ع الثوب الجديد و هنا استشاطت سيمون غضبا فقد تدمر الثوب الثاني .. ما العمل ؟! 
قالت كاريمان في برودة: لدي ثوب آخر احضرته معي  هل ترتديه ؟ 
قالت سيمون دون أن تفكر : لا .. اشكرك 
إيفان: اذن ماذا ستفعلين ؟ 
سيمون: لا أعرف سأذهب إلي الحمام 
إيفان: رجاءً يا كاريمان .. اذهبي وراءها و اعطها الثوب 
كاريمان برقي : ع الرحب و السعة 
ذهبت كاريمان و مدت لها الثوب قائلة : هذا الثوب له ذكري جميلة لا تنسي .. اتعرفين .. كنت ارتديه عندما رأيت إيفان للمرة الاولي و ها قد اكتمل حبنا بخطبتنا .. العقبي لكِ 
اخذت سيمون الثوب بحنق و قالت : ميرسي 
دخلت سيمون داخل باب الحمام الداخلي لترتدي الثوب بينما وقفت كاريمان بالخارج و قالت : هناك مفاجأتين تنتظرانك بالخارج .. سأذهب و انتظرك ع الطاولة .. 
خرجت سيمون و انضمت للجلسة بعد أن ارتدت ثالث ثوب في تلك الليلة 
قالت لكريمان : قولتي أن هناك مفاجأتين تنتظرانني ما هما ؟ 
كاريمان : الاولي هي هديتي لك .. منذ أن علمت بعيد ميلادك و أنا ابحث عن هدية مناسبة ففكرت في رواية بأحد اللغات التي تتقنينها فاخترت الألمانية و ها هي هديتي ، اخذت سيمون الهدية المغلفة بأوراق تشبه الكرتون و فتحتها ثم فوجئت و تغير لونها فسأل إيفان: ما اسم الرواية ؟ فقالت سيمون : الحرباء 
أسرعت كاريمان و قالت : لا تنظري الي اسمها القبيح فهناك داخلها تفاصيل ستعجبك جدا .. صدقيني 
نظر لها إيفان لائماً لكنه صمت فقامت كاريمان بالطرق ع الحديد و هو ساخن و قالت : الهدية الثانية .. هناك شخص يريد التعرف عليك و إن حدث قبول يريد الارتباط بكِ .. هذا أن قبلت بالطبع، قد دعوته للحفل لتتعارفا 
أشارت كاريمان لرجل في الخمسين من العمر، شعره الأبيض أصبح يسود ع الاسود، يرتدي بذلة سماوية، شاربه عريض و طربوشه ع رأسه، جاء و حياهم ثم جلس بينما سيمون تشعر بالامتعاض، حيته بجمود و ظل الجميع ف صمت فقالت كاريمان لتكمل مسرحيتها: السيد رستم هو صاحب مجموعة كبيرة من المشاتل، تعرفت عليه خلال عملي هنا، يود التعرف بكم و التقرب منكم، فعلتها هذه جعلت الجميع في صدمة فكيف تفعل هذا و تقحم هذا الرجل هكذا، شعر الرجل بعدم رغبتهم في مجالسته فغادر سريعاً بينما نظر لها إيفان لائماً فقالت : نعم هو لا يناسبها لكن الامانه تقتضي أن نعطي الرجل فرصة و ليس هناك أسهل من رده 
سيمون : نتعارف!! في الحفل ؟؟ دون علمي كأمر واقع .  هل هذا من اللياقة أيتها الأميرة 
غضبت كاريمان و قالت : كنت أظن انكِ ستفكرين و إما تقبلين او ترفضين .. الموضوع في غاية البساطة 
سالم نظر لكاريمان نظرة ثاقبة بمعني أنني افهم ألعابك فقام بتلطيف الجو و قدم هديته لسيمون التي حاولت الهدوء و فتحتها لتجد سوارا ذهبيا رقيقا اعجبها كثيرا و لكن .... 
لم تعطيها بسمة فرصة لتبرد دمها الذي يغلي فقدمت لها باقة الزهور الصفراء و قالت جملة ركبتها كاريمان قائلة : عرفت أنكِ تحبين الورود عندما اهديتي سالم واحدة حمراء فأهديتك باقة صفراء علي سبيل التغيير او التعبير 🤭🤭
لم تتحمل سيمون كلمات الاخيرة هذه ف اعتذرت لتذهب للحمام بينما نظر سالم لبسمة بلوم و عتاب جعلها تجلس متوترة و صامته طيلة الوقت المتبقي 
امتعض إيفان و ما إن خرجت اخته حتي أنهي الحفلة و ذهبا حتي دون أن يودع خطيبته التي أهانت اخته اليوم بالقول و الفعل 
تلك الليلة و بعدما عاد الجميع ليستريحوا ع فراشهم، لم تعي كاريمان صعوبة ما فعلت فبالرغم من موقف إيفان الا أنها كانت سعيدة و نامت بشعور المنتصرة فعيناها لا تريان عندما تنوي شيئاً أما بسمة فقد سألها سالم قبل أن تدخل جناحها 
سالم : ماذا فعلت اليوم مع سيمون ؟ هذه ليست أنتِ ؟ليست كلماتك و لا طريقتك ؟! 
بسمة بخوف: فعلت ذلك بدافع غيرتي فتلك الشقراء تحوم حولك 
ضحك سالم و قال : اشتم رائحة كاريمان فأنا اعرفها جيداً . لا تجعلينها تستغلك لصالح مواقفها 
بسمة : بل تعاونت معها لكي تكف سيمون عن التودد لك 
تنهد سالم ثم قال : تصبحين ع خير 
_____________________________
جاء الصباح و فوجئت كاريمان بخادمة توقظها لأن السيد إيفان ينتظرها في الأسفل، أبدلت ثيابها بشكل سريع و استعدت لمقابلته، وجدت وجهه متجهماً غاضباً و قال دون حتي أن يجلس : قالت لي سيمون أن أفكر في أمر خطبتنا فلم استمع لكنك تجاوزتِ الحدود و اهنت اختي دون أن تنظري لأي شئ، جئت فقط لأقول لك شيئا واحدا : سيبقي ذلك الخاتم الذي البسته لكِ أمس معك ع سبيل الذكري لأنني لا استرد هدية قدمتها لكنكِ منذ تلك اللحظة لا تعنيني و لستِ بحياتي بأي شكل .. أأسف لمعرفتنا ...
انصرف إيفان و قد انغرست كلماته كسهام في قلبها ف جلست مكانها و بكت بكاءاً شديداً رغم انها نادرة البكاء .. 
نلتقي في الجزء_١٥

SaMeH-DeS يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصندوق السحري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» الصندوق السحري
» تسلسل ماسلو الهرمي هو المفتاح السحري لتنمية شخصيتك والتخلص من نقاط ضعفك في عام 2024

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ديزاين بيست :: المنتديات العامة :: المنتدى العام :: المنـتـدى العــام-
انتقل الى:  

 

أشيائي ممنوعة النشر كل مايحتويه الموقع هي حقوق خاصة لـ ديزاين بيست وعملائي © ,

 

الساعة الأن :
©phpBB | إتصل بنا | التبليغ عن محتوى مخالف