تعتبر الطفولة من أهم مراحل نمو الفرد، ولا سيما إن تلك المرحلة تعرف بأنها التي ينمو فيها الطفل بشكل سريع، وتطور مهاراته، إذ تعتبر مرحلة لاكتساب المعلومات والتعرف على الحياة، وتعلم مهارات جديدة، كما أن الطفل في مراحله الأولى لم يكن قادر على تدبير أموره الحياتية، فيمكنه الاعتماد على والديه، ولا سيما أن الأم هي العائل الأول للطفل، والدرع الواقي له من كل ما يواجه في الحياة.
مرحلة الطفولة
إن الطفولة هي أهم مراحل تكوين الإنسان ففي هذه المرحلة تتكون الدائرة المعرفية للطفل، ويكتسب أهم المهارات، وتتكون لديه الشخصية، لذا يجب الحرص كل الحرص على الاهتمام بتلك المرحلة، وتنمية الأطفال بالشكل السليم، فقد يقف وعي البعض على أن حاجة الطفل تتوقف عند الطعام والشراب، ولكن في الواقع الطفل يحتاج أكثر من ذلك، يحتاج إلى تفهم واحترام، يحتاج رعاية وغرس للمبادئ والقيم، كما يجب أن القدوة لدية تكون حسنة لكي ينشأ سوي ذو خلق ودين، ولا سيما أن هناك حقوق للطفل، يجب الوقوف عندها ومعرفتها حتى لا يظلم الأطفال النشأ[1].
ما هي مراحل الطفولة
لم تكن الطفولة مرحلة واحدة، بل هي عدة مراحل يمر بها كل إنسان، لكل مرحلة منهم خصائصها وطرق التعامل معها، كما أن لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل الفكر الذي يتطلب التعامل معها به، إذ أن مرحلة الطفولة في حياة الأشخاص هي أطول مرحلة يمر بها الإنسان، ويكتسب فيها مهارات ومعارف ومعلومات ومبادئ تستمر معه مدى الحياة، فكثيراً ما يشبه أطباء النفس الإنسان في مراحله المبكرة الاسفنجة القابلة لامتصاص أي شيء، عكس الكبر الذي يصعب فيه التعلم، واكتساب أشياء ومهارات جديدة، كما أن مراحل الطفولة تنقسم إلى ثلاث مراحل وهم:
الطفولة المبكرة: وتبدأ من عمر يوم إلى خمس سنوات، وهي مرحلة من التعرف واكتساب المهارات الحياتية، فيكون فيها الطفل يتعرف على الأشياء لأول مرة، من خلال التلامس والسماع، لذا يحاول دوماً مسك الأشياء، وتذوقها حتى لو لم تكن للأكل، ولكنها يتعرف على الأشياء بهذه الطريقة، كما يبدأ في هذا السنوات بتعلم الكلام تدريجياً وتعلم المشي، حيث تتكون كل الأمور لديه للمرة الأولى.
مرحلة الطفولة المتأخرة أو التالية: وهي مرحلة من عمر السادسة حتى الثانية عشر سنوات، يبدأ الطفل فيها بالتعلم وتكوين مجموعة من الأصدقاء، حيث أن حقوق الطفل في التعليم لا تهاون فيها، فمن حق كل الأطفال الحصول على نفس الفرصة في التعلم، لكي يخرج من بينهم الأطباء والمهندسين والإعلاميين والثوار والأحرار، لكي ينبت جيل سوي مثقف وواع،
مرحلة المراهقة: وهي المرحلة الأخيرة في الطفولة، حيث يبدأ الأطفال فيها بالشعور بأنهم مسؤولون عن أنفسهم، غير متقبلين أن يفرض عليهم أحد شيء، وفي الواقع هي أصعب المراحل التي يمر بها الشخص، كما تشكل عبأ على الأبويين وتكون مزعجة كثيراً، كون التعامل مع الأطفال يجب أن يتغير ويأخذ شكل مختلف تماماً، والخروج من حيز الطفولة إلى الشباب، كما أن تلك المرحلة تنتهي ببلوغ سن الرشد، أي الواحد والعشرين عام.
أهداف حماية الطفل في الدول العربية
تهتم الدول العربية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ومصر بحماية الطفل، حيث إن الدين الإسلامي الحنيف دين السماحة والرعاية، وصى بأن ترعى الأطفال وتنشأ على الدين والسنة، ولا سيما أن الطفولة من أهم المراحل الإنسانية، التي تستوجب رعاية وحنان واهتمام بالغ، وفيما يلي أهم أهداف حماية الطفل في الوطن العربي:
من أهم أهداف حماية الطفل عدم تعرضه لأي أذى لفظي او جسدي أو معنوي، سواء في المدرسة أو الحي الذي يسكن فيه أو حتى من المنزل.
تعريف الطفل بحقوقه، وواجباته، كما تهتم جمعيات حقوق الأطفال بتعريف الأسر بما عليها لأطفالها، وتساعد في عدم انتهاك حقوقهم، ولا التعدي عليها.
تهتم جمعيات حقوق الطفل دوماً بحفظ الأمن والأمان للأطفال، وهو أهم ما يحتاجه الطفل في مراحله الأولى.
العمل على رصد أي معلومات عن إيذاء الأطفال، سواء داخل الأسرة أو في أي مكان يذهب له الطفل، أو في دور الأيتام وخلافها، للحد من العنف ضد الأطفال، وردع كافة التصرفات الغير لائقة.
مساعدة الأطفال في الحصول على الراحة والسعادة في البيئة التي يعيشون فيها، وكبح القهر والظلم.
تنفيذ لقرارات الشريعة الإسلامية والالتزامات الدولية التي تنص على رعاية وحماية الأطفال، وتجريم أي فعل عنيف يصدر تجاههم.
تثقيف الأطفال في مرحلة مبكرة، بمعرفة كيفية دفع الأذى، وذلك من خلال ما تبثه وسال الإعلام من برامج معدة ومجهزة لخدمة الغرض هذا.
أخذ كافة التدابير الوقائية، في حالة تعرض الأطفال للأذى ومعاقبة من قام تجاه أي طفل بسلوك غير ملائم.
وجاءت اللائحة التنفيذية لجمعية حقوق الطفل، بحفظ كافة الحقوق له، والتي تتلخص في عدم إيذائه جسدياً أي عدم تعرضه للضرب، ولا الأذى الجسدي، وعدم الإساءة الجنسية، بعدم تعرض الطفل سواء ذكر او انثى لأي نوع من أنواع الأذى الجنسي أو التحرش، وعدم إيذاءه نفسياً، وعدم تعرضه للسب ولا الإهانة، كما تشمل الحقوق عدم إهمال الطفل، أي عدم التقصير في حقه أو التهاون في تلبية مطالبه الأساسية، وعدم استغلال الطفل تحت أي سبب من الأسباب.
ما هي حقوق الطفل
هناك مجموعة من الحقوق التي يجب مراعاتها لأي طفل، حتى ينشأ بشكل سليم وسوي، وهي التي تضمنها الاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل والتي تتمثل في[2]:
حقوق الطفل في التربية السوية السليمة: وذلك من خلال تربية الأطفال على الخلق السليم، وتعريفه بتعاليم الدين، وتعريفه أساسيات التعاملات الاجتماعية، وتوعيته بأهمية صلة الرحم، وتكوين العلاقات الاجتماعية، وجعله يندمج مع المجتمع.
حق الطفل في التعليم: من حق كل طفل ان يحصل على فرصة مثالية للتعليم، حيث يجب أن يكون كل إنسان قادر على القراءة والكتابة والتعرف على كافة العلوم، لكي ينمو فكره، ويكون فرد مؤثر وواع في المجتمع.
حفظ على الأطفال طفولتهم، وعدم تعرضهم لهتك براءتهم ولا استنفاذ طفولتهم، وذلك بتجريم عمل الطفل تحت السن القانوني للعمل، ومن يقبل بعمالة الأطفال سواء من الاسرة أو من جهة العمل يعاقب قانونياً.
حماية الطفل من الأذى الجسدي او الجنسي: حيث يجب عدم تعرض أي طفل إلى الإيذاء الجسدي، وذلك بعدم ضربهم ولا تعرض أجسادهم الصغيرة للخوف والرعب والألم، وعدم تعرضهم للأذى الجنسي بالتعرض للتحرش أو الاغتصاب، ويعاقب بالعقوبة المشددة، من يستباح الأطفال ويتخطى حرمتهم وينهش أجسادهم الصغيرة.
حق الطفل في العيش دون عنصرية أو تمييز: يجب عدم هتك حرية الأفراد، وعدم التنمر على الطفل، وعدم معاملته على أساس العرق او اللون أو الجنس أو الدين فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات، وعلى الجميع احترام الفرد وخصوصيته[3].
حفظ كافة الحقوق القانونية أو المدنية: حيث تتشابه الحقوق القانونية والمدنية الخاصة بالأطفال في كل البلدان، والتي تشمل منح الطفل أسم وتسجيله في سجلات الدولة، بحمل الجنسية التابع لها، وحق الرعاية الصحية والتطعيمات، والتسجيل في المدارس التابعة للدولة.
الرعاية الصحية من أهم حقوق الطفل أن تراعى صحته، ولا يترك فريسة للأمراض تنهشه، كما أن تطعيم الأطفال من الامراض المحتملة امر مهم، وهو متبع في كافة البلدان، ولا سيما أن الكشف المستمر أحد أهم الأمور الهامة.
تهتم الكثير من الدول بتخصيص حفلات ومناسبات للاحتفال بالأطفال، ومن أهم اللفتات الإنسانية اليوم العالمي للطفل الذي بدأ الاحتفال به للمرة الأولى في عام 1954 بتوصيات من الأمم المتحدة لجعله عيد للطفل، تحتفل به كافة البلدان بالطريقة التي تناسبها، وذلك في المدارس ودور الأيتام، وكافة الأماكن التي ترعى الأطفال، ويكون يوم مميز بتقديم الاحتفالات والعروض، والهدايا للأطفال.
حقوق الطفل في الإسلام
ورغم أن جميع الدول تهتم بحقوق الطفل، ولا سيما إن هناك جمعيات متخصصة في حقوق الطفل، والعناية به، إلا أن الدين الإسلامي الحنيف هو اول وأهم من أهتم بحقوق الأطفال، حيث إن الدين الإسلامي الحنيف جاء دستور كافل لكل الحقوق والواجبات، والتي تتمثل في:
تعليم الطفل: وهذا أحد أهم الحقوق للطفل، حيث إن الدين الإسلامي فرض على الأبوين أن يحرصوا على تعليم أولادهم، وأهم ما يجب تعليمه للطفل هو القرآن الكريم، فهو المعلم الأول والدستور الدائم للحياة.
غرس المبادئ والأخلاق: حيث إن الشريعة الإسلامية، جاءت بكفالة حق الأطفال في التربية على المثل العليا، لكي لا ينبذ ويكره من قبل المجتمع، فالأخلاق الحميدة التي يعتنقها الوالدان، يتوارثها الأبناء.
حق الطفل في اللعب والمرح: يجب عدم كبح حريات الأطفال في اللعب والمرح، حيث إن الإسلام فرض على الوالدان أن يمرحوا مع أطفالهم طيلة السبع سنوات الأولى من حياتهم.
المساواة والعدل بين الأطفال، حيث الدين الإسلامي دين العدل والرحمة، ودين المساواة، حيث نبذ الدين العنصرية والكراهية والتفرقة بين الأولاد.
حضانة الطفل: حيث منح الدين الإسلامي الحنيف للأطفال الحق في أن يعيشوا حياة سوية بين أبويهم، وأن ينشأ كل طفل في حياة سوية وسليمة نفسياً.
رعاية الطفل اليتيم والتكفل به: حيث إن الدين الإسلامي فرض للطفل اليتيم كافة الحقوق التي تجعله يعيش حياة سوية وأن ينشأ في رعاية المسلمين دون الشعور بالنقص، وذلك بالتمتع بحقوق الكفالة والحنان.
الحفاظ على أموال الأطفال: حيث إن الدين الإسلامي وصى بحفظ حقوق الطفل في الميراث، وحفظه له حتى الكبر وبلوغ سن الرشد.
كفل الدين للطفل حق الإنفاق من والده، والرضاعة الطبيعية من أمه أو من مرضعة إن كان هناك أزمة في الرضاعة من الأم.
حق الطفل في إثبات نسبه: وذلك بجعل الزواج الشرعي هو الوسيلة الوحيدة الشرعية لإنجاب الاطفال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ