الصحة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة
لا شك أن الإعاقات النفسية والذهنية والجسدية التي تحدثنا عنها تؤثر سلبياً على الحالة النفسية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يعاني هؤلاء الأطفال من ضغوط نفسية متكررة، وهو ما أشارت إليه إحدى الإحصائيات التي أجريت عام 2018، حيث رصدت الإحصائية معاناة حوالي 17.4 مليون شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة من الاضطرابات النفسية، وكانت هذه النسبة أكثر بمقدار أربعة أضعاف من الأشخاص الذين لا يعانون من أي إعاقات.
بالإضافة إلى مشاكل الإعاقة وما تسببه من ضغط نفسي على هؤلاء الأطفال، هناك بعض العوامل الأخرى التي تؤثر على الصحة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة، وتزيد من احتمال تعرضهم إلى اضطرابات نفسية، من أهم هذه العوامل:
افتقار الأطفال إلى الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة بسبب ارتفاع التكاليف.
عدم توفر المؤسسات التي تقدم الرعاية الصحية والنفسية لذوي الاحتياجات الخاصة في بعض المجتمعات الفقيرة.
تعرض ذوي الاحتياجات الخاصة إلى سوء المعاملة والإهمال أكثر من غيرهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية أكثر من الأطفال الأصحاء.
كيف نهتم بالصحة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة
على الرغم من التحديات الكثيرة التي يواجهها الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن هناك بعض الطرق التي تحقق لهم التوازن النفسي، وتضمن الحفاظ على صحتهم النفسية في أفضل حالاتها. نستعرض في هذا الجزء من المقال كيفية الاهتمام بالصحة النفسية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
الاستشارات الطبية
تعد الاستشارات الطبية من أهم العوامل التي تساهم في دعم الصحة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تساعد العلاجات الدوائية والعلاج النفسي عن طريق الكلام في تخطي كثير من الاضطرابات النفسية التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال.
تواصل أفراد الأسرة مع الطفل
يساعد احتواء أفراد الأسرة للطفل على تجاوز الكثير من مخاوفه بشأن مرضه، أو على الأقل التعبير عنها بمنتهى الحرية، لذا ينبغي أن يتحدث الوالدان باستمرار مع الطفل عن طبيعة مرضه، مع الحرص على منحه وقت يومي للتعبير عن أفكاره، ومساعدته على استعادة ثقته بنفسه.
نمط الحياة الصحي
لا شك أن الحفاظ على نظام غذائي متوازن من أهم الأمور التي تساهم في دعم الصحة النفسية للأطفال، وتقلل من احتمال إصابتهم بالتوتر والقلق، كما تساعد التمارين الرياضية على الحفاظ على استقرارهم النفسي بشكل كبير، وتقلل من احتمال تعرضهم إلى كثير من الاضطرابات النفسية.
التواصل الاجتماعي مع الآخرين
تساهم مشاعر الوحدة والانعزال التي يعيشها بعض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في تعرضهم إلى مشكلات نفسية، لهذا السبب ينبغي أن يساعد الوالدان الطفل على تخطي هذه المشكلة من خلال الاندماج مع دائرة من الأصدقاء المقربين الذين يمنحون الطفل الحب والاهتمام؛ لأن ذلك من أهم الأمور التي تساعد على دعم الصحة النفسية للطفل.
مؤسسات الرعاية النفسية
ظهرت في السنوات الأخيرة مؤسسات تقدم الرعاية النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة، تهدف هذه المؤسسات إلى تقديم الدعم النفسي لهؤلاء الأطفال، من خلال اكتشاف مواهبهم، وتنمية خبراتهم بشكل يساعدهم على الاندماج مع باقي أفراد المجتمع دون شعورهم باختلاف أو نقص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ